.. الفصل الثاني أبو سفيان ..

 

1- أبو سُفْيان (نسبه وبعض صفاته):

هوصخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس.قال الذّهبيّ في سيرأعلام النّبلاء ج2ص107:كان أسنّ من النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم بعشرسنين.وعاش بعْده عشرين سنة.وكان عُمَر يحترمه;وذلك لأنّه كان كبيربني أُميّة. وكان حما النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم.ومامات حتى رأى ولديْه يزيد،ثم مُعاويَة،أميريْن على دمشْق.وكان يحبّ الرّياسة والذّكر،وكان له سورة كبيرة في خلافة ابن عمّه عثمان.تُوفّي بالمدينة سنة إحدى وثلاثين.وقيل سنة اثنتين وقيل:سنة ثلاث أوأربع وثلاثين،وله نحوالتسعين.اهـ

أقول:ثبت أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله أهدرَ دمَ أبي سُفْيان،فقد ذكرابنُ سعْد في الطّبقات الكبرى ج2ص93 ما يلي:

...وذلك أنّ أبا سُفْيان بن حرب قال لنفرمن قُريْش:" ألا أحدٌ يغْتال محمّداً فإنّه يمْشي في الأسْواق" فأتاه رجلٌ من الأعراب فقال قد وجدْت أجْمعَ الرّجال قلْباً وأشدّه بطْشاً وأسْرعَه شدّاً فإن أنْتَ قوّيْتَني خرجْتُ إليه حتّى أغتالَه ومعي خنْجر مثلُ خافية النّسرفأسورُه ثم‌آخذُ في عيروأسبِق القوْمَ عدواً فإنّي هادٍ بالطّريق خِرّيتٌ قال أنت صاحبُنا فأعْطاه بَعيراً ونفقةً وقال اطْوِ أمْرَك فخرج ليلاً فسارَعلى راحلَته خمساً وأصْبح ظَهْر الحَرّة صُبحَ سادسة ثُمّ أقْبل يسألُ عن النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم حتى دُلَّ عليه فعقَل راحلته ثم‌أقبَل إلى النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم وهو في مسجد بني عبد الأشهل فلما رآه النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم قال إنّ هذا ليُريدُ غدْراً فذهبَ ليَجْنيَ على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فجذبَه أسيد بن الحضير بداخلة إزارِه فإذا الخنْجرُ فسقِط في يديْه وقال دمي دمي فأخذ أسيد بلبّتِه فدَعَتَهُ فقال النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم اصدُقني ماأنْت قال وأنا آمنٌ ؟ قال نعم فأخبره بأمْره وما جعل له أبوسُفْيان فخلّى عنْه النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم فأسْلَم وبعَث النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم عمْروبنَ أُميّةَ وسلمةَ بنَ أسْلم إلى أبي سُفْيان بن حرب وقال إن أصبْتُما منْه غرّة فاقْتُلاه فدخلا مكّة ومضى عمْروبن أُميّة يطوف بالبيْت ليلاً فرآه مُعاويَةُ بنُ أبي سُفْيان فعرفَه فأخبَر قُريْشاً بمكانه فخافُوه وطلبُوه وكان فاتِكاً في الجاهليّة وقالوا لم يأْتِ عمْرولخَيْرفحشدَ له أهلُ مكّة وتجمّعوا وهرب عمْرووسلمةُ فلقيَ عمروعبيدَ الله بن مالك بن عبيد الله التيمي فقتَلَه وقَتَل آخرَ مِنْ بني الدّيل سَمعَه يتغنّى ويقولُ "ولسْت بمسلم ما دمْتُ حيّا**ًولسْت أدينُ دينَ المسلمينا"،ولقيَ رسولَين لقُريْش بعثتْهُما يتحسّبان الخَبَرفقَتَلَ أحدَهما وأسرَالآخرَفقدمَ به المدينةَ فجعلَ عمرو يُخبرالنّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم خبرَه والنّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم يضْحكُ.اهـ

وقال المسعودي[1]:"وقد كان عمّارحين بويع عثمان بلغه قولُ أبي سُفْيان صخربن حرب في دارعثمان عقيب الوقت الذي بويع فيه عثمان،ودخل داره ومعه

بنوأُميّة،فقال أبو سُفْيان أفيكُم أحد من غيْركم؟وقد كان عَميَ،قالوا:لا قال:يابني أُميّة تلقّفُوها تلقُّفَ الكرة،فوالذي يحلِفُ به أبو سُفْيان مازلْتُ أرْجُوها لكم،ولتصيرَنّ إلى صبْيانكم وراثةً.فانْتَهَرَهُ عثْمان وساءه ما قال،ونُميَ هذا القوْل إلى المهاجرين والأنْصاروغيرذلك من الكلام.فقام عمّارفي المسجد فقال يا معشرقُريْش أما إذا صدفتم هذاالأمْرعن أهل بيت نبيكم ههنا مرّة وههنا مرّة،فماأنا بآمنٍ منْ أنْ ينْزعَه الله فيضَعه في غيْركم كما نزعْتُموه منْ أهْله ووضعْتُموه في غيْر أهْله .

وفي الآحاد والمثاني[2]:..عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنه قال كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سُفْيان ولا يُقاعدُونَه فقال للنّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم

ثلاث أعطنيهن قال نعم قال عندي أحسن العَرب وأجملُه أمّ حبيبة بنْت أبي سُفْيان تتّخذها وأزوّجكها قال نعم ومُعاويَة تتّخذه كاتباً يكتب بيْن يديك قال نعم.اهـ

 أقول:هذا كلام قد صرّح المحقّقون ببطلان أكثره،فإنّ أمّ حبيبة بنت أبي سُفْيان تزوّجها النّبيّ صلى الله عليه وآله بعْد تنصّرزوْجها الأوّل عبد الله بن جحش بن رئاب أخي زيْنب بنت جحش،وأمّا معاوية فإنّ ما يُشاعُ عنه من كتابة الوحْي لا يثبُت،لأنّه أسلمَ بعد فتْح مكّة في أواخرحياة النبي صلى الله عليه وآله،وقد كان أكثرُ القرآن قدْ نزلَ،ولا يعرف مُعاويةُ ناسخَه من مَنسُوخه ولا مُحكمَه من مُتشابهه،وإلا فلمَ لمْ يُذكرْ مع القرّاء كعبد الله بن مسعود وأبيّ بن كعب ؟! وإنّما القولُ الصحيحُ هو أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام هو كاتبُ وحْي النّبي صلى الله عليه وآله لم يفُتْه من ذلك شيء فإنّه تربّى في بيت النبي صلى الله عليه وآله وهوآخرالناس عهداً به وصلّى معه قبلهم بسبع سنسن؛وكان أوّل عمل قام به بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله هوأن جمع القرآن وجاء به إلى الحاكمين يومها،الذين لم يكنْ لهمْ رغْبة في مصحف خطّته يد عليّ عليه السلام.

 وعلى كل حال،فإنّ هذا الحديث وأمثاله ممّا أرادوا به إضفاء شيءٍ من الفضل على أبي سفيان،ولا يثبت به فضل مُقابل ما أُثِرَعن أبي سفيان من العظائم.

  قال أبوسُفْيان في مارواه ابن أبي عاصم بخصوص قصّته مع عظيم الروم[3]:قال قيصرأدنوه منّي ثمّ أمربأصحابي يُجعَلوا خَلف ظهري عندَ كتفي ثم قال

لتُرجمانه:قُل لهم إنّي سائلٌ هذا الرّجل عن هذا الرّجل الذي يزعُم أنّه نبيّ فإنْ كذب فكذِّبوه قال أبوسُفْيان فوالله لوْلا الحياءُ يومَئذٍ بأن يأْثرَأصْحابي عليّ الكذبَ لحدّثْتُه عنْه حينَ سألَني ولكن اسْتَحييتُ أنْ يَأثرُوا عليّ الكذب فصدَقْتُه عنه.." (انتهى)

 يصرّح أبوسُفْيان أنّ المانعَ لهُ من الكذب هوأنْ يأثرَعليه أصحابُه الكذبَ لا لأنّ الكذبَ في نفْسه مذْمومٌ يترفّع عنْه أهلُ المُرُوءة،ومعْنى هذاأنّه لوكان أبو سُفْيان يومها وحدَه ولم يكن معه في المجلس أحدٌ من العرب لكذبَ على النّبيّ صلى الله عليه وآله،وقد سبق قولُ قيصرلرُفقاء أبي سُفْيان بواسطة الترجمان:" فإنْ كذبَ فكذّبوه "؛وهوما يُسْتشفّ منه أنّه تَوَسّمَ فيه الشرَّ وإلا لَمَا أقامَ عليْه رُقباءَ منْ قوْمه يُحْصُون عليه كَلماتِه ومَعانِيَها.فكيف يكُونُ مَنْ لا يُصدّقُ قَيْصَرُ كلامَه إلاّ برُقَباء ثقةً مأْمُوناً ؟!

   وقد روى ابْن قيّم الجوْزيّة بإسنادٌ أُمويّ محض قصّةً تَدَعُ اللّبيبَ حَيْران،وتَكْشف عمّا في باطِن أبي سُفْيانَ مِن حَسَد للنّبيّ صلى الله عليه وآله فإنّ أبا سُفْيان إنْ صحّت القصّةُ كان عالماً ببَعْث نبيّ في قُريْش قبل نزول الوحي على النّبيّ صلى الله عليه وآله بزمان،والقصّة يرويها مَرْوانُ بنُ الحَكم عن مُعاويَة عن أبيه،قال ابن القيم[4]:وقال مَرْوان بن الحكم عن مُعاويَة بن أبي سُفْيان عن أبي سُفْيان بن حرب قال:خرجتُ أنا وأُميّة بن أبي الصّلْت تجّاراً الى الشّام فكانَ كلّما نزلْنا منزلاً أخرجَ

منه سفْراً[5] يقرؤه فكنّا كذلك حتّى نزلْنا بقرْيةٍ مِن قُرى النّصارى فرأوْه فعرَفُوه وأهْدَوا له وذهبَ معهُم الى بيعَتِهم ثمّ رجعَ في وسط النّهارفطَرحَ نفْسَه

واستخْرجَ ثوْبيْن أسْوديْن فلبسَهُما ثمّ قال يا أبا سُفْيانَ هلْ لكَ في عالِمٍ من عُلماء النّصارى إليْه تَناهى علْمُ الكُتب تسألُه عمّا بدا لك قلتُ لا[!] فمضى هووحدَه وجاءَنا بعد هدْأة منَ الليْل فطرحَ ثوْبيْه ثمّ انْجدلَ على فراشِه فوالله ما نامَ ولا قامَ حتّى أصبحَ وأصبحَ كئيباً حزيناً ما يكلّمُناولا نُكلّمه فسريْنا ليْلتيْن على ما به من الهمّ فقلْتُ له ما رأيتُ مثْلَ الذي رجعْتَ به من عتْد صاحِبِك قال لمُنْقَلَبي قلتُ وهلْ لكَ منْ مُنقلب قال إي والله لأموتنَّ ولأُحاسَبَنَّ قلتُ أُعْتقُ إمَاني قال على ماذا قلتُ على أنّك لا تُبْعَث ولا تُحاسب فضحكَ وقال بلى والله لتُبعثُنّ ولتُحاسبُنّ ولتدْخلن فريق في الجنّة وفريق في السّعير قلت أأخبرَك صاحبُك قال لا علْمَ لصاحبي بذلك في ولا في نفْسه فكنّا في ذلك ليلتَنا يعْجَبُ منّا ونضحكُ منْه حتّى قدمْنا غُوطة دمشْق فبعْنا متاعَنا وأقمْنا شهريْن ثمّ ارتحلْنا حتّى نزلْنا قريةً من قُرى النّصارى فلمّا رأوْه جاؤُوه وأهدَوْا له وذهبَ معَهم الى بيعتهم حتى جاءنا مع نصف النّهار فلبسَ ثوبيْه الأسوَديْن وذهبَ حتّى جاءنا بعد هدْأةٍ من الليل فطرحَ ثوبيْه ثمّ رمى بنفسه على فراشه فوالله ما نام ولا قام حتى أصبح مبثوثاًحزيناًلا يكلّمنا ولا نكلّمه فرحلْنا فسرْنا لياليَ ثمّ قال يا صخْرحدّثْني عنْ عتْبة بْن ربيعَة أيجْتنبُ المحارمَ والمظالمَ قلتُ إي والله قال أوَيَصل الرّحمَ ويأمُربصِلَتها قلتُ نعم قال فكريمُ الطّرفيْن وسيطٌ في العشيرة قلتُ نعمْ قال فهلْ تعلمُ قرشيّاً أشرفَ منْه قلتُ لا والله قال أمُحْوِجٌ هو قلت لا بلْ هو ذومال كثيرقال كم أتى له من السنين قلت هوابن سبْعين أوقدْ قارَبَها قال فالسنُّ والشّرفُ أزْرَيَابه قلت والله بلْ زادَهُ خيْراً قال هُو ذاك ثم إنّ الذي رأيْتَ بي إني جئْتُ هذا العالمَ فسألْتُه عن هذا الذي يُنْتظَرفقال:رجلٌ من العرب من أهْل بيْت تحجّه العربُ فقلت فينا بيت تحجّه العربُ قال هُوَمن إخْوتكم وجيرانكم من قُريْش فأصابني شيءٌ ماأصابَني مثلُه إذْ خرجَ منْ يدي فوْزُ الدّنْيا والآخرةِ وكنْتُ أرجُوأن أكونَ أنا هُو فقلْتُ فصفْهُ لي فقال رجلٌ شابٌّ حين دخلَ في الكُهولة بدوأمْره أنّه يجْتنبُ المحارمَ والمظالم ويصلُ الرّحم ويأمرُ بصلتهاوهوكريمُ الطّرفيْن متوسّط في العشيرةِ أكثرجنْده من الملائكة قلْتُ وما آية ذلك قال رجفت الشّام منْذ هلك عيسى بْن مرْيم عدّة رجفات كلّها فيها مُصيبة وبقيتْ رجفة عامّة فيها مصيبة يخْرج على أثرِها فقلت هذا هُوالباطل لئنْ بعث الله رسولاً لا يأخُذُه الا مُسنّاً شريفاً قال أُميّة والذي يحلفُ به إنّه لهكذا فخرجْنا حتّى اذا كان بيْننا وبين مكّة ليْلتان أدركَنا راكبٌ من خلْفنا فإذا هُو يقولُ أصابت الشّامَ من بعْدكم رجْفة دثرأهلُها فيها فأصابتْهم مصائبُ عظيمة فقال أُميّة كيف ترى يا أبا سُفْيان فقلت والله ما أظنّ صاحبَك إلاّ صادقاً وقدمْنا مكّة ثمّ انطلقْتُ حتّى أتيْتُ أرضَ الحبشة تاجراً وكنْتُ فيها خمْسةَ أشْهر ثمّ قدمْتُ مكّة فجاءني النّاسُ وفي آخرهم محمّد وهنْدُ تلاعبُ صبيانَها ورحّبَ بي وسألني عن سفَري ومقْدَمي ثمّ انْطلقَ فقلتُ والله إنّ هذا الفتى لعجبٌ ما جاءني من قُريْش أحدٌ له معي بضاعةٌ الاّ سألني عنها وما بلغْت،والله إنّ له معي لبضاعةً ما هو بأغْناهم عنْها ثمّ ما سألني عنْها فقالت أوَمَا علمْتَ بشأْنه فقلتُ وفزعْتُ وما شأنُه قالت يزْعُم أنّه رسول الله فذكرتُ قولَ النّصراني فوجمْتُ ثم قدمْتُ الطائفَ فنزلتُ على أُميّة فقلتُ هلْ تذكرُ حديثَ النّصراني قال نعمْ فقلتُ قد كان قال ومَنْ قلتُ محمّد بن عبد الله فتصبَّبَ عرَقاً فقلتُ قد كان من أمْر الرّجل ما كان منه فقال والله لا أومِنُ بنبيٍّ من غيْر ثقيف أبدا! فهذا حديث أبي سُفْيان عن أُميّة وذلك حديثه عن هرقل وهوفي صحيح البخاريّ وكلاهُما من أعْلام النبوة المأخوذة عن علماء أهل الكتاب.اهـ

إذاً فقد كان أبوسُفْيان عالماً بصدْق رسالة النّبيّ صلى الله عليه وآله من البداية،وقد تثبّت مِنْ أُميّة بن أبي الصّلْت،فلماذا بقي الشّك يراودُه؟ولماذا يقول ليلة فتح مكة للعبّاس:لقد أصبحَ ملك ابْنِ أخيك عظيماً؟! على أنّها ليست المرّة الوحيدة التي اطّلع فيها على مايقطع به العقلاء بصدق رسالة النبي صلى الله عليه وآله،فقد رُوي في حقّه أمورأخرى،منها ما رواه ابن عساكر[6]عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال لما كان ليلة دخلَ النّاسُ مكّةَ ليلةَ الفتْح لم يزالوا في تكْبير وتهْليل وطوافٍ بالبيْت حتى

أصْبحوا فقال أبو سفيان لهنْد تريْنَ هذا من الله قال ثمّ أصبحَ فغدا أبو سفيان إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم قلتَ لهنْد أتريْن هذا من الله نعمْ هُو من الله فقال أبو سفيان أشهدُ أنّك عبد الله ورسوله والذي يحلف به أبو سفيان ما سمعَ قوْلي هذا أحد من النّاس إلا الله وهنْد.اهـ

 لكنّه أثناءَ معْركة حُنيْن حينما انْكشفَ المسلمون قال كلمةً كبيرةً تُشْعر بفرحه بهزيمتهم،قال ابنُ كثير[7]:قال ابن إسحاق:ولماانْهزم النّاس تكلّم رجالٌ من جُفاة

الأعْراب بما في أنْفُسهم من الضّغن،فقال أبو سفيان صخر بن حرب ـ يعني وكانَ إسلامُه بعدُ مدخولاً وكانت الأزْلامُ بعدُ معه يومئذ [8]ـ قال:لا تنْتهي

هزيمتُهم دونَ البحْر(اهـ).

 ولأبي سُفْيان أقوالٌ أخرى يأْباها الذوقُ السّليم وتشمئزُّ منْها القلوبُ التي سكَنَها الإيمانُ،ومن ذلك ما ذكرَه ابن منظور[9]:وفي الحديث أنّ أبا سُفْيان قال لبني

أُميّة تزقّفُوها تزقّف الكُرة يعني الخلافة(اهـ).ومثله في الفائق[10]:زقف التَّزقُّف والتَّلقُّف أخَوان وهُما الاسْتلابُ والاخْتطَافُ بسُرْعة ومنه أنّ أبا سُفْيان

رضي الله عنْه قال لبني أُميّة:تزقّفوها تزقّف الكُرَة ورُويَ تلقّفُوها يعنى الخلافةَ وعن مُعاويَة رضي الله عنه لوبَلَغ هذاالأمرُ إلينا بنى عبد مناف تزقّفناه تزقّف الأكرة(اهـ).

فالخلافةُ في نظَرأبي سفيان وابنه معاوية ليست أمانةً في عنق صاحبها ولا عهداً من الله،وإنّما هي شيءٌ يستحقّ التزقّف والتلقّف.

ومن ذلك أيضاً ما ذكره الطبريّ بخصوص الكتاب الذي عزم المعتضد على إرساله إلى الأمْصار ليُقرأ على المنابر وقد جاء فيه :         

 " ومنه ما يَرْويه الرّواةُ من قوْله يا بَنى عبْد مناف تلقّفوها تلقّفَ الكُرة فما هُناك جنّة ولا نار وهذا كُفْرٌ صُراحٌ يَلحقُه به اللّعنة من الله كما لحقَت الذين كفرُوا من بنى إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ومنه ما يروون من وقوفه على ثنيّة أُحُد بعد ذهاب بصره وقوله لقائده ههنا ذبَبْنا محمّداً وأصحابَه.. "" [11]

ومن ذلك أيضاً ما ذَكره ابنُ عساكرفي قصّة مَلك الرّوم حيث قال أبوسفيان :                    

" فلما قال ماقال وفرغ من قراءة الكتاب كثُرعنده الصّخب وارْتفعَت الأصواتُ وأخْرجنا فقلت لأصحابي حين أخْرجنا لقد أمرأمرابْن أبي كبْشة. إنه يخافُه مَلك بني الأصْفر فما زلْتُ موقناً أنّه سيظْهرُ حتى أدخل الله عليّ الإسلام.. "[12]

ولا يخفى ما في عبارته من قصْد الإزْراء بشخْص النّبيّ الكريم صلى الله عليه وآله فإنّه وإنْ كان عدوّاً له وفي حالة حرب معه،إلاّ أن مثْل هذا التّعبيرفي حقّ النبي صلى الله عليه وآله لا يقرّه عقلاء ذاك الزمان ولا غيره من الأزمنة السّابقة واللاّحقة؛ ومهْما هذّبْنا العبارة وبحثْنا عن مبرّرات وتأويلات فإنّنا لنْ نسْتطيع أنْ ننْفي ما وراء تلْك الكلمات من حقْد كامن في قلْب أبي سفيان؛وقد قال الله تعالى في حقّ من يصْدرمنْهم مثْلُ هذا" قد بدت البغْضاءُ من أفْواههم وما تُخفي صُدورهم أكْبر"ولا شكّ أنّ كلام أبي سفيان يؤذي النبيّ(صلى الله عليه وآله ).

ومن ذلك ما ذكره ابن عساكر في تاريخه قال[13]:" قال أبوسفيان وأقبلت حتى آتي مكّة فوالله ما أنا منْه ببعيد حتى جئت مكة فوجدت أصحابه يُضرَبُون

ويُقْهَرون قال فجعلت أقول فأين جُنْدُه من الملائكة قال ودخلني ما يدخل النّاسَ من النّفاسة "اهـ

وفيه اعترافٌ صريحٌ بانسياق أبي سفيان وراءَ الحسد وترْكِه الحقّ وكتمانه إيّاهُ عمداً؛ولوأنّه أخْبرَالنّاسَ بما رأى وسمع في سفَره مع أميّة بن أبي الصّلت لكان للأُمورمَجْرى غيْرالذي جرتْ عليْه،ولكان له هو سعيٌ مشْكورٌ في حقْن الدّماء وصلة الأرْحام.

ومنه ذلك ما رواه ابن عساكر قال[14]: عن وهب بن كيسان عن عبد الله بن الزبيرقال كنتُ مع أبي عامَ اليرْمُوك فلما تعبّأ المسلمون للقتال لبسَ الزبيرُ

لامتَه ثمّ جلسَ على فَرسه،ثمّ قالَ لمَوْلَييْن احْبسا عبدَ الله بن الزبيرمعكُما في الرّحل فإنّه غلامٌ صغير،ثمّ توجّه فدخلَ في النّاس. فلما اقتتلَ الناسُ والرّومُ نظرْتُ إلى ناس وُقوفٍ على تلّ لا يُقاتلون مع النّاس فأخذْتُ فَرساً للزّبير كان خلفهُ في الرّحل فركبْتُه،ثمّ ذهبت إلى أولئك النّاس فوقفْتُ معهم وقلتُ أنظرُما يصنعُ الناسُ،فإذا أبوسفيان بن حرب في مَشيخةٍ منْ قُريش من مُهاجرة الفتْح وُقوفاً لا يُقاتلون؛فلمّا رأوْني رأوا غلاماً حدثاً لمْ يتّقُوني.قال فجعلُوا والله إذا مالَ المسلمون وركبَهم الرومُ يقُولون إيه بني الأصفر وإذا مالت الرومُ ورَكبَهم المسلمون قالوا يا ويحَ بني الأصفرفجعلْتُ أعْجبُ من قوْلهم فلمّا هزم الله الرّومَ ورجعَ الزّبيرُ جعلْتُ أخْبرُه خَبرَهم قال فجعلَ يضْحكُ ويقول قاتلهم الله أبوْا إلاّ ضغْناً وماذا لهم في أنْ يظْهرعليْنا الرّومُ ولنحْنُ خيرٌ لهمْ منْهم "(اهـ).

 ليست هذه أوّل مرّة يفرح فيها أبو سفيان بهزيمة المسلمين،فقد سبق الحديث عن كلمته يوم حنين؛وهذا قبيح منه ومن جماعته،فإنّهم يتمنّون هزيمةَ جيْش هُم بعْضُ أفْراده،ويُفترضُ في العاقل أنْ يحبّ وطنَه وقومَه مهْما كان بيْنه وبيْنهم حين يصْبحُ الأمرُبيْنهم وبين أعْدائهم،وماأحسن قول الشاعر في ذلك:  بلادي وإن جارتْ عليّ عزيزةٌ ** وقَوْمي وإن جارُوا عليّ كِرَامُ

 لكنّ أبا سفيان خالٍ من الحسّ القوميّ كماهُو خال من الحسّ الدينيّ،فلا عجبَ بعدها أن يصدُر منْه أمثال هذا .

وكان أبو سفيان شحّيحا،وقد ذكروا أنّ الشّحّ أعمّ من البُخل؛إذ البخل يختصّ بمنع المال والشّحّ يعمّ كل شيء في جميع الأحوال.والبُخل ممْقوتٌ شرْعاً وعُرْفاً،وقد مدحَ الله تعالى المُنْفقين وذمّ البُخلاء؛جاء في كتاب صحيح البخاري ما يلي:عن عُرْوة عن عائشة رضى الله عنها:قالت هند أمّ معاوية للنّبيّ صلى الله عليه وسلم إنّ أبا سفيان رجل شحّيح فهل عليّ جُناح أن آخذ من ماله سرّاً قال خذى أنت وبنوك ما يكفيك بالمعروف.[15]

وقد عقد النووي في شرح مسلم باباً لفضائل أبي سفيان لم يذكرفيه سوى حديث عرضه على النّبيّ صلى الله عليه وآله الزواج بأمّ حبيبة،وبما أنّ الحديث قد نالته سهام أهل الفنّ من كل جهة لكون أمّ حبيبة تزوّجهاالنّبيّ صلى الله عليه وآله قبل إسلام أبي سفيان بزمان،ولشهرة ما وقع للأخير معها حين جاء إلى المدينة وأراد تمديد عهد الصلح[16]،فقد تحوّل باب الفضائل إلى حملة على ابن حزم لقوله عن الحديث "موضوع والآفة فيه من عكرمة بن عمّار".

 ***

2- آل أبي سُفْيان:

  كان لأبي سفيان من الولد يزيدُ بن أبي سفيان ومعاويةُ بن أبي سفيان وحنظلةُ بن أبي سفيان[ قُتل يوم بدركافراً] وعتبة بن أبي سفيان وعنبسة بن أبي سفيان(لاعقب له)،ومحمد بن أبي سفيان[17] ومن البنات رملة بنت أبي سفيان وكنيتها أم حبيبة [تزوّجها النبيصلى الله عليه وآله بعدما تنصّرزوجها عبد الله بن حجش في

الحبشة] وجويرية بنت أبي سفيان [وكانت تفضّل أخاها معاوية على عليّ عليه السلام ] وأميمة بنت أبي سفيان[ تزوّجها حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس من بني عامربن لؤي فولدت له أبا سفيان بن حويطب ثم خلف عليها صفوان بن أمية فولدت له عبد الرحمن بن صفوان ] [18]وهند بنت أبي سفيان[تزوّجها الحارث

بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف فولدت له عبد الله بن الحارث ويكنى أبا محمد ][19].

وليس في من ذُكرمن يُشارإليه بتديّن واستقامة؛أمّا معاوية فمعلوم الحال وسيَردُ عليك في حقّه ما يثير العجب.وأما يزيد فقد ولاّه أبو بكر على الجيش المتوجّه إلى الشّام وهلك في طاعون عمواس وله قصّة مع أبي ذرّ تأتي لاحقاً.وقد ناقض الذّهبيّ نفْسه حين ذكره في أهل العقْل والدينّ ثمّ ذكرغصْبه حقوق بعض أفراد جيشه.وأمّاعُتبة فكان عديم الغيرة على شرفه حتى قال الشعراء في ذلك ماقالوا![20]ولا يشكّ المطالع لسيرة آل أبي سُفْيان في أنّهم كانوا أشدّ النّاس استخفافاً

بالمقدّسات:والذين جاؤوا من بعدهم من آل مَرْوان كيزيد بن عبد الملك والوليد بن يزيد وغيرِهما إنّما تعلّموا منْهم،ووجدوا الطّريق مُمَهّدا لذلك.كيف لا و قدجعل يزيدُ بنُ مُعاويَة منْصبَ الخلافة هُومنْصبَ الاستخْفاف بالحُرُمات واللّعب بالفهود والقرود وترك الصّلوات والإقْبال على الشّهوات،وسيمرّبك لاحقاً شهادةُ أهْل المدينة عليه بذلك.وقد سبقه إلى ذلك أبوه مُعاويَة حينما راح يُظْهراستخْفافه بشخْص النّبيّصلى الله عليه وآله في مواطنَ عديدة،ويخالفه قولاً وعملاً،ولوْ لمْ يكنْ إلاّ اسْتلحاق زياد بْن سُميّة لَكَفى.ولئن تشابهَ البقرُعلى أقْوام في مُعاوية فإنّه لا يتشابه عليْهم في يزيد،إذْ ليْس يصحّ في الأفْهام شيءٌ إذا احْتاج النّهارُإلى دليل.فيزيد ملكَ ثلاثَة أعوام قتلَ في الأوّل سبطَ النّبيّ صلى الله عليه وآله في أهْل بيْته وأصْحابه وأسرَ النّساءَ والصبْيان،واسْتباح في العام الثاني مدينة النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله في واقعة الحرّة المشْهورة التي راح ضحيّتها من الصّحابة والتابعين خلْقٌ كثيرٌ،وانتُهكت فيها الأعْراض بشكْل ينْدى له الجبين[21]،ورمى الكعبة المشرّفة في العام الثالث من حكمه

بالمنْجنيق؛وبذلك جمع في مدّة قصيرة أعمال كلّ من فرْعون وأبْرهة وقابيل.وإنّه لمما يحزّ في نفوس الشّرفاء والمُدافعين عن القيَم أن ينْبري من انْبرى للدفّاع عنْ يزيد باسْم الإسْلام،وتنْفق في ذلك دُولارات النفْط في بلْدان يعيش كثيرٌمن أهْلها تحْت مسْتوى الفقْر بشهادة الجمْعيّات والمنظّمات الإنسانيّة العالميّة الرسميّة منها وغيرالرسميّة.لا أدري ما الذي يستفيده المسْلمون من الدّفاع عن يزيد بن مُعاوية،ولا أدْري كيْف يسْمح أناسٌ لأنفسهم بالنزول إلى ذلك المستوى من التّنكّرللحقّ وهم في نفْس الوقْت يُطيلون اللّحى ويحافطون بصورة منتطمة على التعطّر والسبق إلى الصفوف الأولى كلّ يوم جمعة!ولا أدري كيْف يسْمح النّاس لأنْفسهم بالاسْتماع إلى أقْوام سبّاقين إلى الباطل وأهْله فرّارين من الحقّ وأهله.ولست أعْني في ما أقول أولئك البسطاءَ من النّاس الذين وُلدُوا في مُجتمَعات لا تقْدرأهْل البيت عليهم السلام قدْرَهم،وقد وجَدوا ثقافةً جاهزةً فانْصهرُوا فيها ثقةً منْهم بأسْلافهم،وإنّماأعْني أولئك الذين يُحسنُون ترْتيبَ المقدّمات وتأصيلَ البُحوث ممّن قضوا السّنين الطّويلة في الجامعات والمعاهد وأتْعبُوا أنفسهم اللّياليَ والأيّامَ بين مُخْتلف أمّهات الكُتب .هؤلاء قد قامتْ عليهم الحُجّة ولن يُعفَوا من المؤاخذة لأنّ الرّاضي بفعْل قومٍ داخلٌ فيهم،والسّاكت عن الحقّ شيطان أخْرس،وهمْ أعْلمُ النّاس بذلك،وليس منْ علِم كمَنْ لمْ يعْلمْ.

قال ابن كثير[22]:قال ابن إسحاق:وحدّثني يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهادي الليْثيّ أنّ محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيميّ حدّثه أنّه كان بين الحُسيْن بْن

عليّ بن أبي طالب وبين الوَليد بْن عُتْبة بْن أبي سُفْيان ـ والْوليد يوْمئذ أمير المدينة،أمّرَهُ عليْها عمُّه مُعاويَةُ بْن أبي سُفْيان ـ منازعةٌ في مال كان بيْنهُما بذي المرْوة فكأن الوليدَ تحامَلَ على الحُسين في حقّه لسُلْطانه فقال له الحُسيْن:أحلفُ بالله لتنصفنّي منْ حقّي أوْلآخذنّ سيْفي ثمّ لأَقُومَنّ في مسْجد النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم،ثم لأدعُوَنّ بحِلْف الفُضول[23].قال فقال عبدُ الله بن الزبير- وهو عند الوليد حين قال له الحُسيْن ما قال ـ وأنا أحْلفُ بالله لئنْ دعا به لآخذنّ سيْفي ثمّ لأقومنّ معه

حتّى يُنْصَف من حقّه أونموتَ جميعاً.قال وبلغت المُسوّر بنَ مَخْرمة بْن نوْفَل الزُّهْريّ فقال مثلَ ذلك.وبلغت عبدَ الرحمن بنَ عثمانَ بن عبيد الله التّيميّ فقال مثْلَ ذلك.فلما بلغَ ذلك الوليدَ بْنَ عُتبة أنْصف الحسيْنَ من حقّه حتى رَضي(اهـ).

وقال البلاذري في أنساب الأشراف[24]::قال الواقديّ وهشام بن الكلبيّ: ظلمَ الوليدُ بن عتبة بن أبي سفيان ـ وهو عامل عمّه معاوية على المدينة ـ الحسينَ بن

عليّ بن أبي طالب في أرْض له فقال:لئن أنصفْتَني ونزعْتَ عن ظلْمي وإلاّ دعوْتُ حلفَ الفُضول؛ فأنصفه .  

أقول:إنّه لمؤسفٌ أن يُضطرّ ابنُ النّبيّ صلى الله عليه وآله إلى حلْف الفضول لاستثارة نخْوة لم يعُدْ يستثيرها عنْوانُ آية المودّة في القُرْبى ولا عُنوانُ سيّد شباب أهْل الجنّة ولا عنْوانُ ريْحانة النّبيّ صلى الله عليه وآله!وظاهرالأمْرأنّ الوليد بن عتبة لم يكنْ ينْوى إنْصاف الحُسيْن عليه السلام وإنّما خشيَ أنْ تتطوّر القضيّة وفي القلوب على بني أمّية ما فيها وتفلتَ الأمورُمنْ يَده،فرجعَ إلى الإنْصاف مُكرَهاً لا عنْ طواعيَة.وهذه القصّة تؤكّد جوْرآل أبي سُفْيان كابراً عن كابر.

وقال ياقوت الحموي[25]:رُوي أنّه كان ليزيد بْن مُعاويَة ابنٌ اسمُه عُمَرفحجّ في بعض السّنين فقالَ وهو مُنْصرفٌ إذا جعلْنَ ثافلاً يَمينا** فلنْ نعودَ بعْدَها

سنِينَا** للحجّ والعُمْرة ما بقينا! قال فأصابَتْه صاعقةٌ فاحْترقَ فبلغ خبرُه محمّدَ بن عليّ بن الحسين عليه السلام فقال ما استخفّ أحدٌ ببيْت الله الحرام إلا عُوجل(اهـ).


 

[1] مروج الذهب للمسعودي ج2 ص342

[2] الآحاد والمثاني ـ ابن أبي عاصم ـ ج1ص364

[3] الآحاد والمثاني - ابن أبي عاصم ج 1ص 365

[4] هداية الحيارى ـ ابن قيم الجوزية ـ ج1ص99. والقصة نفسها مذكورة في تاريخ ابن كثير [ البداية والنهاية ج2ص 281 ]وتاريخ مدينةدمشق –ابن عساكر – ج9 ص261 والإسناد عند ابن عساكر ما يلي : اخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات أنا رشأ بن نظيف المقرئ أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني أنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر أنا أبي أنا أحمد بن محمد بن نصر حدثنا محمد بن عبد الوهاب الأزهري حدثنا يعقوب بن عبد الله السلمي حدثني محمد بن مسلمة عن إسماعيل بن الطريح بن إسماعيل الثقفي عن أبيه عن جده عن مروان بن الحكم حدثني معاوية بن أبي سفيان عن أبي سفيان بن حرب

[5] السفر : الكتاب و جمعه أسفار ومنه قوله تعالى في سورة الجمعة (كمثل الحمار يحمل أسفارا....).

[6] تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر ج 23  ص 457

[7] البداية والنهاية - ابن كثير ج 4 ص 374

[8] أين هذا من قولهم " حَسُنَ إسلامه "

[9] لسان العرب ابن منظورج9ص138

[10] الفائق في غريب الحديث ج2ص 117

[11] تاريخ الطبري - الطبري ج 8ص 185: و النصائح الكافية لمحمد بن عقيل الشافعي ص261.

[12] تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر- ج 2 ص 93 وقصة الكتاب في :الكامل في التاريخ لابن الاثير ج1 ص 592 وصبح الاعشى للقلقشندي ج6 ص359 ودلائل النبوة للبيهقي ج 4ص384 والوثائق السياسية لحميد الله ص 109

[13] تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر – ج9 ص 264:

[14] تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر- ج 23 ص 467

[15] صحيح البخارى - البخاري ج 3 ص 36و ج6ص193 وصحيح مسلم ج5ص129ومسند أحمد ج6 ( ص39 وص50وص206)وسنن الدارمي ج2ص159وسنن ابن ماجه ج2ص 769 وسنن أبي داوود ج2ص 150 والسنن الكبرى للبيهقي ج7ص466 وطبقات ابن سعد ج8ص237 وتاريخ دمشق ج23ص471 وأسد الغابة ج5ص562والبداية والنهاية ج4ص365.

[16] قال ابن هشام في السيرة ج 4 ص 855 : ثم خرج أبو سفيان حتى قدم على النّبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة ، فدخل على ابنته أم حبيبة بنت أبى سفيان ، فلما ذهب ليجلس على فراش النّبيّ صلى الله عليه وسلم طوته عنه ، فقال : يا بنية ، ما أدرى أرغبت بى عن هذا الفراش أم رغبت به عنى ؟ قالت : بل هو فراش النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك نجس ، ولم أحب أن تجلس على فراش النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، قال : والله لقد أصابك يا بنية بعدى شر.

[17] له ترجمة في  تهذيب الكمال - المزي ج 25  ص 284 و تاريخ البخاري الكبير : 1 / الترجمة 288 والكاشف : 3 / الترجمة 4950 ، وتذهيب التهذيب : 3 / الورقة 207 .

2 - تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر ج 69 ص 55

[19] تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي - ج 1 ص 225

[20] قصة عتبة بن أبي سفيان مع اللحياني مذكورة في جمهرة خطب العرب ج2ص22

[21]   يأتي الحديث عن واقعة الحرة بالتفصيل لاحقا .

[22] البداية والنهاية ـ ابن كثيرـ ج 2 ص 357

[23]  :قال ابن الاثير في النهاية في غريب الحديث ج 3 ص 456 :

حلف الفضول ، سمى به تشبيها بحلف كان قديما بمكة . أيام جرهم ، على التناصف ، والأخذ للضعيف من القوي ، وللغريب من القاطن ، قام به رجال من جُرْهُم كُلّهم يُسمّى الفضْل ، منهم الفضل بن الحارث ، والفضل بن وداعة ، والفضل بن فضالة .

[24] أنساب الأشراف- البلاذري - ص 14

[25] معجم البلدان ياقوت الحموي ج2ص71

 

.. قبل ..        .. الرئيسية ..         .. بعد ..