(451)
فبادرت مع أول من خرج، فما زلت كذلك حتى خرجوا وخرجت بخروجهم أريد الكوفة، فلما وافيتها نزلت عن راحلتي وسلمت متاعي إلى ثقات إخواني وخرجت أسأل عن آل أبي محمد (عليه السلام)، فما زلت كذلك فلم أجد أثرا، ولا سمعت خبرا، وخرجت في أول من خرج أريد المدينة، فلما دخلتها لم أتمالك أن نزلت عن راحلتي وسلمت رحلي إلى ثقات إخواني وخرجت أسأل عن الخبر وأقفوا الاثر، فلا خبرا سمعت، ولا أثرا وجدت، فلم أزل كذلك إلى أن نفر الناس إلى مكة، وخرجت مع من خرج، حتى وافيت مكة، ونزلت فاستوثقت من رحلي، وخرجت أسأل عن آل أبي محمد (عليه السلام) فلم أسمع خبرا ولا وجدت أثرا، فما زلت بين الاياس والرجاء متفكرا في أمري وغائبا على نفسي، وقد جن الليل . فقلت: أرقب إلى أن يخلو لي وجه الكعبة لاطوف بها وأسأل الله عزوجل أن يعرفني أملي فيها، فبينما أنا كذلك وقد خلا لي وجه الكعبة إذ قمت إلى الطواف، فإذا أنا بفتى مليح الوجه، طيب الرائحة، متزر ببردة، متشح بأخرى، وقد عطف بردائه على عاتقه فرعته، فالتفت إلي فقال: ممن الرجل؟ فقلت: من الاهواز، فقال: أتعرف بها ابن الخصيب؟ فقلت: رحمه الله دعي فأجاب، فقال: رحمه الله لقد كان بالنهار صائما وبالليل قائما وللقرآن تاليا ولنا مواليا، فقال: أتعرف بها علي بن إبراهيم بن مهزيار؟ فقلت: أنا علي، فقال: أهلا وسهلا بك يا أبا الحسن . أتعرف الصريحين؟ قلت: نعم قال: ومن هما؟ قلت: محمد وموسى . ثم قال: ما فعلت العلامة التي بينك وبين أبي محمد (عليه السلام) فقلت: معي، فقال: أخرجها إلي، فأخرجتها إليه خاتما حسنا على فصه " محمد وعلي " فلما رأى ذلك بكى [ مليا ورن شجيا، فأقبل يبكي بكاء ] طويلا وهو يقول: رحمك الله يا أبا محمد فلقد كنت إماما عادلا، ابن أئمة وأبا إمام، أسكنك الله الفردوس الاعلى مع آبائك (عليهم السلام) . ثم قال: يا أبا الحسن صر إلى رحلك وكن على أهبة من كفايتك، حتى إذا ذهب الثلث من الليل وبقي الثلثان، فالحق بنا فإنك ترى مناك [ إن شاء
===============
(452)
الله ] . قال ابن مهزيار: فصرت إلى رحلي أطيل التفكر حتى إذا هجم الوقت، فقمت إلى رحلي وأصلحته، وقدمت راحلتي وحملتها وصرت في متنها حتى لحقت الشعب، فإذا أنا بالفتى هناك يقول: أهلا وسهلا بك يا أبا الحسن طوبى لك فقد أذن لك، فسار وسرت بسيره حتى جاز بي عرفات ومنى، وصرت في أسفل ذروة جبل الطائف، فقال لي: يا أبا الحسن أنزل وخذ في أهبة الصلاة، فنزل ونزلت حتى فرغ وفرغت، ثم قال لي: خذ في صلاة الفجر وأوجز، فأوجزت فيها وسلم وعفر وجهه في التراب، ثم ركب وأمرني بالركوب فركبت، ثم سار وسرت بسيره حتى علا الذروة فقال: المح هل ترى شيئا؟ فلمحت فرأيت بقعة نزهة كثيرة العشب والكلاء، فقلت: يا سيدي أرى بقعة نزهة كثيرة العشب والكلاء، فقال لي: هل ترى في أعلاها شيئا؟ فلمحت فإذا أنا بكثيب من رمل فوقه بيت من شعر يتوقد نورا، فقال لي: هل رأيت شيئا؟ فقلت: أرى كذا وكذا، فقال لي: يا ابن مهزيار طب نفسا وقر عينا فإن هناك أمل كل مؤمل، ثم قال لي: انطلق بنا، فسار وسرت حتى صار في أسفل الذروة، ثم قال: انزل فههنا يذل لك كل صعب، فنزل ونزلت حتى قال لي: يا ابن مهزيار خل عن زمام الراحلة، فقلت: على من أخلفها وليس ههنا أحد؟ فقال: إن هذا حرم لا يدخله إلا ولي، ولا يخرج منه إلا ولي، فخليت عن الراحلة، فسار وسرت فلما دنا من الخباء سبقني، وقال لي: قف هناك إلى أن يؤذن لك، فما كان إلا هنيئة فخرج إلي وهو يقول: طوبي لك قد أعطيت سؤلك، قال: فدخلت عليه صلوات الله عليه وهو جالس على نمط عليه نطع أديم أحمر متكئ على مسورة أديم، فسلمت عليه ورد علي السلام، ولمحته فرأيت وجهه مثل فلقة قمر، لا بالخرق ولا بالبزق، ولا بالطويل الشامخ، ولا بالقصير اللاصق، ممدود القامة، صلت الجبين، أزج الحاجبين، أدعج العينين، أقنى الانف سهل الخدين، على خده الايمن خال . فلما أن بصرت به حار عقلي في نعته وصفته، فقال لي: يا ابن مهزيار كيف خلفت إخوانك في العراق؟ قلت: في ضنك عيش وهناة، قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان فقال: قاتلهم
===============
(453)
الله أنى يؤفكون، كأني بالقوم قد قتلوا في ديارهم وأخذهم أمر ربهم ليلا ونهارا، فقلت: متى يكون ذلك يا ابن رسول الله؟ قال: إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة بأقوام لا خلاق لهم، والله ورسوله منهم برآء، وظهرت الحمرة في السماء ثلاثا فيها أعمدة كأعمدة اللجين تتلألأ نورا ويخرج السروسي من إرمنية وآذربيجان يريد وراء الري الجبل الاسود المتلاحم بالجبل الاحمر لزيق جبل طالقان، فيكون بينه وبين المروزي وقعة صيلمانية يشيب فيها الصغير ويهرم منها الكبير، ويظهر القتل بينهما . فعندها توقعوا خروجه إلى الزوراء، فلا يلبث بها حتى يوافي باهات . ثم يوافي واسط العراق، فيقيم بها سنة أو دونها، ثم يخرج إلى كوفان فيكون بينهم وقعة من النجف إلى الحيرة إلى الغري، وقعة شديدة تذهل منها العقول، فعندها يكون بوار الفئتين، وعلى الله حصاد الباقين . ثم تلا قوله تعالى: * (بسم الله الرحمن الرحيم أتيها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالامس ) * . فقلت: سيدي يا ابن رسول الله ما الامر؟ قال: نحن أمر الله وجنوده، قلت: يا سيدي يا ابن رسول الله حان الوقت؟ قال: * ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) * . ] *
*: غيبة الطوسي: ص 159 - ( وأخبرنا ) جماعة عن التلعكبري عن أحمد بن علي الرازي عن علي بن الحسين عن رجل - ذكر أنه من أهل قزوين لم يذكر اسمه - عن حبيب بن محمد بن يونس بن شاذان الصنعاني ( قال ) دخلت إلى علي بن إبراهيم بن مهزيار الاهوازي فسألته عن آل أبى محمد (عليه السلام) فقال: يا أخي لقد سألت عن أمر عظيم حججت عشرين حجة كلا أطلب به عيان الامام فلم أجد إلى ذلك سبيلا، فبينا أنا ليلة نائم في مرقدي إذ رأيت قائلا يقول يا علي بن إبراهيم قد أذن الله لي ( لك ) في الحج فلم اعقل ليلتي حتى أصبحت فأنا مفكر في أمري أرقب الموسم ليلي ونهاري، فلما كان وقت الموسم أصلحت أمري، وخرجت متوجها نحو المدينة، فما زلت كذلك حتى دخلت يثرب فسألت عن آل أبى محمد (عليه السلام) فلم أجد له أثرا ولا سمعت له خبرا فأقمت مفكرا في أمري حتي خرجت من المدينة أريد مكة فدخلت الجحفة وأقمت بها يوما وخرجت منها متوجها نحو الغدير وهو على أربعة أميال من الجحفة، فلما أن دخلت المسجد صليت وعفرت واجتهدت في الدعاء وابتهلت إلى الله لهم، وخرجت
===============
(454)
أريد عسفان فما زلت كذلك حتى دخلت مكة فأقمت بها أياما أطوف البيت واعتكفت فبينا أنا ليلة في الطواف إذا أنا بفتى حسن الوجه، طيب الرائحة، يتبختر في مشيته طائف حول البيت فحس قلبي به فقمت نحوه فحككته، فقال لي من أين الرجل؟ فقلت: من أهل العراق؟ قلت: من الاهواز، فقال لي: تعرف بها الخصيب؟ فقلت: رحمه الله، دعي فأجاب، فقال: رحمه الله، فما كان أطول ليلته وأكثر تبتله وأغزر دمعته، أفتعرف علي بن إبراهيم بن المازيار؟ فقلت: أنا علي بن إبراهيم فقال: حياك الله أبا الحسن ما فعلت بالعلامة التي بينك وبين أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام)؟ فقلت: معي قال: أخرجها، فادخلت يدي في جيبي فاستخرجتها، فلما أن رآها لم يتمالك أن تغرغرت عيناه بالدموع وبكى منتحبا حتى بل أطماره، ثم قال: أذن لك الآن يابن مازيار صر إلى رحلك وكن على أهبة من أمرك، حتى إذا لبس الليل جلبابه، وغمر الناس ظلامه، سر إلى شعب بني عامر فإنك ستلقاني هناك فسرت إلى منزلي فلما أن أحسست بالوقت أصلحت رحلي وقدمت راحلتي وعكمته شديدا، وحملت وصرت في متنه واقبلت مجدا في السير حتى وردت الشعب فإذا أنا بالفتى قائم ينادي يا أبا الحسن إلي فما زلت نحوه فلما قربت بدأني بالسلام وقال لي سر بنا يا أخ فما زال يحدثني وأحدثه حتى تخرقنا جبال عرفات، وسرنا إلى جبال منى وانفجر الفجر الاول ونحن قد توسطنا جبال الطائف فلما أن كان هناك أمرني بالنزول وقال لي: انزل فصل صلاة الليل فصليت، وأمرني بالوتر فأوترت، وكانت فائدة منه، ثم أمرني بالسجود والتعقيب، ثم فرغ من صلاته وركب، وأمرني بالركوب، وسار وسرت معه حتى علا ذروة الطائف، فقال: هل ترى شيئا؟ قلت: نعم أرى كثيب رمل عليه بيت شعر يتوقد البيت نورا، فلما أن رأيته طابت نفسي، فقال لي: هناك الامل والرجاء، ثم قال: سر بنا يا أخ فسار وسرت بمسيره إلى أن انحدر من الذروة وسار في أسفله، فقال: انزل فها هنا يذل كل صعب، ويخضع كل جبار، ثم قال: خل عن زمام الناقة، قلت فعلى من أخلفها؟ فقال: حرم القائم (عليه السلام) لا يدخله إلا مؤمن ولا يخرج منه إلا مؤمن، فخليت من زمام راحلتي، وسار وسرت معه إلى أن دنا من باب الخباء فسبقني بالدخول، وأمرني أن أقف حتى يخرج إلي، ثم قال لي: ادخل هناك السلامة، فدخلت فإذا أنابه جالس قد اتشح ببردة واتزر بأخرى وقد كسر بردته على عاتقه وهو كأقحوانة أرجوان قد تكاثف عليها الندى، وأصابها ألم الهوى، وإذا هو كغصن بان أو قضيب ريحان، سمح سخي تقي نقي، ليس بالطويل الشامخ، ولا بالقصير اللازق، بل مربوع القامة، مدور الهامة، صلت الجبين، ازج الحاجبين، أقنى الانف، سهل الخدين، على خده الايمن خال كأنه فتات مسك على رضراضة عنبر، فلما أن رأيته بدرته بالسلام، فرد علي أحسن ما سلمت عليه، وشافهني وسألني عن أهل العراق، فقلت سيدي قد ألبسوا جلباب الذلة، وهم بين القوم أذلاء فقال لي يا بن المازيار لتملكونهم كما ملكوكم وهم يومئذ أذلاء، فقلت: سيدي لقد بعد الوطن وطال المطلب، فقال: يا بن المازيار أبي أبو محمد عهد إلي أن لا أجاور قوما غضب
===============
(455)
الله عليهم ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب أليم، وأمرني أن لا أسكن من الجبال إلا وعرها، ومن البلاد إلا عفرها، والله مولاكم أظهر التقية فوكلها بي فأنا في التقية إلى يوم يؤذن لي فأخرج، فقلت يا سيدي متى يكون هذا الامر؟ فقال إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة واجتمع الشمس والقمر واستدار بهما الكواكب والنجوم، فقلت متى يابن رسول الله؟ فقال لي: في سنة كذا وكذا تخرج دابة الارض من بين الصفا والمروة، ومعه عصا موسى وخاتم سليمان، يسوق الناس إلى المحشر، قال: فأقمت عنده أياما وأذن لي بالخروج بعد أن استقصيت لنفسي وخرجت نحو منزلي، والله لقد سرت من مكة إلى الكوفة ومعي غلام يخدمني فلم أر إلا خيرا وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما.
*: دلائل الامامة: ص 296 - وروى أبو عبد الله محمد بن سهل الجلودي، قال حدثنا أبو الخير أحمد بن محمد بن جعفر الطائي الكوفي في مسجد أبي إبراهيم موسى بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن يحيى الحارثي قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن مهزيار الاهوازي قال: خرجت في بعض السنين حاجا إذ دخلت المدينة وأقمت بها أياما أسأل واستبحث عن صاحب الزمان فما عرفت له خبرا ولا وقعت لي عليه عين، فاغتممت غما شديدا وخشيت أن يفوتني ما أملته من طلب صاحب الزمان فخرجت حتى أتيت مكة، فقضيت حجتي واعتمرت بها أسبوعا كل ذلك أطلب، فبينما أنا أفكر إذ انكشف لي باب الكعبة فإذا أنا بإنسان كأنه غصن بان متزر ببردة متشح بأخرى، قد كشف عطف بردته على عاتقه، فارتاح قلبي وبادرت لقصده، فانثنى إلي وقال من أين الرجل؟ قلت من العراق قال من أي العراق؟ قلت: من الاهواز . فقال أتعرف الحضيني قلت نعم قال رحمه الله، فما كان أطول ليله وأكثر نيله وأغزر دمعته، قال فابن المهزيار؟ قلت أنا هو، قال حياك الله بالسلام أبا الحسن ثم صافحني وعانقني وقال: يا أبا الحسن ما فعلت العلامة التي بينك وبين الماضي أبي محمد نضر الله وجهه؟ قلت معي وأدخلت يدي إلى جنبي وأخرجت خاتما عليه محمد وعلي، فلما قرأه استعبر حتى بل طمره الذي كان على يده، وقال يرحمك الله أبا محمد فإنك زين الامة، شرفك الله بالامامة، وتوجك بتاج العلم والمعرفة، فإنا إليكم صائرون، ثم صافحني وعانقني، ثم قال ما الذي تريد يا أبا الحسن؟ قلت الامام المحجوب عن العالم قال ما هو محجوب عنكم، ولكن جنه سوء أعمالكم، قم سر إلى رحلك وكن على أهبة من لقائه؟ إذا انحطت الجوزاء وازهرت نجوم السماء، فها أنا لك بين الركن والصفا، فطابت نفسي وتيقنت أن الله فضلني، فما زلت أرقب الوقت حتى حان، وخرجت إلى مطيتي واستويت على رحلي واستويت على ظهرها، فإذا أنا بصاحبي ينادي يا أبا الحسن، فخرجت فلحقت به فحياني بالسلام وقال: سر بنا يا أخ، فما زال يهبط واديا ويرقى ذروة جبل إلى أن علقنا على الطائف، فقال يا أبا الحسن انزل بنا نصلي باقي صلوة الليل، فنزلت فصلى بنا الفجر ركعتين، قلت فالركعتين الاوليين قال هما من صلوة الليل وأوتر فيهما، والقنوت وكل صلوة جائزة، وقال سر بنا يا أخ فلم يزل يهبط واديا
===============
(456)
ويرقى ذروة جبل حتى أشرفنا على واد عظيم مثل الكافور، فأمد عيني فإذا ببيت من الشعر يتوقد نورا قال: هل ترى شيئا قلت أرى بيتا من الشعر، فقال: الامل وانحط في الوادي واتبعت الاثر، حتى إذا صرنا بوسط الوادي نزل عن راحلته وخلاها، ونزلت عن مطيتي وقال لي دعها، قلت فإن تاهت قال هذا واد لا يدخله إلا مؤمن ولا يخرج منه إلا مؤمن، ثم سبقني ودخل الخبا وخرج إلي مسرعا وقال أبشر فقد أذن لك بالدخول، فدخلت فإذا البيت يسطع من جانبه النور، فسلمت عليه بالامامة فقال لي يا أبا الحسن قد كنا نتوقعك ليلا ونهارا فما الذي أبطأ بك علينا؟ قلت: يا سيدي لم أجد من يدلني إلى الآن، قال لي: ألم تجد أحدا يدلك؟ ثم نكت بأصبعه في الارض، ثم قال: لا ولكنكم كثرتم الاموال، وتجبرتم على ضعفاء المؤمنين وقطعتم الرحم الذي بينكم، فأي عذر لكم فقلت: التوبة التوبة الاقالة الاقالة ثم قال: يا ابن المهزيار لولا استغفار بعضكم لبعض لهلك من عليها إلا خواص الشيعة الذين تشبه أقوالهم أفعالهم، ثم قال يا ابن المهزيار ومد يده: ألا أنبئك الخبر؟ إذا قعد الصبي، وتحرك المغربي، وسار العماني، وبويع السفياني، يؤذن لولي الله فأخرج بين الصفا والمروة في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، فأجئ إلى الكوفة وأهدم مسجدها وأبنيه على بنائه الاول، وأهدم ما حوله من بناء الجبابرة، وأحج بالناس حجة الاسلام، وأجئ إلى يثرب . . فيومئذ لا يبقى على وجه الارض إلا مؤمن قد أخلص قلبه للايمان . قلت يا سيدي ما يكون بعد ذلك قال الكرة الكرة الرجعة الرجعة ثم تلا هذه الآية: ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا " .
*: السلطان المفرج عن أهل الايمان: على ما في مختصر بصائر الدرجات .
*: مختصر بصائر الدرجات: ص 176 - كما في دلائل الامامة بتفاوت يسير، آخره، عن كتاب السلطان المفرج عن أهل الايمان: وفيه " فقد الصيني . . فتورقان . . انبذي . . " .
*: الايقاظ من الهجعة: ص 286 ب 9 ح 108 - عن مختصر بصائر الدرجات .
وفي: ص 355 ب 10 ح 97 - بعضه، عن غيبة الطوسي، وقد وقع فيه الجمع بين سند حديث يوسف بن أحمد الجعفري المذكور في غيبة الطوسي ص 155 وبين بعض متن الحديث المروي عن ابن مهزيار المذكور في غيبة الطوسي ص 161 .
*: البرهان: ح 2 ص 407 ح 5 - آخره كما في دلائل الامامة، عن مسند فاطمة .
*: تبصرة الولي: ص 773 ح 38 - كما في كمال الدين بتفاوت يسير، عن ابن بابويه وفيه: " . . وعاتبا . . الضريحين . . من لقائنا . . حتى انهجم بالنزق . . وقعة . . ماهان " .
وفي: ص 778 ح 46 - كما في دلائل الامامة بتفاوت يسير عن محمد بن جرير الطبري وفيه " . . الطاري . . ابن الخصيب . . صابرون . . حجبه . . وتحيرتم . . رجلا سواء . . من بها . . قام بهما وهما طريان . . انتدى . " .
===============
(457)
وفي: ص 780 ح 51 - عن غيبة الطوسي بتفاوت يسير، وفيه: " . . قد أذن الله لك . . وأكثر نيله . . تكاثف عنها اليدين . . ومن البحار إلا قعرها . . " .
*: البحار: ج 52 ص 9 ب 18 ح 6 - بتفاوت يسير عن غيبة الطوسي بتفاوت يسير وأشار إلى مثله في دلائل الامامة وفيه: " . . فقال لي: من أي العراق . . ابن الخضيب . . إلا قعرها " .
وفي: ص 42 ب 18 ح 32 - عن كمال الدين بتفاوت يسير، وفيه: " . . فحركته . . الضريحين . . بالترق . . الشروسي . . ماهان " .
*: نور الثقلين: ج 2 ص 299 ح 41 - مختصرا، عن كمال الدين . وفي: ج 4 ص 96 ح 100 - عن غيبة الطوسي . وفي: ج 5 ص 461 ح 4 - بعضه، عن غيبة الطوسي .
* * *
===============
(458)
جملة من كراماته (عليه السلام) بعد الغيبة الصغرى
[ 1419 - دلائل الامامة: ص 304 - حدثني أبو جعفر محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال حدثني أبو الحسين بن أبي البغل الكاتب قال: تقلدت عملا من أبي منصور بن الصالحان، وجرى بيني وبينه ما أوجب استتاري فطلبني وأخافني، فمكثت مستترا خائفا ثم قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة، واعتمدت على المبيت هناك للدعاء والمسألة، وكانت ليلة ريح ومطر، فسألت ابن جعفر القيم أن يغلق الابواب، وان يجتهد في خلوة الموضع لاخلو بما أريده من الدعاء والمسألة، وآمن من دخول إنسان مما لم آمنه وخفت من لقائي له ففعل وقفل الابواب، وانتصف الليل وورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع، ومكثت أدعو وأزور وأصلي، فبينما أنا كذلك إذ سمعت وطأة عند مولانا موسى (عليه السلام) وإذا رجل يزور، فسلم على آدم وأولي العزم، ثم الائمة واحدا واحدا إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان، فعجبت من ذلك وقلت لعله نسي أو لم يعرف، أو هذا مذهب لهذا الرجل، فلما فرغ من زيارته صلى ركعتين وأقبل إلى عند مولانا أبي جعفر فزار مثل الزيارة وذلك السلام، وصلى ركعتين وأنا خائف منه إذ لم أعرفه، ورأيته شابا تاما من الرجال عليه ثياب بيض وعمامة محنك، بها ذؤابة وردي على كتفه مسبل فقال لي: يا أبا الحسين بن أبي البغل أين أنت عن دعاء الفرج؟ فقلت وما هو يا سيدي فقال تصلي ركعتين وتقول: يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر، يا عظيم المن يا كريم الصفح، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها، يا حسن التجاوز يا واسع
===============
(459)
المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا منتهى كل نجوى، ويا غاية كل شكوى، يا عون كل مستعين، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، يا رباه عشر مرات، يا سيداه عشر مرات، يا مولاه عشر مرات، يا غايتاه عشر مرات، يا منتهى رغبتاه عشر مرات، أسألك بحق هذه الاسماء، وبحق محمد وآله الطاهرين إلا ما كشفت كربي، ونفست همي، وفرجت غمي، وأصلحت حالي . وتدعو بعد ذلك بما شئت وتسأل حاجتك، ثم تضع خدك الايمن على الارض وتقول مائة مرة في سجودك يا محمد يا علي يا علي يا محمد إكفياني وانصراني فإنكما ناصراي . ولتضع خدك الايسر على الارض وتقول مائة مرة أدركني، وتكررها كثيرا، وتقول الغوث الغوث، حتى ينقطع نفسك وترفع رأسك فإن الله بكرمه يقضي حاجتك إن شاء الله تعالى، فلما اشتغلت بالصلوة والدعاء خرج فلما فرغت خرجت لابن جعفر لاسأله عن الرجل وكيف قد دخل، فرأيت الابواب على حالها مغلقة مقفلة، فعجبت من ذلك وقلت لعل بابا هنا ولم أعلم، فأنبهت ابن جعفر فخرج إلي من بيت الزيت، فسألته عن الرجل ودخوله فقال الابواب مقفلة كما ترى ما فتحتها، فحدثته بالحديث فقال: هذا مولانا صاحب الزمان، وقد شاهدته مرارا في مثل هذه الليلة عند خلوها من الناس، فتأسفت على ما فاتني منه، وخرجت عند قرب الفجر، وقصدت الكرخ إلى الموضع الذي كنت مستترا فيه فما اضحى النهار إلا وأصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائي، ويسألون عني أصدقائي ومعهم أمان من الوزير ورقعة بخطه فيها كل جميل، فحضرت مع ثقة من أصدقائي عنده فقام والتزمني وعاملني بما لم أعهده منه وقال انتهت بك الحال إلى أن تشكوني إلى صاحب الزمان، فقلت قد كان مني دعاء ومسألة، فقال ويحك رأيت البارحة مولاي صاحب الزمان في النوم يعني ليلة الجمعة وهو يأمرني بكل جميل، ويجفو علي في ذلك جفوة خفتها، فقلت لا إله إلا الله أشهد أنهم الحق ومنتهى الصدق، رأيت البارحة مولانا في اليقظة وقال لي كذا وكذا وشرحت ما رأيته في المشهد فعجب من ذلك، وجرت منه أمور عظام حسان في هذا المعنى، وبلغت منه غاية ما لم أظنه ببركة مولانا صاحب
===============
(460)
الزمان (عليه السلام) . ] *
*: فرج المهموم: ص 245 - عن دلائل الامامة بتفاوت يسير، بسنده إلى أبي جعفر الطبري في كتابه دلائل الامامة وفيه " . . خدك الايسر . . وانتهيت إلى أبي جعفر القيم . . ابن أبي الصالحان . . ومنتهى الحق " .
*: إثبات الهداة: ج 3 ص 302 ب 33 ف 11 ح 145 - مختصرا عن ابن طاووس في رسالة النجوم ( فرج المهموم ) .
*: البحار: ج 51 ص 304 ب 15 - عن فرج المهموم .
* * *
[ 1420 - الاحتجاج: ص 495 - قال ذكر كتاب ورد من الناحية المقدسة - حرسها الله ورعاها - في أيام بقيت من صفر سنة عشرة وأربعمائة على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قدس الله روحه ونور ضريحه ذكر موصله أنه يحمله من ناحية متصلة بالحجاز نسخته: للاخ السديد، والولي الرشيد، الشيخ المفيد، أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه، من مستودع العهد المأخوذ على العباد، بسم الله الرحمن الرحيم: أما بعد: سلام عليك أيها الولي المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ونسأله الصلاة على سيدنا ومولانا ونبينا محمد وآله الطاهرين، ونعلمك - أدام الله توفيقك لنصرة الحق، وأجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق - أنه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة، وتكليفك ما تؤديه عنا إلى موالينا قبلك، أعزهم الله بطاعته، وكفاهم المهم برعايته لهم وحراسته فقف أيدك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه على ما أذكره، وأعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله . نحن وإن كنا نائين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين، حسب الذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين فإنا نحيط علما بأنبائكم، ولا يعزب عنا شئ من أخباركم،
===============
(461)
ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا، ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون . إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللاواء واصطلمكم الاعداء فاتقوا الله جل جلاله وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم يهلك فيها من حم أجله ويحمى عنها من أدرك أمله، وهي أمارة لازوف حركتنا ومباثتكم بأمرنا ونهينا، والله متم نوره ولو كره المشركون . اعتصموا بالتقية، من شب نار الجاهلية يحششها عصب أموية، يهول بها فرقة مهدية، أنا زعيم بنجاة من لم يرم فيها المواطن، وسلك في الطعن منها السبل المرضية، إذا حل جمادي الاول من سنتكم هذه فاعتبروا بما يحدث فيه واستيقظوا من رقدتكم لما يكون في الذي يليه . ستظهر لكم من السماء آية جلية، ومن الارض مثلها بالسوية، ويحدث في أرض المشرق ما يحزن ويقلق، ويغلب من بعد على العراق طوائف عن الاسلام مراق، تضيق بسوء فعالهم على أهله الارزاق، ثم تنفرج الغمة من بعد ببوار طاغوت من الاشرار، ثم يستر بهلاكه المتقون الاخيار، ويتفق لمريدي الحج من الآفاق ما يؤملونه منه على توفير عليه منهم واتفاق، ولنا في تيسير حجهم على الاختيار منهم والوفاق شأن يظهر على نظام واتساق . فليعمل كل امرء منكم بما يقرب به من محبتنا، ويتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا فإن أمرنا بغتة فجاءة حين لا تنفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة والله يلهمكم الرشد، ويلطف لكم في التوفيق برحمته . نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام: هذا كتابنا إليك أيها الاخ الولي، والمخلص في ودنا الصفي والناصر لنا الوفي حرسك الله بعينه التي لا تنام، فاحتفظ به! ولا تظهر على خطنا الذي سطرناه بماله ضمناه أحدا! وأد ما فيه إلى من تسكن إليه، وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .
وفي: ص 498 - وورد عليه كتاب آخر من قبله صلوات الله عليه، يوم
===============
(462)
الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، نسخته: من عبد الله المرابط في سبيله إلى ملهم الحق ودليله، بسم الله الرحمن الرحيم: سلام الله عليك أيها الناصر للحق، الداعي إليه بكلمة الصدق، فإنا نحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو، إلهنا وإله آبائنا الاولين، ونسأله الصلاة على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين، وعلى أهل بيته الطاهرين . وبعد: فقد كنا نظرنا مناجاتك عصمك الله بالسبب الذي وهبه الله لك من أوليائه، وحرسك به من كيد أعدائه، وشفعنا ذلك الآن من مستقر لنا ينصب في شمراخ، من بهماء صرنا إليه آنفا من غماليل ألجأنا إليه السباريت من الايمان ويوشك أن يكون هبوطنا إلى صحصح من غير بعد من الدهر ولا تطاول من الزمان ويأتيك نبأ منا يتجدد لنا من حال، فتعرف بذلك ما نعتمده من الزلفة إلينا بالاعمال، والله موفقك لذلك برحمته، فلتكن حرسك الله بعينه التي لا تنام أن تقابل لذلك فتنة تسل نفوس قوم حرثت باطلا لاسترهاب المبطلين يبتهج لدمارها المؤمنون، ويحزن لذلك المجرمون، وآية حركتنا من هذه اللوثة حادثة بالحرم المعظم من رجس منافق مذمم، مستحل للدم المحرم، يعمد بكيده أهل الايمان ولا يبلغ بذلك غرضه من الظلم والعدوان، لاننا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب عن ملك الارض والسماء، فلتطمئن بذلك من أوليائنا القلوب، وليتقوا بالكفاية منه، وإن راعتهم بهم الخطوب، والعاقبة بجميل صنع الله سبحانه تكون حميدة لهم ما اجتنبوا المنهي عنه من الذنوب . ونحن نعهد إليك أيها الولي المخلص المجاهد فينا الظالمين أيدك الله بنصره الذي أيد به السلف من أوليائنا الصالحين، أنه من اتقى ربه من إخوانك في الدين وأخرج مما عليه إلى مستحقيه، كان آمنا من الفتنة المبطلة، ومحنها المظلمة المظلة ومن بخل منهم بما أعاره الله من نعمته على من أمره بصلته، فإنه يكون خاسرا بذلك لاولاه وآخرته، ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن
===============
(463)
بلقائنا . ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم، والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلاته على سيدنا البشير النذير محمد وآله الطاهرين وسلم . ] *
*: البحار: ج 53 ص 174 ب 31 ح 7 - بتفاوت عن رواية الاحتجاج الاولى . وفيه " . . فقف أمدك . . على ما نذكره . . يحيط . . بالزلل . . يحمى عليه . . منها المواطن الخفية . . يسر . . كراهيتنا . . فإن امرء يبغته فجأة . . " .
وفي: ص 176 ب 31 ح 7 - بتفاوت عن رواية الاحتجاج الثالثة .
وفي: ص 176 ب 31 ح 8 - عن رواية الاحتجاج الثانية بتفاوت يسير، وفيه " . . ألجأ . . تعتمده . . ففيه تبسل . . وليثقوا . . بما هو مستحقه . . الفتنة المظلة " .
*: معادن الحكمة: ج 2 ص 303 - عن رواية الاحتجاج الاولى . وفي ": ص 305 - عن رواية الاحتجاج الثانية . وفيها: عن رواية الاحتجاج الثالثة، بتفاوت وفيه " . . والمخلص في ودنا الصفي والناصر لنا الوفي حرسك الله بعينه التي لا تنام فاحتفظ به ولا تظهر على خطنا الذي سطرناه بماله ضمناه أحدا، أد ما فيه إلى من تسكن إليه، وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله وصلى الله على محمد وآله الطاهرين " .
*: مستدرك الوسائل: ج 3 ص 518 - عن رواية الاحتجاج الثالثة .
* * *
[ 1421 - كتاب السلطان للسيد علي بن عبد الحميد: على ما في البحار . ] *
*: البحار: ج 52 ص 73 - 74 ب 18 - ومن ذلك ما أخبرني من أثق به وهو خبر مشهور عند أكثر أهل المشهد الشريف الغروي سلام الله تعالى على مشرفه، ما صورته: أن الدار التي هي الآن سنة سبعمائة وتسع وثمانين أنا ساكنها كانت لرجل من أهل الخير والصلاح يدعى حسين المدلل، وبه يعرف ساباط المدلل ملاصقة جدران الحضرة الشريفة، وهو مشهور بالمشهد الشريف الغروي (عليه السلام)، وكان الرجل له عيال وأطفال . فأصابه فالج فمكث مدة لا يقدر على القيام وإنما يرفعه عياله عند حاجته وضروراته، ومكث على ذلك مدة مديدة، فدخل على عياله وأهله بذلك شدة شديدة واحتاجوا إلى الناس واشتد عليهم الناس .
===============
(464)
فلما كان سنة عشرين وسبع مائة هجرية في ليلة من لياليها بعد ربع الليل أنبه عياله فانتبهوا في الدار فإذا الدار والسطح قد امتلا نورا يأخذ بالابصار فقالوا: ما الخبر؟ فقال: إن الامام (عليه السلام) جاءني وقال لي: قم يا حسين فقلت: يا سيدي أتراني أقدر على القيام فأخذ بيدي وأقامني فذهب ما بى وها أنا صحيح على أتم ما ينبغي وقال لي: هذا الساباط دربي إلى زيارة جدي (عليه السلام) فأغلقه في كل ليلة فقلت: سمعا وطاعة لله ولك يا مولاي . فقام الرجل وخرج إلى الحضرة الشريفة الغروية وزار الامام (عليه السلام) وحمد الله تعالى على ما حصل له من الانعام وصار هذا الساباط المذكور إلى الآن ينذر له عند الضرورات فلا يكاد يخيب ناذره من المراد ببركات الامام القائم (عليه السلام) .
*: إثبات الهداة: ج 3 ص 705 ب 33 ف 16 ح 155 - عن البحار، مختصرا .
* * *
[ 1422 - على بن عبد الحميد: على ما في البحار . ] *
*: البحار: ج 52 ص 176 ب 24 - ومنها ما أخبرني به جماعة من أهل الغري على مشرفه السلام أن رجلا من أهل قاشان أتى إلى الغري متوجها إلى بيت الله الحرام . فاعتل علة شديدة حتى يبست رجلاه، ولم يقدر على المشي . فخلفه رفقاؤه وتركوه عند رجل من الصلحاء كان يسكن في بعض حجرات المدرسة المحيطة بالروضة المقدسة، وذهبوا إلى الحج فكان هذا الرجل يغلق عليه الباب كل يوم، ويذهب إلى الصحاري للتنزه ولطلب الدراري التي تؤخذ منها، فقال له في بعض الايام: إني قد ضاق صدري واستوحشت من هذا المكان، فاذهب بي اليوم واطرحني في مكان واذهب حيث شئت . قال: فأجابني إلى ذلك، وحملني وذهب بي إلى مقام القائم صلوات الله عليه خارج النجف فأجلسني هناك وغسل قميصه في الحوض وطرحها على شجرة كانت هناك، وذهب إلى الصحراء، وبقيت وحدي مغموما أفكر فيما يؤول إليه أمري . فإذا أنا بشاب صبيح الوجه، أسمر اللون، دخل الصحن وسلم علي وذهب إلى بيت المقام، وصلى عند المحراب ركعات، بخضوع وخشوع لم أر مثله قط فلما فرغ من الصلاة خرج وأتاني وسألني عن حالي فقلت له: ابتليت ببلية ضقت بها لا يشفيني الله فأسلم منها، ولا يذهب بي فأستريح، فقال: لا تحزن سيعطيك الله كليهما، وذهب . فلما خرج رأيت القميص وقع على الارض، فقمت وأخذت القميص وغسلتها وطرحتها على الشجر، فتفكرت في أمري وقلت: أنا كنت لا أقدر على القيام والحركة، فكيف صرت هكذا؟ فنظرت إلى نفسي فلم أجد شيئا مما كان بي فعلمت أنه كان القائم صلوات الله عليه،
===============
(465)
فخرجت فنظرت في الصحراء فلم أر أحدا فندمت ندامة شديدة . فلما أتاني صاحب الحجرة، سألني عن حالي وتحير في أمري فأخبرته بما جرى فتحسر على ما فات منه ومني، ومشيت معه إلى الحجرة . قالوا: فكان هكذا سليما حتى أتى الحاج ورفقاؤه، فلما رآهم وكان معهم قليلا، مرض ومات، ودفن في الصحن، فظهر صحة ما أخبره (عليه السلام) من وقوع الامرين معا . وهذه القصة من المشهورات عند أهل المشهد، وأخبرني به ثقاتهم وصلحاؤهم .
*: إثبات الهداة: ج 3 ص 708 ب 33 ف 16 ح 163 - عن البحار، مختصرا .
*: منتخب الاثر: ص 413 ف 5 ب 2 ح 2 - عن البحار .
* * *
[ 1423 - السيد علي بن عبد الحميد: على ما في البحار . ] *
*: البحار: ج 52 ص 175 ب 24 - ومنها ما أخبرني به والدي رحمه الله قال: كان في زماننا رجل شريف صالح كان يقال له: أمير إسحاق الاسترابادي، وكان قد حج أربعين حجة ماشيا وكان قد اشتهر بين الناس أنه تطوى له الارض . فورد في بعض السنين بلدة إصفهان، فأتيته وسألته عما اشتهر فيه، فقال: كان سبب ذلك أني كنت في بعض السنين مع الحاج متوجهين إلى بيت الله الحرام فلما وصلنا إلى موضع كان بيننا وبين مكة سبعة منازل أو تسعة تأخرت عن القافلة لبعض الاسباب حتى غابت عني . وضللت عن الطريق، وتحيرت وغلبني العطش حتى آيست من الحياة . فناديت: يا صالح يا أبا صالح أرشدونا إلى الطريق يرحمكم الله فتراءى لي في منتهي البادية شبح، فلما تأملته حضر عندي في زمان يسير فرأيته شابا حسن الوجه نقي الثياب، أسمر، على هيئة الشرفاء، راكبا على جمل، ومعه أداوة، فسلمت عليه فرد علي السلام وقال: أنت عطشان؟ قلت: نعم فأعطاني الاداوة فشربت ثم قال: تريد أن تلحق القافلة؟ قلت: نعم، فأردفني خلفه، وتوجه نحو مكة . وكان من عادتي قراءة الحرز اليماني في كل يوم، فأخذت في قراءته فقال (عليه السلام) في بعض المواضع: إقرأ هكذا، قال: فما مضى إلا زمان يسير حتى قال لي: تعرف هذا الموضع؟ فنظرت فإذا أنا بالابطح فقال: انزل، فلما نزلت رجعت وغاب عني . فعند ذلك عرفت أنه القائم (عليه السلام) فندمت وتأسفت على مفارقته، وعدم معرفته فلما كان بعد سبعة أيام أتت القافلة، فرأوني في مكة بعد ما أيسوا من حياتي فلذا اشتهرت بطي الارض . قال الوالد - رحمه الله -: فقرأت عنده الحرز اليماني وصححته وأجازني والحمد لله .
===============
(466)
*: إثبات الهداة: ج 3 ص 708 ب 33 ف 16 ح 161 - عن البحار .
* * *
[ 1424 - كتاب السلطان للسيد علي بن عبد الحميد: على ما في البحار . ] *
*: البحار: ج 52 ص 70 ب 18 ح 55 - أقول: روى السيد علي بن عبد الحميد في كتاب السلطان المفرج عن أهل الايمان عند ذكر من رأى القائم (عليه السلام) قال: فمن ذلك ما اشتهر وذاع، وملا البقاع، وشهد بالعيان أبناء الزمان، وهو قصة أبو راجح الحمامي بالحلة وقد حكى ذلك جماعة من الاعيان الاماثل، وأهل الصدق الافاضل . منهم الشيخ الزاهد العابد المحقق شمس الدين محمد بن قارون سلمه الله تعالى . قال: كان الحاكم بالحلة شخصا يدعى مرجان الصغير، فرفع إليه أن أبا راجح هذا يسب الصحابة، فأحضره وأمر بضربه فضرب ضربا شديدا مهلكا على جميع بدنه، حتى أنه ضرب على وجهه فسقطت ثناياه وأخرج لسانه فجعل في مسلة من الحديد، وخرق أنفه، ووضع فيه شركة من الشعر وشد فيها حبلا وسلمه إلى جماعة من أصحابه وأمرهم أن يدوروا به أزقة الحلة، والضرب يأخذ من جميع جوانبه، حتى سقط إلى الارض وعاين الهلاك . فأخبر الحاكم بذلك، فأمر بقتله، فقال الحاضرون: إنه شيخ كبير، وقد حصل له ما يكفيه، وهو ميت لما به فاتركه وهو يموت حتف أنفه، ولا تتقلد بدمه وبالغوا في ذلك حتى أمر بتخليته وقد انتفخ وجهه ولسانه، فنقله أهله في الموت ولم يشك أحد أنه يموت من ليلته . فلما كان من الغد غدا عليه الناس فإذا هو قائم يصلي على أتم حالة، وقد عادت ثناياه التي سقطت كما كانت، واندملت جراحاته، ولم يبق لها أثر والشجة قد زالت من وجهه . فعجب الناس من حاله وساءلوه عن أمره فقال: إني لما عاينت الموت، ولم يبق لي لسان أسأل الله تعالى به فكنت أسأله بقلبي واستغثت إلى سيدي ومولاي صاحب الزمان (عليه السلام) فلما جن علي الليل فإذا بالدار قد امتلات نورا وإذا بمولاي صاحب الزمان قد أمر يده الشريفة على وجهي وقال لي: أخرج وكد على عيالك، فقد عافاك الله تعالى، فأصبحت كما ترون
*: إثبات الهداة: ج 3 ص 704 ب 33 ف 16 ح 152 - عن البحار . ملاحظة: " لم تذكر الحكاية هل ادعي على أبي راجح المذكور كذبا أم كان فعلا يسب بعض الصحابة " .
* * *
===============
(467)
في اعتقادنا بالائمة (عليهم السلام)
[ 1425 - العياشي: ج 1 ص 16 ح 10 - عن يوسف بن السخت البصري، قال: رأيت التوقيع بخط محمد بن محمد بن علي فكان فيه: " الذى يجب عليكم ولكم أن تقولوا إنا قدوة الله وأئمة وخلفاء الله في أرضه وأمناؤه على خلقه، وحججه في بلاده، نعرف الحلال والحرام ونعرف تأويل الكتاب وفصل الخطاب " . ] *
*: البرهان: ج 1 ص 17 ح 22 - عن العياشي .
*: البحار: ج 92 ص 96 ب 8 ح 58 - عن العياشي .
* * *
===============
(468)
من أدعية الامام المهدي (عليه السلام)
[ 1426 - " أللهم مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء، وتذل من تشاء بيدك الخير، إنك على كل شئ قدير، يا ماجد يا جواد، يا ذا الجلال والاكرام، يا بطاش، يا ذا البطش الشديد، يا فعالا لما يريد، يا ذا القوة المتين، يا رؤوف يا رحيم، يا لطيف، يا حي حين لا حي، أسئلك باسمك المخزون المكنون الحي القيوم، الذي استأثرت به في علم الغيب عندك لم يطلع عليه أحد من خلقك، وأسئلك باسمك الذي تصور به خلقك في الارحام كيف يشاء، وبه تسوق إليهم أرزاقهم في أطباق الظلمات من بين العروق والعظام، وأسئلك باسمك الذي ألفت به بين قلوب أوليائك، وألفت بين الثلج والنار، لا هذا يذيب هذا ولا هذا يطفئ هذا، وأسئلك باسمك الذي كونت به طعم المياه، وأسئلك باسمك الذي أجريت به الماء في عروق النبات بين أطباق الثرى، وسقت الماء إلى عروق الاشجار بين الصخرة الصماء، وأسئلك باسمك الذي كونت به طعم الثمار وألوانها، وأسئلك باسمك الذي به تبدئ وتعيد، وأسئلك باسمك الفرد الواحد المتفرد بالوحدانية المتوحد بالصمدانية، وأسئلك باسمك الذي فجرت به الماء من الصخرة الصماء وسقته من حيث شئت، وأسئلك باسمك الذي خلقت به خلقك ورزقتهم كيف شئت وكيف شاؤا يا من لا تغيره الايام والليالي أدعوك بما دعاك به نوح حين ناداك فأنجيته ومن معه وأهلكت قومه، وأدعوك بما دعاك إبراهيم خليلك حين ناداك فأنجيته وجعلت النار عليه بردا وسلاما، وأدعوك بما دعاك به موسى كليمك حين ناداك، ففلقت له البحر
===============
(469)
فأنجيته وبني إسرائيل، وأغرقت فرعون وقومه في اليم، وأدعوك بما دعاك به عيسى روحك حين ناداك، فنجيته من أعدائه وإليك رفعته، وأدعوك بما دعاك حبيبك وصفيك ونبيك محمد صلى الله عليه وآله، فاستجبت له ومن الاحزاب نجيته، وعلى أعدائك نصرته، وأسئلك باسمك الذي إذا دعيت به أجبت، يا من له الخلق والامر، يا من أحاط بكل شئ علما، يا من أحصى كل شئ عددا، يا من لا تغيره الايام والليالي، ولا تتشابه عليه الاصوات، ولا تخفى عليه اللغات، ولا يبرمه إلحاح الملحين . أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد خيرتك من خلقك، فصل عليهم بأفضل صلواتك، وصل على جميع النبيين والمرسلين الذين بلغوا عنك الهدى، وأعقدوا لك المواثيق بالطاعة، وصل على عبادك الصالحين، يا من لا يخلف الميعاد أنجز لي ما وعدتني، واجمع لي أصحابي، وصبرهم، وانصرني على أعدائك وأعداء رسولك، ولا تخيب دعوتي، فإني عبدك وابن عبدك، ابن أمتك، أسير بين يديك، سيدي أنت الذي مننت علي بهذا المقام، وتفضلت به علي دون كثير من خلقك، أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تنجز لي ما وعدتني، إنك أنت الصادق، ولا تخلف الميعاد، وأنت على كل شئ قدير " * ] *
*: مهج الدعوات: ص 68 - قال: ودعا في قنوته - أي الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف - بهذا الدعاء: - .
* * *
[ 1427 - " إلهي بحق من ناجاك، وبحق من دعاك في البر والبحر، تفضل على فقراء المؤمنين والمؤمنات بالغناء والثروة، وعلى مرضى المؤمنين والمؤمنات بالشفاء والصحة، وعلى أحياء المؤمنين والمؤمنات باللطف والكرم، وعلى أموات المؤمنين والمؤمنات بالمغفرة والرحمة، وعلى غرباء المؤمنين والمؤمنات بالرد إلى أوطانهم سالمين غانمين، بمحمد وآله أجمعين " * ] *
===============
(470)
*: مهج الدعوات: ص 295 - دعاء الامام العالم الحجة (عليه السلام): -
*: الادعية المستجابات - على ما في مصباح الكفعمي .
*: مصباح الكفعمي: ص 306 - كما في مهج الدعوات، عن الادعية المستجابات وفيه " . . البحر والبر صل على محمد وآله وتفضل . . بالغني والسعة . . الصحة والراحة . . والكرامة " .
*: الصحيفة المهدية: ص 112 - كما في مصباح الكفعمي بتفاوت يسير .
*: منتخب الاثر: ص 523، ف 10، ب 7، ح 10 - عن مصباح الكفعمي .
* * *
[ 1428 - " أللهم احجبني، عن عيون أعدائي، واجمع بيني وبين أوليائي، وأنجز لي ما وعدتني، واحفظني في غيبتي إلى أن تأذن لي في ظهوري، وأحي بي ما درس من فروضك وسننك، وعجل فرجي، وسهل مخرجي، واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا، وافتح لي فتحا مبينا، واهدني صراطا مستقيما، وقني جميع ما أحاذره من الظالمين، واحجبني عن أعين الباغضين الناصبين العداوة لاهل بيت نبيك، ولا يصل منهم إلي أحد بسوء، فإذا أذنت في ظهوري فأيدني بجنودك، واجعل من يتبعني لنصرة دينك مؤيدين، وفي سبيلك مجاهدين، وعلى من أرادني وأرادهم بسوء منصورين، ووفقني لاقامة حدودك، وانصرني على من تعدى محدودك، وانصر الحق، وأزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا، وأورد علي من شيعتي وأنصاري من تقر بهم العين، ويشد بهم الازر، واجعلهم في حرزك وأمنك، برحمتك يا أرحم الراحمين " * ] *
*: مهج الدعوات: ص 302 - حجاب مولانا صاحب الزمان (عليه السلام): -
*: البحار: ج 94، ص 378، ب 52، ح 1 - عن مهج الدعوات .
* * *
[ 1429 " أللهم صل على محمد سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وحجة رب العالمين، المنتجب في الميثاق، المصطفى في الظلال، المطهر من كل آفة، البرئ من كل عيب، المؤمل للنجاة، المرتجى للشفاعة، المفوض إليه في دين الله .
===============
(471)
وصل على أمير المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين، وقائد الغر المحجلين، وسيد المؤمنين . وصل على الحسن بن علي، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين . وصل على الحسين بن علي، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين . وصل على علي بن الحسين، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين . وصل على محمد بن علي، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين . وصل على جعفر بن محمد، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين . وصل على موسى بن جعفر، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين . وصل على علي بن موسى، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين . وصل على محمد بن علي، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين . وصل على علي بن محمد، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين . وصلى على الحسن بن علي، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين . وصل على الخلف الهادي المهدي، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين . . . وصل على وليك المحيي سنتك، القائم بأمرك، الداعي إليك، الدليل عليك، حجتك وخليفتك في أرضك، وشاهدك على عبادك . أللهم أعزز نصره، ومد في عمره، وزين الارض بطول بقائه .
===============
(472)
أللهم اكفه بغي الحاسدين، وأعذه من شر الكائدين، وادحر عنه إرادة الظالمين، وخلصه من أيدى الجبارين . أللهم أره في ذريته وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه وتسر به نفسه وبلغه أفضل أمله في الدنيا والآخرة، إنك على كل شئ قدير . أللهم جدد به ما امتحى من دينك وأوحي ( وأحي ) به ما بدل من كتابك، وأظهر به ما غير من حكمك حتى يعود دينك به وعلى يديه غضا جديدا خالصا محضا لا شك فيه ولا شبهة معه ولا باطل عنده ولا بدعة لديه . أللهم نور بنوره كل ظلمة، وهد بركنه كل بدعة، واهدم بقوته كل ضلال، واقصم به كل جبار، واخمد بسيفه كل نار، وأهلك بعدله كل جائر، وأجر حكمه على كل حكم، وأذل بسلطانه كل سلطان . أللهم أذل من ناواه وأهلك من عاداه وامكر بمن كاده واستأصل من جحد حقه واستهزأ بأمره وسعى في إطفاء نوره وأراد إخماد ذكره . . " * ] *
*: كتاب الشفاء والجلاء - على ما في سند جمال الاسبوع .
*: دلائل الامامة: ص 300، قال: نقلت هذا الخبر من أصل بخط شيخنا أبي عبد الله الحسين الغضائري رحمه الله، قال حدثني أبو الحسن علي بن عبد الله القاشاني قال: حدثنا الحسين بن محمد سنة ثمان وثمانين ومائتين بقاشان بعد منصرفه من اصفهان قال: حدثني يعقوب بن يوسف بأصفهان قال: حججت سنة إحدى وثمانين ومائتين وكنت مع قوم مخالفين، فلما دخلنا مكة تقدم بعضهم فاكترى لنا في زقاق من سوق الليل في دار خديجة تسمى دار الرضا، وفيها عجوز سمراء فسألتها لما وقفت أنها دار الرضا: ما تكونين من أصحاب هذه الدار ولم سميت دار الرضا؟ فقالت أنا من مواليهم . وهذه دار الرضا علي بن موسى وأسكننيها الحسن بن علي فإني كنت خادمة له، فلما سمعت بذلك أنست بها وأسررت الامر عن رفقائي، وكنت إذا انصرفت من الطواف بالليل أنام مع رفقائي في زقاق الدار ونغلق الباب ونرمي خلف الباب حجرا كبيرا، فرأيت غير ليلة ضوء السراج في الزقاق الذي كنا فيه شبيها بضوء المشعل ورأيت ( الباب ) قد فتح، ولم أر أحدا فتحه من أهل الدار، ورأيت رجلا ربعة أسمر يميل إلى الصفرة في وجهه سجادة، عليه قميصان وازار رقيق قد تقنع به، وفي رجله نعل طاق ( وخبرني أنه راه في غير صورة واحدة ) فصعد إلى الغرفة التي في الدار حيث كانت العجوز تسكن،
===============
(473)
وكانت تقول لنا إن لنا في الغرفة بنتا ولا تدع أحدا يصعد إلى الغرفة، فكنت أرى الضوء الذي رأيت قبل في الزقاق على الدرجة عند صعود الرجل في الغرفة التي يصعدها من غير أن أرى السراج بعينه، وكان الذين معي يرون مثل ما أرى فتوهموا أن يكون هذا الرجل يختلف إلى بنت هذه العجوز، وأن يكون قد تمتع بها فقالوا هؤلاء علوية يرون هذا وهو حرام لا يحل، وكنا نراه يدخل ويخرج، ونجئ إلى الباب وإذا الحجر على حالته التي تركناه عليها، وكنا نتعهد الباب خوفا على متاعنا، وكنا لا نرى أحدا يفتحه ولا يغلقه والرجل يدخل ويخرج والحجر خلف الباب، إلى أن حان وقت خروجنا فلما رأيت هذه الاسباب ضرب على قلبي ووقعت الهيبة فيه، فتلطفت للمرأة وقلت أحب أن أقف على خبر الرجل فقلت لها: يا فلانة إني أحب أن أسألك وأفاوضك من غير حضور هؤلاء الذين معي فلا أقدر عليه، فأنا أحب إذا رأيتني وحدي في الدار أن تنزلي لاسألك عن شئ . فقالت لي مسرعة: وأنا أريد أن أسر إليك شيئا فلم يتهيأ ذلك من أجل أصحابك، فقلت: ما أردت أن تقولي: فقالت: يقول لك، ولم تذكر أحدا: لا تخاشن أصحابك وشركاءك ولا تلاحهم فإنهم أعداؤك ودارهم، فقلت لها من يقول؟ فقالت أنا أقربك، فلم أجسر لما كان دخل قلبي من الهيبة أن أرجعها . فقلت أي الاصحاب؟ وظننتها تعني رفقاي الذين كانوا معي فقالت: لا ولكن شركاءك الذين في بلدك وفي الدار معك، وكان قد جرى بيني وبين الذين عنت عنهم أشياء في الدين فشنعوا علي حتى هربت واستترت بذلك السبب، فوقفت على أنها إنما عنت أولئك، فقلت لها: ما تكونين من الرضا فقالت كنت خادمة للحسن بن علي، فلما قالت ذلك قلت لاسألنها عن الغائب فقلت بالله عليك رأيتيه بعينك؟ فقالت يا أخي إني لم أره بعيني فإني خرجت وأختي حبلى وأنا خالته، وبشرني الحسن بأني سوف أراه آخر عمري، وقال تكونين له كما أنت لي، وأنا اليوم منذ كذا وكذا سنة بمصر، وإنما قدمت الآن وكتابه ونفقته ووجهه بها إلي على يد رجل من أهل خراسان لا يفصح بالعربية، وهي ثلاثون دينارا وأمرني أن أحج سنتي هذه فخرجت رغبة في أن أراه فوقع في قلبي أن الرجل الذى كنت أراه يدخل ويخرج هو هو، فأخذت عشرة دراهم رضائية وكنت حملتها على أن ألقيها في مقام إبراهيم، فقد كنت نذرت ذلك ونويته في نفسي فأدفعها إلى قوم من ولد فاطمة أفضل مما ألقيها في مقام إبراهيم، وأعظم ثوابا، وقلت لها: ادفعي هذه الدراهم إلى من يستحقها من ولد فاطمة، وكان في نيتي أن الرجل الذي رأيته هو فإنما تدفعها إليه، فأخذت الدراهم وصعدت وبقيت ساعة ثم نزلت وقالت يقول لك: ليس لنا فيها حق فاجعلها في الموضع الذي نويت، ولكن هذه الرضائية خذ منا بدلها وألقها في الموضع الذي نويت، ففعلت ما أمرت به عن الرجل، ثم كانت معي نسخة توقيع خرج إلى القاسم بن العلا بأذربيجان فقلت لها: تعرضين هذه النسخة على إنسان قد رأى توقيعات الغائب وهو يعرفها فقالت ناولني فإني أعرفها، فأريتها النسخة وظننت أن المرأة تحسن أن تقرأ، فقالت: لا يمكن أقرأ في هذا المكان، فصعدت به إلى السطح ثم أنزلته قالت: صحيح، وفي التوقيع إني أبشركم ما سررت به . وقالت يقول لك إذا صليت على نبيك فكيف تصلي عليه؟ فقلت أقول: اللهم صل على
===============
(474)
محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد وارحم محمدا وآل محمد كأفضل ما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد . فقالت لا إذا صليت عليهم فصل عليهم كلهم وسمهم، فقلت نعم . فلما كان من الغد نزلت ومعها دفتر صغير قد نسخناه فقالت: يقول لك إذا صليت على نبيك فصل عليه وعلى أوصيائه على هذه النسخة، فأخذتها وكنت أعمل بها . ورأيته عدة ليال قد نزل من الغرفة وضوء السراج قائم وخرج، فكنت أفتح الباب وأخرج على أثر الضوء وأنا أراه أعني الضوء . ولا أرى أحدا حتى يدخل المسجد، وأرى جماعة من الرجال من بلدان كثيرة يأتون باب هذه الدار قوم عليهم ثياب رثة يدفعون إلى العجوز رقاعا معهم، ورأيت العجوز تدفع إليهم كذلك الرقاع وتكلمهم ويكلمونها ولا أفهم عنهم، ورأيت منهم جماعة في طريقنا حتى قدمنا بغداد، نسخة الدعاء: -
*: كتاب الشيخ أبي الحسن على بن محمد بن يوسف الحراني - على ما في البحار عن العتيق للغروي .
*: غيبة الطوسي: ص 165 - عنه ( أحمد بن علي الرازي )، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي قال: حدثني الحسين بن محمد بن عامر الاشعري القمي قال: حدثني يعقوب بن يوسف الضراب الغساني في منصرفه من أصفهان، قال: حججت: - كما في دلائل الامامة بتفاوت، وفيه " بسم الله الرحمن الرحيم أللهم . . وسيد الوصيين . . حجتك على خلقك وخليفتك . . أعطه في نفسه . . ما محي . . وأحي به ما بدل . . خالصا مخلصا . . بركنه . . اهدم بعزته كل ضلالة . . كل جبار . . لسلطانه . . كل من . . استهان بأمره " .
*: مصباح المتهجد: ص 363 - كما في غيبة الطوسي بتفاوت يسير وقال: دعاء آخر مروي عن صاحب الزمان (عليه السلام) خرج إلى أبي الحسن الضراب الاصفهاني .
*: الخرائج: ج 1 ص 461 ب 13 ح 6 - بعضه كما في دلائل الامامة، بتفاوت يسير .
*: جمال الاسبوع: ص 494 - عن جماعة باسنادهم إلى الشيخ الطوسي: -
*: العتيق للغروي - على ما في البحار .
*: الايقاظ من الهجعة: ص 394، ب 11 - بعضه، عن مصباح المتهجد .
*: إثبات الهداة: ج 3 ص 685 ب 32 ف 2 ح 96 - مضمونه عن غيبة الطوسي .
*: تبصرة الولي: ص 782 ح 57 - بعضه، عن غيبة الطوسي .
*: مدينة المعاجز: ص 608 ب 12 ح 69 - كما في دلائل الامامة، عن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري . * البحار: ج 52 ص 17 ب 18 ح 14 - عن غيبة الطوسي، ثم أشار إلى مثله في دلائل الامامة . وفي: ج 94 ص 78 ب 30 ح 2 - عن جمال الاسبوع، وأشار إلى مثله في الكتاب العتيق للغروي .
===============
(475)
*: العوالم: ج 15 / الجزء 3 ص 299 ب 13 ح 2 - بعضه، عن غيبة الطوسي .
*: مستدرك الوسائل: ج 16 ص 89 ب 8 ح 19242 - بعضه عن غيبة الطوسي، وأشار إلى مثله في بعض كتب القدماء .
*: الصحيفة المهدية: ص 53 - كما في مصباح المتهجد بتفاوت يسير .
* * *
[ 1430 - " بسم الله الرحمن الرحيم، أنت الله الذي لا إله إلا أنت، مبدئ الخلق ومعيدهم، وأنت الله الذي لا إله إلا أنت، مدبر الامور، وباعث من في القبور، وأنت الله الذي لا إله إلا أنت القابض الباسط، وأنت الله الذي لا إله إلا أنت وارث الارض ومن عليها، أسئلك باسمك الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وأسئلك بحق محمد وأهل بيته، وبحقهم الذي أوجبته على نفسك، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تقضي لي الحاجة الساعة الساعة، يا سيداه، يا مولاه، يا غياثاه، أسئلك بكل إسم سميت به نفسك، واستأثرت به في علم الغيب عندك، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تعجل خلاصنا من هذه الشدة، يا مقلب القلوب والابصار، يا سميع الدعاء، إنك على كل شئ قدير، برحمتك يا أرحم الراحمين " * ] *
*: الكلم الطيب - على ما في منتخب الاثر .
*: منتخب الاثر: ص 521 ف 10 ب 7 ح 5 - عن الكلم الطيب، وقال: هذا دعاء عظيم عن صاحب الامر لمن ضاع له شئ، أو كانت له حاجة، فليكثر الداعي من قراءته عند طلب مهماته، وهو: - .
* * *
[ 1431 - " رب من ذا الذي دعاك فلم تجبه، ومن ذا الذي سألك فلم تعطه، ومن ذا الذي ناجاك فخيبته، أو تقرب إليك فأبعدته . رب هذا فرعون ذو الاوتاد مع عناده وكفره وعتوه، وادعائه الربوبية لنفسه، وعلمك بأنه لا يتوب، ولا يرجع ولا يؤوب، ولا يؤمن ولا يخشع، استجبت له دعاءه وأعطيته سؤله، كرما منك وجودا، وقلة مقدار لما سألك عندك، مع عظمه عنده، أخذا
===============
(476)
بحجتك عليه وتأكيدا لها حين فجر وكفر، واستطال على قومه وتجبر، وبكفره عليهم افتخر، وبظلمه لنفسه تكبر، وبحلمك عنه استكبر، فكتب وحكم على نفسه جرأة منه: أن جزاء مثله أن يغرق في البحر، فجزيته بما حكم به على نفسه . إلهي وأنا عبدك ابن عبدك وابن أمتك معترف لك بالعبودية، مقر بأنك أنت الله خالقي، لا إله لي غيرك ولا رب لي سواك، موقن بأنك أنت الله ربي وإليك مردي، وإيابي، عالم بأنك على كل شئ قدير تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد، لا معقب لحكمك ولا راد لقضائك، وأنك الاول والآخر والظاهر والباطن، لم تكن من شئ ولم تبن عن شئ، كنت قبل كل شئ وأنت الكائن بعد كل شئ، والمكون لكل شئ، خلقت كل شئ بتقدير وأنت السميع البصير . وأشهد أنك كذلك كنت وتكون، وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم، ولا توصف بالاوهام، ولا تدرك بالحواس، ولا تقاس بالمقياس، ولا تشبه بالناس، وأن الخلق كلهم عبيدك وإماؤك، أنت الرب ونحن المربوبون، وأنت الخالق ونحن المخلوقون، وأنت الرازق ونحن المرزوقون، فلك الحمد يا إلهي إذ خلقتني بشرا سويا وجعلتني غنيا مكفيا، بعد ما كنت طفلا صبيا، تقوتني من الثدي لبنا مريا، وغذيتني غذاءا طيبا هنيا، وجعلتني ذكرا مثالا سويا، فلك الحمد حمدا إن عد لم يحص، وإن وضع لم يتسع له شئ، حمدا يفوق على جميع حمد الحامدين، ويعلو على حمد كل شئ، ويفخم ويعظم على ذلك كله، وكلما حمد الله شئ، والحمد لله كما يحب الله أن يحمد، والحمد لله عدد ما خلق، وزنة ما خلق، وزنة أجل ما خلق، وبوزن أخف ما خلق، وبعدد أصغر ما خلق والحمد لله حتى يرضى ربنا وبعد الرضا، وأسأله أن يصلي على محمد وآل محمد، وأن يغفر لي ذنبي، وأن يحمد لي أمري، ويتوب علي إنه هو التواب الرحيم . إلهي وإني أنا أدعوك وأسألك باسمك الذي دعاك به صفوتك أبونا آدم (عليه السلام)، وهو مسئ ظالم، حين أصاب الخطيئة، فغفرت له خطيئته، وتبت عليه، واستجبت له دعوته، وكنت منه قريبا يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تغفر لي خطيئتي، وترضى عني، فإن لم ترض عني
===============
(477)
فاعف عني، فإني مسئ ظالم خاطئ عاص، وقد يعفو السيد عن عبده وليس براض عنه، وأن ترضي عني خلقك، وتميط عني حقك . إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به إدريس (عليه السلام)، فجعلته صديقا نبيا، ورفعته مكانا عليا، واستجبت دعائه، وكنت منه قريبا يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل مآبي إلى جنتك ومحلي في رحمتك، وتسكنني فيها بعفوك، وتزوجني من حورها بقدرتك يا قدير . إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به نوح إذ نادى ربه أني مغلوب فانتصر . ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر، وفجرنا الارض عيونا، فالتقى الماء على أمر قد قدر، ونجيته على ذات الالواح ودسر، فاستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تنجيني من ظلم من يريد ظلمي، وتكف عني بأس من يريد هضمي، وتكفيني شر كل سلطان جائر، وعدو قاهر، ومستخف قادر، وجبار عنيد، وكل شيطان مريد، وإنسي شديد، وكيد كل مكيد، يا حليم يا ودود . إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك صالح (عليه السلام)، فنجيته من الخسف، وأعليته على عدوه، واستجبت دعاءه، وكنت منه قريبا يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تخلصني من شر ما يريدني أعدائي به . وسعى بي حسادي، وتكفينيهم بكفايتك، وتتولاني بولايتك، وتهدي قلبي بهداك، وتؤيدني بتقواك، وتبصرني ( وتنصرني ) بما فيه رضاك، وتغنيني بغناك يا حليم . إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك وخليلك إبراهيم (عليه السلام)، حين أراد نمرود إلقاءه في النار، فجعلت له النار بردا وسلاما، واستجبت له دعاءه، وكنت منه قريبا يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تبرد عني حر نارك، وتطفئ عني لهبها، وتكفيني حرها، وتجعل ثائرة أعدائي في شعارهم ودثارهم، وترد كيدهم في نحورهم، وتبارك لي فيما أعطيتنيه، كما باركت عليه وعلى آله، إنك أنت الوهاب الحميد المجيد . إلهي وأسألك بالاسم الذي دعاك به إسماعيل (عليه السلام)، فجعلته نبيا
===============
(478)
ورسولا، وجعلت له حرمك منسكا ومسكنا ومأوى، واستجبت له دعاءه ونجيته من الذبح، وقربته رحمة منك وكنت منه قريبا يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تفسح لي في قبري، وتحط عنى وزري، وتشد لي أزري، وتغفر لي ذنبي، وترزقني التوبة، بحط السيئات، وتضاعف الحسنات، وكشف البليات، وربح التجارات، ودفع معرة السعايات، إنك مجيب الدعوات . ومنزل البركات، وقاضي الحاجات، ومعطي الخيرات . وجبار السماوات . إلهي وأسألك بما سألك به ابن خليلك، إسماعيل (عليه السلام)، الذي نجيته من الذبح، وفديته بذبح عظيم، وقلبت له المشقص، حتى ناجاك موقنا بذبحه، راضيا بأمر والده . فاستجبت له دعاءه، وكنت منه قريبا يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تنجيني من كل سوء وبلية، وتصرف عني كل ظلمة وخيمة . وتكفيني ما أهمني من أمور دنياي وآخرتي، وما أحاذره وأخشاه ومن شر خلقك أجمعين، بحق آل ياسين . إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به لوط (عليه السلام) فنجيته وأهله من الخسف والهدم والمثلات والشدة والجهد وأخرجته وأهله من الكرب العظيم واستجبت له دعاءه، وكنت منه قريبا يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تأذن لي بجمع ما شتت من شملي، وتقر عيني بولدي، وأهلي ومالي، وتصلح لي أموري، وتبارك لي في جميع أحوالي، وتبلغني في نفسي آمالي، وأن تجيرني من النار، وتكفيني شر الاشرار، بالمصطفين الاخيار، الائمة الابرار ونور الانوار، محمد وآله الطيبين الطاهرين الاخيار، الائمة المهديين، والصفوة المنتجبين، صلوات الله عليهم أجمعين، وترزقني مجالستهم، وتمن علي بمرافقتهم، وتوفق لي صحبتهم، مع أنبيائك المرسلين، وملائكتك المقربين، وعبادك الصالحين، وأهل طاعتك أجمعين، وحملة عرشك والكروبيين . إلهي وأسألك باسمك الذي سألك به يعقوب، وقد كف بصره وشتت شمله ( جمعه ) وفقد قرة عينه ابنه، فاستجبت له دعاءه، وجمعت شمله، وأقررت عينه وكشفت ضره، وكنت منه قريبا يا قريب، أن تصلي على محمد وآل
===============
(479)
محمد، وأن تأذن لي بجمع ما تبدد من أمري . وتقر عيني بولدي وأهلي ومالي، وتصلح شأني كله، وتبارك لي في جميع أحوالي، وتبلغني في نفسي وآمالي، وتصلح لي أفعالي وتمن علي يا كريم، يا ذا المعالي، وبرحمتك يا أرحم الراحمين . إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك يوسف (عليه السلام) فاستجبت له، ونجيته من غيابت الجب، وكشفت ضره، وكفيته كيد إخوته، وجعلته بعد العبودية ملكا . واستجبت دعاءه، وكنت منه قريبا يا قريب . أن تصلي على محمد وآل محمد . وأن تدفع عني كيد كل كائد وشر كل حاسد، إنك على كل شئ قدير . إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك موسى بن عمران . إذ قلت تباركت وتعاليت: وناديناه من جانب الطور الايمن . وقربناه نجيا . وضربت له طريقا في البحر يبسا، ونجيته ومن معه من بني إسرائيل، وأغرقت فرعون وهامان وجنودهما، واستجبت له دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تعيذني من شر خلقك، وتقربني من عفوك، وتنشر علي من فضلك، ما تغنيني به عن جميع خلقك، ويكون لي بلاغا أنال به مغفرتك، ورضوانك، يا وليي وولي المؤمنين . إلهي وأسألك بالاسم الذي دعاك به عبدك ونبيك داود فاستجبت له دعاءه وسخرت له الجبال، يسبحن معه بالعشي والابكار، والطير محشورة كل له أواب، وشددت ملكه وآتيته الحكمة وفصل الخطاب، وألنت له الحديد، وعلمته صنعة لبوس لهم، وغفرت ذنبه وكنت منه قريبا يا قريب، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تسخر لي جميع أموري، وتسهل لي تقديري، وترزقني مغفرتك وعبادتك، وتدفع عني ظلم الظالمين، وكيد الكائدين، ومكر الماكرين، وسطوات الفراعنة الجبارين الحاسدين، يا أمان الخائفين، وجار المستجيرين، وثقة الواثقين، وذريعة المؤمنين، ورجاء المتوكلين، ومعتمد الصالحين، يا أرحم الراحمين . إلهي وأسألك اللهم بالاسم الذي سألك به عبدك ونبيك سليمان بن داود (عليهما السلام)، إذ قال: رب اغفر لى وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من
===============
(480)
بعدي، إنك أنت الوهاب، فاستجبت له دعاءه . وأطعت له الخلق، وحملته على الريح، وعلمته منطق الطير، وسخرت له الشياطين، من كل بناء وغواص، وآخرين مقرنين في الاصفاد، هذا عطاؤك لا عطاء غيرك، وكنت منه قريبا يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تهدي لي قلبي وتجمع لي لبي، وتكفيني همي، وتؤمن خوفي، وتفك أسري، وتشد أزري، وتمهلني، وتنفسني، وتستجيب دعائي، وتسمع ندائي، ولا تجعل في النار مأواي، ولا الدنيا أكبر همي، وأن توسع على رزقي، وتحسن خلقي، وتعتق رقبتي من النار، فإنك سيدي ومولاي، ومؤملي . إلهي وأسألك اللهم باسمك الذي دعاك به أيوب لما حل به البلاء بعد الصحة، ونزل السقم منه منزل العافية، والضيق بعد السعة والقدرة، فكشفت ضره، ورددت عليه أهله، ومثلهم معهم، حين ناداك داعيا لك، راغبا إليك، راجيا لفضلك، شاكيا إليك: رب اني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فاستجبت له دعاءه، وكشفت ضره، وكنت منه قريبا يا قريب . أن تصلي علي محمد وآل محمد، وأن تكشف ضري، وتعافيني في نفسي وأهلي ومالي وولدي، وإخواني فيك، عافية باقية شافية كافية وافرة هادية نامية مستغنية عن الاطباء والادوية، وتجعلها شعاري ودثاري، وتمتعني بسمعي وبصري، وتجعلهما الوارثين مني . إنك على كل شئ قدير . إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به يونس بن متى في بطن الحوت . حين ناداك في ظلمات ثلاث: أن لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين، وأنت أرحم الراحمين، فاستجبت له دعاءه، وأنبت عليه شجرة من يقطين، وأرسلته إلى مائة ألف أو يزيدون، وكنت منه قريبا يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد . وأن تستجيب دعائي وتداركني بعفوك، فقد غرقت في بحر الظلم لنفسي، وركبتني مظالم كثيرة لخلقك علي، صل على محمد وآل محمد، واسترني منهم، وأعتقني من النار . واجعلني من عتقائك وطلقائك من النار، في مقامي هذا، بمنك يا منان . إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك عيسى بن مريم (عليهما السلام)، إذ أيدته بروح القدس، وأنطقته في المهد، فأحيا به
===============
(481)
الموتى وأبرأ به الاكمه والابرص بإذنك، وخلق من الطين كهيئة الطير، فصار طائرا بإذنك، وكنت منه قريبا يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تفرغني لما خلقت له، ولا تشغلني بما قد تكلفته لي، وتجعلني من عبادك وزهادك في الدنيا، وممن خلقته للعافية، وهنأته بها، مع كرامتك يا كريم، يا علي يا عظيم . إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به آصف بن برخيا، على عرش ملكة سبأ، فكان أقل من لحظة الطرف حتى كان مصورا بين يديه، فلما رأته قيل: أهكذا عرشك؟ قالت: كأنه هو، فاستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وتكفر عني سيئاتي، وتقبل مني حسناتي، وتقبل توبتي، وتتوب علي، وتغني فقري، وتجبر كسري، وتحيي فؤادي بذكرك، وتحييني في عافية، وتميتني في عافية . إلهي وأسألك بالاسم الذى دعاك به عبدك ونبيك زكريا (عليه السلام)، حين سألك داعيا لك، راغبا إليك، راجيا لفضلك، فقام في المحراب ينادي نداءا خفيا، فقال: رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب، واجعله رب رضيا، فوهبت له يحيى، واستجبت له دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تبقي لي أولادي، وأن تمتعني بهم، وتجعلني وإياهم مؤمنين لك، راغبين في ثوابك، خائفين من عقابك، راجين لما عندك، آيسين مما عند غيرك، حتى تحيينا حياة طيبة، وتميتنا ميتة طيبة، إنك فعال لما تريد . إلهي وأسألك بالاسم الذي سألتك به امرأة فرعون، إذ قالت: رب ابن لي بيتا عندك في الجنة، ونجني من فرعون وعمله، ونجني من القوم الظالمين، فاستجبت لها دعاءها وكنت منها قريبا يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تقر عيني بالنظر إلى جنتك، ووجهك الكريم، وأوليائك، وتفرحني بمحمد وآله، وتؤنسني به وبآله، وبمصاحبتهم، ومرافقتهم، وتمكن لي فيها، وتنجيني من النار، وما أعد لاهلها، من السلاسل والاغلال، والشدائد والانكال، وأنواع العذاب، بعفوك يا كريم .
===============
(482)
إلهي وأسألك باسمك الذي دعتك به عبدتك وصديقتك، مريم البتول، وأم المسيح الرسول (عليهما السلام)، إذ قلت: ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها، فنفخنا فيه من روحنا، وصدقت بكلمات ربها وكتبه، وكانت من القانتين، فاستجبت لها دعاءها، وكنت منها قريبا يا قريب . أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تحصنني، بحصنك الحصين، وتحجبني بحجابك المنيع، وتحرزني بحرزك الوثيق، وتكفيني بكفايتك الكافية، من شر كل طاغ، وظلم كل باغ، ومكر كل ماكر، وغدر كل غادر، وسحر كل ساحر، وجور كل سلطان جائر، بمنعك يا منيع . إلهي وأسألك بالاسم الذي دعاك به عبدك ونبيك وصفيك وخيرتك من خلقك، وأمينك على وحيك، وبعيثك إلى بريتك، ورسولك إلى خلقك، محمد خاصتك وخالصتك، صلى الله عليه وآله، فاستجبت دعاءه، وأيدته بجنود لم يروها، وجعلت كلمتك العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، وكنت منه قريبا يا قريب، أن تصلي على محمد وآل محمد،
صلاة زاكية، طيبة نامية باقية مباركة، كما صليت على أبيهم إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك عليهم كما باركت عليهم، وسلم عليهم كما سلمت عليهم، وزدهم فوق ذلك كله زيادة من عندك، واخلطني بهم، واجعلني منهم، واحشرني معهم، وفي زمرتهم، حتى تسقيني من حوضهم، وتدخلني في جملتهم، وتجمعني وإياهم، وتقر عيني بهم، وتعطيني سؤلي، وتبلغني آمالي في ديني ودنياي وآخرتي، ومحياي ومماتي، وتبلغهم سلامي، وترد علي منهم السلام، و(عليهم السلام) ورحمة الله وبركاته . إلهي أنت الذي تنادي في أنصاف كل ليلة: هل من سائل فأعطيه؟ أم هل من داع فأجيبه؟ أم هل من مستغفر فأغفر له؟ أم هل من راج فأبلغه رجاه؟ أم هل من مؤمل فأبلغه أمله؟ ها أنا سائلك بفنائك ومسكينك ببابك، وضعيفك ببابك، وفقيرك ببابك، ومؤملك بفنائك، أسألك نائلك، وأرجو رحمتك، وأؤمل عفوك، وألتمس غفرانك . فصل على محمد وآل محمد، وأعطني سؤلي، وبلغني أملي، واجبر فقري، وارحم عصياني، واعف عن ذنوبي، وفك رقبتي من المظالم لعبادك ( التي ) ركبتني، وقو ضعفي وأعز
===============
(483)
مسكنتي، وثبت وطأتي، واغفر جرمي، وأنعم بالي، وأكثر من الحلال مالي، وخر لي في جميع أموري وأفعالي، ورضني بها، وارحمني ووالدي وما ولدا، من المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الاحياء منهم والاموات، إنك سميع الدعوات، وألهمني من برهما ما أستحق به ثوابك والجنة، وتقبل حسناتهما، واغفر سيئاتهما، واجزهما بأحسن ما فعلا بي ثوابك والجنة . إلهي وقد علمت يقينا أنك لا تأمر بالظلم ولا ترضاه، ولا تميل إليه ولا تهواه، ولا تحبه ولا تغشاه . وتعلم ما فيه هؤلاء القوم من ظلم عبادك، وبغيهم علينا، وتعديهم بغير حق ولا معروف، بل ظلما وعدوانا، وزورا وبهتانا، فإن كنت جعلت لهم مدة لا بد من بلوغها . أو كتبت لهم آجالا ينالونها، فقد قلت - وقولك الحق ووعدك الصدق -: * ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) * فأنا أسألك بكل ما سألك به أنبيائك المرسلون ورسلك، وأسألك بما سألك به عبادك الصالحون، وملائكتك المقربون، أن تمحو من أم الكتاب ذلك، وتكتب لهم الاضمحلال والمحق . حتى تقرب آجالهم . وتقضي مدتهم . وتذهب أيامهم، وتبتر أعمارهم . وتهلك فجارهم، وتسلط بعضهم على بعض، حتى لا تبقي منهم أحدا، ولا تنجي منهم أحدا، وتفرق جموعهم، وتكل سلاحهم . وتبدد شملهم، وتقطع آجالهم، وتقصر أعمارهم . وتزلزل أقدامهم، وتطهر بلادك منهم، وتظهر عبادك عليهم، فقد غيروا سنتك، ونقضوا عهدك، وهتكوا حريمك، وأتوا على ما نهيتهم عنه، وعتو عتوا كبيرا كبيرا، وضلوا ضلالا بعيدا، فصل على محمد وآل محمد، وأذن لجمعهم بالشتات، ولحيهم بالممات، ولازواجهم بالنهبات، وخلص عبادك من ظلمهم، واقبض أيديهم عن هضمهم، وطهر أرضك منهم، وأذن بحصد نباتهم، واستيصال شأفتهم، وشتات شملهم، وهدم بنيانهم، يا ذا الجلال والاكرام، وأسألك يا إلهي وإله كل شئ، وربي ورب كل شئ، وأدعوك بما دعاك به عبداك ورسولاك ونبياك وصفياك موسى وهارون (عليهما السلام)، حين قالا - داعيين لك راجيين لفضلك: - * ( ربنا إنك آتيت فرعون وملاه زينة وأموالا في الحياة
===============
(484)
الدنيا، ربنا ليضلوا عن سبيلك، ربنا اطمس على أموالهم، واشدد على قلوبهم، فلا يؤمنون حتى يروا العذاب الاليم ) * فمننت وأنعمت عليهما بالاجابة لهما . إلى أن قرعت سمعهما بأمرك، فقلت - أللهم رب -: * ( قد أجيبت دعوتكما فاستقيما، ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون ) * أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تطمس على أموال هؤلاء الظلمة، وأن تشدد على قلوبهم، وأن تخسف بهم برك، وأن تغرقهم في بحرك، فإن السماوات والارض وما فيهما لك، وأر الخلق قدرتك فيهم، وبطشتك عليهم، فافعل ذلك بهم، وعجل لهم ذلك، يا خير من سئل، وخير من دعي، وخير من تذلل له الوجوه، ورفعت إليه الايدي، ودعي بالالسن، وشخصت إليه الابصار، وأمت إليه القلوب، ونقلت إليه الاقدام، وتحوكم إليه في الاعمال، إلهي: وأنا عبدك، أسألك من أسمائك بأبهاها، وكل أسمائك بهي . بل أسألك بأسمائك كلها، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تركسهم على أم رؤوسهم، في زينتهم، وترديهم في مهوى حفرتهم، وارمهم بحجرهم، وذكهم بمشاقصهم، واكببهم على مناخرهم، واخنقهم بوترهم، واردد كيدهم في نحورهم، وأوبقهم بندامتهم، حتى يستخذلوا ويتضاءلوا، بعد نخوتهم، وينقمعوا بعد استطالتهم، أذلاء مأسورين في ربق حبائلهم التي كانوا يؤملون أن يرونا فيها، وترينا قدرتك فيهم، وسلطانك عليهم، وتأخذهم أخذ القرى وهي ظالمة، إن أخذك الاليم الشديد، وتأخذهم - يا رب - أخذ عزيز مقتدر، فإنك عزيز مقتدر شديد العقاب، شديد المحال . أللهم صل على محمد وآل محمد . وعجل إيرادهم عذابك، الذي أعددته للظالمين من أمثالهم، والطاغين من نظرائهم، وارفع حلمك عنهم، وأحلل عليهم غضبك، الذي لا يقوم له شئ وأمر في تعجيل ذلك عليهم، بأمرك الذي لا يرد ولا يؤخر، فإنك شاهد كل نجوى، وعالم كل فحوى، ولا تخفى عليك من أعمالهم خافية، ولا تذهب عنك من أعمالهم خائنة، وأنت علام الغيوب، عالم بما في الضمائر والقلوب، وأسألك اللهم وأناديك بما ناداك به - سيدي - وسألك به نوح، إذ قلت - تباركت وتعاليت -: * ( ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون ) *
===============
(485)
أجل - أللهم يا رب - أنت نعم المجيب، ونعم المدعو، ونعم المسؤول، ونعم المعطي، أنت الذي لا تخيب سائلك، ولا ترد راجيك، ولا تطرد الملح عن بابك، ولا ترد دعاء سائلك، ولا تمل دعاء من أملك، ولا تتبرم بكثرة حوائجهم إليك، ولا بقضائها لهم، فإن قضاء حوائج جميع خلقك إليك في أسرع لحظ من لمح الطرف، وأخف عليك وأهون عندك من جناح بعوضة، وحاجتي - يا سيدي ومولاي، ومعتمدي ورجائي - أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تغفر لي ذنبي، فقد جئتك ثقيل الظهر، بعظيم ما بارزتك به من سيئاتي، وركبني من مظالم عبادك، ما لا يكفيني ولا يخلصني منها غيرك، ولا يقدر عليه ولا يملكه سواك، فامح - يا سيدي - كثرة سيئاتي بيسير عبراتي، بل بقساوة قلبي، وجمود عيني، بل برحمتك التي وسعت كل شئ، وأنا شئ، فلتسعني رحمتك، يا رحمان يا رحيم، يا أرحم الراحمين، لا تمتحني في هذه الدنيا بشئ من المحن، ولا تسلط علي من لا يرحمني، ولا تهلكني بذنوبي، وعجل خلاصي من كل مكروه، وادفع عني كل ظلم، ولا تهتك ستري، ولا تفضحني يوم جمعك الخلائق للحساب، يا جزيل العطاء والثواب، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تحييني حياة السعداء، وتميتني ميتة الشهداء، وتقبلني قبول الاوداء، وتحفظني في هذه الدنيا الدنية، من شر سلاطينها، وفجارها، وشرارها، ومحبيها، والعاملين لها وما فيها، وقني شر طغاتها، وحسادها، وباغي الشرك فيها، حتى تكفيني مكر المكرة، وتفقأ عني أعين الكفرة، وتفحم عني ألسن الفجرة، وتقبض لي على أيدي الظلمة، وتوهن عني كيدهم، وتميتهم بغيظهم، وتشغلهم بأسماعهم، وأبصارهم، وأفئدتهم، وتجعلني من ذلك كله في أمنك، وأمانك، وحرزك، وسلطانك، وحجابك، وكنفك، وعياذك، وجارك، ومن جار السوء، وجليس السوء، إنك على كل شئ قدير . إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولي الصالحين . أللهم بك أعوذ . وبك ألوذ . ولك أعبد، وإياك أرجو، وبك أستعين، وبك أستكفي . وبك أستغيث، وبك أستنقذ، ومنك أسأل، أن تصلي على محمد وآل محمد، ولا تردني إلا بذنب مغفور، وسعي
===============
(486)
مشكور، وتجارة لن تبور، وأن تفعل بي ما أنت أهله، ولا تفعل بي ما أنا أهله، فإنك أهل التقوى، وأهل المغفرة، وأهل الفضل والرحمة . إلهي وقد أطلت دعائي، وأكثرت خطابي . وضيق صدري حداني على ذلك كله، وحملني عليه علما مني بأنه يجزيك منه قدر الملح في العجين، بل يكفيك عزم إرادة، وأن يقول العبد بنية صادقة ولسان صادق: يا رب، فتكون عند ظن عبدك بك، وقد ناجاك بعزم الارادة قلبي، فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تقرن دعائي بالاجابة منك، وتبلغني ما أملته فيك، منة منك وطولا، وقوة وحولا، لا تقيمني من مقامي هذا إلا بقضاء جميع ما سألتك، فإنه عليك يسير، وخطره عندي جليل كثير، وأنت عليه قدير، يا سميع يا بصير، إلهي: وهذا مقام العائذ بك من النار، والهارب منك إليك، من ذنوب تهجمته، وعيوب فضحته، فصل على محمد وآل محمد، وانظر إلي نظرة رحيمة أفوز بها إلى جنتك، واعطف علي عطفة، أنجو بها من عقابك، فإن الجنة والنار لك، وبيدك، ومفاتيحهما ومغاليقهما إليك، وأنت على ذلك قادر، وهو عليك هين يسير، فافعل بي ما سألتك يا قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى، ونعم النصير، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين " * ] *
*: الكتاب العتيق للغروي: على ما في البحار .
*: مهج الدعوات: ص 278 - وجدت في مجلد عتيق ذكر كاتبه أن اسمه الحسين بن علي بن هند وأنه كتب في شوال سنة ست وتسعين وثلثمأة دعاء العلوي المصري مما هذا لفظه وإسناده دعاء علمه سيدنا المؤمل صلوات الله عليه رجلا من شيعته وأهله في المنام وكان مظلوما ففرج الله عنه وقتل عدوه حدثني أبو علي أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحق بن جعفر بن محمد العلوي العريضي بحران قال حدثني محمد بن علي العلوي الحسيني وكان يسكن بمصر قال دهمني أمر عظيم وهم شديد من قبل صاحب مصر فخشيته على نفسي وكان قد سعى بي إلى أحمد بن طولون فخرجت من مصر حاجا وصرت من الحجاز إلى العراق فقصدت مشهد مولاي أبي عبد الله الحسين بن علي صلوات الله عليهما عائذا به ولائذا بقبره ومستجيرا به من سطوة من كنت أخافه فأقمت بالحائر خمسة عشر يوما أدعو واتضرع ليلي ونهاري فترائى لي قائم الزمان
===============
(487)
وولي الرحمن وأنا بين النائم واليقظان فقال لي يقول لك الحسين يا بني خفت فلانا فقلت نعم اراد هلاكي فلجأت إلى سيدي (عليه السلام) أشكو إليه عظيم ما أراد بي فقال هلا دعوت الله ربك ورب آبائك بالادعية التي دعا بها ما سلف من الانبياء (عليهم السلام) فقد كانوا في شدة فكشف الله عنهم ذلك قلت وماذا أدعوه فقال إذا كان ليلة الجمعة فاغتسل وصل صلوة الليل فإذا سجدت سجدة الشكر دعوت بهذا الدعاء وأنت بارك على ركبتيك فذكر لي دعاء قال ورأيته في مثل ذلك الوقت يأتيني وأنا بين النائم واليقظان قال وكان يأتيني خمس ليال متواليات يكرر علي هذا القول والدعاء حتى حفظته وانقطع عني مجيئه ليلة الجمعة فاغتسلت وغيرت ثيابي وتطيبت وصليت صلوة الليل وسجدت سجدة الشكر وجثوت على ركبتي ودعوت الله جل وتعالى بهذا الدعاء فأتاني ليلة السبت (عليه السلام) فقال لي قد أجيبت دعوتك يا محمد وقتل عدوك عند فراغك من الدعاء عند من وشى بك إليه قال فلما أصبحت ودعت سيدي وخرجت متوجها إلى مصر فلما بلغت الاردن وأنا متوجه إلى مصر رأيت رجلا من جيراني بمصر وكان مؤمنا فحدثني أن خصمك قبض عليه أحمد بن طولون فأمر به فأصبح مذبوحا من قفاه قال وذلك في ليلة الجمعة وأمر به فطرح في النيل وكان ذلك فيما أخبرني جماعة من أهلنا واخواننا الشيعة أن ذلك كان فيما بلغهم عند فراغي من الدعاء كما أخبرني مولاي صلوات الله عليه قلت أنا ثم نذكر الدعاء وفيه زيادة ونقصان عما نذكره من الرواية الاخرى ذكر ما نختاره من الدعاء لمولانا المهدي وعنه صلوات الله عليه برواية أخرى فمن ذلك الدعاء المعروف بدعاء العلوي المصري لكل شديدة وعظيمة أخبر أبو الحسن علي بن حماد المصري قال أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد العلوي قال حدثني محمد بن علي العلوي الحسيني المصري قال أصابني غم شديد ودهمني أمر عظيم من قبل رجل من أهل بلدي من ملوكه فخشيته خشية لم أر لنفسي منها مخلصا فقصدت مشهد ساداتي وآبائي صلوات الله عليهم بالحاير لائذا بهم وعائذا بقبورهم ومستجيرا من عظيم سطوة من كنت أخافه وأقمت بها خمسة عشر يوما أدعو واتضرع ليلا ونهارا فترائي لي قائم الزمان وولي الرحمن عليه وعلى آبائه أفضل التحية والسلام فأتاني وأنا بين النائم واليقظان فقال يا بني خفت فلانا فقلت نعم أرادني بكيت وكيت فالتجأت إلى ساداتي (عليهم السلام) أشكو إليهم ليخلصوني منه فقال لي هلا دعوت الله ربك ورب آبائك بالادعية التي دعا بها أجدادي الانبياء صلوات الله عليهم حيث كانوا في الشدة فكشف الله عزوجل عنهم ذلك قلت وبماذا دعوه به لادعوه به قال (عليه السلام) إذا كان ليلة الجمعة فقم فاغتسل وصل صلوتك فإذا فرغت من سجدة الشكر فقل وأنت بارك على ركبتيك وادع بهذا الدعاء مبتهلا قال وكان يأتيني خمس ليال متواليات يكرر علي القول وهذا الدعاء حتى حفظته وانقطع مجيئه ليلة الجمعة فقمت واغتسلت وغيرت ثيابي وتطيبت وصليت ما وجب علي من صلوة الليل وجثوت على ركبتي فدعوت الله بهذا الدعاء فأتاني (عليه السلام) ليلة السبت كهيئة التي يأتيني فقال لي قد أجيبت دعوتك يا محمد وقتل عدوك وأهلكه الله عزوجل عند فراغك من الدعاء قال فلما أصبحت لم يكن لي همة غير وداع ساداتي
===============
(488)
صلوات الله عليهم والرحلة نحو المنزل الذي هربت منه فلما بلغت بعض الطريق إذا رسول أولادي وكتبهم بان الرجل الذي هربت منه جمع قوما واتخذ لهم دعوة فأكلوا وشربوا وتفرق القوم فنام هو وغلمانه في المكان فأصبح الناس ولم يسمع لهم حس فكشف عنه الغطاء فإذا به مذبوحا من قفاه ودمائه تسيل وذلك في ليلة الجمعة ولا يدرون من فعل به ذلك ويأمرونني بالمبادرة نحو المنزل فلما وافيت إلى المنزل وسألت عنه وفي أي وقت كان قتله فإذا هو عند فراغي من الدعاء وهذا الدعاء: -
*: البحار: ج 95 ص 266 - 279 ب 107 ح 34 - عن مهج الدعوات والكتاب العتيق للغروي وفي ج 51 ص 307 ب 15 ح 34 - عن مهج الدعوات، إلى قوله " كما أخبرني مولاي صلى الله عليه وآله " .
*: تبصرة الولي: ص 212 ح 91 - عن رواية مهج الدعوات الاولى .
*: الصحيفة المهدية: ص 3 - كما في رواية مهج الدعوات الاولى
* * *
[ 1432 - " بسم الله الرحمن الرحيم، رب أسئلك مددا روحانيا تقوي به قواي الكلية والجزئية، حتى أقهر بمبادئي نفسي كل نفس قاهرة، فتنقبض لي إشارة دقائقها انقباضا تسقط به قويها، حتى لا يبقى في الكون ذو روح إلا ونار قهري قد أحرقت ظهوره، يا شديد يا شديد، يا ذا البطش الشديد، يا قاهر يا قهار، أسئلك ما أودعته عزرائيل من أسمائك القهرية، فانفعلت له النفوس بالقهر، أن تودعني هذا السر في هذه الساعة، حتى ألين به كل صعب، وأذلل به كل منيع بقوتك يا ذا القوة المتين " * ] *
*: الكلم الطيب - على ما في منتخب الاثر .
*: منتخب الاثر: ص 520 ف 10 ب 7 ح 4 - عن الكلم الطيب قال: رأيت بخط بعض أصحابنا من السادات الاجلاء الصلحاء الثقات الاثبات ما هذه صورته: سمعت في رجب سنة ثلاث وتسعين وألف الاخ في الله المولى الصدوق جامع الكمالات الانسية والصفات القدسية الامير إسمعيل بن حسين بيك بن علي بن سليمان الجابري الانصاري أنار الله برهانه يقول: سمعت الشيخ الصالح المتقي الورع الشيخ عليا المكي أنه قال: ابتليت بضيق وشدة مناقضة خصوم حق ( حتى ) خفت على نفسي القتل والهلاك، فوجدت الدعاء المسطور بعده في جيبي من غير أن يعطينيه أحد، فتعجبت من ذلك، وكنت متحيرا فرأيت في المنام أن قائلا في زي الصلحاء والزهاد يقول: أعطيناك الدعاء الفلاني فادع به تنج من الضيق والشدة، ولم يتبين لي
===============
(489)
من القائل، فزاد تعجبي فرأيت مرة الحجة المنتظر صلوات الله عليه، فقال ادع بالدعاء الذي أعطيتكه، وعلم من أردت، وقد جربته مرارا فرأيت فرجا قريبا، وبعد هذا ضاع مني الدعاء برهة من الزمان، وكنت متأسفا على فواته مستغفرا من سوء العمل، فجائني شخص، وقال لي: إن هذا الدعاء قد سقط منك في المكان الفلاني، وما كان في بالي أني رحت إلى ذلك المكان فأخذت الدعاء، وسجدت لله شكرا وهو: - ثم قال: يقرأ سحرا ثلثا إن أمكن وفي الصبح ثلثا، وفي المساء ثلثا، فإذا اشتد الامر على من يقرأه يقول بعد قرائته ثلاثين مرة: يا رحمن يا رحيم يا أرحم الراحمين، اسئلك اللطف بما جرت به المقادير .
* * *
زيارة الامام المهدي (عليه السلام)
[ 1433 - " السلام عليك يا خليفة الله في أرضه، وخليفة رسوله وآبائه الائمة المعصومين المهديين، السلام عليك يا حافظ أسرار رب العالمين، السلام عليك يا وارث علم المرسلين، السلام عليك يا بقية الله من الصفوة المنتجبين، السلام عليك يا ابن الانوار الزاهرة، السلام عليك يا ابن الاشباح الباهرة، السلام عليك يا ابن الصور النيرة الطاهرة، السلام عليك يا وارث كنز العلوم الالهية، السلام عليك يا حافظ مكنون الاسرار الربانية السلام عليك يا من خضعت له الانوار المجدية، السلام عليك يا باب الله الذي لا يؤتى إلا منه، السلام عليك يا سبيل الله الذي من سلك غيره هلك، السلام عليك يا حجاب الله الازلي القديم، السلام عليك يا ابن شجرة طوبى وسدرة المنتهى، السلام عليك يا نور الله الذي لا يطفئ، السلام عليك يا حجة الله التي لا تخفى، السلام عليك يا لسان الله المعبر عنه، السلام عليك يا وجه الله المنقلب بين أظهر عباده، سلام من عرفك بما تعرفت به إليه، ونعتك ببعض نعوتك التي أنت أهلها وفوقها . أشهد أنك الحجة على من مضى ومن بقي، وأن حزبك هم الغالبون، وأولياءك هم الفائزون، وأعداءك هم الخاسرون، وأنك حائز كل علم، وفاتق كل رتق، وسابق لا يلحق، رضيت بك يا مولاي إماما وهاديا، لا
===============
(490)
أبتغي بك بدلا، ولا أتخذ من دونك وليا، وأنك الحق الثابت الذي لا أغتاب ولا أرتاب لامد الغيبة، ولا أتحير لطول المدة، وعد الله بك حق، ونصرته لدينه بك صدق، طوبى لمن سعد بولايتك، وويل لمن شقي بجحودك، وأنت الشافع المطاع الذي لا يدافع، ذخرك الله سبحانه لنصرة الدين، وإعزاز المؤمنين، والانتقام من الجاحدين، الاعمال موقوفة على ولايتك، والاقوال معتبرة بإمامتك، من جاء بولايتك واعترف بإمامتك قبلت أعماله، وصدقت أقواله، تضاعف له الحسنات، وتمحى عنه السيئات، ومن زل عن معرفتك، واستبدل بك غيرك، كبه الله على منخريه في النار، ولم يقبل له عملا، ولم يقم له يوم القيامة وزنا . أشهد يا مولاي أن مقالي ظاهره كباطنه، وسره كعلانيته، وأنت الشاهد علي بذلك وهو عهدي إليك، وميثاقي المعهود لديك إذ أنت نظام الدين، وعز الموحدين، ويعسوب المتقين، وبذلك أمرني فيك رب العالمين . فلو تطاولت الدهور وتمادت الاعصار، لم أزدد بك إلا يقينا، ولك إلا حبا، وعليك إلا اعتمادا، ولظهورك إلا مرابطة بنفسي ومالي وجميع ما أنعم به علي ربي، فإن أدركت أيامك الزاهرة، وأعلامك القاهرة، فعبد من عبيدك، معترف بأمرك ونهيك، أرجو بطاعتك الشهادة بين يديك، وبولايتك السعادة فيما لديك، وإن أدركني الموت قبل ظهورك فأتوسل بك إلى الله سبحانه أن يصلي على محمد وآل محمد، وأن يجعل لي كرة في ظهورك، ورجعة في أيامك، لابلغ من طاعتك مرادي، وأشفي من أعدائك فؤادي، يا مولاي وقفت على زيارتي إياك موقف الخاطئين، المستغفرين النادمين أقول عملت سوء وظلمت نفسي، وعلى شفاعتك يا مولاي متكلي ومعولي، وأنت ركني وثقتي، ووسيلتي إلى ربي، وحسبي بك وليا ومولي وشفيعا، والحمد لله الذي هداني لولايتك، وما كنت لاهتدي لولا أن هداني الله حمدا يقتضي ثبات النعمة، وشكرا يوجب المزيد من فضله، والسلام عليك يا مولاي وعلى آبائك موالي الائمة المهتدين، ورحمة الله وبركاته، وعلي منكم السلام . ثم صل صلاة الزيارة فإذا فرغت منها فقل: اللهم صل على محمد وأهل
===============
(491)
بيته، الهادين المهديين، العلماء الصادقين الاوصياء المرضيين، دعائم دينك، وتراجمة وحيك، وحججك على خلقك، وخلفائك في أرضك، فهم الذين اخترعتهم لنفسك، واصطفيتهم على عبادك، وارتضيتهم لدينك، وخصصتهم بمعرفتك، وجللتهم بكرامتك، وغذيتهم بحكمتك، وغشيتهم برحمتك، وزينتهم بعلمك، وألبستهم من نورك ورفعتهم في ملكوتك، وحففتهم بملائكتك وشرفتهم بنبيك . أللهم صل على محمد وعليهم صلاة زاكية نامية، كثيرة طيبة دائمة، لا يحيط بها إلا أنت، ولا يسعها إلا علمك، ولا يحصيها أحد غيرك، أللهم صل على وليك المحيي السبيل، القائم بأمرك، الداعي إليك، الدليل عليك، وحجتك على خلقك، وخليفتك في أرضك، وشاهدك على عبادك . أللهم أعز نصره، وامدد في عمره، وزين الارض بطول بقائه، أللهم اكفه بغي الحاسدين، وأعذه من شر الكائدين، وازجر عنه إرادة الظالمين، وخلصه من أيدي الجبارين، أللهم أعطه في نفسه وذريته، وشيعته ورعيته، وخاصته وعامته، وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه، وتسر به نفسه، وبلغه أفضل أمله في الدنيا والآخرة، إنك على كل شئ قدير . ثم ادع الله بما أحببت " * ] *
*: مصباح الزائر: ص 327 - الزيارة الرابعة، يزار بها صلوات الله عليه وسلامه، قد تقدم ذكر الاستيذان في أول زيارته (عليه السلام) فاغنى ذلك عن الاعادة في كل زيارة، فإذا دخلت بعد الاذن فقل: -
*: البحار: ج 102 ص 98 ب 7 ح 2 - كما في مصباح الزائر، عن السيد علي بن طاووس بتفاوت .
*: الصحيفة المهدية: ص 173 - كما في البحار .
* * *
[ 1434 - " ألله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، ولله الحمد، الحمد لله الذي هدانا لهذا، وعرفنا أولياءه وأعداءه، ووفقنا لزيارة أئمتنا ولم يجعلنا من المعاندين الناصبين، ولا من الغلاة المفوضين، ولا من المرتابين
===============
(492)
المقصرين، السلام على ولي الله وابن أوليائه، السلام على المدخر لكرامة [ أولياء ] الله وبوار أعدائه السلام على النور الذي أراد أهل الكفر إطفاءه، فأبى الله إلا أن يتم نوره بكرههم وأمده بالحياة حتى يظهر على يده الحق برغمهم، أشهد أن الله اصطفاك صغيرا وأكمل لك علومه كبيرا، وأنك حي لا تموت حتى تبطل الجبت والطاغوت . أللهم صل عليه وعلى خدامه وأعوانه، على غيبته ونأيه، واستره سترا عزيزا واجعل له معقلا حريزا واشدد اللهم وطأتك على معانديه، واحرس مواليه وزائريه . أللهم كما جعلت قلبي بذكره معمورا، فاجعل سلاحي بنصرته مشهورا وإن حال بيني وبين لقائه الموت الذي جعلته على عبادك حتما مقضيا وأقدرت به على خليقتك رغما، فابعثني عند خروجه، ظاهرا من حفرتي، مؤتزرا كفني، حتى أجاهد بين يديه، في الصف الذي أثنيت على أهله في كتابك، فقلت " كأنهم بنيان مرصوص " . أللهم طال الانتظار، وشمت بنا الفجار، وصعب علينا الانتصار، أللهم أرنا وجه وليك الميمون، في حياتنا وبعد المنون، أللهم إني أدين لك بالرجعة، بين يدي صاحب هذه البقعة، الغوث الغوث الغوث، يا صاحب الزمان، قطعت في وصلتك الخلان، وهجرت لزيارتك الاوطان، وأخفيت أمري عن أهل البلدان لتكون شفيعا عند ربك وربى، وإلى آبائك موالي في حسن التوفيق، وإسباغ النعمة علي، وسوق الاحسان إلي . أللهم صل على محمد وعلى آل محمد، أصحاب الحق، وقادة الخلق، واستجب مني ما دعوتك، وأعطني ما لم أنطق به في دعائي، ومن صلاح ديني ودنياي، إنك حميد مجيد، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين . ثم ادخل الصفة فصل ركعتين وقل: أللهم عبدك الزائر في فناء وليك المزور، الذي فرضت طاعته على العبيد والاحرار، وأنقذت به أولياءك من عذاب النار، أللهم اجعلها زيارة مقبولة ذات دعاء مستجاب من مصدق بوليك غير مرتاب أللهم لا تجعله آخر العهد به ولا بزيارته، ولا تقطع أثري من مشهده، وزيارة أبيه وجده، أللهم اخلف علي نفقتي، وانفعني بما رزقتني، في دنياي وآخرتي ولاخواني وأبوي وجميع عترتي، أستودعك الله
===============
(493)
أيها الامام الذي يفوز به المؤمنون، ويهلك على يديه الكافرون المكذبون . يا مولاي يا ابن الحسن بن علي جئتك زائرا لك ولابيك وجدك متيقنا الفوز بكم، معتقدا إمامتكم، أللهم اكتب هذه الشهادة والزيارة لي عندك في عليين وبلغني بلاغ الصالحين، وانفعني بحبهم يا رب العالمين * ] *
*: مصباح الزائر: ص 332 - زيارة سادسة يزار بها مولانا صاحب الامر صلوات الله عليه، إذا زرت العسكريين صلوات الله عليهما . . فأت إلى السرداب وقف ماسكا جانب الباب كالمستأذن وسم وانزل وعليك السكينة والوقار وصل ركعتين في عرصة السرداب وقل: -
*: البحار ج 102 ص 102 ب 7 ح 2 - كما في مصباح الزائر، عن السيد علي بن طاووس بتفاوت .
*: الصحيفة المهدية: ص 179 - كما في البحار .
* * *
[ 1435 - " إلهى إني قد وقفت على باب بيت من بيوت نبيك محمد صلواتك عليه وآله، وقد منعت الناس من الدخول إلى بيوته إلا بإذنه، فقلت: * ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ) * اللهم وإني أعتقد حرمة نبيك في غيبته، كما أعتقد في حضرته، وأعلم أن رسلك وخلفاءك أحياء عندك يرزقون، فرحين، يرون مكاني ويسمعون كلامي ويردون سلامي علي، وأنك حجبت عن سمعي كلامهم وفتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم فإني أستأذنك يا رب أولا، وأستأذن رسولك صلواتك عليه وآله ثانيا وأستأذن خليفتك الامام المفترض علي طاعته في الدخول في ساعتي هذه إلى بيته، وأستأذن ملائكتك الموكلين بهذه البقعة المباركة المطيعة لك السامعة، السلام عليكم أيها الملائكة الموكلون بهذا المشهد الشريف المبارك ورحمة الله وبركاته . بإذن الله وإذن رسوله وإذن خلفائه وإذن هذا الامام وبإذنكم صلوات الله عليكم أجمعين، أدخل هذا البيت متقربا إلى الله بالله ورسوله محمد وآله الطاهرين فكونوا ملائكة الله أعواني، وكونوا أنصاري حتى أدخل هذا البيت، وأدعوا الله بفنون الدعوات، وأعترف لله بالعبودية، ولهذا الامام
===============
(494)
وآبائه - صلوات الله عليهم - بالطاعة . ثم تنزل مقدما رجلك اليمنى وتقول " بسم الله وبالله، وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " وكبر الله واحمده وسبحه وهلله، فإذا استقررت فيه فقف مستقبل القبلة وقل: " سلام الله وبركاته وتحياته وصلواته على مولاي صاحب الزمان، صاحب الضياء والنور، والدين المأثور، واللوء المشهور، والكتاب المنشور، وصاحب الدهور والعصور، وخلف الحسن، الامام المؤتمن، والقائم المعتمد، والمنصور المؤيد، والكهف والعضد، عماد الاسلام، وركن الانام، ومفتاح الكلام، وولي الاحكام، وشمس الظلام ; وبدر التمام، ونضرة الايام، وصاحب الصمصام، وفلاق الهام، والبحر القمقام، والسيد الهمام، وحجة الخصام، وباب المقام، ليوم القيام، والسلام على مفرج الكربات، وخواض الغمرات، ومنفس الحسرات، وبقية الله في أرضه، وصاحب فرضه، وحجته على خلقه، وعيبة علمه، وموضع صدقه، والمنتهى إليه مواريث الانبياء، ولديه موجود آثار الاوصياء، وحجة الله وابن رسوله، والقيم مقامه، وولي أمر الله، ورحمة الله وبركاته . أللهم كما انتجبته لعلمك، واصطفيته لحكمك، وخصصته بمعرفتك، وجللته بكرامتك، وغشيته برحمتك، وربيته بنعمتك، وغذيته بحكمتك، واخترته لنفسك، واجتبيته لبأسك، وارتضيته لقدسك، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، وديان الدين بعدلك، وفصل القضايا بين عبادك، ووعدته أن تجمع به الكلم، وتفرج به عن الامم، وتنير بعدله الظلم، وتطفئ به نيران الظلم، وتقمع به حر الكفر وآثاره، وتطهر به بلادك، وتشفي به صدور عبادك، وتجمع به الممالك كلها، قريبها وبعيدها، عزيزها وذليلها، شرقها وغربها، سهلها وجبلها، صباها ودبورها، شمالها وجنوبها، برها وبحرها، حزونها ووعورها، يملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، وتمكن له فيها، وتنجز به وعد المؤمنين، حتى لا يشرك بك
===============
(495)
شيئا، وحتى لا يبقى حق إلا ظهر، ولا عدل إلا زهر، وحتى لا يستخفي بشئ من الحق، مخافة أحد من الخلق . أللهم صل عليه صلاة تظهر بها حجته، وتوضح بها بهجته، وترفع بها درجته، وتؤيد بها سلطانه، وتعظم بها برهانه، وتشرف بها مكانه، وتعلي بها بنيانه، وتعز بها نصره، وترفع بها قدره، وتسمي بها ذكره، وتظهر بها كلمته، وتكثر بها نصرته، وتعز بها دعوته، وتزيده بها إكراما، وتجعله للمتقين إماما وتبلغه في هذا المكان، مثل هذا الاوان، وفي كل مكان، منا تحية وسلاما، لا يبلى جديده ( ولا يفنى عديده ) . السلام عليك يا بقية الله في أرضه وبلاده، وحجته على عباده، السلام عليك يا خلف السلف، السلام عليك يا صاحب الشرف، السلام عليك يا حجة المعبود، السلام عليك يا كلمة المحمود، السلام عليك يا شمس الشموس، السلام عليك يا مهدي الارض، و [ مبين ] عين الفرض، السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان والعالي الشأن، السلام عليك يا خاتم الاوصياء، وابن الانبياء، السلام عليك يا معز الاولياء ومذل الاعداء، السلام عليك أيها الامام الوحيد، والقائم الرشيد، السلام عليك أيها الامام الفريد، السلام عليك أيها الامام المنتظر، والحق المشتهر، السلام عليك أيها الامام الولي المجتبى، والحق المنتهى، السلام عليك أيها الامام المرتجى لازالة الجور والعدوان، السلام عليك أيها الامام المبيد لاهل الفسوق والطغيان، السلام عليك أيها الامام الهادم لبنيان الشرك والنفاق، والحاصد فروع الغي والشقاق، السلام عليك أيها المدخر لتجديد الفرائض والسنن، السلام عليك يا طامس آثار الزيغ والاهواء، وقاطع حبائل الكذب والفتن والامتراء، السلام عليك أيها المؤمل لاحياء الدولة الشريفة السلام عليك يا جامع الكلمة على التقوى، السلام عليك يا باب الله، السلام عليك يا ثار الله، السلام عليك يا محيي معالم الدين وأهله، السلام عليك يا قاصم شوكة المعتدين، السلام عليك يا وجه الله الذي لا يهلك ولا يبلى إلى يوم الدين، السلام عليك أيها السبب المتصل بين الارض والسماء، السلام عليك يا صاحب الفتح وناشر راية الهدى، السلام عليك يا مؤلف شمل
===============
(496)
الصلاح والرضا، السلام عليك يا طالب ثار الانبياء، والثائر بدم المقتول بكربلاء، السلام عليك أيها المنصور على من اعتدى، السلام عليك أيها المنتظر المجاب إذا دعا، السلام عليك يا بقية الخلائف، البر التقي الباقي لازالة الجور والعدوان . السلام عليك يا ابن محمد المصطفى، السلام عليك يا ابن علي المرتضى . السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا ابن خديجة الكبرى، وابن السادة المقربين، والقادة المتقين، السلام عليك يا ابن النجباء الاكرمين، السلام عليك يا ابن الاصفياء المهذبين، السلام عليك يا ابن الهداة المهديين، السلام عليك يا ابن خيرة الخير، السلام عليك يا ابن سادة البشر، السلام عليك يا ابن الغطارفة الاكرمين والاطائب المطهرين، السلام عليك يا ابن البررة المنتجبين، والخضارمة الانجبين، السلام عليك يا ابن الحجج المنيرة، والسرج المضيئة، السلام عليك يا ابن الشهب الثاقبة، السلام عليك يا ابن قواعد العلم، السلام عليك يا ابن معادن الحلم، السلام عليك يا ابن الكواكب الزاهرة، والنجوم الباهرة، السلام عليك يا ابن الشموس الطالعة، السلام عليك يا ابن الاقمار الساطعة، السلام عليك يا ابن السبل الواضحة والاعلام اللائحة، السلام عليك يا ابن السنن المشهورة، السلام عليك يا ابن المعالم المأثورة، السلام عليك يا ابن الشواهد المشهودة والمعجزات الموجودة، السلام عليك يا ابن الصراط المستقيم، والنبأ العظيم، السلام عليك يا ابن الآيات البينات، والدلائل الظاهرات، السلام عليك يا ابن البراهين الواضحات، السلام عليك يا ابن الحجج البالغات، والنعم السابغات، السلام عليك يا ابن طه والمحكمات، وياسين والذاريات والطور والعاديات . السلام عليك يا ابن من دنى فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، واقترب من العلي الاعلى، ليت شعري أين استقرت بك النوى، أم أنت بوادي طوى، عزيز علي أن ترى الخلق ولا ترى، ولا يسمع لك حسيس ولا نجوى، عزيز علي أن يرى الخلق ولا ترى، عزيز علي أن تحيط بك الاعداء، بنفسي أنت من مغيب ما غاب عنا، بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا، ونحن
===============
(497)
نقول الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين . ثم ترفع يديك وتقول: أللهم أنت كاشف الكرب والبلوى، وإليك نشكو [ فقد نبينا، و ] غيبة إمامنا وابن بنت نبينا، أللهم فاملا به الارض عدلا وقسطا، كما ملئت ظلما وجورا، أللهم صل على محمد وأهل بيته، وأرنا سيدنا وصاحبنا وإمامنا ومولانا صاحب الزمان، وملجأ أهل عصرنا، ومنجا أهل دهرنا ظاهر المقالة، واضح الدلالة، هاديا من الضلالة، منقذا من الجهالة، وأظهر معالمه وثبت قواعده وأعز نصره، وأطل عمره، وابسط جاهه، وأحي أمره، وأظهر نوره، وقرب بعده، وأنجز وعده، وأوف عهده، وزين الارض بطول بقائه، ودوام ملكه، وعلو [ ارتقائه و ] ارتفاعه، وأنر مشاهده، وثبت قواعده، وعظم برهانه وأمد سلطانه، وأعل مكانه، وقو أركانه، وأرنا وجهه، وأوضح بهجته، وارفع درجته، وأظهر كلمته، وأعز دعوته، وأعطه سؤله، وبلغه يا رب مأموله، وشرف مقامه وعظم إكرامه، وأعز به المؤمنين، وأحي به سنن المرسلين، وأذل به المنافقين، وأهلك به الجبارين، واكفه بغي الحاسدين، وأعذه من شر الكائدين، وازجر عنه إرادة الظالمين، وأيده بجنود من الملائكة مسومين وسلطه على أعداء دينك أجمعين، واقصم به كل جبار عنيد، وأخمد بسيفه كل نار وقيد، وأنفذ حكمه في كل مكان، وأقم بسلطانه كل سلطان، واقمع به عبدة الاوثان، وشرف به أهل القرآن والايمان، وأظهره على كل الاديان، واكبت من عاداه، وأذل من ناواه، واستأصل من جحد حقه، وأنكر صدقه، واستهان بأمره، وأراد إخماد ذكره، وسعى في إطفاء نوره . أللهم نور بنوره كل ظلمة، واكشف به كل غمة، وقدم أمامه الرعب وثبت به القلب، وأقم به نصرة الحرب، واجعله القائم المؤمل، والوصي المفضل، والامام المنتظر، والعدل المختبر، واملا به الارض عدلا وقسطا، كما ملئت جورا وظلما، وأعنه على ما وليته واستخلفته واسترعيته، حتى يجري حكمه على كل حكم، ويهدي بحقه كل ضلالة . واحرسه اللهم بعينك التي لا تنام، واكنفه بركنك الذي لا يرام، وأعزه بعزك الذي لا يضام، واجعلني يا إلهي من عدده ومدده، وأنصاره وأعوانه
===============
(498)
وأركانه، وأشياعه وأتباعه، وأذقني طعم فرحته، وألبسني ثوب بهجته، وأحضرني معه لبيعته، وتأكيد عقده، بين الركن والمقام، عند بيتك الحرام، ووفقني يا رب للقيام بطاعته، والمثوى في خدمته، والمكث في دولته، واجتناب معصيته، فإن توفيتني اللهم قبل ذلك، فاجعلني يا رب فيمن يكر في رجعته، ويملك في دولته، ويتمكن في أيامه، ويستظل تحت أعلامه، ويحشر في زمرته، وتقر عينه برؤيته، بفضلك وإحسانك وكرمك وامتنانك، إنك ذو الفضل العظيم، والمن القديم، والاحسان الكريم " . ثم صل في مكانك اثنتي عشرة ركعة واقرأ فيها ما شئت، واهدها له (عليه السلام)، فإذا سلمت في كل ركعتين فسبح تسبيح الزهراء عليها السلام وقل " أللهم أنت السلام ومنك السلام، وإليك يعود السلام، حينا ربنا منك بالسلام، أللهم إن هذه الركعات هدية مني إلى وليك وابن وليك، وابن أوليائك، الامام ابن الائمة الخلف الصالح الحجة صاحب الزمان، فصل على محمد وآل محمد، وبلغه إياها وأعطني أفضل أملي، ورجائي فيك وفي رسولك، صلواتك عليه وعلى آله أجمعين . فإذا فرغت من الصلاة فادع بهذا الدعاء وهو دعاء مشهور يدعى به في غيبة القائم (عليه السلام)، وهو: أللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك أللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، أللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني، أللهم لا تمتني ميتة جاهلية ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني . أللهم فكما هديتني بولاية من فرضت علي طاعته من ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه وآله، حتى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمدا وعليا والحسن والحجة القائم المهدي صلواتك عليهم أجمعين . أللهم فثبتني على دينك واستعملني بطاعتك، ولين قلبي لولي أمرك، وعافني مما امتحنت به خلقك وثبتني على طاعة ولي أمرك، الذي سترته عن خلقك، وبإذنك غاب عن بريتك، وأمرك ينتظر، وأنت العالم غير المعلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الاذن له بإظهار أمره، وكشف
===============
(499)
ستره وصبرني على ذلك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما عجلت، ولا كشف ما سترت، ولا البحث عما كتمت، ولا أنازعك في تدبيرك، ولا أقول لم وكيف، ولا ما بال ولي الامر لا يظهر، وقد امتلات الارض من الجور، وأفوض أموري كلها إليك . أللهم إني أسألك أن تريني ولي أمرك ظاهرا، نافذ الامر، مع علمي بأن لك السلطان، والقدرة والبرهان، والحجة والمشية، والحول والقوة، فافعل بي ذلك وبجميع المؤمنين، حتى ننظر إلى ولي أمرك صلواتك عليه وآله ظاهر المقالة، واضح الدلالة، هاديا من الضلالة، شافيا من الجهالة، أبرز يا رب مشاهده وثبت قواعده، واجعلنا ممن تقر عينه برؤيته، وأقمنا بخدمته، وتوفنا على ملته، واحشرنا في زمرته . أللهم أعذه من شر جميع ما خلقت وذرأت وبرأت وأنشأت وصورت، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، بحفظك الذي لا يضيع من حفظته، واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك عليه وآله السلام، ومد في عمره وزد في أجله، وأعنه على ما وليته واسترعيته، وزد في كرامتك له، فإنه الهادي المهدي، والقائم المهتدي، والطاهر التقي، الزكي النقي، الرضي المرضي الصابر الشكور المجتهد . اللهم ولا تسلبنا اليقين لطول الامد في غيبته، وانقطاع خبره عنا، ولا تنسنا ذكره وانتظاره والايمان به، وقوة اليقين في ظهوره، والدعاء له، والصلاة عليه حتى لا تقنطنا غيبته من قيامه، ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسولك صلواتك عليه وآله، وما جاء به من وحيك وتنزيلك، وقو قلوبنا على الايمان حتى تسلك بنا على يديه منهاج الهدى، والمحجة العظمى، والطريقة الوسطى وقونا على طاعته، وثبتنا على متابعته، واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره والراضين بفعله، ولا تسلبنا ذلك في حياتنا، ولا عند وفاتنا، حتى تتوفانا ونحن على ذلك لا شاكين ولا ناكثين ولا مرتابين ولا مكذبين . أللهم عجل فرجه وأيده بالنصر، وانصر ناصريه، واخذل خاذليه، ودمدم على من نصب له وكذب به، وأظهر به الحق، وأمت به الجور، واستنقذ به
===============
(500)
عبادك المؤمنين من الذل، وأنعش به البلاد، واقتل به الجبابرة والكفرة، واقصم به رؤوس الضلالة، وذلل به الجبارين والكافرين، وأبر به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين، في مشارق الارض ومغاربها وبرها وبحرها وسهلها وجبلها، حتى لا تدع منهم ديارا، ولا تبقي لهم آثارا، طهر منهم بلادك، واشف منهم صدور عبادك، وجدد به ما امتحى من دينك وأصلح به ما بدل من حكمك، وغير من سنتك، حتى يعود دينك به وعلى يديه غضا جديدا صحيحا لا عوج فيه، ولا بدعة معه، حتى تطفئ بعدله نيران الكافرين، فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك، وارتضيته لنصر دينك، واصطفيته بعلمك، وعصمته من الذنوب، وبرأته من العيوب، وأنعمت عليه، وطهرته من الرجس، ونقيته من الدنس . أللهم فصل عليه وعلى آبائه الائمة الطاهرين وعلى شيعته المنتجبين، وبلغهم من أيامهم ما يؤملون، واجعل ذلك منا خالصا في كل شك وشبهة ورياء وسمعة، حتى لا نريد به غيرك، ولا نطلب به إلا وجهك . أللهم إنا نشكوا إليك فقد نبينا، وغيبة إمامنا، وشدة الزمان علينا، ووقوع الفتن بنا، وتظاهر الاعداء، وكثرة عدونا، وقلة عددنا، أللهم فافرج ذلك عنا بفتح منك تعجله، ونصر منك تعزه، وإمام عدل تظهره، إله الحق آمين . أللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك في عبادك، وقتل أعدائك في بلادك، حتى لا تدع للجور يا رب دعامة إلا قصمتها، ولا بقية إلا أفنيتها ولا قوة إلا أوهنتها، ولا ركنا إلا هدمته، ولا حدا إلا فللته ولا سلاحا إلا أذللته ولا راية إلا نكستها، ولا شجاعا إلا قتلته، ولا جيشا إلا خذلته، وارمهم يا رب بحجرك الدامغ، واضربهم بسيفك القاطع، وبأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين وعذب أعداءك وأعداء وليك وأعداء رسولك صلواتك عليه وآله بيد وليك وأيدي عبادك المؤمنين . أللهم اكف وليك وحجتك في أرضك هول عدوه، وكيد من أراده، وامكر بمن مكر به، واجعل دائرة السوء على من أراد به سوء، واقطع عنه مادتهم، وأرعب له قلوبهم، وزلزل أقدامهم، وخذهم جهرة وبغتة، وشدد
===============
(501)
عليهم عذابك واخزهم في عبادك، والعنهم في بلادك، وأسكنهم أسفل نارك، وأحط بهم أشد عذابك وأصلهم نارا، واحش قبور موتاهم نارا، وأصلهم حر نارك، فإنهم أضاعوا الصلوة، واتبعوا الشهوات، وأضلوا عبادك، وأخربوا بلادك . أللهم وأحي بوليك القرآن، وأرنا نوره سرمدا لا ليل فيه، وأحي به القلوب الميتة، واشف به الصدور الوغرة، واجمع به الاهواء المختلفة على الحق وأقم به الحدود المعطلة، والاحكام المهملة، حتى لا يبقى حق إلا ظهر، ولا عدل إلا زهر، واجعلنا يا رب من أعوانه، ومقوية سلطانه، والمؤتمرين لامره والراضين بفعله، والمسلمين لاحكامه، وممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك . أنت يا رب الذي تكشف الضر، وتجيب المضطر إذا دعاك، وتنجي من الكرب العظيم، فاكشف الضر عن وليك، واجعله خليفة في أرضك، كما ضمنت له . أللهم لا تجعلني من خصماء آل محمد (عليهم السلام)، ولا تجعلني من أعداء آل محمد (عليهم السلام)، ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على آل محمد (عليهم السلام)، فإني أعوذ بك من ذلك فأعذني، وأستجير بك فأجرني، أللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني بهم عندك فائزا في الدنيا والآخرة ومن المقربين، آمين يا رب العالمين " * ] *
*: مصباح الزائر: ص 312، ف 17 - في زيارة مولانا صاحب الامر صلوات الله عليه وما يلحق بذلك، إذا أردت زيارته صلوات الله عليه وسلامه فليكن ذلك بعد زيارة العسكريين (عليهما السلام)، فإذا فرغت من العمل هناك، وبلغت من زيارتهما هناك فامض إلى السرداب المقدس وقف على بابه، وقل: -
*: الايقاظ من الهجعة: ص 296 ب 9 ح 122 - بعضه، عن مزار الشهيد، والمفيد، وابن طاووس، وغيرهم في زيارة القائم (عليه السلام) في السرداب: -
*: البحار: ج 102 ص 83 ب 7 ح 2 - كما في مصباح الزائر بتفاوت، عن السيد علي بن طاووس .
*: الصحيفة المهدية: ص 156 - كما في مصباح الزائر .
* * *
===============
(502)
[ 1436 - " بسم الله الرحمن الرحيم لا لامر الله تعقلون، ولا من أوليائه تقبلون، حكمة بالغة عن قوم لا يؤمنون، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، سلام على آل ياسين، ذلك هو الفضل المبين، والله ذو الفضل العظيم لمن يهديه صراطه المستقيم، قد آتاكم الله يا آل ياسين خلافته، وعلم مجاري أمره فيما قضاه ودبره، ورتبه وأراده في ملكوته، فكشف لكم الغطاء وأنتم خزنته وشهداؤه وعلماؤه وأمناؤه، وساسة العباد، وأركان البلاد، وقضاة الاحكام، وأبواب الايمان، وسلالة النبيين، وصفوة المرسلين، وعترة خيرة رب العالمين، ومن تقديره منايح العطاء بكم إنفاذه محتوما مقرونا، فما شئ منا إلا وأنتم له السبب وإليه السبيل، خياره لوليكم نعمة، وانتقامه من عدوكم سخطة، فلا نجاة ولا مفزع إلا أنتم، ولا مذهب عنكم، يا أعين الله الناظرة، وحملة معرفته، ومساكن توحيده في أرضه وسمائه . وأنت يا مولاي ويا حجة الله وبقيته كمال نعمته، ووارث أنبيائه وخلفائه، ما بلغناه من دهرنا، وصاحب الرجعة لوعد ربنا، التي فيها دولة الحق وفرجنا، ونصرة الله لنا وعزنا . السلام عليك أيها العلم المنصوب، والعلم المصبوب، والغوث والرحمة الواسعة، وعدا غير مكذوب، السلام عليك يا صاحب المرأى والمسمع، الذي بعين الله مواثيقه، وبيد الله عهوده، وبقدرة الله سلطانه، أنت الحليم الذي لا تعجله المعصية، والكريم الذي لا تبخله الحفيظة، والعالم الذي لا تجهله الحمية، مجاهدتك في الله ذات مشية الله، ومقارعتك في الله ذات انتقام الله، وصبرك في الله ذو أناة الله، وشكرك لله ذو مزيد الله ورحمته . السلام عليك يا محفوظا بالله . ألله نور أمامه وورائه ويمينه وشماله، وفوقه وتحته، السلام عليك يا مخزونا في قدرة الله ألله نور سمعه وبصره، السلام عليك يا وعد الله الذي ضمنه، ويا ميثاق الله الذي أخذه ووكده، السلام عليك يا داعي الله وديان دينه، السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه، السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته، السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه، السلام عليك في آناء الليل والنهار، السلام عليك يا بقية
===============
(503)
الله في أرضه، السلام عليك حين تقوم، السلام عليك حين تقعد، السلام عليك حين تقرأ وتبين، السلام عليك حين تصلي وتقنت، السلام عليك حين تركع وتسجد، السلام عليك حين تعوذ وتسبح، السلام عليك حين تهلل وتكبر، السلام عليك حين تحمد وتستغفر، السلام عليك حين تمجد وتمدح، السلام عليك حين تمسي وتصبح . السلام عليك في الليل إذا يغشى، وفي النهار إذا تجلى، السلام عليك في الآخرة والاولى، السلام عليكم يا حجج الله ودعاتنا، وهداتنا ورعاتنا، وقادتنا وأئمتنا وسادتنا وموالينا، السلام عليكم أنتم نورنا، وأنتم جاهنا وأوقات صلواتنا، وعصمتنا بكم لدعائنا وصلاتنا وصيامنا واستغفارنا، وسائر أعمالنا، السلام عليك أيها الامام المأمون، السلام عليك أيها الامام المأمول، السلام عليك بجوامع السلام . إشهد يا مولاي أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، لا حبيب إلا هو وأهله، وأن أمير المؤمنين حجته، وأن الحسن حجته وأن الحسين حجته، وأن علي بن الحسين حجته، وأن محمد بن علي حجته، وأن جعفر بن محمد حجته، وأن موسى بن جعفر حجته، وأن علي بن موسى حجته، وأن محمد بن علي حجته، وأن علي بن محمد حجته، وأن الحسن بن علي حجته، وأنت حجته وأن الانبياء دعاة وهداة رشدكم، أنتم الاول والآخر وأن رجعتكم حق لا شك فيها، ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، وأن الموت حق، وأن منكرا ونكيرا حق وأن النشر حق، والبعث حق، وأن الصراط حق، وأن المرصاد حق، وأن الميزان حق، والحساب حق، وأن الجنة حق، والنار حق، والجزاء بهما للوعد والوعيد حق وأنكم للشفاعة حق، لا تردون ولا تسبقون بمشية الله وبأمره تعملون، ولله الرحمة والكلمة العليا، وبيده الحسنى وحجة الله النعمى، خلق الجن والانس لعبادته، أراد من عباده عبادته، فشقي وسعيد من قد شقي من خالفكم، وسعد من أطاعكم . وأنت يا مولاي فاشهد بما أشهدتك عليه، تخزنه وتحفظه لي عندك أموت عليه، وأنشر عليه، وأقف به وليا لك، بريئا من عدوك، ماقتا لمن
===============
(504)
أبغضكم، وادا لمن أحببتم، فالحق ما رضيتموه، والباطل ما سخطتموه، والمعروف ما أمرتم به، والمنكر ما نهيتم عنه، والقضاء المثبت ما أستأثرت به مشيتكم، والمحو ما لا استأثرت به سنتكم . فلا إله إلا الله وحده لا شريك له، محمد عبده ورسوله، علي أمير المؤمنين حجته، الحسن حجته، الحسين حجته، علي حجته، محمد حجته، جعفر حجته، موسى حجته، علي حجته، محمد حجته، علي حجته، الحسن حجته، أنت حجته، أنتم حججه وبراهينه، أنا يا مولاي مستبشر بالبيعة التي أخذ الله علي شرطه، قتالا في سبيله اشترى به أنفس المؤمنين، فنفسي مؤمنة بالله وحده لا شريك له، وبرسوله وبأمير المؤمنين وبكم يا موالي، أولكم وآخركم، ونصرتي لكم معدة، ومودتي خالصة لكم، وبراءتي من أعدائكم: أهل الحردة والجدال ثابتة، لثأركم أنا ولي وحيد، والله إله الحق جعلني بذلك، آمين آمين، من لي إلا أنت فيما دنت واعتصمت بك فيه، تحرسني فيما تقربت به إليك، يا وقاية الله وستره وبركته، أغثني أدنني أدركني صلني بك ولا تقطعني . أللهم بهم إليك توسلي وتقربي، أللهم صل على محمد وآل محمد، وصلني بهم ولا تقطعني، بحجتك اعصمني، وسلامك على آل يس، مولاي أنت الجاه عند الله ربك وربي إنه حميد مجيد، أللهم إني أسألك باسمك الذي خلقته من ذلك، واستقر فيك، فلا يخرج منك إلى شئ أبدا، أيا كينون أيا مكون أيا متعال أيا متقدس أيا مترحم أيا مترئف أيا متحنن، أسألك كما خلقته غضا أن تصلي على محمد نبي رحمتك، وكلمة نورك، ووالد هداة رحمتك، واملا قلبي نور اليقين، وصدري نور الايمان، وفكري نور الثبات، وعزمي نور التوفيق، وذكائي نور العلم، وقوتي نور العمل، ولساني نور الصدق، وديني نور البصائر من عندك، وبصري نور الضياء، وسمعي نور وعي الحكمة، ومودتي نور الموالاة لمحمد وآله (عليهم السلام)، ولقني نور قوة البراءة من أعداء محمد وأعداء آل محمد، حتى ألقاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك، فلتسعني رحمتك يا ولي يا حميد، بمرأى آل محمد ومسمعك يا حجة الله دعائي، فوفني منجزات
===============
(505)
إجابتي، أعتصم بك، معك معك معك سمعي ورضاي يا كريم " * ] *
*: مصباح الزائر: ص 322 - 326 زيارة ثانية لمولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه وهي المعروفة بالندبة خرجت من الناحية المحفوفة بالقدس إلى أبي جعفر محمد بن عبد الله الحميري رحمه الله، وأمر أن تتلى في السرداب المقدس وهي: -
*: البحار: ج 102 ص 96 ب 7 ح 2 - عن السيد بن طاووس، كما في مصباح الزائر، بتفاوت . ثم قال: أقول: قال مؤلف المزار الكبير: حدثنا الشيخ الفقيه أبو محمد عربي بن مسافر رضي الله عنه بداره بالحلة في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وحدثني الشيخ أبو البقاء هبة الله بن نماء بن علي بن حمدون قالا جميعا: حدثنا الشيخ الامين الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال البغدادي رحمه الله بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: حدثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي رضي الله عنه بالمشهد المذكور عن والده أبي جعفر الطوسي رضي الله عنه، عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن أشناس البزاز، عن محمد بن أحمد بن يحيى القمي، عن محمد بن علي بن زنجويه القمي، عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري قال: قال أبو علي الحسن بن أشناس: وأخبرنا أبو المفضل محمد بن عبيد الله الشيباني أن أبا جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري أخبره وأجاز له جميع ما رواه أنه خرج إليه من الناحية المقدسة حرسها الله، بعد المسائل والصلاة والتوجه أوله: بسم الله الرحمن الرحيم: لا لامر الله تعقلون، ولا من أوليائه تقبلون، حكمة بالغة عن قوم لا يؤمنون، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى: سلام على آل ياسين، ذلك هو الفضل المبين، والله ذو الفضل العظيم، من يهديه صراطه المستقيم . التوجه: قد آتاكم الله يا آل ياسين خلافته ومجاري أمره . أقول: وساق الدعاء إلى آخر ما مر، ثم قال رحمه الله في المزار الكبير: ذكر التوجه إلى الحجة صاحب الزمان صلوات الله عليه بالزيارة بعد صلاة اثنتي عشرة ركعة .
*: الصحيفة المهدية: ص 184 - 185 - كما في البحار، بتفاوت .
* * *
تم بحمد الله المجلد الرابع ويليه المجلد الخامس
السابق التالي