|
 |
 |
نفس الرحمن في فضائل سلمان (رض)
تأليف
خاتمة المحدثين
الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
( المتوفى 1320 ه )
تحقيق
جواد قيومي الجزه اى الأصفهاني
‹ صفحه 4 ›
‹ صفحه 5 ›
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المحقق
‹ صفحه 7 ›
بسم الله الرحمن الرحيم
الاعتناء بشأن الكتاب إما لجلالة قدر مؤلفه وإما لأهمية موضوعه ، هذا
الكتاب حائز كلا الوجهين بأعلى مراتبه ، كيف لا وموضوعه أول الأركان الأربعة ،
الذي أمر الله نبيه بحبه وأخبره أنه يحبه ، من قال فيه رسول الله صلى الله عليه
وآله : ( لكل
أمة محدث ومحدث هذه الأمة سلمان ) ( 1 ) ، وكفى له شرفا أن يلحقه النبي بأهل بيته
،
الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وكفى له فخرا أن يرتقي إلى أعلى
درجة الإيمان ، وعلم الاسم الأعظم ، وناهيك بما قال أمير البيان عليه صلوات الملك
المنان
حين سئل عن سلمان : ( ما أقول في رجل خلق من طينتنا وروحه مقرونة بروحنا ،
خصه الله تبارك وتعالى من العلوم بأولها وآخرها وظاهرها وباطنها وسرها
وعلانيتها . ) ( 2 )
أما مؤلفه : فهو خاتم المحدثين الجلة وناشر علوم الشريعة والملة ، خادم أخبار
أئمة المعصومين عليهم السلام ، المحدث الكبير والرجالي الخبير ، صاحب النفس القدسي
الشيخ الميرزا حسين بن الميرزا محمد تقي بن الميرزا علي محمد بن تقي النوري
الطبرسي ،
0000000000000000000
( 1 ) كتاب الحاضر : 269 عن الحسين بن حمدان
.
( 2 ) كتاب الحاضر : 155 عن الإختصاص : 221 .
‹ صفحه 8 ›
إمام أئمة الحديث والرجال في الأعصار المتأخرة ومن أعاظم علماء الشيعة وكبار
رجال الإسلام .
مكانته عند العلماء :
لقد أثنى عليه مترجمه بما لا مزيد عليه :
قال تلميذه الشيخ كاشف الغطاء : ( علامة الفقهاء والمحدثين ، جامع أخبار
الأئمة الطاهرين ، حائز علوم الأولين والآخرين ، حجة الله على اليقين ، من عقمت
النساء عن أن تلد مثله ، وتقاعست أساطين الفضلاء فلا يداني أحد فضله ونبله ، التقي
الأواه المعجب ملائكة السماء بتقواه ، من لو تجلى الله لخلقه لقال هذا نوري ،
مولانا
ثقة الإسلام الحاج ميرزا حسين النوري ، أدام الله تعالى وجوده الشريف . ) ( 1 )
وقال تلميذه الشيخ آغا بزرك الطهراني : ( كان الشيخ النوري أحد
نماذج السلف الصالح التي ندر وجودها في هذا العصر ، فقد امتاز بعبقرية فذة وكان
آية
من آيات الله العجيبة ، كمنت فيه مواهب غريبة وملكات شريفة أهلته لأن يعد في
الطليعة من علماء الشيعة الذين كرسوا حياتهم طوال أعمارهم لخدمة الدين والمذهب
وحياته صفحة مشرقة من الأعمال الصالحة . ) ( 2 )
وقال تلميذه الآخر المحدث القمي : ( شيخنا الأجل وعمادنا الأرفع الأقوم ،
صفوة المتقدمين والمتأخرين خاتم الفقهاء والمحدثين ، سحاب الفضل الهاطل وبحر العلم
الذي ليس له ساحل ، مستخرج كنوز الأخبار ومحيي ما اندرس من الآثار ، كنز
الفضائل ونهرها الجاري شيخنا ومولانا العلامة المحدث النوري - أنار الله برهانه
وأسكنه بحبوحة جنانه ) . ( 3 )
وقال في موضع آخر : ( شيخ الإسلام والمسلمين ، مروج علوم الأنبياء
والمرسلين ، الثقة الجليل والعالم الكامل النبيل ، المتبحر الخبير والحدث الناقد
البصير ،
ناشر الآثار وجامع شمل الأخبار ، صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة والعلوم
الغزيرة ، الباهر بالرواية والدراية ، والرافع لخميس المكارم أعظم راية ، وهو أشهر
من
أن يذكر وفوق ما تحومه حوله العبارة . . . ) . ( 4 )
000000000000000000
( 1 ) مقدمة قصيدته المطبوع في آخر كتاب كشف
الأستار : 245 .
( 2 ) المستدرك الوسائل 1 : 43 ( الطبعة الحديثة ) .
( 3 ) فوائد الرضوية : 149 .
‹ صفحه 9 ›
وقال المدرس التبريزي : ( من ثقات وأعيان وأكابر علماء الإمامية
الاثني عشرية أوائل القرن الحاضر ، فقيه محدث متتبع مفسر رجالي عابد زاهد ورع
تقي . . . ) ( 1 )
ولادته :
ولد رحمه الله في قرية ( يالو ) من قرى نور إحدى بلاد طبرستان في 18 شوال 1254 .
حياته العلمية :
اتصل بالفقيه الكبير المولى محمد علي المحلاتي قبل أن يبلغ الحلم ،
ثم هاجر إلى طهران واتصل فيها بالعالم الجليل أبي زوجته الشيخ عبد الرحيم
البروجردي ، ثم هاجر معه إلى العراق سنة 1273 وبقي في النجف قرب أربع سنين ،
ثم عاد إلى إيران ، ثم رجع سنة 1278 إلى العراق ولازم الآية الكبرى الشيخ
عبد الحسن الطهراني الشهير بشيخ العراقيين وبقي معه في كربلاء مدة وذهب معه إلى
مشهد الكاظمين ، فبقي سنتين أيضا وفي آخرهما رزق حج البيت ، ثم رجع إلى النجف
الأشرف وحضر بحث الشيخ المرتضى الأنصاري أشهرا قلائل إلى أن توفي الشيخ في
1281 ، فعاد سنة 1284 إلى إيران وزار الإمام الرضا عليه السلام ورجع إلى العراق
أيضا
في 1286 ، وهي السنة التي توفي فيها شيخه الطهراني وكان أول من أجازه ، ورزق
حج البيت ثانيا ، ورجع إلى النجف فبقي فيها سنتين لازم خلالها درس السيد المجدد
الشيرازي ، ولما هاجر أستاذه إلى سامراء سنة 1291 هاجر إليه سنة 1292 بأهله
وعياله مع شيخه المولى فتح علي السلطان آبادي وصهره على ابنته الشيخ فضل الله
النوري ورزق حج البيت ثالثا ، ولما رجع سافر إلى إيران ثالثا سنة 1297 وزار مشهد
الرضا عليه السلام ورجع فسافر إلى الحج رابعا في 1299 ورجع فبقي في سامراء ملازما
لأستاذه المجدد حتى توفي في 1312 ، فبقي بعده بسامراء إلى 1314 فعاد إلى النجف
عازما على البقاء بها حتى أدركه الأجل .
مؤلفاته :
قال تلميذه الطهراني : ( لو تأمل الإنسان ما خلفه النوري من الأسفار
000000000000000000
( 1 ) ريحانة الأدب في المعروفين بالكنية
واللقب 3 : 389 .
‹ صفحه 10 ›
الجليلة والمؤلفات الخطيرة التي تموج بمياه التحقيق والتدقيق وتوقف على سعة في
الاطلاع عجيبة لم يشك في أنه مؤيد بروح القدس . . . ) . ( 1 )
وقال في موضع آخر : ( فقد نذر نفسه لخدمة العلم ولم يكن يهمه غير البحث
والتنقيب والفحص والتتبع وجمع شتات الأخبار وشذرات الحديث ونظم متفرقات
الآثار وتأليف شوارد السير ، وقد رافعه التوفيق وأعانته المشيئة الإلهية حتى ليظن
الناظر في تصانيفه إن الله شمله بخاصة ألطافه ومخصوص عنايته وادخر له كنوزا قيمة
لم
يظفر بها أعاظم السلف من هواة الآثار ورجال هذا الفن ، بل يخيل للواقف على أمره
إن الله خلقه لحفظ البقية الباقية من تراث آل محمد عليه وعليه السلام ، وذلك فضل
الله
يؤتيه من يشاء والله واسع عليم . ) ( 2 )
قال المحدث القمي : ( كم له رحمه الله من الله تعالى ألطاف خفية ومواهب
غيبية ونعم جليلة ، أعظمها إنه رحمه الله مع كثرة أسفاره ألف تأليفات كثيرة رائقة
وتصنيفات جليلة نائقة ، يبلغ عددها ما يقرب من ثلاثين ، تخبر كل واحد عن طول
باعه وكثرة اطلاعه . )
مؤلفاته بالعربية :
1 - مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ، وهو من أهم آثاره وأعظمها شأنا
وأجلها قدرا ، استدرك فيه على كتاب وسائل الشيعة الذي ألفه المحدث الحر العاملي
المتوفى 1104 ، اشتمل على 22192 حديثا ، جمعها من مواضيع متفرقة ومن كتب
معتمدة متشتتة مرتبا على ترتيب الوسائل ، وقد ذيلها بخاتمة .
2 - الشجرة المونقة العجيبة المسمى بمواقع النجوم ، وهو سلسلة في إجازات
العلماء من عصره إلى زمن الغيبة ، وهو أول مؤلفاته ، فرغ منه ليلة الاثنين 24 رجب
1275 .
3 - نفس الرحمان في فضائل سيدنا سلمان ، وهو أول مؤلفاته بعد الشجرة
المونقة - وهو هذا الكتاب - .
