سيرة الإمام الحسن (ع)

الصفحة السابقة

سيرة الإمام الحسن (ع)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 211

الجيش.

 4 - إضطراب الجيش على الإطلاق سواء كان في مسكن أو في المدائن، بسبب الإشاعات الكاذبة التي أذاعها أتباع معاوية من أن الحسن قد صالح معاوية، وأن قيسا قد قتل. هذه خلاصة الأخطار الفظيعة التي أصيبت بها المقدمة فأوجبت انهيارها وإماتة نشاطها، وأصبحت لا قدرة لها على مواجهة الأحداث، ولا قابلية لها على الدفاع ورد العدو الغادر الذي يتمتع بأتم القابليات العسكرية وأضخم الطاقات الهجومية، وبعد هذه الكوارث التي فتكت بالمقدمة هل يصح أن يقال: أنها جبهة قوية لها القدرة على مناجزة العدو معاوية؟!! وهل يمكن للإمام الحسن (عليه السلام) المجازفة بالبقية الباقية من أهل بيته والعناصر الخيرة من أصحابه وأصحاب أبيه المخلصين الثابتين وتقديمهم طعاما لنار

ص 212

الحرب والسيوف والأسنة، وما اعتقد أن أي إنسان له ذرة من العقل والتدبير يقدم على ذلك فكيف بإمام معصوم مسدد من السماء. (1) وثيقة الهدنة: بعث معاوية بالسجل المختوم للإمام الحسن (عليه السلام)، ليشترط فيه ما يشاء لنفسه وأهل بيته وشيعته، وكتب الإمام الشروط وأخذ من معاوية العهد والميثاق على الوفاء، وأعطاه معاوية ما أراد، وهي: وثيقة الهدنة

 1 - تسليم الأمر إلى معاوية على أن يعمل بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبسيرة الخلفاء الصالحين.

 2 - أن يكون الأمر للحسن من بعده، فإن حدث به حدث فلأخيه الحسين، وليس لمعاوية أن يعهد إلى

(هامش)

(1) الإمام الحسن (عليه السلام) القرشي ج 2 ص 99. (*)

ص 213

أحد.

3 - أن يترك سب أمير المؤمنين والقنوت عليه بالصلاة، وأن لا يذكر عليا إلا بخير.

 4 - استثناء ما في بيت مال الكوفة، وهو خمسة آلاف ألف، فلا يشمله تسليم الأمر، وعلى معاوية أن يحمل إلى الحسن ألفي ألف درهم، وأن يفضل بني هاشم في العطاء والصلات على بني عبد شمس، وأن يفرق في أولاد من قتل مع أمير المؤمنين يوم الجمل، وأولاد من قتل معه بصفين ألف ألف درهم، وأن يجعل ذلك من خراج دار أبجرد (1).

 5 - على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله، في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم، وأن يؤمن الأسود والأحمر، وأن يحتمل معاوية ما يكون من

(هامش)

(1) دار أبجرد تقع بالقرب من الأهواز بولاية فارس. (*)

ص 214

هفواتهم، وأن لا يتبع أحدا بما مضى، ولا يأخذ أهل العراق باحنة، وعلى أمان أصحاب علي حيث كانوا، وأن لا ينال أحدا من شيعة علي بمكروه، وأن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم، وأن لا يتعقب عليهم شيئا ولا يتعرض لأحد منهم بسوء، ويوصل إلى كل ذي حق حقه، وعلى ما أصاب أصحاب علي حيث كانوا. وعلى أن لا يبغي للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غائلة، سرا ولا جهرا، ولا يخيف أحدا منهم في أفق من الآفاق. مكان الاجتماع هذه هي المواد الخمس، التي يمكن الظن قويا أن تكون من أهم بنود الهدنة التي تم عليها الاتفاق بين الطرفين، ولا أقل من أنها تمثل لنا طبيعة الشروط التي أملاها الإمام الحسن (عليه السلام) على معاوية. أقول والذي ثبت عندي من خلال تتبعي المصادر،

ص 215

أن الذي جرى بين الإمام الحسن (عليه السلام) وتم توقيعه مع معاوية هو على المهادنة والمعاهدة وليس البيعة ولا التنازل عن الإمامة البتة وأن ما يدعيه المتخرصون هو تجن وليس عندهم ما يثبت ذلك، إذ ليس من المعقول، ولا يحق للإمام الحسن (عليه السلام) أن يتنازل عن منصب إلهي نصبه الله تعالى فيه فهو امتداد لتبليغ رسالة السماء، وهل يحق لرسول أو نبي أن يتنازل عن منصبه لأحد!!

