وتسهيلا لمهمه الامويين بقياده المواجهه من بعده ضد اهل بيت النبوه، عين عمر يزيد بن ابى سفيان قائدا للشام، ولما مات يزيد عين عمر اخاه معاويه، وولاه فى ما بعد على بلاد الشام كلها يجمع كما يريد، ويتصرف كما يريد بلا رقيب ولا حسيب.

وعين عمرو بن العاص واليا على بلاد مصر، وجعل خالد بن الوليد علما من الاعلام، حتى ان خالد لو كان حيا لولاه عمر الخلافه، وكل واحد من هولاء الثلاثه موتور وحاقد على على بن ابى طالب بالذات وعلى الهاشميين عامه، وهكذا وضع عمر بن الخطاب الاساس المتين لبناء الدوله الامويه، ورسم معالم المواجهه المستقبليه مع اهل بيت النبوه، فالثلاثه هم حكام البلاد من الناحيه الفعليه، وهيا الاسباب لتوطيد حكم عثمان الاموى، والاعلان عن قيام الدوله الامويه.

بمعنى ان الدوله الامويه كانت موجوده بالفعل قبل مجى‏ء عثمان، ولكن بتوليه عثمان اعلن عن قيام الدوله الامويه.

الخليفه عثمان يجمع اعداء النبى حوله:

ما ان انتهت مراسم تنصيب الخليفه الجديد، ومراسم تشييع الخليفه الراحل حتى بدا عثمان عهده ليكون الخليفه الراشد الثالث، فجمع حوله كل اولئك الذين قادوا المواجهه مع رسول‏اللّه، فجعلهم ولاته وحكومته ومستشاريه، واطلق يد الولاه فى ولاياتهم، واغدق على حكومته ومستشاريه العطايا التى تفوق حد التصور والتصديق، حتى صاروا فئه متميزه عن الجميع، وطبقه فوق الجميع، انه لا حرج على عثمان لو قرب بعض الذين بالغوا بعدائهم للرسول او قادوا المواجهه ضد الرسول، ولكن الحرج يكمن فى جمع كل اعداء الرسول حوله ليكونوا اصفياءه ومستشاريه وحكومته وولاته، صحيح ان قسما من رجالات عثمان، قد عين قبل تسلمه للخلافه، لكن عثمان بالغ باستقدام بقيه اعداء الرسول لقصره، واتخاذهم بطانه له.

وبتعبير ادق، جاء بالشجره الملعونه وغرسها فى دار الخلافه.

راس الشجره الملعونه:

الحكم بن العاص هو عم عثمان، كان من اشد الناس ايذاء لرسول‏اللّه فى الجاهليه، وهو طليق تلفظ بالشهادتين بعد الفتح، ثم قدم المدينه، ولم يتوقف عن ايذاء النبى، فكان يتلصلص على الرسول، ويمشى خلفه، ويهزء بالرسول مقلدا مشيته، فلعنه رسول‏اللّه مرات متعدده، واخبر الامه بان هذا الرجل هو والد الشجره الملعونه، وقال الرسول:

(لا يساكنى ولا ولده)، ونفاه الى الطائف، فلما مات الرسول راجع عثمان ابو بكر ليرد الحكم وولده فابى ابو بكر ذلك، ولما استخلف عمر كلمه عثمان ليعيد الحكم وذريته فابى عمر (1341).

رسول‏اللّه لعن الحكم بن العاص ولعن ما فى صلبه:

قال ابن حجر فى صواعقه (1342):

ان رسول‏اللّه قال:

(ليدخلن الساعه عليكم رجل لعين!

فدخل الحكم‏بن العاص) وروى البلاذرى فى الانساب (1343)، والحاكم فى المستدرك (1344) وصححه، والواقدى كما فى السيره الحلبيه (1345) ان الحكم بن العاص استاذن يوما على رسول‏اللّه فعرف صوته فقال:

(ائذنوا له، لعنه اللّه عليه وعلى من يخرج من صلبه الا المومنين وقليل ما هم) وذكره السيوط‏ى فى جمع الجوامع (1346) نقلا عن ابى يعلى والطبرانى والحاكم والبيهقى وابن عساكر، وجاء فى كنز العمال (1347) ان رسول‏اللّه لعن الحكم بن العاص وما ولد، وقالت عائشه ام المومنين لمروان:

(ان رسول‏اللّه لعن اباك وانت فى صلبه) (1348).

قالت عائشه لمروان بن الحكم:

(سمعت رسول‏اللّه يقول لابيك وجدك ابى العاص بن اميه انكم الشجره الملعونه فى القرآن) هكذا اخرجه ابن مردويه (1349).

ومثل هذا اخرج ابن ابى حاتم وابن مردويه والبيهقى.

التحذير من وقوع الكارثه:

اخرج ابن ابى حاتم ان النبى قال:

(رايت ولد الحكم بن ابى العاص على المنابر كانهم القرده فانزل اللّه (وما جعلنا الرويا التى اريناك الا فتنه للناس والشجره الملعونه) يعنى الحكم وولده (1350).

وفى لفظ ان النبى راى فى المنام ان ولد الحكم بن اميه يتداولون منبره كما يتداول الصبيان الكره.

وفى لفظ للحاكم والبيهقى فى الدلائل وابن عساكر وابى يعلى ان الرسول قال:

(رايت فى منامى كان بنى الحكم بن ابى العاص، ينزون على منبرى كما تنزو القرده)، فما روى النبى مستجمعا ضاحكا (1351).

تحذير آخر قبل وقوع الكارثه:

قال الرسول لاصحابه:

(ان اهل بيتى سيلقون من بعدى من امتى قتلا وتشريدا، وان اشد قومنا لنا بغضا بنو اميه وبنو المغيره وبنو مخزوم) (1352).

وقال الرسول لاصحابه:

(اذا بلغت بنو اميه اربعين اتخذوا عباد اللّه خولا، ومال اللّه نحلا، وكتاب اللّه دغلا) (1353).

وقال الرسول يوما امام اصحابه:

(ويل لبنى اميه، ويل لبنى اميه، ويل لبنى اميه) (1354)، وقال الرسول يوما لاصحابه:

(شرب العرب بنو اميه).. قال ابن حجر صح وقال الحاكم:

صحيح على شرط الشيخين، وقال امير المومنين على:

(لكل امه آفه وآفه هذه الامه بنو اميه) (1355).

تجاهل التحذيرات وتجاهل عداوه الحكم لرسول‏اللّه:

نسى عثمان عداوه الحكم بن ابى العاص لرسول‏اللّه، ونسى ان الرسول قد لعنه ولعن ما فى صلبه، وان الرسول نفاه وحرم عليه دخول المدينه وذريته، ونسى تحذيرات الرسول من هذا الرجل ومن ذريته، وليس من المستبعد ان عثمان قد تناسى ذلك فالحكم بن العاص عمه، ثم ان عثمان وعمر من مدرسه واحده، فهما على قناعه تامه بان الرسول يتكلم فى الغضب والرضى، وليس كل كلام الرسول جدير بالاعمال، ثم ان هدف الاثنين واحد، وهو استبعاد قاتل الاحبه على بن ابى طالب واستبعاد اهل بيت النبوه، عن قياده الامه استبعادا كاملا، وحشد كافه الطاقات، وكافه عناصر الامه لتبقى بحاله مواجهه مع على واهل بيت النبوه تحقيقا للاهداف التى وضعها عمر بن الخطاب بموافقه قاده التحالف.

