العتبة العلوية المقدسة - القاضي النعمان -
» » سيرة الإمام » الامام علي في ضمير الشعراء » ‫شعراء القرن الرابع الهجري » القاضي النعمان

 

القاضي النعمان

( 259 ــ 363 ـ) هـ

 

هو القاضي ابو حنيفة النعمان ابن ابي عبد الله محمد بن منصور بن حيون التميمي المغربي ويعرف في تاريخ الدعوة الفاطمية باسم القاضي النعمان تمييزاً له عن سميه ابي حنيفة النعمان صاحب المذهب السني المعروف .

اختلف المؤرخون في تاريخ ولادته فذهب بعضهم الى انه ولد سنة 259 هـ وقال بعضهم الى انه ولد في العشر الاخير من القرن الثالث ولا دليل على صحة الرأيين لانه لم يصلنا شيء عن نشاته الاولى ولا عن ابائه واسرته الا ما رواه ابن خلكان على ان والده ابا عبد الله محمد قد عمَّر طويلا وانه كان يحكى اخباراً كثيرة ونفيسه حفظها في كبره(

[1]) .

 

فحياة الاسرة غامضة اشد الغموض ولم يحفظ التاريخ شيئا عنها .

اختلف في مذهبيته الاولى فقال بعضهم بانه كان مالكي المذهب وتحول الى المذهب الفاطمي([2]) ، وذهب ابو المحاسن الى انه كان حنفي المذهب قبل ان يعتنق المذهب الفاطمي(

[3]) .

 

تولى النعمان قضاء مدينة طرابلس الغرب في اواخر ايام القائم بأمر الله ومن خلال هذه الفترة عُرف عنه الشيء الكثير ولما بنى المنصور مدينة المنصورية كان النعمان اول من ولي قضاءها بل ولاهُ المنصور القضاء على سائر مدن افريقيا .

 

واصبح النعمان شديد الصلة بالامام الفاطمي مقرباً منه وظل قاضي قضاة هذه المدن الى ان ولى المعز لدين الله الامامة فاشتدت صلة النعمان به حتى انه كان يجالسه ويسايره وقل ان يفارقه حتى اصبح النعمان جليسه ومسايره ووضع النعمان كتابه ( المجالس والمسايرات ) جمع فيه كل ما راه وما سمعه من امامه المعز .

 

ولما رحل المعز من افريقيا الى مصر 362 هـ اصطحب معه القاضي النعمان وكان النعمان اذ ذاك قاضي الجيش وما زال كذلك حتى توفي سنة 363هـ .

قيل عنه ان النعمان كان من اهل العلم والفقه والدين والنبل ما لا مزيد عليه ونقل ابن خلكان عن ابن زولاق ان النعمان بن محمد القاضي كان في غاية الفضل من اهل القران والعلم بمعانيه وعالماً بوجوه الفقه وعلم اختلاف الفقهاء واللغة والشعر والمعرفة بايام الناس مع عقل وانصاف(

[4])   .له مصنفات عديدة منها :

1- جزء من كتاب شرح الاخبار بمكتبة برلين واحضرت دار الكتب المصرية صورة فتوغرافية منه(

[5]) .

 

2- كتاب دعائم الاسلام بمكتبة مدرسة اللغات الشرقية بلندن وفي دار الكتب المصرية صورة فتوغرافية منه .

 

3- تاويل دعائم الاسلام بمكتبة اللغات الشرقية بلندن وفي مكتبة جامعة فؤاد الاول صورة فتوغرافية منه .

 

4- اساس التاويل بمكتبة مدرسة اللغات الشرقية بلندن .

 

5- جزء من كتاب المجالس والمسايرات بمكتبة مدرسة اللغات الشرقية بلندن وفي مكتبة جامعة فؤاد الاول .

 

6- كتاب الهمة في اتباع الائمة بمكتبة مكتب الهند بلندن .

 

7- افتتاح الدعوة .

 

8- كتاب الايضاح .

 

9- القصيدة المختارة .

 

10- القصيدة المنتخبة .

 

11- اختلاف اصول المذهب .

 

12- كتاب التوحيد والامامة .

 

13- مناقب بني هاشم .

 

 

 

نظم ارجوزة في الامامة وفيها يذكر امير المؤمنين  عليه السلام ويمدحه

 

الحمد لله بديع ما خلق

 

 

عن غير تمثيل على شيء سبق (1)



 

بل سبق الاشياء فابتداها

 

 

 

خلقاً كما اراد اذ براها

 

لم يتخذ صاحبة ولا ولد

 

 

 

ولم يكن جل له كفواً احد

 

ولا له من خلقه وزير

 

 

 

ولا شريك لا ولا ظهير

 

سبحانه من ملك جليل

 

 

 

جل عن التشبيه والتمثيل

 

وعن حدود النعت والصفات

 

 

 

والظن والوهم من الجهات

 

من انه لم تره الابصار

 

 

 

 

 

وانه لم تحوه الاقطار

 

ولم تحط بعلمه العقول

 

 

 

ولا له مثل ولا عديل

 

لانه تبارك العلي

 

 

 

ليس كمثله يقال شيء

 

فهو اله صمد معبود

 

 

 

موحد معظم محمود

 

 

 

ومنها في الرد على المخالفين في تناقض عقدهم الامامة :

 

 

 

قد اجمعوا واتفقوا فيما خلا

 

 

 

كمثل ما ذكرت عنهم اولا

 

بانه لا بد من امامه

 

 

 

في حالة الخوف وفي السلامه

 

وانها لازمة موجوبه

 

 

 

عليهم فيما رووا مكتوبه

 

وهي من الدين على ما حدوا

 

 

 

وليس منها للعباد بد

 

والدين مجموع على التفرع

 

 

 

وفي الفرض والسنة والتطوع

 

وهي على اجماعهم قالوا معا

 

 

 

ليست تكون عندهم تطوعا

 

فنبتدي الحجة فيما أصلَّوا

 

 

 

 

 

من ذاك في قولهم وحملَّوا

 

بان نقول ما ترون في رجل

 

 

 

احال فرضاً عن سبيل ما جعل

 

نحو امرئ قال الصلاة اربع

 

 

 

في اليوم والليلة ماذا يصنع

 

به اذا انكر فرض الخامسة

 

 

 

او زاد في الخمس صلاة سادسة

 

او غير الصلاة عن اوقاتها

 

 

 

او حَّول الفروض عن جهاتها

 

او زاد في الزكاة او كان نقص

 

 

 

من فرضها الموجوب بعد ان خلص
 

 

او بدل الجهاد او احالا

 

 

 

فروضه او غَّير القتالا

 

او حال عن فرض من الفرائض

 

 

 

مكذباً به على التناقض

 

معتقداً بان ذاك دينا

 

 

 

فمن مقال القوم اجمعينا

 

بأنه في حالة الكفار

 

 

 

ان مات عن ذاك على الاصرار

 

وذلك اعتقادهم في السنة

 

 

 

اذا احالها امرؤ كانه

 

قال صلاة العيد بعد الظهر

 

 

 

او قبل ان يبدو طلوع الفجر

 

او قبل يوم العيد او من بعده

 

 

 

او حد في الاذان  غير حده

 

او حوَّل الميقات عن جهاته

 

 

 

او أخر الاحرام عن ميقاته

 

او بدل المناسك المستنة

 

 

 

بغيرها مخالفاً للسنة

 

معتقداً بانه المقال

 

 

 

وكل ما خالفه ضلال

 

ومات في ذاك بلا انتزاع

 

 

 

مات على الشرك على الاجماع

 

لان من قد خالف الرسولا

 

 

 

خالف فيما اجمعوا التنزيلا

 

فاثبت الذي راى الامارة

 

 

 

كانت من النبي بالاشارة

 

كفر ابي بكر بنصبه عمر

 

 

 

وكفره لما اتى عنه الخبر

 

بأنه صيرَّها لستة

 

 

 

لما راى ان الحمام غته

 

واثبت الذين قالوا في الخبر

 

 

 

بانه امرهم لما امر

 

بان يولوا بعده اذا قضى

 

 

 

على الخيار منهم من يرتضى

 

كفرهما اذ خالفا وابتدعا

 

 

 

من بعده خلاف ما قد صنعا

 

واوجب الذين قالوا لم يشر

 

 

 

بها ولا اوصى بهم فيما ذكر

 

ذاك عليهما لما تعاقدوا

 

 

 

عليه والمقال فيه واحد

 

فهم على الاجماع في اتصافهم

 

 

 

قد اوجبوا الكفر على اسلافهم

 

فلا يلمنا لائم والاهَّم

 

 

 

من بعد ذا ان نحن كفرنَّاهم
ا

 

اليس للفضل قصدتم اذ زعم

 

 

 

قائلكم فمن مقالهم نعم

 

لا تصلح الامرة للمفضول

 

 

 

قيل لهم فالفضل في المعقول

 

 

 

بما يكون عندكم فقالوا

 

 

 

الفضل قد توجبه خلال

 

اولها السبق الى الايمان

 

 

 

والعلم بالسنة والقران

 

وبالحلال فيه والحرام

 

 

 

والعلم بالقضاء والاحكام

 

والذب في الجهاد بالانفاق

 

 

 

والنفس في السعة والاملاق

 

والزهد والورع ثم استشهدوا

 



 

 

 

لكل ما قالوا على ما عددوا

 

بذكر آيات من الكتاب

 

 

 

تشهد في ذاك على الايجاب

 

 

 

قلنا لهم فمن حوى ما قلتم

 

 

 

 

 

واجتمع الفضل الذي عددتم

 

فيه يفوق عندكم من قد حوى

 

 

 

بعضا وخلى البعض ام هما سوى

 

فلم يروا تسوية الاحوال

 

 

 

بل فضلوا الكامل بالكمال

 

وذاك من امرهم صواب

 

 

 

اذ كل حالة لها ثواب

 

لو كان للدين معا فرضان

 

 

 

 

 

فقام بالواحد دون الثاني

 

من العباد قائم ملازم

 

 

 

وقام بالاثنين منهم قائم

 

كان الذي اتاهما للشاهد

 

 

 

افضل ممن قد اتى بواحد

 

لان من قد جاء بالفرضين

 

 

 

كلاهما يستوجب الاجرين

 

ومن اتى بواحد يستاثر

 

 

 

بواحد وقد عصى في الاخر

 

بتركه قلنا لهم في الرفق

 

 

 

فعددوا جميع اهل السبق

 

قالوا علي قيل وابن حارثة

 

 

 

وابن ابي قحافة في الثالثة

 

ثم ابن عفان عداه الخير

 

 

 

وطلحة الناكث والزبير

 

وسعد وابن عوف والمقداد

 

 

 

وعمر من بعد ما قد كادوا

 

ان يظهروا بجمعهم وجندب

 

 

 

وحسبوا عمار فيمن حسبوا

 

ومنهم فيما رووا سعيد

 

 

وابن الأرت(

[6]) فيهم معدود

 

وذكروا صهيب مع بلال

 

 

 

في حالة السبق مع الرجال

 

قلنا فمن كان من الاصحاب

 

 

 

اعلمهم بالعلم والكتاب

 

قالوا علي وابن كعب منهم

 

 

 

ثم ابن مسعود وعدوا فيهم

 

عثمان وابن ثابت وجابرا

 

 

 

والاشعري ذكروه اخرا

 

قلنا فأهلُ الفقه من هم ؟ قالوا :

 

 

 

ذاك علي معه الرجال

 

كعمر وكابن مسعود روي

 



 

 

 

وكمعاذ قيل فيما قد حكي

 

ومنهم سلمان فيما اثروا

 

 

 

وحدثَّوا عنهم ومنهم جابر

 

قلنا فمن يعرف بالقضاء

 

 

 

قالوا علي اول الملاء

 

ثم ابو بكر وبعده عمر

 

 

 

ثم معاذ في القضاء قد ذكر

 

ثم ابن مسعود على ما خبرَّوا

 

 على ما خبروا

 

 

 

والاشعري في القضاء ذكَّروا

 

قلنا فمن يعرف بالجهاد

 

 

 

قالوا علي قاتل الانداد

 

وعمه حمزة ثم جعفر

 

 

 

وذكروا عبيدة اذ ذكَّروا

 

وذكروا طلحة والزبيرا

 

 

 

ثم سماكا ثم اثنوا خيرا

 

على البرا وذكروا ابن مسلمة

 

 

 

محمداً بالصبر عند الملحمة

 

وابن ابي وقاص في الاخبار

 

 

 

وابن عبادة من الانصار

 

 

 

قلنا فمن يعرف بالانفاق

 

 

 

في حالة اليسر وفي الاملاق

 

قيل علي وابو بكر ذكر

 

 

 

 

 

في ذاك فيما ذكروا ثم عمر

 

ثم ابن عوف ذكروه اذ برع

 

 

 

قلنا فمن يُعَّد في حال الورع

 

 

 

قيل علي وابو بكر معه

 

 

 

 

 

وعمر وابنه قد تبعه

 

وكابن مسعود وكابن الاسود

 

 

 

مقداد وابن ياسر فيمن بُدي

 

بذكره وجندب ووصفوا

 

 

 

سلمان ايضاً في الذي قد عرفوا

 

قلنا واهل الزهد قالوا قد ذكر

 

 

 

رواتنا به علياً وعمر

 

ولابن مظعون به عثمانا

 

 

 

معالم وذكروا سلمانا

 

وذكروا المقداد ايضاً فيه

 

 

 

وجندباً واجتمعوا عليه

 

فلم نجدهم في الذي قد وصفوا

 

 

 

اخلوا علياً في الذي قد عرفوا

 

من حالة منها ولم يستكمل

 

 

 

جميعها سواه فيما قد حصل

 

مع حالة القرابة المعروفة

 

 

 

والصهر والتربية الموصوفة

 

وانه في كل ما ذكرنا

 

 

 

اشهر في الحال التي وصفنا

 

فكيف قد جاز بان يختاروا

 

 

 

عليه ان كان لهم خيار

 

ما اوضح الهدى لهم وانوره

 

 

 

وابين الحق لمن تدبره

 

قد مر فيما مر باب مشبع

 

 

 

حكيت فيه قولهم وما ادعوا

 



 

 

 

على نبيهم من الاشارة

 

 

 

نحو عتيق منه بالامارة

 

حكيت دعواهم على كمالها

 

 

 

وجئت بالحجة في ابطالها

 

ثم اردت ذكر ما قد احتووا

 

 

 

عليه مَّما عرفوا وما رووا

 

وما اتاهم عن النبي

 

 

 

من الاشارات الى علي

 

من ذاك انه على ما سمعا

 

 

 

اول من كان الى الدين دعا

 

واول الناس له بسره

 

 

 

باح وافضى بجميع امره

 

وكان في القديم قد رباهُ

 

 

 

سال في احتضانه اباه

 

وكان عنده بحالة الولد

 

 

 

لم يك في مقامه له احد

 

حتى اذا أرُسل فيهم وانتجب

 

 

 

دعا بني ابيه عبد المطلب

 

من بعد ان هيا لهم طعاما

 

 

 

برجل شاة ودعى الاقواما

 

فاكلوا حتى انتهوا للوسق

 

 

 

ثم سقاهم لبناً في فرق

 

فشربوا منه على ما قد حكوا

 

 

 

 

 

في عل ونهل حتى ارتووا

 

وكان فيمن قد اتاه تسعة

 

 

 

كل امرئ يابى منهم جذعة

 

ويشرب الفرق فقالوا ساحر

 

 

 

فقال من منكم يكون الناصر ؟

 



 

اجعله ما عشت لي وزيرا

 

 

 

وبعد موتي فيكم اميرا

 

فكذبوا مقاله وقالوا

 

 

 

جميع ما تقوله ضلال

 

قال علي انا يا خير الورى

 

 

 

انصر في الله على ما قد ترى

 

وكان من احدثهم حداثة

 

 

 

واظهر القوم معاً رثاثة

 

فقال انت سيد الجماعة

 

 

 

والمستحق بعد موتي الطاعة

 

فانصرفوا يهزون من مقاله

 

 

 

ويعجبون منه في احواله

 

واقبلوا بالمزح في ناديهم

 

 

 

على ابي طالب وهو فيهم

 

كل يقول لم تؤد شيئا

 

 

 

ان لم تطع من بعد ذا عليا
حتى اذا 

 

حتى اذا ما هم بالفرار

 

 

 

من كيدهم وسار نحو الغار

 

واذن الله له بالهجرة

 

 

 

اقامه مقامه للاثرة

 

خليفة في اهله وولده

 

 

 

وكل من خلفه في بلده

 

حتى اذا قر به قراره

 

 

 

وامنت من بعد خوف داره

 

جاء بهم اليه في تلطف

 

 

 

يخفيهم مخافة ويختفي

 

حتى اذا ما كان يوم بدر

 

 

 

قدمّهُ في الحرب راس الامر

 

فقتل الله به اشرافهم

 

 

 

وانهزموا وامكنوا اكتافهم

 

ولم يزل له على كفايته

 

 

 

صاحب امر حربه ورايته

 

ويقتل الاقران والاقاربا

 

 

 

ويهزم الجيوش والكتائبا

 

مُقدماً في كل ما يليه

 

 

 

لم يكُ من مُقدم عليه

 

وكل اصحاب النبي امرا

 

 

 

عليهم النبي منهم امرا

 

 

 

خلا علي قبل في البرايا

 

 

 

في حالة البعوث والسرايا

 

فانه لم يك كان امرا

 

 

 

عليه منهم قط قالوا بشرا

 

وانه قال على الاجماع

 

 

 

للناس بعد حجة الوداع

 

وقد دعاهم ( بغدير خم )

 

 

 

فاجتمعوا اليه كي يُسَّمي

 

لهم ولي امرهم من بعده

 

 

 

فحمد الله بحق حمده

 

وقال اني ازمع الذهابا 

 

 

 

فليبلغ الشاهد من قد غابا

 

ان عليا حل مني فافهموا

 

 

 

محل هارون على ما يعلم

 

من صاحب التوراة موسى فأ

 

 

 

سمعوا ما قلته وما اقوله وعوا

 

ثم دعاه بينهم اليه

 

 

 

وقال وهو رافع يديه

 

يارب وال اليوم من والاه

 

 

 

وعاد ياذا العرش من عاداه

 

وقال فيما جاء في الاخبار

 

 

 

عنه له : أنت قسيم النار

 

لها من العباد كل من ترك

 

 

 

امرك والمطيع منهم فهو لك

 

وقال انت بعد وقت موتي

 

 

 

اول مظلوم من اهل بيتي

 

وانت بعدي تقتل الافراقا

 

 

 

الناكثين البيعة المرَّاقا

 

والقاسطين بعد اخوانهم

 

 

 

تقتلهم وسترى مكانهم

 

والمارقين عنك بالكلية

 

 

 

وفيهم يكون ذو الثدية

 

وقال يوماً وحميرا قائمة

 

 

 

سوف تقاتلين هذا ظالمة

 

وتسمعين قبل ان تنقلبي

 

 

 

من حربه عوى كلاب الحوءب

 

وقال اقضاكم علي والقضا

 

 

 

في غابر الدهر وفيما قد مضى

 

قطب الامارة الذي تدور

 

 

 

عليه في مدارها الامور

 

وهو جماع الفقه والعلوم

 

 

 

وموضع الحاجة للخصوم

 

وكان ان ساله اعطاه

 

 

 

حتى اذا لم يسال ابتداه

 

 

 

وقال فيما جاء في الحكاية

 

 

 

في يوم خيبر ساعطي راية

 

غداً فتى يحبه الجليل

 

 

 

الله ذو العزة والرسول

 

فاحتفل الناس اليه اذ غدا

 

 

 

وكان اذ ذاك علي ارمدا

 

واقبلوا في جمعهم عليه

 

 

 

يستشرفون كلهم اليه

 

كلُّ يودُّ انه يُعطاها

 

 

 

لو ان نفساً بلغت مناها

 

حتى اذا لم يره النبي

 

 

 

ناداه بين الناس يا علي

 

فبَّلغ الدعاء من لديه

 

 

 

فجاءه مغمضاً عينيه

 

فتفل النبي قالوا ودعا

 

 

 

فزالت العلة عنهما معا

 



 

ثم دعى بالراية المؤيدة

 

 

 

فجعلت في يده وقوده

 

فاقتلع الباب من الجلمود

 

 

 

واقتحم الحصن على اليهود

 

وفتح الله على يديه

 

 

 

وصار امرهم معا اليه

 

وكان في ذلك من عجائبه

 

 

 

ما قد يطول القول في مذاهبه

 

واختصه لنفسه من دونهم

 

 

 

اخا غداة كان اخى بينهم

 

وكان من اخره حتى اشتكى

 

 

 

فقال لي من بينهم اخرتكا

 

فانت في حادث كل امر

 

 

 

سيفي ودرعي واخي وصهري

 

انت وصي والامام بعدي

 

 

 

تقضي ديوني وتفي بوعدي

 

وانت في الموقف يوم العرض

 

 

 

تسقي بكأسي امتي من حوضي

 

وانت ياعلي من ارومتي

 

 

 

خُلقت من محض تراب طينتي

 

ولم نزل قدماً على الايام

 

 

 

ننقل في الاصلاب والارحام

 

حتى اذا الماء استتم وانتصب

 

 

 

نصابه في صلب عبد المطلب

 

قسمَّهُ الخالق بالسوَّية

 

 

 

فصار منه النصف بالكلية

 

 

 

في صلب عبد الله وهو مائي

 

 

 

وصار منه النصف باستواء

 

الى ابي طالب كنت انت له

 

 

 

وذاك قول الله لا شريك له

 

في الماء اذ يقول فيما تقرا

 

 

خلق منه نسبا وصهرا(

[7])

 

وقد روى رواتنا فيما ذكر

 

 

 

بانه جمعهم لماَّ احتضر

 

واخذ العهد له علانية

 

 

 

عليهم فيما رووه ثانية

 

فايما اثبت ان حصلتم

 

 

 

من الاشارات التي قد قلتم

 

 

 

ام هذه ؟ وهذه تصريح

 

 

 

دلائل الحق بها تلوح

 

مع ما ابان الله من فضائله

 

 

 

وجاء في الكتاب من دلائله

 

اذ ذكر الرسول منبي عنه

 

 

 

فقال يتلوه شهيد منه

 

وكان قد قال النبي اني

 

 

 

اخبركم ان علياً مني

 

وذاك اذ وجَّه نحو مكه

 

 

 

قالوا عتيقاً واراد تركه

 

 

 

لينبذ العهد معا اليهم

 

 

 

وليقر من براءة عليهم

 

فجاءه عن ربه جبريل

 

 

 

من بعد ان قد نفذ الرسول

 

 

 

بانه ليس يؤدي عنكا

 

 

 

غير علي وهو ، فاعلم ، منكا

 

فوجَّه النبي بالصديق

 

 

 

فاخذ الكتاب من عتيق

 

وسار حتى بلغَّ الرسالة

 

 

 

جميع اهل الكفر والضلالة

 

وانهم قد فاخروه فافتخر

 

 

 

بالسبق والجهاد فيما قد ذكر

 

فافتخروا بالبيت والسقاية

 

 

فانزل الرحمان فيه اية(

[8])

 

وكان قد اخرج من زكاته

 

 

 

في حالة الركوع من صلاته

 

فانزل الله ولي النعمه

 

 

 

في ذاك انه ولي الامه

 

وانهّ أتُي على ما قد روي

 

 

 

نبينا يوما بطير قد شُوي
فسال الله النبي وابتهل

 

فسال الله النبي وابتهل

 

 

 

اليه ان يجلب اليه عن عجل

 

احب خلقه اليه في دعة

 

 

 

بسرعة لياكل الطير معه

 

فقرع الباب علي فابتدر

 

 

 

اليه قالوا انس فيما ذكر

 

فقال قد اسرى به في نومه

 

 

 

يرجو مجيء احد من قومه

 

ثم دعا النبي ايضا فرجع

 

 

 

فردّهُ وعاد قالوا فدفع

 

في وجهه الباب فجاء فدخل

 

 

 

فاخبر النبي بالذي فعل

 

فانكر النبي ذاك فاعتذر

 

 

 

اليه قالوا انس فيما بدر

 

منه وقال اذ سمعت الدعوة

 

 

 

رجوت فيها للهوى والشهوة

 

بان ارى قارع باب الدار

 

 

 

لذاك من قومي من الانصار

 

ولو ذهبت ان أعُد ما له

 

 

 

في الفضل او احكي لكم افعاله

 

لكان في ذاك اذا تصنفا

 

 

 

اضعاف ما اردت ان اؤلفا

 

وانما قصدت في اخباري

 

 

 

عن كل شيء قصد الاقصار

 

لاجعل الكتاب في التسهيل

 

 

 

غير ممل قارياً للطول

 

 

لما اتى عن النبي ما ذكر

 

 

 

للناس في يوم ( الغدير ) واشتهر

 

 

ذاك لهم وصححوا اسناده

 

 

 

تعللوا ليوجبوا فساده

 

 

فاعترضوا جهلا على النبي

 

 

 

فيما دعى فيه الى الوصي

 

 

فقال بعض القوم قد يسمي

 

 

 

على لغات العرب ابن العم

 

 

مولى فكان مخبراً عن حكمه

 

 

 

بانه ابن العم لأبن عمه

 

 

 

 

 

 

 

 

قلنا فهل في ذاك في المقال

 

 

 

عند جميع الناس من اشكال

 

 

ان بني العم على المقاربة

 

 

 

كذاك يدعون على المناسبة

 

 

حتى ينادى فيهم ويجمعوا

 

 

 

ليسمعوا القول الذي لم يسمعوا

 

 

كانكم للدفع والمكايدة

 

 

 

 

 

جعلتم مقاله لا فائدة

 

 

فيه لان كل من كان معه

 

 

 

قد كان ذا علم بما قد سمعه

 

 

وقال قوم كان من اسامة

 

 

 

اليه قول وحكوا كلامه

 

 

بانه قد قال يوماً قولا

 

 

 

ان علياً ليس لي بمولى

 

 

فبلغ القول الى النبي

 

 

 

فقال ما قد قال في علي

 

 

قلنا فان ما ادعيتم قد فسد

 

 

 

لان من اعتق من قد انفرد

 

 

بعتقه فهو لوجه الحق

 

 

 

مولاه من بين جميع الخلق

 

 

فان زعمتم انه كان كنى

 

 

 

في قوله ولم يكن كان عنى

 

 

بانه مولاه في حياته

 

 

 

لكنه بعد انقضا وفاته

 

 

يكون مولاه فانتم كذُبة

 

 

 

لان من خلفه من عُصبه

 

 

فهم مواليه على الكلية

 

 

 

ليس لواحد على القضية

 

 

من بينهم فيما حكي ان ينفرد

 

 

 

في حالة الولا به دون احد

 

 

ولو اراد ذلكم ما خصَّا

 

 

 

به علياً دونهم اذ نصَّا

 

 

وكان قد يقول فيما قد ذكر

 

 

 

لو كان ما ادعيتم وجه الخبر

 

 

من كنت مولاه فاهل بيتي

 

 

 

وعترتي من بعد حين موتي

 

 

 

 

هم مواليه ولكن قالا

 

 

 

ما لم يدع لقائل مقالا

 

 

اليس مولاي الذي قد امسي

 

 

 

في ملكه احق بي من نفسي

 

 

ذلكم الله وانني بكم

 

 

 

احق بالجملة من انفسكم

 

 

وانني مولاكم فاولى

 

 

 

بكم من الانفس ، قالوا ، اهلا

 

 

لذاك انت ، فابتدا المقالا

 

 

 

فقال فيه لهم اقوالا

 

 

تدل عنه انه الامام

 

 

 

من بعده ، عليهما السلام

 

 

اذ خصّهُ بموجبات فضله

 

 

 

منفرداً دون جميع اهله

 

 

واكد الحجة في ولايته

 

 

 

وحذَّر العباد من عداوته

 

 

وامر الناس معا بنصرته

 

 

 

من دون اهل بيته وعترته

 

 

ثم نهاهم بعد عن خذلانه

 

 

 

تأكداً في امره وشانه

 

 

بمثل ما تؤكد الامامة

 



 

 

 

لمَّا اقامه لهم مقامه

 

 

وقال قوم : كان هذا لسبب

 

 

 

وزعموا بانه كان ارتكب

 

 

ذنبا فقال الناس في الاعلان

 

 

 

اخرجه ذاك من الايمان

 

 

فكان ما قال النبي فيه

 

 

 

يبطل ما تأولوا عليه

 

 

 

 

وهذه من اضعف الدعاوي

 

 

 

مع انها في الضعف بالتساوي

 

 

وقوله فيه الذي قد قام به

 

 

 

ليس به من شبهة فيشتبه

 

 

لكنهم بما ادعوا من لبس

 

 

 

كمن تعاطى ستر ضوء الشمس

 

 

وليس في ظاهر ما رووه

 

 

 

ما يوجب القول الذي ادعوه

 

 

لو كان ما قالوه حقا لاكتفى

 

 

 

بان يقول فيه لما وقفا

 

 

ان عليا ثابت الولاية

 

 

 

والدين ، اذ هذا له كفاية

 

 

ولم يكن يوجب بالحقائق

 

 

 

له على جماعة الخلائق

 

 

ما كان قد اوجبه عليهم

 

 

 

لنفسه وهو مقيم فيهم

 

 

والناس قد كانت لهم ذنوب

 

 

 

ومنهم البعيد والقريب

 

 

ولم يكن قام النبي باحد

 

 

 

مقامه فيه ، فهل كان فسد

 

 

اسلامهم وهم قيام عنده ؟

 

 

 

اذ قال ذاك في علي وحده

 

 

وقال قوم : هذه الحكاية

 

 

 

كمثل قول الله في الولاية

 

 

للمؤمنين انهم في الفرض

 

 

 

الاولياء بعضهم لبعض

 

 

قلنا فهل هم قبل ما كان ذكر

 

 

 

كانوا على علم بذلك الخبر ؟

 

 

قالوا : نعم ، قلنا فليس يعدو

 

 

 

قول النبي في الذي يُحد

 

 

من ان يكون مثل ما قد قلتم

 

 

 

سوّاهُ بالناس كما ذكرتم

 

 

فكان فيما قال في ولايته

 

 

 

كواحد منهم على حكايته

 

 

ولم يكن فضله اذ خصهُ

 

 

 

من دونهم بفضله ونصهُ

 

 

فكان فيما تزعمون قائلا

 

 

 

تكلفّاً منه مقالا باطلا

 

 

والله قد براه في المعروف

 

 

 

من قوله الحق من التكليف

 

 

او ان تكونوا فيه قد اقررتم

 

 

 

بالحق فيما قاله ، فقلتم

 

 

ان ولاية النبي المرضي

 

 

 

خلاف ما لبعضكم من بعض

 

 

 

 

فقد ابانه بقول مجمل

 

 

 

بمثل ما كان له مما ولي

 

 

وليس في الواجب ان يستثنى

 

 

 

بقوله شيء بغير معنى

 

 

وكل فضل للنبي وحده

 

 

 

يحمله القول يصير بعده

 

 

بمجمل القول الى علي

 

 

 

بظاهر الحكم من النبي

 

 

ما أبين الحق وما أقلهُ

 

 

 

جعلنا الله جميعا اهله

 

 

لتكمل الراحة بالائمة

 

 

 

ويعبد الله وتنجو الامة

 

 

ذكر الحجة عليهم فهم

 

 

 

رووه عن ائمتهم من جهلهم وظلمهم  وظلمهم

 

 

رووا عن الاول فيما قد نسب

 

 

 

رواتهم اليه انه خطب

 

 

فقال في غير مقام البغتة

 

 

 

في مهل يا قوم كانت فلته

 

 

بيعتكم اياي وقى شرها

 

 

 

ربي ، وقال اذ ابان امرها

 

 

من بعده الثاني كما قد قالا

 

 

 

وزاد ما يزيدها ابطالا

 

 

فقال ، من عادلها في فعله

 

 

 

فانتم في سعة من قتله

 

 

فاوجب القتل عليهم معا

 

 

 

 

 

وهو الذي في عقدها كان سعى

 

 

وقد رووا ان ابا بكر ذكر

 

 

 

في خطبة قام بها فيمن حضر

 

 

فقال فيما قال قد وليتكم

 

 

 

ولست اذ وليتكم بخيركم

 

 

وفيكم ، والله ، خير مني

 

 

 

فليبلغ الشاهد منكم عني

 

 

وان شيطانا ليعتريني

 

 

 

بالمس حينا منه بعد حين

 

 

فان غضبت فهو في جواري

 

 

 

مثلت بالاشعار والابشار

 

 

فنكبَّوا اذا امتلأت غضبا

 

 

 

عنيَّ ، لا تلقون مني تعبا

 

 

ونصبا وان رايتموني

 

 

 

زللت في امر فقوموني

 

 

فهل يكون مثل هذا في النظر

 

 

 

يصلح ان يرعى جمالاً او بقر

 

 

فضلاً بان يرعى من الاسلام

 

 

 

مقاطع القضاء والاحكام

 

 

وان يكون موضع الرسول ؟

 

 

تباً لنقص الراي والعقول(

[9])







 

                                                  



([1] ) وفيات الاعيان / ج2 / 166 .

([2] ) المصدر نفسه  .

([3] ) النجوم الزاهرة / ج4 / 222 .

([4] ) وفيات الاعيان / ج2 / 166 .

([5] ) طبع هذا الكتاب كثير بعنوان دعائم الإسلام بجزأين واعتبره العلامة المجلسي أحد مصادر كتاب الكبير بحار الأنوار .

(1) غديريته المششار اليها هي منظومة في الامامة كبيرة طبعت بتحقيق اسماعيل قربان .

([6] ) أي خباب ابن الأرت المتوفي في الكوفة سنة 37 هـ .

([7] ) إشارة الى قوله تعالى (( خلق من الماء بشراً وجعله نسباً وصهرا )) .

([8] ) هي قوله تعالى (( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (التوبة: من الآية19) .

([9] ) ينظر الأرجوزة المختارة / القاضي النعمان / تحقيق / إسماعيل قربان .