 مكان الاجتماع: وكان طبيعيا أن يتفق الفريقان بعد التوقيع على معاهدة الهدنة والصلح، على مكان يلتقيان فيه على السلام، ليكون اجتماعهما في مكان تطبيقا عمليا للصلح الذي يشهده التاريخ، وليعترف كل منهما على مسمع من الناس بما أعطى صاحبه من نفسه وبما يلتزم له من الوفاء بعهوده، واختارا الكوفة، فأقفلا إليه، وأقفل

ص 216

معهما سيول من الناس غصت بهم العاصمة الكوفة. نودي في الناس إلى المسجد الجامع، ليسمعوا هناك الخطيبين الموقعين على معاهدة الصلح. وقد سبق معاوية الحسن وجلس على المنبر، وخطب في الناس خطبته الطويلة التي لم ترو المصادر منها إلا فقراتها المهمة البارزة فحسب. منها: وقد روى اليعقوبي في تاريخه، ما نصه: أما بعد ذلكم، فإنه لم تختلف أمة بعد نبيها، إلا غلب باطلها حقها!! . وانتبه معاوية لما وقع فيه. فقال: إلا ما كان من هذه الأمة، فإن حقها غلب باطلها. (1)

 ومنها على رواية المدائني: يا أهل الكوفة، أترونني قاتلتكم على الصلاة

(هامش)

(1) تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 192 . (*)

ص 217

والزكاة والحج وقد علمت أنكم تصلون، وتزكون، وتحجون؟ ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم وعلى رقابكم، وقد آتاني الله ذلك وأنتم كارهون؟ ألا إن كل دم أصيب في هذه الفتنة مطلول، وكل شرط شرطته للحسن ابن علي فتحت قدمي هاتين وفي رواية لا افي به؟!! ولا يصلح الناس إلا ثلاث: إخراج العطاء عند محله، وإقفال الجنود لوقتها، وغزو العدو في داره، فإن لم تغزوهم غزوكم .

  خطبة الإمام الحسن (عليه السلام):

 وأقبل الإمام الحسن (عليه السلام) بخطى ثابتة ورباطة جأش وصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على جده المصطفى. ثم قال: الحمد لله كلما حمده حامد، وأشهد أن لا إله إلا الله كلما شهد له شاهد، وأشهد أن محمدا عبده

ص 218

ورسوله، أرسله بالهدى، وائتمنه على الوحي، صلى الله عليه وآله وسلم، أما بعد: ثم قال: أيها الناس، إن الله هداكم بأولنا، وحقن دماءكم بآخرنا، وإن لهذا الأمر مدة، والدنيا دول. قال الله عز وجل لنبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): *(وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون * إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون * وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين)*(1). ثم قال: .. وإن معاوية زعم لكم أني رأيته للخلافة أهلا، ولم أر نفسي لها أهلا، فكذب معاوية. نحن أولى الناس بالناس في كتاب الله عز وجل على لسان نبيه. ولم نزل - أهل البيت - مظلومين منذ قبض الله نبيه، فالله بيننا

(هامش)

(1) هامش المسعودي ابن الأثير ج 6 ص 61 / 62. سورة الأنبياء 109 - 111. (*)

ص 219

وبين من ظلمنا، وتوثب على رقابنا، وحمل الناس علينا، ومنعنا سهمنا من الفيء، ومنع أمنا مما جعل لها رسول الله. وأقسم بالله لو أن الناس بايعوا أبي (عليا) حين فارقهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأعطتهم السماء قطرها والأرض بركتها، ولما طمعت فيها يا معاوية.. فلما خرجت من معدنها، تنازعتها قريش بينها، فطمع فيها الطلقاء، أنت وأصحابك. وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما ولت أمة أمرها رجلا وفيهم من هو أعلم منه، إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا، حتى يرجعوا إلى ما تركوا، فقد ترك بنوا إسرائيل هارون وهم يعلمون أنه خليفة موسى فيهم، واتبعوا السامري، وتركت هذه الأمة أبي وبايعوا غيره وقد سمعوا رسول الله يقول له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة، وقد رأوا رسول الله نصب أبي يوم غدير خم، وأمرهم أن يبلغ أمره الشاهد الغائب. ثم قال: فوالذي بعث محمدا بالحق لا ينتقص من

ص 220

حقنا - أهل البيت - أحد إلا نقصه الله من عمله، ولا تكون علينا دولة إلا وتكون لنا العاقبة، ولنعلمن نبأه بعد حين. (1) ثم دار بوجهه إلى معاوية ثانيا، ليرد عليه نيله من أبيه، فقال: وما أروع ما قال: أيها الذاكر عليا! أنا الحسن وأبي علي، وأنت معاوية وأبوك صخر، وأمي فاطمة وأمك هند، وجدي رسول الله وجدك عتبة بن ربيعة، وجدتي خديجة وجدتك فتيلة - لعن الله أخملنا ذكرا، وألأمنا حسبا، وشرنا قديما وحديثا، وأقدمنا كفرا ونفاقا!! . قال الراوي: فقال طوائف من أهل المسجد: آمين وقال كل من سمع هذا الحديث ونقل هذه الرواية منذ يومها الأول قال آمين. (2)

(هامش)

(1) المسعودي هامش ابن الأثير ج 6 ص 61 - 62. (2) شرح النهج ج 4 ص 16. (*)

ص 221

وستبقى الأجيال المؤمنية تردد آمين حتى تقوم الساعة ويخسر هنالك المبطلون. - وأنا أقول آمين لا أكتفي بواحدة. وهذه الخطبة الوحيدة في تاريخ الخطابات العالمية، التي خطبت بهتاف الأجيال على طول التاريخ. وكذلك قول الحق فإنه لا ينفك يعلو صعدا ولا يعلى عليه. وصرح ابن كثير بنفي الخلافة عن معاوية استنادا إلى الحديث، قال: قد تقدم أن الخلافة بعده (عليه السلام) ثلاثون سنة، ثم تكون ملكا، وقد انقضت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي، فأيام معاوية أول الملك (1) .

 الشخوص إلى المدينة:

 ولما عزم الإمام الحسن (عليه السلام) التوجه إلى مدينة

(هامش)

(1) البداية والنهاية (ج 8 ص 19). (*)

ص 222

جده (صلى الله عليه وآله وسلم) والشخوص إليها، جاءه سراة شيعته، المسيب ابن نجية الفزاري، وظبيان بن عمارة التميمي ليودعا الإمام فقال الحسن (عليه السلام) الحمد لله الغالب على أمره، لو اجتمع الخلق جميعا على أن لا يكون ما هو كائن ما استطاعوا . وتكلم الإمام الحسين (عليه السلام): يا مسيب نحن نعلم أنك تحبنا . وقال الإمام الحسن (عليه السلام): سمعت أبي يقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من أحب قوما كان معهم ، ثم عرض له المسيب وظبيان بالرجوع، فقال: ليس إلى ذلك سبيل فلما كان في غد خرج من الكوفة، وشيعه الناس بالبكاء؟! ولم تكن إقامته فيها بعد الصلح إلا أياما قلائل. وصب الله على الكوفة منذ خروجهم العذاب والطاعون الجارف فكان عقوبتها العاجلة على مواقفها من آل الرسول البررة الطاهرين وهرب منها وإليها

ص 223

الأموي [المغيرة بن شعبة] خوف الطاعون، ثم عاد إليها فطعن به فمات. (1)

  بعد نظر الإمام (عليه السلام) ونتائج الهدنة والصلح

 لم يكن الإمام الحسن (عليه السلام) في موقفه هذا بعيدا عن مسؤولياته غافلا عما يراد منه أو ما يجب عليه إزاء الأمة، بل كان يخطط جديا ويريد أن تنطلق شرارة الثورة من نفوس المؤمنين كالبركان، وتصدر من الأعماق بتحرك ذاتي، ليضمن لها الاستمرارية في الحركة، والدوام في الانطلاق. وأحس معاوية بهواجس الخطر تندلع، على رغم نشوته من سكر انتصاره وسطوته، وإن نار الثورة تتقد شيئا فشيئا وهي تحت الرماد فيبدأ بتصفية الجناح

(هامش)

(1) المسعودي على هامش ابن الأثير ج 6 ص 97. (*)

ص 224

العلوي من خلال تصفية شيعته وأنصاره وأعوانه، مستخدما في ذلك كل وسائل الخنق والارهاب والعنف والتضييق. دفاع عن الإمام الحسن (عليه السلام) مع الأسف أن كثيرا من المؤرخين، يؤكدون تصورا شائعا بينهم حول قيادة الإمام (عليه السلام) وضعفها وتراجعها أمام ضغط الأحداث، أو أنه تنازل عن حقه راضيا حسما للفتنة، أو أنه خان الثورة وسلمها دون قتال إلى معاوية عدو الإسلام، ركونا للدعة والراحة.. سببه اعتقاد هؤلاء المؤرخين بأن دور الأئمة في حياتهم كان دورا سلبيا على الأغلب، بسبب إقصائهم عن الحكم. الدفاع عن الإمام (عليه السلام) وهذا التفكير بالرغم من أنه خاطئ إلا أنه يدل على جهل هؤلاء المؤرخين بتاريخ حياة الأئمة (عليهم السلام)، فالأئمة، بالرغم من إقصائهم من مسؤولية الحكم، كانوا

