ما يستحب صومه من الأيام
*- عن علي (عليه السلام) أنّه قال: من صام يوم الجمعة محتسباً فكأنّما صام ما بين الجمعتين، ولكن لا يخصّ يوم الجمعة بالصوم وحده، إلاّ أن يصوم معه غيره قبله أو بعده، لأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى أن يخصّ يوم الجمعة بالصوم من بين الأيّام. (
[1])
*- عن علي (عليه السلام) رفعه: من صام يوم الجمعة صبراً واحتساباً، اُعطي عشرة أيّام غرر زهر لا تشاكلهنّ أيّام الدنيا. (
[2])
*- الصدوق بإسناده، عن علي (عليه السلام) قال: صوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر، أربعاء بين خميسين، وصوم شعبان يذهب بوسواس الصدر، وبلابل القلب، إلى أن قال: صوموا ثلاثة أيّام في كلّ شهر، فهي تعدل صوم الدهر، ونحن نصوم خميسين بينهما أربعاء; لأنّ الله عزّ وجلّ خلق جهنّم يوم الأربعاء. (
[3])
*- محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد، عن حريز، قال: قيل لأبي عبد الله (عليه السلام): ما جاء في الصوم في يوم الأربعاء؟ فقال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّ الله عزّ وجلّ خلق النار يوم الأربعاء فأوجب (فأحبَّ) صومه ليتعوّذ به من النار. (
[4])
*- (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): دخلت الجنّة فرأيت أكثر أهلها الذين يصومون أيّام البيض. (
[5])
*- الصدوق، حدّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن موسى بن بابويه القمي (رحمه الله) قال: حدّثنا عليّ بن عبد الله الورّاق، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، قال: حدّثنا إسماعيل بن مهران، عن محمّد بن يزيد، عن سفيان الثوري، قال: حدّثني جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أخيه الحسن، عن أبيه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: من صام يوماً من رجب في أوّله أو في وسطه أو في آخره غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، ومن صام ثلاثة أيّام من رجب في أوّله، وثلاثة أيّام في وسطه، وثلاثة أيّام في آخره، غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، ومن أحيا ليلة من ليالي رجب أعتقه الله من النار وقبل شفاعته في سبعين ألف رجل من المذنبين، ومن تصدّق بصدقة في رجب ابتغاء وجه الله أكرمه الله يوم القيامة في الجنّة من الثواب بما لا عين رأت ولا اُذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. (
[6])
*- الشيخ، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن محمّد بن همّام، قال: وأخبرنا أبو علي الحسن بن إسماعيل بن أشناس البزّاز، عن أحمد بن محمّد بن عيّاش، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد بن عبد الله السمّاك في جامع المدينة سنة أربعين وثلاثمائة، عن إسحاق بن إبراهيم الختلّي، عن الحسن بن علي بن يزيد الأكفاني، عن أبيه، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ رجباً شهر عظيم من صام منه يوماً كتب الله له صوم ألف سنة، ومن صام منه يومين كتب الله له صوم ألفي سنة، ومن صام منه ثلاثة أيّام كتب الله له صوم ثلاثة آلاف سنة، ومن صام من رجب سبعة أيّام غلقت عنه أبواب جهنّم، ومن صام ثمانية أيّام فتحت له أبواب الجنّة الثمانية، فيدخل من أيّها شاء، ومن صام خمسة عشر يوماً بُدّلت سيّئاته حسنات، ونادى مناد من السماء: قد غُفِرَ لك فاستأنف العمل، ومن زاد زاده الله عزّ وجلّ. (
[7])
*- روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه كان يصوم رجباً ويقول: رجب شهري، وشعبان شهر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وشهر رمضان شهر الله عزّ وجلّ. (
[8])
*- قال علي (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصوم شعبان ورمضان يصلهما، ويقول: هما شهرا الله، هما كفّارة ما قبلهما وما بعدهما. ([9])
*- قال علي (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصوم شعبان ورمضان يصلهما ويقول: هما شهرا الله، وهما كفّارة ما قبلهما وما بعدهما(
[10]) .
*- الصدوق، حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: حدّثنا عليّ بن
إبراهيم بن هشام، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) في حديث قال: من صام شعبان محبّة لنبيّ الله (صلى الله عليه وآله) وتقرّباً إلى الله عزّ وجلّ أحبّه وقرّبه من كرامته يوم القيامة وأوجب إليه الجنّة. (
[11])
*- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تتزيّن السماوات في كلّ خميس من شعبان، فتقول الملائكة: إلهنا اغفر لصائمه وأجب دعائهم، إلى أن قال: ومن صام فيه يوماً واحداً حرّم الله جسده على النار (
[12])
.
*- الإمام العسكري (عليه السلام): ولقد مرّ أمير المؤمنين (عليه السلام) على قوم من أخلاط المسلمين، ليس فيهم مهاجري ولا أنصار، وهم قعود في بعض المساجد في أوّل يوم من شعبان، إذا هم يخوضون في أمر القدر وغيره ممّا اختلف فيه الناس، قد ارتفعت أصواتهم واشتدّ فيهم مُحكهم (وجدالهم) فوقف (عليه السلام) عليهم، فسلّم، فردّوا عليه وأوسعوا وقاموا إليه يسألونه القعود إليهم، فلم يحفل بهم، ثمّ قال لهم وناداهم: يا معشر المتكلّمين فيما لا يعنيهم ولا يرد عليهم، إلى أن قال: يا معشر المبتدعين هذا يوم غرّة شعبان الكريم، سمّاه ربّنا شعبان لتشعب الخيرات فيه، قد فتح ربّكم فيه أبواب جنانه، وعرض عليكم قصورها وخيراتها بأرخص الأثمان، وأسهل الاُمور فابتاعوها (فأبيتموها)، وعرض لكم إبليس اللّعين بشعب شروره وبلاياه فأنتم دائباً تنهمكون في الغيّ والطغيان، وتتمسّكون بشعب إبليس، وتحيدون عن شعب الخير المفتوح لكم أبوابه.
هذه غرّة شعبان وشعب خيراته الصلاة، والصوم، والزكاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبرّ الوالدين والقرابات والجيران، وإصلاح ذات البين، والصدقة على الفقراء والمساكين، تتكلّفون ما قد وضع عنكم، وما قد نهيتم عن الخوض فيه من كشف سرائر الله التي من فتّش عنها كان من الهالكين، أما إنّكم لو وقفتم على ما قد أعدّه ربّنا عزّ وجلّ للمطيعين من عباده في هذا اليوم، لقصّرتم عمّا أنتم فيه، وشرعتم فيما اُمرتم به.
قالوا: يا أمير المؤمنين وما الذي أعدّ الله في هذا اليوم للمطيعين له؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا اُحدّثكم بما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أن قال: ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ إبليس إذا كان أوّل يوم من شعبان بثّ جنوده في أقطار الأرض وآفاقها، يقول لهم: اجتهدوا في اجتذاب بعض عباد الله اليكم في هذا اليوم، وإنّ الله عزّ وجلّ بثّ الملائكة في أقطار الأرض وآفاقها يقول لهم: سدّدوا عبادي وارشدوهم، فكلّهم يسعد بكم إلاّ من أبى وتمرّد وطغى، فإنّه يصير في حزب إبليس وجنوده.
إنّ الله عزّ وجلّ إذا كان أوّل يوم من شعبان أمر بأبواب الجنّة فتفتح، ويأمر شجرة طوبى فتطلع أغصانها على هذه الدنيا، ثمّ يأمر بأبواب النار فتفتح، ويأمر شجرة الزقوم فتطلع أغصانها على هذه الدنيا، ثمّ ينادي مناد ربّنا عزّ وجلّ: يا عباد الله هذه أغصان شجرة طوبى، فتمسّكوا بها ترفعكم إلى الجنّة، وهذه أغصان شجرة الزّقوم فإيّاكم وإيّاها ولا تؤديكم إلى الجحيم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله ): فوالذي بعثني بالحقّ نبيّاً أنّ من تعاطى باباً من الخير والبرّ في هذا اليوم فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة طوبى، فهو مؤدّيه إلى الجنّة، ومن تعاطى باباً من الشرّ في هذا اليوم فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة الزّقوم فهو مؤدّيه إلى النار.
ثمّ قال (صلى الله عليه وآله): فمن تطوّع لله بصلاة في هذا اليوم فقد تعلّق بغصن، ومن صام هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن، (ومن تصدّق في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن)، ومن عفا عن مظلمة فقد تعلّق منه بغصن، ومن أصلح بين المرء وزوجه أو الوالد وولده
أو القريب وقريبه أو الجار وجاره أو الأجنبي والأجنبيّة فقد تعلّق منه بغصن، ومن خفّف عن معسر في دَينه أو حطّ عنه فقد تعلّق بغصن، ومن نظر في حسابه فرأى دَيناً عتيقاً قد أيس منه صاحبه، فأدّاه فقد تعلّق منه بغصن، ومن كفّل يتيماً فقد تعلّق منه بغصن، ومن كفّ سفيهاً عن عرض مؤمن فقد تعلّق منه بغصن، ومن قرأ القرآن أو شيئاً منه فقد تعلّق منه بغصن، ومن قعد يذكر الله ونعماءه ويشكره عليها فقد تعلّق منه بغصن، ومن عاد مريضاً فقد تعلّق منه بغصن، ومن برّ الوالدين أو أحدهما في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن، ومن كان أسخطهما قبل هذا اليوم فأرضاهما في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن، ومن شيّع جنازة فقد تعلّق منه بغصن، ومن عزّى فيه مصاباً فقد تعلّق منه بغصن، وكذلك من فعل شيئاً من سائر أبواب الخير في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن.
ثمّ ذكر (صلى الله عليه وآله) أبواب الشرّ وما رآه من حالات شجرة طوبى والزقوم، ومحاربة الملائكة مع الشياطين، إلى أن قال في آخر كلامه: ألا فعظّموا هذا اليوم من شعبان بعد تعظيمكم لشعبان، فكم من سعيد فيه، وكم من شقيّ فيه، لتكونوا من السعداء فيه، ولا تكونوا من الأشقياء. (
[13])
*- (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): شعبان شهري، ورمضان شهر الله، وهو ربيع الفقراء. (
[14])
*- الصدوق، حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي، قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ الهمداني، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ المعروف بأبي علي الشامي، قال: حدّثنا عبد الله بن سعيد الزبرقاني، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عتّاب، قال: حدّثنا عاصم بن سليمان، قال: حدّثنا خزيمي، عن الضحّاك، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): شعبان شهري، ورمضان شهر الله عزّ وجلّ، فمن صام شهري كنت له شفيعاً يوم القيامة، ومن صام شهر الله عزّ وجلّ آنس الله وحشته في قبره ووصل وحدته وخرج من قبره مبيضّاً وجهه، آخذاً الكتاب بيمينه والخلد بيساره حتّى يقف بين يدي ربّه عزّ وجلّ، فيقول: عبدي، فيقول: لبّيك سيّدي، فيقول عزّ وجلّ: صمت لي؟ قال: فيقول نعم يا سيّدي، فيقول تبارك وتعالى: خذوا بيد عبدي حتّى تأتوا به نبيّي، فاُوتي به فأقول له: صمت شهري؟ فيقول: نعم، فأقول له: أنا أشفع لك اليوم، قال: فيقول الله تعالى: أمّا حقوقي فقد تركتها لعبدي، أمّا حقوق خلقي فمن عفا عنه فعليّ عوضه حتّى يرضى.
قال النبي (صلى الله عليه وآله): فآخذ بيده حتّى أنتهي به إلى الصراط فأجده زحفاً زلقاً لا تثبت عليه أقدام الخاطئين، فآخذه بيده فيقول لي صاحب الصراط: من هذا يا رسول الله؟ فأقول: هذا فلان باسمه من اُمّتي كان قد صام في الدنيا شهري ابتغاء شفاعتي، وصام شهر ربّه ابتغاء وعده، فيجوز الصراط بعفو الله عزّ وجلّ حتّى ينتهي إلى باب الجنّة، فاستفتح له، فيقول رضوان ذلك اليوم: اُمرنا أن نفتح اليوم لاُمّتك، ثمّ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): صوموا شهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكن لكم شفيعاً، وصوموا شهر الله تشربوا من الرحيق المختوم، ومن وصلها بشهر رمضان كتب له صوم شهرين متتابعين. (
[15])
*- إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن يحيى بن صالح، عن مالك بن خالد الأسدي، عن الحسن بن إبراهيم، عن عبد الله بن الحسن، عن عباية، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في كتابه إلى محمّد بن أبي بكر: قال النبي (صلى الله عليه وآله): من صام شهر رمضان ثمّ صام ستّة أيّام من شوال، فكأنّما صام السنة. (
[16])
*- ابن طاووس، عن عبد الرحمن السلمي، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: إنّ أوّل رحمة نزلت من السماء إلى الأرض في خمس وعشرين من ذي القعدة، فمن صام ذلك اليوم وقام تلك الليلة فله عبادة مائة سنة صام نهارها وقام ليلها، وأيّما جماعة اجتمعت ذلك اليوم في ذكر ربّهم عزّ وجلّ لم يتفرّقوا حتّى يؤتوا سؤلهم، وينزل في ذلك اليوم ألف ألف رحمة منها تسعة وتسعون في خلق الذاكرين والصائمين في ذلك اليوم والقائمين تلك الليلة. (
[17])
*- عن علي (عليه السلام) أنّه قال: من صام يوم عرفة محتسباً فكأنّما صام الدهر (
[18]) .
*- محمّد بن محمّد المفيد، عن النعمان بن سعد، عن علي (عليه السلام) أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لرجل: إن كنت صائماً بعد شهر رمضان، فصم المحرّم فإنّه شهر تاب الله فيه على قوم، ويتوب الله تعالى فيه على آخرين. (
[19])