.. الفصل الثامن مُعاويَة وسبّ عليّ عليه السلام ..


 

جاء في صحيح مسلم[1] ما يلي :

[..]عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه قال ثمّ أمرمُعاوية بن أبي سفيان سعداً فقال ما منعك أن تَسبّ أبا التّراب فقال أمّا ما ذكرتُ ثلاثاً قالهُنّ له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلن أسبّه لأنْ تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حمر النّعم سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول له خلفه في بعض مغازيه فقال له عليّ يا رسول الله خلّفتَني مع النّساء والصّبيان فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أما ترضَى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي وسمعتُه يقول يومَ خيبر لأعطينّ الرّاية رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله قال فتطاولْنا لها فقال ادعوا لي عليّاً فأُتيَ به أرمدَ فبصقَ في عيْنه ودفعَ الرّاية إليه ففتح الله عليه ولمّا نزلت هذه الآية فقل تَعالوا ندعُ أبنَاءنَا وأبناءَكم دعا النّبيّ صلّى الله عليْه وسلّم عليّاً وفاطمة وحسناً وحُسيناً فقالَ اللّهم هؤلاء أهْلي.

وأخرج الحافظ محمّد بن ماجة في السّنن ج1ص45 بإسناده عن عبد الرّحمن بن سابط عن سعد قال :قدمَ مُعاويَة في بعض حجّاته فدخلَ عليه سعدُ فذكرُوا عليّاً فنال منْه فغضبَ سعدُ وقال:تقول هذا لرَجُل سمعتُ النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم يقول من كنتُ مولاهُ فعليّ مولاه . وسمعتُه يقول : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبيّ بعدي.و سمعتُه يقول :لأعطينّ الرّايةَ اليومَ رجُلاً يحبّ الله ورسوله .

1- حُكمُ مَنْ سَبَّ الصّحابَة:     

قال ابن حجر الهيتمي[2]:قال القاضي عياض في سبّ الصّحابة قد اختلفَ العلماءُ فيه و مشهُور مذهَب مالك فيه الاجتهادُ والأدبُ المُوجع قال مالك رحمه الله من

شتمَ النّبيّ قُتلَ وإن شَتمَ الصّحابةَ أُدّبَ و قال أيضاً من شَتم أحداً من أصحاب النّبيّ أبا بكرأوعمرأوعثمان أو مُعاويَة[ !!]أوعمروبن العاص فإنْ قال كانُوا على ضلال أو كُفْر قُتلَ وإنْ شَتَمَهُم بغيْرهذا من مُشاتَمَة النّاس نُكّل نكالاً شديداً.(انتهى)

أقولُ : يبقى أمرُ ابْن حجر الهيتميّ غامضاً لأنّّهُ منْ جهَةٍ يَعْتقدُ بخلافَة الرّاشدين الأرْبعَة ورابعُهُم عليّ عليه السلام، لكنّه في مَقام البيان قفزَ من عُثمانَ إلى مُعاويَة كأنّ عليّاً لم يُولدْ ولمْ يُرْزَقْ ،ولا أدْري على وجْه الدّقّة ما هُوالدّافعُ لهذه القفْزَة وإنْ كنْتُ لا اَسْتبْعدُُ أنْ يكُونَ تَنبَّهَ إلى أنّه إنْ ذَكرَ مَنْ سبَّ عليّاً ألْزمَ نَفسَه بمُؤاخَذة مَنْ سبُّوه وشَتَمُوهُ ولَعنُوه على المَنابر واتَّخذُوا لعْنَه سنّةً دامَتْ ثَمَانين سنةً.ولست أدري أين يُصنّف مثلُ هذا حين يصدُرُ من مثل الهيتميّ،فهُومن جهة يُورد أقولاً تجعل من ينسب معاوية إلى الضّلال أوالكفر يُقتَل،ومن جهة أخرى يتغاضى تماماً عن سبّ عليّ عليه السلام،وهذا تدْليس مهما هذّبنا العبارة والتمسنا لابن حجر المعاذير،لأنّه على فرض المساواة بين عليّ عليه السلام ومعاوية ـ ونعوذ بالله من ذلك ـ ينبغي على ابن حجرأن يلتزم القَواعد التي أقرّها العُقلاء وتسالمُوا عليها ومنها "حكم الأمثال ".  

وقال في الصواعق المحرقة ج1ص12 :وأخْرجَ البغَويّ والطّبرانيّ وأبو نعيم في المعْرفة وابنُ عساكرعن عيَاض الأنْصاريّ احْفَظُوني في أصْحابي وأصْهاري وأنْصَاري فمَنْ حَفظَني فيهم حفظَه الله في الدّنْيا والآخرَة ومَنْ لمْ يحْفظْني فيهم تخلّى اللهُ منْه ومن تخَلّى اللهُ منْهُ يُوشكُ أنْ يأخذَه.

وفيه أيضاً (ج1ص12):وأخْرجَ هو والذّهبيّ عن ابْن عبّاس رضي الله عنْهم مرفوعاً يكُون في آخر الزّمان قوْمٌ يُسمّوْن الرّافضةَ يَرفضُون الإسْلام فاقْتُلوهم فإنّهم مُشْركُون.وأخْرجَ أيْضاً عنْ إبراهيمَ بْن حَسن بْن حسن بن عليّ عنْ أبيه عنْ جدّه رضي الله عنْهم قال قال عليّ بْن أبي طالب كرّم الله وجْهه قال النّبيّ يظْهرُ في أمّتي في آخرالزّمان قوْمٌ يُسمّوْنَ الرّافضةَ يَرْفضُون الإسْلام.اهـ

 أقول:من المؤسف ألاّ يكونَ كلامُ عليّ عليه السلام رَاجحاً إلاّ حينَ يتعلّق بالرافضة!ولم تظهرعبارة الرّافضة بهذا المعنى إلا في القرن الثاني،ولكنّ الحاقدين على أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمّة ولذلك تراهم لا يبالون أن يوردوا أيّ شيء من شأنه أن يبرّر حقدَهم على من أُمرُوا بمودّتهم في القرآن الكريم.

وأيْضاً في الصّواعق المُحرقة ج1ص13 : أخرج الدّارقطنيّ عن عليّ عن النّبيّ قال سيأتي من بعْدي قوْمٌ لهُمْ نبْزٌ يُقالُ لهمُ الرّافضةُ فإنْ أدّركْتَهُم فاقْتُلْهم فإنّهم مُشْركُون قال قلتُ يارسول الله ما العلامةُ فيهم قال يقْرظُونَك بما ليْسَ فيكَ ويطْعنُون على السّلف.اهـ

أقول : منْ دَلائل وضْع هذا الحديث وُرودُ عبَارة "السّلف" التي لمْ تَظْهر إلاّ في نهايَة القرْن الأوّل،وإلاّ فمنْ يَكونُ سلفُ النّبيّ صلّى الله عليه وآله؟!

قال الهيْتميّ [3] : [..]التّرْمذيّ عنْ عبْد الله بْن مغفل:الله الله في أصْحابي لا تتّخذوهم غرضاً بعْدي فمَن أحبّهم فَبُحبّي أحبّهُم ومنْ أبْغَضهُم فببُغْضي أبْغَضَهُم ومَنْ

آذاهم فَقَدْ أذاني ومَنْ آذاني فقدْ آذى اللهَ ومَنْ آذى اللهَ يُوشكُ أنْ يأْخُذَه .اهـ

وقال أيضاً في الصوّاعق ج1ص19 :أحمد ومسْلم عنْ أبي مُوسى النّجُوم أمنةٌ للسّماء فإذا ذَهبَت النّجومُ أتى السماءَ ما تُوعدُ وأنا أمنة لأصْحابي فإذا ذهبْتُ أنا أتى أصحابي ما يُوعدون وأصحابي أمنة لأمّتي فإذا ذهبَ أصْحابي أتى أمّتي ما يُوعدُون .

... و الطبّرانيّ والحَاكم عن جعْدة بن هبيرة خيْرُ النّاس قَرْني الذي أنا فيه ثمّ الذين يلُونهم ثمّ الذين يلُونَهم والآخرون أراذل .اهـ

أقول: كيْف يصف النّبيّ صلى الله عليه وآله الآخرين بأنّهم " أراذل " ثمّ يقولُ بعْد ذلك فيما رواه الحافظ الهيثميّ في مجمع الزوائد والطّبرانيّ في المعجم الكبير وابْن عبْد البرّ في التّمْهيد [4]: " أعْجَبُ النّاس إيماناً قَوْمٌ يجيؤون منْ بعْدي يُؤْمنُون بي ولَمْ يَرَوْني ويُصدّقُونني ولَمْ يَرَوْني أولئك إخْوَاني " ؟! 

 

 وفي الصواعق المحرقة أيضاً ج1ص44 :حكى النّوويّ بأسانيد صحيحة عن سُفْيان الثّوريّ أنّ من قال إنّ عليا كان أحقّ بالولاية فقد خطّأ أبا بكر وعُمر والمهاجرين والأنصار وما أراه يرتفعُ له مع هذا عمل إلى السّماء.اهـ

وفي الصّواعق المحرقة أيضاً ج1ص75 : وأما أبو بكر فقد علمت من النّصوص السّابقة المصرّحة بخلافته،وعلى فرض أن لا نصّ عليه أيضاً ففي إجماع الصّحابة عليها غنىً عن النّص إذ هو أقْوى منه لأنّ مدلوله قطعيّ ومدلول خبر الواحد ظنّيّ.

وقال الهيتميّ[5]:

 فمذهب أبي حنيفة رضي الله عنه أنّ مَن أنْكر خلافةَ الصّدّيق أوعُمَر فهُو كافرعلى خلاف حَكاه بعْضُهم وقال الصّحيحُ أنّه كافر، والمسألة مَذكُورة في كُتبهم في الغاية للسّروجيّ والفتاوى الظّهيريّة والأصل لمحمّد بن الحسن وفي الفتاوى البديعيّة فإنّه قسم الرّافضة إلى كُفّار وغيْرهم وذكر الخلاف في بعْض طوائفهم وفي مَن أنْكَر إمامةَ أبي بكْر وزعَم أنّ الصحيحَ أنّه يُكفّر.وفي المُحيط أنّ مُحمّداً لا يُجوّزالصلاة خلْف الرّافضة ثم قال لأنّهم أنْكروا خلافةَ أبي بَكْروقد اجْتمعت الصّحابة على خلافته .وفي الخُلاصة من كُتُبهم أنّ مَنْ أنْكَر خلافةَ الصّدّيق فهُوَ كافرٌ و في تتمّة الفتاوى والرّافضي المتغالي الذي ينكر خلافةَ أبي بكر يعْني لا تجوزُ الصّلاة خلْفَه.اهـ

أقول :لقد جنى أصحاب هذه الفتاوى على أنفسهم لأنّهم أدْخلوا قصّة السّقيفة في العقائد،وليست منها، وحكموا بالكفرعلى المطهّرين بنصّ الكتاب الكريم الذين يُصَلَّى عليهم في كلّ صلاة،والذين وردت أحاديث في الصّحيحين وغيرهما تفيد أنّهم سادة أهل الجنّة! فهذه فاطمةُ بنْتُ النّبيّ صلى الله عليه وآله أنْكرََتْ خلافةَ أبي بكْرصراحةً واتّهمتْه بمُخالفة القرآن الكريم وماتت وهي ساخطة عليه ولم تَرَهُ أهلا للصّلاة عليها فأوصت ألاّ يصلّيَ عليها؛ وبناءً على قوله: " وفي الخُلاصة من كُتُبهم أنّ مَنْ أنْكَر خلافةَ الصّدّيق فهُوَ كافرٌ " يُصبحُ كوْنُها(( سيّدة نساء أهْل الجنّة )) في غاية الإشْكال،لكنّه واردٌ في صحيح البخاريّ،ودُون الطّعْن في ذاك الصّحيح خَرْط القَتَاد،وتبْقى القضيّة مطْروحة لأهْل البصائروالمتدبّرين.وهذا عليّ بن أبي طالب عليه السلام وهو من النّبيّ صلى الله عليه وآله بمنزلة هارون من موسى لم يزلْ يشكو ظُلْم قريْش إيّاه إلى أنْ خرجَ من الدنْيا شهيداً،ولم يعتقد بشرعيّة السّقيفة ولم يصحّح فعل أصحابها،والأخبارفي ذلك كثيرة،وقصّته مع أنس بن مالك في الرّحْبة معلومةٌ عاش أنسُ بعدها سَاتِراً وجهَه ببرقع.ولو كان عليّ يصحّح خلافةَ أبي بكر لما رفض الخلافة حين اشترط عليه عبد الرحمن بن عوف أن يعمل بسيرة الشّيْخيْن،وليس هذا محلّ ماقشة ذلك وإنّما هي إشارة لمن أراد أن يطّلع.فما أورده ابن حجر الهيتمي من الفتاوى لا يزيد على أن يكشف عن مدى عداوة أصحابها للنّبيّ صلى الله عليه وآله وتعلّقهم بالكرسيّ! وإنّ ثقافة مبنيّة على تقديس الكرسيّ وتعظيم من تعاقبوا عليه لهيَ أوْهَنُ من بيت العنْكبُوت لوْ كَانوا يعلمون.أوَليسَ عُمرُ بن الخطّاب نفْسُه يطعنُ في السقيفة و يسمّيها فَلتَةً وهوالذي أسّسها وهدّد لأجلها بإحراق بيت كان جبريل يستأذن لدخوله؟!أو ليس عُمَرنفسُه يقول " فمن عاد لمثلها فاقتلوه " ؟ فإن كان ما يقول حقّاً فإنّ جماعةَ السّقيفة يكونون مستحقّين للقتْل لأنّ حُكْمَ الأمْثَال في ما يجوز وما لا يجوز واحد!   

 قال ابن حجر الهيتميّ [6]:وفي الفتاوى البديعيّة من أنكر إمامة أبي بكر رضي الله عنه فهو كافروقال بعضهم وهو مبتدع والصّحيح أنّه كافرٌ وكذلك من أنكر خلافة

عُمَر في أصحّ الأقْوَال،ولم يتعرض أكثرهم للكلام على ذلك.

قال[7]:ومن هذه الآية أخذ الإمام مالك في رواية عنه بكفرالرّوافض الذين يبغضون الصّحابة،قال لأنّ الصّحابة يغيظونهم ومن غاظه الصّحابة فهو كافر؟وهو

مأخذ حسن يشهد له ظاهرالآية،ومن ثمّ وافقَه الشّافعيّ رضي الله تعالى عنه في قوله بكُفرهم ووافقه أيضا جماعه من الأئمّة.قال(ج3ص257): وأما من سبّ أحدا من الصّحابة رضي الله عنهم [وكَأَنَّ عَلِيّاً لَيْسَ مِنَ الصَّحَابَة] فإن كان جاهلاً فمعذور،وإن قامت عليه الحُجّة فتمادى غيرمُعاند فهو فاسق كمن زنى وسرق:وإنْ عاند الله تعالى في ذلك ورسوله صلّى اللّه عليْه وسلّم فهو كافر وقد قال عمر رضي الله عنه بحضرة النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم عن حاطب وحاطب مهاجر بدري:دعني أضرب عنق هذا المنافق.فما كان عُمَر بتكْفيره حاطباً كافراً بل كان مُخطئاً متأوّلاً،وقد قال النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم آية النفاق بغض الأنصار.وقال لعليّ:لا يبغضك إلا منافق ! (انتهـى)‍ .قلتُ: ومع ذلك فقد حكم ابن حزم باجتهاد عبد الرحمن بن ملجم قاتل عليّ عليه السلام وأبي الغادية قاتل عمّاربن ياسررضي الله عنه،فقد حكم في الفصل بأنّهم مجتهدون وهم مأجورون فيما أخطأوا قال[8]: قطعنا أنّ مُعاويَة رضي الله عنه ومن معه مخطئون مجتهدون مأجورون أجراً واحداً.وعدّ (في الصفحة 160) مُعاويَة وعمروبن العاص من المجتهدين،ثم قال:إنّما

اجتهدوا في مسائل دماء كالتي اجتهد فيما المُفْتُون وفي المُفْتين مَن يَرى قتْلَ السّاحر وفيهم من لا يَراه وفيهم من يرى قتل الحُرّ بالعبْد وفيهم من لا يراه،وفيهم من يرى قتل المؤمن بالكافروفيهم من لا يراه،فأيّ فرق بين هذه الاجتهادات واجتهاد مُعاويَة وعمرو وغيرهما ؟ لولا الجهل والعمى والتخليط بغيرعلم.[!](انتهى)

وقد بقي سبّ علي بن أبي طالبعليه السلام سنّة جاريَةً على عهْد بني أُميّة باستثناء مدّة حكم عمربن عبد العزيز.ولم يكن الأمويّون يتورّعون عن أذى من يرفض سبّ عليّ مهما كانت منزلته ومهما ارتفع مقامه واشتهرتديّنُه.قال الذّهبيّ[9]في ترجمةعبد الرحمن بن أبي ليلى: الإمام أبوعيسى الأنصاريّ الكوفيّ الفقيه والد

[القاضي]محمّد رأى عمر يمسح على خفّيه،وروى عن عثمان وعليّ وابن مسعود وأبي ذرّوطائفة؛مولده في أثناء خلافة عمر بالمدينة،قال ابن سيرين جلستُ إليه وأصحابُه يعظّمُونَه [كأنه أمير] وعن أبي حصين أنّ الحجاج استعمل عبد الرحمن بن أبي ليلى على القضاء ثمّ عزله ثمّ ضربه ليسُبّ عليّاً رضي الله عنه وكان يُوري ولا يصرّح،ثمّ[إنّه] خرج مع ابن الاشعث وغرق رحمه الله ليلة دُجَيْل سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين(اهـ).

***

2- كلام في سبّ و لعْن علي عليه السلام

قال ابن حجرالعسقلانيّ[10]:ثمّ كان من أمرعليّ ما كان فنجمَت طائفة أخرى حاربُوه ثمّ اشتدّ الخطْب فتنقّصوه واتّخذوا لعنه على المنابرسنّة ووافقهم الخوارج

على بغضه وزادوا حتى كفّروه مضموماً ذلك منهم إلى عُثمان،فصارالنّاس في حقّ عليّ ثلاثة أهل السّنّة والمبتدعة من الخوارج والمحاربين له من بني أُميّة وأتباعهم فاحتاج أهل السنّة إلى بثّ فضائله فكثر النّاقل لذلك لكثرة من يخالف ذلك...

وقال الحاكم[11]:اخبرنا أحمد بن كامل القاضي [..]عن أبي عبد الله الجدليّ قال دخلتُ على أمّ سلمة رضي الله عنها فقالت لى أيُسبّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فيكم؟

فقلت معاذ الله أو سبحان الله أو كلمةً نحوَها فقالت سمعتُ النّبيّ صلى الله عليه و آله يقولُ من سبّ عليّاً فقد سبّني * هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد رواه بكير بن عثمان البجليّ عن أبي إسحاق بزيادة ألفاظ *[12]

وفي تاريخ اليعقوبي [13]:وروي أنّه – أي زياد بن أبيه - كان أحضر قوماً بلغَه أنّهم شيعةٌ لعليّ ليدْعُوَهم إلى لعْن عليّ والبراءَة منْه أو يضربَ أعناقَهم وكانُوا

سبْعينَ رجلاً...

وفي تاريخ الطبري وتاريخ ابن عساكروالكامل لابن الأثير:[14]أقبل[أي مُعاويَة] على عبدالرحمن العنزيّ فقال إيه يا أخا رَبيعَة ما قولُك في عليّ؟ قال دعْني

ولا تسألْني فإنّه خيرٌ لَك قال والله لا أدعُك حتّى تُخبرَني عنه قال أشهد أنّه كان من الذّاكرين الله كثيراً ومن الآمرين بالحقّ والقائمين بالقسْط والعافين عن النّاس قال فما قولك في عُثمان؟ قال هوأوّل من فتح باب الظّلم وأرْتَجَ أبوابَ الحقّ! قال قتلتَ نفسَك قال بل إيّاك قتلْت ولا ربيعَة بالوادي يقول حين كلّم شمر الخثعميّ في كريم بن عفيف الخثعميّ ولم يكنْ له أحد من قوْمه يكلّمه فيه فبعثَ به مُعاويَة إلى زياد وكتب إليه أما بعد فإنّ هذا العنزي شرّ من بعثْت فعاقبْه عقوبتَه التي هو أهلُها واقتلْه شرّ قتْلة فلما قُدِم به على زياد بعث به زياد إلى قسّ النّاطف فدُفن به حيّاً!(اهـ).

أقول:نعم،هذا هوالحِلْم الذي لايُدانيه حلْمُ حَليم " اقْتُلْهُ شرَّ قتْلَة "،لأنّ القتلةَ البسيطةَ لا تشفي غليل معاوية الحليم فهويريد شرّ قتلة لخصومه، والحلم إنّما يجسّده العفو عن الخصوم عند المقدرة.

وفي المُستَدرك [15]: حدّثنا أبو جعفر أحمد [..]سمعت أبا إسحاق التميمي يقول سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول ثم حججت وأنا غلام فمررت بالمدينة وإذا

الناس عنق واحد فاتبعتهم فدخلوا على أم سلمة زوج النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم فسمعتها تقول يا شبيب بن ربعي فأجابها رجل جلف جاف لبيك يا أماه قالت يُسبّ النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم في ناديكم قال وأنى ذلك قالت فعلي بن أبي طالب قال إنا لنقول أشياء نريد عرض الدّنْيا قالت فإني سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم يقول من سب عليّاً فقد سبّني ومن سبّني فقد سبّ الله تعالى قال( أخبرنا) أبو أحمد محمّد [..]عن معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال النّبيّ صلى الله عليه وآله من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع عليّاً فقد أطاعني ومن عصى عليّاً فقد عصاني * هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه *( أخبرني) محمّد بن أحمد[..] ابن أبي مليكة عن أبيه قال جاء رجل من أهل الشام فسبّ عليّاً عند ابن عبّاس فحصبه ابنُ عباس فقال يا عدوّ الله آذيتَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم إنّ الذين يؤْذُون الله ورسولَه لعنَهم الله في الدّنيا والآخرة واعدّ لهم عذاباً مُهيناً لو كانَ النّبيّ صلى الله عليه وآله حيّاً لآذيتَه * هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه *

وفي جمهرة خطب العرب[16]: تكلّم المغيرة بن شُعبة فشتم عليّا وقال والله ما أعيبُه فى قضيّة يخون ولا فى حكم يَميل ولكنّه قتل عثمان.اهـ

 وقال الجاحظ في البيان والتبيين [17]: جلس مُعاويَة رضي الله تعالى عنه بالكُوفة يبايع على البرءَاة من عليّ بن أبي طالب كرّم الله تعالى وجهَه[!] فجاءه رجلٌ من بني تميم

فأراده على ذلك فقال يا أمير المؤْمنين نطيع أحياءَكم ولا نبرأُ من موْتَاكم فالتفتَ إلى المُغيرة فقال إنّ هذا رجلٌ فاستوْص به خيراً .

ولا يفوت التنبيه على أنّ المغيرة بن شعبة مات وهو مُصِرٌّ على لعْن عليّ بن أبي طالب عليه السلام على المنبر. ففي سير الذهبيّ [18]: خطب المغيرة فـَنالَ

من عليّ.....

و فيه أيضا ( ص103 ) أنّ المغيرة كان في المسجد الأكبر وعنده أهل الكوفة فجاء رجل من أهل الكُوفة فاستقبل المغيرةَ فسبَّ و سبَّ فقال سعيدُ بنُ زيْد مَن يسبّ هذا يا مغيرة قال : يسبُّ عليَّ بنَ أبي طالب...

وفي سير الذهبي[19]: خطب المغيرة فنال من عليّ...

وفي المعجم الكبير[20]:عبد الملك بن الصباح المسمعي حدّثنا عمران بن حدير أظنه عن أبي مجلز قال قال عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة لمُعاويَة إنّ

الحسن بن علي عييّ وإنّ له كلاما ورأيا،وإنّه قد علمنا كلامه يتكلّم كلاما فلا يجد كلاما فقال لا تفعلوا فأَبَوْا عليه فصعد عمْرُوالمنبرفذَكَرَعليّاً ووقعَ فيه ثمّ صعدَ المغيرةُ بن شعبة فحمد الله وأثنى على عثمان ثمّ وقع في عليّ رضي الله عنه...

 وقال الأبشيهيّ [21]:حُكيَ أنّ مُعاويَة رضي الله تعالى عنه بينما هو جالس في بعض مجالسه وعنده وجوهُ النّاس فيهم الأحنف بن قيس إذ دخل رجل من أهل الشّام فقام

خطيباً وكان آخر كلامه أنْ لَعَنَ عليّاً ـ رضي الله تعالى عنه ولَعَنَ لاعنَهُ ـ فقال الأحنفُ يا أمير المؤمنين إنّ هذا القائل لو يعلمُ أنّ رضاك في لعْن المُرسلين لَلَعنَهُم فاتّق الله يا أميرالمُؤْمنين ودعْ عنْك عليّاً رضي الله تعالى عنه فلقد لقيَ ربّه وأفرد في قبْره وخلا بعَمَله وكان والله المبرورَ سيفُه الطّاهرَ ثوبُه العظيمةَ مصيبتُه فقال مُعاويَة يا أحنف لقد تكلّمت بما تكلّمت وأيمُ الله لتصعدَنّ على المنْبر فتَلْعَنه طوعاً أوكرهاً فقال له الأحنفُ يا أميرالمؤمنين إن تُعْفني فهو خيرٌ لك وإن تُجْبرْني على ذلك فوالله لا تجري شفتايَ به أبداً فقال قُمْ فاصعدْ قال أما والله لأُنصفنَّك في القوْل والفعْل قال وما أنت قائل إنْ أنْصفْتني قال أصعدُ المنبرَ فأحمد الله وأُثني عليه وأُصلّي على نبيّه محمّد ثمّ أقول أيّها الناس إنّ أمير المؤمنين مُعاويَة أمرني أن ألعنَ عليّاً ألا وإنّ مُعاويَة وعليّاً اقتتلا فاختلفَا فادّعى كلّ واحد منهما أنه مبْغيٌّ عليه وعلى فئَته فإذا دعوْتُ فأمّنوا رحمَكُم الله ثمّ أقول اللهمّ ألعنْ أنتَ وملائكتك وأنبياؤك وجميع خلْقك الباغيَ منهُما على صاحبه والْعَن الفئةَ الباغيةَ اللهمّ العنْهُم لعناً كثيراً أمّنُوا رَحمَكُم الله يا مُعاويَة لا أزيد على هذا ولا أنقص حرْفاً ولو كان فيه ذهابُ رُوحي فقال مُعاويَة إذاً نُعْفيك يا أبا بحْر.

وقال مُعاويَة لعقيل بن أبي طالب إنّ عليّاً قد قطعك وأنا وصلتُك ولا يُرضيني منْك إلاّ أنْ تلعنَه على المنْبر قال أفعلُ فصعدَ المنبرَ ثمّ قال بعدَ أنْ حمدَ اللهَ وأَثْنى عليْه وصلّى على نبيّه أيّها النّاس إنّ مُعاويَة بن أبي سُفْيان قد أمرَني أنْ ألعنَ عليّ بن أبي طالب فالْعَنُوه فعليْه لعنه الله ثمّ نزل فقال له مُعاويَة إنّك لم تبيّن من لعنتَ منْهما بيّنْهُ فقال والله لا زدْتُ حرفاً ولا نقصْتُ حرفاً والكلامُ إلى نيّة المتكلّم.اهـ

  أقول:ليس عجيباً أن تنطليَ مغالطةٌ ما على أهْل حيّ أو قرْية، لكن عجيبٌ أن تنطليَ على أجيال من أهل القراءة والكتابة،الذين تتميّزعندهم المفاهيمُ بحدُودها ورُسومها؛فكيف غابَ عمّن ينسبُون إلى مُعاوية الحلْم أنّ قلبَه كان غليظا لا أثرللرّحمة فيه؟! وهل يجتمعُ الحلمُ وبغضُ عليّ والحَسن والحُسين؟أليس الحليمُ هو الذي يعفُوعند المقْدرة عمّن أساءَ إليه؟ فمتَى فعلَ مُعاوية هذا وتلك قصّته مع حجْر بن عديّ وأصْحابه، وله قصّة مع عمْروبن الحمق وقصّة مع عبد الرحمن العنزيّ تجعل الولدان شيبا[22]،وقصّةٌ أخرى مع عبد الرحمن بن عديس البلويّ الذي بايع تحت الشجرة؛ثمّ إنّ الحليمَ لا يذكُر الموْتى إلاّ بخيْر ومعاوية كان يسبّ عليّ بن أبي

طالب عليه السلام و يشتمُه ويلعَنُه على المنْبر ويشْترط ذلك على كلّ من يُولّيه على رقاب المُسْلمين؛وهل يجتمع الحلم والغدرُ؟وقد افتتح معاوية حكمَه بالغدْر حين قال أمام الملإ في مسجد الكوفة " ألا وإنّ كل شرط أعطيته للحسن بن عليّ فتحت قدميّ هاتين[23]!


 

[1] صحيح مسلم ج4ص1871 الحديث رقم 2404دار إحياء التراث العربي بيروت تحقيق الأرنؤوط

[2] الصّواعق المحرقة ج1ص140

[3] الصّواعق المُحْرقة ج1ص14

[4] مجمع الزوائد ج8ص300 عن ابن عباس والمعجم الكبير للطبراني ج12 ص87 و إسناده محمد بن خالد الراسبي عن محمد بن معاوية بن صالح عن خلف بن خليفة عن عطاء بن السائب عن الشعبي عن أبن عباس ، والحديث في كتاب التمهيد لابن عبد البرّ ج20 ص247 وما بعدها بألفاظ متعددة : حدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا عبد الله بن عمر بن إسحاق الجوهري قال حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج قال حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن عبد الله بن وعثمان عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبيه قال قيل يا النّبيّ أرأيت من آمن بك ولم يرك وصدقك ولم يرك فقال  ص أولئك إخواننا طوبى لهم طوبى لهم ومن حديث ابن أبي أوفى قال خرج علينا النّبيّ صلى الله عليه و سلم يوما فعقد وجاء عمر فقال يا عمر إني أشتاق إلى إخواني فقال عمر ألسنا بأخوانك يا النّبيّ قال لا ولكنكم أصحابي وإخواني قوم آمنوا بي ولم يروني. أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا محمد ابن إبراهيم الديبلي قال حدثنا علي بن زيد الفرائضي قال حدثنا موسى بن داود عن همام عن قتادة عن أنس عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى سبع مرات لمن لم يراني وآمن بي رواه أبو داود الطيالسي قال حدثنا همام عن قتادة عن أنس عن أبي أمامة قال سمعت النّبيّ صلى الله عليه و سلم يقول طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى سبعا لمن لم يراني وآمن بي [ قال ابن عبد البرّ ] وهذا الحديث في مسند أبي داود الطيالسي أخبرنا بجميعه أحمد بن سعيد ابن بشر وأحمد بن عبد الله بن محمد بن علي إجازة عن مسلمة بن قاسم عن جعفر بن محمد بن الحسن الأصبهاني عن يونس بن حبيب بن عبد القاهر عن أبي داود وذكر مسلم بن الحجاج قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النّبيّ صلى الله عليه و آله قال من أشدّ أمتي حبّاً لي ناس يكونون بعدي يودّ أحدهم لو رآني بأهله وماله ومن مسند أبي داود الطيالسي عن محمد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال أتدرون أيّ الخلق أفضل إيمانا قلنا الملائكة قال وحقّ لهم بل غيرهم قلنا الأنبياء قال حقّ لهم بل غيرهم قلنا الشّهداء قال هم كذلك وحقّ لهم بل غيرهم ثم قال النّبيّ صلى الله عليه و سلم أفضل الخلق إيمانا قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروْني يجدون ورقاً فيعملون بما فيه همْ أفضلُ الخلق إيمانا وحدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن شاكر قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى قال حدثنا إسحاق بن محمد بن حمدان قال حدثنا أبو يحيى زكرياء بن يحيى الساجي قال حدثنا محمد بن المتني قال حدثنا ابن أبي عدي عن ابن أبي حميد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال سمعت النّبيّ صلى الله عليه و سلم يقول أنبئوني بأفضل أهل الإيمان إيمانا قلنا الملائكة وذكر الحديث كما تقدم وذكر سنيد عن خلف بن خليفة عن عطاء بن السائب قال قال ابن عباس يوما لأصحابه أي الناس أعجب إيمانا قالوا الملائكة قال وكيف لا تؤمن الملائكة والأمر فوقهم قالوا الأنبياء قال وكيف لا تؤمن الأنبياء والأمر ينزل عليهم غدوة وعشية قالوا فنحن قال كيف لا تؤمنون وأنتم ترون من النّبيّ ص ما ترون ثم قال قال النّبيّ (صلى الله عليه وآله أعجب الناس إيمانا قوم يأتون بعدي يؤمنون بي ولم يروني أولئك أخواني حقّاً وكان سفيان بن عيينة يقول تفسير هذا الحديث وما كان مثله بين في كتاب الله وهو قوله وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله .

[5] الصواعق المحرقة ـ ابن حجر الهيتمي ـ ج1ص138

[6] في الصواعق المحرقة ج1ص139

[7] الصواعق المحرقةج2ص607

[8] الفصل في الملل والنحل ـابن حزم ـ ج4ص161

[9] تذكرة الحفّاظ ـ الذهبي ـ ج 1ص 58

[10] في فتح االباري (شرح صحيح البخاري) ج 7ص 71

[11] المُستَدرك - الحاكم النيسابوري ج 3 ص 121 دار المعرفة / بيروت 1406هـ

[12] حديث بكير هو: سمعت أبا إسحاق التّميميّ يقول سمعت أبا عبد الله الجدليّ يقول حججتُ وأنا غلامٌ فمررتُ بالمدينة وإذا النّاس عنق وَاحد فاتبعتهم فدخلوا على أمّ سلمة زوج النّبيّ (صلى الله عليه وآله فسمعتُها تقول يا شبيب بن ربعيّ فأجابها رجل جلف جاف لبّيك يا امّاه قالت يُسبُّ النّبيّ (صلى الله عليه وآله في ناديكم قال وأنّى ذلك قالت فعليّ بن أبي طالب قال إنا لنقول أشياء نريد عرض الدّنْيا قالت فاني سمعت النّبيّ (صلى الله عليه وآله يقول من سبّ عليّاً فقد سبّني ومن سبّني فقد سبّ الله تعالى *

[13] تاريخ اليعقوبي ج2ص235 (دار صادر بيروت )

[14] تاريخ الطّبريّ ج3ص230-231 ./مؤسسة الأعلمي / بيروت، و تاريخ ابن عساكر ج2ص 379- / دار الفكر 1415 هـ والكامل لابن الأثير ج3 ص 209 / دار الكتب العلمية بيروت 1415 هـ

[15] المستدرك - الحاكم النيسابوري ج 3 ص 121

[16] جمهرة خطب العرب /أحمد زكي صفوت / ج 2ص22: المكتبة العلمية بيروت

[17] البيان و التّبيين / الجاحظ / ج1 ص 266: دار صعب بيروت 1968

[18] سير أعلام النبلاء /الذّهبيّ / ج1 ص105مؤسسة الرسالة /بيروت /1413هـ

[19] سير أعلام النبلاءج1 ص104

[20] المعجم الكبير للطبراني ج 3ص 71-72 دار إحياء التراث العربي / مكتبة ابن تَيْميَة القاهرة:

[21] المستطرف في كل فن مستظرف ج1ص100

[22] القصة مذكورة في كل من تاريخ الطّبريّ ج3ص230-231./مؤسسة الأعلمي / بيروت، و تاريخ ابن عساكر ج 2 ص379 - ابن عساكر/ دار الفكر 1415 والكامل لابن الأثير ج 3ص 209 . /  دار الكتب العلمية بيروت 1415 هـ

[23] العبارة في شرح نهج البلاغة كما يلي: وأما أبو إسحاق السّبيعيّ فقال : إنّ معاوية قال في خطبته بالنّخيلة : ألا إنّ كل شيء أعطيته الحسن بن عليّ تحت قدميّ هاتين لا أفي به . قال أبو إسحاق : وكان والله غدّاراً .( شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد ج 16 ص 46 ).

 

.. قبل ..        .. الرئيسية ..         .. بعد ..