مكتبة العقائد الإمامية

فهرس الكتاب

 

 

السيد ادريس الحسيني

المغربي مؤلف كتاب (لقد شيعني الحسين عليه السلام) في لقاء مثير

إدريس الحسيني : فليمنحوني حرية التعبير .. وسأشيع العالم بأكمله !

البحث عن الحقيقة للوصول إلى شأو الأمل هذا هو محور لقاء " المنبر " مع الكاتب والصحافي الأستاذ ادريس الحسيني الذي ولج إلى روضة الحق من بعد رلة في القرآن الكريم وبين أنقاض التاريخ المدفون واستقر به المقام في هدى الأئمة الأطهارليعلن أنها البداية فقط والبقية تأتي أن يكون مسلما بامتياز ورساليا في طليعة الأمة هكذا بين أستاذنا كيف يكون المرء شيعياً وأعتقد أن المستقبل سيكون لمذهب آل البيت عليهم السلام لأنه السنة التي يسير وفقها الكون وهو القانون الذي تدور بمعطياته الأفلاك واللأجرام .

وأخيراً ألقى السيد ادريس الحسيني مهمة تقع على عاتق كل مسلم وهي البحث عن الحقيقة مهما اعترت الانسان من معوقات فعلية التحرر من قانون الأسر الموروث وعليه الصمود في درب الحقيقة المضني ثم أوضح لكل المتشيعين مسؤولية كبرى لن يتحملها إلا من كان حرا كحرية أبي الأحرار عليه السلام وهذا نص لقائنابه .

-المنبر كيف تعرفتم على مذهب أهل البيت عليهم السلام أين ومتى وعبر من ؟

- ربما كنت قد وضحت شيئاً من ذلك في كتاب الانتقال الصعب فالبداية طبعاً كانت بالمغرب أنت تسأل عبر من وأنا أجيبك عبر نفسي لا أحد أخذ بيدي بصورة مباشرة إلى هذه المدرسة لقد اندفعت إلى ذلك بنفسي معتمدا على إمكاناتي ربما كانت هناك ظروف وملابسات لها مدخلية كبيرة في هذا الاختيار كنت يومئذ شابا غضا ري العود لكن أسئلتي كانت كبرى لقد تعرفت على المذهب عن طريق البحث والدراسة والاصرار على المعرفة والحمد لله أصبحت شيعياً مواليا .

- المنبر : ما هي العوامل التي دفعتكم إلى اعتناق هذا المذهب وترك مذهبكم السني وكم طالت مدة هذه الرحلة ؟

- لقد وجدت نفسي فجأة تحت سقف معرفي منيع وأنا بطبعي أكره الأماكن الضيقة وأهوى الفضاءات الأوسع تساؤلاتي الصغيرة كبرت معي لكنني لم أكن أجد جواباً شافياً كان الجواب بالهروب والتعتيم والتضليل والارهاب أي لا تسأل إنها الفتنة طبعاً لست أنا من صنع الفتنة الكبرى ولست صانع تلك الأحداث ولكنني كنت أرفض أن أكون صنيعة لها أنا اتحدث عن انتقال صعب من الناحية النفسية والاجتماعية و أما من الناحية العقلية أستطيع أن أتحدث عن انتقال سهل لأن الذين لم يكونوا يجيبونني عن تساؤلاتي وينصحونني بأن لا أقرأ التاريخ إطلاقا كانوا بمثابة حافز لي لالتماس الجواب بنفسي وبجهدي الخاص طبعاً لا أقول أنني تركت المذهب السني إن كنت تعني بالمذهب السني ذلك المذهب التاريخي فأنا بكل تأكيد لست سنياً بهذا المعنى ولكنني سني بالمعنى الشرعي الأصييل وإلا ما معنى أن أكون شيعياً أنا كنت أبحث عن السنة ولما تبين لي بالأدلة القاطعة الأخذ بالأعناق أن لسنة الرسول (ص) طريقا واحدا لا غير هو طريق أئمة أهل البيت عليهم السلام وأنني ملزم بها تكليفا عن هذا الطريق فقط اخترت ذلك فأنا سني بامتياز !

طبعا كان لحدث الثورة الإسلامية في إيران وقع كبير في هذه التجربة لأنني رأيت النموذج حياً أمامي ورايت الوجوه التي حدست فيها الخير كله وعلى فكرة أنا كنت أحب الامام الخميني – قدس سره مذ سمعت عنه وقبل البحث كنت أراه قديس هذا القرن على الرغم من كل الاشعاعات التي حيكت عبر الإعلام المضلل لقد ذاب رحمه الله في الاسلام وتحضرني عبارة للشهيد سماحة السيد باقر الصدرلما قال ذوبوا في الإمام كما ذاب في الاسلام لقد قضيت في البحث قاسية ياالله كم كان الأمر صعباً إنني كنت أشعر بالانسلاخ إنه أشبه ما يكون بالمخاض هذا بالاضافة إلى وجود ذلك الحصار الكبير لا وجود للمصادر ولا للكتب لقد قرن التشيع بالإرهاب ورفعت الصحف وجف المداد الذين عاصروا تلك المرحلة يدركون صعوبة هذا الاختيار اليوم أتأمل بعض التجارب وأراها سهلة سريعة وفي ظروف مواتية تماماً لقد قمت بكل ما يمكن أن يفعله باحث عن الحقيقة ومصر على المضي في دربها الوعر لكن المهم أنني وصلت إلى البداية حتى لا أقول النهاية !

- المنبر : كيف كانت ردود فعل أسرتكم وعشيرتكم ومجتمعكم تجاه هذا

القرار الصعب وما مدى تأثير تشيعكم على المجتمع المغربي ؟

- لقد لفت انتباهي سؤالكم هذا قلتم عشيرتي ويبدو أنكم تتحدثون إلي بمعطيات الأجتماع الخليجي أنا لا أعرف ما معنى العشيرة وبالتالي لا وجود لأي ضغط أو مشكلة من هذا القبيل أما الأسرة فهي أمر لا يمثل خطورة أيضاً نحن في المغرب الأمر يختلف من طبقة إلى أخرى ومن بيئة إلى اخرى وكما عبرت في كتاب " الانتقال " أنني في أختياراتي المعرفية عشت مناخا من الحرية لا أحد يجبر أحداً على فعل شيء أو الايمان به على سبيل الاكرام إذا عنيت بالعشيرة مجمل العائلة فلا سلطة لأحد على أحد والعائلة ليست اتجاهات أو تيار واحد

هناك التقليد الرسمي وهناك السلفي وهناك الصوفي وهناك الليبرالي وهناك اللينيني وسوف أفاجئك بالقول إن إحدى عماتي مقيمة بالديار الفرنسية تنصرت وهي من نشطاء " شهود يهوه " إذن لست بدعا في ذلك ربما هناك أسباب كثيرة ساهمت في ذلك لا مجال لذكرها نعم المجتمع وتحديدا الاسلاميين هؤلاء شوشروا علي وأزعجوني وبالغوا في ذلك الحمد لله أنني هاجرتهم مبكرا ولم يصلني منهم سوى القيل والقال ولكن يبدو أن قسماً منهم للإنصاف متفهم ومتعقل وتربطني بهم صداقة هناك من صورني " دانكشوطا " طائفيا ولكن كل هؤلاء لا يعرفون عني شيئاً الذين لهم صلة بي عن قرب يدركون تماماً أنني شخص متسامح وقلق على وحدة الصف والقضايا المصيرية للأمة التشيع عندي حاجة معرفية لتفعيل وضع الأمة وليس انتشاء في هذه المراتع المذهبية أنني مع كل ما يبدو مني من قسوة وجدية في الظاهر لم أكفر أحداً قد أكفر ناكراً لمعلوم من الدين بالضرورة أو من تعرض للأئمة عليهم السلام بسب أو قدح ما عدا ذلك فأنا أعرف حدودي وهناك في الاخوة من السنة أناس مؤمنون متقون لا شك في ذلك لقد كان لهذه التجربة تأثير ما على كثير من الأشخاص في ما بلغني هناك من تشيع من خلال قراءته لكتاب " لقد شيعني الحسين عليه السلام " سواء في البلد أو في أوربا أو في دول عربية هناك من وجد فيه سنداً عزز قناعاته بهذه المدرسة هناك إخوة من العامة أصبحوا أنصاف شيعة لو صح هذا الوصف على كل حال الناس أحرار هنا في أن يقبلوا أو لا يقبلوا وأنا كل ما يمكنني قوله أعطني حرية للتعبير أشيع لك العالم بأكمله ولكنني أكره فرض العقيدة أو التحايل في ممارسة الإقناع أنا إنسان مسلم وحر وأؤمن بأن لا إكراه في الدين .

- المنبر : هل وقعت بينكم وبين علماء المذهب السني مباحثات أو مناظرات مذهبية ؟

- لا .. ليس ذلك من عادتي أنا أكره المناظرة ومزاجي لا يتحمل .. لكنني دعيت إلى ذلك أجبت أنا أفضل الحوار الهادىء الذي يحكمه منطق ونظر .. هناك طبعا أشخاص يستغلون غياب الشيعة فيغامرون بنقوض فجة مشحونة بالاسفاف وأنا لا أدخل معهم في نقاش ولا حتى أرد عليهم ولا أعطي أهمية لما يقولونه هناك آخرون أضفوا عليهم صفة العلماء وما هم كذلك في قناعتيي لقد بلغني أن أحدهم ألقى محاضرة بأحدى الجوامع بطنجة تحت عنوان " المتشيعون للشيعة " فعل ذلك لأنه أحس أو سمع بوجود أشخاص قبل له أنهم متشيعون هذا الشخص هو " عبد البارىء الزمزمي " لقد حمسني بعض الإخوة الى زيارته قصد إجراء حوار معه بهذا الخصوص لكني رأيت ذلك مخالفاً للبروتوكول ثم إنني رأيت فيه رجلا متعصباً وظلامياً يقول ما لا يليق لقد أعاد لوك تلك الأسطوانة التي حفظها عن ظهر قلب كحافظ عن الباكستاني المجدف إحسان إلهي ظهير على كل حال كان كتاب " هكذا عرفت الشيعة " جوابا عما طرحه من إشكالات دون أن أشير إليه نعم حصلت لي حوارات – حتى لا أقول ومنهم من فل هاربا ومنهم من فضل الحياد ما لا حظته أنهم يفضلون النقوض السهلة والقدح من بعيد .. وهم يفرقون من مناقشة صغارنا فأنا لهم الصمود أمام المجربين المختصين أنا أريد أن اتحدث بسوء عنهم ولكنني لا أخاف تهديدهم وإرهابهم بل إني أخاف عليهم من نفسي !

نعم لقد شيعني الحسين عليه السلام لكنني ما زلت سنياً بامتياز !!

- المنبر كتابكم لقد شيعني الحسين عليه السلام أحدث ضجة واسعة ما أبعادها

- بالنسبة لكتاب " لقد شيعني الحسين " عبرت بما فيه الكفاية بأنه كتاب لم أكن أظن أنه سيثير كل هذه الزوبعة لقد أزعج الكثير وبلغني ما لحق البعض من محاكمات وصلت إلى حد الحجز والجلد وفي أماكن أخرى لحرق كميات كبيرة منه كل ما أقوله للأخوة الذين تعرضوا لذلك أنا أسف وأجركم على الله لكن مثل هذه الإجراءات لا تمنع دخول الكتاب وانتشاره لقد بلغ كل المناطق العربية والآسيوية والأوروبية وحتى الولايات المتحدة الأمريكية إنها بركة الإمام الحسين عليه السلام الرجل العظيم الذي صنع كربلاء في المكان والزمان وفي النفوس ربما أظهرت بعضا من القسوة في تناول الموضوع ولكنني مع كل ذلك ورغم الحالة الانفعالية الشديدة لم أكفر احدا من العامة لقد كان اسرع كتاب يقدمه مؤلف لقرائه في بضعة اسابيع فجرت ما كان يخالجني من تسأؤلات إنني لست قدريا بالمعنى الجبري ولكنني أقول في هذا الموضوع أنني كتبت " لقد شيعني الحسين " جبرا لقد شيعني الحسين عليه السلام حقيقة لأنه وضعني على عتبة التشيع وأتمنى أن يشيعني مرة ثانية لينطلق بي إلى الفضاءات الأوسع في عالم التشيع .

المنبر : بعد تشيعكم وسيركم في هذا الصراط المستقيم ما هي نظراتكم للتشيع بمعنى ماذا يعني أن يكون المرء شيعياً ؟

في الحقيقة لا أخفي عليكم أن هو أهم سؤال طرح علي حتى الأن ماذا يعني أن يكون المرء شيعياً حينما أتأمل جيداً هذا السؤال أجد نفسي في دوامة من القلق وكأن التشيع أصبح ذلك الشيء الذي نسعي إليه أبداً التشيع بشكل عام هو أن أكون مسلماً بامتياز أي رسالياً في طليعة الأمة حينما نقرأ في تعاليم أئمتنا عليهم السلام نجد تعريفا غائبة حقيقيا للشخصية الشيعية وللأسف هي تعاريف غائبة وربما مغيبة ومسكوت عنها في واقعنا لو سألت الامام الصادق عليه السلام عن من هو الشيعي : لقال كل بأنه أعبد وأورع من في الحي وهو الأكثر ذوباناً في ذذات الله وبالتالي فهو في ولائه يوالي الأئمة بما أنهم الأفضل وفي عقيدتنا أن الأسبقية للأفضل على المفضول حكم شرعي وعقلي ملزم وبالتالي الأعلم والأفقه ربنا جل وعلا يقول أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدي ما لكم كيف تحكون " إذن التشيع في جوهره نهج الأفضل وولاء للأفضل إن مسؤولية الشيعي مضاعفة وهو في خطر عظيم أن أكون شيعياً ليس معناه أن أضرب أخماس في أسداس وأحترف المناظرة والثرثرة الإمام الصادق عليه السلام " كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم " ومنع أخرين من الدعوة غير مؤهلين لها وقال " كونوا لنا زينا ولا تكونوا لنا شينا " أقولها بصراحة أنا لست راضيا على ما أراه خصوصاً بالنسبة للحوزات العلمية أنا متفق تماما مع السيد الخميني ( قدس الله سره ) على أن يكون درس الأخلاق درساً أساسياً في الحوزة أستطيع أن أقول لك وبكل ألم أنني أتمنى أن أكون شيعياً شيعي بالمعنى العلوي الذي يرضي الله ورسوله وأئمة أهل البيت عليهم السلام وهنا أقول للمتشيعينً خصوصاً لأولئك الذين يفهمون التشيع كهروب من المسؤولية وتحرر من التكاليف وعقيدة رخوة حتى يصبحوا عرضة للشيطان إنني حقيقة لا أنظر إلى عقيدة الشيعي أو المتشيع بقدر ما أنظر إلى ورعه وتقواه وإخلاصه وأخوف ما أخافه وأمقته داء العجرفة والنفاق والتضخم المهول والمسرف في البروتوكول الأخوندي والروزخوني إلى حد الشطط وفي

اعتقادي أن من أراد أن يكون شيعياً نموذجياً حقا ليجعل من الأربعين حديثاً للسيد الخميني برنامجاً عملياً .

المنبر : كيف هو وضع الشيعة في المغرب وما هو تاريخهم ؟

إذا كنت تقصد الشيعة بالمعنى الاصطلاحي الخاص هناك اناس اقتنعوا بهذه المدرسة مثل ما أن أخرين اختاروا مذاهب أخرى أما لو كنت تتحدث عن التشيع بالمعنى العام فإنني أرى المغرب بلدا ذا ثقافة شيعية فالسادة الأشراف هنا مكانتهم المحترمة ولأئمة أهل البيت عليهم السلام وتحديداً علي وفاطمة والحسين عليهم السلام مكانة خاصة جداً في وجدان المغاربة لا يوجد في المغرب من يناصبهم عداء إن أكبر الدول الشيعية في التاريخ الإسلامي تأسست بالمغرب لقد تأسست هناك دولة الأدارسة والفاطميين والموحدين هل تعلم أن في التصور المغربي التقليدي أن علياً عليه السلام مرفوع إلى السماء ؟ هل تعلم أن المغاربة يسمون قوس الرحمن " حزام فاطمة الزهراء " إن حكاية علي عليه السلام قاطع رأس الغول وكثير من الحكايات الشعبية في بطولة الإمام علي عليه السلام شحن بها ذهن المغاربة منذ نعومة أظفارهم أما عن المتشيعين فإنني أراهم مغاربة والمغربي شخص منفتح ومتسامح بطبعه لا أستطيع أن أنقل لكم واقع أي شخص يختار له فكرا أو طريقا هنا .. نحن في مجتمع مدني نوعا ما معافى من هذه الناحية أن تختار لك فكراً لا يعني أن المسألة أصبحت لها مدلولا طائفياً كما هو الوضع في بلدان أخرى الكل حر في أن يختار طريقه دون أن يذهب به ذلك إلى الإخلال بالأمن العام فهذا الأمر فقهياً نحن لا نراه عندنا إسلاميون ويسار ومحايدون وتقليديون وحداثيون نحن في وضع " باناشي " لا وجود لمشكلة بل إنني أرى في استضافة المغرب لأحد المشايخ الشيعة – ش – سعيد النعمان – في الدروس الحسينية خطوة مهمة على طريق التقريب وأيضا أستضافة سماحة الشيخ الإمام شمس الدين والشيخ التسخيري في مؤتمر الصوة كل هذا أراه إيجابياً لقد ولى ذلك الزمان الذي لعب فيه الإعلام المضل لعبته القذرة حيث رسخ في الوجدان أن كل شيعي هو إرهابي بالضرورة إنها لازمة قدحية من اختراع أمريكى وبنكهة هوليودية ففي عرفنا السياسي من الضروري أن يكون " لملك " من سلالة شريفة أي من سلالة علوية وهذه الخاصية المغربية لها جذورها الشيعية ولا علاقة لها بأي اتجاه آخر .

- المنبر : هل أنتم من مناصري مقولة المستقبل للتشيع ؟

- طبعاً وإلا لماذا أكون شيعياً إذا كان المستقبل سيكون لغيري إنها إحدى البديهيات الكبرى المستقبل كله نحو الخلاص وهو خلاص ننتظره بفارغ الصبر وهو المستقبل الذي يصنعه الإمام الحجة عليه السلام هذه حقيقة أحدثها بأقدس قدساتي أنظر معي فما كانوا يعتبرونه من جفر الشيعة وخرافاتهم أصبح واضحا اليوم إننا نعيش عصر الثورة الرقمية وأسلافنا تحدثوا عن " الزمر الرقمية " والصورة الرقمية " واختزلوا العلوم في الحرف وصنعوا بها الخوارق أئمتنا يقولون بأن من علامات ظهور الحجة أن يكلم من في المشرق من في المغرب وكل قوم يسمعون الكلام بلغتهم قالوا بأن من علامات الظهور أيضاً أن الانسان يكلم أخاه ويرى صورته في كفه وذكر أمير المؤمنين علي عليه السلام أن من تلك العلامات أن يتحدث انسان من على القمر وبأن ذلك العصر هو عصر اختزال العلوم – العلم قطرة كبرها الجهلاء كما يقول الامام علي عليه السلام إن ما يقوله أئمتنا له علاقة بالحرف وفي الأخبار أن قصارى ما توصلت إليه البشرية من العلم كله حرفين وسيأتي الحجة بأكثر من ذلك انظروا معي إلى أن المعلومات كلها تختزل في حرفين أو بالأحرى في رقمين ( 0 و 1 ) هذا ما نلمسه في ما تقوم عليه الثورة الرقمية أي النظام الثنائي

(system – biniair )

إن عصر العولمة وهو ليس نهاية التاريخ بل بداية التاريخ جديد هو عصر الإمام كان أمير المؤمنين يقول نورا أو أخذت قبضة من هذا التراب وخسفت الأرض أو من في الأرض إنه يتحدث عن صناعة الكهرباء وتحويله وعن القنبلة النووية كان جابر بن حيان الكيميائي الكبير تلميذاً للإمام الصادق عليه السلام وكان يتنحدث عن أمر لا يمكن أن تقوم به إلا الطبيعة نفسها أي تحويل التراب إلى معدن آخر وعن شيء نسميه التكامل إلى معدن أخر وعن شيء نسميه التكامل integtration إذا كان الغرب اليوم استطاعوا تفجير الذرة وعجز عن السيطرة عليه أو إعادة تركيبها فإن الإمام الصادق عليه السلام أدرك سر ذلك وكونه لم يعلمه الناس لأن القضية لها علاقة بالتراكم العلمي وهنا نفهم كلام أمير المؤمنين عليه السلام لو شئت لفعلت ذلك أي أنه لم يشأ ترك الأمر للإمام الحجة عليه السلام الذي سيأتي بهذه الحقائق في زمن التراكم العلمي والمعرفي ذلك وكما تخبرنا الأخبار أنه عجل الله فرجه سيرقى في أسباب السماوات والأرض ومعنى ذلك أنه سيأتي في بمعجزة يفهمها العالم المعاصر لقد كان الناس زمان الأئمة عليهم السلام يعتبرون ذلك سحراً بل سبقاً علمياً وتفوقا رقميا هذا هو عصر العولمة والثورة الرقمية وتلك هي الصفة التي تحيط بالإمام الحجة عجل الله فرجه ألم أقل لك أن المستقبل للشيعة إنني أرى ذلك رأي العين ! إذن جاء دور الشيعة الزمان زمانهم إذا فقهوا وصمدوا وأخلصوا والحمد لله أن مظاهر هذه الحقيقة نراها اليوم أيضاً فجزء من كرامتنا العربية والإسلامية استرجع علي أيدي شيعة الجنوب اللبناني وحق فيهم قول الله تعالى تفسيراً وتأويلاً " إذا جاء نصر الله " نحن طليعة الأمة ويكفينا هذا

أهل البيت (ع) بشروا بالثورة الرقمية التي نعيشها اليوم

شرفاً إنما أنا أنبه إلى واحد هو أن هذا الدور الرسالي ينبغي أن يمارس بتواضع تام وعلى طريقة أبن عبد الله الحسين عليه السلام " إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولكن خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر "

- المنبر : كيف يمكن نشر التشيع في العالم وما هي أفضل صيغة لتقوية

شوكته ؟

- التشيع كما أفهمه باعتباره الإسلام الأمثل أي الإسلام النبوي يمتلك مقومات القوة والانتشار في قوة منطقه وقدرته على الاقناع لسبب بسيط وهو أنه مدرسة عقلانية وبرهانية ولذلك كنت صريحاً مع نفسي فاما أن أكون مسلما أو لا أكون وإذا كنت مسلماً فإما أن أكون شيعياً أو لا أكون ولكن في ما يتعلق بموضوع انتشاره أقول أن الطريق المناسب هو الدعوة لا أقول الدعوة بالمعنى الحصري الذي يتبادر إلى الأذهان إنني أعني الدعوة بواسطة النموذج الدعوة بالسلوك الحسن والأخلاق الحميدة وقوة المنطق والإقناع وأهم من كل ذلك فهم الحياة الأمام علي عليه السلام يقول " العارف بزمانه لا تهجم عليه اللوابس " على التشيع أن يخرج من عقدة الماضي وكهوفه ليتحول إلى رافد معرفي للمستقبل التشيع في جوهره عقيدة المستقبل لهذا تحديدا علينا تقديمه بصورته المشرفة والمحرمة التي تأخذ في الحسبان ملابسات الواقع ومتطلباته علينا أن نقدم للأمة فكرا حقيقياً يحل معضلتها في النهضة وفي الانماء الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ما يقدمه الأخوة في حزب الله مثلاً مشرف للأمة العربية والاسلام وهو في الوقت ذاته مشرف للشيعة إن أفضل صيغة لتقوية شوكة الشعث ورأب الصدع بنهج التنازل في ما بين الفرقاء الكيان الشيعي اليوم هو خريطة كاملة مجزأة من الحزبيات والكانتونات والعشائر والقبائل لو توحد الشيعة لصنعوا معجزة العصر !

- المنبر : كيف يمكن تقريب الاتجاهات المرجعية .. هل تجدون أطروحة شورى الفقهاء كفيلة بذلك ؟

أنت الأن بسؤالك هذا وضعت اليد على الجرح النازف إنها المرجعية في تماسك الكيان الشيعي وقيادة الأمة لكن ثمة تلك الإفرازات السامة التي سببها تضخم النزعة الحزبية كما قلت سابقاً إنني أنا شخصياً حائر جدا لقد اعتقدت في يوم من الأيام بأنني سوف أكون محنكا أو شاكرا للحفاظ على علاقات طيبة مع كل الأطراف لكنني اكتشفت بأن إرضاء الجميع هو بمثابة أسطورة أو خرافة لا تصدق سأحكي لك قصة واقعية أحدهم تقدم مرة نحو شخصية علمية وسياسية بارزة ومعروفة باستقلالها قدم نفسه وسأله هذا الأخير من أي جماعة أنت قال الأول بكثير من التزلف إنني مستقل أي غير منتمي أجابه الشيخ اذهب يا ابني أنت ضايع إذن هذه هي القصة إذا لم تنتم فأنت ضائع وإذا انتميت فلا بد أن تحدد موقعك حتى تستعدي عليك الطرف الأخر إنك لا تستطيع أن تعيش بسلام لقد حاول الكثير منهم إدخالي في هذه المعمعة ولكنني اولت أن أتحرر منها قدر المستطاع عليهم أن يكفوا عن ذلك ويرحمونا ويكفوا عن احراج المتشيعين وخصوصا منهم أولئك الذين لم يغامروا داخل أقبية الحوزات العلمية إنهم يصدمونهم بهذه الحزبية المقيتة دعني أتحدث بصراحة إن تقاربا بين الاتجاهات المرجعية لا يمكن أن يتم بسهولة أنا هنا أحترم المراجع لمقامهم العلمي ولزهدهم ولكن المسألة لها صلة بالوكلاء ومن ثمة بحقائب الاخماس وفن تدبيرها بما ينفع الناس وللإنصاف لا أقول كل الوكلاء لكن بعضهم واقع بوعي أو بدون وعي في هذا المأزق وهذا أمر طبيعي جدا إذا سألتني عن حل لهذه المعضلة فأنا أقول بأن الأمانة وحدها لا تكفي كما أن حسن التدبير لا يكفي لوحده يتعين الجمع بين الأمانة وحسن التدبير وهذا معناه تغيير نظام الوكالات رأسا أعتقد أن أفضل طريقة لذلك هي مشروع إدارة جماعية للوكالة يتم فيه تدبير الشأن المالي والديني والاجتماعي بشفافية وحرفنة إدارية أي أنه تتمأسس الوكالة وتصبح شخصاً معنويا يدار من قبل لجنة جماعية وليس فردا ونهج مزيد من العقلنة في هذا الشأن هذه وجهة نظر قد تكون خاطئة أما عن الاتجاهات المرجعية فأنا لا أرى هناك اتجاهات حقيقية هناك في الواقع اتجاهات تكاد تكون متقاربة إن كل ما تسمونه خلافات بين الاتجاهات المرجعية قد لا يرقى إلى درجة الخلاف في حزب ديمقراطي واحد ومنسجم ولا إلى درجة الخلاف في مدرسة فكرية أو علمية كمدرسة فرانكفورت نعم هناك خلاف يمس بعضا من الجوانب الفرعية يعمقها اشخاص لا أدري ما هي دوافعهم لقد تحدثتم عن مفهوم " شورى الفقهاء" ومع ذلك أقول اسمح لي فأنا هذه العناوين لا ترهبني لأن لدي حساسية مفرطة تجاه المفاهيم أنت تحدثني عن مشروع نظري لو بقينا نحلله لن ننتهي البتة ولكنني أنا أتحدث عن الواقع وعن منطق السلطة وعن ضرورات الأمن القومي والاسلامي وعن التنمية وعن النهضة لا أريد أن أجازف في النظري أكثر مما يستحقه النظري أريد أن تفهم قصدي فالكلام صعب وحساس وأنا مع دولة القانون والحريات والتعددية وحقوق الانسان بما يعني المجتمع المدني ولكنني أيضاً أقدر ضرورات الدولة هناك بالطبع أطروحات مختلفة هناك المرجعية الرشيدة كما عبر عنها سماحة الشهيد الصدر وهناك من يرى المطلقة وهناك من يطرح مشروع فاتيكان المهم هي أطروحات اجتهادية دعني أتحدث لك قليلاً عن الذي يجري اليوم في الجمهورية الاسلامية أنا جد متفائل بما يجري إنها مخاضات الولادة الميمونة هناك أرضية مناسبة اليوم في ايران لقيام مجتمع مدني بملامح إسلامية هذا معطى منه أنطلق لأنني أنظر إلى المسألة بمنطق الأحوال وطبيعة العمران أنا في رأيي أولاً وقبل كل شيء المرجع الذي لا يصل مشوعا للأمة من الأفضل أن يتنحى أمامي الأن دزينة من الرسائل العملية أكاد أجزم بأنها نسخ متشابهة ما الخالف إذن سامحني إنها السلطة الماسكون بالسلطة بكل أشكالها لا يمكنهم التنازل عها وهذه طبيعة في العمران كما يرى ابن خلدون والذين لا سلطة لهم يبحثون عنها وفي معترك السلطة وحقائب الأخماس كانت المرجعية هي الضحية على كل حال أنا لن أعوض أكثر ولكن كل ما أقوله ألا نقع في المأزق عندنا مشروع جاهزسوقائم لو سألتني شخصياً ماذا تختار لأقول لك أختار الموجود وأعمل على تطويره وأدعمه وأتنازل عن كل شيء مزعج للواقع القائم إذا لم يكن هذا الواقع مخالفاً لمبادئي أنا أدعو الى وعي سياسي يفتح الأذهان على القضايا الكبرى والاستراتيجية عندي أن نجاح الجمهورية الإسلامية في تجربة إطلاق صاروخ شهاب (2) تنسيني كل الخلافات الأخرى لأنها تمثل إنجازا استراتيجيا وحضاريا للأمة أنا أطالب الأخرين أن يلينوا من مواقفهم مع أنني أؤمن بحرية الرأي إن الذي يقرب بين الأمة حقيقة ليس هذه ولا تلك بل ارادة الوحدة والروح والايجابية إنني بالتأكيد لا أستطيع الخوض كثيرا في ذلك حتى لا أزيد في الطين بلة ولكن ما أقوله للفرقاء شيئا من التهدئة ثم أنا بكل صراحة ما يزعجني هو أن أنقل نشاطي المناهض للجمهورية إلى بريطانيا أو غيرها أنا ضد ذلك على على الإطلاق وبلغة الفقهاء أنا أقول حرام حرام ولنكف عن أن نتحرك بعواطفنا وانفعالاتنا .

- المنبر : هل من حادثثة طريفة تعرضتم لها ؟

- طريفة وقعت قبل فترة أحد أئمة المساجد لم يكف لسانه عن الشيعة والتشيع قدحا وسبا وتحريضا بلغني أن كلباً أسود دخل المسجد واخترق صفوف المصلين حتى انتهى إلى المحراب فانقض على الشخص المذكور وعضه بعنف حتى سقط صاحبنا أرضا وعلا صياحه لقد كفانا الكلب شره .

- المنبر : كلمتك الأخيرة ؟

- أن أقول لكل المتشيعين إن التشيع ليس صنعة سهلة ولا لعبة مذهبية أو طائفية إنها مسؤولية كبرى إنها أرضية مناسبة للتصدي الحسن والفكر الخلاق ومعراج الروح ليكون التشيع رحلة إلى المستقبل لا انزواء في الماضي وليكون ديناميكة لنهضة الأمة ونموها وليس استقالة أو نبشاً في بقايا الرميم والحفريات !

السيرة الذاتية:

الكاتب والصحافي : إدريس بن محمد بن أحمد بن قدور العشاقي الحسيني الإسماعيلي أصوله اسماعيلية تنحدر من إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام من مواليد نكسة 1967 بمدينة مولاي إدريس وهي مدينة صغيرة من عمالة مكناس سميت بهذا الاسم نسبة إلى ادريس بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام الذي جاءها لاجئاً هارباً من قبضة العباسيين في معركة (فخ) نشأ وترعرع في ثلاث مدن في المغرب : القصر الكبير – مكناس – الرباط ويعزي هذا الانتقال المتعدد إلى ظروف والده الموظف في وزارة الفلاحة – متزوج ولم يرزق حتى الآن بأبناء تلقى دراسته الابتدائية والاعدادية والثانوية بالمغرب قبل الانتقال إلى مذهب التشيع تاركاً مذهب التسنن وقبل الهجرة إلى المشرق العربي حيث الالتحاق بالحوزة العلمية بالشام وتلقى دراسته الحوزوية على يد أساتذة ومشايخ من جلة العلماء مثل سماحة الشيخ محمد البامياني وهو مدرس قدير له شروح قيمة على الرسائل والكفاية والمكاسب – سماحة الشيخ الناصري حيث درس المقدمات والسطوح العليا كما حضر بحوث الخارج في الفقه والأصول لدى آية الله الشيخ الخاقاني وبحث السيد فضل الله – ارتدى العمامة في أواسط التسعينات على يد سماحة آية الله السيد تقي المدرسي الخارج إلى جانب مزاولة التدريس بالحوزة العلمية إضافة إلى أعماله الصحافية والكتابية الأخرى – له عدة مؤلفات مثل كتاب لقد شيعني الحسين عليه السلام الخلافة المغتصبة وقريباً سيكون له رد مقتضب على أحمد الكاتب الذي أنكر ولادة الإمام المهدي المنتظر صلوات الله عليه.