امام هذه (العيوب) التى تصور عمر انه قد اكتشفها بسنه الرسول الفعليه قرر رفع سنه الرسول من التطبيق والغائها، وايجاد سنه جديده اوحى له بها عقله، فقسم بين الناس على مراتبهم فى نفسه ووفق الموازين التى اوحى له بها عقله، ومن ثم قسم المال بين الناس حسب مراتبهم عنده، فاعطى زوجات الرسول مبالغ طائله تفوق التصور والتصديق وزائده عن حاجاتهم، ولم يساو بين زوجات الرسول بالعطاء، فاعطى عائشه اثنى عشر الف، وحفصه مثلها، واعطى لكل واحده من امهات المومنين الاخريات عشره آلاف!!
واغدق عطاياه على كبار رجالاته كعثمان وطلحه والزبير، وروساء المرتزقه من الاعراب، واستمر على ذلك تسع سنين من عهده الرائد مخالفا لسنه رسولاللّه وعاملا برايه الشخصى، ولم ينكر عليه احد ذلك لا بقول ولا يد، حتى نسى الناس سنه الرسول، واتبعوا راى عمر بن الخطاب الذى تحول مع التكرار الى سنه حقيقيه لها اهميه اكثر من سنه الرسول نفسه.
النتائج المدمره لابدال سنه النبى براى عمر:
طبق عمر بن الخطاب كخليفه رايه الشخصى بعد ان الغى سنه رسولاللّه، ومع الايام وبقدره قادر صار راى عمر الشخصى سنه واجبه الاتباع فطبقها تسع سنين ثم اكتشف آثارها المدمره وبقى سائرا عليها حتى مات، وجاء الخلفاء فنسجوا على منواله تاركين سنه الرسول ومتبعين سنه عمر حتى سقط آخر سلاطين بنى عثمان!!
بعد تسع سنين من تطبيق راى عمر بن الخطاب الذى تحول الى سنه بدات الاثار المدمره لسنه عمر تظهر فظهرت الطبقيه والغنى المترف جنبا الى جنب مع الفقر المدقع، وظهر الموت من التخمه والموت من الجوع معا، فطلحه والزبير وعثمان ابن عفان وعمرو بن العاص كانوا يملكون الذهب الذى يكسر بالفووس، وعمار وبلال وعامه الناس كانوا يموتون من الجوع.
ونمت بذور الصراع القبلى بين ربيعه ومضر، وبين الاوس الذين والوه والخزرج الذين عارضوه، وبين العرب والعجم وبين الموالى والصرحاء، وتحولت البذور الى نار فى ما بعد كبرت وكبرت حتى التهمت المجتمع الاسلامى كله (692).
عمر يكتشف بعد تسع سنين سوء رايه:
بعد تسع سنين من الغاء عمر لسنه الرسول واحلال رايه الشخصى محلها اكتشف عمر ان رايه الشخصى لم يكن اهدى ولا اكثر انصافا من سنه الرسول كما تصور قبل تسع سنين، لذلك اعلن عن عزمه على الرجوع الى سنه الرسول فقال:
(ان عشت هذه السنه ساويت بين الناس، فلم افضل احمر على اسود، ولا عربيا على عجميا، وصنعت كما صنع رسولاللّه وابو بكر) (693).
ولكن عمر مات ولم يعش السنه، وبقيت سنه النبى مهجوره وسنه عمر نافذه، طبقها جميع الخلفاء، وصار لكل خليفه موازينه الخاصه بترتيب الناس، وتصرفوا باموال اللّه وفق هذه الموازين التى لم تدم على حال، ولم يستقر لها قرار.
الغاء سنه الرسول الفعليه المتعلقه بخمس الخمس!!
قال تعالى (واعلموا انما غنمتم من شىء فان للّه خمسه وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم آمنتم باللّه وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان واللّه على كل شىء قدير) (694).
وقوله تعالى (قل لا اسالكم عليه اجرا الا الموده فى القربى).
بين الرسول هذه الايه بسنته العمليه التى طبقها طوال عهده الخالد، فجعل خمس الخمس لذوى قرباه وهم بنو عبد المطلب الذكر منهم والانثى، وبنى المطلب (695)، بالاضافه الى يتيم الهاشميين ومسكينهم وابن سبيلهم... قال ابن عباس:
(سهم ذوى القربى لقربى رسولاللّه قسمه لهم رسولاللّه) (696).
والحكمه من هذا التشريع ان اللّه تعالى قد حرم الصدقه على محمد وعلى آل محمد (697)، فجعل هذا السهم ليسد به حاجاتهم.
عمر بن الخطاب يهمل ايه محكمه ويبطل سنه النبى الفعليه:
ادرك عمر بن الخطاب ان هذه الايه وبيانها يكرسان التميز الهاشمى الذى يدعيه على، وفى معرض حمله قاده التحالف لتركيع اهل بيت النبوه، جردوهم من حقهم فى الخمس الوارد فى آيه محكمه، والثابت بالسنه الفعليه لرسولاللّه، بحجه ان قريش كلها ذوى قربى (698).
وبهذه المناسبه نتساءل طالما ان قريش ذوى قربى فلماذا تامروا على قتل النبى!!
ولماذا حاصروا الهاشميين وبنى المطلب فى شعب ابى طالب ثلاث سنين!!
لماذا لم يتذكر ابناء البطون القربى يوم فعلوا ذلك!!
وهل حوصر بنو عدى وبنو تيم مع الهاشميين وبنى المطلب ام ان بنى عدى وبنى تيم اشتركوا مع قريش بحصار الهاشميين والمطلبيين الذين الغى عمر حقهم المخصص لهم بسهم ذوى القربى!!
لقد ابى عمر بن الخطاب ان يعطى بنى هاشم حقهم (699) بحجه ان قريش كلها ذوى قربى كما قال (700).
وهكذا وبكل بساطه ابطل عمر بن الخطاب مفعول آيه محكمه، واهمل السنه النبويه الفعليه، وعمل برايه الشخصى، ولم ينكر عليه احد بقول او بفعل، فان كان مخطئا فله اجر واحد، وان كان مصيبا فله اجران حسب القواعد التى وضعها محبوه!!.
لقد اعتقد عمر ان رايه اقرب للعدل من سنه الرسول واسهل لتحقيق ما يريده بنى هاشم الذين حرمهم من تركه النبى (701).
ولما سال الهاشميون كيف ناكل اذن ومن اين ناكل، قال لهم الخليفه ساقدم لكم الطعام فقط ولا تزيدون عليه (702).
عمر يلغى سهم المولفه قلوبهم ويبطل سنه النبى الفعليه:
حدد اللّه تعالى للمولفه قلوبهم سهما من الزكاه فى الايه المحكمه (انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها، والمولفه قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل اللّه وابن السبيل فريضه من اللّه واللّه عليم حكيم) (703)، وبين الرسول الكريم هذه الايه بسنته الفعليه، فطوال عهده المبارك وهو يعطى المولفه قلوبهم سهمهم الوارد فى هذه الايه المحكمه، ولما تولى ابو بكر الخلافه جاءوا اليه لياخذوا سهمهم جريا على عادتهم مع الرسول، فكتب لهم ابو بكر بذلك وذهبوا بكتابه الى عمر، فتناول عمر كتاب ابى بكر ومزقه وقال لاصحاب السهم:
لا حاجه لنا بكم، فقد اعز اللّه الاسلام واغنى عنكم، فعادوا الى ابى بكر وقالوا له:
اانت الخليفه ام هو؟ فقال:
ابو بكر بل هو ان شاء اللّه (704).