ما فعله عثمان بعد تسلمه الخلافه:

1- ما ان تسلم عثمان الخلافه، حتى استقدم عمه الحكم بن العاص فدخل المدينه ليسوق تيسا له وحالته زريه، وبعد ساعه من دخوله الى قصر الخليفه، خرج الحكم‏بن العاص وعليه جبه من الخز والطيلسان (1356)، وعينه الخليفه على الصدقات فبلغت هذه الصدقات ثلاثمئه الف درهم فاعطاها عثمان له وفيها حق الفقراء والمساكين.. وعثمان يسير على سنه صاحبيه، فقد ترك ابو بكر بايعاز من عمر لابى سفيان ما بيده من الصدقات ليضمن رضا ابى سفيان، مع ان فيها حق الفقراء والمساكين (1357)، ولم يكتف عثمان بذلك، بل وضع الحكم بن العاص فى قصره واعطاه مئه الف درهم (1358).

2- وزوج الخليفه ابنته لمروان واعطاه دفعه واحده خمس غنائم افريقيا (1359)، ومروان هذا ملعون لعنه رسول‏اللّه (1360)، وكان مروان يلقب بخيط باطل (1361)، ومروان مشهور بحقده على اهل بيت محمد.

قال ابن عساكر:

لقد ابى مروان ان يدفن الحسن بن على بن ابى طالب فى حجره الرسول وقال مروان:

(ما كنت لادع ابن ابى تراب يدفن مع رسول‏اللّه) (1362)، قال ابن حجر فى صواعقه:

(ان مروان لما ولى المدينه كان يسب عليا على المنبر كل جمعه) (1363).

3- ولم يكتف عثمان بذلك بل زوج الحارث بن الحكم بن العاص، اخا مروان، ابنته عائشه، واعطاه ثلاثمئه الف درهم دفعه واحده (1364)، ولما قدمت ابل الصدقه اعطاها عثمان للحكم‏بن العاص (1365) وكان رسول‏اللّه قد تصدق على المسلمين بموقع فى المدينه فاعطاه عثمان للحكم بن العاص (1366).

4- كان العاص بن اميه من جيران الرسول المشهورين بايذائهم له، وقد خرج لحرب الرسول يوم بدر فقتله الامام على بن ابى طالب على الشرك (1367)، وقد اعط‏ى عثمان لسعيد ابن العاص الف درهم دفعه واحده، وولاه على الكوفه، ونكل بالعلماء من ابناء الامه.

5- كان عقبه بن ابى معيط، وهو اخ الخليفه من امه، من اشد الناس ايذاء لرسول‏اللّه (1368)، قال ابن هشام فى سيرته (1369):

(كان الحكم بن ابى العاص وعقبه بن ابى معيط، يوذون الرسول فى بيته، وفى بدر اسر عقبه وامر الرسول بقتله صبرا)، كما اخرج ذلك ابن مردويه وابو نعيم من الدلائل (1370).

قال تعالى:

(ويوم يعض الظالم على يديه) (1371) فالظالم هو عقبه، وقال ابن مردويه، وابن نعيم فى الدلائل وابن المنذر وعبد الرزاق فى المصنف وابن ابى شيبه وابن ابى حاكم وسعيد بن منصور وابن جرير:

(ان الظالم هو عقبه بن ابى معيط والد الوليد) (1372).

والوليد بن عقبه هو الفاسق الذى فضحه القرآن فى آيه النبا (1373).

لقد اعط‏ى عثمان بن عفان الوليد بن عقبه، وارضاه وولاه على الكوفه، وصلى بالناس صلاه الصبح وهو سكران!!!

وهذه الحادثه لها من الشهره بحيث لا تنكر.

قال ابو فرج الاصفهانى:

فنادى وقد نفدت صلاتهم اازيدكم!

ثملا ولا يدرى (1374) 5- زوج الخليفه عثمان ابنته لعبد اللّه بن خالد بن اسيد بن ابى العاص بن اميه واعطاه مئه الف درهم ولكل رجل من قومه الف درهم دفعه واحده (1375)، وقال اليعقوبى فى تاريخه (1376):

(انه اعط‏ى عبد اللّه هذا ستمئه الف درهم دفعه واحده)، ومن الطبيعى ان الخليفه قد اصطفاه، وضمه مع السابقين لحاشيته واهل مشورته.

6- كان ابو سفيان قائد جبهه الشرك ضد رسول‏اللّه بلا كلام، وقائد الاحزاب وراسها بلا كلام، قاتل رسول بكل فنون القتال، وقاومه بكل اساليب المقاومه، حتى احيط به فاسلم، فادناه عثمان وجعله من اهل مشورته وهو القائل لعثمان -والمشير عليه بعد ان آلت الخلافه اليه-:

(صارت اليك بعد تيم وعدى فادرها كالكره فانما هو الملك ولا ادرى ما جنه ولا نار) راجع الاستيعاب لابن عبد البر (1377) وهو القائل يوما:

(تلقفوها تلقف الكره فما هنالك جنه ولا نار) (1378).

وقال يوما:

(يا بنى اميه تلقفوها تلقف الكره، فوالذى يحلف به ابو سفيان، ما زلت ارجوها لكم ولتصيرن الى صبيانكم ورثه)(1379).

ودخل ابو سفيان يوما على عثمان فقال له وكان اعمى:

(هل هنا احد؟ فقالوا: لا.

فقال:

اللهم اجعل الامر امر جاهليه، والملك ملك غاصبيه، واجعل اوتاد الارض لبنى اميه) (1380).

وباختصار فان تاريخ ابى سفيان، وعدائه للاسلام، لا يخفى على منصف، ومع هذا كان احد حاشيه عثمان، واحد مستشاريه، واحد المنتفعين بعطاءاته التى تفوق التصور!!

7- عبد اللّه بن ابى سرح هو الذى افترى على اللّه الكذب -بنص القرآن- وهو الذى قال:

(سانزل مثل ما نزل اللّه) (1381).

وقد اباح الرسول دمه حتى لو تعلق باستار الكعبه لانه اسلم ثم ارتد، وافترى على اللّه الكذب وعند فتح مكه وبطريقه ما احضره عثمان وطلب له الامان من رسول‏اللّه، وسكت الرسول طويلا لعل المسلمين يقتلون هذا الرجل خلال فتره سكوته، ولانه لا يقول لا، تركه لعثمان (1382).

دوله امويه مستعده لقياده المواجهه ضد آل محمد:

الخليفه اموى، والحكومه امويه، والحاشيه امويه، والمستشارون امويون والولاه امويون، وكل بيت من بيوت بنى اميه وتره الهاشميون وخاصه على بالذات، والامويون باغلبيتهم الساحقه يحقدون على على خاصه وعلى الهاشميين عامه، لانهم قد قتلوا الاحبه بمعنى ان البيت الاموى موهل ليبدا بمواجهه جديده مع على بن ابى طالب، ومع الهاشميين.

بعد ان اخذ الناس يتعرفون على حكم الشرع بالقياده وعلى حق اهل بيت النبوه الذى ابتزه الخلفاء!!

فليس امام الخليفه الجديد كائنا من كان سوى ان يبقى رمزا للحكم، وبلا سلطات، فى هذا المناخ، او يواجه الامويين فيهزمونه هزيمه ساحقه فى النهايه، بمعنى ان الحكم صار حكما امويا جاهليا ولكن بثوب الاسلام، او بمعنى ادق، صار ملكا ولكن بديكور شكلى، ومصطلحات اسلاميه خاليه من المضمون!!

كان الامام على يعرف ذلك، وهذا سر تردده بقبول الخلافه، وهذه ثمره ترتيبات الخليفه العادل عمر بن الخطاب، وثمره تركه لسنه رسول‏اللّه، التى كانت تقيد الحاكم بطريقه توزيعه للمال، واتباع سنه عمر الذى اعط‏ى الحاكم الحريه فى التصرف بالمال باى وجه يريده.

وهكذا دخل المال كسلاح جبار ليواجه اهل بيت النبوه مع تجمعات التحالف.

قوه الرجال الذين خصصهم عمر لمواجهه على واهل بيت النبوه:

تحدثنا باسهاب عن نفوذ وقوه الامويين، فاذا اضيف الامويون للخمسه الذى خصصهم عمر، لمنافسه على واهل البيت وخصص اولادهم لمنافسه ائمه اهل البيت، ادركنا خطوره وحجم المواجهه بين على واهل بيت النبوه وبين منافسيهم:

1- الزبير بن العوام:

جاء فى صحيح البخارى كتاب الجهاد باب بركه الغازى فى ماله (1383)، (ان الزبير خلف احدى عشر دارا بالمدينه ودارين بالبصره ودارا بالكوفه ودارا بمصر وكان له اربع نسوه فاصاب كل واحده بعد رفع الثلث الف الف ومائتا الف)!!

قال المسعودى فى مروج الذهب (1384):

(خلف الزبير الف فرس والف عبد والف امه وخططا)!!

2- طلحه بن عبيد اللّه التميمى:

كانت غلته فى العراق كل يوم الف دينارا، قال ابن الجوزى:

(خلف طلحه ثلاثمئه حمل ذهب)، وعن عمروبن العاص ان طلحه ترك مائه بهار، كل بهار ثلاثه قناطير ذهب، وقال ابن عبد ربه:

(وجدوا فى تركه طلحه ثلاثمائه بهار من ذهب وفضه)، واخرج البلاذرى بان عثمان اعط‏ى طلحه من خلافته مائتى الف دينار (1385).

3- عبد الرحمن بن عوف:

قال ابن سعد:

(ترك عبد الرحمن الف بعير وثلاثه آلاف شاه ومائه فرس وكان يزرع على عشرين ناضحا، والذهب الذى خلفه قطع بالفووس، وترك اربع للنساء اصاب كل واحد 80 الف)، وقال اليعقوبى:

(ان امراه من نسائه صولحت عن ربع الثمن بمئه الف:

وقال المسعودى)(1386)..

4- سعد بن ابى وقاص: قال بن سعد:

(ترك سعد بن ابى وقاص يوم مات: مئتى الف الف وخمسين الف درهم)(1387).

5- اما عثمان فحدث ولا حرج عن امواله وضياعه ودوره(1388) ، ومن الطبيعى ان توول امواله لذريته بعد موته.

الفصل السابع: تحول الخلافه الى ملك

اذا انتصر الامام على على الخمسه فلن ينتصر على الامويين:

اذا استطاع على واولاده بهذه الظروف ان يدخل فى مواجهه مع الخمسه اللذين اوجدهم عمر لمنافسته ومواجهته، فلن يقوى على الانتصار على بنى اميه الذين اتخموا وملكوا النفوذ والقوه والمال واستعدوا من وقت طويل لمواجهه اهل بيت النبوه.

كذلك فاذا انتصر الائمه من ابناء على على ابناء الخمسه، فلن ينتصروا على ابناء الامويين.

لم يبق من الخلافه غير الاسم!!

لقد سقطت الشرعيه، وعادت الجاهليه، ولكن بثوب الاسلام، الذى صار طريقا الى الملك.

فالخليفه الملك هو خليفه الرسول من حيث الشكل، وهو ولى امر المسلمين، وهو مرجعهم الرسمى فى امور دينهم ودنياهم ولكن لا موهل له الا القوه والغلبه، اذ صارت القوه سببا مكسبا للخلافه بل هى السبب الوحيد.

وبما ان الخليفه الملك هو خليفه الرسول فقد تمتع بكل الصلاحيات التى كان يتمتع بها الرسول، واضفيت عليه القداسه التى كانت للرسول بوصفه خليفته!!

تلك هى الكارثه التى واجهت الامه وواجهت ائمه اهل بيت النبوه!!

وجارى علماء الدوله هذا الواقع الاليم، ذكر ابو يعلى الفرا روى الامام احمد ما دل على ان الخلافه تثبت بالغلبه والقهر ولا تفتقر الى العقد فقال:

(ومن غلب بالسيف حتى صار خليفه وسمى امير المومنين، فلا يحل لاحد يومن باللّه واليوم الاخر ان يبيت ولا يراه اماما برا كان ام فاجرا)، وقال فى روايه ابى الحارث فى الامام يخرج عليه من يطلب الملك فيكون مع هذا قوم ومع هذا قوم، تكون الجمعه مع من غلب (1389)!!.

ويجب على المسلمين طاعه هذا الخليفه مهما فعل ومهما ظلم، ومهما انتهك من حقوق (1390).

واعظم من ذلك ان هذا الخارج على الشرعيه والذى اصبح خليفه بالقوه يتولى امور الناس حتى وهو ميت انظر الى قول ابن خلدون فى مقدمته:

(ينظر للناس حال حياته وتبع ذلك ان ينظر لهم بعد وفاته فيقيم لهم من يتولى امورهم!!).

والسند الشرعى لكل هذا لا آيه من كتاب اللّه، ولا حديث عن رسول‏اللّه!!

ولكن كلمه صدرت من عبد اللّه بن عمر يوم الحره عندما قال:

(نحن مع من غلب)!!

راجع كتابنا الخطط السياسيه لتوحيد الامه الاسلاميه.

الملك الخليفه رجل مقدس وهم اعظم من النبى!!

الاصل ان الخليفه مهاب ومحترم وموقر لانه القائم مقام الرسول بقياده الامه وحفظ الدين على اصوله الصحيحه، فهيبه الخليفه مستمده من رسول‏اللّه، هذا بالنسبه للخليفه الشرعى المعين بامر اللّه ورسوله، والاصل ان هذا الخليفه هو الاعلم والافهم بالدين والاتقى واصلح المسلمين، ولما انتشرت تقليعه الغلبه واكتساب الخلافه عن طريق الغصب والقوه انتقلت مهابه الخليفه الشرعى للخليفه الغالب الذى لا سند لشرعيه حكمه غير القوه والقوه وحدها، وجاءت وسائل الاعلام التى تملكها دوله الخليفه الغالب فاعطت هذا الغالب مكانه لم تخطر على البال!!

فصار الخليفه صفى اللّه!!

وصار خليفه اللّه لا خليفه رسوله قال الحجاج يوما على منبر الكوفه:

(اسمعوا واطيعوا لخليفه اللّه وصفيه عبد الملك بن مروان) (1391) وحاول الحجاج‏بن يوسف ان يقنع الناس بان الخليفه اعظم من الرسول نفسه فناشد عقولهم يوما على المنبر قائلا:

(ارسول احدكم فى حاجته اكرم عليه ام خليفته فى اهله) (1392)!!.

وعاب الحجاج على الذين يزورون قبر رسول‏اللّه ويتجاهلون قصر امير المومنين عبد الملك فقال:

(تبا لهم يطوفون باعواد ورمه باليه!!

هلا طافوا بقصر امير المومنين عبد الملك بن مروان الا يعلمون ان خليفه المرء خير من رسوله) (1393)!!

جاء فى العقد الفريد (1394):

(ان الحجاج كتب الى عبد الملك بن مروان وزعم له ان السموات والارض ما قامتا الا بالخلافه وعلى الخلافه!!

وقال يوما ان من يقف مع الخليفه مومن، ومن يعاديه كافر) (1395).

طاعه الخليفه:

قال النووى فى شرحه لصحيح مسلم (1396)، والبيهقى فى سننه (1397)، ما يلى وبالحرف:

(وقال جماهير اهل السنه من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين:

(لا ينعزل الخليفه -المتغلب- بالفسق والظلم وتعطيل الحدود، ولا يخلع ولا يجوز الخروج عليه بذلك.. والخروج عليهم وقتالهم حرام باجماع المسلمين وان كانوا فسقه ظالمين!!)

قال القاضى ابو بكر محمد بن الطيب الباقلانى فى كتاب التمهيد طبعه القاهره 1366ه ما يلى وبالحرف:

(قال الجمهور من اهل الاثبات واصحاب الحديث:

لا ينخلع الامام بفسقه وظلمه بغصب الاموال وضرب الابشار، وتناول النفوس المحرمه وتضييع الحقوق وتعطيل الحدود ولا يجب الخروج عليه (1398))!!

للخليفه حقوق اعظم من حقوق النبى، وطاعته اولى من طاعه النبى:

لما اراد الرسول ان يكتب تعليماته النهائيه اثناء مرضه اعترضه عمر بن الخطاب وحال بينه وبين كتابه ما اراد وقال على مسمع الرسول:

(ان الرسول يهجر حسبنا كتاب اللّه ولسنا بحاجه لوصيه الرسول) (1399).

وعلى الفور قال الحاضرون من حزب عمر:

(ان الرسول يهجر حسبنا القرآن)، وحالوا بينه وبين كتابه ما اراد وقد وثقنا هذه الواقعه اكثر من مره (1400).

وعندما اراد الخليفه ابو بكر اثناء مرضه المشابه لمرض رسول‏اللّه ان يكتب تعليماته النهائيه اخذ عمر يهرول بين يديه ويقول للحاضرين:

(ايها الناس اسمعوا واطيعوا قول خليفه رسول‏اللّه (1401))، مع ان المرض كان مشتدا بابى بكر اكثر مما اشتد المرض برسول‏اللّه)).

بمعنى ان ابا بكر عومل باحترام اكثر مما عومل الرسول، واتيحت الفرصه لابى بكر ان يكتب تعليماته النهائيه ولم يعط الرسول فرصه لذلك!!

ونفس الحاله حدثت مع عمر نفسه، فقد كان مريضا، وقد اشتد به المرض اكثر مما اشتد بالرسول، ومع هذا كتب تعليماته النهائيه قبل موته ولم يحل احد بينه وبين كتابه ما اراد (1403)، ومن جمله تعليمات عمر ان يضربوا عنق من يخرج عليها (1404)!!

مما يعنى ان عمر يتمتع باحترام عند اتباعه وعند المسلمين اكثر من الرسول نفسه.

والا فلماذا يكتب ابو بكر تعليماته النهائيه ولم يعترضه احد، ويكتب عمر توجيهاته النهائيه ولم يعترضه احد، وعندما اراد الرسول ان يكتب توجيهاته النهائيه حالوا بينه وبين ذلك!!

فالخليفه عمليا عند اتباعه اعظم من الرسول، ويعامل باحترام اكثر مما عومل الرسول!!

حمله منظمه لتصغير منزله على واهل البيت:

الامام على واحد من سته:

عندما طعن عمر بن الخطاب، واشرف على الموت، عهد بالخلافه لعثمان عمليا وشكليا جعلها شورى بين سته، وجعل احدهم صاحب الحق الشرعى، الامام على بن ابى طالب (1405).

قائلا:

انه اختار هذا النفر لان رسول‏اللّه توفى وهو راض عنهم (1406).

والحقيقه انه بعد موت ابى عبيده وقع اختيار الخليفتين على عثمان ليخلف عمر، لانه مطيع لهما، ومتعاون معهما، وكاره مثلهما لقياده اهل بيت النبوه، فلذلك صار موضع ثقه ابى بكر وعمر.

فعثمان هو الرجل الذى يتوقعون رئاسته بعد زعيمهم (1407).

بمعنى ان الخليفه عمر قد استخلف عمليا عثمان، وقرب عثمان اليه، ورفع مكانته عنده، واقتنع الناس ان عمر مع عثمان، ولكن عمر جعل الامر شورى من الناحيه الشكليه حتى يبرز منافسين جدد لعلى بن ابى طالب، فيكون عثمان هو الخليفه من بعده، يدعمه الامويون الحاقدون على على وبنى هاشم، واذا مات عثمان، تكون شهيه طلحه والزبير وسعد بن ابى وقاص وعبد الرحمن بن عوف مفتوحه للخلافه، فينافسون الامام على ويدخلون معهم بمواجهه اما منفردين، او بالتعاون مع بنى اميه.

هكذا يتحقق مخطط عمر الرامى الى استبعاد على بن ابى طالب عن قياده الامه نهائيا، واستبعاد اهل بيت النبوه عامه، واذا مات على بن ابى طالب، وقام اولاده يطلبون حقهم بالقياده، يتصدى لهم اولاد اصحاب الشورى الخمسه، وهكذا تبقى الامه بحاله مواجهه مع اهل بيت النبوه ويحال بين اهل البيت وبين حقهم بالقياده، هذا هو مخطط عمر ومخطط قاده التحالف!!

ولهذه الاسباب جعل عمر بن الخطاب عليا واحد من سته!!

الامام على واحد من عشره:

وخلال عهد عمر نشات فكره العشره المبشرين فى الجنه وهم:

ابو بكر وعمر وعلى وعثمان وطلحه وسعد بن ابى وقاص والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد وابو عبيده بن الجراح (1408).

وقد شاعت هذه الروايات شيوعا كبيرا، لان المبشرين اعلام وقاده التاريخ وتبشيرهم بالجنه يتلاءم مع هوى الناس.

وما يعنينا ان وسائل الاعلام جعلت الامام على احد العشره التى روجت بانهم من اهل الجنه، وهكذا صار الامام العلم الحادى عشر.

الامام على واهل بيت النبوه مجرد صحابه:

قال عمر بن الخطاب فى البدايه:

ان على بن ابى طالب، ليس اكثر من احد سته مات الرسول وهو راض عنهم (1409)، وجاء شيعه عمر وابى بكر وتاثروا بالمناخ السياسى وبوقائع التاريخ فزعموا ان الامام على احد العشره المبشرين فى الجنه (1410).

وتجاهل عمر اهل بيت النبوه مثلما تجاهلت شيعته ذلك.

وقدر اعداء الامام واهل البيت ان عليا سيبقى ظاهرا ما دام واحد من سته او واحد من عشره اشخاص، لذلك قرروا ان يجعلوه واهل بيته مجرد افراد من جمله ربع مليون صحابى!!

واتفق هذا مع زمن معاويه واختراعه لنظريه عداله الصحابه، حيث قاد بنفسه وبالتعاون مع حكام اقاليم مملكته حمله كذب على رسول‏اللّه فكتب مراسيمه الثلاثه الى كافه عماله ونسخه واحده.

1- المرسوم الاول الملكى:

(ان برئت الذمه ممن روى شيئا من فضل ابى تراب واهل البيت) (1411) كما نقله عن كتاب الاحداث للمدائنى.

2- المرسوم الثانى الملكى:

(ان انظروا من قبلكم من شيعه عثمان ومحبيه واهل ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه، فادنوا مجالسهم وقربوهم) (1412).. 3- المرسوم الثالث الملكى:

(ان الحديث فى عثمان قد كثر وفشا فاذا جاءكم كتابى هذا فادعوا الناس الى الروايه فى فضائل الصحابه والخلفاء الاولين، ولا تتركوا خبرا يرويه احد من المسلمين فى ابى تراب واهل بيته الا وتاتونى بمناقض له فى الصحابه، فان هذا احب الى واقر لعينى وادحض لحجه ابى تراب وشيعته) (1413).

4- المرسوم الرابع الملكى:

(من قامت عليه البينه انه يحب عليا واهل البيت فامحوه من الديوان، واسقطوا عطاءه ورزقه، ومن اتهمتموه بموالاتهم فنكلوا به واهدموا داره) (1414).

نتائج هذه الحمله المسعوره اكاذيب على رسول‏اللّه:

قال المدائنى فى كتابه (الاحداث) كما يروى بن ابى الحديد فى شرح النهج مجلد 3:

(فظهر حديث كثير موضوع، وبهتان منتشر، ومضى على ذلك الفقهاء والقضاه والولاه، وكان اعظم الناس فى ذلك بليه القراء المراءون والمستضعفون الذين يظهرون الخشوع والتنسك فيفتعلون الاحاديث ليحظوا بها عند ولاتهم ويقربوا مجالسهم، ويصيبوا به الاموال والضياع والمنازل.

حتى انتقلت تلك الاخبار والاحاديث الى ايدى الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان فقبلوها ورووها وهم يظنون انها حق، ولو علموا انها باطله لما رووها ولا تدينوا بها (1415).

الغايه من هذه الحمله:

روى ابن عرفه المعروف بنفطويه وهو من اكابر المحدثين واعلامهم فى تاريخه ما يناسب هذا الخبر فقال:

(ان اكثر الاحاديث الموضوعه فى فضائل الصحابه افتعلت فى ايام بنى اميه تقربا اليهم، بما يظنون انهم يرغمون به انوف بنى هاشم) انتهى ما قاله ابن ابى الحديد فى شرح النهج (1416).

وكانت غايه معاويه من حملته بوضع الاحاديث الكاذبه على رسول‏اللّه:

1- ان يطمس البيان النبوى المتعلق بامامه على من بعد النبى، وبالدور المميز لاهل بيت النبوه فى قياده الامه، طمسا كاملا، وهو فى هذا اشد بيانا واكثر وضوحا من ابى بكر وعمر اللذين ارادا ما اراد معاويه ولكنهما، حرقا جميع البيان النبوى المتعلق بالقياده وغير القياده كما بينا (1417)، ومنعوا كتابه وروايه احاديث الرسول، وقد وثقناه اكثر من مره.

2- ان يشكك بكل ما عرفه الناس عن البيان النبوى المتعلق بالقياده، فما من خبر ياتى فى على واهل بيته الا ويضع مناقضا له بالصحابه.

3- اضفاء العصمه والقداسه على الصحابه جميعا:

وهم (كل من سمع الرسول او شاهده واسلم او تظاهر بالاسلام) (1418) ومعاملتهم بالتقديس جميعا المهاجر والطليق فيصير معاويه واهل بيته منهم!!

4- وصولا الى انتزاع على بن ابى طالب واهل بيته الكرام من قمه الهرم القيادى وتحويلهم الى مجرد صحابه من جمله ربع مليون صحابى شاهدوا الرسول، وسمعوا واسلموا او تظاهروا بالاسلام!!

كان هذا هو القصد من حمله معاويه، ومن اختراعه لنظريه عداله الصحابه.

وقد الفت كتابا كاملا حول هذا الموضوع (نظريه عداله الصحابه والمرجعيه السياسيه فى الاسلام)، فارجع اليه ان شئت لتقف على تفاصيل نظريه معاويه وشيعه السلطه فى الصحابه.

5- تفريع الدين الاسلامى السياسى من محتواه ومضمونه وتحويله الى مجرد وسيله للملك وتوسيعه والمحافظه عليه.

الفشل المنطقى لحمله التصغير والانزال من القمه الى القاعده:

عندما جعل عمر بن الخطاب عليا بن ابى طالب احد سته قال ان الرسول قد توفى وهو راض عنهم (1419)، كان قوله مخالفا للواقع ومتناقضا معه، فليس هولاء السته هم وحدهم الذى توفى الرسول وهو راض عنهم!!

فقد كان الرسول راضيا عن الكثير منهم الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنه كما هو ثابت بلا خلاف، كان راضيا عن سيد الخزرج سعد بن عباده الذى قتله عمر (1420)، وكان الرسول راضيا عن خالدبن سعيد الاموى الذى قال عند ابن قتيبه فى المعارف (1421):

(انه قد اسلم قبل ابى بكر (1422))، هذا على سبيل المثال وكان الرسول عندما توفى راض عن الكثير من اصحابه، فكيف حصر عمر بن الخطاب هذا الرضى بخمسه وعلى سادسهم!!

واذا كان لرضى الرسول دور بالتقدم والتاخر عند عمر فان عمر بن الخطاب اول المتاخرين، فلقد مات الرسول وهو ساخط عليه وغير راض منه!!

وهل يعقل ان يرضى الرسول من الرجل الذى حال بينه وبين كتابه ما اراد وقال له مواجهه:

(انت تهجر ولا حاجه لنا بكتابك حسبنا كتاب اللّه (1423))!!

وهل يعقل ان يرضى الرسول ممن اجلب عليه حزبا فقال امام الرسول:

(القول ما قاله عمر ان الرسول يهجر، ما شانه اهجر!

استفهموه انه يهجر) وحالوا مع عمر بين الرسول وبين كتابه ما اراد (1424) ، وهل يعقل ان يرضى الرسول عن الذين تجاهلوا البيان النبوى المتعلق بالقياده ورتبوا كما يحلوا لهم!!

فاذا كان لرضى رسول‏اللّه قيمه وميزان فان ما حدث بالكامل يغضبه ويسخطه ولا يرضيه كما قالت الزهراء فاطمه بنت الرسول (1425)!!

وهل يرضى الرسول عمن اراد ان يحرق بيت اهل بيت النبوه على من فيه وهم اعدال الكتاب (1426)!!

ان رضى الرسول عن من يفعل ذلك يخالف العقل والاصول المستقره من الدين!!

كانت غايه عمر من هذا الترتيب 1/6 ان يكثر منافسى الامام على الخلافه ومنافسى ابناء الامام، وان يجعل وصولهم لحقه بالقياده مستحيلا.

وقصه (العشره المبشرين فى الجنه) غير وارده بموازين العقل والشرع والتاريخ، فقد بشر اللّه الحسن والحسين بالجنه، وقال انهما سيدا شباب اهل الجنه، قبل ان تنتشر شائعه العشره المبشرين فى الجنه.

وهذا ثابت بلا خلاف!!

بل وبشر الرسول كل من شهد ان لا اله الا اللّه صادقا بالجنه.

اخرجه احمد والطبرانى من طريق ابى موسى الاشعرى، وبشر كل من مات ولا يشرك باللّه شيئا بالجنه اخرجه احمد والترمذى والنسائى وابن حيان عن ابى ذر، (الا من ابى)؟!

قيل:

(يا رسول‏اللّه ومن يابى ان يدخل الجنه؟) قال الرسول:

(من اطاعنى دخل الجنه ومن عصانى دخل النار) اخرجه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح (1427) والغدير للعلامه الامينى (1428) فهل هو مطيع للرسول من يحول بين الرسول وبين كتابه ما اراد!!

كما وثقنا، وهل هو مطيع للرسول من يقول امام الرسول ومتجاهلا وجوده:

(انت تهجر) كما وثقنا وهل هو مطيع للرسول من احضر النار ليحرق بيت الرسول على من فيه وفيه ابن عمه وابناه وابنته!!

وهل هو مطيع للرسول من يهدد ابن عم النبى وولى اللّه وفارس الاسلام بالقتل!!

ونظريه عداله الصحابه التى اخترعها معاويه لجعل على واهل بيت النبوه مجرد افراد من جمله ربع مليون صحابى لا تستقيم ايضا مع العقل والشرع بقرانه وبيانه النبوى، ولا مع التاريخ لان معاويه الذى صار صحابيا مثل على بن ابى طالب حسب موازين نظريه معاويه الذى قاتل دفاعا عن الاسلام 21 عاما مثل معاويه وابوه اللذان قاتلا الاسلام علنا وقاوموه 21 عاما!!

فباى منطق ووفق اى عداله جعل على مثل معاويه!!.

بطون قريش كلها قد اشتركت بحصار الهاشميين!

فباى عداله يصبح المحاصر (بالكسر) كالمحاصر (بالفتح) اين كان الصحابه يوم قاسى الهاشميون ويلات الحصار والمقاطعه!!

قلب الحقيقه قد يمشى اذا دعمته القوه، ولكن بمناخ الحريه يسقط الزيف وتبقى الحقائق متالقه!!

لقد كان عمر بن الخطاب ذكيا، ومنظرا لا مثيل له، يعرف ماله وما عليه، فكثيرا ما سال حذيفه عن نفسه، وهل ذكره رسول‏اللّه بانه من المنافقين (1429).

ولهذا لم يكن يصلى على ميت وكان يطلب من حذيفه ان يصلى على الاموات لانه كان يخشى ان يكون من المنافقين (1430).

الفصل الثامن: اثنى عشر اماما يقودون اثنى عشر مرحله من مراحل المواجهه

كمال الدين وتمام النعمه الالهيه:

اثبتنا فى الابواب السابقه ان رسول‏اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لم ينتقل الى جوار ربه الا بعد ان اكمل اللّه دينه واتم نعمته، وبين القرآن الكريم بيانا قائما على الجزم واليقين.

ومن الثابت بالنص الحكيم ان اللّه جل وعلا قد انزل القرآن الكريم تبيانا لكل شى‏ء، والامامه او قياده الامه ومرجعيتها هى اهم شى‏ء ومن المحال شرعا وعقلا ان يبين رسول‏اللّه غير المهم وان يبين المهم ويترك الاهم.

لان هذا يتنافى ويناقض كمال الدين وتمام النعمه الثابت فى القرآن الكريم، والذى اجمعت الامه على صحه حدوثه بلا خلاف ولا اختلاف.

معالجه موضوع القياده او الامامه من بعد النبى:

وقد افردنا بابا خاصا سقنا فيه البيان النبوى المتعلق بالقياده او الامامه او المرجعيه من بعد النبى، واثبتنا بالدليل القاطع والبرهان الساطع ان رسول‏اللّه (ص) قد اعلن وبكل وضوح، وبين وبكل طرق البيان ان اللّه تعالى الذى اختاره للنبوه والرساله اختار على‏بن ابى طالب لامامه الامه وقيادتها من بعده، وانه تعالى قد اعد الامام على وهيا له الاسباب ليكون هو الاعلم والافهم بالدين، والاكثر احاطه وعلما بسنه سيد المرسلين، والاتقى والاقرب الى اللّه ورسوله واصلح عباد اللّه بعد رسوله وافضل المسلمين.

واعلن رسول‏اللّه بكل وسائل الاعلان وبين بكل طرق البيان ايضا ان اللّه تعالى الذى اختار محمد للرساله والنبوه واختار على بن ابى طالب لامامه الامه وقيادتها من بعده، قد اختار اهل بيت النبوه لاداء دور مميز فى قياده الامه وتوجيهها طوال حياه الجنس البشرى، ولا عجب فمحمد آخر الانبياء وخاتم الرسل ولا بد للجنس البشرى من نقطه تجمع وارتكاز يرجعون اليها ويستندون عليها.

ومعذره للامه وقطعا لدابر الخلاف والاختلاف حدد رسول‏اللّه اثنى عشر اماما كل امام يعين بنص ممن سبقه وبعهد من رسول‏اللّه، وسمى هولاء الائمه باسمائهم واعلنهم لمن عاصره من المسلمين بكل وسائل الاعلان، وبينهم بكل طرق البيان ليضفى حاله من الاستقرار والموسسيه على منصب القياده او الامامه او المرجعيه من بعده.

واعلن الرسول بكل وسائل الاعلان، وبين بكل اساليب البيان ان هذه الترتيبات المتعلقه بالقياده او الامامه او المرجعيه والمتعلقه بالدور المميز لاهل بيت النبوه، هى وحى الهى واوامر الهيه امر بابلاغها وبيانها للناس، مثلما امر ببيان الصلاه والصوم والزكاه والحج وغيرها من امور الاسلام، وما كان له ان يتقول على اللّه او يفترى عليه وهو على وشك لقائه، وايده القرآن الكريم (وما ينطق عن الهوى، ان هو الا وحى يوحى) (1431) (ان اتبع الا ما يوحى الى) (اتبع ما اوحى اليك من ربك) (1432)(ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين، ثم لقطعنا منه الوتين) (1433).

واخبر النبى كافه المسلمين فى حجه الوداع انه لن يلقاهم بعد عامهم هذا، وقدم اليهم امامهم من بعده فبايعوه بالولايه، وقدموا له التهانى، ومرض النبى كما اخبر المسلمين سلفا، ومات من مرضه كما اعلمهم سلفا، وقد وثقنا ذلك توثيقا محكما، فارجع الى باب البيان النبوى المتعلق بالامامه او القياده من بعد النبى.

المفاجاه الكبرى واصطدام الشرعيه الالهيه بما تهوى الانفس:

لما راى بعض المسلمين ان اللّه الذى اختار محمدا الهاشمى للنبوه والرساله قد اختار ابن عمه الهاشمى على‏بن ابى طالب للامامه والقياده من بعده، واختار اهل بيت النبوه الهاشميين لدور مميز ودائم لقياده الامه، وراوا ان الجميع من بنى هاشم، دب الحسد فى قلوب هذا البعض.

وبما ان الهاشميين هم الذين احتضنوا النبى وحموه وحموا دعوته، وحيث انهم كانوا راس الحربه لمواجهه النبى مع اعدائه الذين اصبحوا فى ما بعد مسلمين، وبما ان على‏بن ابى طالب خاصه والهاشميين عامه قد وتروا اعداء النبى الذين صاروا مسلمين فى ما بعد، بعد ان تلفظوا بالشهادتين، لذلك فان هذا البعض المسلم صار يحسد الهاشميين عامه واهل البيت خاصه ويحقد عليهم.

وراى هذا البعض انه لا تناقض ولا تعارض بين حسدهم وحقدهم على آل محمد وبين اعترافهم بنبوه محمد ورسالته، ودخولهم فى الاسلام، وقدروا انه لا تناقض بين قبولهم للاسلام كله ورفض الجانب المتعلق منه بالقياده من بعد النبى وبالدور المميز لاهل بيت النبوه.

ولان الافصاح عن هذا امر محرج لهم ويثير استنكار العامه، واكتشاف الخاصه لحقيقتهم، فقد اخفوا حقيقه تفكيرهم، وقادوا حمله شائعات مركزه وسريه اثناء حياه النبى، فشككوا بقول النبى وببيانه المتعلق بالقياده من بعده وزعموا ان الرسول بشر يتكلم فى الغضب والرضى ولا ينبغى ان يحمل كل كلامه على محمل الجد وشككوا بشخصيه الرسول وعقله واتزانه -كما وثقنا واثبتنا فى باب الشائعات- وصولا الى ابطال البيان النبوى المتعلق بالقياده من بعد النبى، وبالدور المميز الذى اختص اللّه به اهل بيت النبوه.

ولضمان عدم تفعيل البيان النبوى المتعلق بالقياده، وابطال مفاعيل هذا البيان نهائيا، وتجاهله تجاهلا كاملا اسس هذا البعض حزبا او تحالفا او تنظيما متماسكا ليلغى البيان النبوى المتعلق بالقياده من بعده والدور المميز لاهل بيت النبوه وابطال مفاعيل هذا البيان بالقوه عند الاقتضاء، مع الاحتفاظ بهويه الانتماء للدين، والاعتراف بنبوه سيد المرسلين على اعتبار ان هذه النبوه هى التى اقامت الملك الجديد واسسته، وان هذه النبوه هى الوسيله الوحيده للمحافظه عليه.

المواجهه مع النبى نفسه:

والنبى على فراش الموت اراد ان يكتب تعليماته وتوجيهاته النهائيه كنبى وكقائد للامه اسوه بقاده الامم، وبالوقت المحدد لكتابه هذه التوجيهات فوجى‏ء النبى بدخول عمر بن الخطاب ومعه عدد كبير من اعوانه ورجالات حزبه الذين يرون رايه، فقال النبى لاهل طاعته:

(قربوا اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا)، وما ان سمع عمر بن الخطاب امر النبى حتى تجاهل وجوده وقال للحاضرين فى حجره النبى:

(ان النبى يهجر ولا حاجه لنا بكتابه حسبنا كتاب اللّه) (1434).

وكان بين عمر وبين رجاله الذين حضروا معه اتفاق مسبق!!

فما ان سمعوا قول عمر الخطير هذا حتى تجاهلوا وجود النبى كما تجاهله عمر وقالوا وبصوت واحد:

(القول ما قاله عمر)، عندنا كتاب اللّه، حسبنا كتاب اللّه ولا حاجه لنا بكتاب الرسول (ان النبى يهجر!!

ما شانه اهجر!!

ما له اهجر!!

استفهموه) (1435).

فصعق الحاضرون من اهل طاعه النبى من فظاعه قول عمر وحزبه، واصروا على احضار الكتف والدواه، واصر عمر وحزبه على عدم احضارها، وتنازع الفريقان واختلفوا واكثروا اللغط وكل فريق متمسك برايه، اقليه من اهل طاعه النبى واكثريه من اهل طاعه عمر، فقدر النبى ان كتابه الكتاب بهذا المناخ غير مجديه لذلك قال للجميع:

قوموا عنى، دعونى فالذى انا فيه خير مما تدعونى اليه، انه لا ينبغى عندى تنازع (1436)!!.

وقد اعترف عمر بن الخطاب فى ما بعد بهذه الواقعه، وقال انه صد النبى عن كتابه الكتاب الذى اراد، وحال بين النبى وبين كتابه توجيهاته النهائيه حتى لا يجعل الامر من بعده لعلى بن ابى طالب (1437).

ويجدر بالذكر ان ابا بكر مرض فى ما بعد واراد ان يكتب توجيهاته النهائيه قبل موته فقال لعمر ومن حضر:

(قربوا اكتب لكم كتابا)، فقال عمر للحاضرين:

(اسمعوا واطيعوا قول خليفه رسول‏اللّه) (1438)، فاصابه ابو بكر غشيه بعد قوله:

(انى قد وليت عليكم..)، وانتظروه بكل الاحترام حتى كتب توجيهاته النهائيه واستخلف عمر فسمعوا له واطاعوا (1439).

وعمر نفسه كتب توجيهاته النهائيه للامه وهو مشرف على الموت، وكل خليفه فى ما بعد فعل ذلك، ولم يقل احد لاى واحد منهم انت تهجر!!

حسبنا كتاب اللّه مع انهم جميعا اقل مرتبه من الرسول وبكل الموازين!!

والخلاصه ان الرسول قد انتقل الى جوار ربه بعد ان حالوا بينه وبين كتابه ما اراد مكتفيا بالبيان النبوى الشامل.

تجاهل امام الامه من بعد النبى واختيار قائد بديل فى غياب على واهل بيت النبوه:

بعد ان نجح عمر وحزبه بالحيلوله بين الرسول وبين كتابه ما اراد طوروا نجاحهم واغتنموا فرصه انشغال صاحب الحق بالقياده واهل بيته بتجهيز النبى ودفنه واختاروا خلال تلك الفتره خليفه وقائد بديل للامام على متجاهلين بالكامل وجود الامام صاحب الحق، ووجود اهل بيت النبوه ومتجاهلين البيان النبوى الشرعى الذى حدد القائد من بعد وفاه النبى، واختص اهل بيت النبوه بدور مميز!!

وفوجى‏ء الامام على واهل بيت النبوه بالقائد الجديد يزفه حزبه ومويدوهم كواقع مفروض لا مفر من قبوله، او الدخول مع القائد البديل وحزبه بمواجهه غير متكافئه قد تقوض اعمده الدين كله!!

الذى ما زال وهنا فى نفوس الاكثريه، ولا خلاف بين احد من اهل المله بان اختيار الخليفه او القائد البديل تم فى الغياب الكامل لعلى واهل بيت النبوه، فتوثيق هذه الناحيه من قبيل تحصيل الحاصل وايضاح الواضحات ومع هذا فقد وثقت كافه هذه الامور توثيقا كاملا فى فصل (خطوات تنفيذ الانقلاب وتوزيع الادوار) (1440).

على بن ابى طالب اول الائمه الاثنى عشر:

لا خلاف بين احد من اولياء اهل بيت النبوه بان الامام على بن ابى طالب هو اول ائمه اهل بيت النبوه من بعد النبى، وهو والدهم، وهو اول عمداء اهل بيت النبوه خاصه والبطن الهاشمى عامه، ولا علم لنا بخلاف على ذلك.

فمن على بن ابى طالب وزوجته البتول الزهراء انحدر كل ائمه اهل بيت النبوه او عمداء اهل بيت النبوه فى كل زمان، فكان على هو خيره اللّه من خلقه بعد النبى كما اثبتنا، وهو اعلم الناس بعد النبى بالدين، وافهمهم به، واكثرهم احاطه بالسنه النبويه، واقربهم الى اللّه ورسوله واصلحهم، فهو سيد العرب بالنص، وسيد المسلمين بالنص، وامير المومنين بالنص، وامامهم وقائدهم من بعد النبى بالنص، وزوجته هى سيده نساء العالمين بالنص.

ومن هذه الذريه المباركه انحدر الائمه الاحدى عشر الاخرين، وكل واحد منهم وعى علم النبوه بحيث كان فى زمانه هو الاعلم والافهم بالدين، والاقرب للّه ولرسوله، واصلح وافضل المسلمين.

كيف واجه اول الائمه واقعه؟

لا ريب ان قاده التحالف نصبوا خليفه بديل، ولا ريب بانهم قد تجاهلوا البيان النبوى المتعلق بالقياده من بعد النبى تجاهلا كاملا او اولوه بما يتفق مع مقاصدهم ولا ريب بان الاكثريه الساحقه من افراد المجتمع معهم او حشدت معهم، لان الاقليه الصامته اختارت العافيه، وانحنت فى النهايه امام العاصفه لقد سمع الامام فى ما بعد ان الانصار قد قالت لقاده التحالف:

(لا نبايع الا عليا)، او ان بعض الانصار قد قالوا:

(لا نبايع الا عليا) (1441)، وقال ابن الاثير:

ان الانصار قد قالت هذا بعد ان بويع لابى بكر(1442)، وسمع الامام بقول المنذر بن الارقم لقاده التحالف فى السقيفه:

(ان فيكم لرجل لو طلب هذا الامر لم ينازعه احد يعنى الامام على )، وسمع الامام على قول بشير بن سعد له:

(لو ان هذا الكلام سمعته منك الانصار قبل بيعتها لابى بكر ما اختلف عليك اثنان) (1443).

وسواء اجاءت هذه الاقوال قبل البيعه او بعد البيعه فانها لا توثر على الواقع المفروض ولا تغير حقيقه بان الاكثريه الساحقه من افراد المجتمع نصبوا خليفه بديل فى غياب الامام الشرعى، وان هذه الاكثريه الساحقه تقف وبكل عزم وحزم خلف خليفتها الجديد رغبه او رهبه، وتشعر هذه الاكثريه بانها مشتركه بتنصيب هذا الخليفه الجديد، مثلما تشعر بانه الغالب لا محاله، وان من مصلحتها الوقوف معه لتحمى مصالحها وليشركها الحكم الجديد فى مغانمه ويجنبها شر المغارم.

وسيان اخطات هذه الاكثريه فى موقفها ام اصابت وخالفت البيان النبوى او وافقته فان هذا لن يغير الواقع الذى صار حقيقه من حقائق المجتمع.

الامام على لم يبدا بالمواجهه:

لما راى الامام على الواقع المفروض شاخصا امامه، جلس فى بيته مهموما لتجاهل القوم للبيان النبوى، ولضياع حقه، واخذ يرقب بعين البصير الفطن تسارع حركه الاحداث.

ولان قاده التحالف يخشون من خطر الامام لكونه صاحب حق ولكونهم قد ابتزوه هذا الحق على حد تعبير معاويه برسالته الموجهه الى محمد بن ابى بكر (1444) او لانهم صرفوه عنه على حد تعبير عمر بن الخطاب (1445)، وسواء للسببين او لاحدهما فقد ادرك قاده التحالف خطوره الرجل وضروره الحصول على بيعته وبيعه اهل بيته باى ثمن.

وبفظاظه وجلافه وقسوه بالغه لا تليق بهم ولا بمنزله الامام احضروا حطبا ووضعوه حول بيت الامام وجاءوا بقبس من النار وهموا باحراق بيت على بن ابى طالب على من فيه وفيه على وهو القائد الشرعى للامه وسيد العرب وسيد المسلمين، وفيها فاطمه الزهراء سيده نساء العالمين، وفيها ابنا رسول‏اللّه سيدا شباب اهل الجنه وريحانتاه من هذه الامه بالاضافه الى لفيف من الزوار المعزين لاهل بيت النبوه بوفاه الرسول (1446)!!

قال اليعقوبى فى تاريخه (1447):

(وتقدم عمر بن الخطاب ومن معه وهجموا على الدار ودخلوا دار على وكسروا سيفه)!!

هذا الاسلوب لم تعهده العرب ولا اى مجموعه بشريه لا فى الجاهليه ولا فى الاسلام فقد تعود الناس ان ياخذوا بخاطر اهل الميت لمده ثلاثه ايام او اسبوع او اربعين يوما، هذا عرف اتفقت عليه البشريه واجمعت، وعمل قاده التحالف هذا غير مالوف بل ومستهجن بكل موازين الشرع والعقل والعرف والاخلاق، وبقسوه بالغه اخرجوا الامام على واقتادوه ليمثل امام الخليفه الجديد ويبايعه رغم انفه.

الامام يحول حوادث العنف الى مناسبه لابطال حجه التحالف التى قام عليها ملكهم الجديد: