next page

fehrest page

back page

الفصل الرابع في تفسير ما يقوله الناقوس و في رفعه (عليه السلام) إلى السماء

الأمالي و معاني الأخبار بالإسناد إلى الحارث الأعور قال : بينما كنت أسير مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الحيرة إذ نحن بديراني يضرب الناقوس فقال علي بن أبي طالب (عليه السلام) يا حارث أ تدري ما يقول الناقوس قلت الله و رسوله و ابن عم رسوله أعلم قال إنه يضرب مثل الدنيا و خرابها و يقول لا إله إلا الله حقا حقا

[419]

صدقا صدقا إن الدنيا قد غرتنا و شغلتنا و استهوتنا و استقوتنا يا ابن الدنيا مهلا مهلا يا ابن الدنيا دقا دقا يا ابن الدنيا جمعا جمعا تفنى الدنيا قرنا قرنا ما من يوم يمضي عنا إلا أوهى منا ركنا قد ضيعنا دارا تبقى و استوطنا دارا تفنى لسنا ندري ما فرطنا فيها إلا لو قد متنا فقال الحارث يا أمير المؤمنين النصارى يعلمون ذلك قال لو علموا ذلك لما اتخذوا المسيح إلها من دون الله عز و جل قال فذهبت إلى ديراني فقلت له بحق المسيح عليك لما ضربت بالناقوس على الجهة التي تضربها قال فأخذ يضرب و أنا أقول حرفا حرفا حتى بلغ إلى قوله إلا لو قد متنا فقال بحق نبيكم من أخبركم بهذا قلت هذا الرجل الذي كان معي أمس قال و هل بينه و بين النبي من قرابة قلت هو ابن عمه قال بحق نبيكم أ سمع هذا من نبيكم قال قلت نعم فأسلم ثم قال لي و الله إني وجدت في التوراة أنه يكون في آخر الأنبياء .

إكمال الدين عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : لما ملك أسبخ بن أشكان و ملك مائتين و ستا و ستين سنة ففي سنة إحدى و خمسين من ملكه بعث الله عيسى ابن مريم (عليه السلام) و استودعه النور و الحكمة و جميع علوم الأنبياء قبله و زاده الإنجيل و بعثه إلى بيت المقدس إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى الإيمان بالله فمكث ثلاثة و ثلاثين سنة حتى طلبته اليهود و ادعت أنها قتلته و ما كان الله ليجعل لهم سلطانا عليه و إنما شبه لهم الحديث.

و عن أبي جعفر (عليه السلام) : لما كانت الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون و كذلك كانت الليلة التي رفع فيها عيسى ابن مريم و كذلك الليلة التي قتل فيها علي بن أبي طالب (عليه السلام) لم يرفع عن وجه الأرض حجر إلا وجد تحته دم عبيط حتى طلع الفجر و كذلك الليلة التي قتل فيها الحسين (صلى الله عليه وآله وسلم) .

تفسير علي بن أبي إبراهيم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : إن عيسى (عليه السلام) وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه فاجتمعوا عند المساء و هم اثنا عشر رجلا فأدخلهم بيتا ثم خرج عليهم من عين في زاوية البيت و هو ينفض رأسه من الماء فقال إن الله رافعي إليه الساعة و مطهري من اليهود فأيكم يلقي عليه شبحي فيقتل و يصلب و يكون معي في درجتي قال شاب منهم أنا يا روح الله قال فأنت هو ذا فقال عيسى إن منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة فقال له رجل أنا منهم فقال عيسى (عليه السلام) أ تحس بذلك في نفسك فلتكن هو

[420]

ثم قال عيسى (عليه السلام) أما إنكم ستفترقون من بعدي على ثلاث فرق فرقتين مفتريتين على الله في النار و فرقة شمعون صادقة على الله في الجنة ثم رفع الله عيسى من زاوية البيت و هم ينظرون إليه ثم قال إن اليهود جاءت في طلب عيسى (عليه السلام) من ليلتهم فأخذوا الرجل الذي قال له عيسى إن منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة و أخذوا الشاب الذي ألقي عليه شبح عيسى (عليه السلام) فقتل و صلب و كفر الذي قال له تكفر قبل أن تصبح اثنتي عشرة كفرة .

قصص الراوندي عنه (عليه السلام) قال : لما اجتمعت اليهود على عيسى (عليه السلام) ليقتلوه بزعمهم أتاه جبرئيل (عليه السلام) فغشاه بجناحه و نظر عيسى فإذا هو بكتاب في جناح جبرئيل اللهم إني أدعوك باسمك الواحد الأعز و أدعوك اللهم باسمك الكبير المتعالي الذي ثبت به أركانك كلها أن تكشف عني ما أصبحت و أمسيت فيه فلما دعا به عيسى (عليه السلام) أوحى الله تعالى إلى جبرئيل (عليه السلام) ارفعه إلي عندي ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا بني عبد المطلب سلوا ربكم بهذه الكلمات فو الذي نفسي بيده ما دعا بهن عبد بإخلاص إلا اهتز له العرش و إلا قال الله للملائكة اشهدوا أني قد استجبت له بهن و أعطيته سؤله في عاجل دنياه و آجل آخرته ثم قال لأصحابه سلوا بها و لا تستبطئوا الإجابة .

و عن أبي عبد الله (عليه السلام) : قال رفع عيسى ابن مريم (عليه السلام) بمدرعة من صوف من غزل مريم (عليه السلام) و من خياطة مريم فلما انتهى إلى السماء نودي يا عيسى ابن مريم ألق عنك زينة الدنيا .

عيون الأخبار عن الرضا (عليه السلام) قال : ما شبه أمر أحد من أنبياء الله و حججه (عليه السلام) للناس إلا أمر عيسى ابن مريم (عليه السلام) وحده لأنه رفع من الأرض حيا و قبض روحه بين السماء و الأرض ثم رفع إلى السماء و رد إليه روحه و ذلك قوله عز و جل إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيّ .

و روي أنه مر عيسى (عليه السلام) برهط من اليهود فقال بعضهم قد جاءكم الساحر ابن الساحرة و الفاعل بن الفاعلة فقذفوه بأمه فسمع ذلك عيسى (عليه السلام) فقال اللهم أنت ربي خلقتني و لم أتهم من تلقاء نفسي اللهم العن من سبني و سب والدتي

[421]

فاستجاب الله دعوته فمسخهم قردة و خنازير .

و بلغ خبرهم يهوذا و هو رأس اليهود فخاف أن يدعو عليه فجمع اليهود و اتفقوا على قتله فبعث الله جبرئيل (عليه السلام) يمنعه منهم .

فاجتمع اليهود حول عيسى (عليه السلام) فجعلوا يسألونه فيقول لهم يا معشر اليهود إن الله تعالى يبغضكم فثاروا عليه ليقتلوه فأدخله جبرئيل (عليه السلام) خوخة البيت الداخل لها روزنة في سقفها فرفعه جبرئيل (عليه السلام) إلى السماء فبعث يهوذا رأس اليهود رجلا من أصحابه اسمه طيطانوس ليدخل عليه الخوخة ليقتله فدخل فلم يره فأبطأ عليهم فظنوا أنه يقاتل في الخوخة فألقي عليه شبه عيسى (عليه السلام) فلما خرج على أصحابه قتلوه و صلبوه .

و قيل ألقي عليه شبه وجه عيسى و لم يقل عليه شبه جسده .

فقال بعض القوم إن الوجه وجه عيسى و الجسد جسد طيطانوس .

و قال بعضهم إن كان هذا عيسى (عليه السلام) فأين طيطانوس فاشتبه الأمر عليهم و أما قوله إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيَّ فذكر المفسرون فيه أقوالا منها أني قابضك إلى و رافعك إلى السماء من غير وفاة بموت و معنى مُتَوَفِّيكَ أني رافعك إلي وافيا لم ينالوا منك شيئا من قولهم توفيت منك كذا و كذا أي تسلمته .

و منها أني متوفيك وفاة نوم و رافعك إلي في النوم من قوله وَ هُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ و منها ما قاله ابن عباس من أن المراد إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وفاة موت كما تقدم به الحديث و قال ابن عباس إنه توفاه أي أماته ثلاث ساعات و أما النحويون فيقولون هو على التقديم و التأخير أي رافعك و متوفيك لأن الواو لا توجب الترتيب و يدل عليه ما روي .

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : عيسى (عليه السلام) لم يمت و إنه راجع إليكم قبل يوم القيامة.

فيكون تقديره إني قابضك بالموت بعد نزولك من السماء.

الإحتجاج : سأل نافع مولى ابن عمر أبا جعفر (عليه السلام) كم بين عيسى و محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من سنة قال أجيبك بقولك أم بقولي قال أجبني بالقولين قال أما بقولي فخمسمائة سنة و أما قولك فستمائة سنة .

[422]

تفسير علي بن إبراهيم مسندا إلى شهر بن حوشب قال : قال الحجاج يا شهر آية في كتاب الله قد أعيتني فقلت أيها الأمير أي آية هي فقال قوله وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ و الله إني لآمر باليهودي و النصراني فتضرب عنقه ثم أرمقه بعيني فما أراه يحرك شفتيه حتى يخمد فقلت أصلح الله الأمير ليس على ما تأولت قال كيف هو قلت إن عيسى على نبينا و آله و عليه أفضل الصلاة ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملة يهودي و لا غيره إلا من آمن به قبل موته و يصلي خلف المهدي (عليه السلام) قال ويحك أنى لك هذا و من أين جئت به قلت حدثني محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال جئت و الله بها من عين صافية .

[423]

next page

fehrest page

back page