ولا بد من التنويه بان رسولاللّه عندما اعطى للمولفه قلوبهم سهمهم الوارد فى الايه المحكمه كان ينفذ امرا الهيا، ومخصصا اعطاه اللّه لفئه معينه وهم المولفه قلوبهم، وكان الاسلام عزيزا، ولم يكن بحاجه للمولفه قلوبهم وفق موازين عمر وتفكيره، فالاسلام كان عزيزا قبل ان يتولى ابو بكر وعمر الخلافه، فقد جاء نصر اللّه وجاء الفتح والرسول على قيد الحياه ومع هذا كان الرسول يعطيهم، لان هذه ترتيبات (العليم الحكيم) ومحمد صلى اللّه عليه وآله وسلم عبد مامور يتبع ما يوحى اليه وما يومر به، ثم ان توزيع السهام بالطريقه الوارده فى الايه المحكمه لا يعطى الخيره للحاكم، فكل فئه من الفئات الثمانيه تاخذ حقها شاء الحاكم ام ابى، لان الحاكم يحكم بما انزل اللّه وقد حدد تعالى على سبيل الحصر المستحقين للصدقات، فليس من حق عمر ولا غير عمر ان يحذف اى فئه او يحرمها من حقها وسهمها الذى خصها اللّه تعالى به!!
ثم ان الاسلام لم يات ليدخل العرب وجيران العرب فيه، انما جاء الى الجنس البشرى كله ومهمه الامام ان يعمل خلال عهده على هدايه الجنس البشرى كله، فسهم المولفه قلوبهم لا يتعلق بذات الاشخاص الذى عناهم عمر، والذى لم يعد بحاجه اليهم انما هو متعلق بالصفه ذاتها، فحاله التاليف بالمال لفئات معينه باقيه الى يوم القيامه وليست متعلقه بزمن من الازمان من جهه، ومن جهه ثانيه فان الرسول قد بين الايه واعطى المولفه قلوبهم خلال عهده فصارت عمليه اعطاوهم سنه فعليه وليس من حق عمر ولا غير عمر ان يلغى سنه فعليه قد استقرت واضطرد العمل بها!!
ولو عاش عمر لسنه قابله واكتشف الاثار المدمره المترتبه على الغاء سنن الرسول الفعليه واستبدالها بارائه الشخصيه لقال مثلما قال يوم الغى سنه التسويه فى العطاء:
لفعلت كما فعل رسولاللّه (705).
مصادره تركه النبى وحرمان الورثه منها:
تملك النبى قبل البعثه وبعدها، وكانت له ممتلكاته الخاصه كاى انسان، وله ارحام يصلهم فى حياته ويرثونه بعد وفاته كسائر المسلمين.
وفجاه وبدون مقدمات يقدر عمر بن الخطاب مصادره تركه النبى كلها بعد موته، وحرمان ورثته الشرعيين من هذه التركه!!
ذهلت فاطمه، وذهل على والحسن والحسين من هذا القرار العجيب فراجعته فاطمه، وراجعه على لمعرفه اسباب قرار المصادره وحرمان الورثه من تركه مورثهم!!
فقال لها ابو بكر بوصفه الواجهه الرسميه لعمر:
(انه سمع الرسول يقول بان الانبياء لا يورثون) (706).
ومع ان عليا مستودع علم النبوه، ومع ان فاطمه هى سيده نساء العالمين الا انهم لم يسمعوا بهذا القول اطلاقا، وقد عاشوا مع الرسول قبل البعثه وبعدها تحت سقف واحد، وهم اولى من يجب ان يعلم بمثل هذه الاحكام.
واستغربت فاطمه قول ابى بكر فقالت له:
من يرثك اذا مت؟ فقال ابو بكر:
ولدى واهلى؟ فقالت له:
فما لنا لا نرث النبى فرد ابو بكر بمقولته السابقه (707).
فتدخل على بن ابى طالب وقال لابى بكر:
قال تعالى:
(وورث سليمان داود)، وقال تعالى:
(يرثنى ويرث من آل يعقوب) فكيف نوفق بين قولك الانبياء لا يورثون وبين هاتين الايتين!!
هذا كتاب اللّه ينطق.
فسكت ابو بكر وانصرف مصرا على قوله (708).
لم تكتف الزهراء بذلك بل بسطت خصومتها مع ابى بكر وعمر امام المهاجرين والانصار، وارتجلت امامهم خطبه من عيون كلام العرب، ومما قالته حول هذا الموضوع:
(افعلى عمد تركتم كتاب اللّه ونبذتموه وراء ظهوركم اذ اللّه تبارك وتعالى يقول:
(وورث سليمان داود) وقال عز وجل فى ما قص من خبر يحيىبن زكريا:
(فهب لى من لدنك وليا يرثنى ويرث من آل يعقوب)، وقال عز وجل:
(واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض فى كتاب اللّه) وقال:
(يوصيكم اللّه فى اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين) وقال تعالى:
(ان ترك خيرا الوصيه للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين)، وزعمتم ان لا حق ولا ارث لى من ابى، ولا رحم بيننا، افخصكم اللّه بايه اخرج منها نبيه، ام تقولون اهل ملتين لا يتوارثون!!
اولست انا وابى من اهل مله واحده!!
لعلكم اعلم بخصوص القرآن وعمومه من النبى افحكم الجاهليه تبغون!!)(709)
واصر ابو بكر على رايه، وقال:
انه الوريث الوحيد للنبى (710).
ونجى الحذاء من قرار المصادره:
ولاسباب انسانيه تفضل عمر فقال لابى بكر:
(اعطهم آله الرسول ودابته وحذاءه، فاعطوها لعلى) (711).
وانت ترى ان ولى اللّه على، وسيده نساء العالمين نطقا بالحق المبين، ولكن لو سلم ابو بكر وعمر بحق على وفاطمه بارث النبى لنزعوا منهما الخلافه فى ما بعد، ولكنهما صادرا التركه وانكرا حق اهل بيت النبوه بتركه النبى.
ومن جهه ثانيه، فان تركه النبى لو آلت الى ورثته لاستمالوا بها الناس نحوهم، وكان المال سلاحا رهيبا، لذلك راى عمر وابو بكر ان يحرما اهل بيت النبوه من تركه الرسول حتى لا يستغلها اهل البيت فى القضايا السياسيه، فصادرا التركه والمنح، وتعهدا مشكورين بتقديم الطعام لال محمد مقابل تجريدهم من كافه حقوقهم الماليه (712).
الغاء سنه الرسول العمليه فى العبادات واستبدالها براى عمر الشخصى:
صلاه التراويح:
كان الرسول يقوم ليالى رمضان ويودى سننها بغير جماعه، والناس يفعلون كما كان الرسول يفعل، وجاء عهد ابى بكر وكل واحد من المسلمين يقوم شهر رمضان ويصلى منفردا، وبعد ان مات ابو بكر وآلت مقاليد الامور الى عمربن الخطاب وفى سنه 14 هجريه، اى بعد سنه من وفاه ابى بكر، دخل المسجد فراى الناس بين قائم وراكع وساجد وقارىء ومسبح ومحرم بالتكبير، فاستاء من هذا المنظر وراى انه غير مناسب وفيه خلل كبير، لذلك اصدر اوامره ان يصلى الناس التراويح جماعه وليس كما كانوا يصلونها فى زمن رسولاللّه وابى بكر وعين اماما للرجال وآخر للنساء (713).
ولما شاهد عمر الناس على هذه الحال ارتاحت نفسه وقال:
(نعمت البدعه) (714).
وهكذا تدخل عمر فى العبادات ايضا وراى ان سنه رسولاللّه التى قضت بان يصلى كل واحد من المسلمين منفردا، ويقوم رمضان بدون جماعه امر لم يعد مقبولا ولا مناسبا، لذلك حمل الناس على ترك سنه الرسول الفعليه التى كلفت المسلم بان يقوم رمضان منفردا، والى اتباع رايه الشخصى الذى يرى ان جمع التراويح انسب، وبالفعل ترك الناس سنه رسولاللّه، واطاعوا عمر بن الخطاب واتبعوا رايه الشخصى لانه راى الدوله الحاكمه.
انقاص تكبيرات صلاه الجنازه:
استقرت سنه رسولاللّه الفعليه بان يكبر على الجنازه خمس تكبيرات، وانتقل الرسول الى جوار ربه والناس على هذه الحاله، ولما تسلم عمربن الخطاب خلافه المسلمين راى ان الخمس تكبيرات التى سنها رسولاللّه ليست مناسبه، وان الافضل ان يكبر الناس اربع تكبيرات على الجنازه بدلا من الخمس تكبيرات التى كان يكبرها الرسول (715).
وهكذا الغيت سنه رسولاللّه الفعليه فى صلاه الجنازه وحل محلها راى عمر بن الخطاب الشخصى.
نقل مقام ابراهيم من الموضع الذى وضعه الرسول فيه:
كان مقام ابراهيم ملصقا بالكعبه المشرفه، لكن العرب اخرجوه الى مكانه اليوم، فلما بعث رسولاللّه وفتح مكه الصقه بالبيت كما كان على عهد ابراهيم واسماعيل فلما تولى عمربن الخطاب الخلافه نقله من الموضع الذى وضعه رسولاللّه فيه الى الموضع الذى وضعته العرب فى الجاهليه فيه!!
اسقاط جمله (حى على خير العمل) من الاذان:
الثابت عن ائمه اهل بيت النبوه ان جبريل هبط على رسولاللّه بالاذان، وان جبريل قد اذن واقام، وعندها امر رسولاللّه عليا بان يدعو له بلالا فعلمه رسولاللّه الاذان وامره به كما جاء به جبريل (717).
والخلاصه ان جمله (حى على خير العمل) جزء لا يتجزء من الاذان الذى تلقاه الرسول من ربه، وطوال عهد الرسول كانت هذه الجمله، هذا ما تعلمه اولياء اهل بيت النبوه من الائمه الكرام، وقد اعترف الكثير من شيعه الحكام بان هذه الجمله كانت من الاذان (718).
ولما تسلم عمر بن الخطاب الخلافه حذف هذه الجمله لانها غير مناسبه.
الفصل الخامس: موقف الرسول الاعظم من التحالف وقيادته
من الموكد ان رسولاللّه كان على علم كامل بما يجرى، فهو يعلم بقيام التحالف الجديد، ويعرف العناصر المنخرطه بهذا التحالف، ويعرف قياداته، ويعرف الاهداف التى جمعت المتحالفين.
ومعرفه كل هذا لا تحتاج الى كبير العناء، فوجود اعداد كبيره من المنافقين فى المدينه وما حولها حقيقه من حقائق المجتمع الاسلامى الذى كان يقوده الرسول قال تعالى:
(وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينه مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين) (719).
فكل مسلم كان يعلم ان اعدادا كبيره من افراد المجتمع الذى يعيش فيه منافقون، وان اعدادا كبيره من الاعراب التى تقطن حول المدينه منافقون ايضا، كان الناس يرسلون هذه الحقائق ارسال المسلمات.
مع علمهم بان المنافقين يتلفظون بالشهادتين.
وبعد الفتح كان الناس يعلمون علم اليقين ان قسما كبيرا من الطلقاء الذين اسلموا يوم الفتح منافقون بالرغم من تلفظهم بالشهادتين.
وكان الناس يعلمون ان قسما كبيرا من القبائل العربيه قد دخل فى الاسلام وتلفظ بالشهادتين طمعا بالمغنم فهم بمثابه مرتزقه ياكلون من يقع ويغنمون منه حتى ولو كان رسولاللّه.
كما قال تعالى:
(يتربصون بكم الدوائر).
وكل الناس يعلمون ان الذين اسلموا قبل الفتح واسلموا بعد الفتح ابناء بلده واحده وهى مكه وينتسبون لعشيره كبيره واحده وهى قريش.
وكل الناس يعلمون ان بطون قريش ال23 قد وقفت ضد النبوه وقاومت النبى وحاربته لا كراهيه فى الدين، ولكن حسدا لبنى هاشم فهى تكره ان يكون النبى من بنى هاشم فيتميز البطن الهاشمى عن بقيه البطون وتختل الصيغه السياسيه الجاهليه القائمه على اقتسام مناصب الشرف، فاذا اختص الهاشميون بالنبوه، فما هو المقابل الذى تاخذه البطون!؟
وكل الناس يعلمون ان بطون قريش ال23 قاومت محمد طوال 13سنه وحاربته 8 سنين، ولم تعترف بنبوته وبرسالته الا بعد ان احاطت جيوشه بمكه احاطه السوار بالمعصم، ودخلتها تلك الجيوش دخول الفاتحين واغلقت بوجه اهلها كل الابواب، ولم يبق الا باب الاسلام، عندئذ اسلمت او تظاهرت بالاسلام وهى كارهه، واعترفت بالنبوه الهاشميه كحاله واقعيه لا بد من الاعتراف بها.
عامه الناس كانوا يعرفون كل هذه المعلومات، فمن باب اولى ان يعرفها النبى.
ما هو الجديد الذى جاء به التحالف؟!
اتحاد المهاجرين مع الطلقاء كان جديدا، واتحاد بطون قريش مهاجرها وطليقها مع المنافقين كان جديدا، وتحالف البطون مع المرتزقه من الاعراب كان جديدا، واجماع هذا التحالف على عدم جواز ان يجمع الهاشميون النبوه مع الخلافه او الملك، كان جديدا، واجماع هذا التحالف على عدم جواز اعطاء بيت النبوه اى دور مميز بعد وفاه النبى كان جديدا واجماع هذا التحالف على الحيلوله بين الامام على وبين قياده الامه من بعد النبى كان جديدا.
هذه هى البلايا التى جاءت كثمره لتحالف البطون مع المنافقين والمرتزقه من الاعراب.
الدليل على ان المنافقين قد اتحدوا مع بطون قريش؟
طالما ان ظاهره النفاق حقيقه من الحقائق الثابته فى القرآن والسنه، ومن الحقائق التى اجمعت عليها الامه بما فيهم قاده التحالف، وطالما ان المنافقين كانوا موجودين كحقيقه من حقائق المجتمع، لهم قياده معروفه فى المدينه وما حولها وهو عبداللّهبن ابى، وللمنافقين فى مكه قياده معروفه، الرسول يعرفهم والمجتمع كله يعرفهم بلحن القول.
فمن يخبرنى اين ذهب المنافقون بعد موت النبى؟ هل كانوا ممن ينتظرون موته حتى يصلحوا انفسهم بيوم وليله؟، وهل كانوا ينتظرون موته حتى يتبخروا من الوجود؟ من يدلنى على منافق واحد قد اعترض على ابى بكر او عمر او عثمان او معاويه او مروانبن الحكم او امتنع عن بيعته!!؟
ومع ان التاريخ قد كتب تحت اشراف هولاء الساده واولياوهم، الا ان اى مورخ لم يرو قط ان منافقا واحدا قد اعترض عليهم.
فالبديل الوحيد ان المنافقين كانوا معهم!!
بالظاهر والباطن، بالسر والعلانيه!!
وبالمقابل ل المنافقون على المنافع وعلى صك بالغاء ظاهره النفاق!!
وبالاعتراف بان المنافقين صاروا مومنين، مع ان اللّه يشهد بان المنافقين لكاذبون.
الذين اعترضوا على خلافه ابى بكر وعمر وعثمان ومعاويه ومروان.. الخ، هم على بن ابى طالب، وبنو هاشم، وسعد بن عباده، والحباببن المنذر، وابو ذر، وعمار بن ياسر، وسلمان الفارسى، وابى بن كعب، والبراءبن عازب، وخالدبن سعيد الاموى، وجماعه من المهاجرين والانصار (720).
هولاء هم الذين اعترضوا، اما المنافقون فقد وقفوا مع السلطه، وتبنوا مواقفها ودافعوا عنها بحراره، وبالمقابل فانهم اقتسموا الغنائم، وولتهم الدوله التاريخيه على رقاب الناس.
وعاده يقف المنافقون بالضروره بالصف الذى يعارض اللّه ورسوله.
قد تشيع وسائل اعلام قاده التاريخ ان الذين عارضوا السلطه التاريخيه كانوا هم المنافقين، لكن مثل هذه الاشاعه غير صحيحه وواقع الحال يكذبها، فعدد المنافقين اكثر بكثير من الذين عارضوا وللمنافقين موقف واحد، ثم ان اللّه ورسوله والمومنين يشهدون بان الدعوه الاسلاميه والدوله الاسلاميه قد قامتا على اكتاف الذين عارضوا، ويشهدون بحسن اسلامهم وعظيم جهادهم وبلائهم، وبصدق ولائهم للّه ولرسوله، وهذا امر يسلم به قاده التحالف انفسهم.
ما هو موقف الرسول من التحالف، ومن كل جديد جاء به؟
صحيح ان الرسول بشر، لكن له قلب رسول، وعقل رسول، ومنهج رسول بالتفكير، لانه معد الهيا ليكون نبيا ورسولا واماما ووليا للمومنين، ومن جهه ثانيه فان الرسول كان يجمع بين النبوه والرساله ورئاسه الدوله الاسلاميه.
والانطلاق من هذه القواعد يجنبنا القياس الخاطىء، فلم يعد مناسبا ان يقول احد من الناس لو كنت مكان الرسول لفعلت كذا وكذا بهذا التحالف، بسبب الاختلاف بالتركيب النفسى والاعداد بين الرسول وغيره، ويبقى المنهج الوحيد لمعرفه موقف الرسول من هذا التحالف باستقراء السيره النبويه الطاهره، من مصادر اهل بيت النبوه على اعتبار انهم وحدهم الثقه والجهه الموتمنه على البيان النبوى.
طبيعه دوله النبى:
لقد شيد النبى اركان الدوله الاسلاميه، ودولته ليست دوله بوليسيه تحشر نفسها فى ضمير الانسان وقلبه انما هى دوله مثلى قامت لرد الاعتبار لكرامه الانسان التى داسها الطغاه، ولمساعده الانسان على استعاده حريته، وتوجيهه فى اطار عمليه الابتلاء الالهى، فترسم له الاهداف الالهيه الساميه التى خص اللّه الانسان بها، وترشد الى ايسر الطرق لبلوغها.
تبين له الخير او تبين له الشر بيانا قائما على الجزم واليقين وتساعده على سلوك طريق الخير، والسكن اليها، وتعينه على تجنب طريق الشر وتنفره منها وتتكاتف معه لتنفيذ الاحكام الشرعيه، لتبقى الدوله والانسان المسلم معا فى اطار الشرعيه والمشروعيه.
لكن دوله النبى لا تضع رقيبا على الانسان يرافقه حيثما حل او ارتحل، ولا تجبره اجبارا على فعل الخير، ولا تفرض عليه بالقوه ان يتجنب الشر، لانها ان فعلت ذلك، الغت مبررات الثواب والعقاب، وعطلت عمليه الابتلاء الالهى.
الانجازات العظمى:
اعظم انجاز حققه النبى الكريم هو اخراجه للعرب من دائره الشرك الى دائره التوحيد، لم يعد بوسع احد ان يجهر بالشرك فكلهم موحد باللّه او متظاهر بالتوحيد، لقد نجح الرسول الاعظم بتمويل العرب من دين الشرك الى دين التوحيد.
واستطاع ان يوحد مئات القبائل والبطون فى دوله واحده لاول مره فى تاريخ العرب بفتره زمنيه قياسيه لا تتجاوز عمليا سبع سنين، وبكلفه بشريه لا تكاد تذكر.
وفوق ذلك دل العرب على الطريق الصحيح والصراط المستقيم، وشجعهم ورغبهم بسلوك هذا الطريق، وبين لهم الطريق المعوج ايضا، وكشف لهم عن مالات الطريقين.
لقد سعد النبى بهذه الانجازات العظمى، وسعدت دولته وتيقن بانه قد ادى رسالته تماما فارتاحت نفسه الشريفه.
لا سلطان للنبى على التحالف:
بطون قريش مهاجرها وطليقها، ومنافقوا المدينه وما حولها من الاعراب، والمرتزقه من الاعراب يظهرون شهاده ان لا اله الا اللّه، ويظهرون ان محمدا رسولاللّه، طالما انهم يظهرون هاتين الشهادتين فلا سلطان لرسولاللّه عليهم، ويخرج عن صلاحيه النبى ان يقول لاى واحد منهم انت تظهر الشهادتين وتبطن الكفر بهما؟ لان باطن الانسان منطقه محظوره على النبى وعلى غيره.
واللّه سبحانه وتعالى هو المختص بمحاكمه الانسان على ما فى باطنه، لانه تعالى وحده يعرف هذا الباطن على وجه الجزم واليقين، وغيره لا يعرف الا على سبيل الظن والتخمين، والظن والتخمين لا يصلحان اساسا للاحكام التى تنشا مراكزا حقوقيه للانسان او عليه.
ومع ان اللّه سبحانه وتعالى يعلم حقائق وخفايا هذا الباطن الا انه الزم نفسه العادله باقامه الحجه المناسبه على المكلف يوم القيامه، قد ينكر الانسان انه قد اقترف هذا الفعل او ذاك يوم القيامه، ويحلف باغلظ الايمان عندئذ يكلف اللّه يد الانسان ورجله ليشهدا بواقع الحال، فينطقهم اللّه تعالى ويشهدوا على الانسان بما فعل، وبالفعل فانه لا يعلم حقيقه ما فى النفس البشريه الا اللّه وصاحبها.
ومن هنا فحسب موازين العدل الالهى التى ياخذ بها النبى ودولته فلا سلطان لمحمد على التحالف ما داموا مظهرين لشهاده ان لا اله الا اللّه وان محمدا رسولاللّه، والتحالف بالاجماع مظهر لهاتين الشهادتين.
هذه امور تدرك بروح الدين الحنيف، وبالفارق الجوهرى بين الدوله النبويه والدوله الوضعيه ومع هذا وضح النبى هذه الناحيه عندما رجع من غزوه تبوك وكشف له الوحى عن موامره المنافقين على قتله، ومع هذا لم يعاقب المنافقين المتامرين على قتله لانه لا يملك الدليل (721).
قيام التحالف بين مجموعات تظهر الشهادتين، واشاعه الاتفاق والائتلاف بينها لا يكفى لادانه هذا التحالف، فظاهريا التحالف والائتلاف واشاعه المحبه والاتفاق مظاهر شريفه ومحموده ولا يملك النبى وكونه رئيس للدوله ان يدخل الى منطقه الباطن المحرم عليه دخولها حتى لا يخدش قيمه العدل الالهى الذى امر النبى وامر المومنون باشاعته فى المجتمع، فاذا عدى النبى على هذه القيمه المطلقه يهون على اى كان فى ما بعد ان يستخف بها.
حصول الاتفاق الجرمى، انا وانت، وغيرنا مقتنعون ان الاتفاق الجرمى نفسيا حاصل عند التحالف، فاللّه سبحانه وتعالى امر نبيه ان ينصب علىبن ابى طالب اماما للامه من بعد النبى، واختص ذريه النبى بالامامه، واعطاهم مركزا مميزا ليقودوها ضمن اطار الشرعيه والمشروعيه وهذا التنصيب والاختصاص تكليف بالدرجه الاولى، فلا احد بالكون كله يحسن قياده الامه بكفاءه ائمه اهل البيت، وليس فى الكون مجموعه جديره بالدور المميز كاهل بيت النبوه، وهذا الترتيب الالهى لمصلحه العباد بالدرجه الاولى.
التحالف يرفض ذلك كله داخل نفوس المنخرطين فى صفوفه، وبالتالى فهو يعمل بالسر على الحيلوله بين الامام وحقه الالهى بالقياده، وبين اهل بيت النبوه وحقهم الالهى بالدور المميز، الاتفاق الجرمى حاصل وثابت فى نفس كل واحد من افراد التحالف، ولكن لم يظهر يقينا خطوات عمليه تدل عليه دلاله جازمه، الا بقرينه معاكسه، فعمر يقول انه ليس من العدل ان ياخذ الهاشميون النبوه والملك معا، والعدل الالهى يوجب اعطاء النبوه للهاشميين، واعطاء الملك للبطون، ويجيبه النبى:
ان هذا الترتيب ليس من عنده انما هو ترتيب الهى، ولكن عمر يمط شفتيه، وهو غير مقتنع فالخلل فى ايمان عمر، ومهمه المجتمع والمومنون ان يحذروا هذا الخلل.
لان ترتيب الائمه واعطاء الدور المميز لاهل بيت النبوه، هو ترتيب الهى لمصلحه العباد لا لمصلحه النبى ولا لمصلحه اهل البيت، فطالما ان المجتمع والمومنون لم يحذروا هذا الخلل، فهم المفرطون بحق انفسهم، وهم الذين ادخلوها فى تيه الشك واخرجوها من نعمه اليقين، وبوقت يطول او يقصر سيدركون ذلك وسيكتوون بناره ويدفعون ثمن المعصيه، عندها لن ينفعهم عمر ولا قاده التحالف ولا جمع التحالف وسيندمون، ولات حين مندم، خاصه وان كل هذا يجرى والتحالف يظهر الشهادتين!!
القناعه هى التى تحصن الجماعه ضد الانحراف:
قيام التحالف حاله من الانحراف عن الدين الحنيف، ينبغى ان تكون حافزا للصادقين من المومنين ليقفوا بحاله يقظه تامه وليفوتوا على التحالف وقادته فرصه تحقيق اهداف التحالف، والاستعداد لمواجهته من خلال تكوين وحده حقيقيه بين المومنين الصادقين، والالتفاف حول الامام المعين ليخلف النبى، وهذا ما لم يحدث فقد وجد الامام على نفسه وحيدا مع اهل بيته.
ويصف الامام على حالته بعد وفاه النبى، واستيلاء التحالف على السلطه بالقوه:
(فنظرت فاذا ليس لى رافد ولا مساعد الا اهل بيتى، فظننت بهم عن المنيه، فاغضيت على القذى، ورجعت ريقى على الشجا، وصبرت من كظم الغيظ على امر من العلقم، وآلم للقلب من وخز الشفار) (722).
فالذين آمنوا اخذوا بالمفاجاه وبدقه التخطيط وفوجئوا بانهم امام تنظيم مسلح وضع يده على مواقع السلطه، وواجه الذين آمنوا الوضع الجديد كافراد لا كجماعه، وذهلوا عن راس الجماعه المومنه، فقدروا ان التسليم اولى، وان قوتهم لا تكاد تذكر مع جموع التحالف، والحقيقه ان الكثره والقله لا دور لهما فى موازين الاسلام، فطوال حياه النبوه المباركه كان المومنون قله، وكان المنافقون والمرتزقه والمنحرفه واليهود هم اكثريه المجتمع، ومع هذا قادت القله المومنه هذا المجتمع لانها سلمت للنبى واقتنعت به واطاعته، فلو ان القله المومنه محصنه بالقناعه الكافيه، ومطيعه للولايه الراشده، لما تمكن التحالف من النجاح، فالانحراف يواجه بالقناعه المضاده وتصميمها.
قرار رئيس الدوله لا يلغى الانحراف:
لو ان رسولاللّه بوصفه رئيسا اصدر قرارا بلزوم القاء اعضاء التحالف لسلاحهم، وبضروره تسليم قياده التحالف انفسهم لرسولاللّه، وبلزوم رجوع المتحالفين عن انحرافهم، وضروره اطاعه ولى اللّه والامام من بعده لما قدم قرار الرسول هذا ولا اخر امام تجمع التحالف المقتنع باهدافه، والمطمئن لها، لان قرار الرسول بوصفه رئيس دوله ليست له قوه بشريه او جماعه متكاتفه ومقتنعه به تضعه موضع التنفيذ، التحالف يدرك ذلك جيدا، لذلك استغل قادته سماحه الاسلام وحريته ليبنوا رويدا رويدا قاعده شعبيه تتبنى موقفا معارضا لحكم اللّه ورسوله، ولتوجه الجماعه المومنه الصادقه، وظلت الجماعه المومنه مجرد مجموعه كبيره من الافراد ينقصها التنظيم، ووحده الموقف، ووحده الحركه، والقدره على تحقيق ذلك باى لحظه.
كان رسولاللّه هو نظام الجماعه المومنه الصادقه، او خيط سبحتها فلما مات رسولاللّه انقطع خيط السبحه، وانفرط العقد، وفقدت كل حبه من حبات السبحه ارتباطها مع الحبات الاخرى.
بينما كان التحالف على العكس من ذلك، كونوا قيادتهم والرسول على قيد الحياه، وحددوا اهدافهم، وجمعوا انفسهم، صفا واحدا حتى بمواجهه النبى نفسه، قال الرسول فى بيته:
اريد ان اكتب للامه، كتابا فتصدى له عمر وقال:
لا حاجه لنا بكتابك فانت تهجر، والقرآن يكفينا!
وعلى الفور ردد حزب عمر:
القول ما قال عمر، ان الرسول يهجر!!!.
لماذا لم ينظم الرسول الفئه المومنه لمواجهه عصر ما بعد النبوه؟، يتعذر على النبى عمليا ان يفعل ذلك.
اعلن يوما انه سيذهب لاداء العمره، فخرج معه 1500 رجل يشهدون الشهادتين، وعسكر بهم فى الحديبيه وكان من جمله اصحابه راس النفاق وزعيمه عبداللّهبن ابى!!!
طلب النبى من اصحابه ان يبايعونه على الموت، فتقدم المومنون والمنافقون فبايعوا الرسول على ذلك وبايع معهم عبداللّهبن ابى!!.
عرضت قياده البطون على ابن ابى ان يطوف بالكعبه فرفض قائلا:
لن اطوف وقد منعتم رسولاللّه!
قل لى بربك كيف يمكن للنبى ان يقول للصادقين اننى ادعوكم الى اجتماع خاص وانتم ايها المنافقون ابقوا فى امكنتكم!!!
هذا عسير وغير منطقى لكن المومن الصادق يكون حيث اراده الرسول ان يكون، فكلام الرسول بين كالشمس، وعلى رايته وهى مرفوعه، ما ضر المومنين لو انضووا تحتها، عندئذ يوجههم الامام ويهزم بهم المنحرفين بعد ان يلقى اللّه فى قلوبهم الانحراف!!
التحالف يدعوهم الى المعصيه والى السير فى طريق مظلم، ورسولاللّه يدعوهم الى الطاعه والسير على الصراط الواضح، فلم يلبوا دعوه الرسول، وتركوا الامام من بعده وحيدا، وافسحوا المجال لخيل التحالف لتمر وتدوس بسنابكها اهل بيت النبوه!!!
على وفاطمه والحسن والحسين يذهبون الى بيوت الانصار ويطلبون منهم النصره ومع هذا لا يجيبون، فاطمه بنت محمد تدخل على القوم وتعرض قضيتها العادله عليهم، وتقيم الحجه على القوم، ومع هذا لا يصغى لها احد!!
الحطب يجمع ويوضع حول البيت الذى يسكنه على وفاطمه والحسن والحسين ويهددهم التحالف بحرقه وتخرج فاطمه فتبكى وتنادى:
يا ابت، يا رسولاللّه ومع هذا لا يجيبها احد!!
لماذا لم يقتلهم النبى قبل ان يستفحل خطرهم؟
اسيد بن حضير احد قاده التحالف، واحد افراد السريه التى كانت مهمتها حرق بيت فاطمه بنت محمد على من فيه (723).
ننقل للقارىء الكريم تفاصيل الحديث الذى جرى بين الرسول وبين اسيد هذا!!
اثناء العوده من غزوه تبوك!!
(قال اسيد بن حضير:
يا رسولاللّه ما منعك البارحه من سلوك الوادى فقد كان اسهل من العقبه؟ قال الرسول:
يا ابا يحيى اتدرى ما اراد البارحه المنافقون وما هموا به؟ قالوا:
نتبعه فى العقبه، فاذا اظلم الليل عليه، قطعوا انساع راحلتى ونخسوها حتى يطرحونى من راحلتى.
فقال اسيد:
يا رسولاللّه لقد اجتمع الناس ونزلوا، فمر كل بطن ان يقتل الرجل الذى هم بهذا، فيكون الرجل من عشيرته هو الذى يقتله، وان احببت، والذى بعثك بالحق، فنبئنى بهم فلا تبرح حتى آتيك برووسهم، وامرت سيد الخزرج فكفاك من فى ناحيته، فان مثل هولاء مشركون يا رسولاللّه!!
حتى متى نداهنهم وقد صاروا اليوم فى القله والذله، وضرب الاسلام بجرانه، فما يستبقى من هولاء؟ قال الرسول لاسيد:
انى اكره ان يقول الناس ان محمدا لما انقضت الحرب بينه وبين المشركين وضع يده فى قتل اصحابه!
فقال اسيد:
يا رسولاللّه فهولاء ليسوا باصحاب!!
قال رسولاللّه:
اليس يظهرون شهاده ان لا اله الا اللّه؟ قال اسيد:
بلى، ولا شهاده لهم، قال الرسول:
اليس يظهرون انى رسولاللّه؟ قال اسيد:
بلى، ولا شهاده لهم، قال الرسول:
انى قد نهيت عن قتل اولئك)، فاسيد لم يفهم التنظير الشرعى والعله فى عدم قتلهم لذلك ختم رسولاللّه الحديث مع اسيد بهذه الجمله:
انى قد نهيت.. انتهى النص الحرفى لهذه الواقعه (724).
الا يستطيع اسيدبن حضير ان يعتذر عن الذهاب بالسريه التى كلفها عمر باحراق بيت فاطمه بنت محمد على من فيه، وفيه على والحسن والحسين!!
الا يستطيع اسيد ان يتفرج على الاقل دون ان يشارك!!
الا يستطيع اسيد ان يذكر هذا الحوار مع رسولاللّه!!
الا يستطيع اسيد لما حضرت فاطمه بنت محمد واقامت الحجه على القوم وطالبتهم بتركتها من ابيها وبفدك وبحقها فى الخمس ان يقول لابى بكر وعمر وعثمان وبقيه قاده التحالف:
لا تكسروا بخاطر بنت محمد، فقد مات ابوها قبل يومين فقط.. اعطوها فدك فهى اولى بفدك من مروان الذى طرده رسولاللّه ولعنه.
لو قال اسيدبن حضير ذلك فلن يقطع قاده التحالف راسه!!!
تلك طبيعه القوم الذين قادهم النبى!!!
لقد دفع الانصار الضريبه كامله فى ما بعد وسقطوا فى مخالب الظالمين، لم يضروا النبى انما ضروا انفسهم، وكلما جاء ظالم ضيق الخناق عليهم، حتى جاء ابن معاويه يزيد فاستباح المدينه وقتل عشره آلاف بيوم واحد، وحملت الف بكر من دون زوج، وختم اعناق من بقى الصحابه وايديهم امعانا باذلالهم، وبايعوا على انهم خول وعبيد لامير المومنين يزيدبن معاويه!!
هل يفعل على ذلك؟ هل يفعل اهل بيت النبوه ذلك؟!
لقد استدرج الظالمون اهل المدينه حتى اذا ركن اهل المدينه اليهم قتلوهم، حينذاك بحثوا عن على وعن اهل بيت النبوه، وكان الوقت قد فات.
ونجمل الموقف فنقول ان قتل النبى للمتحالفين غير ممكن وغير وارد للاسباب التى اوردناها فى هذا الفصل، والنبى ليس بوكيل على الناس ومهمته ان يبين لهم الطريق السوى وان يحذرهم من سلوك الطريق الاخرى، ويخرج عن اختصاصه ان يجرهم الى الحق جرا.
لقد بذل جهده واخرج الناس من دائره الشرك الى دائره التوحيد ووحدهم ولاول مره، وبنى لهم ملكا عريضا، وهو يرى ردا لا يتفق مع هذا الجميل.
ان عليه ان يبلغ رساله ربهم كامله، ولكنه ليس عليهم بوكيل.
الفصل السادس: حكم القرآن الكريم فى اشاعات التحالف و مزايداتهم على النبى
فصلنا فى فصل سابق نماذج من الاشاعات التى اختلقها قاده التحالف وشيعتهم على النبى الكريم لغايات التشكيك بالسنه النبويه المتعلقه بقياده الامه بعد وفاه النبى، تمهيدا لابطال مفاعيلها، والغاء الترتيبات الالهيه المتعلقه بالامامه والقياده والمرجعيه من بعد النبى، ونريد الان ان نعرف ما هو حكم القرآن فى اشاعاتهم تلك؟ ان اشاعات قاده التحالف التى تشكك باحاديث الرسول، واتزانه، وعقله وخلقه غير صحيحه، وهى محض اختلاق، بالعقل والضروره لان محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم صفوه الجنس البشرى، ويكفيه شرفا انه رسولاللّه، ولكن لان قاده التحالف يرون ان القرآن وحده يكفى!!
ولا داعى لاحاديث الرسول ولا لتوجيهاته، فمعنى ذلك ان قاده التحالف يعترفون بالقرآن الكريم ويعتقدون انه من عند اللّه!!
وبالتالى يصلح ان يكون حجه عليهم لمواجهه الاشاعات التى اطلقوها، وحمله التشكيك التى قادوها ضد رسولاللّه.
ومحمد نفسه يومن بالقرآن، فهو الذى تلقاه من ربه، وامر ان يقراه على الناس، وان يبينه لهم، فمن باب اولى ان يقبل حكمه!!
فهل يقبل قاده التحالف حكم القرآن بشخص محمد وقوله؟ قال تعالى:
(بسم اللّه الرحمن الرحيم، والنجم اذا هوى، ما ضل صاحبكم وما غوى، وما ينطق عن الهوى، ان هو الا وحى يوحى، علمه شديد القوى) (725).
ولا خلاف بين قاده التحالف ان هذه آيات من القرآن الكريم الذى يومنون به حسب زعمهم، والذى قبلوا حكمه فيصلا بيننا وبينهم، ولا خلاف ايضا بان كلمه (صاحبكم) تعنى النبى بشخصه وقوله، ولا خلاف بان هذه الايات عامه، ويجب ان يحمل حكمها على العموم، وان جمله (وما ينطق عن الهوى) جاءت عامه.
فهو عبد مملوك للّه، فما ينطق به النبى ليس هوى انما هو وحى يوحى!!
وقد تواترت الايات القرآنيه على صحه هذا الفهم، انظر الى قوله تعالى مخاطبا النبى فى قوله تعالى:
(ان اتبع الا ما يوحى الى)(726) وقوله تعالى للنبى (قل انما اتبع ما يوحى الى من ربى) (727)، وقوله تعالى:
(ان اتبع الا ما يوحى الى) (728)، وامر اللّه تعالى للنبى (واتبع ما يوحى اليك) (729)، وقوله تعالى مخاطبا النبى:
(واتبع ما يوحى اليك من ربك) (730).
الاطلاق يوكد الاطلاق:
قال تعالى فى سوره الحشر (731):
(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا اللّه ان اللّه شديد العقاب) فقد جاء الامر الالهى بهذه الايه مطلقا فيتوجب على المسلم الصادق ان ياخذ كل ما ياتى به الرسول ويامره به اطلاقا، وان ينتهى عن كل ما نهى عنه الرسول اطلاقا، ولا خلاف على وضوح هذه الايه، وعلى استحاله تاويل الايتاء النبوى، والنهى النبوى!!
فكيف يمكن التوفيق بين زمن هذه الايه وبين اشاعه قاده التحالف (بان الرسول يتكلم فى الغضب والرضى ولا ينبغى ان يكتب كل ما يقوله)!!
كما زعموا (732).
العبادات والمعاملات تكذب مزاعمهم:
من المتفق عليه بان الصلاه هى عماد الدين، ومن المتفق عليه ان القرآن الكريم ذكر مصطلح الصلاه مجملا لا مفصلا، وان الرسول العظيم هو الذى علم الناس كيف يصلون، فاذا اخذنا بمقوله التحالف بان القرآن وحده يكفى، وبانه لا حاجه لحديث الرسول ولا لتوجيهاته، فمعنى ذلك انهم اسقطوا الصلاه، واسقطوا الزكاه، واسقطوا الحج واسقطوا معظم العبادات، ومعظم المعاملات تماما كما اسقطوا الاحكام الشرعيه النبويه المتعلقه بالقياده والامامه والمرجعيه.
طاعه الرسول كطاعه اللّه ومعصيه الرسول كمعصيه اللّه، والرد على الرسول رد على اللّه:
الذين زعموا ان القرآن وحده يكفيهم وليسوا بحاجه لحديث رسولاللّه او توجيهاته واشاعوا ذلك بين الناس خالفوا القرآن نفسه، وفرقوا بين اللّه ورسوله وعصوا اللّه بمعصيتهم للرسول، وردوا على اللّه بردهم على رسوله.
فالقرآن الكريم جاء واضحا بما جاء به (وما آتاكم الرسول فخذوه.. وما نهاكم عنه فانتهوا) (733) لان القرآن الكريم قد صرح بان اطاعه الرسول هى اطاعه للّه، ومعصيه الرسول هى معصيه للّه بدليل قوله تعالى (ومن يطع الرسول فقد اطاع اللّه) (734) فاللّه سبحانه وتعالى قد فرض على المسلمين اطاعه الرسول كما فرض عليهم التوحيد، ومن هنا قرن اللّه سبحانه وتعالى طاعته بطاعه الرسول حيث كرر تعالى (واطيعوا اللّه والرسول) (735).
فالقرآن الكريم الذى زعموا تمسكهم به يامرهم ان يطيعوا الرسول تماما كما يطيعون اللّه، وان يتجنبوا معصيه الرسول تماما كما يتجنبون معصيه اللّه، وشعارهم (حسبنا كتاب اللّه).
ما هو فى الحق والحقيقه الا شعار يراد به باطل، تماما كخدعه معاويه وعمروبن العاص فى صفين (هذا كتاب اللّه بيننا وبينكم) فاذا اكتشفت الناس بعد الف عام ونيف خدعه شعار معاويه، ومع هذا فان المسلمين لم يكتشفوا بعد خدعه شعار (حسبنا كتاب اللّه).
ما هى الحكمه من قرن طاعه اللّه مع طاعه الرسول؟
لان الرسول اى رسول وليس محمد فحسب يحمل رساله، يجب ان يطاع، لان عدم اطاعه الرسول، تفوت الحكمه من رسالته، لذلك فرض اللّه تعالى اطاعه الرسل عامه، ومحمد خاصه كما فرض التوحيد قال تعالى فى سوره النساء (736) (وما ارسلنا من رسول الا ليطاع).. لانه بدون اطاعه الرسول يتعذر على الرسول ان يودى مهمته، وان يبلغ مضامين الرساله الالهيه.
فالرسول هو همزه الوصل المتعلقه بالرساله بين اللّه وبين الناس، فهو يتلقى من اللّه، ويبلغ المكلفين، فاللّه سبحانه وتعالى كلف المكلفين بواسطه الرسول، والرسول هذا معد، ومهيا، الهيا، ليبلغ الرساله الالهيه على وجهها بدون زياده حرف او نقص حرف، او نسيان حرف.
وبالتالى فان هذا الرسول هو الاعرف بما يرضى اللّه، وما يغضبه، فهو المكلف من الجناب الالهى، لانه ثقه، او لانه معصوم عن السقوط بما يسقط به عامه الناس وخاصتهم.
ومن هنا فلا يكتمل ايمان الانسان باللّه الا اذا آمن برسله وبخاتمهم محمد، فلو ان عمرا من الناس قال:
اننى اصدق محمدا بان القرآن كله من عند اللّه، واصدق بان محمدا رسول من عند اللّه، ولكنى لا اصدق محمدا فى غير ذلك، لكان عمرو هذا كافرا بكل الموازين، ومتناقضا منطقيا مع نفسه، لان القرآن اوجب طاعه النبى كما اوجب طاعه اللّه، واعتبر معصيه النبى تماما كمعصيه اللّه، واعتبر الايمان بالنبى متمما بل ومفتاحا للايمان باللّه، ومن هنا تتبين عبثيه قول قاده التحالف امام النبى، انت تهجر، ولسنا بحاجه لكتابك حسبنا كتاب اللّه!!!
لان النبى عندما اراد ان يكتب الكتاب كان وما زال نبيا ورسولا ورئيسا للدوله، ومعصوما وموتمنا على تبليغ رسالات ربه!!
ومن هنا ايضا تتبين عبثيه قاده التحالف الذين نهوا عن كتابه احاديث الرسول بدعوى انه ليس كل ما يقول الرسول صحيحا!!
او ان قول الرسول يسبب الخلاف بين المسلمين.
المعيار الغامض، والكشف عن اهداف قاده التحالف:
قبل ان ينتقل الرسول الى جوار ربه، نهى قاده التحالف سريا عن كتابه احاديث الرسول بحجه ان الرسول بشر يتكلم فى الغضب والرضى، وليست كل احاديث الرسول جديره بان تكتب (737).
والسوال كيف نعرف ان هذا القول او ذاك صدر من الرسول وهو فى حاله رضا حتى نكتبه، وان هذا القول او ذاك صدر من الرسول وهو فى حاله غضب حتى لا نكتبه؟ واى آيه، واى حديث نبوى، بل واى شريعه الهيه نصت على هذا المعيار!!؟
من الذى يشهد لنا ان هذا القول او ذاك صدر فى حاله الرضى او الغضب وما هو دليله على كل حاله!!
وكيف نصدقه بدون دليل!!
وهل يمكننا احصاء وفرز ما صدر عن الرسول من قول او فعل او تقرير انه قد صدر عن الرسول، وهو فى حاله غضب او رضى!!!
القضيه ليست قضيه الغضب او الرضى!!
ينصب هدف قاده التحالف على ابطال مفاعيل الاحاديث النبويه المتعلقه بالامامه او القياده والمرجعيه بعد وفاه النبى، لان هذه الاحاديث تهدم احلامهم ومطامعهم بقياده الامه بعد وفاه النبى، ويتعذر عليهم ان يفصحوا عن غايتهم وان يكشفوا عن حقيقه اهدافهم من هذا الغموض والتشكيك، لذلك شن قاده التحالف حمله تشكيك بكل الاحاديث الصادره عن الرسول، واخترعوا فكره الغضب والرضا اختراعا، ولما استولى التحالف على القياده بعد وفاه النبى قام اول الخلفاء ابو بكر باحراق الاحاديث التى كتبها عن رسولاللّه، ثم خطب الناس وقال:
(انكم تحدثون عن رسولاللّه احاديث تختلفون فيها والناس بعدكم اشد اختلافا، فلا تحدثوا عن رسولاللّه، فمن سالكم فقولوا:
بيننا وبينكم كتاب اللّه) (738).
وهكذا صدر القرار بمنع حديث رسولاللّه!!.
ولما مات ابو بكر وآلت الخلافه الى عمر، كانت اول مشاريعه ان طلب من الناس كحاكم ان ياتوه بكل احاديث الرسول التى كتبوها، وظن الناس ان عمر يريد ان يجمع هذه الاحاديث فاتوه بها، فلما اكتملت بين يديه امر بتحريقها وحرقت فعلا (739).
وحمل الخليفه حمله شديده لمنع الناس من روايه وكتابه احاديث رسولاللّه وقد وثقنا ذلك تحت عنوان (الشائعه الاولى) (740).
وهكذا تعامل مع احاديث الرسول بصراحه اشد من تعامله مع آثار الفرس ومكتبه الاسكندريه، لقد محى كتب الفرس، وكتب اليونان، واحرق كتب احاديث الرسول!!
وجاء عثمان وكان اول مشروع له ان اصدر مرسوما بعدم جواز روايه اى حديث لم يسمع به فى عهدى ابى بكر وعمر (741).
لماذا اجمع الخلفاء الثلاثه على ذلك؟
ليس بالامكان فهم هذه السياسه عند الخلفاء الثلاثه، فشعار حسبنا كتاب اللّه لم يعد كافيا!!
وتصور الخليفه ابو بكر ان احاديث الرسول تسبب الاختلاف لم يعد مقنعا، قد اهترات الاشاعات التى اطلقها قاده التحالف، ومجتها الاذواق السليمه فما هو القصد من سياسه منع كتابه وروايه احاديث الرسول؟
معاويه يكشف اهداف قاده التحالف، ويخصص المنع ويعمم نقمته على المومنين: