next page

fehrest page

back page

ترجمة المحقق :

ارتأت المؤسسة أن تلحق هذل المستل بترجمة لحياة المحقق رحمه الله ووجدت أنّ خير ترجمة ضافية له هي ما سبق أن ترجمه هو لحياته، وبقلمه الشريف، عند تعريفة لكتابه «على ضفاف الغدير» وعلى صفحات كتابه الموسوم بـ «الغدير في التراث الإسلامي» والذي سبق أن نشرت طبعته الثانية في قم سنة 1415هـ.

لهذا العبد الفقير الى الله سبحانه، عبد العزيز ابن السيد جواد ابن السيد إسماعيل ابن السيد حسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن علي الطباطبائي اليزدي النجفي، المولود بها في ضحوة يوم الأحد 23 جمادى الأولى سنة 1348 هـ.

هاجر جدي السيد إسماعيل من يزد إلى النجف الأشرف لانهاء دروسه العالية في مطلع القرن الرابع عشر وصاهر ابن عمّه الفقيه الأعظم آية الله العظمى السيدد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي، مرجع الطائفة وزعيمها، المتوفى سنة 1338 هـ صاحب «العروة الوثقى» فولد أبي السيد جواد عام 1306 هـ وتوفى سنة 1363 هـ، فوالدي ابن بنت السيد صاحب العروة،

[10]

وتزوج بنت خاله السيد أحمد ابن السيد صاحب العروة، فأنا حفيد السيد صاحب العروة من الطرفين، أبي ابن بنته، وأمي بنت ابنه، رحمهم الله جميعاً.

نشأت في أسرة علمية وفي بيئة علمية هي النجف الأشرف، مركز الإشعاع الفكري لشطر مسلمي العالم في شرق الأرض وغربها.

فقدت أبي في أوائل سنّ البلوغ واتّجهت إلى طلب العلم ودرست عند أساتذة كبار.

قرأت العلوم الأدبية من الصرف والنحو على العلامة المغفور له السيد هاشم الحسيني الطهراني، المتوفى ليلة عيد الأضحى سنة 1411هـ مؤلف كتاب «علوم العربية€» المطبوع في ثلاث مجلدات وكتاب «توضيح المراد».

وقرأت في المنطق على السيد جليل ابن السيد عبد الحي الطباطبائي اليزدي، المتوفى 10 ربيع الآخر سنة 1413 هـ رحمه الله.

وقرأت في الفلسفة « شرح منظومة السبزواري » على آية الله الفقيه السيد عبد الاعلى السبزواري ، وتوفي رحمه الله 27 صفر سنة 1414 هـ و «الاسفار» عند الحكيم الماهر الشيخ صدرا البادكوبي ، المتوفى 11 شعبان 1392 هـ رحمه الله.

وقرأت «الروضة البهية » على الحجة المغفور له السيد ميرزا حسن النبوي الخراساني الكاشمري وعلى العلامة الورع الشيخ ذبيح الله القوجاني مد الله في عمره، وقرأت كتاب « القوانين المحكمة » على آية الله السيد علي العلامة الفاني الاصفهاني، المتوفى 23 شوال سنة 1409 هـ.

وحضرت دروس السطوح العالية على العلمين الجليلين الشيخ عبدالحسين الرشتي، المتوفى 12 جمادى الآخرة 1373 هـ صاحب شرح الكفاية وكشف الاشتباه المطبوعين، والشيخ مجتبى اللنكراني، المتوفى

[11]

في اليوم الثاني من شهر شعبان سنة 1406 هـ صاحب كتاب «اوفى البيان» وكان فاضلاً أديباً مشاركاً في جملة من العلوم ، قرأت عليه سنين وعاشرته كثيراً وأفدت منه الكثير كما أفدت الكثير أيضاً من العلامة الفاضل المشارك الاديب ميرزا محمد علي الاودوبادي ، المتوفى 10 صفر سنة 1380 هـ لصلتي به وملازمتي له رحمه الله.

ثم حضرت الدروس العالية في الفقه على الفقيه المدقق آية الله العظمى المرجع الكبير السيد عبدالهادي الشيرازي، المتوفى سنة 1382 هـ رحمه الله كما حضرت في الفقه والاصول والتفسير على مرجع الطائفة وزعيمها الامام الخوئي ـ قدس الله نفسه ـ سنين عدة، وكنت أتردد خلال الفترة على العلمين العملاقين الشيخين العظيمين : الشيخ صاحب «الذريعة » المتوفى سنة 1389 هـ والشيخ الاميني صاحب «الغدير » الاغر ، المتوفى سنة 1390 هـ ، بل لا زمتهما طوال ربع قرن، وأفدت منهما الكثير، وتخرجت بهما في اختصاصهما قدر قابليتي واستعدادي، وكانا يغمراني بالحنان والعطف، فاتبعت اثرهما في اتجاههما وجعلتهما القدوة والاسوة في أعمالي ونشاطاتي، فلي استدراك على كتاب الذريعة ، كما ولي تعليقات على موارد منه، ولي ايضاً استدراكات على طبقات اعلام الشيعة، سميتها معجم أعلام الشيعة، كما ولي تعليقات عليها، طبع بعضها مما يخص القرنين الثالث عشر والرابع عشر، ثم زيد عليها بعد الطبع زيادات.

وغادرت النجف الاشرف الى ايران في ذي الحجة من عام 1396 هـ ، وشاء الله أن استوطن مدينة قم، وبدأت بجمع استدراكات واضافات على الجزء الاول من كتاب «الغدير» لا لأن المؤلف قصر في الجمع والاستيعاب حاشاه، والله يعلم ما عاناه وقاساه في تحصيل هذا الذي حصل عليه، وهو غاية جهد الباحث قبل ستين عاماً.. لا، بل لتوفر طبع مخطوطات لم تطبع

[12]

من قبل وتوفر مصادر كيرة لم تتيسر لاحد حينذاك وتأسيس مكتبات عامة أنقذت المخطوطات من التملكات الفردية في البيوت وزوايا الخمول وفهرستها وعرفت بها ليجد كل أحد بغيته منها، ولا تنس دور تصوير المخطوطات في تسهيل الامر وجلب المخطوط مصوراً من مكتبات العالم في شرق الارض وغربها ووضعه بين يدي الباحث، ثم الرحلات والتجولات في مكتبات العراق وايران والحجاز وسوريا والاردن ولبنان وتركيا وبريطانيا، كل ذلك وفر لي العثور على مصادر لم تتوفر لشيخنا رحمه الله حين تأليف «الغدير» قبل ستين عاماً، وتجمع من هنا وهناك من مخطوط ومطبوع ومصور مما لم يكن في متناول اليد على عهد شيخنا الاميني رحمه الله الشيء الكثير.

ومن الخواطر العالقة في ذهني أني دخلت يوماً على شيخنا الاميني عائداً له لمرض ألم به وذلك قبل نحو اربعين عاماً وقبل تأسيس مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام بسنين فقال لي ـ وهو طريح الفراش ـ : «ان تاريخ ابن عساكر موجود في المكتبة الظاهرية بدمشق، وهذا الكتاب وحده مما ينبغي شد الرحال اليه، ولو سافر أحد من هنا الى دمشق لهذا الكتاب فحسب كان جديراً بذلك» وكان لاول مرة يطرق سمعي تاريخ ابن عساكر والمكتبة الظاهرية، ثم دارت الايام والليالي واسس شيخنا رحمه الله المكتبة واتيحت لي سفرة الى سوريا في عام 1383 هـ وبقيت بها أكثر من ثلاثة اشهر، وتذكرت خلالها كلام شيخنا رحمه الله عن تاريخ ابن عساكر فصورته كله، كما صورت من نفائس مخطوطات الظاهرية ما تيسر، ورجعت الى النجف الاشرف، وارسلت المصورات من بعدي في طرد بالبريد لمكتبة أمير المؤمنين عليه السلام العامة، ورحل هو رحمه الله إلى دمشق في العام بعده ومكث في الظاهرية فترة أفاد من مجاميعها وسائر مخطوطاتها، وكان يقرأ المخطوط حرفياً وينتقي منهه ويسجله

[13]

بخطه في دفتر كبير سماه «ثمرات الأسفار» كما كان قد فعل ذلك في عام 1380 في رحلته إلى الهند.

واتبعت أثره رحمه الله في اسفاري إلى تركيا وسوريا وغيرهما، فكنت اقضي وقتي في المكتبات أقرأ المخطوطات وأنتقي منها وأسجل منتخباتي في دفاتر سميتها «نتائج الأسفار».

وحاصل الكلام أنه تجمع من ذلك كله مواد كثيرة لم تتهيأ من قبل وقد طبع مؤخراً من التراث الشيء مما كنا نعدّه مفقوداً، فعزمت على مقارنة ما يخص منه بحديث الغدير مع الجزء الأول من كتاب «الغدير» فكلما وجدت من صحابي أو تابعي، أو أحد ممن بعدهما من طبقات الرواة من العلماء مما لم أجده في «الغدير» كتبته على وفق نهج شيخنا رحمه الله من: ترجمة موجزة، وتوثيق، وغير ذلك ورتبته حسب الوفيات؛ وسميته: «على ضفاف الغدير» ولما يكمل بعد، وفق الله لاتمامه، ويسر ذلك بعونه وتوفيقه.

next page

fehrest page

back page