|
تـعـال إلـى روح شفيف هيامُهـا | * | وعين برغم الصبح طـال ظلامُهـا |
تـعـال نلمّ الشوق ورداً ونسـمـة | * | ومُفردةً عذراء ثـرٌّ غـمـامـهـا |
تـعـال نوافيك الهـوى جمـر ليلة | * | تطول كليل القطب كـيـف تنـامها |
لنرحل صوب الشمس عجلى خيولنا | * | وقد سـاقها يحدو الرّكـابَ مرامها |
فجازت بـنـا والنجم يرقب شوطنا | * | وقد طاف في أقصى الفضاء سلامها |
إلـى مولد السبط الذي شعّت الدُّنـى | * | بـمـولـده مـذ حلّ فجراً هُمامها |
فيا صابراً صــبر المسيح وملجماً | * | ًخطوباً على الإسـلام صعبٌ لجامها |
فرغم دعـاوى البغي كنتَ زعيمَهـا | * | لك انقاد رغم الـبغي طوعاً زِمامُها |
نـزفـنـا فـي الغميم دمـاً مضافاً | * | فأورثنا الـصـدى سـُمّـاً زُعـافا |
يـفـيـض بـداوةً وتفيض مجـدا | * | ًونـغـترف الـسـمـو به اغترافا |
هـبـي دمـنـا الـمفجَّـر أريحيـا | * | فكيـف رمـيـته البيض الخِفـافـا |
وكيف رأيت مجدك أن تصفّي ( م ) | * | الأسـنّة والسيـوف لـه اصطفافـا |
رغـبـت عـن العلى شـرفاً ومجداً | * | وتـأبـيـن الـمـروءة والعفـافـا |
سـطـوت بـغدرة فـزرعت لؤمـاً | * | وعُـدنا نحصـد الشـرف المضـافا |
ولــولا مـا أراد الله فـيـنـــا | * | لأورثـنــاكِ ذلاً واعـتـســافـا |
وأوردنــاك فــيـضَ دمٍ وكأسـاً | * | مُصبَّرة وبـالـسـيـف انتصـافـا |
بـدأت بـحـربـنا حـتى مضينـا | * | عـن البيت ابتعـاداً وانـصـرافـا |
فليت شعاب مكة مـا اسـتـقامـت | * | عـلـى سـمّ القطيعـة أن يـدافـا |
ورحـت تحكّميـن السيـف دهـراً | * | إلى أن كَـلَّ عزمُـك أو تـنـافـى |
وأرخـصـت الـدمـاء إذ انتضينـا | * | سـيـوف نبـوّةٍ بـيـضاً رهـافـا |
وأيّ مـدى يـغطّي الشمـس حتـى | * | تنكّـر مـسـتـريـبٌ أو تجـافـى |
وآمـنّـاك مـــن فـزع وإنــا | * | نُـؤمِّـن مـسـتـغـيثا أن يخـافا |
وآثـرنـا عليك الـوحـي حـتـى | * | ملكنا الـبـيـت رُكنـاً والطّـوافـا |
وأعـطـيـنـاك فكـراً مستنيــراً | * | فـفـضـلـت التنـافر والخـلافـا |
وكـم سـطعت لنـا شمس فعـادت | * | عـلـى عينيـك قـاراً أو غـلافـا |
كـأنّـك تـرتـديـن الـليل ستـراً | * | ليفضحـك الـنـهـار إذا تـوافـى |
ركبت خيـولَ حـقـدك فاستشاطت | * | وأزمـعـت الشـقـاق والاختلافـا |
وكـم رحـمٍ قطعـت بغيـر حـق | * | ركـبـت هـوىً وأحـلاماً خفافـا |
وفــي بـيـت النبي أطـلّ فجـرٌ | * | ورفـرف بـيـرق خفـق انعطـافا |
فـأسـرجـنا إليـك لسـانَ وحـي | * | يـقارع ألـف صـرحٍ إن تنـافـى |
ويـا بـكـر النبـوّة ألـف نجــم | * | إلـى قدميك قد سـجـد اعتـرافـا |
تـلاقى فـيـك عُـرْفُ دم كـريم | * | فـلامـس بـالهدى مـنك الشِّغـافا |
عـلـى كفّيك ماءُ حياً تصاف | * | ومن عينيك أطلقتَ الرِّعافا |
وطـرزت الـمدى ألقاً كريماً | * | كـأنّ النجم طـلّ به وطافا |
تـسـاقينا هوى عينيك سكراً | * | نعاف به الكؤوس أو السُّلافا |
وأفـرغـنـا الجوى ليلمَّ عنّا | * | عيون اللّيل والسهد المضافا |
نجرّ لـك الخطى شوقاً وسكراً | * | ونـعـتـمر التمنّع والعفافا |
يـعير الشمس وجنته افتخاراً | * | فـتـنهل منه عبَّا واغترافا |
تـديـن لـه المكاره قبل ألف | * | ويغمر من سماحته الصّحافا |
مشى مجداً وطاف هُدى وأسرى | * | كـريم الطبع قد سلك القيافا |
وعـش تحت الكرامة مستظلاًّ | * | مـن المجد اعتباراً لا يكافى |
تـمـطر عارض هطل فسالت | * | مـرابع طالما شكت الجفافا |
يطيب بك الزمان أريـج قدس | * | تـذوق به الدُّنى طعماً نطافا |
سـقـتك من النبوة ألفُ عينٍ | * | وعـاد جناك يُقتطَف اقتطافا |
تـطـير بك السماء لتمتطيها | * | وتحتضن الشواطىء والضفافا |
ولدت بمهده فحباك حـجـراً | * | فكنتَ بـه المُشرَّف والمُعافى |
فيا صابراً صبر المسيح وملجماً | * | خــطـوبــاً.............. |
يـفـيض بداوة وتفيض مـجدا | * | ونـغترف السمو بـه اغترافـا |
وكيف رأيت مجدك أن تصفي ( م ) | * | الأسنّـة والسيوف لـه اصطفـافـا |
رغـبت عن العلى شرفاً ومجداً | * | وتـأبـيـن المروءة والعفـافا |
مشى مجداً وطاف هدى وأسرى | * | كـريـم الطبع قـد سلك اقتيافا |
فعش تحت الكرامة مستظلاًّ | * | من المجد اعتباراً لا يكافى |
تلاقي فيك عرف دم كـريم | * | فلامس بالهدى منك الشغافا |
وطرزت المدى ألقاً كريماً | * | كأنّ النجم طلّ به وطافا |
مشى مجداً وطاف هدىً وأسرى | * | كـريـم الطبع قد سلك اقتيافا |
مفاعلتن مفاعلتن فعولن | * | مفاعلتن مفاعلتن فعولن |
علتن مفاعلتن فعولن | * | علتن مفاعلتن فعولن |
متفاعلن متفاعلاتن | * | متفاعلن متفاعلاتن |
نضّر الأرضَ أيّهـا الحسنُ | * | يدهشِ الخلد تنبهـرْ عـدَنُ |
ويمدّ الورد الخطى ولـهـاً | * | والينابيـع تـُروَ والـمُزن |
ويُرقْ دورقُ الفتون شـذىً | * | أخضر الرُّوح جسمه الفنن |
والـربيع البهيُّ أغـنـيـةٌ | * | والعناقيدُ لـحـنُـها وطن |
كـم تثنّى نبضُ الأسى فرحاً | * | ًفي يـديها وأورق الشجـن |
في جـدار البقيع في مـدنٍ | * | حيثُ لا غير حزنها مـدن |
وغفا الحلم أو صحا الوسنُ | * | ُوانـطـوى الــزمــنُ |
نـضّـر الـحسن مــرّةً | * | يشـتـعلْ عـالـم الترابْ |
بـالـمـواويـل غـضـّة | * | وحـكـايـا اللظى العذاب |
وبـقـايــا خـبـيـئـةٍ | * | دونـهـا سُـدَّ ألـف باب |
ليفيـق الـثـرى عـلـى | * | وجـعٍ جـامـح الـرِّغاب |
أيُّـهـا الـمترف الخطـى | * | أيٌّها الـفـتـنـة العُجـاب |
يــا أخ الـنـهــر مــولــداً | * | يـا رؤى الـبـحـر والـعـبـابْ |
دونــــك الــــزمــــنُ | ||
والــــمـــدى ســـفــن | ||
أطلق الخصب فـهــو مـرتـهنُ | ||
يـولَــد الـنــوء يـخـتـزن | ||
يـا رائـع المجتلى بـي للهوى ظمأُ | * | يـكاد لولا ولاك الـعـذب ينطفىءُ |
تَلهُّفُ الـرمـلِ للأمـطار قـافيتي | * | تَـتـوهُ ثم إلـى لـقـيـاك تلتجىء |
سفحتَ جـمري واستبقيت صبـوتَهُ | * | يـا ليتها دون نـار الـوجد تختبىء |
الحـبّ وجهك ينـدى كبرياء هوىً | * | ولي مـن الخوف وجهٌ رشّه الصدأ |
ولي مـن الـعـمُرِ المجدورِ اُمنيةٌ | * | خرساءُ قبل صداها الصمتُ مُهترىء |
تكاد لـولا ولاكَ الـعـذب تنطفىء | * | وفي متيه الزمان الـمـسـخ تنكفىء |
نضّر الأرض أيّها الحسن | * | يُدهـش الخلد تنبهر عدنُ |
في جدار البقيع في مدن | * | حيث لا غير حزنها مدن |
فاعلاتن مستفعلن فعلن | * | فاعلاتن مستفعلن فعلن |
نضّر الحسن مـرّة | * | يشتعل عالم التراب |
فـاعلاتُنْ مَفَاعَلُنْ | * | فاعِلاتُنْ مَفَاعِلأنْ |
دونـــك الـــزمــنُ |
والـمـدى ســـفــنُ |
فـاعـلــن فـعــلـن |
فـاعـلــن فـعـلـن |
فاعلاتن مـفـاعـلن فعلن |
أطلق الخصب فهو مرتهنُ |
يـولـد الـنـوء يختزنُ |
فـاعـلـن فـاعلن فعلن |
يا رائع المجتلى بي للهوى ظمأ |
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلـن |
مستفعلن فاعلاتن فاعلن فعلن |
كـان وجهاً ممزّقا | * | كيف غنّى وصفّقا |
كان نهراً محاصَراً | * | وحـريـقـاً تدفّقا |
بين ألف انكسارةٍ | * | تـتـدلـّى ليشنقا |
كان جرحاً وأعمقا | * | وجـحيماً وأحرقا |
لـمـسـتْه من البتول غصونٌ فأورقا |
فـتـمـشّـى به الجحيم شفيفاً وأزرقا |
يتمطّى عـلى الشقاء ولا يعرف الشقا |
أنـا شـيءٌ على يـديك ترامى ليغرقا |
فإذا مـا رأى سناك على السحب حدّقا |
وإذا مـا رأى سـنـاك جـبالاً تسلَّقا |
وسيصحو بك الشروقُ ويهواكَ مَشرقا |
وسـتغدو إلـى الـسماءِ ويغدو مُحلّقا |
غـيـر أنّي إلى الفناءِ ومسراك للبَقـا |
أنا شيءٌ مـن الرمادِ صريعٌ بأحرفي |
أتـلـوّى عـلى يديك وأحيا وأنطفي |
وتلهّفتُ فانسكبتُ أنـا فـي تـلهُّفي |
أنتَ شيءٌ أراك تسكن حـتّـى تصوّفي |
أنت صوفيّتي نمَتْ بين كهفي ومُصحفي |
فـي دمي يختفي الورى وأنا فيك أختفي |
أنتَ تـحـتـلُّ من صلاتي خفايا تزلّفي |
وبرؤياي مـالكٌ تـتـشـهّى وتصطفي |
أنـتَ مـن أنتَ يـا هوىً عسليّاً لمدنفِ |
مات قـيـسٌ عـلى هواه وليلاه لم تَفِ |
وأنـا أنـهـل الحياة بذكراكَ يا وفـي |
حدّثتْني رؤاي أنّك شيءٌ قـد انـتـثـرْ |
فغدا هذه النجوم الـجـمـيـلات والقمر |
وارتمى بعض ضوئه في يد الاُفق وانهمر |
فغدا يصنع الصباح الذي يشـربُ السّحر |
ثمّ غنّى على التراب لـحـوناً من القدر |
فمشى يفرش التراب أفانينَ من شـجـر |
حدّثتني رؤاي أنّك في رحلة الـسـفـر |
سكنتْ فـيك آهةٌ آه ما أظلمَ الـبـشـر |
أنت تُغضي ويـظـلمون وتعفو وتؤتسر |
عجباً يقطع الخميلةَ من يأكل الـثَّـمـر |
أنا شيءٌ علـى البقيع هيامٌ علـى هيامْ |
واُسـمّى جنـازةً وقفت فـوقها الحمام |
صُلِبَتْ ألفُ شمعةٍ هـا هنا تحمل السّلام |
وهنا الكون يـنـحـنـي ومجرّاته تنام |
وأنـا جاثم هـنـاك حريقاً مـن الغرام |
طفتُ لوناً على الترابِ ولوناً على الغمام |
أهنا أنتَ أم على السحب أم أنتَ لا ترام |
مَن أنا يا ترى تناثر وجهي مـع الحطام |
أأنا ذلك الـهـشيم تـنـاءى به الظلام |
فتذكرتُ أن نـعـشـي قد غيلَ بالسهام |
من بقاياك طـيـنةٌ أنا لا أعشق انقسام |
كـان نهراً محاصرا | * | وحـريـقــاً تـدفّقا |
فتمشّــى بــه الجحيــم شفيفـاً وأزرقــا |
أنـا شـيء مـن الـرماد صـريع بـأحـرفي |
وارتمى بعض ضوئـه فـي يـد الاُفق وانهمر |
فغدا يصنـع الصبـاح الذي يـشـرب السحر |
أنـتَ مَـن أنتَ يـا هـوىً عسليّـاً لمدنفِ |
حـدّثتنـي رؤاي أنّـك شـيء قـد انتثـر |
حـدّثتنـي رؤاي أنّـك فـي رحلـة السفـر |
أنـت تغضي ويظلمـون وتعفـو وتـؤتسرْ |
أنـا شـيء علـى البقيع هيـام علـى هيامْ |