ص 225

يتحملون باستمرار مسؤوليتهم في الحفاظ على الرسالة وعلى عدم التجزئة الإسلامية وتحصينها ضد التردي إلى هاوية الانحراف والانسلاخ من مبادئها وقيمها انسلاخا تاما، فالإمام الحسن (عليه السلام) عندما هادن معاوية، وسالمه، اتجه إلى تغيير الأمة وتحصينها من الأخطار التي كانت تهددها، والإشراف على القاعدة الشعبية، وتوعيتها بمتطلبات الشخصية الإسلامية، وتعبئتها بمحتوى التغيير الرسالي للإسلام، ولبعث الأمة من جديد. هذا الدور الايجابي للإمام (عليه السلام) وتحركه الفاعل على مسرح الأحداث، كلفه الكثير من الرقابة والحصار، وقصة محاولات اغتياله المتكررة، تشير بكل وضوح إلى مخاوف السلطة من تواجد الإمام (عليه السلام) كقوة معبرة عن عواطف الأمة ووعيها المتنامي. ولربما حملت معها خطر الثورة ضد ظلم بني أمية. ومعاوية أدرك جيدا أن الإمام الحسن (عليه السلام) هو صاحب

ص 226

رسالة ومبدأ فلا بد إنه عامل لإعطاء رسالته حقها من جهده وجهاده لسيادة الحكم بما يبذله من أساليب العمل والتغيير. محاولات اغتيال الإمام (عليه السلام): محاولات الاغتيال ولما استقر الإمام في المدينة المنورة وتفرغ لتبليغ رسالة جده (صلى الله عليه وآله وسلم) (1) وتقاطر عليه المؤمنون والمسلمون من كل حدب وصوب وأعاد سلطانه التليد شق ذلك على معاوية ولم يقر له قرار ما دام الإمام حيا ومن ثم

(هامش)

(1) الفصول المهمة ص 164، وسيلة المال ص 333 - 343، نزل الأبرار ص 140 - 141، نظم درر السمطين ص 202، الإصابة ج 1 ص 330، الإستيعاب ج 1 ص 370، تذكرة الخواص ص 31، تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 191، تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 199، حلية الأولياء ج 2 ص 35، الكامل في التاريخ ج 3 ص 182، مروج الذهب ج 3 ص 5، مستدرك الصحيحين ج 3 ص 176، دلائل الإمامة ص 12 وغيرهم ممن يطول شرحهم. (*)

ص 227

يكون ملكه في خطر ومن جهة أخرى كان يفكر ويخطط جديا في تثبيت ابنه يزيد على سدة الحكم ويعقد له البيعة خلافا لبنود اتفاقية الهدنة والصلح، وهذا لا يتم إلا بإزاحة الإمام الحسن (عليه السلام) عن طريقه وتصفيته جسديا بطريقة السم أو غيره ولم يكن ذلك أول مرة بل سبقه مرات ولكن السم كان قليل الأثر فيه إلا في المرة الأخيرة حيث قضى عليه. والذي دفعه إلى هذا العمل وشجعه عليه المغيرة بن شعبه وسببه الأنانية وحب الذات والبقاء في المنصب. يقول ابن الأثير: كان ابتداء ذلك من المغيرة بن شعبة، فإن معاوية أراد أن يعزله عن إمارة الكوفة، ويستعمل بدله سعيد بن العاص الأموي فبلغه ذلك، فقال في نفسه أشخص إلى معاوية فاستعفيه، ليظهر للناس كراهتي للولاية، فسار إلى معاوية ودخل عليه وقال: لا أدري ما يمنع أمير المؤمنين أن يعقد البيعة لولده يزيد فأثار كلامه

ص 228

هذا الكامن في نفسه، ووضع أصبعه على الوتر الحساس في نفس معاوية، فقال: أو ترى يتم ذلك؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قد رأيت من سفك الدماء والاختلاف بعد عثمان، وفي يزيد خلف فاعقد له البيعة، فإن حدث بك حدث، كان كهفا للناس وخلفا منك، ولا تسفك الدماء ولا تكون فتنة ثم قال: إني أكفيك أهل الكوفة، ويكفيك زياد أهل البصرة، وليس بعد هذين المصرين أحد يخالفك. عند ذلك قال معاوية: فارجع إلى عملك، وتحدث مع من تثق إليه في ذلك، ونرى وترى. فودعه المغيرة ورجع إلى أصحابه. قالوا: مه..؟ قال: لقد وضعت رجل معاوية في غرز بعيد الغاية على أمة محمد، وفتقت عليهم فتقا لا يرتق أبدا. (1)

(هامش)

(1) ابن الأثير ج 3 ص 198. (*)

ص 229

عند ذلك نشط معاوية وفكر جديا في إزاحة الإمام الحسن (عليه السلام) عن طريق البيعة لولده يزيد، وما دام الإمام على قيد الحياة لا يستطيع أخذ البيعة لولده يزيد. فدبر المؤامرة في سم الإمام الحسن (عليه السلام)، ولم تكن هذه الأولى: وقد شارك الأشعث بن قيس بسم الإمام عن طريق ابنته جعدة بنت الأشعث وكانت زوجة الإمام الحسن (عليه السلام) فبعث من يغريها ودس إليها مائة ألف درهم مع سم ناقع قاتل فتاك وأمرها أن تحتال بسم الإمام الحسن (عليه السلام) وتعهد لها بتزويجها من ابنه يزيد إن تم لها ذلك، فلما سمت جعدة بنت الأشعث الإمام الحسن (عليه السلام) واستشهد من جرعتها والتحق بالرفيق الأعلى مع جده وأبيه وأمه، بعثت إليه - أي إلى معاوية - تطالبه بإنجاز وعده وعهده، فبعث من يقول لها: إني أحب ولدي يزيد وأرجو حياته لولا ذلك لزوجتك إياه، فأصبحت من الخاسرين، وقد خسرت الدنيا والآخرة ذلك هو

ص 230

الخسران المبين. وبشهادة الإمام تحرك معاوية لتنفيذ خطته الخبيثة بجعل الخلافة ملكا لبني أمية يتوارثها غادر عن فاجر. الشيعة الذين نكل بهم معاوية

ص 231

 

 

 الفصل السابع
 الشيعة الذين نكل بهم معاوية

ومن أهم شروط الهدنة التي اشترطها الإمام الحسن (عليه السلام) على خصمه، الأمن العام لشيعته وشيعة أبيه، وعدم التعرض لهم بسوء أو مكروه ولكن ابن أبي سفيان قد نقض عهده فلم يف للإمام بذلك، وجعل أهم أهدافه تصفية شيعة علي والقضاء على هذه الفئة المؤمنة التي آمنت بأحقية أهل البيت (عليهم السلام). لقد أسرف معاوية في إرهاب الناس وإرهاقهم، فأذاق بعضهم كأس الحمام، وأودع البعض الآخر منهم في ظلمات السجون، وقد ذاقت شيعة الإمام علي (عليه السلام) العناء والمحن والخطوب ما تنوء بحمله الجبال، وما نحسب أن أمة من الأمم لاقت من الأذى والاضطهاد كما

ص 232

لاقته شيعة أهل البيت (عليهم السلام). وكان أشدهم بلاءا وأعظمهم عناءا ومحنة وشقاءا أهل الكوفة، وقد استعمل عليهم معاوية زياد ابن أبيه بعد هلاك المغيرة بن شعبة وكان بهم خبيرا، فأشاع فيهم الفتك والإعدام، وقتلهم تحت كل حجر ومدر، وقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل عيونهم، وصلبهم على جذوع النخل وشردهم وطاردهم (1) ونفاهم من أرضهم وديارهم. (2) وقد ذكرنا ذلك في كراسات مسلسلة، مفصلة حوت على أكثر من ستين صحابيا وتابعي ممن يدينون بالولاء لعلي وأهل بيته أذكر أسماء بعضهم:

(هامش)

(1) ابن أبي الحديد في شرحه ج 3 / ص 15. (2) كما يفعل صدام الجريمة هذه الأيام بالشيعة في العراق بأمر من أسياده الكفرة الحاقدين وخاصة في المدن المقدسة النجف وكربلاء، من هدم الدور وإبادة أهلها بكل الوسائل الممكنة بلا أي وازع أخلاقي أو ديني - وأنى له ذلك؟!! (*)

ص 233

1 - حجر بن عدي. 2 - رشيد الهجري. 3 - عمرو بن الحمق الخزاعي. 4 - ميثم التمار. 5 - عدي بن حاتم الطائي. 6 - صعصعة بن صوحان. 7 - عبد الله بن هاشم المرقال. 8 - عبد الله بن يحيى الحضرمي. 9 - محمد بن أبي حذيفة. 10 - عبد الله بن خليفة الطائي. 11 - جويرة بن مسهل الصيداوي. 12 - أوفي بن حصن. وغيرهم. أما النساء اللاتي روعهن معاوية ولكل واحدة منهن قصة مفصلة:

ص 234

1 - آمنة بنت الشريد - زوجة عمرو بن الحمق الخزاعي. 2 - الزرقاء بنت عدي. 3 - أم الخبر البارقية. 4 - سوده بنت عمارة الهمدانية. 5 - أم البراء بنت صفوان. 6 بكاره الهلالية. 7 - أروى بنت الحارث. 8 - عكرشة بنت الاطش. 9 - الدارمية الحجونية. هذه بعض النسوة اللاتي اضطهدهن معاوية بسلطانه، وذلك بسبب ولائهن لأمير المؤمنين علي (عليه السلام).

 وصيته (عليه السلام)

  هذا ما أوصى به الحسن بن علي إلى أخيه الحسين بن

ص 235

علي، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنه يعبده حق عبادته، لا شريك له في الملك، ولا ولي له من الذل، وإنه خلق كل شيء فقدره تقديرا، وإنه أولى من عبد، وأحق من حمد، من أطاعه رشد، ومن عصاه غوى، ومن ثاب إليه اهتدى. فإني أوصيك يا حسين بمن خلفت من أهلي وولدي وأهل بيتك أن تصفح عن مسيئهم، وتقبل من محسنهم، وتكون لهم خلفا ووالدا، وأن تدفني مع جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنني أحق به وببيته ممن أدخل بيته بغير إذنه، ولا كتاب جاء من بعده، قال الله تعالى فيما نزل على نبيه في كتابه: *(يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم)*(1). فوالله ما أذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير

(هامش)

(1) سورة الأحزاب: آية 53. (*)

ص 236

إذنه، ولا جاءهم الإذن في ذلك من بعد وفاته، ونحن مأذون لنا في التصرف فيما ورثناه من بعده فإن أبت عليك الامرأة فأنشدك الله بالقرابة التي قرب الله - عز وجل - منك والرحم الماسة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن لا تهريق في محجمة من دم حتى نلقى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فنختصم إليه ونخبره بما كان من الناس إلينا. ثم قبض صلوات الله عليه، فإنا لله وإنا إليه راجعون. لله در من قال: فنازعه أناس لم يذوقوا * وحق الله للإسلام طعما أيدفن جنب أحمد أجنبي * ويمنع سبطه ويحمى

  شهادته (عليه السلام):

 رجع الإمام الحسن (عليه السلام) إلى المدينة المنورة، بعد التوقيع على الهدنة، وأقام بها عشر سنين، ثم قضى نحبه شهيدا مسموما مظلوما، وذلك لسبع خلون من شهر

ص 237

صفر، وفي رواية لليلتين بقيتا من صفر عام خمسين من الهجرة، وله من العمر سبعة وأربعون عاما وأشهر، سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس، وكان معاوية قد حملها على ذلك وضمن لها أن يزوجها من ابنه يزيد وأعطاها مائة ألف درهم، فسقت الإمام (عليه السلام) السم، وكان شديدا فتاكا جلبه معاوية من الروم، بحيث بقي ثلاثة أيام يعالج الموت ويلفظ كبده قطعة قطعة، حتى قضى نحبه يشكو إلى الله، وإلى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلى أبيه وأمه ظلم الظالمين. قال الشيخ المفيد قدس نفسه : توفي الإمام (عليه السلام) في صفر سنة خمسين من الهجرة، وله يومئذ ثمان وأربعون سنة، وكانت خلافته عشر سنين. ونعم ما قال الشاعر: وجاشت لتأبى دفنه عند جده * تثير على أشياعه رهج الحرب

ص 238

أتدني لها الويلات مستوجب النوى * إليه وتقصي عنه مستوجب القرب وهذه رواية أخرى عن شهادته (عليه السلام) أكثر تفصيلا: وبقي الإمام (عليه السلام) يعاني من تأثير السم حتى تمكن منه وأخذ يقذف كبده قطعة قطعة، ولما حضرته الوفاة استدعى أخاه الإمام الحسين (عليه السلام) وانفرد به، وقال له: يا أخي إني مفارقك ولاحق بربي وقد سقيت السم مرارا ولكن هذه المرة أشدها ورميت كبدي في الطست، وإني لعارف بمن سقاني السم ومن أين دهيت، وأنا أخاصمه إلى الله عز وجل، فبحقي عليك إن تكلمت في ذلك بشيء، وانتظر ما يحدث الله عز وجل في. فإذا أنا قضيت نحبي فغمضني وغسلني وكفني واحملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأجدد به عهدا، ثم ردني إلى قبر جدتي فاطمة بنت أسد

ص 239

فادفني عندها، وستعلم يا ابن أم أن القوم يظنون أنكم تريدون دفني عند جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيجلبون في منعكم عن ذلك، وبالله أقسم عليك أن لاتريق في أمري محجمة دم، ثم وصى إليه بأهله وولده وتركاته، وما كان وصى به أمير المؤمنين (عليه السلام) حين استخلفه وأهله لمقامه، ودل شيعته على استخلافه ونصبه لهم علما من بعده، ثم قضى نحبه شهيدا مظلوما مسموما صابرا محتسبا، وذلك في صفر سنة خمسين من الهجرة. فلما توفي (عليه السلام) غسله الإمام الحسين (عليه السلام) وكفنه، وصلى عليه، وحمله على سريره يريد تجديد العهد بزيارة جده (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يشك مروان بن الحكم ومن معه من بني أمية أنهم سيدفنونه عند جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتجمعوا ولبسوا السلاح وتقدمتهم عائشة على بغلة، فلما توجه الإمام الحسين (عليه السلام) بالجثمان إلى قبر جده ليجددوا به عهدا أقبلوا إليهم في جمعهم تتقدمهم عائشة

ص 240

وهي تقول: مالي ولكم تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب. وجعل مروان بن الحكم يقول: يا رب هيجا هي خير من دعة أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع جده لا يكون ذلك أبدا وأنا أحمل السلاح. فبادر ابن عباس إلى مروان فقال: ارجع يا مروان من حيث جئت فإنا لا نريد دفن صاحبنا عند جده، لكنا نريد أن نجدد به عهدا بزيارته ثم نرده إلى جدته فاطمة بنت أسد فندفنه عندها بوصيته بذلك، ولو كان أوصى بدفنه مع جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلمت أنك أقصر باعا من ردنا عن ذلك، لكنه كان أعلم بالله وبرسوله وبحرمة قبره من أن يطرق عليه هدما، كما طرق ذلك غيره ودخل بيته بغير إذنه. ثم أقبل على عائشة وقال لها: واسوأتاه يوما على بغل ويوما على جمل تريدين أن تطفئي نور الله،

ص 241

وتقاتلي أولياء الله ارجعي فقد كفيت الذي تخافين وبلغت ما تحبين، والله منتصر لأهل هذا البيت ولو بعد حين. وفي رواية يوما تجملت ويوما تبغلت وإن عشت تفيلت، وقد أخذ ابن الحجاج الشاعر البغدادي المشهور هذا المعنى فأنشد يقول: أيا بنت أبي بكر * لا كان ولا كنت لك التسع من الثمن * وبالكل تملكت تجملت تبغلت * وإن عشت تفيلت وقال الإمام الحسين (عليه السلام) والله لولا عهد الحسن إلي بحقن الدماء وأن لا أهريق في أمره محجمة دم لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مأخذها وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم، وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا (1).

(هامش)

(1) وهذا دليل آخر على أن الهدنة والموادعة كانت مشروطة بالصلح مع معاوية، وما كانت بيعة له ولا تنازلا عن الخلافة فإن ذلك منصب إلهي اختاره الله سبحانه للحسن (عليه السلام) بعد أبيه سواء قام بالأمر أم لم يقم كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا. (*)

ص 242

ومضوا بالنعش إلى بقيع الغرقد فدفنوه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم. قال القاسم بن محمد بن أبي بكر لعمته عائشة، يا عمة ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر، أتريدين أن يقال يوم البغلة الشهباء؟

مراسيم الدفن :

 ولما فرغ من دفنه وأهال التراب عليه وقد هاجت به الأحزان فجلس على شفير القبر يخط الأرض بأنامله وقد أحاط به إخوته وبنو عمومته وبقية الهاشميين، وخلص أصحابه وهو في أشد حالات الحزن والبكاء

ص 243

وينشد هذه الأبيات ويقول: أأدهن رأسي أم تطيب مجالسي * ورأسك معفور وأنت سليب واستمتع الدنيا لشيء أحبه * ألا كل ما أدني إليك حبيب فلا زلت أبكي ما تغنت حمامة * عليك وما هبت صبا وجنوب وما هملت عيني من الدمع قطرة * وما اخضر في دوح الحجاز قضيب بكائي طويل والدموع غزيرة * وأنت بعيد والمزار قريب غريب وأطراف البيوت تحوطه * ألا كل من تحت التراب غريب ولا يفرح الباقي خلاف الذي مضى * وكل فتى للموت فيه نصيب

ص 244

وليس حريبا من أصيب بماله * ولكن من وارى أخاه حريب نسيبك من أمسى يناجيك طرفه * وليس لمن تحت التراب نسيب وفي مناقب ابن شهر آشوب: وللإمام الحسين (عليه السلام). إن لم أمت أسفا عليك فقد * أصبحت مشتاقا إلى الموت في مروج الذهب ج 2 وتذكرة الخواص أذكر ذلك ملخصا. قام أخوه محمد بن الحنفية على قبره مؤبنا باكيا وقال: رحمك الله يا أبا محمد، لئن عزت حياتك لقد هدت وفاتك، ولنعم الروح روح عمر به بدنك، ولنعم البدن بدن تضمنه كفنك، وكيف لا تكون هكذا وأنت سليل الهدى وحليف أهل التقى، وخامس أهل الكسا، ربيت في حجر الإسلام، ورضعت ثدي الإيمان،

ص 245

وغذتك بالتقوى أكف الحق، ولك السوابق العظمى، والغايات القصوى، فلقد طبت حيا وميتا، وإن كانت أنفسنا غير سخية بفراقك، فعليك من الله السلام. وأنشد يقول: أأدهن رأسي أم تطيب مجالسي * وخدك معفور وأنت سليب أأشرب ماء المزن من غير مائه * وقد ضمن الأحشاء منك لهيب سأبكيك ما ناحت حمامة أيكة * وما اخضر في دوح الرياض قضيب غريب وأكناف الحجاز تحوطه * ألا كل من تحت التراب غريب وهناك مراثي كثيرة منتشرة في كتب التاريخ لا سيما في كتاب المجالس السنية ج 5 للسيد محسن الأمين، وكتاب مثير الأحزان للشيخ شريف الجواهري، وكتاب

ص 246

المنتخب الشيخ فخر الدين الطريحي النجفي. أقول: لقد تأسف الوهابيون في هذا الزمان أن لا يكونوا شاركوا أسلافهم في التعرض لجنازة السبط الشهيد الإمام أبي محمد الحسن (عليه السلام) فتتبعوه رميما، فقد قاموا بتهديم قبره وقبور الأئمة، وقبور أهل البيت (عليهم السلام) كافة عنادا للحق وعداوة لله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتحديا لمشاعر المسلمين كافة، وذلك بمرأى ومسمع منهم وما حرك أحد منهم ساكنا وقد أصبح، وكأن الأمر لا يعنيهم ولا يهمهم لا من قريب ولا من بعيد فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (1). خاتمة المطاف

(هامش)

(1) هامش بحار الأنوار: ج 44 ص 160. (*)

ص 247

 خاتمة المطاف

 كانت هذه الصفحات إلمامة سريعة بحياة الإمام أبي محمد الحسن (عليه السلام)، وذكر بعض ما نزل فيه من القرآن الكريم وما ورد فيه من أحاديث الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم استعراض سريع لسيرته وأخلاقه، وتدوين مختارات من كلامه وحكمه، وتحليلا للهدة والظروف التي أملت عليه ذلك الموقف. وأحسب أن هذا العرض السريع - على وجازته - دعوة للقارئ الكريم إلى تبني سيرة أهل البيت (عليهم السلام)، والاقتداء بهم، والاستنارة بأنوارهم *(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)*(1).

(هامش)

(1) سورة آل عمران: الآية / 31. (*)

ص 248

سائلا المولى القدير أن يتقبل مني هذا اليسير ويجعله ذخرا لي ولوالدي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، وأن يرزقنا شفاعة كريم أهل البيت وشفاعة جده وأبيه، وأمه، وأخيه، والمعصومين من بنيه. فإنه خير المسئولين - وارحم الراحمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله وآله الطاهرين. حسين الشاكري دار الهجرة - عش آل محمد قم المقدسة سنة 1420 ه‍ـ

 

الصفحة السابقة

سيرة الإمام الحسن (ع)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب