قامت الدعوة الإلهية على امتداد المسيرة البشرية بمخاطبة الإنسان الذي
يسلك طريقها وإرشاده إلى ما فيه سعادته وحذرت من الذين يتلبسون بالدين لأن
مهمة النفاق في ديار الذين آمنوا لا تنفصل عن مهمة الشيطان الذي اعتمد في
برنامجه القعود على الصراط المستقيم ( قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك
المستقيم ){ الأعراف } وتيار الصد عن سبيل الله اعتمد على المنافقين في حفر
الحفر العديدة على امتداد مسيرة الذين آمنوا ومن خلال هذا الحفر رفعت الأعلام
العديدة التي تقوم برامجها بالتعتيم على الفطرة والقافلة الإسرائيلية لم تسقط
في مستنقع عبادة العجول نتيجة لغزوها من الخارج وإنما سقطت أولاً من الداخل
على أيدي الذين يجلسون تحت خيامها ويتلبسون بالدين .
والدعوة الإلهية الخاتمة بينت أن المنافقين يلقون الناس بالإيمان
الكاذبة الآثمة ليصدقوا ما يقولون فيغتر بهم من لا يعرف جلية أمرهم ويقتدي
بهم في ما يفعلون ويصدقهم في ما يقولون فيحصل بهذا ضرر كبير وبينت الدعوة أن
منهم أصحاب أشكال حسنة وألسنة ذي فصاحة وإذا سمعهم السامع يصغي إلى قولهم
لبلاغتهم ولهذا قال تعالى ( هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ) {
المنافقون } وقال تعالى : ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد
لهم نصيراً ) {النساء } ولقد وصفهم
القرآن بأوصاف منها أنهم رجس قال تعالى ( إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاءً بما
كانوا يكسبون ) { التوبة } فهم في دائرة الخبث والتنجس نتيجة لما تحتويه
بواطنهم واعتقادتهم والذين في قلوبهم مرض ويتلبسون بالدين الخاتم ورثوا قلوب
الذين سبقوهم من بني إسرائيل
وعقولهم فإذا كان الذين كفروا من بني إسرائيل لا يقبلون إلا ما يوافق
أهواءهم فإن المنافقين إذا سمعوا آية من كتاب الله زادتهم رجساً إلى رجسهم
قال تعالى ( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم
من يقول أيكم زادته هذه إيماناً فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم
يستبشرون * وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم
كافرون ) { التوبة } 124-125 } قال المفسرون
( زادتهم رجساً إلى رجسهم ) أي زادتهم شكاً إلى شكهم وريباً إلى ريبهم
وهذا من جملة شقائهم أن ما يهدي القلوب يكون سبباً لضلالهم ودمارهم كما أن
سيئ المزاج لو غذي بما غذي به لا يزيده إلا خبالاً ونقصاً . ولأن تيار النفاق
لا يزداد إلا رجساً ولأنهم أصحاب السنة وإذا سمعهم السامع أصغى إلى قولهم
لبلاغتهم ولأن برنامج الصد عن سبيل الله إذا تلبس بالدين كان أشد خطراً على
الدعوة فإن الدعوة الخاتمة قامت بعزل هذا التيار عن ساحتها وأقامت حجتها
بطائفة الحق وتحت سقف الامتحان والابتلاء تسير القافلة فمن اتخذ إلى ربه
سبيلاً .
وطائفة الحق من خصائصها أن الله أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً وبهذه
الصفة كانوا مع كتاب الله ولن ينفصلا حتى يردا على حوض النبي (ص) ومعنى أنهم
مع كتاب الله أنهم أعلم الناس بكتابه وهم أمان للأمة من الوقوع في دائرة
التأويل الخاطئ له وخاصة الآيات المتشابهة وذلك لأن تيار الذين في قلوبهم زيغ
يتخذ من المتشابه حقلاٍ له ابتغاء الفتنة قال تعالى :( هو الذي أنزل عليك
الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأم الذين في قلوبهم زيغ
فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله
والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا
الألباب ) { آل عمران } 7} قال المفسرون ( فأما الذين في قلوبهم زيغ ) أي
ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل ( فيتبعون ما تشابه منه )
أي : إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم
الفاسدة وينزلوه عليها لاحتمال لفظه لما يصرفونه فأما المحكم فلا نصيب لهم
فيه لأنه رافع لهم وحجة عليهم ولهذا قال تعالى :( ابتغاء الفتنة ) أي الإضلال
إيهاما لهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن وهو حجة عليهم لا لهم وقوله تعالى (
وابتغاء تأويله ) أي تحريفه على ما يريدون .
ولأن تيار الذين في قلوبهم زيغ والذين في قلوبهم مرض يتلبس بالدين ويجلس
في خيام القافلة أقام الله الحجة بالكتاب وبالعترة التي لا يضرها من عاداها
أو من خذلها أو من خالفها لأنها شعاع يهدي والله – تعالى – ينظر إلى عباده
كيف يعملون وتطهير أهل البيت والشهادة لهم بالعلم والعمل والتحذير من
مخالفتهم وغير ذلك وردت فيه أحاديث صحيحة سنقدمها ونقابلها في منزلة هارون من
موسى ( عليهما السلام ) .
1 - مقام التطهير :
قال تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيراً ) {الأحزاب } 33
قال ابن عباس ( يذهب عنكم الرجس ) أي عمل الشيطان وما ليس لله فيه رضا
وقال الأزهري : الرجس :
اسم لكل مستقذر من كل عمل وقال ابن حجر : والمعنى : التطهير من الأرجاس
والأدناس ونجاسة الآثام (1).
وروى مسلم عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : " خرج النبي (ص) غداة
وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه
ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال ( إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) { الأحزاب } 33 }(2) وروي عن عمر بن أبي
سلمة أنعه قال : لما نزلت هذه الآية :
( إنما يريد الله ...)
دعا رسول الله (ص) فاطمة وحسناً وحسيناً فجعلهم بكساء وعلي خلف ظهره
فجلله بكساء ثم قال " اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً
قالت أم سلمة رضي الله عنها : وأنا معهم يا نبي الله ، قال : أنت على مكانك
وأنت على خير "(3) وعن شداد بن عمار قال " دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده
قوم فذكروا علياً – رضي الله عنه – فشتموه –فشتمته معهم فلما قاموا قالوا لي
شتمت هذا الرجل ؟ قلت قد شتموه فشتمته معهم قال : ألا أخبرك بما رأيت من رسول
الله (ص) ؟ قلت بلى قال أتيت فاطمة – رضي الله عنها – أسألها عن علي – رضي
الله عنه – فقالت توجه إلى رسول الله (ص) فجلست
أنتظره حتى جاء رسول الله (ص) ومعه علي وحسن وحسين (ع) آخذاً كل واحد
منهما بيده حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة – (ع) وأجلسهما بين يديه
وأجلس حسناً وحسيناً كل واجد منهما على فخذه ثم لف عليهم كساءه ثم تلا
(ص) هذه الآية : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيراً ) { الأحزاب } 33 }
وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحور "(4)
وعن أبي الحمراء
قال : رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول الله (ص) رأيت رسول الله
(ص) إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة – رضي الله عنهما –
فقال : " الصلاة الصلاة إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيراً "(5) وعن أنس بن مالك قال : إن
رسول الله (ص) كان يمر بباب فاطمة – رضي الله عنها – ستة أشهر إذا خرج إلى
صلاة الفجر ، يقول : " الصلاة يا أهل البيت ، إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً " (6).
وحديث الكساء وردت فيه روايات جمة تزيد على سبعين حديثاً رواها أم سلمة
، وعائشة . وأبو سعيد الخدري ، وعبد الله بن جعفر ، و علي ، والحسين بن علي ،
والمتدبر في حديث الكساء يجد أن أحداثه وقعت في أكثرمن مكان وقعت في بيت أم
سلمة وفي بيت عائشة وفي بيت فاطمة وأمام أكثر من واحد ويجد أيضاً أن النبي
(ص) كان ينادي عند بيت فاطمة وقت صلاة الفجر لمدة ستة أشهر وفي رواية سبعة
أشهر وتكرار المشهد واستمرار النداء طيلة هذه المدة يوحي أن النبي (ص) كان
يقيم بهذا الحجة على كل من سمع ورأى وصلى في مسجد
بأن هؤلاء هم أهل البيت وكان – عليه الصلاة والسلام – إذا أراد أن يثبت
أمراً
من الأمور في ذاكرة من حوله يكرر هذا الأمر من ثلاث إلى عشر مرات
. ووضح ذلك في رواية عديدة حملت تحذيرات مما
يستقبل الناس من أحداث، ينتج عنها ما
ليس لله فيه رضا . وإذا كان دعاء الرسول لمن تحت الكساء وتلاوته (ص) لآية
التطهير يعطي للناس مفهوم إذهاب الرجس والتطهير لمن تحت الكساء – عليهم
السلام – فإن الدعوة الإلهية لبني إسرائيل أعطت لهم المفهوم نفسه ولكن بطريقة
تستقيم مع الشريعة في هذا الوقت جاء في العهد القديم " قال الرب لموسى .
وتقدم هارون وبنيه إلى باب خيمة الاجتماع وتغسلهم بماء ، وتلبس هارون الثياب
المقدسة وتمسحه وتقدسه ليكهن لي وتقدم بنيه وتلبسهم أقمصة وتمسحهم كما مسحت
أباهم ليكهنوا لي "(7).
2- حكام العلم :
إن العلم بالله هو ذروة كل العلوم وهو أشرف العلوم لأن الله هو أشرف
معلوم على الإطلاق ولأن العلم بالله من أشق العلوم وأبعدها منالاً لطف الله
بعباده وباح – سبحانه – بالعلم الشريف لأنبياء ه ورسله ومن ارتضاه من عباده ،
ليسوقوا الناس إلى صراط الله العزيز الحميد، ويقيموا الحجة على كل سمع
وكل بصر وكل فؤاد، ليهلك من هلك عن بينة من حي عن بينة.
روي عن الإمام علي أنه قال: ( إن أولى الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاؤوا
به) ثم تلا قوله تعالى: ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا
النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين) [ آل عمران:68](8)،
وروي عن مكحول، قال: ( لما نزل على
رسول الله ( ص) قوله تعالى : ( وتعيها أذن واعية) [ الحاقة 12] قال رسول الله
( ص): ( سألت ربي أن يجعلها أذن علي)، فكان علي
وفي يقول: ما سمعت من رسول الله ( ص) شيئاً قط فنسيته)(9)،
وعن ابن مرة الأسلمي قال: ( قال رسول الله ( ص) لعلي: ( إني أمرت أن أدنيك
ولا أقصيك وأن أعلمك وأن تعي، وحق لك أن تعي)، فنزلت هذه الآية: ( وتعيها أذن
واعية) [ الحاقة 12] )(10)، وعن أبي الطفيل
قال: ( قال علي: سلوني عن كتاب الله، فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل
نزلت أم بنهار، في سهل أم في جبل)(11)، وعن سليمان
الأحمس، قال: ( قال علي: إن ربي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً ناطقاً)(12).
قوله تعالى: ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب
موسى إماماً ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعدة فلا
تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون* ومن أظلم ممن
أفترى على الله كذباً أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا
على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين) [ هود:17-18]
روي عن علي بن أبي طالب أنه قال: ( قال رسول الله (ص):
( أفمن كان على بينة من ربه) أنا، ( ويتلوه شاهد منه)(13)
علي)، وعن علي أنه قال: (( ما من رجل من قريش إلا نزلت فيه طائفة من القرآن،
فقال له رجل: ما نزل فيك؟ قال: أما تقرأ سورة هود: ( أفمن كان على من
ربه ويتلوه شاهد منه) رسول الله ( ص) على بينة من ربه، وأنا شاهد منه)(14).
وقال صاحب الميزان: والظاهر أن المراد بهذا الشاهد بعض من أيقن بحقية القرآن،
وكان على بصيرة إلهية من أمره، فآمن به عن بصيرة، وشهد بأنه حق منزل من عند
الله تعالى، كما يشهد بالتوحيد والرسالة، فأن شهادة الموقن البصير على أمر
تدفع عن الإنسان مرية الاستيحاش وريب التفرد، فإن الإنسان إذا أعن بأمر وتفرد
فيه،ربما أوحش التفرد فيه إذا لم يؤيده أحد في القول به، أما إذا قال به غيره
من الناس وأيد نظره في ذلك، زالت عنه الوحشة وقوي قلبه وارتبط جأشه، وقد
احتج- تعالى بما يماثل هذا المعنى في قوله تعالى ( قل أرأيتم إن كان من عند
الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني اسرائيل على مثله فآمن وأستكبرتم )
(الاحقاف:10 )
وعلى هذا فقوله (يتلوه) من التلو لامن التلاوة، والضمير في قوله( منه)
راجع الى (من) أو الى (بينة) باعتبار
أنه نور أو دليل، ومآل الوجهين واحد ؛فإن الشاهد الذي يلي صاحب البينة يلي
بينته كما يلي نفسه، والضمير في قوله (منه) راجع الى
( من) دون قوله :(ربه) وعدم رجوعه الى البينة ظاهر ،
ومحصل المعنى: من كان على بصيرة الهية من امر ،ولحق به من هو من نفسه،
فشهد على صحة أمره وأستقامته.
وعلى هذا الوجه ينطبق ما ورد في الروايات أن المراد بالشاهد علي بن أبي
طالب،إن أريد به أنه المراد بحسب انطباق المورد، لابمعنى الارادة
الاستعمالية، وقوله تعالى:
( ومن قبله كان موسى إماما ورحمة) راجع الى الموصول او الى البينة على
حد ماذكرناه في ضمير (يتلوه) والجملة حال بعد حال، أي: أفمن كان على بصيرة
الهية ينكشف له بها أن القرآن حق منزل من عند الله، والحال أن معه شاهد منه
يشهد بذلك عن بصيرة، والحال أن هذا الذي هو على بينة سبقه كتاب موسى إماما
ورحمة، فليس ما عنده من البينة ببدع من الأمر غير مسبوق بمثل ونظير، بل هناك
طريق مسلوك من قبل يهدي إليه كتاب موسى ، وقد ذكر الله تعالى كتاب موسى
بالإمام والرحمة في موضع آخر، وقوله تعالى: ( ومن قبله كتاب موسى إماماً
ورحمة وهذا كتاب مصدق لساناً عربياً لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين) [
الأحقاف:12].
وإذا كان صدر الآية، وهو قوله تعالى: ( ويتلوه شاهد منه)، قد ورد في
تفسيره أن المراد بالشاهد علي بن أبي طالب، فإن قوله تعالى: ( ومن قبله كتاب
موسى إماماً) يرى في ظلاله منزلة هارون من موسى (ع)، لأن موسى سأل ربه- جل
وعلا- أن يؤيده بهارون ليشهد له شهادة الموقن البصير على أن الذي جاء به هو
من عند الله، وهو قوله-تعالى-حاكياً عن موسى قوله: ( وأخي هارون هو أفصح مني
لساناً فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون)
[ القصص: 34].
قال ابن كثير: ) سأل ربه أن يرسل معه هارون وزيراً ومعيناً ومقوياً
لأمره، يصدقه في ما يقول ويخبر به عن الله تعالى، لأن خبر الاثنين أنجح في
النفوس من خبر الواحد)(15)، ويمكن القول: إن الآية
الكريمة يرى في ظلالها المنزلتان، منزلة علي بن أبي طالب وهو من الرسول ( ص)،
ومنزلة هارون وهو من موسى (ع).
ومن الآيات التي تلقي بظلالها على منزلة علي من رسول الله قوله تعالى: (
إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) [ الرعد: 7]، روي عن علي أ نه قال: ( رسول الله
( ص) المنذر ، وأنا الهادي ) (16)، وفي لفظ:(
والهادي رجل من بني هاشم يعني نفسه ) ، وروي لما نزلت الآية ، وضع رسول الله
( ص) يده على صدر علي وقال :( أنا المنذر ، وأومأ بيده إلى منكب علي وقال :
أنت
الهادي يا عليّ ، بك يهتدي المهتدون من بعدي ) (17)
، وروى عن الجنيد أنه قال ((الهادي هو علي ابن ابي طالب))(18).
وبالجملة، روي في حديث صحيح أن النبي (ص) قال لفاطمة رضي الله عنها
((إني زوجتك أقدم أمتي سلما، وأكثرهم علما،وأعظمهم حلما ))(19)،
وعن ابن مسعود أنه قال :(( كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي ))(21).
بعد وضوح منزلة علي بن أبي طالب من رسول الله (ص) على امتداد عهد
البعثة،بدأ النبي (ص) يمهد الساحة لإعلان ولاية علي بن ابي طالب ومن ذلك قوله
لعلي :((أنت ولي كل مؤمن بعدي))(22) وقوله لبريدة
الاسلمي عندما جاؤه يشكو عليا:((فأنه مني وانا منه ،وهو وليكم بعدي، وإنه مني
وانا منه، وهو وليكم بعدي ))(23)، وراوي هذا
الحديث هو ابن بريدة، قال في الفتح الرباني: ((أقسم ابن بريدة أنه تلقى هذا
الحديث من والده بريدة مباشرة ليس بينه وبينه واسطة، وهو يفيد ان والده تلقاه
من النبي (ص) مباشرة بفغير واسطة، يشير بذلك الى علو السند))(24).
وعندما جاء العام الهجري العاشر، خرج النبي(ص) الى حجة الوداع، روي عن
جابر ابن عبد الله انه قال: ((رأيت رسول الله (ص)في حجته يوم عرفة،
وهو على ناقته القصواء يخطب،
فسمعته يقول : أيها الناس إني تركت
فيكم ما ان اخذتم به لن تضلو؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي)(25).
وروي عن يحيى ابن ادم وكان قد شهد حجة الوداع ان رسول الله (ص) قال:علي
مني وانا منه ولايؤدي عني الا أنا أو علي(26).
وبعد أن أدى رسول الله(ص) المناسك،وعند عودته إلى ا لمدينة ،وقف في غدير
خم؛ وهو مكان يقع على الطريق بين مكة و المدينة ،على بعد ثلاثة أميال من
الجحفة ،وروي عن زيد بن أرقم أنه قال :(لما رجع الرسول الله(ص) من حجة الوداع
،فنزل غدير خم أمر بدوحات فقمن ،ثم قام فقال :كأني قد دعيت فأجيب، اني قد
تركت فيكم الثقلين، احدهما اكبر من الاخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى
الارض وعترتي اهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يفترقا حتى يردا
على الحوض ثم قال:ان الله مولاي وانا مولى كل مؤمن ثم اخذ بيد علي وقال من
كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قيل لزيد ابن ارقم:
أأنت سمعته من رسول الل (ص)؟ فقال:ما كان في الدوحات أحد إلا قد رآه بعينه
وسمعه بأذنه(27).
وعن عائشة بنت سعد قالت: سمعت ابي يقول سمعت رسول الله(ص) وقد اخذ بيد
علي فخطب ثم قال: أيها الناس اني وليكم قالو:صدقت، فرفع يد علي فقال هذا وليي
والمؤدي عني وان الله مولى من والاه ومعادي من عاداه(28).
وعند ما نوزع على بن أبى طالب أيام خلافته ،ذكر الناس بهذا الحديث ،فعن
أبي الطفيل قال :( جمع علي الناس في الرحبة، ثم قال :انشد بالله كل إمرىء
مسلم سمع الله(ص) يقول يوم غدير خم ما قال لما قام،فقام إليه ثلاثون من
الناس، قال أبو نعيم فقام إليه ناس كثير فشهدوا حين أخذ النبي (ص) بيده فقال
أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا : بلى يا رسول الله قال : من
مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه(29)،
وزاد في رواية " وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله "(30).
وقال في الفتح الرباني " قال السيوطي في الأزهار المتناثرة في الأحاديث
المتواترة حديث من كنت مولاه أخرجه الترمذي عن زيد بن أرقم والإمام أحمد عن
علي وأبي أيوب الأنصاري والبزار عن عمرو ذي مر وأبي هريرة وطلحة وعمار وابن
عباس وبريدة والطبراني عن ابن عمر ومالك بن الحويرث وحبشي بن جنادة وجرير
وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري وأبو نعيم و جندع الأنصاري وقد خصص له
الهيثمي سبع صفحات "(31).
وقال الحافظ الكتاني " حديث من كنت مولاه في رواية لأحمد أنه سمعه من
النبي (ص) ثلاثون صحابياً وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام
خلافته وصرح المناوي بتواتره وقال ابن حجر حديث من كنت مولاه أخرجه
الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق وقد استوعبها ابن عقدة في مؤلف مفرد
وأكثر أسانيدها صحيح أو حسن "(32).
وقال ابن كثير :" حديث من كنت مولاه رواه الإمام أحمد عن زيد بن أرقم
وقد رواه زيد بن أرقم جماعة ورواه معروف بن جرموز عن أبي الطفيل عن حذيفة بن
أسيد ورواه ابن ماجة من حديث حماد بن سلمة عن علي بن زيد ورواه عن عدي بن
ثابت بن البراء وعن أبي إسحاق عن البراء ورواه عن سعد وطلحة بن عبد الله
وجابر بن عبد الله وله طرق عنه "(33).
وقال الألباني " حديث من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعادي
من عاداه حديث صحيح جاء من طرق جماعة من الصحابة خرجت أحاديث سبعة منهم
ولبعضهم أكثر من طريق واحد وقد خرجتها كلها وتكلمت على أسانيدها في سلسلة
الأحاديث الصحيحة "(34).
ولما كنا قد قابلنا بعض الأحداث التي جرت في عهد البعثة الخانمة
بمثيلاتها على عهد أنبياء بني إسرائيل ونحن نرصد منزله هارون من موسى فإننا
نجد في مقام التطهير والعلم " وكلهم الرب هارون قائلاً خمر ومسكر لا تشرب أنت
وبنوك معك ... فرضاً دهرياً في أجيالكم وللمتميز بين المقدس والمحلل وبين
النجس والطاهر ولتعليم بني إسرائيل جميع الفرائض التي كلم الرب بها موسى"(35)
ولقد علمنا أن النبي (ص) بعد أن أدى المناسك أعلن ولاية علي بن أبي طالب وفي
مقابل هذا الحديث نجد العهد القديم يذكر أنه في اليوم الثامن من الشهر الذي
تؤدى فيه المناسك أمر موسى هارون أن يأخذ له عجلاً ليذبحه في
اليوم الذي يفيض الله برحمته على العباد وفعل هارون ما أمر به موسى ،
ثم رفع هارون يده نحو الشعب وباركهم .. ودخل موسى وهارون خيمة الاجتماع
ثم خرجا وباركا الشعب "(36).
إن الدعوة الإلهية للناس دعوة واحدة والتوحيد هو عماد هذه الدعوة
والإخلاص في العبادة يجعل شجرة التوحيد داخل النفس الإنسانية شجرة مورقة لهذا
كان الإخلاص في العبادة أفضل الأمور الدينية ومن أوجب الواجبات الشرعية ولكي
يتحقق الإخلاص فلا بد من حفظ الصلة بالله عز وجل والمدخل إلى حفظ الصله بالله
هو حفظ الصلة بالرسول لأن النور المحمدي هو البرزخ الذي بين الناس وبين النور
الإلهي الذي تندك له الجبال وحفظ الصلة بالرسول له قواعد وله علامات وقديماً
قالت العرب :
إذا لم يكن صدر المجالس سيدا
فلا خير فيمن صدرته المجالس
ثالثاً: الترغيب والترهيب
إن حفظ الصلة بالرسول (ص) حثت عليه الدعوة الخاتمة في أكثر من آية منها
قوله تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) {آل عمران} 31}
والمعنى إن كنتم تريدون أن تخلصوا لله في عبوديتكم فاتبعوا هذه الشريعة التي
هي مبنية على الحب والتي ترفع أعلام الإخلاص والإسلام وتسير بأتباعها نحو
صراط الله المستقيم فإن اتبعتموني في سبيلي أحبكم الله ومنها قوله تعالى :(
قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من
المشركين ) {يوسف :108} والآية تشير إلى سبيل رسول الله (ص)
وفيها يأمره – تعالى – أن يخبر الناس أن هذه سبيله أي طريقته ومسلكه
وسنته وأن هذا السبيل هو الذي يصل بمن يسلكه إلى سعادة الدارين لأن النبي
يدعو إلى الله على بصيرة ويقين وبرهان وكل من اتبعه يدعو إلى ما دعا إليه
النبي (ص) ومنها قوله تعالى :( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى
ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً إن الله غفور شكور ) {الشورى : 23}
في هذه الآية جعل الله – تعالى – أخر رسالة النبي المودة في القربى فأي
قربى؟ إن مودة الأقرباء على الإطلاق ليست مما يندب إليه في الإسلام قال تعالى
( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله
ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم
الإيمان وأيدهم بروح منه ) { المجادلة : 22 } والذي يندب إليه الإسلام هو
الحب في الله وبما أن لكل شيء ذروة فإن الحب في الله ذروته حب النبي (ص)
ولهذا قيل إن المراد بالمودة في القربى هو قرابة النبي (ص) وهم عترته من أهل
بيته ومن يتأمل في الروايات المتواترة عن النبي (ص) كحديث الثقلين وغيره يجد
أن النبي (ص) دفع الناس في اتجاه أهل البيت لفهم كتاب الله بما فيه من أصول
معارف الدين وفروعها وبيان حقائقه وهذا لا يدع ريباً في أن إيجاب مودتهم
وجعلها أجراً للرسالة إنما كان ذريعة إلى إرجاع الناس إلى أهل البيت على
اعتبار أن لهم المرجعية العلمية .
وروي عن ابن عباس أنه قال :" لما نزلت هذه الآية ( قل لا أسألكم عليه
أجراً إلا المودة في القربى ) { الشورى : 23 } قالوا : يا رسول الله من
قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم قال علي وفاطمة وولداها(37).
وعن أبي الديلم قال :" لما جيء بعلي بن الحسين أسيراً فأقيم على درج
دمشق قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم فقال له
علي بن الحسين : أقرأت القرآن ؟ قال : نعم : أقرأت آل حم ؟ قال نعم قال :
أما قرأت ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) قال : فإنكم
لأنتم هم ؟ قال : نعم "(38) .
ومما يثبت أن المقصود بذي القربى علي وفاطمة وولداهما تحذير النبي (ص)
من الاقتراب منهم بأذى لأن من يؤذيهم يكون في الحقيقة قد آذى رسول الله (ص)
ويقع تحت عقوبة لا يدفعها دافع قال تعالى ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم
الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهينا ً ) { الأحزاب 57} ومن المعلوم
أنه لا يوجد مخلوق يمكن أن يتسبب بأذى الله تعالى ولكن الآية تتوعد كل من آذى
النبي بشيء لأن من آذاه فقد آذى الله كما أن من أطاعه فقد أطاع الله .
وتحذيرات النبي (ص) من الاقتراب بأي أذى لعترته وردت في أحاديث كثيرة
منها ما روي عن سعد بن أبي وقاص قال " كنت جالساً في المسجد أنا ورجلان معي
فنلنا من علي فأقبل رسول الله (ص) غضبان يعرف في وجهه ا لغضب فتعوذت بالله من
غضبه فقال ما لكم ومالي ؟ من آذى علياً فقد آذاني(39)
ومنها ما روى عن عمرو بن شاس الأسلمي قال " خرجت مع علي إلى اليمن فجفاني في
سفري ذلك حتى وجدت في نفسي عليه فلما قدمت أظهرت شكايته في المسجد
حتى بلغ رسول الله (ص) فلما رآني أبدى عينيه ( أي : حدد إلي النظر )
حتى إذا جلست قال : يا عمرو والله لقد آذيتني قلت أعوذ بالله أن أؤذيك يا
رسول الله قال بلى من آذى علياً فقد آذاني(40)،
ومنها ما روى عن المسور بن مخرمة قال : قال النبي (ص) إنما فاطمة بضعة مني
يؤذيني ما آذاها "(41) وبالجملة إن الدعوة الإلهية
الخاتمة بينت أن الإخلاص في العبادة أفضل الأمور الدينية ومن أوجب الواجبات
الشرعية وبينت أن حفظ الصلة بالرسول هو صراط حفظ الصلة بالله فمن آذى الرسول
فقد آذى الله ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله .
ولأن المنافقين في كل عصر يعملون من أجل تدمير الدعوة من داخلها فإن
الدعوة الإلهية الخاتمة فتحت بين حركة النفاق وبين حركة الإيمان لتصحيح
الساحة بعد هذا الفتح من طرفين لكل طرف أعلامه ومذاقه لتسير القافلة وهي على
بينة من أمرها لينظر الله إلى عباده كيف يعملون وهذا الفتح يرى بوضوح إذا
تدبر الباحث في الأحاديث المروية عن رسول الله (ص) ومنها ما روي عن علي بن
أبي طالب أنه قال " والذي خلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي (ص) إلى أن
لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق(42) ،وما
روى عن أبي ذر أنه قال " قال رسول الله (ص) لعلي يا علي من فارقني فارق الله
ومن فارقك يا علي فارقني(43) ،وما روي عن عبيد
الله بن عباس قال نظر النبي (ص) إلى علي فقال : يا علي أنت سيد في الدنيا
وسيد في الآخرة حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب
الله وعدوك عدوي وعدوي عدو الله الويل لمن أبغضك بعدي"(44)
،وما روي عن أسرة عمار بن ياسر فعن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن
أبيه عن جده أنه قال : قال رسول الله (ص) أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي
بن أبي طالب فمن تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله ومن أحبه فقد
أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله
عز وجل "(45) ،: وعنه أيضاً
قال : قال رسول الله (ص) " اللهم من آمن بي وصدقني فليتول علي بن أبي
طالب فإن ولايته ولايتي وولايتي ولاية الله(46) ،
وقيل لسلمان الفارسي " ما أشد حبك لعلي ! قال : سمعت رسول الله (ص) يقول من
أحب علياً فقد أحبني ومن أبغض علياً فقد أبغضني (47)
،وقيل لعمار بن ياسر " ما أشد حبك لعلي ! فقال قال رسول الله (ص) يا عمار إن
رأيت علياً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع علي ودع الناس "
(48).
وما روي عن أسرة أبي رافع فعن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن
جده قال قال النبي (ص) " يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون علياً حق على
الله جهادهم فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه ومن لم يستطع بلسانه فبقلبه
ليس
وراء ذلك شيء"(49).
وعن عمار بن ياسر قال " قال رسول الله (ص) يا علي ستقاتلك الفئة الباغية
وأنت على الحق فمن لم ينصرك يومئذ فليس مني(50) ،
وعمار راوي هذا الحديث ، قاتل مع الإمام علي وقتل في صفين وكان النبي قد
أخبر بقتله وهو يخبر بالغيب عن ربه جل وعلا روى البخاري أن النبي (ص) قال : "
ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار "
(51).
وبالجملة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (ص) " لا يبغضنا – أهل
البيت – أحد إلا أدخله الله النار "(52) وعن أبي
هريرة قال : " نظر النبي (ص) إلى علي وابنيه وفاطمة وقال أنا حرب لمن حاربكم
وسلم لمن سالمكم "(53).
ولأن النبي (ص) جعل الكتاب والعترة في حبل واحد وأخبر بالغيب عن ربه
بأنهما لن ينفصلان حتى يردا على الحوض ولأنه (ص) حث الأمة في أكثر من مكان
بأن تتمسك بهذا الحبل لأنه واق لها من الضلال وقال " فانظروا كيف تخلفوني
فيهما " فإنه أخبر بالغيب عن ربه بأن أهل بيته سيلقون بعده من الأمة
قتلاً وتشريداً وكما حذر موسى (ع) بني إسرائيل.من الاختلاف في الوقت
الذي خبر فيه بأنهم سيختلفون وهو يخبر بالغيب عن ربه كذلك فعل النبي الخاتم
(ص) كان يحذر من الاختلاف ويقول " لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا
فهلكوا (54).
وفي الوقت نفسه يخبر بالغيب عن ربه ويقول " إن بني إسرائيل تفرقت إحدى
وسبعين فرقة فهلك سبعون فرقة وخلصت فرقة واحدة وإن أمتي ستفترق على اثنتين
وسبعين فرقة تهلك إحدى وسبعون وتخلص فرقة قيل : يا رسول الله من تلك الفرقة
قال : الجماعة الجماعة (55).