4 - دار السلام فيما يتعلق بالرؤيا والمنام ، فرغ من تأليفه بسامرا في 1292 .
00000000000000000
( 1 ) مستدرك الوسائل 1 : 48 ( الطبعة
الحديثة ) .
( 2 ) مستدرك الوسائل 1 : 43 ( الطبعة الحديثة ) .
‹ صفحه 11 ›
5 - فصل الخطاب في مسألة تحريف الكتاب ( 1 ) ، فرغ منه في النجف في
1292 ، كتب الشيخ محمود الطهراني رسالة في الرد عليه سماها كشف الارتياب عن
تحريف الكتاب وأورد فيها بعض الشبهات وبعثها إلى المجدد الشيرازي فأعطاها للشيخ
النوري وقد أجاب عنها برسالة فارسية يأتي ذكرها .
000000000000000000
( 1 ) حرى بنا أن نذكر هنا مرام المصنف قدس
الله سره الزكية في تأليف هذا الكتاب ، واقتصرنا
بذكر ما قال تلميذه الشيخ آغا بزرك الطهراني في هامش مقدمة مستدرك الوسائل ، قال
رضوان الله عليه ما لفظه : ( ذكرنا في حرف الفاء من الذريعة مرام شيخنا النوري في
تأليفه لفصل
الخطاب ، وذلك حسبما شافهنا به وسمعناه من لسانه في أواخر أيامه ، فإنه كان يقول :
أخطأت في
تسمية الكتاب وكان الأجدر أن يسمى ب ( فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب ) ، لأني
أثبت
فيه إن كتاب الإسلام : ( القرآن الشريف ) الموجود بين الدفتين المنشر في أقطار
العالم وحي إلهي
بجميع سوره وآياته وجمله ، لم يطرأ عليه تغيير أو تبديل ولا زيادة ولا نقصان من
لدن جمعه حتى
اليوم ، وقد وصل إلينا المجموعة الأولى بالتواتر القطعي ، ولا شك لأحد من الإمامية
فيه ، فبعد ذا أمن
الإنصاف أن يقاس الموصوف بهذه الأوصاف بالعهدين أو الأناجيل المعلومة أحوالهما لدى
كل خبير ،
كما أني أهملت التصريح بمرامي في مواضع متعددة من الكتاب حتى لا تسدد نحوي سهام
العتاب
والملامة ، بل صرحت غفلة بخلافه ، وإنما اكتفيت بالتلميح إلى مرامي في ص 22 ، إذ
المهم حصول
اليقين بعدم وجود بقية للمجموع بين الدفتين كما نقلنا هذا العنوان عن الشيخ المفيد
في ص 26
واليقين بعدم البقية وقد أوكلت المحاكمة في بقاء أحد الاحتمالات أو انتفائه إلى من
يمعن النظر
فيما أدرجته في الكتاب من القرائن والمؤيدات ، فإن انقدح في ذهنه احتمال البقية
فلا يدعي جزافا
القطع واليقين بعدمها ، وإن لم ينقدح فهو على يقين و ( ليس وراء عبادان قرية ) كما
يقول المثل
السائر ، ولا يترتب على حصول هذا اليقين ولا على عدمه حكم شرعي ، فلا اعتراض لإحدى
الطائفتين على الأخرى .
هذا ما سمعناه من قول شيخنا نفسه وأما عمله فقد رأيناه وهو لا يقيم لما ورد في
مضامين
الأخبار وزنا ، بل يراها أخبار آحاد لا تثبت بها القرآنية بل يضرب بخصوصيتها عرض
الجدار ، سيرة
السلف الصالح من أكابر الإمامية كالسيد المرتضى والشيخ الطوسي وأمين الإسلام
الطبرسي
وغيرهم ، ولم يكن - العياذ بالله - يلصق شيئا منها بكرامة القرآن ، وإن الصق ذلك
بكرامة شيخنا
قدس سره من لم يطلع على مرامه ، وقد كان باعتراف جميع معاصريه رجالي عصره والوحيد
في فنه ،
ولم يكن جاهلا بأحوال تلك الأحاديث - كما ادعاه بعض المعاصرين - حتى يعترض عليه
بأن
كثيرا من رواة هذه الأحاديث ممن لا يعمل بروايته ، فإن شيخنا لم يورد هذه الأخبار
للعمل
بمضامينها بل للقصد الذي أشرنا إليه ، ولنا في هامش الذريعة تعليقة مبسوطة حول
المبحث المعنون
مسامحة بالتحريف ، وهي في هامش 3 : 4 - 313 ، وأخرى هامش 10 : 9 - 78 ، ففيهما ما
لا غنى
للباحث عن الوقوف عليه ، والله من وراء القصد . )
‹ صفحه 12 ›
6 - معالم العبر في استدراك البحار السابع عشر .
7 - جنة المأوى فيمن فاز بلقاء الحجة عليه السلام في الغيبة الكبرى ، أورد فيه
تسعا وخمسين حكاية لم يذكرهم صاحب البحار ، فرغ منه سنة 1302 وطبع في المجلد
53 البحار من الطبعة الحديثة .
8 - الفيض القدسي في أحوال العلامة المجلسي ، فرغ منه في 1302 طبع في
المجلد 102 البحار من الطبعة الحديثة .
9 - البدر المشعشع في ذرية موسى المبرقع ، فرغ منه في 1308
10 - تحية الزائر وبلغة المجاور استدرك به على تحفة الزائر للمجلسي ، وهي
آخر مؤلفاته توفي قبل إتمامه فأتمه تلميذه الشيخ عباس القمي .
11 - الصحيفة الثانية العلوية .
12 - الصحيفة الرابعة السجادية .
13 - ظلمات الهاوية في مثالب معاوية .
14 - كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار ، في الرد على القصيدة
البغدادية التي تضمنت إنكار المهدي عليه السلام .
15 - مرسلة الدر المنظوم .
16 - شاخه طوبى ، فيما يتعلق بعيد البقر .
17 - تقريرات بحث أستاذه الطهراني ، وتقريرات المجدد الشيرازي .
18 - الأربعونيات ، مقالة مختصرة كتبها على هامش نسخة الكلمة الطيبة ،
جمع فيها أربعين أمرا من الأمور التي أضيف إليها عدد الأربعين في أخبار الأئمة
الطاهرين عليهم السلام .
19 - أخبار حفظ القرآن .
20 - رسالة في ترجمة المولى أبي الحسن الشريف .
21 - رسالة في مواليد الأئمة ، على ما هو الأصح عنده .
22 - فهرس كتب خزانته ، رتبه على حروف الهجاء .
23 - مجموعة في المتفرقات ، فيها فوائد نادرة .
24 - حواشي توضيح المقال ، الذي طبع في آخر رجال أبي علي .
25 - حواشي رجال أبي علي ، لم يتم .
26 - مستدرك مزار البحار ، لم يتم .
‹ صفحه 13 ›
مؤلفاته بالفارسية :
1 - النجم الثاقب في أحوال الإمام الغائب عليه السلام .
2 - الكلمة الطيبة .
3 - رسالة فارسية في جواب شبهات فصل الخطاب .
4 - رسالة ميزان السماء في تعيين مولد خاتم الأنبياء ، ألفه بطهران في زيارته
1299 بالتماس العلامة الزعيم المولى على الكنى .
5 - سلامة المرصاد في زيارة عاشورا غير المعروفة وأعمال مقامات مسجد
الكوفة ، غير ما هو الشايع الدائر بين الناس الموجود في المزارات المعروفة .
6 - لؤلؤ ومرجان در شرط پله أول ودوم روضه خان ، يعني بذلك
الإخلاص والصدق ، ألفه قبل وفاته بسنة .
7 - ترجمة المجلد الثاني من دار السلام ، لم يتم .
مشايخه والمجيزين له :
حضر لدي عدة من كبار العلماء وأساطين الفضلاء ، منهم :
1 - الفقيه الكبير المولى محمد علي المحلاتي .
2 - العالم الجليل أبي زوجته الشيخ عبد الرحيم البروجردي .
3 - الشيخ المولى فتح علي السلطان آبادي .
4 - الفقيه الكبير المولى الشيخ علي الخليلي .
5 - السيد مهدي القزويني .
6 - شيخ العراقيين الشيخ عبد الحسين الطهراني ، وكان أول من أجازه سنة
1276 .
7 - الشيخ الأعظم المرتضى الأنصاري ، حضر بحثه أشهرا قلائل ، وقد أجازه
سنة 1280 .
8 - المحقق ميرزا محمد هاشم بن ميرزا زين العابدين الموسوي الخوانساري ،
وهو ممن أجازه .
9 - الفقيه الكبير المجدد الميرزا حسن الشيرازي ، كانت له عنده مكانة سامية
فكان لا يسميه باسمه بل يناديه ب ( حاج آغا ) احتراما له .
‹ صفحه 14 ›
تلامذته :
وقد حضر عنده كثير من الفطاحل الأعلام ، منهم :
1 - الشيخ آغا بزرك الطهراني .
2 - الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء .
3 - الشيخ عباس بن محمد رضا القمي .
4 - الشيخ إسماعيل بن الشيخ محمد باقر الأصفهاني .
5 - الشيخ مرتضى بن نحمد بن أحمد العاملي .
6 - الشيخ عبد الحسين شرف الدين العاملي
7 - الشيخ جمال الدين ابن السيد عيسى العاملي الأصفهاني .
8 - الشيخ علي بن إبراهيم القمي .
وفاته
توفي رحمه الله في ليلة الأربعاء لثلاث بقين من جمادى الثانية 1320
( غشك ) وهو ابن ست وستين سنة ، ودفن بوصية منه في جوار مولانا أمير المؤمنين
عليه السلام بين العترة والكتاب ، يعني في الإيوان الثالث عن يمين الداخل إلى
الصحن
الشريف من باب القبلة ، وكان يوم وفاته مشهودا - قدس الله تربته وجمعنا وإياه في
دار كرامته .
رثاه جمع من الشعراء وأرخ وفاته آخرون ، منهم الشيخ محمد الملا التستري
المتوفى 1322 ، قال :
مضى الحسين الذي تجسد من * نور علوم من عالم الذر
قدس مثوى منه حوى علما * مقدس النفس طيب الذكر
أوصافه عطرت فانشقنا * منهن تاريخه : ( شذى العطر )
كرامة جثمانه :
نقل الشيخ الطهراني عن العالم العادل والثقة الورع السيد محمد بن أبي القاسم
الكاشاني النجفي ما لفظه : ( لما حضرت زوجته الوفاة أوصت أن تدفن إلى جنبه ،
ولما حضرت دفنها - وكان ذلك بعد وفاة الشيخ بسبع سنين - نزلت في السرداب
‹ صفحه 15 ›
لأضع خدها على التراب ، حيث كانت من محارمي لبعض الأسباب ، فلما كشفت عن
وجهها حانت مني التفاتة إلى جسد الشيخ زوجها ، فرأيته طريا كيوم دفن ، حتى إن
طول المدة لم يؤثر على كفنه ولم يمل لونه من البياض إلى الصفرة . )
كيفية التحقيق والتصحيح :
اعتمدت في هذا الكتاب على النسخة الحجرية المطبوعة ، وهي النسخة
الوحيدة التي استطعت العثور عليها ، ولم أجد نسخة أخرى منه مع كثرة تفحصي في
المكتبات ، تقع هذه النسخة في 166 ورقة وطبع مستقلا ومع كتاب بصائر الدرجات
للشيخ الصفار ، وتظهر من هذه العبارة في خاتمته : ( صورة ما رسمه المؤلف أدام الله
بقاءه في ظهر نسخته الأصل ) ، إنها كتبت في حياة المؤلف .
قد عنيت بتخريج الأحاديث والروايات من المصادر الأصلية ، وحيث لم تسلم
من التصحيف والأغلاط أثبت في المتن ما هو أولى ، وقد أشرت في الهامش إلى ما
رأيته ضروريا أو مفيدا من الاختلافات مع المصادر والجوامع ، ورمزت ب ( ) بما في
المصدر وليس في الأصل وب ( ) بما في الأصل وليس في المصدر ، وتسهيلا للباحثين
فسرت ما يحتاج إلى البيان من غريب اللفظ ومشكل اللغة ، وأضفت إليها بعض
التعاليق كي يستفيد منه أهل التتبع والتحقيق .
وقد حاولت قدر المستطاع أن أصحح أسماء الرواة وأعلام المذكورين في
الكتاب بقرينة ما ورد في المعاجم الرجالية ، وأشرت إلى ذلك في الهامش ، وقد ترجمت
بعض الرجال المذكورين في الأسانيد والمتن ، واكتفيت غالبا في تراجمهم وشرح
أحوالهم بالاختصار ، وجعلت فهرسا عاما لأسامي رجال الكتاب وبعض فهارسا أخر .
وفي الختام أشكر جهود والدي وأستاذي - أدام الله وجوده - وزميلي الأعز
( مسعود إمامي خليل آبادي ) ، حيث ساهماني في إنجاز هذا الأثر وساعداني في
تصحيحه وتخريج مصادره ، أسئل الله أن يشكر سعيهما ويؤيدهما بتأييده ويوفقهما
بتوفيقه ، بحق حبيبه رسول الملك العلام وذريته الأماجد الكرام ، عليه وعليهم سلام
دائم مستمر الدوام على مر الشهور والأعوام .
‹ صفحه 16 ›
وقد وقع الفراغ من تصحيحه عشية يوم السادس والعشرين من شهر رجب
المرجب - ليلة المبعث الشريف - سنة 1409 من الهجرة النبوية ، على هاجرها آلاف
التحية والثناء ، حامدا لله ومصليا على رسول الله وأولاده الطاهرين مستغفرا تائبا
إلى الله .
أقل طلبة العلم :
جواد قيومي الجزه اي الأصفهاني
‹ صفحه 17 ›
مقدمة المؤلف
‹ صفحه 19 ›
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله الذي جعل خواص الشيعة آية أئمة الدين والشريعة ،
وصفاهم لحكاية أول الأشباح ، فكانوا كمشكاة فيها مصباح ، وعبر عنها
بالقرى الظاهرة في العالمين ، وقدر فيها السير فقال : ( سيروا فيها ليالي وأياما
آمنين ) ( 1 ) ، وصلى الله على آله ورجاله ، وألسنة أقواله ، ومصادر أفعاله ،
وأعلى
أمثاله علل الوجود ، ومفاتيح أقفاله أسرار السجود ، محمد وآله ، ولعنة الله على
من أنزلهم عن منازلهم ، وقال ( لم ) و ( كيف ) في فضائلهم ، ما وحد الله
بهم موحد ، واهتدى بأنجمهم مفوز ومنجد .
وبعد ، فيقول العبد المذنب المسئ ، حسين بن العالم النحرير
الميرزا محمد تقي النوري الطبرسي - نور الله قلبه بنور العلم والعمل ، قبل أن
يختطفه حضور الأجل - : قد كان يختلج في صدري وينقدح في فكري أن أجمع
من غرر معاني الأخبار ، وألتقط من درر بحار الأنوار ، في غرائب أحوال أئمة
0000000000000000000
( 1 ) سبأ : 18 .
‹ صفحه 20 ›
الأطهار - عليهم صلوات الملك الجبار ، ما أظلم الليل وأضاء النهار - ، وحين
سرحت بريد البصر الحديد رأيته مضمارا لا يلحق شأوه ولا يشق غباره ، وتيارا
لا يدرك ساحله ولا يولج زخاره ( 1 ) ، والوفا لا يعرف منها إلا الآحاد ، ولو
كانت السبعة البحار من المداد ، فعرجت على تميز حال أصحابهم ، وأنخت
المطي بأعتاب أبوابهم ( 2 ) ، ونوديت بلسان الحال من طور الجلال ينادي لفظا
ومعنى : نحن أهل البيت سلمان منا ، والراشد المهتدي معظم الشعاير ( سلمان
المحمدي ) فعرفت التلويح واكتفيت عن التصريح وقلت : أنى لي بمثل
لقمان الذي قال فيه سيد الإنس والجان : ( أعرفكم بالله سلمان ، سلسل يمنح
الحكمة ويؤتى البرهان . ) .
ثم شمرت ( 3 ) أذيال العزائم ، وقشعت سحاب العوائق المتراكم ، وجمعت
من فضائل أول أبواب باب الله الأول ، صاحب العاشرة ، المحدث المبجل ،
فجاء بحمد الله جمع : مزهرة رياضه ، معدفة حياضه ، أنموذجا جامعا لأشتات
ما ورد فيه من الروايات وما صدر منه من الحكايات ، فسهل اقتناص تلك
المراتب للطالب والراغب وسميته ووسمته ب ( نفس الرحمن في فضائل
سلمان ) ، وكانت أبوابه حور حسان ، لم يطمثهن ( 4 ) إنس ولا جان ، ورتبته على
مقدمة وأبواب وخاتمة ، ورأينا أن نذكر إجمالا تفصيل الأبواب ، لكونه أقرب
إلى الظفر بها لأولي الألباب ، مع ذكر ما استطردنا في طيها ، من بدايع الحكم
وطرائف الكلم ، ما يهيج شوق الناظر ويجلي غشائب السأمة عن البصائر :
المقدمة : في اسمه ولقبه وكنيته ونسبه وبلده ، وأنه من أهل فارس
من قرية رامهرمز ، لا من أهل إصفهان من قرية يقال لها : جي .
الباب الأول : في مبدء أمره وحاله قبل تشرفه بشرف الإسلام ،
وكيفية إسلامه ، وإنه من أوصياء عيسى عليه السلام ، وفيه ذكر شيراز ، وترتيب
000000000000000000
( 1 ) التيار : موج البحر الهائج ، زخر البحر
: طمى وتملأ .
( 2 ) أناخ الجمل : أبركه ، المطي : الدابة التي تركب ، العتبة : اسكفة الباب .
( 3 ) شمر للأمر : أراده وتهيأ له .
( 4 ) الطمث : النكاح بالتدمية ، ولم يطمثهن أي لم يمسهن وينكحهن .
‹ صفحه 21 ›
أوصياء عيسى عليه السلام ، وذكر أنطاكية والإسكندرية ، والصدقة المحرمة على
بني هاشم ، وخاتم النبوة ، والشام والموصل ونصيبين وعمورية ، وإنه اشتراه
النبي صلى الله عليه وآله أو كاتب سيده ، ومقدار مال الكتابة ، وذكر ( ميثب )
من صدقات فاطمة عليها السلام ونزول عيسى عليه السلام بعد رفعه إلى السماء ،
وذكر دشت ارژن ، وعدد مواليه وأربابه .
الباب الثاني : في أنه من أهل بيت النبوة والعصمة ، وأنه صار
محمديا وعلويا بعد إن كان فارسيا وعجميا ، وفيه كلام يتعلق بعلم الرجال ،
وشطر من فضائل العجم ، وبيان المراد من قولهم : ( سلمان منا ) ، وذكر
لحفر الخندق ، ومعجزة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم .
الباب الثالث : في مقامه عند الله ورسوله والأئمة الطاهرين
عليهم السلام ، وأن النبي صلى الله عليه وآله كان مأمورا بحبه ، وفيه ذكر سعيد بن
المسيب ، ومعجزة للسجاد ، وأصحاب الصفة ، والحديث الفريب في مصطلح
أهل الدراية ، ومبدأ تاريخ الهجرة ، ومعجزة للنبي ووصيه .
الباب الرابع : فيما نزل فيه وفي أقرانه من الآيات البينات ، وفيه
توثيق ( إبراهيم بن هاشم ) . . . وذكر لزيد بن أرقم ، وبعض فضائل العجم .
الباب الخامس : في غزارة علمه وحكمته ، ومعرفته بالله ورسوله
وأوليائه ، وأنه علم ما لا يحتمله غيره ، وفيه ذكر موسى عليه السلام والخضر
والطائر
على شاطئ البحر ، ودرجات الإيمان ، وتحقيق لطيف في بيان قولهم :
( لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ) ، وفيه أن سلمان ثاني من صنف ،
وأن مدار الفضل على العلم النافع ، وأن سلمان أفضل من جميع الأمة بعد
الأئمة عليهم السلام .
الباب السادس : في أنه كان يخبر عن الغيب ، وفيه ذكر لوقعة الجمل ولزهير
بن القين وسرية ( خبط السلم ) من سرايا النبي صلى الله عليه وآله وكربلاء
وحروراء ووقعة النهروان في ترتيب لطيف ، وبانقياد الكوفة ، وعض أحوال
القائم عجل الله تعالى فرجه ، وشرح خطبة سلمان ، وفيه تفسير قوله تعالى :
( لتركبن - الآية ) ، وذكر لبني أمية ، وبعض علائم الظهور : من القذف
‹ صفحه 22 ›
والمسخ والخسف وخروج السفياني ، وكلام في العصمة ، وأن السبعين
الذين أخذتهم الصاعقة صاروا أنبياء ، وذكر للنفس الزكية وجيش
السفياني والخراساني والمقتول بظهر الكوفة .
الباب السابع : في علمه بالاسم الأعظم ، وأنه كان محدثا عن ملك
كان ينقر في أذنه ، وفيه مطلب في الاسم الأعظم وفي المحدث وأنه بالفتح من
أوصاف الإمام .
الباب الثامن : في أن الجنة مشتاقة إليه وأنه أكل من طعامها ،
ودخل في جنة الدنيا قبل وفاته ، وفيه كلام في لفظ ( العشق ) ، ومعجزة
لأمير المؤمنين ، ومطلب يتعلق بالرياضي .
الباب التاسع : في بعض ما ظهر له من الكرامات زيادة على ما مر
في ( الباب السادس ) ، وفيه ترجمة ( جعفر بن أحمد بن علي القمي ) المهمل
في كتب الرجال ، وذكر بعض أخبار المسلسلات .
الباب العاشر : في نبذ من طرائف فضائله وشرائف مناقبه ونوادر
خصائصه ، وفيه أنه أفضل من جعفر بن أبي طالب ، وأن جعفر أفضل
الشهداء من الأولين والآخرين بعد الأنبياء والأوصياء ، وذكر لبلال بن
رياح وخباب بن الأرت من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله .
الباب الحادي عشر : في نبذ يسير وقليل من كثير مما رواه عن النبي والوصي
عليهما السلام ، وفيه ذكر مصنف كتاب ( ثاقب المناقب ) ، وذكر كتاب سلمان الذي هو
ثاني ما صنف في الإسلام - كما أشرنا إليه في ( الباب الخامس ) .
الباب الثاني عشر : في كلماته وحكمه ومواعظه واحتجاجاته
وما يتعلق بذلك ، وفيه حال كتاب ( جامع الأخبار ) .
الباب الثالث عشر : في زهده وتواضعه وسخائه ، مضافا إلى ما مر في
الباب السابق .
الباب الرابع عشر : في زوجاته وأولاده ، والرد على من أنكر ذلك ،
وفيه ذكر لحسين بن حمدان الحضيني ، ومذهب العامة في عدم كون العجم
كفوا للعرب في النكاح ، وعداوة عمر للعجم ، وبعض غرائب فضائل
‹ صفحه 23 ›
سلمان ، وذكر كتاب معاوية إلى زياد بن أبيه في إيذاء العجم ، وفيه
فضلهم .
الباب الخامس عشر : في حاله بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله
وثباته في الدين وكيفية بيعته ، وفيه ارتداد الصحابة بعد وفاته ، ومذهب
العامة في تعديل جميعهم والرد عليهم ببيان مختصر .
الباب السادس عشر : في كيفية وفاته ، وفيه بعض أحوال البرزخ
وأهواله ، وفيه معجزة للنبي والوصي .
الباب السابع عشر : فيما يتعلق بما بعد وفاته من رجوعه وزيارته وما
يتعلق بذلك ، وفيه ذكر للمدائن .
خاتمة : في كمية عمره وتغليط المشهور من الجمهور ، وأنه لقي عيسى
عليه السلام .
‹ صفحه 25 ›
المقدمة
في اسمه ولقبه وكنيته ونسبه وبلده
‹ صفحه 27 ›
في إكمال الدين : ( كان اسم سلمان روزبه بن خشبوزان ( 1 ) ) ( 2 ) ،
وفي آخر حديث إسلامه فيه : ( فأعتقني رسول الله صلى الله عليه وآله وسماني
سلمان ) ( 3 ) ، وفي المنتقى لسعيد بن مسعود الكازروني : ( قيل : إن اسم سلمان
ماهويه ، وقيل : ما به ، وقيل : بهبود بن بدخشان من ولد منچهر الملك ،
وقيل : بهبود بن بودخشان بن مردسلان بن بهبودان بن فيروز بن شهرل من
ولداب الملك ) ، وقال حمد الله المستوفي في تاريخ كزيده : ( اسمه ناجيه بن
بدخشان بن أردچين بن مرد سالار من نسب منوچهر الملك . ) . ( 4 )
ويظهر منه ان اسم أبيه ( بدخشان ) ، مع أنه نقل العهد الذي كتبه
رسول الله صلى الله عليه وآله لحي سلمان بكازرون ، وفيه : ( هذا كتاب من
محمد ( رسول الله ) ، سئله سلمان وصية بأخيه ماهاد بن فرخ ( بن
بدخشان ) ) ( 5 ) ، وعن مناقب ابن شهرآشوب : ( 6 ) ( مهاد بن فروخ ابن مهيار ) ( 7
) ،
00000000000000000
1 - خشبوذان ( خ ل ) ، اقول : في المصدر ايضا
كذا .
2 - اكمال الدين 1 : 165 .
3 - اكمال الدين 1 : 165 .
( 4 ) تاريخ كزيده : 229 ، وفيه : ( ماهيه بن بدخشان بن آذر حسس ( مايه بن بوذخشان
بن
إدريس بن مورسلان خ ل ) .
( 5 ) تاريخ كزيده : 230 .
( 6 ) هو عبد الله محمد بن علي بن شهرآشوب بن أبي نصر بن أبي الجيش السروي
المازندراني ، قال
المصنف رحمه الله في خاتمة المستدرك : ( فخر الشيعة وتاج الشريعة أفضل الأوايل ،
والبحر
المتلاطم الزخار الذي ليس له ساحل ، محيي آثار المناقب والفضائل ، رشيد الملة
والدين ،
شمس الإسلام والمسلمين ، الفقيه المحدث المفسر المحقق الأديب البارع ، الجامع
لفنون الفضائل . ) ،
له مؤلفات كثيرة أوردها في معالم العلماء : 106 عند ترجمة نفسه . توفي رحمه الله
في شعبان 588
وعاش مائة سنة إلا عشرة أشهر .
( 7 ) مناقب آل أبي طالب 1 : 97 .
‹ صفحه 28 ›
وقال قبل نقل العهد : ( وكان لسلمان ابن أخ وكان اسمه ماهاد بن
فرخ بن بدخشان ) ( 1 ) ، وهو خلاف ما في العهد .
وقد ظهر منهما إنه من أبناء الملوك ويقال له : سلمان الخير وسلمان
المحمدي . وكان إذا قيل له : ابن من أنت ؟ يقول : أنا سلمان بن الإسلام ،
أنا من بني آدم .
وكنيته : أبو عبد الله - كما في جملة من الروايات - ، وقال الحسين بن
حمدان : ( كان يكنى أبو البينات وأبو المرشد ، وكان أمير المؤمنين عليه السلام
سماه
سلسل . ) ( 2 )
قلت : يؤيده ما يأتي عن النبي صلى الله عليه وآله في وصفه : ( سلسل
يمنح الحكمة ويؤتى البرهان ) . ( 3 )
وبلده : فارس - كما في الخبار المتواترة التي ستقف عليها - ، وفي
حديث إسلامه في إكمال الدين وروضة الواعظين وقصص الأنبياء : ( كنت
رجلا من أهل شيراز ، من أبناء الدهاقين ) ( 4 ) ، وقال السيد الشهيد في مجالس
المؤمنين : ( ومخفى نماناد كه نهاد فطرت أصلي أهل شيراز هميشه أز نسيم محبت
وولاي أهل البيت در اهتزاز بوده وبنابر همان فطرت ممتاز ، سلمان فارسي
بشرف خطاب ( سلمان منا أهل البيت ) سرافراز گشته ) ( 5 ) .
00000000000000000000
( 1 ) تاريخ كزيده / 229 .
( 2 ) الإختصاص / 341
( 3 ) الإختصاص / 341
( 4 ) إكمال الدين 1 / 162 ، روضة الواعظين / 325 ، قصص الأنبياء / 302 .
( 5 ) مجالس المؤمنين 1 / 90 .
‹ صفحه 29 ›
والظاهر أنه لا ينافيه كونه من رامهرمز ، على ما رواه الشيخ منتجب
الدين ( 1 ) من أحفاد علي بن بابويه ، صاحب الفهرس المعروف ، في أربعينه عن
أبي محمد عبد الله بن علي بن عبد الله المقري الطامذي ( 2 ) ، عن أحمد بن
عبد الغفار ، عن أبي سعد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي الحافظ ، عن أبي
سعيد سالم بن بندار النسوي الأرمني ، عن سليمان بن أحمد بن أبي سلامة ( 3 )
الدمشقي المالطي ، عن ظفر بن السيدع ، عن أبي زيد الأنصاري ، عن عوف ،
عن أبي عثمان النهدي قال : ( قال لي سلمان الفارسي رضي الله عنه :
أتعرف رامهرمز ؟ قلت : نعم ، قال : إني من أهلها - الخبر ) ( 4 ) ، وفي شرح النهج
لابن أبي الحديد : ( 5 ) ( إنه ( رجل ) من أهل فارس ، من رامهرمز ) ( 6 ) ، وفي
صحيح البخاري ، ( 7 ) وهو أصح كتب أهل السنة : حدثنا محمد بن يوسف ،
0000000000000000000
( 1 ) الشيخ السعيد الفاضل العالم الفقيه
المحدث الثقة الصدوق شيخ الأصحاب وسيد الحفاظ
منتجب الدين أبو الحسن علي بن الشيخ موفق الدين عبيد الله بن الشيخ شمس الدين أبي
محمد الحسن
المدعو ب ( حسكا ) بن الحسين بن الحسن بن الشيخ الفقيه الحسين - أخي الشيخ الصدوق
- بن أبي
الحسن علي بن الحسين ابن موسى بن بابويه القمي ، أجمع العلماء على جلالة قدره وعظم
شأنه
ورفعة منزلته ، قال صاحب الرياض في حقه : ( كان بحرا من العلوم لا ينزف . . . ) ،
صاحب
الفهرست المعروف من علماء المتأخرين عن الشيخ الطوسي ، ولد سنة 504 وتوفي سنة 5 58
.
( 2 ) طامذه - بفتح الميم والذال المعجمة - : من قرى إصفهان ( المراصد 2 : 876 ) .
( 3 ) في المصدر : أبي صلايه الدمشقي .
( 4 ) أربعون حديثا عن أربعين شيخا من أربعين صحابيا في فضائل أمير المؤمنين عليه
السلام : 34 .
( 5 ) عز الدين أبو حامد بن هبع الله بن محمد بن محمد بن الحسين ابن أبي الحديد
المدائني ، أحد
العلماء في العصر العباسي الثاني ، ولد بالمدائن في غرة ذي الحجة سنة 586 ونشأ بها
ثم سافر إلى
بغداد واختلط بالعلماء من أصحاب المذاهب واصطنع مذهب الاعتزال وصار معتزليا جاحظيا
،
ومن مصنفاته شرح نهج البلاغة ، نال الحظوة عند الخلفاء من العباسيين ومدحهم وأخذ
جوائزهم ، وتوفي سنة 655 .
( 6 ) شرح نهج البلاغة 18 : 34 .
( 7 ) أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي
البخاري ، ولد سنة 194 ،
حج به أبوه فرجع أبوه وبقي هو بمكة في طلب العلم ورحل رحلات واسعة في طلب الحديث
حتى
صار عندهم إمام أئمة الحديث حتى قيل في حقه : ما رؤي مثله ، ما تحت أديم السماء
أعلم بالحديث
منه ، وأجمعوا على أن كتابه أصح كتاب بعد القرآن ، حتى إن مسلما - صاحب الصحيح -
كلما دخل
عليه يسلم ويقول : دعني أقبل رجليك يا طيب الحديث في علله ، توفي سنة 256 ، عدد
أحاديث
المسندة في كتابه 7275 والمكررات منه قريب النصف فأحاديثه بدون التكرار تقارب 4000
،
وعدد مشايخه الذين خرج عنهم فيه 289 ، إن أردت أن تعرفها حق معرفتها راجع ( سيري در
صحيحين ) لكي تعلم ما فيها وما في أختها .
‹ صفحه 30 ›
قال : حدثنا سفيان ، عن عوف ، عن أبي عثمان قال : سمعت سلمان
( رضي الله عنه يقول : ) أنا من رامهرمز ) ( 1 ) .
فإنه - بكسر الثالث والخامس وضم الرابع والسادس - اسم بلد من
الأهواز ، كما في البرهان والسيرة الحلبية ( 2 ) ، وفي الأول : ( إن اسمه في
القديم سمنگان وإن أهواز بلد بخوزستان ) ، وفي القاموس : ( إن رامهرمز
بلد بها ) ، وهي كما في البرهان : اسم كورة من الفارس قصبتها شوشتر .
قلت : ورامهرمز الآن من توابع بهبهان ، بينهما قريب من عشرة
فراسخ ، وهو مشتمل على قرى كثيرة ، منها قرية تسمى ( تشان ) ، فيها آثار
قديمة وعجائب ، منها جبل مشتعل دائما ، وحيث إن بهبهان من توابع شيراز
يجوز نسبته إليهما معا ، وإنه كان كذلك في القديم .
وعن يوسف بن عبد البر في الإستيعاب : ( كان أصله من فارس من
رامهرمز من قرية يقال لها : جي ) ( 3 ) ، ونقل مثله المولى محمد صالح ( 4 ) في شرح
الكافي عن القرطبي - من علماء الجمهور - ، وفيه : ( إن جي من قرى إصفهان
بينهما قريب من ثلاثة فراسخ ) ( 5 ) ، وفي السيرة : ( إنه بالفتح قرية في
إصفهان ) ( 6 ) ، وفي البرهان : ( إنه بكسر الأول وسكون الثاني يطلق على
00000000000000000000
( 1 ) صحيح البخاري ، كتاب بدئ الخلق ، رقم
3695 .
( 2 ) السيرة الحلبية 1 : 186 .
( 3 ) الإستيعاب 2 : 56 .
( 4 ) المولى محمد صالح السروي المازندراني من أعاظم العلم ونقدة الحديث وفطاحل
العرفان
جامعا للمعقول والمنقول ، ماهرا في الأصول والفروع ، أزهد أهل زمانه وأعبدهم وأروع
أهل أوانه
وأورعهم ، ورد إصفهان في حلمه وسكن بها وتتلمذ لعلمائها الأعيان منهم المولى محمد
تقي المجلسي
وتزوج بابنته الكبرى ( آمنة بيكم ) التي هي معروفة بالفضل والعلم والدين ، من جملة
بناتها
محمد أكمل الإصفهاني والدة الأستاذ الأكبر المولى محمد باقر البهبهاني ، توفي
بإصفهان سنة 1081
ودفن فيها في مقبرة أستاذه العلامة المجلسي .
( 5 ) شرح الكافي 7 : 6 .
( 6 ) السيرة الحلبية 1 : 186 .
‹ صفحه 31 ›
إصفهان عموما وعلى كورة من كورها خصوصا ، وبفتح الأول قرية في
الري ) .
وفي تاريخ الحكماء : ( ذكر أبو مشعر البلخي في اختلاف الزيجات :
إن ملوك الفرس بلغ من عنايتهم بصيانة العلوم ، وحرصهم على بقائها على
وجه الدهر ، واشفاقهم عليها من أحداث الجو وآفات الأرض ، أن اختاروا
لها من الورق - إلى أن قال : - ثم طلبوا لها بعد ذلك من بقاع الأرض وبلدان
الأقاليم أصحها تربة ، وأقلها عفونة ، وأبعدها من الزلازل والخسوف ، وأبقاها
على الدهر بناء ، فلم يجدوا أجمع لهذه الأوصاف من إصفهان ، ثم فتشوا على
بقاع هذا البلد ، فلم يجدوا أفضل من رستاق جي ، فجاؤوا إلى مهند وهو في
داخل المدينة المسماة بجي ، فأودعوه علومهم ، وقد بقي إلى زماننا هذا ويسمى
سارويه ) ، هذا .
ومما ذكرنا ظهر ضعف نسبته إلى إصفهان ، ففي شرح النهج :
( وقيل : ( بل ) من إصفهان من قرية يقال لها : جي ) ( 1 ) ، وفي تقريب ابن
حجر : ( أصله من إصفهان وقيل : من رامهرمز ) ، وعن الإستيعاب :
( قيل : بل كان أصله من إصفهان ) ( 2 ) ، وفي تاريخ كزيده : ( أصله من
إصفهان من قرية حنان ) ( 3 ) ( 3 ) ، لعدم استنادهم إلى خبر مأثور ولا أثر منقول ،
مع
أن في صحاحهم ما يخالف ذلك - كما مر .
نعم في قصص الأنبياء في حديث آخر في إسلامه : ( كنت رجلا من
أهل إصفهان من قرية يقال لها : جي ) ( 4 ) ، ويأتي أنه مأخوذ من كتبهم ولم أعثر
في أخبارنا نسبته إليه ولا في ترجمته في كتب الرجال .
وربما يجمع بينهما بأن ( فارس ) كان يطلق في القديم على تمام
ناحية الجنوب من أرض العجم ، مبدئه بلاد الجبل ومنتهاه بحر الهند وعمان
عرضا ، وكان أحد الأقسام الأربعة ، فإصفهان على هذا داخل في
0000000000000000000
( 1 ) شرح نهج البلاغة 18 : 34 .
( 2 ) الإستيعاب 2 : 56 .
( 3 ) تاريخ كزيده : 229 ، وفي بعض النسخ : ( جيان ) .
( 4 ) قصص الأنبياء : 298 .
‹ صفحه 32 ›
( الفارس ) ، بل في البرهان ، ( إنه كان يطلق على جميع بلاد إيران من
الجيحون إلى الفرات طولا ومن بحر عمان إلى باب الأبواب عرضا ، ولما
كان خراسان بمعنى المشرق في لسان الفرس ، وهو في شرقي إصطخر ، سموه
بذلك ، وإصفهان لما كان شبيها بعراق العرب في الهواء والماء ، سموه بعد
ظهور الإسلام بعراق العجم - ثم قال : - ولذا نسب سلمان رحمه الله إلى
الفارس ، مع أن مولده من نواحي إصفهان ) ، ويمكن تأييده بحديث إسلامه في
السيرة والمنتقى : ( كنت رجلا فارسيا من أهل إصفهان من قرية يقال لها :
جي - بفتح الجيم وتشديد الياء - . ) ( 1 )
وفيه : إنه لا يجوز نسبته حينئذ إلى ( شيراز ) ، الذي هو قاعدة كورة
شاذروان ، إحدى كور الفارس بالمعنى الأخص الذي يظهر من البرهان ،
ولا نسبته إلى رامهرمز ، مع ورودها في الأخبار المعتبرة ، وفي السيرة : ( في
رواية أخرى : ولدت برامهرمز ومنها نشأت وإن أبي لمن إصفهان ) ( 2 ) ، وهذا
وجه آخر للجمع .
والعجب من العلامة الطباطبائي ( 3 ) حيث قال في رجاله : ( سلمان
المحمدي بن الإسلام ، أبو عبد الله ، أول الأركان الأربعة مولى رسول الله صلى الله
عليه وآله
وحواريه ، الذي قال فيه : سلمان منا أهل البيت ، وأصله من
إصبهان من قرية ( يقال ) لها جي ، هاجر في طلب العلم وهو
00000000000000000
( 1 ) السيرة الحلبية 1 : 7 - 186 .
( 2 ) السيرة الحلبية 1 : 7 - 186 .
( 3 ) مهدي بن المرتضى بن محمد البروجردي الغروي الحسني الحسيني الطباطبائي ،
الإمام الهمام
الذي لم تسمح بمثله الأيام ، سيد العلماء الأعلام ومولى فضلاء الإسلام ، سيد
الفقهاء المتبحرين ،
إمام المحدثين والمفسرين ، علامة دهره وزمانه ووحيد عصره وأوانه ، صاحب المقامات
العالية
والكرامات الباهرة الجامع لجميع العلوم ، قال المصنف رحمه الله في خاتمة المستدرك
: 383 بعد ذكر
نسبه إلى الحسن المثنى بن الحسن المجتبى عليه السلام : ( تولد في مشهد الحسين عليه
السلام ليلة
الجمعة في شوال سنة 1155 وتوفي سنة 1212 ، وقد أذعن له جميع علماء عصره ومن تأخر
عنه بعلو
المقام والرياسة في العلوم النقلية والعقلية وساير الكمالات النفسانية حتى إن
الشيخ الفقيه الأكبر
الشيخ جعفر النجفي مع ما هو عليه من الفقاهة والزهادة والرياسة كان يمسح تراب خفه
بحنك
عمامته وهو من الذين تواترت عنه الكرامات ولقائه الحجة صلوات الله عليه ولم يسبقه
في هذه
الفضيلة أحد فيما أعلم إلا السيد رضي الدين علي بن طاووس ) .
‹ صفحه 33 ›
صبي - الخ ) ( 1 ) ، واقتصر في الترجمة على الحديث العامي المروي في القصص ،
ولم يحتمل كونه من رامهرمز الفارس أو من أهل شيراز ، وهو موجود في
القصص أيضا - كما تقدم نقله - والله العاصم .
ولقد أجاد مادح أهل البيت المولى بمانعلى الكرماني ، في مدح فارس
وشيراز لخروج سلمان منه ، حيث قال رحمه الله :
زهى فارس فرخنده ايران زمين
زيزدان برآن بوم وبر آفرين
خجسته بود خاك ايران زمين
كه خواند پيمبر برآن آفرين
زهى بوم وبرگش برآمد زخاك
درخشان چنين گوهر تابناك
تواى فارس زين مژده برخود بناز
كه پيدا شد از خاك پاك توباز
يكى گوهر از خاكت آمد پديد
كه گوهر فروشش نخستين خريد
چو آن گوهر از خاك پاك تورست
ازآن جوهرى هر چه مى خواست جست
سزد گر كنى فخر بر روزگار
كه وصف تو خواند همى روزگار
تورا پايه از آسمان برتراست
كه مدحت گرت ساقى كوثراست
0000000000000000000
( 1 ) رجال السيد بحر العلوم ( الفوائد
الرجالية ) 3 : 17 .
‹ صفحه 34 ›
سزد گر برآنى ببالاى عرش
شودخاك پاى تو برعرش فرش
بروح ملك همنشينى كنى
در آنجا خداوند بينى كنى
كه گنجى كه او مخزن راز بود
نهان بود ودر خاك شيراز بود
گرانمايه درى درآن گنح خواست
كه بر تاج پيغمبرى بر فراشت
زهى آن گرانمايه در ثمين
كه گردد بتاج نبوت نگين
‹ صفحه 35 ›
الباب الأول
في مبدأ أمره وحاله قبل تشرفه بشرف الإسلام
وكيفية إسلامه ، وأنه من أوصياء عيسى عليه السلام
‹ صفحه 37 ›
عن شيخنا الأقدم أبي عبد الله المفيد ( 1 ) في الإختصاص ، في حديث
صحيح يأتي في الباب الثالث : ( إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن
سلمان ما كان مجوسيا ، ولكنه كان مظهرا للشرك ، مبطنا للإيمان ) . ( 2 )
وقال الصدوق ( 3 ) في إكمال الدين : ( وكان ممن ضرب في الأرض
لطلب الحجة سلمان الفارسي رضي الله عنه ، فلم يزل ينتقل من عالم إلى
000000000000000000
( 1 ) محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام
بن جابر بن النعمان ، قال بحر العلوم في حقه :
( شيخ مشايخ الجلة ورئيس رؤساء الملة ، فاتح أبواب التحقيق بنصب الأدلة ، والكاسر
بشقاشق
بيانه الرشيق حجج الفرق المضلة ، اجتمعت فيه خلال الفضل ، وانتهت إليه رئاسة الكل
، واتفق
الجميع على علمه وفضله وفقهه وعدالته وثقته وجلالته ، وكان رضي الله عنه كثير المحاسن
، جم
المناقب ، حديد الخاطر ، دقيق الفطنة ، حاضر الجواب ، واسع الرواية ، خبيرا
بالرجال والأخبار
والأشعار ، وكان أوثق أهل زمانه في الحديث وأعرفهم بالفقه والكلام ، وكل من تأخر
عنه
استفاد منه ) ، حسبه دلالة على العظمة والجلالة والشقة ما ورد من التوقيعات من ولي
العصر
عليه السلام في حقه ، ينتهي نسبه إلى يعرب بن قحطان ، عرف بابن المعلم واشتهر
بالمفيد أما لأن
الإمام صاحب الزمان عليه السلام لقبه به - كما نص عليه ابن شهرآشوب - ، أو أن شيخه
علي بن
عيسى الرماني لقبه به لمناظرة جرت بينهما ، ولد في ذي القعدة سنة 336 ، وتوفى في
شهر رمضان سنة
413 ببغداد وصلى عليه علم الهدى السيد المرتضى بميدان الأشنان .
( 2 ) الإختصاص : 241 ، البحار 22 : 347 .
( 3 ) محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه أبو جعفر القمي ، قال بحر العلوم
قدس سره في
حقه : ( شيخ من مشايخ الشيعة وركن من أركان الشريعة ، رئيس المحدثين ، والصدوق
فيما يريه
عن الأئمة الصادقين ، ولد بدعاء صاحب الأمر والعصر عليه السلام ، ونال بذلك عظيم
الفضل
والفخر ، ووصفه الإمام عليه السلام في التوقيع الخارج من الناحية المقدسة بأنه :
فقيه ، خير ،
مبارك ، ينفع الله به ، فعمت بركته الأيام وانتفع به الخاص والعام ، وبقيت آثاره
ومصنفاته مدى
الأيام ، وعم الانتفاع بفقهه وحديثه فقهاء الأصحاب ومن لا يحضره الفقيه من العوام
- انتهى ) ، ولد
رحمه الله بقم ونشأ بها وتلمذ على أساتذتها ثم رحل إلى الأمصار والبلدان لاكتساب
الفضائل
وسماع الأحاديث عن المشايخ العظام ، مشائخه تزيد على مائتي رجلا . نص شيخ الطائفة
إن
مصنفاته يبلغ إلى ثلاثمأة مصنف . كانت ولادته بعد وفاة محمد بن عثمان العمري في
أوائل
سفارة حسين بن روح وكانت وفاة العمري سنة 305 بالري سنة 381 وقبره بالري موجود .
‹ صفحه 38 ›
عالم ، ومن فقيه إلى فقيه ، ويبحث عن الأسرار ويستدل بالأخبار ، منتظرا
لقيام القائم ، سيد الأولين والآخرين ، محمد صلى الله عليه وآله ، أربعمأة سنة ،
حتى بشر بولادته ، فلما أيقن بالفرج خرج يريد تهامة ، فسبى ) ( 1 ) ، ثم قال :
( كان اسم سلمان روزبه بن خشبوذان ، وما سجد قط لمطلع الشمس وإنما
كان يسجد لله عز وجل ، وكانت القبلة التي أمر بالصلاة إليها شرقية وكان
أبواه يظنان أنه إنما يسجد ل ( مطلع ) الشمس كهيئتهم ، وكان سلمان
وصي وصي عيسى عليه السلام ، في أداء ما حمل إلى من انتهت إليه الوصية
من المعصومين ، وهو آبي عليه السلام ، وقد ذكر قوم أن آبي ( 2 ) هو أبو طالب ،
وإنما اشتبه الأمر به لأن أمير المؤمنين عليه السلام سئل عن آخر أوصياء عيسى
عليه السلام ؟ فقال : آبي ، فصحفه الناس وقالوا : أبي ) ، ويقال له : برده أيضا )
( 3 )
وروي فيه عن محمد بن الحسن ( بن أحمد بن الوليد ) ، عن سعد بن
عبد الله ، عن هيثم بن أبي مسروق النهدي ومحمد بن عبد الجبار ، عن إسماعيل
ابن سهل ، عن محمد بن أبي عمير ، عن درست بن أبي منصور الواسطي
وغيره ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( كان سلمان الفارسي رحمة الله عليه قد
أتى
غير واحد من العلماء ، وكان آخر من أتاه آبي ، فمكث عنده ما شاء الله ، فلما
0000000000000000000
( 1 ) إكمال الدين 1 : 161 .
( 2 ) آبي - بمد الهمزة وإمالة الياء - من ألقاب علماء النصارى .
( 3 ) إكمال الدين 1 : 156 .
‹ صفحه 39 ›
ظهر النبي صلى الله عليه وآله قال آبي لسلمان : ( إن ) صاحبك الذي
تطلب ( - ه ) قد ظهر بمكة ، فتوجه إليه سلمان رحمه الله ) ( 1 )
وروى أحمد بن محمد بن خالد البرقي ( 2 ) في المحاسن عن أبيه ( 3 ) ، عن
( أبي ) إسحاق الخفاف ، عمن ذكره ، عن درست ، عمن ذكره ، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال : ( كان الذي تناهت إليه وصايا عيسى عليه السلام :
آبي ) ( 4 ) ، ورواه عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن درست ، وزاد فيه : ( فلما أن
أتاه سلمان قال ( له ) : إن الذي تطلب قد ظهر اليوم بمكة ، فتوجه إليه ) ( 5 )
وقال رضي الدين علي بن طاووس ( 6 ) في مهج الدعوات : ( ويروى أن
سلمان كان من بقايا أوصياء عيسى عليه السلام ) ( 7 ) ، ويأتي في روايتين عن
النبي صلى الله عليه وآله : ( إن سلمان كان يدعو الناس إلى دينه قبل أن
000000000000000000
( 1 ) إكمال الدين 2 : 665 ، وفيه : ( قال
آبي : يا سلمان ! إن صاحبك الذي تطلبه بمكة قد ظهر ) .
( 2 ) أبو جعفر أحمد بن محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي ، عده
الشيخ قي
رجاله من أصحاب الإمامين الجواد والهادي عليهما السلام ، البرقي منسوب إلى برق رود
، قرية من
سواد قم وأصله كوفي ، له كتب منها المحاسن وهو كما عن النجاشي مشتمل على أزيد من
مأة
كتاب ، ولا يوجد اليوم منها إلا أحد عشر كتابا ، توفي رحمه الله سنة 274 .
( 3 ) محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي ، أبو عبد الله مولى أبي
موسى الأشعري ،
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام ، قد فصل الأصحاب
القول في تعديله وجرحه
فمن شاء ذلك فليراجع تنقيح المقال وغيره .
( 4 ) المحاسن : 235 ، البحار 17 : 142 .
( 5 ) المحاسن : 235 ، البحار 17 : 142 .
( 6 ) السيد الشريف رضي الدين أبو القاسم علي بن سعد الدين أبي إبراهيم موسى بن
جعفر بن أحمد
بن محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن الطاووس ، ينتهي نسبه الشريف إلى
الحسن
المثنى ، قد أثنى عليه كل من تأخر عنه وأطراه بالعلم والفضل والتقى والنسك
والكرامة ، قال
التستري في المقابس : 16 ( السيد السند المعظم المعتمد العالم العابد الزاهد الطيب
الطاهر ، مالك
أزمة المناقب والمفاخر ، صاحب الدعوات والمقامات والمكاشفات والكرامات ، مظهر
الفيض السني
واللطف الخفي والجلي ) ، ولد في الحلة في منتصف المحرم سنة 589 ونشأ بها وأقام
ببغداد خمسة
عشر عاما ثم رجع إلى الحلة وجاور العتبات في النجف وكربلاء والكاظمية في كل واحدة
ثلاث سنين
وكان عازما على مجاورة سامراء أيضا ثلاث سنين وأخيرا عاد إلى بغداد ، ولي نقابة
الطالبيين
بالعراق في ثلاث سنين واحد عشر شهرا وتوفي سنة 668 ، له مصنفات منها : الاقبال ،
مهج الدعوات ، كشف المهجة والطرائف ، وسعد السعود .
( 7 ) مهج الدعوات : 313 .
‹ صفحه 40 ›
يبعث منذ أربعمأة وخمسين سنة ) ( 1 ) ، ويأتي في الخاتمة عن شيخ الطائفة : ( 2 )
( إن لقائه عيسى عليه السلام مشهور في الأخبار ) ( 3 )
وروى الصدوق في الإكمال عن أبيه ، ( 4 ) عن محمد بن يحيى العطار
وأحمد بن إدريس جميعا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن علي بن
مهزيار ، عن أبيه ، عن زكريا ( 5 ) ، عن موسى بن جعفر عليهما السلام قال : ( قلت :
يا بن رسول الله ! ألا تخبرنا كيف كان سبب إسلام سلمان الفارسي ؟
قال : ( نعم ) ، حدثني أبي صلوات الله عليه أن أمير المؤمنين علي ابن
أبي طالب صلوات الله عليه وسلمان الفارسي وأبا ذر وجماعة من قريش كانوا مجتمعين
عند قبر النبي صلى الله عليه وآله ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لسلمان
( الفارسي ) : يا أبا عبد الله ! ألا تخبرنا بمبدأ أمرك ؟ فقال سلمان : والله يا
00000000000000000
( 1 ) يأتي في الباب الرابع عشر .
( 2 ) أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي ، قال العلامة الطباطبائي : ( شيخ
الطائفة المحقة ،
ورافع أعلام الشريعة الحقة ، إمام الفرقة بعد الأئمة المعصومين وعماد الشيعة
والإمامية بكل ما يتعلق
بالمذهب والدين ، محقق الأصول والفروع ، ومهذب فنون المعقول والمسموع ، شيخ
الطائفة على
الاطلاق ، ورئيسها الذي تلوى إليه الأعناق ، صنف في جميع علوم الإسلام ، وكان
القدوة في ذلك
والإمام ، أما التفسير فله فيه كتاب التبيان الجامع لعلوم القرآن ، وأما الحديث
فإليه تشد الرحال ،
وبه يبلغ رجاله منتهى الآمال ، وأما الفقه فهو خريت هذه الصناعة ، والملقى إليه
زمام الانقياد
والطاعة ، وكل من تأخر عنه من الفقهاء الأعيان فقد تفقه على كتبه واستفاد منها
نهاية إربه
ومنتهى طلبه ) ، ولد بخراسان سنة 385 بعد وفاة الشيخ الصدوق بأربع سنين . وتوفي
سنة 260
بمشهد أمير المؤمنين عليه السلام .
( 3 ) الغيبة : 79
( 4 ) أبو الحين علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، قال الرجال الأقدم
النجاشي
في حقه : ( شيخ القميين في عصره ومتقدمهم وفقيههم وثقتهم ، كان قدم العراق واجتمع
مع أبي
القاسم بن روح رحمه الله وسئله مسائل ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر الأسود
، يسئله أن
يوصل له رقعة إلى الصاحب عليه السلام ويسئله فيها الولد فكتب إليه : قد دعونا الله
لك بذلك
وسترزق ولدين ذكرين خيرين - الخ ) ، لا نحتاج إلى إيعاز سرد ما قيل في ترجمته بعد
ما ورد من
الإمام العسكري عليه السلام في حقه في توقيعه الشريف : ( يا شيخي ومعتمدي وفقيهي )
( 5 ) في المصدر : عمن ذكره .
‹ صفحه 41 ›
أمير المؤمنين ، لو أن غيرك سئلني ما أخبرته ، أنا كنت رجلا من أهل شيراز
من أبناء الدهاقين وكنت عزيزا على والدي ، فبينا أنا سائر مع أبي في عيد
لهم إذا أنا بصومعة وإذا فيها رجل ينادي : أشهد أن لا إله إلا الله ،
وأن عيسى روح الله ، وأن محمدا حبيب الله ، فرصف حب محمد ( 1 ) في لحمي
ودمي ، فلم يهنئني طعام ولا شراب ، فقالت لي أمي : يا بني ! ما لك اليوم لم
تسجد لمطلع الشمس ؟ قال : فكابرتها حتى سكتت ، فلما انصرفت إلى منزلي
إذا أنا بكتاب معلق في السقف ، فقلت لأمي : ما هذا ( الكتاب ) ؟ فقالت :
يا روزبه ! إن هذا الكتاب لما رجعنا من عيدنا رأيناه معلقا ، فلا تقرب ذلك
المكان ، فإنك إن قربته قتلك أبوك ، قال : فجاهدتها حتى جن الليل ونام
أبي وأمي ، فقمت وأخذت الكتاب فإذا فيه : ( بسم الله الرحمن الرحيم ،
هذا عهد من الله إلى آدم أنه خالق من صلبه نبيا يقال له : محمد ، يأمر بمكارم
الأخلاق وينهى عن عبادة الأوثان ، يا روزبه ! أنت وصي عيسى ، فآمن ( 2 )
واترك المجوسية ) ، ( قال : ) فصعقت صعقة وزادني شدة ، قال : فعلم أبي
وأمي بذلك ، فأخذوني وجعلوني في بئر عميقة وقالوا ( لي ) : إن رجعت وإلا
قتلناك ، ( ف ) قلت لهم : افعلوا بي ما شئتم ، حب محمد لا يذهب من
صدري ، قال سلمان : ما كنت أعرف العربية قبل قراءة ذلك الكتاب
ولكن ( 3 ) فهمني الله ( عز وجل ) العربية من ذلك اليوم ، قال : فبقيت في البئر
فجعلوا يدلون ( 4 ) ( في البئر ) إلي أقراصا صغارا .
( قال : ) فلما طال أمري رفعت يدي إلى السماء وقلت : يا رب ! إنك
حببت محمدا ووصيه إلي ، فبحق وسيلته عجل فرجي وأرحني مما أنا فيه ،
فأتاني آت ، عليه ثياب بيض فقال ( لي ) : قم يا روزبه ، فأخذ بيدي وأتى بي
إلى الصومعة فأنشأت أقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن عيسى روح الله
0000000000000000000
( 1 ) في المصدر : فرسخ وصف محمد ، أقول :
وصف - بالضم - : احكم وثبت .
( 2 ) في المصدر : أنت وصي عيسى وآمن .
( 3 ) في المصدر : قبل قراءتي الكتاب ولقد .
( 4 ) في المصدر : يدلون .
‹ صفحه 42 ›
وأن محمدا حبيب الله ، فأشرف علي الديراني فقال ( لي ) : أنت روزبه ؟
فقلت نعم ، فقال : اصعد ، فأصعدني إليه وخدمته حولين كاملين ، فلما
حضرته الوفاة قال ( لي ) : إني ميت ، فقلت له : فعلى من تخلفني ؟ فقال :
لا أعرف أحدا يقول بمقالتي هذه إلا راهبا بأنطاكية ، فإذا لقيته فاقرئه مني
السلام وادفع إليه هذا اللوح ، وناولني لوحا ، فلما مات غسلته وكفنته
ودفنته وأخذت اللوح وسرت به إلى أنطاكية وأتيت الصومعة وأنشأت
أقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن عيسى روح الله ، وأن محمدا حبيب الله ،
فأشرف علي الديراني فقال ( لي ) : أنت روزبه ؟ فقلت : نعم ، فقال : اصعد ،
فصعدت إليه وخدمته حولين كاملين ، فلما حضرته الوفاة قال لي : إني ميت ،
فقلت : على من تخلفني ؟ فقال : لا أعرف أحدا يقول بمقالتي هذه إلا
راهبا بالإسكندرية ، فإذا أتيته ( 1 ) فاقرئه مني السلام وادفع إليه هذا اللوح ،
فلما توفي غسلته وكفنته ودفنته وأخذت اللوح وأتيت الصومعة وأنشأت
أقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن عيسى روح الله ، وأن محمدا حبيب الله ،
فأشرف علي الديراني فقال ( لي ) : أنت روزبه ؟ فقلت : نعم ، فقال : اصعد ،
فصعدت إليه وخدمته حولين كاملين ، فلما حضرته الوفاة قال لي : إني ميت ،
فقلت : على من تخلفني ؟ فقال : لا أعرف أحدا يقول بمقالتي هذه في الدنيا ،
وإن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد حانت ولادته ، فإن أتيته ( 2 ) فاقرئه
مني السلام وادفع إليه هذا اللوح ، قال : فلما توفي غسلته وكفنته ودفنته
وأخذت اللوح وخرجت ، فصحبت قوما فقلت لهم : يا قوم ! اكفوني الطعام
والشراب وأكفيكم الخدمة ( 3 ) قالوا : نعم ، قال : فلما أرادوا أن يأكلوا
شدوا على شاة فقتلوها بالضرب ، ثم جعلوا بعضها كبابا وبعضها شواء ،
فامتنعت من الأكل ، فقالوا : كل ، فقلت : إني غلام ديراني وإن الديرانيين
لا يأكلون اللحم ، فضربوني وكادوا يقتلونني ، فقال بعضهم : إمسكوا عنه
00000000000000000
( 1 ) في المصدر : فإذا لقيته .
( 2 ) في المصدر : فإذا أتيته .
( 3 ) في المصدر : اكفوني الطعام والشراب أكفكم الخدمة .
‹ صفحه 43 ›
حتى يأتيكم شرابكم فإنه لا يشرب ! فلما أتوا بالشراب قالوا : اشرب ،
فقلت : إني غلام ديراني وإن الديرانيين لا يشربون الخمر ، فشدوا على
وأرادوا قتلي ، فقلت لهم : يا قوم ! لا تضربوني ولا تقتلوني فإني أقر لكم
بالعبودية ، فأقررت لواحد منهم فأخرجني وباعني بثلاثمائة درهم من رجل
يهودي ، قال : فسألني عن قصتي ، فأخبرته وقلت له : ليس لي ذنب إلا أني
أحب محمدا ( 1 ) ووصيه ، فقال اليهودي : وإني لأبغضك وأبغض محمدا ، ثم
أخرجني إلى خارج داره وإذا رمل كثير على بابه ، فقال : والله ( يا روزبه ! )
لئن أصبحت ولم تنقل هذا الرمل كله من هذا الموضع لأقتلنك ، قال :
فجعلت أحمل طول هذا الليل ، فلما أجهدت في التعب ( 2 ) رفعت يدي إلى
السماء وقلت : يا رب إنك حببت محمدا ووصيه إلى فبحق وسيلته عجل
فرجي وأرحني مما أنا فيه ، فبعث الله عز وجل ريحا فنقلت ( 3 ) ذلك الرمل من
مكانه إلى المكان الذي قال ( له ) اليهودي ، فلما أصبح نظر إلى الرمل ( و ) قد
نقله كله ، فقال : يا روزبه ! أنت ساحر وأنا لا أعلم ( ساحرا أسحر منك ) ،
فلأخرجنك من هذه القرية لئلا تهلكها ، قال : فأخرجني وباعني من امرأة
سليمية ، فأحبتني حبا كثيرا ( 4 ) وكان لها حائط فقالت : هذا الحائط لك ، كل
منه ما شئت وهب وتصدق .
قال : فبقيت في ذلك الحائط ما شاء الله فبينما أنا ذات يوم في ( ذلك )
الحائط ، ( و ) إذا أنا بسبعة رهط قد أقبلوا ، تظلهم غمامة ( 5 ) ، فقلت في نفسي :
( والله ) ما هؤلاء ( كلهم ) أنبياء ولكن فيهم نبيا ، قال : فأقبلوا حتى دخلوا
الحائط والغمامة تسير معهم ، فلما دخلوا إذا فيهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله
)
000000000000000000000
( 1 ) في المصدر : أنا أحببت محمدا .
( 2 ) في المصدر : فجعلت أحمل طول ليلتي فلما أجهدني التعب .
( 3 ) في المصدر : فقلعت .
( 4 ) في المصدر : امرأة سلمية فأحتبني حبا شديدا .
( 5 ) الغمام : السحاب ، والقطعة منه غمامة .
‹ صفحه 44 ›
وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأبو ذر والمقداد وعقيل بن أبي طالب ( 1 ) وحمزة
بن
عبد المطلب ( 2 ) وزيد بن حارثة ، فدخلوا الحائط فجعلوا يتناولون من حشف
النخل ورسول الله صلى الله عليه وآله يقول ( لهم ) : كلوا الحشف ولا تفسدوا
على القوم شيئا ، فدخلت على مولاتي فقلت لها : يا مولاتي ! هبي لي طبقا من
رطب ، فقالت : لك ستة أطباق ، قال : فجئت وحملت طبقا من رطب ، فقلت
في نفسي : إن كان فيهم نبي فإنه لا يأكل الصدقة ويأكل الهدية ، فوضعته
بين يريه ، فقلت : هذه صدقة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : كلوا ، وأمسك
رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام وعقيل بن أبي طالب وحمزة
بن عبد المطلب ، وقال لزيد : مد يدك وكل ، فقلت في نفسي : هذه علامة ،
فدخلت على مولاتي وقلت لها : هبي لي طبقا آخر ، فقلت : لك ستة أطباق ،
قال : فجئت فحملت طبقا ( آخر ) من رطب فوضعته بين يديه وقلت : هذه
هدية ، فمد يده وقال : بسم الله كلوا ، فمد القوم جميعا أيديهم فأكلوا فقلت في
نفسي : هذه أيضا علامة ، ( قال : ) فبينما أنا أدور خلفه إذ قد حانت من النبي
صلى الله عليه وآله التفاتة ، فقال : يا روزبه ! تطلب خاتم النبوة ؟ فقلت : نعم ،
فكشف عن كتفيه ، فإذا أنا بخاتم النبوة معجون بين كتفيه ، عليه شعرات ،
000000000000000000
( 1 ) هو أخو أمير المؤمنين لأبيه وأمه ، كان
يكنى أبا يزيد وكان قد خرج مع الكفار يوم بدر مكرها
فأسر ، ففداه عمه العباس ثم أتى مسلما مهاجرا قبل الحديبية وكان أبو طالب عليه
السلام يحبه حبا
شديدا وشهد غزاة مؤتة مع أخيه جعفر وتوفي في خلافة معاوية سنة 50 وعمره 96 سنة ولم
يشهد
مع أخيه أمير المؤمنين عليه السلام شيئا من حروبه أيام خلافته وعرض نفسه وولده
عليه فأعفاه ولم
يكلفه حضور الحرب وكان عقيل أنسب قريش وأعلمهم بأيامها واختلف الناس في إلحاقه
بمعاوية
قبل شهادة أخيه أمير المؤمنين عليه السلام .
( 2 ) أمه هاله بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة ، وهي ابنة عم آمنة
بنت
وهب أم النبي صلى الله عليه وآله رضيع رسول الله ، أرضعتهما ثويبة جارية أبي لهب ،
وكان أسن
من رسول الله صلى الله عليه وآله بسنتين ، آخى النبي بينه وبين زيد بن حارثة وهاجر
إلى المدينة
وأول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وآله حين قدم المدينة لحمزة وشهد بدرا
وأبلى فيها بلاء
عظيما مشهورا وشهد أحدا وقتل بها وكان مقتله للنصف من شوال سنة ثلاث وكان عمره 7 5
سنة
وصلى النبي على حمزة ثم لم يؤت بقتيل إلا وصلى عليه معه حتى صلى عليه 72 صلاة .
|
 |
 |