العتبة العلوية المقدسة - معنى الفلسفة عند الإمام علي(عليه السلام) -
» » سيرة الإمام » قصص ومواعظ من سيرة الامام علي عليه السلام » معنى الفلسفة عند الإمام علي(عليه السلام)

 

معنى الفلسفة عند الإمام علي(عليه السلام)

 

  عن الأصبغ بن نباته أنه قال : لما خرج الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى النهروان أستقبله دهقان وقال : لتعودن عما قصدت إليه لتناحس النجوم والطوالع فسعد أهل النحوس ونجى أهل السعود واقترن في السماء كوكبان يقتتلان وشرف بهران من برج الميزان وقدحت من برجه النيران وتناشت الحرب حقاً بأماكنها .

 

فتبسم الإمام(عليه السلام) وقال : أنت المحذر من الإقدار أم عندك دقائق الأسرار فتعرف الاكدار والأدوار ، أخبرني عن الأسد في تباعده في الطالع والراجع ، هل عندكم علم أنه قد سعد في بارحتنا سبعون ألف عالم منهم في البر ومنهم في البحر أفأنت عالم بمن أسعدهم من الكواكب قال : لا , ثم أخبره (عليه السلام) بأن تحت حافر فرسه اليمن كنز    وتحت اليسرى عين ماء فنبشوا فوجدوا كما ذكر فقال الدهقان : ما رأيت أعلم منك إلا أنك ما أدركت علم الفلسفة .

 

  فقال (عليه السلام) : ما تعني بالفلسفة ؟ أليس من صفى مزاجة واعتدلت طبائعة ومن اعتدلت طبائعة قوي اثر النفس فيه ومن قوي أثر النفس فيه سمى إلى ما يرتقيه تخلق بالأخلاق النفسانيه وأدرك العلوم اللآهوتية ومن أدرك العلوم اللآهوتية صار موجوداً بما هو إنسان دون أن يكون موجوداً بما هو حيوان ودخل من باب الملك الصوري ماله عن هذه الغاية مغبر  فصاح الدهقان لقد نطقت بالفلسفة كلها وسجد واسلم .