لقد كان الإخبار بالغيب في ما يستقبل الناس من أحداث لطفاً من الله
ليعلم – سبحانه - من يخافه بالغيب ، فلا يأخذون بالأسباب التي حذر منها
ويأخذون بالأسباب التي فيها الله ولرسوله رضا والنبي (ص) أمر الأمة بأن تأخذ
بطرف الحبل الذي عليه الكتاب والعترة ثم يخبر بالغيب عن ربه فيقول " إن أهل
بيتي سيلقون بعدي من أمتي قتلاً وتشريداً(56) ،وعن
علي بن أبي طالب أنه قال " إن مما عهد إلي رسول الله (ص) إن الأمة ستغدر بك
بعدي "(57) ، وكل طريق له أسبابه والله تعالى ينظر
إلى عباده كيف يعملون .
ولأن الطريق عليه اختلاف وافتراق وغدر ونفي وقتل وتشريد ظهرت النتيجة
عند الحوض في إخبار الرسول (ص) بالغيب عن ربه فعن سهل قال " سمعت رسول الله
(ص) يقول أنا فرطكم على الحوض من ورد شرب ومن شرب لم
يظمأ أبدا وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم(58)
وعن عبد الله قال " قال رسول الله (ص) أنا فرطكم على الحوض ولأنازعن أقواماً
ثم لأغلبن عليهم فأقول يا رب أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا
بعدك(59) ، وفي رواية عن ابي هريرة بزياة :(إتك
لاعلم لك بما أحدثو بعدك إنهم إرتدو على أدبارهم القهقرى ) (60)
وفي رواية عن ابن عباس " فيقال إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم
منذ فارقتهم(61) وفي رواية عن أم سلمة " فناداني
مناد من بعيد فقال إنهم قد بدلوا من بعدك فأقول سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي "(62).
لقد حذر النبي الخاتم (ص) من النتيجة التي لا تستقيم مع المقدمة ولم
تجامل الدعوة الإلهية الخاتمة أحداً بعد أن أقامت حجتها يقول النبي (ص) ليردن
على الحوض رجال ممن صحبني ورآني ... ) (63) ولم
تغم عنهم الصحبة من الله شيئاً، وقال: ( إن أصحابي من لا يراني بعد أن
أموت أبداً)(64).
ومعنى أن تعطي النتيجة قطع صلتهم بالنبي في الآخرة، أنهم قطعوا الصلة
يوم
أن سارت القافلة تحت سقف الأمتحان والابتلاء لينظر الله إلى عباده كيف
يعلمون، قال تعالى: ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا
يفتنون* ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن
الكاذبين)
[ العنكبوت: 2-3].
وإذا كانت الدعوة الإلهية الخاتمة قد حذرت كل من يقترب من سبيل رسول
الله (ص) بأي أذى، فإن الدعوة الإلهية إلى بني إسرائيل حذرت كل من يقترب من
هارون وبنيه بأذى، جاء في العهد القديم أن الله كلم موسى ( ع)، وأمره بأن
يقدم سبط لاوى أمام هارون ليخدموه ويحفظوا شعائره، ويخدموا خيمة الاجتماع
ويحرسوا أمتعتها،
وقال له: ( وتوكل هارون وبنيه فيحرسون كهنوتهم والأجنبي الذي يقترب
يقتل.)(65)
رابعاً: رحيل النبي الخاتم ( ص)
لقد جاء النبي ( ص) بالأدلة المقبولة، والمعجزات التي هي بلسان التواتر
منقولة، وقد قال المسيح ( ع): من قبل تمارهم تعرفونهم، وقد علم المخالف
والموالف أن محمداً رسول الله لم تثمر شجرته عبادة غير الله ولم يشرك مع الله
غيره، ولا جعل له نداً من خلقه ولا ولداً، ولا قال لأمته: اعبدوا إلهين
اثنين، ولا ثالث ثلاثة، ولا عبد رجلاً ولا عجلاً ولا كوكباً، بل دعا إلى ملة
إبراهيم، إله واحد لا إله إلا هو، وأخلص لله وحده، ونزهه عن النقائص والآفات،
وجاء بكتاب من عند الله أمر فيه بطاعة الله، ونهى عن معصيته، وزهد في الدنيا
ورغب في الآخرة، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وأمر ببر الوالدين،
وصلة الرحم، وحفظ الجار، وفرض الصدقات،
وأمر بالصوم والصلاة، وحث على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات، ثم كسر
الأصنام وعطل الأوثان، وأخمد النيران، وأعلن الأذان، فهذه هي ثمار النبي
( ص) الذي بعثه الله، والناس في ظلمة الجهل والانحراف، فأنار الطريق
وأقام الحجة، وبين منهجه للبشرية الطريق الذي يحقق السعادة في الدنيا بما
يوافق الكمال الأخروي، لأنه يمد الإنسان بالوقود الذي يميز به بين الحلال
وبين الحرام، وينطلق بالإنسان نحو الأهداف التي من أجلها خلقه الله، بالوسائل
التي الله فيها رضا، ومن خلال المنهج الإسلامي يحفظ الإنسان صلته بالله
ورسوله، لأن المنهج يقوم على أوامر الله، فهو- سبحانه- مصدر جميع السلطات،
وإليه تنتهي جميع القرارات، لأنه- تعالى- مصدر الخلق والتكوين، وواهب الحياة
ومقوماتها، فكما أن له- سبحانه- الخلق والإبداع، كذلك له الأمر والنهي.
وبعد أن قام النبي (ص) الحجة، حانت الساعة التي يدعى فيها فيجيب، وعلى
فراش المرض اخذ النبي ( ص) بالأسباب حتى لا تختلف الأمة من بعده، وهو يعلم أن
الاختلاف واقع لا محالة، ونظام العالم هو نظام الأسباب والمسببات، والإنسان
مطالب بأن يكون اعتماده على الله عند أخذه بالأسباب وفي كل حال، وعلى هذا سار
الأنبياء والرسل ( ع)، كانوا يخبرون بالغيب عن الله بما يستقبل الناس من فتن
وأهوال، ثم يأخذون بالأسباب فيحذرون الناس من مخاطر الطريق.
عن أبي عباس قال: ( لما حضر الرسول ( ص) الوفاة، وفي البيت رجال فيهم
عمر بن الخطاب، قال النبي ( ص): هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، فقال
عمر: إن النبي ( ص) قد غلبه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا الله، فاختلف أهل
البيت فاختصموا ؛منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي ( ص) كتاباً لن تضلوه
بعده، ومنهم من يقول ما قاله عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي (
ص)، قال النبي ( ص): قوموا!) فكان أبن عباس يقول: ( إن الرزية كل الرزية، ما
حال بين النبي ( ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، من اختلافهم ولغطهم!)
(66)،
وفي رواية: قال النبي ( ص): ( قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع)
(67)،
وروي عن س جابر بن عبد الله:( إن النبي
( ص) دعا موته بصحيفة ليكتب فيها كتاباً لا يضلون بعده، فخالف عليها عمر
بن الخطاب حتى رفضها)(68)، وعن سعيد بن جبير عن
ابن عباس أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس! ثم جعل تسيل دموعه، حتى رئيت
على خديه كأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول الله ( ص): ( ائتوني بالكتف
والدواة- أو اللوح والدواة- أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فقالوا: إن
رسول الله ( ص) يهجر)(69).
قال ابن الأثير: ( القائل هو عمر بن الخطاب)(70)؛
ومعنى هجر، قال في لسان العرب: ( يهجر هجراً، إذا أكثر الكلام في ما لا
ينبغي، وهجر يهجر هجراً، بالفتح: إذا خلط في كلامه، وإذا هذى)(71)،
وقال في المختار: (الهجر: الهذيان)(72)،
وقال في المعجم:( هجر المريض: هذى)(73).
لقد اختلفوا وأكثروا اللغط ولا ينبغي عند رسول الله التنازع، قال تعالى:
( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول
كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) [ الحجرات:2]، وقال
جل شأنه: ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب
أليم) [ النور:63]، وقال:
( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم
وأعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون* واتقوا فتنة لا
تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وأعلموا أن الله شديد العقاب) [ الأنفال:24-25].
ومن يتدبر في أحداث يوم الصحيفة ويمسك بأطرافها، يجد أن الرسول ( ص)
أراد أن يكتب لهم كتاباً يكون سبباً في الأمن من الضلال، وهذا السبب كان
كافياً لتنفيذ الأمر، ولكن بعض الذين حضروا قالوا: ( هجر)، فكانت هذه الكلمة
كافية ليمسك الرسول عن كتابة الصحيفة؛ لأنها ربما تكون مدخلاً لتشكيك البعض
في كل ما كتب من وصايا وعهود، ويترتب على ذلك فتن ذلك عديدة، ويشهد بذلك ما
روي عن ابن عباس أنه قال: ( قالوا: إن نبي الله ليهجر، فقيل له: ألا نأتيك
بما طلبت؟ قال: أو بعد ماذا؟!)(74)، وأمر الرسول
إليهم بأن يأتوه بصحيفة ليكتب لهم الكتاب، هذا الأمر في حد ذاته كافة لإقامة
الحجة على الأمة بالبلاغ في حجة الوداع، وقبلها، وبعدها في غدير خم.
وقد احتج البعض أن قولهم: ( حسبنا كتاب الله)، ستند إلى أن الكتاب جامع
لكل شيء، وقولهم هذا ينتج إشكالاً؛ لأن الكتاب الجامع لكل شيء أمر بطاعة
الرسول، وعلى الرغم من أن الكتاب جامع إلا أنه ليس في استطاعة كل واحد أن
يستخرج منه ما يريده على وجه الصواب؛ لهذا فوض الله ورسوله في أن يبين للناس
ما انزل إليهم من ربهم، ولأن الناس في حاجة إلى السنة مع كون الكتاب جامعاً،
جعل النبي ( ص) عترته مع الكتاب في حبل واحد ولن يفترقا حتى يردا عليه الحوض.
وبالجملة، لما كان الكتاب فيه آيات متشابهات، وهذه الآيات يتتبعها الذين
في قلوبهم زيغ لإثارة الفتن ولتأويل الكتاب، حتى ينتهي تأويلهم إلى
تعطيل الحكم به، ولما كان الكتاب مع كونه جامعاً لكل شيء لا يحقق دوام
الهداية وعدم الاختلاف، بدليل أن الضلال والتفريق وقعاً فعلاً، فإن الأمن من
الضلال لا يكون إلا بالكتاب، ومعه الطاهر الذي بتأوله. ويمكن للباحث أن
يستنتج ذلك إذا ربط بين أمر الرسول وهو على فراش المرض، وبين البلاغ الذي
أقام به الحجة قبل ذلك، فيوم الصحيفة قال ( ص): (آتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم
كتاباً لن تضلوا بعده أبداً)(75)، وفي بلاغه، قال
( ص): ( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر،
كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى
يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.(76)
وله من المؤلفات:
1- معالم الفتن- مجلدان.
2- وجاء الحق.
3- الانحرافات الظالمة في القرآن.
4 في الطريق إلى المهدي المنتظر (عج).
1 - انظر : الفتح الرباني :18/238 .
2 - رواه مسلم ، الصحيح 15/194 والحاكم ، المستدرك
3/147 .
3 - رواه الترمذي ، الجامع : 5/351 وابن جرير والطبراني
وابن مردويه ، تحفة الأحوازي : 9/97 وابن كثير في التفسير :3/485 .
4 - قال ابن كثير : رواه
الإمام أحمد وابن جرير ، التفسير : 3/483 .
5 - قال ابن كثير : رواه ابن جرير ، المصدر نفسه .
6 - قال ابن كثير : رواه الإمام أحمد ، المصدر نفسه .
7 - سفر الخروج : 4/11-16 .
8 - رواه اللالكائي، كنز العمال: 1/379.
9 - رواه ابن أبي حاتم وابن جرير، تفسير ابن كثير:4/
413، رواه الضياء بسند صحيح وابن مردوية وأبو نعيم، كنز العمال:13/ 177.
10 - رواه أبي حاتم وابن جرير/ تفسير ابن كثير: 4/
413.
11 - رواه ابن ابن سعد، الطبقات الكبرى:2/413.
12 -
المصدر نفسه.
13 - رواوه ابن مردويه بإسنادين ،كنز العمال :2/934.
14 - رواوه غبن مردويه وابن أبي حاتم وأبي نعيم ، كنز
العمال :2/934.
15 - تفسير ابن كثير : 3/388.
16 - رواه أبي حاتم ، 2/441.
17 - الفتح الرباني: 18/185
18 - المصدر نفسه تفسير ابن كثير 2/501
19 - رواه الامام احمد ، وقال الهيثمي: رجاله
ثقات،الزوائد:9/101، الفتح الرباني: 23/133، وابن جرير وصححه عن علي، كنز
العمال:13/114،والخطيب عن بريدة، والطبراني عن معقل بن يسار كنز
العمال:11/605.
20 - رواه البغوي في شرح السنة، والبخاري في التفسير،
وابو نعيم، كشف الخفاء: 1/184 0
21 - رواه الحاكم وصححه،كشف الخفاء: 1/ 184
22 - رواه احمد\ وقال الهيثمي رواه احمد والطبراني
ورجال احمد رجال الصحيح غير ابي بلج وهو ثقة وفيه لين، الفتح الرباني
:23/116، وقال ابن كثير:رواه ابو داود الطيالسي، البداية:7/346 وصححه
الالباني،الصحيحة:5/263.
23 - رواه احمد وقال في الفتح :رواه الترمذي باختصار
والبزاز باختصا وفيه الالج الكندي وثقة ابن معينوبقية رجال احمد رجال الصحيح،
الفتح الرباني:21/214.
24 - الفتح الرباني: 21/214.
25 - رواه الترمذي وقال حديث حسن الجامع:5/662
والنسائي،كنز العمال12/172.
26 - رواه احمد ، الفتح الرباني 23/121، والترمذي وقال
حديث حسن، الجامع: 5/636، وصححه الالباني، الصحيحة: 5/632.
27 - رواه ابن جرير عن زيد بن ارقم وعن ابي سعيد
الخدري، كنز العمال:13/104، والنسائي، البداية: 5/209
28 - قال ابن كثير: رواه ابن جرير وقال الذهبي: هذا
حديث حسن وقال وجدت ذلك في نسخة مكتوبة عن ابن جرير، البداية: 5/213
29 - رواه أحمد وقال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح غير
فطر بن خليفة وهو ثقة الزوائد 9/104 .
30 - رواه البزار وابن جرير ، وقال الهيثمي : رجاله
ثقاة كنز العمال : 13/158 وصححه الألباني الصحيحة : 5/343 .
31 - الفتح الرباني : 23/128 .
32 - نظم المتناثر في الحديث المتواتر ، ص : 195 .
33 - البداية والنهاية :5/350 .
34 - كتاب السنة ابن أبي عاصم تحقيق ناصر الدين
الألباني :2/566 .
35 - سفر اللاويين : 10/8-11 .
36 - سفر اللاويين : 9/22-24 .
37 - رواه الطبراني ، وقال الهيثمي : فيه جماعة ضعفاء
وقد وثقوا ، الزوائد :9/168 وأخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مروديه .
38 - أخرجه ابن جرير والبغوي تفسير البغوي :7/364
والمقريزي ، فضائل أهل البيت ، ص 72 .
39 -أخرجه الإمام أحمد وقال الهيثمي : رجال أحمد ثقات
الزوائد :9/129 الفتح الرباني :23/120 ورواه الحاكم وصححه المستدرك :3/122
ورواه البزار كشف الأستار 3/200 ورواه ابن حبان في صحيحه الزوائد :9/129 وابن
كثير البداية 7/347
40 - رواه أبو يعلى وقال الهيثمي : رجاله ثقات الزوائد
: 9/129 وابن كثير البداية 7/347 .
41 - رواه مسلم ، الصحيح : 3/16 والبخاري بلفظ فمن
أغضبها أغضبني الصحيح :2/302
42 - رواه مسلم الصحيح 2/64 والترمذي الجامع :5/643
وأحمد الفتح الرباني :23/122 .
43 - رواه البزار وقال الهيثمي : رجاله ثقات كشف
الأستار :3/201 الزوائد :9/135 والحاكم وصححه المستدرك :3/121 .
44 - رواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وأبو
الأزهر بإجماعهم ثقة وإذا تفرد الثقة بحديث فهو على أصلهم صحيح والحديث سمعه
يحيى بن معين من أبي الأزهر فصدقه المستدرك : 3/128 ورواه ابن كثير البداية
:7/356 .
45 - رواه الطبراني في الكبير وابن عساكر كنز العمال :
11/610 .
46 - رواه الطبراني في الكبير كنز العمال :11/611
47 - رواه الحاكم وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ،
المستدرك : 3/130
48 - رواه الديلمي ، كنز العمال : 11/614
49 - رواه الطبراني كنز العمال : 11/613 وقال الهيثمي
رواه الطبراني وفيه محمد بن عبد الله وثقه ابن حبان ويحيى بن الحسين لم أعرفه
وبقية رجاله ثقات ، الزوائد :9/134 .
50 - رواه ابن عساكر كنز العمال :11/613 .
51 - رواه البخاري كتاب الصلاة باب التعاون في بناء
المساجد ورواه أحمد الفتح الرباني 22/331 .
52 - رواه الحاكم وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم
يخرجاه المستدرك :3/150
53 - رواه الحاكم وقال حديث صحيح ولم يخرجاه المستدرك
:3/149 وأحمد الفتح الرباني 22/106 والترمذي عن زيد بن أرقم الجامع :5/699
وابن ماجه والحاكم عن زيد كنز 12/96 والطبراني وأحمد والحاكم عن أبي هريرة
كنز 12/97 وابن أبي شيبة وابن حبان في صحيحه والضياء بسند صحيح عن زيد كنز
13/640 .
54 - رواه البخاري كنز العمال :1/177
55
- رواه أحمد عن أنس وأبي هريرة كنز :1/210 والترمذي وصححه الجامع :4/25
56 - رواه الحاكم ونعيم بن حماد كنز العمال : 11/169
57 - رواه البيهقي وقاتل ابن كثير : سنده صحيح البداية
6/218
58 - رواه البخاري الصحيح 4/141 ومسلم الصحيح 15/53
وأحمد الفتح الرباني 1م195
59 - رواه البخاري الصحيح 4/141 ومسلم الصحيح 15/29
60 - رواة البخاري الصحيح 4/194
61 - رواه البخاري الصحيح 3/160 مسلم الصحيح 17/194
62 - رواه أحمد وقال في الفتح سند جيد الفتح الرباني :
1/197
63 - رواه مسلم الصحيح :1/ 195
64 - رواه الحاكم والإمام أحمد، كنز العمال: 11/ 197،
وابن عساكر، كنز: 11/ 271.
65 - سفر العدد: 3/5-10.
66 - رواه البخاري، باب: قول المريض: قوموا، الصحيح:
4/7، ومسلم، باب: ترك الوصية، الصحيح: 5/76، وأحمد، الفتح الرباني: 22/191.
67 - رواه البخاري، كتاب العلم، الصحيح : 1/31.
68 - رواه أحمد، الفتح الرباني: 22/ 225، وابن سعد،
الطبقات، 2/243.
69 - رواه مسلم، باب: ترك الوصية، الصحيح: 5/76.
70 - لسان العرب، ص: 4618.
71 - المصدر نفسه.
72 - مختار الصحاح، ص: 690.
73 - المعجم الوسيط: 2/ 972.
74 -
ابن سعد، الطبقات الكبرى: 2/242.
75 - ابن سعد الطبقات الكبرى: 2/242
76 - رواوه الترمذي وقال حديث حسن ، الجامع: 5/663.