نسب أمير المؤمنين ووالداه
إنّ أُرومة الناس دليلٌ على شخصيّتهم وفكرهم وثقافتهم . فأُولوا النزاهة والصلاح والعقل والحكمة ينحدرون ـ في الغالب ـ من أُسَر كريمة طيّبة مهذّبة ، وذووا السوء والقبح والشرّ غالباً هم ممّن نشأ في أحضان غير سليمة ، وانحدر من أُصول لئيمة . ويتجلّى القسم الأوّل في الأنبياء ـ الذين هم عِلْية وجوه التاريخ ، وقِمم الشرف والكرامة والعزّة ـ ومَنْ تفرّع من دوحاتهم ، ورسخت جذوره في بيوتاتهم الرفيعة .
وكانت لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) جذور ضاربة في سلالة طاهرة كريمة ، هي سلالة إبراهيم ( عليه السلام ) ، فهو كرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في ذلك ، وإبراهيم ( عليه السلام ) هو بطل التوحيد ، الراغب إلى الله ، المُغرم بحبّه ، وهو الواضع سنّة الحجّ ، رمز العبودية ومقارعة الشِرك . وهكذا فالحديث عن جُدود النبي ( صلّى الله عليه وآله ) حديث عن جدود عليّ ( عليه السلام ) ، والكلام عن سلالته ( صلّى الله عليه وآله ) هو بعينه الكلام عن سلالة أخيه ووصيّه ( عليه السلام ) ، قال (صلّى الله عليه وآله ) في أسلافه : ( إنّ الله اصطفى من وِلد إبراهيم إسماعيل ، واصطفى من وِلد إسماعيل بني كِنانة ، واصطفى من بني كنانة قريشاً ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ) (
[1])
. وهكذا فبنو هاشم هم صفوةٌ اختيرت من بين صفوة الأُسَر ، ورسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وعليّ ( عليه السلام ) هما صفوة هذه الصفوة ، قال الإمام ( عليه السلام ) واصفاً سلالة النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) : ( أُسرَتُه خير الأُسَر ، وشجَرته خير الشجَر ; نَبَتت في حرَم ، وبَسَقت في كَرَم ، لها فروعٌ طِوال ، وثمَرٌ لا يُنال ) (
[2])
. وهذا الثناء ـ بحقّ ـ هو ثناء على سلالته ( عليه السلام ) أيضاً ، حيث قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( أنا وعليّ من شجرة واحدة ) . وقال : ( لحمُه لحمي ، ودمُه دمي ) وعلى هذا يكون بيت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وبيت عليّ هو بيت النبوّة ، وأُرومتهما أُرومة النور والكرامة ، وهما المصطَفَيان من نَسل إبراهيم وبني هاشم ، مع خصائص ومزايا سامقة : كالطهارة ، والفصاحة ، والسماحة ، والشجاعة ، والذكاء ، والحياء ، والعفّة ، والحِلم ، والصبر وأمثالها. ناهيك عن منزلتهما المرموقة العلَيّة بين قبائل العرب بأجمعها .
عن مُصعب بن عبد الله : هو عليّ بن أبي طالب بن عبد المطَّلب بن هاشم بن عبد مَناف بن قُصَيّ بن كِلاب بن مُرّة بن كَعْب بن لُؤَيّ ابن غالب بن فِهْر بن مالك بن النَّضْر بن كِنانة بن خُزَيْمة بن مُدْرِكة بن إلياس بن مُضَر بن نَزار بن معدّ بن عَدنان . واسم أبي طالب عبد مَناف(
[3])
وقال ابن ابي الحديد : هو أبو الحسن عليّ بن أبي طالب ـ واسمه عبد مَناف ـ ابن عبد المطّلب ـ واسمه شَيْبة ـ ابن هاشم ـ واسمه عمرو ـ ابن عبد مناف بن قصيّ(
[4])
وقال الإمام عليّ ( عليه السلام ) ـ من كلام له على منبر البصرة ـ : ( اسم أبي : عبد مَناف ، فغَلَبت الكنية على الاسم ، وإنّ اسم عبد المطّلب : عامر ، فغلَب اللقب على الاسم ، واسم هاشم : عمرو ، فغلَب اللقب على الاسم ، واسم عبد مَناف : المغيرة ، فغلب اللقب على الاسم ، وإنّ اسم قصيّ : زيد ، فسمّته العرب مَجمَعاً ; لجمْعه إيّاها من البلد الأقصى إلى مكّة ، فغلَب اللقب على الاسم ) (
[5])
قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( خُلقت أنا وعليّ مِن نورٍ واحد . . . فلَم يزل ينقلنا الله عزّ وجلّ مِن أصلابٍ طاهرة ، إلى أرحامٍ طاهرة حتى انتهى بنا إلى عبد المطّلب ) (
[6]).
وتمام نسبة الى ادم كا ياتي
هو سيد الأوصياء وإمام الأتقياء وابو الأئمة النجباء أمير المؤمنين عليه السلام وخليفة رسول رب العالمين وقائد الغر المحجلين شمس المشارق والمغارب مظهر العجائب والغرائب أبو الحسنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم عمرو العلى بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوي بن غالب بن فهر بن مالك بن النظر ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن ادبن أو دبن ناحور بن يعود بن يعرب بن يشجب بن ثابت بن اسماعيل عليه السلام بن ابراهيم خليل الرحمن عليه السلام بن تارخ بن ماخور بن ساروغ بن ارعواء بن فالغ بن عابر بن شالخ بن ارفخشد ابن سام بن نوح عليه السلام بن لمك بن متوشلخ بن اخنوخ بن برد بن مهلاييل بن معسوف ابن أنوش بن شيث عليه السلام بن آدم أبي البشر عليه السلام وقيل عدنان بن أددبن نام بن يشجب ابن يعرب بن الهميسع بن صانوع بن يافث بن قيدار بن اسماعيل بن ابراهيم بن تارخ ابن ناحور بن ارعواء بن اسروح بن فالح بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح بن متوشلخ بن اخنوخ بن مهلاييل بن قينان بن انوش بن شيف بن آدم عليه السلام وقيل غير ذلك والأختلاف بطول المدة أو لتعدد بعض اسمائهم وكفاه فخرا ان آبائه واجداده هم آباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم واجداده وحسبه ونسبه حسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم