next page

fehrest page

back page

ذكر تسمية رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحسن والحسين رحمهما الله ورضي عنهما :

21 ـ قال: أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: ان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سمى حسناً وحسيناً يوم سابعهما، واشتق اسم حسين من حسن(13).

22 ـ قال: أخبرنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب وخالد بن مخلد البجلي، قالا: حدثنا سليمان بن بلال، قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه.

23 ـ قال: وأخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني مالك بن أبي الرجال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه:
ان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سمى حسناً وحسيناً يوم سابعهما.

24 ـ قال: أخبرنا يحيى بن عيسى الرملي، عن الاعمش، عن سالم بن أبي الجعد، قال: قال علي: كنت رجلاً احب الحرب، فلما ولد الحسن هممت أن اسميه حرباً فسماه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحسن.

قال: فلما ولد الحسين هممت أن اسميه حرباً لاني كنت احب الحرب فسماه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحسين، وقال: إني سميت ابني هذين باسمي ابني هارون شبراً وشبيراً(14).


(13) ورواه عنه الحافظ ابن عساكر.

(14)اخرجه ابن ابي شيبة في المصنف 12/ 98 وابن الأعرابي في المعجم 1216.

هل إن راوي هذه الاحاديث يريد الاشارة إلى ما يدعيه الجاحظ في عثمانيته أن علياً ـ عليه السلام ـ لم يكن شجاعاً، بل كان مجبولاً على حبّ الحرب؟ ويمكن أن يُسْـتـَشْهَد على ذلك بخلو الحديث الثاني من قوله: «وكنت رجلا احب الحرب».

وشهادة الحديثين الاخرين بتسمية الثالث، ومن القوي أنه لم يولد لهما في حياة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ولد ثالث.

ويُبَعِّد كل ذلك تكرار التسمية بالحرب خلافاً على النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وعلي أسمى من

[34]

25 ـ قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي، قال: لما ولد الحسن سميته حرباً، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قلنا: حرباً، قال: بل هو حسن.

فلما ولد الحسين سميته حرباً، فجاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قلنا: حرباً، قال: بل هو حسين.

فلما ولد الثالث! سميته حرباً! فجاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا: حرباً، قال: بل هو محسن.

ثم قال: سميتهم بأسماء ولد هارون شبراً وشبيراً ومشبراً(15).

26 ـ قال: أخبرنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا زهير بن معاوية، عن أبي


=

أن يسبق جدهما رسول الله صلى الله عليه وآله في تسميتهما فضلاً عن أن يخالفه!

وفي الحديث الاخير ما يشين بشأنهما ـ عليهما صلوات الله ـ حيث أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ يؤكد التوبيخ بقوله: «ما شأن حرب» فلا يطاع كمن لا شأن له بنفسه ولا لتوبيخه وزجره! وعلي ـ عليه السلام ـ لا يطيع كمن لا يريد الانصياع بتاً!!!

ثم ما هذا الالحاح الذي لدى الامام علي ـ عليه السلام ـ بتسميتهما بـ «حرب»؟! فكتب التواريخ كلها تذكر أن بين ولادة الحسن وولادة الحسين ـ عليهما السلام ـ ستة أشهر، وبين ولادة الحسين وولادة محسن ـ عليهما السلام ـ سنوات عدة، فخلال كل هذه الفترة التاريخية ما زال «حرب» يمثل هاجساً لدى أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ بتسميتهما بذلك فهل هذه حالة طبيعية؟!

ثم لو كان المانع من التسمية هو رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ نفسه، فلماذا لم يسمّ أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ بعد وفاته ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أي ولد من أولاده ـ على كثرتهم ـ باسم «حرب»؟!

كل ذلك بالاضافة إلى المعارضة بينها وبين الحديث الآتي برقم 29 القائل بتسميتهما باسمي حمزة وجعفر. (15) رواه البلاذري في أنساب الاشراف: 144 برقم 5، قال: وحدثني محمد بن سعد، عن الواقدي، عن إسرائيل...

وأخرجه أحمد في الفضائل 1365 والمسند برقم 953 عن حجاج، عن إسرائيل؛ وبرقم 769 عن عفان، عنه.واخرجه الطيالسي في مسنده 1/ 232، إلى قوله هو: حسين، وابن حبان في صحيحه 6958 والبزار 251 و 314 و315 والطبراني في الكبير 2773 ـ 2776 والحاكم 3/ 165 و168.

[35]

إسحاق، قال:
لما ولد الحسن سماه علي حرباً، قال: وكان يعجبه أن يكنى أبا حرب، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ما سميتم ابني؟ قالوا: حرباً، فقال: ما شأن حرب؟! هو حسن.

فلما ولد حسين سماه علي حرباً، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ما سميتم ابني؟ قالوا: حرباً، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم ـ: ما شأن حرب؟! هو حسين.

فلما ولد الثالث سماه حرباً، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ما سميتم ابني؟ قالوا: حرباً، فقال: ما شأن حرب؟! هو محسن أو محسَّن.

27 ـ قال: أخبرنا مالك بن اسماعيل، قال: أخبرنا عمرو بن حريث، قال: حدثنا برذعة بن عبدالرحمن ـ يعني ابن مطعم البناني ـ، عن أبي الخليل، عن سلمان، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: سميتهما باسمي ابني هارون ـ يعني الحسن والحسين ـ شبراً وشبيراً (16).

28 ـ قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا عمرو بن حريث، عن عمران بن سليمان، قال: الحسن والحسين إسمان من أسماء أهل الجنة لم يكونا في الجاهلية(17)‎.

29 ـ قال: أخبرنا عبدالله بن جعفر الرقي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبدالله بن محمد بن عقيل: ان علياً لما ولد ابنه الاكبر سماه بعمه حمزة، ثم ولد ابنه الاخر فسماه بعمه جعفر، قال: فدعاني النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: إني قد امرت أن اغير أسماء ابني هذين، قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال:


(16) برذعة ـ بالذال المعجمة ـ كما في التأريخ الكبير للبخاري 2/ 147 وأخرج حديثه هذا.

وأخرجه أبو أحمد الحاكم في الكنى ج 8 ق 15 ب (أبو خليل) عن الحافظ البغوي، عن يحيى بن عبدالحميد الحماني، عن عمرو بن حريث... وأخرجه الطبراني في الكبير 2778.

وأورده السيوطي في جمع الجوامع 1/ 547 عن الحافظ البغوي في فضائل الصحابة.

ورواه الحافظ ابن عساكر برقم 21 من طريق ابن سعد.

(17) رواه الدولابي في كتاب الذرية الطاهرة برقم 92عن إبراهيم بن عبدالله بن محمد بن أبي شيبة، عن مالك بن إسماعيل...

ورواه الحافظ ابن عساكر برقم 22 من طريق ابن سعد.

[36]

فسماهما حسناً وحسيناً(18).

30 ـ قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن عكرمة، قال: لما ولدت فاطمة حسناً أتت به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فسماه حسناً، فلما ولدت حسيناً أتت به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: هذا أحسن من هذا، فشق له من اسمه، فقال: هذا حسين.


(18) أخرجه أحمد في المسند 1/ 159 وفي فضائل الصحابة: 1219 والبزّار في كشف الأستار: 1996 بطريقين، وأبو يعلى برقم 498 و885 والدولابي في الذرية الطاهرة برقم 90 بطرقهم وفيها جميعاً عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن الحنفية، عن علي عليه السلام، ورواه ابن عساكر برقم 18 عن ابن سعد.

next page

fehrest page

back page