لم تكن مناظرة عقائدية أو شخصية علمائية أو تباحثاً شخصياً أو كتاباً
شيعياً ذلك الذي دفع المحامي الأردني الشهير أحمد حسين يعقوب إلى التشيع
واعتناق عقيدة أهل البيت عليهم السلام بل كانت الومضة الأولى التي قادته إلى
هذا المعين العذب كتاباً أفجعه لكاتب سني هو خالد محمد خالد الأديب المعروف .
أبناء الرسول في كربلاء كان اسم هذا الكتاب الذي وقعت عينا أحمد حسين
يعقوب عليه فقرأه بشغف ليكتشف كيف أن الظالمين وثبوا لتبديل شريعة الله تعالى
ومحو ذكر محمد وعلي صلوات الله عليهما بما ارتكبوه من جرائم يندى لهما جبين
الإنسانية وارهاب لم تعرف له مثيلا البشرية وبما رسخوه في أذهان العامة من
مضامين ثقافية جعلت الحلال حراماً والحرام حلالاً وبدلت المعروف بالمنكر وآل
البيت بالصحابة !
إنه الحسين .. سيد الأحرار والشهداء صلوات الله وسلامه عليه هو من فتح
ذراعيه لأحمد حسين يعقوب الذي ظل يبكي ألما ويئن لوعة لما جرى على أبي عبد
الله فكان جرحه النازف ودمعه الهادر طريقاً سلك به إلى بر الأمان حيث صاحب
الزمان صلوات الله وسلامه عليه .
يتحدث المحامي الذي عاهد ربه أن يترافع طوال حياته عن قضية أهل البيت
عليهم السلام العادلة عن قصته وكيف تبين له أن شيعة آل محمد صلوات الله عليهم
الفئة الناجية وكيف ووجه من المجتمع والناس الذين اتهموه بالكفر والا رتداد
والرفض والمروق عن الملة والدين !
إنها كلمات يسردها أحمد حسين يعقوب صاحب كتاب المواجهة الذي حوكم بسببه
في خطاب خاص أرسله إلى المنبر ها هو نصه .
أنتمي لعشيرة بني طه أبو عتمه اجدى بطون عشيرة العنوم ولدت في كفر خل
الواقعة شمال جرش عام 1939 متزوج من امرأة واحدة ولي عشرة أولاد ذكور وأربع
بنات حصلت على الثانوية العامة من مصر وأكملت دراسة الحقوق في جامعة دمشق
وسجلت للدراسات العالية / دبلوم القانون العام في الجامعة اللبنانية وسجلت
لدراسة الماجستير في جامعة الحكمة كنت موظفاً ومعلماً وخطيب جمعة ورئيس بلدية
وأنا أعمل في مهنة المحاماة منذ 17 عاماً
مؤلفاتـــــــي:
ألفت ستة عشر كتاباً مطبوعاً منه النظام السياسي في الإسلام نظرية عدالة
الصحابة والمرجعية السياسية في الاسلام الخطط السياسية لتوحيد الأمة
الإسلامية رأي السنة رأي الشيعة حكم الشرع مرتكزات الفكر السياسي في الإسلام
والرأسمالية والشيوعية طبيعة الأحزاب السياسية المواجهة مع رسول الله وآله –
القصة الكاملة – الإمامة والولاية مختصر المواجهة مساحة للحوار كربلاء الثورة
والمأساة حقيقة الاعتقاد بالامام المهدي المنتظر الهاشميون في الشريعة
والتاريخ الاجتهاد بين الحقائق الشرعية والمهازل التاريخية أين سنة الرسول
وماذا فعلوا بها ؟
كيف اهتديت:
سافرت إلى بيروت لمناقشة بحث قدمته للجامعة اللبنانية عن رئاسة دولة
الخلافة في الشريعة والتاريخ وهو تقليدي من جميع الوجوه ويحمل وجهة نظر
العامة ومعتقداتها في هذا المجال وأثناء وجودي في بيروت قرأت بالصدفة كتاب
أبناء الرسول في كربلاء لخالد محمد خالد ومع أن المؤلف يتعاطف مع القتلة
ويلتمس لهم الأعذار إلا أنني فجعت إلى أقصى الحدود
بما أصاب الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيت النبوة وأصحابهم وكان جرحي
النازف بمقتل الحسين هو نقطة التحول في حياتي كلها وأثناء وجودي في بيروت
قرأت كتاب الشيعة بين الحقائق ولأوهام لمحسن الأمين وكتاب المراجعات للإمام
العاملي وتابعت بشغف بالغ المطالعة في فكر أهل بيت النبوة وأوليائهم لقد
تغيرت فكرتي عن التاريخ كله وانهارت تباعا كل القناعات الخاطئة التي كانت
مستقرة في ذهني وتساءلت إن كانت هذه أفعال الظالمين بابن النبي وأهل بيته
فكيف تكون أفعالهم من الناس العاديين؟
لقد أدركت بأن الدولة التاريخية وهي دولة عظمى قد سخرت جميع مواردها
ونفوذها من خلال برامجها التربوية والتعليمية لغايات قلب الحقائق الشرعية
وتسخير الدين الحنيف لخدمة وقائع التاريخ وإضفاء الشرعية على تلك الوقائع
وإظهار الدين والتاريخ كوجهين لعملة واحدة .
وأن الناس قد انطلت عليهم هذه الخطة فأشربوا ثقافة التاريخ متصورين بحكم
العادة والتكرار وتبني الدولة لهذه الثقافة بأن ثقافة التاريخ هي ثقافة الدين
.
وبهذا المناخ الثقافي حملت الدولة التاريخ على أهل بيت النبوة ومن
والاهم وصورتهم بصورة الخارجين على الجماعة الشاقين لعصا الطاعة المنحرفين عن
إسلام الدولة وتقولت عليه ما لم يقولوه ونسبت إليهم ما لا يؤمنون به وصدقت
العامة دعايات الدولة ضد أهل بيت النبوة ومن والاهم وتبنى الأبناء والأحقاد
ما آمنت به العامة دون تدقيق أو تمحيص ولا دليل لا من كتاب الله ولا من سنة
رسوله لقد صارت كلمة الشيعة في أذهان العامة مرادفة لكلمات الانحراف والكفر
والخروج على الشرعية وتلك ثمرة من ثمرات الحملة التاريخية الظالمة التي شنتها
الدولة على أهل البيت عليهم السلام عامة وعلى شيعتهم بشكل خاص عندما أخذت
الحقائق تتكشف رويداً رويداً خففت الدولة من حملتها على أهل بيت النبوة
ولكنها ضاعفت وكثفت حملتها على شيعة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام .
لقد تبين لي أن أهل بيت النبوة ومن والاهم موالاة حقيقية هم المؤمنون
حقاً وهم الفئة الناجية وهم شهود الحق طوال التاريخ وأن الاسلام النقي لا
يفهم إلا من خلالهم فهم أحد الثقلين وهم سفينة نوح وهم باب حطة وهم نجوم
الهدى ولولاهم لضاع الإسلام الحقيقي ولما بقي للحق من شهود لقد رفعوا لواء
المعارضة طوال التاريخ وتحملوا في سبيل الله فوق ما يتحمله البشر حتى أوصلوا
لنا الدين الحنيف بصورته النقية الكاملة المباركة وباختصار شديد لقد اهتديت
وعرفت أن لأهل بيت النبوة قضية عالمية عادلة وعاهدت ربي أن أدافع عن هذه
القضية ما حييت فكانت كل مؤلفاتي مرافعات ومدافعات عن عدالة هذه القضية
واستنهاضات للعقل المسلم خاصة وللعقل البشري عامة لينتقل من التقليد الأعمى
إلى الإيمان المستنير المبدع .
أنا وأهلي والمجتمع لقد اهتديت وأولادي والحمد لله فصارت أفراح أهل
البيت أفراحنا وأتراحهم أتراحنا وأنا على بينة من ربي ولست معنياً بما يتقوله
المجتمع عني لقد وصفت الأكثرية الساحقة من أبناء المجتمعات القديمة كلها
الرسل والأنبياء الكرام بالمجانين واتهمتهم بالسحر والكهانة والشعر والكذب
ولم يسلم خاتم النبيين من هذه الأوصاف الظالمة لقد بلغ العرب المدى عندما
قالوا بأن القرآن أساطير الأولين ولكن بوقت طال أم قصر سقطت أكاذيب الأكثرية
من أبناء المجتمعات وحصحص الحق وبقيت الحقيقة الخالدة التي نادى بها النبيون
المطلوب أن أنجو بنفسي ولا يضيرني عند الله إن ضل ابني أو تنكر لي مجتمعي
ليقولوا أنني كافر وأنني رافضي إلخ هم يعرفون أنني أصلي وأحج وأبكي من خشية
الله لقد كنت خطيبهم و إمامهم في الصلاة ورئيس بلديتهم فكيف يمكن التوفيق بين
هذه الاتهامات وبين حقيقة الواقع .
تلك طبيعة المجتمع البشري إن فرعون كان يعتقد أن حكمه وطريقته وعقيدته
الفاسدة هي المثلى وأنه كان يخشى أن يذهب موسى بطريقتكم المثلى كان يعتقد أن
دينه هو الصحيح وهو يخاف من موسى أن ينجح بتبديل دين المجتمع أن يبدل دينكم
كان يعتقد أنه مصلح ويخشى أن يظهر موسى في الأرض الفساد لكن من يصدق اليوم أن
فرعون مصلح وأن طريقته هي المثلى وأن موسى مفسد حاشاه ؟!! من يصدق اليوم
أكاذيب العرب بأن القرآن أساطير الأولين ؟!! بوقت يطول أو يقصر ستسقط كل
الأكاذيب وتزول كل الأصباغ الزائفة وتظهر الحقائق الشرعية المجردة والخاسرون
هم الذين يكذبون على أنفسهم وعقولهم ويسجنون أنفسهم وعقولهم في كهوف التاريخ
ومغره .
لقد أدمنت العامة على ثقافة التاريخ وبتعبير القرآن الكريم أشربوا في
قلوبهم العجل واختلطت بدمهم ولحمهم وهم يعتقدون بأنهم على الحق لأنهم
الأكثرية وأن موالي أهل بيت النبوة على الباطل لأنهم الأقلية ونادراً ما ينفع
الجدل معهم لأنهم قد اكتسبوا معتقداتهم بالوراثة والعادة طبيعة ثانية وابطال
مفاعيلها يحتاج لعون من الله ورغبة بالتغيير وجهد عقلي منظم وهم ليسوا على
استعداد ليبذلوه لقد ساق القرآن الكريم نماذج رائعة من خلال ملأ الأقوام
لأنبيائهم ورسلهم وفي هذه النماذج عبرة .
من أروع مؤلفاته " المواجهة مع رسول الله وآله .. القصة الكاملة وكان
المحامي يعقوب قد اتهم قانونياً بسبب نشر كتابه الآخر عدالــــــــة الصحابة
بدعوى أنه يهينهم إلا أن المحكمــــــة برأته من التهم الموجهة إليه في قضية
مفصلة .
( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير)
التحريفـــــات:
لقد تعهد الله تعالى بحفظ القرآن الكريم وعمل أهل بيت النبوة عليه
السلام وأوليائهم على حفظ بيان النبي لهذا القرآن ومهما كانت قوة الاعلام من
الوضوح بحيث لا يخفى على عاقل مع التمسك بهذه المقدمة فقد جرت عدة محاولات
للتحريف ولكنها كانت مكشوفة من ذلك ما رواه الطبري في تفسير ه وتاريخه عن
حديث الدار وقول النبي للإمام علي " إن هذا أخي وخليفتي فاسمعوا له وأطيعوا
ثم اكتشف الطبري أو الناشرون في ما بعد خطورة هذا النص الشرعي على ثقافة
التاريخ ووبناها التحتية فحذفوا كلمتي أخي وخليفتي ووضعوا بدلا منها إن هذا
كذا وكذا " هذا نموذج للتحريف وعندما ذكر ابن الأثير رسالة محمد بن أبي بكر
لمعاوية لم يذكر نص الرسالة لأنها تكشف حقيقة معاوية وتاريخه واكتفى بالقول
بأن فيها أموراً لا تحتمل العامة سماعها والثابت أن البخاري لم يكن يكتب ما
يسمعه من حديث الرسول مباشرة إنما كان يسمع في بلد ويصيغ ما يسمعه في بلد آخر
مراعياً في صياغته معتقدات الناس ونظرتهم للأمور لقد صيغت الأخبار لتكون
منسجمة مع الواقع التاريخي وغير متعارضة معه .
فالبخاري ومسلم وهما أصح كتب الحديث عند إخواننا أهل السنة يؤكدون بأن
اليهود قد سحروا الرسول بحيث يخيل إليه أنه قد فعل الشئ وما فعله وأن الرسول
كان قد نسي آية من القرآن الكريم فذكره بها مواطن عادي من الناس وأن الرسول
كان يفقد السيطرة على أعصابه فيسب ويشتم ويلعن الناس بلا سبب إلخ … وتلك
تحريفات واضحة لتخدم وقائع التاريخ لأن القرآن الكريم يؤكد بأن الرسول (ص) لا
ينطق عن الهوى وأن الرسول على خلق عظيم وما رواه البخاري ومسلم يناقض القرآن
الكريم والسيرة النبوية المطهرة وفي كتابي المواجهة تصديت لهذه الترهات وبينت
الغاية الحقيقية من اختراعها .وإن تعجب لا أراك الدهر عجباً فالعجب بربك من
أحد مشركي مكة دعاه الرسول لتناول الطعام عنده فرفض هذا المشرك أن يأكل من
طعام الرسول بحجة أنه لا يأكل إلا ما ذكر اسم الله عليه !!! وإن كنت في شك من
هذا فارجع إلى صحيح البخاري كتاب الذبائح باب ما ذبح على النصب والأصنام !!!
وعلى أي حال فقد ناقشت أساس مثل هذه الأمور في كتابي أين سنة الرسول وماذا
فعلوا بها "
عندما يكون المرء شيعياً..
عندما يكون المرء شيعياً يعني أنه مؤمن حقيقي يسير على خطى الرسول وأهل
بيته الطاهرين قانونه النافذ عليه هو كتاب الله وبيان النبي لهذا الكتاب
وقيادته الشرعية الوحيدة هم أهل بيت النبوة يواليهم ويوالي من يواليهم ويعادي
من يعاديهم سواء أكان حياً أم ميتاً
كيف تعرف أنك شيعي ؟
علاوة على التزامك الكامل بالإسلام اسأل نفسك لو كنت موجوداً في زمن
الإمام الحسين هل كنت ستقف معه وتقاتل دونه حتى تقتل بين يديه فإذا كان
الجواب بالإيجاب فأنت من موالي أهل البيت حقاً ومن شيعتهم وإن ترددت فأنت
بحاجة لتعمق مفهوم الولاية في قلبك وذهنك .
الشيعة لا يوالون أهل البيت بطرا:
الشيعة لا يوالون أهل بيت النبوة بطراً ولا تشهياً لكنهم يوالون أهل
البيت بناء على أحكام شرعية وتنفيذاً لأوامر إلهية آخذة بالأعناق لا مجال
للفرار من تنفيذها ويترتب على التنفيذ نتائج محورية منجية أو مدمرة فالهدى لا
يدرك إلا بالتمسك بالثقلين والضلالة لا يمكن تجنبها إلا بالتمسك بالثقلين معا
إنها أحكام شرعية يتوقف على تنفيذها اكتمال الإسلام والإيمان وبالتفصيل
الوارد في أمكنته الشرعية .
مرتبة دينية وثقافية:
الموالاة لأهل بيت النبوة مرتبة ثقافية وهي أعلى مراتب الوعي عند المسلم
إنها تمثل النضج العقلي بأرقى وأرفع صورة إنها القدوة الصالحة فأي عاقل في
الدنيا يترك آل محمد ويقتدي بغيرهم أصحاب المذاهب الأربعة من تلاميذ الإمام
الصادق ويتمنون لو كانوا خدماً لعمداء أهل بيت النبوة والصحابة الكرام على
مختلف طبقاتهم لا تصح صلاتهم إن لم يصلوا فيها على محمد وآل محمد إن النصوص
الشرعية آخذة بالأعناق نحن لا نقلل من أهمية أصحاب المذاهب الأربعة ولا من
أهمية الشيخ حسن البنا أو ابن تيمية أو محمد عبد الوهاب أو غيرهم من قادة
الفرق والأحزاب لكن أي أعمى قلب ذلك الذي يترك آل محمد أعدال الكتاب ويتمسك
بغيرهم من قادة الفرق والاتجاهات والأحزاب !! بئس للظالمين بدلاً !!
ضحايا التاريـــــخ:
طبعاً الجميع إخواننا لنا ولهم كتاب ونبي واحد وقبلة واحدة ودين واحد
ومن واجبنا أن نبذل كل ما بوسعنا وبالحكمة والموعظة الحسنة لنضع تحت تصرفهم
الحقائق الشرعية الموضوعية المجردة وندلهم على صراط الله المستقيم .
مناقشة علمية لمدى صحة فرضية " عدالة الصحابة "
الصحابة .. وهالة القداسة الزائفة !
من يستحق أن يتهم بالغلـــو ؟!
كتبت تسنيم الحبيب عندما من الله عز وجل على البشرية برسالة الاسلام
أعطاها الحرية بصادق معانيها وشاسع آفاقها لكي تحدد وتختار نهجها على ضوء
مفاهيم تلك الرسالة وشموليتها فكان الإسلام قانون الحياة الرحيب ومذهب آل
البيت عليهم السلام هو التطبيق المثالي لمعطيات هذا القانون وهو المذهب
الوحيد الذي لا يضع أغلالا على أتباعه ولا يفرض عليهم عقائد دونما حجج
وبراهين وعلل دامغة بل على العكس يشجع دائماً على البحث وتقصي الحقيقة على
نقيض المذاهب الأخرى التي تقوم على التعتيم وفرض أغلال على الإنسان بحجة
الكيان المقدس والمسلمات فمقدساتهم لا تمس ببحث أو تشكيك أو حتى استفهام .
ويأت مفهوم الصحابة كصرخة تساؤل حبيسة تبحث في ثنايا التشريع عن أجوبة
لعلامات الاستفهام العديدة ما هو حجم الصحابة الحقيقي وما هو وزنهم في الكيان
الإسلامي وهل حقق جميعهم معادلة العدالة الصعبة فيصح أخذ تعاليم الدين عن أي
منهم إن الولوج في هذا المبحث تعترض موانع عدة تتمثل في التشدد الكبير لدى
البعض في هذه القضية واعتبار أي جدل بها فتنة وخروجاً عن ملة الاسلام وحقيقة
فانه لا مبرر لهذا التشدد فمفهوم الصحابة لا يعدو كونه أمراً ثانوياً لا يضيف
ولا يزيل شيئاً من عقيدة الإسلام فلا هو من أركان الإسلام عند المذاهب الأخرى
ولا هو من أصول الدين عند المذهب الشيعي فهل يستدعي كل هذه الخطوط الحمراء
التي تحول دون البحث في ثنايا هذا المفهوم في مقابل هذا نجد أن عقيدة الإمامة
وهي أصول الدين بحثت ونوقشت أبعادها وعللت تعليلاً سافراً فأينها من مفهوم
الصحابة وإن سلمنا بأن الصحابة كان لهم دور بارز في نشر رسالة الاسلام وهي
المعلومة التي يفندها القرآن والسنة والتاريخ فهذا لا يشفع لهم في ما اقترفه
بعضهم من أفعال مشينة كانت وصمة عار في تاريخ الإسلام وهذا أيضاً لا يبيح
للتابعين اعطاءهم أكبر من عثمان مثلاً أو أن يهبط جبرئيل عليه السلام ليبلغ
سلام رب السماوات على أبي بكر ويلتمس منه الرضى أو أن يخشى الشيطان من عمر بل
ويظن الرسول (ص)
أن الوحي نزل عليه وليس هذا فحسب إنما تكفير كل من يتعرض لهم ويضع
أفعالهم تحت المجهر وقد تحول بالأفق تساؤلات عن جدوائية الإفصاح عن مثالب
الصحابة وزلاتهم وقد يقول قائل ما شأننا بما سلف ولماذا نثير هذه الواضيع
هودرء الاعتقادات المغلوطة التي استشرت في الكيان الاسلامي كما أن التاريخ
يحوي بين دفتيه العديد من المظالم وجائر الأعمال التي مارسها بعض الصحابة في
حق آل الرسول (ص) فضلاً عن التشريعات والأحكام التي ابتدعها هؤلاء فهل تبيح
لهم عدالتهم المزعومة ما اقترفوه وألا يتحتم تصحيح مفهوم الصحابة برمته ؟
إن الخوض في مفهوم الصحابة ومناقشة أبعاده لازم وضروري لينقشع غمام
التجميل والتعتيم فعقيدة الإسلام صافية لا لبس فيها ولا غموض ومن ينشدها عليه
أن يتجرد من كل الأصفاد الفكرية والبحث في ثناياها بإنصاف وتفتح فكري من هو
الصحابي ؟
يقول ابن حجر في كتابه الإصابة في معرفة الصحابة الصحابي من لقي النبي
مؤمنا به ومات على الاسلام فيدخل فيمن لقبه من طالت مجالسته أو قصرت ومن روى
عنه أو لم يرو ومن غزا معه أو لم يغز ومن رآه رؤية ولم يجالسه من لم يره
بعارض كالعمي ويخرج بقيد الايمان من لقيه كافراًًً ولو أسلم بعد ذلك إذا لم
يجتمع به مرة أخرى .
نعم هكذا يرى أهل السنة الصحابة وبهذا يكون جميع أهل المدينة من الصحابة
الرجال الشيوخ الأطفال وحتى النساء وليت الأمر اقتصر على هذا فقد بلغ
المحدثون شأواً عظيماً في تفضيل هؤلاء الصحابة وتقديسهم على البرايا وجعلهم
خيرة الآخرين وقد يكون بعضهم أفضل من خيرة الأولين والأخرين وتوجيه التهم لكل
من يتعرض إلى كيانهم المقدس بقليل أو كثير وجعل عدالتهم صخرة تتكسر عليها كل
قبائح أفعالهم يقول ابن الأثير في مقدمة كتابه أسد الغابة في معرفة الصحابة
والصحابة يشاركون سائر الرواة في جميع ذلك إلا الجرح والتعديل فإنهم كلهم
عدول لا يتطرق الجرح إليهم لأن الله عز وجل ورسوله زكياهم وعدلاهم "
ويذكر ابن حجر من أدلها على المقصود على عدالة الصحابة ما رواه الترمذي
وابن حبان في صحيحه من حديث عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله (ص) الله
الله في أصحابي لا تتخذوهم عرضاً فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي
أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن
يأخذه الإصابة في معرفة الصحابة ورغم أن هذا الحديث لا يشير إلى عدالة
الصحابة بشيء إلا أنه يتخذ ذريعة لمرامي رواة الحديث المتمثلة في جعل الصحابة
كلهم عدول وحتى نستطيع أن نقف على مصداقية هذا الادعاء علينا أن نبحث في
القرآن والأحاديث المعتبرة والتاريخ .
القرآن الكريـــــم:
لقد قدم علماء السنة بعضاً من الآيات الكريمة كشواهد على عدالة الصحابة
ونزاهتهم المطلقة وفي ما يلي هذه الآيات مع تفاسيرها من كتب التفاسير
المعتمدة لدى العامة " كنتم خير أمة أخرجت للناس " سورة آل عمران – حسب ما
أورده مفسرو العامة في هذه الآية في الصحابة كما أشار المتذرعون بها يقول ابن
كثير في تفسيرها الصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة ثم أن الآية محكومة
بحكم الشرط انظر الى قوله تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف
وتنهون عن المنكر " فالحكم هنا حكم الشرط أي أنكم كنتم ما دمتم وهذا أمر واضح
يفهمه كل عربي .
سيقول القرطبي في تفسيره مدح لهذه الأمة ما أقاموا على ذلك واتصفوا به
فإن تركوا التغيير وتواطؤوا على المنكر زال عنهم اسم المدح ولحقهم اسم الذم
وكان ذلك سبباً لهلاكهم .
وقد قال الرازي والنيسابوري وهذا يقتضي كونهم أمرين بكل معروف ناهين عن
كل منكر والمقصود به بيان علة تلك الخيرية "
ونحن لا ننكر أن أمة الإسلام خير أمة ما دامت تأمر بالمعروف وتنهى عن
المنكر وتلتزم بشرع الله وأحكامه إذا تخرج هذه الآية من دائرة الاحتجاج على
عدالة الصحابة .
لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم
( سورة الفتح ) إن هذه الآية الكريمة تختص بأصحابه بيعة الرضوان ولا
علاقة لها بسائر الصحابة إذا هناك تخصيص لمجموعة معينة من الصحابة ثم إن هناك
تكملة للآية تتضمن قيوداً تتصل بعدم نكث العهد فرضى الله تعالى مقرون هنا
بالوفاء الدائم بهذا العهد وتلك البيعة .
يقول تعالى في السورة نفسها " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد
الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه "
ويذكر ذلك ابن كثير إن رضوان الله وسكينته مشروطة بالوفاء وعدم نكث
العهد " الكشاف ( 3/543 ابن كثير 199/4
" وكذلك جعلناكم أمة وسطا " البقرة في هذه الآية المباركة يبين الله
تعالى أن أمة الاسلام كانت أمة وسطا بين اليهود والنصارى وجاءت كلمة أمة وسطا
بمعنى التوازن بين الإفراط والتفريط ولم تشر الآية إلى كون جميع أفراد هذه
الأمة وسطا أي عدلا راجع تفسير النيسابوري ( 232/2)
(( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً
سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك
مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فأزره فاستغلظ فاستوى على
سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات
منهم مغفرة وأجراً عظيماً ))( سورة الفتح )
لقد احتج العديد من علماء العامة بهذه الآية المباركة متخذين عبارة "
محمد رسول الله والذين معه " إشارة صريحة إلى جميع أصحابه ومن كان معه وحقيقة
فقد تجلت في الآيات تخصيصات وشروط تظهر في الصفات التي تستلزم وجودها في "
الذين معه " حيث أنهم رحماء وعباد فهل توفرت هذه الصفات في جميع صحابة الرسول
(ص) أن التاريخ يذكر لنا كثيراً من الأعمال التي تنافي هذه الصفات لعل من
أبرزها ما يذكره جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه إذ يقول بينما نحن
نصلي مع النبي (ص) إذ أقبلت عير تحمل طعاماً فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع
النبي (ص) إلا اثنا عشر رجلاً فنزلت هذه الآية " وإذا رأوا تجارة أو لهواً
انفضوا إليها وتركوك قائماً " سورة الجمعة "وقد ذكر هذه الحادثة كل من
البخاري في كتاب الإيمان والترمذي في سننه 87/5
فمرحى لهؤلاء الصحابة العباد الذين سيماهم في وجوههم من أثر السجود .
والمتتبع للآية المباركة يجد أيضاً تخصيصاً لبعض الذين مع الرسول (ص)
انظر إلى قوله تعالى " وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة
وأجراً عظيما "
فلنلاحظ كلمة " منهم " جيداً نجد أن الله تعالى خصص وحصر الأجر العظيم
على من يتصف بالصفات السابقة فتأمل .
الإيمان بالله حالة روحية يكتسبها الإنسان بالعبادات والرياضات الروحية
والطهارة المعنوية ولكن في منطقة رواة الحديث ومؤرخي البلاط الأموي يتحول هذا
الإيمان إلى صفة تثبت بالنص ويتحول جميع الصحابة إلى أناس أسطوريين عدول
مؤمنين أتقياء لماذا يا ترىلأنهم خير أمة أخرجت للناس وهم من صحب الرسول
وأحسن صحبته وكيف أحسنوا صحبته ياترى لقد رباهم الرسول فأحسن تربيتهم .
ولذلك آذوه في قرابته وتناحروا على السلطة من بعده وقمعوا أبناءه
وجرعوهم كأس المنون لقد اجتهدوا فإن أصابوا فلهم أجران وإن أخطئوا فلهم أجر
الاجتهاد.
نعم هذا هو منطقهم منطق الترهات التي تزدريها العقول أي وهن يصيب العقل
البشري وهو يستمع لمنطق هؤلاء وهل هذا الهراء يقنع أحداً وإن افترضنا وسلمنا
بأن إيمان الفرد يثبت بهذه النصوص فأين هي هذه النصوص لن تكون يقيناً أمثال
ما رواه أبو هريرة الذي حجبوا عن الناس قبح سيرته ولن تكون أمثال ما دونته
أيادي مؤرخي البلاط الأموي الأثمة بل إن هذه النصوص جميعها لا تحتاج إلى كثير
جهد وعناد لإثبات وهنها وضعفها وعدم قدرتها على الإقناع والعجيب أن تكون هناك
نصوص أخرى من المصدر ذاته تناقض معطيات تلك النصوص السابقة .
ولعله من أصدق الأحاديث المعتبرة قول رسول الله (ص)
ليردن على الحوض رجال ممن صحبني ورآني حتى إذا رفعوا إلى رأيتهم اختلجوا
دوني فلأقولن يارب أصحابي أصحابي فبقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك .
وقد ورد هذا الحديث في صحاحهم بطرق شتى منها ما رواه الحميدي في الجمع
بين الصحيحين فيي مسند سهل بن سعد الحديث الثامن والعشرون من المتفق عليه قال
سمعت رسول الله (ص) يقول " أنا فرطكم على الحوض من ورد شرب ومن شرب لم يظمأ
وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم ".
وجاء في الصحيحين البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس عن رسول الله (ص)
ألا إنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقال
إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيداً ما
دمت فيهم فلما توفيتني كنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد إن تعذبهم
فإنهم عبادك قال فيقال لي إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ها
هو النص يثبت أن كثيراً من صحابة الرسول (ص ) سيرتد ويدخل النار فكيف يكون
الجميع مؤمنون وعدول .
ولنلج إلى مأساة أخرى من مآسي النصوص وهي حديث العشرة المبشرين بالجنة
المزعوم من هم العشرة المبشرين بالجنة ؟ إنهم بالترتيب التالي :
أبو بكر – عمر – عثمان – الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام – طلحة
والزبير – عبد الرحمن بن عوف – سعد بن أبي وقاص – سعيد بن زيد – أبو عبيدة
الجراح .
ولا نعلم لماذا اختص هؤلاء بالبشارة مع أن النبي (ص) قد بشر الحسنين
سلام الله عليهما بأنهما سيدا شباب الجنة وقد بشر صلوات الله عليه وآله أيضاً
آل ياسر فقال صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة فلماذا هذا التخصيص ولماذا لم
يحتج عمر بن الخطاب بهذا الحديث يوم السقيفة وإن كان هذا الهراء فعلاً صحيح
فلم يسأل الأخير حذيفة اليماني العالم بأسماء المنافقين ويناشده عن كونه منهم
أم لا ؟ولماذا يثور طلحة والزبير على عثمان ويألبان الجمهور ضده ولماذا
يخرجان على أمير المؤمنين في حرب الجمل ولماذا يتناحرون على السلطة ويستميتون
من أجلها ها هو أبو بكر يوجه خطاباً للمهاجرين يقول فيه إنكم تريدون الرئاسة
وكلكم يريدها لنفسه وكلكم ورم أنفه .
كل تلك أسئلة فأين الجواب ؟
حتى نسبر أغوار هذه القضية علينا الولوج في خضم التاريخ الذي يعد مرآة
صافية تعكس جميع حقائق الصحابة الموبوءة يقول سعد الدين التفتازاني في شرح
المقاصد إن ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه المسطور في
كتب التاريخ والمذكور على ألسنة الثقات يدل بظاهره على أن بعضهم قد حاد عن
طريق الحق وبلغ حد الظلم والفسق وكان الباعث له الحقد والفساد والحسد واللداد
وطلب الملك والرئاسة .
ها هو عالم من علماء السنة يقر بأن ما نشب بين الصحابة العدول ليس
اجتهاداً يؤجرون عليه في جميع الأحوال إن الباحث المنصف سيجد أن الصحابة هم
أول من خالف الله عز وجل وأذوا الرسول في حياته وبعد وفاته وهذا غيض من فيض
هذه المخالفات وهو أن الصحابة يطمسون أحاديث الرسول (ص) عن عائشة جمع أبي
الحديث عن رسول الله (ص) فكانت خمسمئة حديث فبات يتقلب ولما أصبح قال أي بنية
هلمي الأحاديث التي عندك فجائة بها فأحرقها وقال خشيت أن أموت وهي عندك فيكون
فيها أحاديث عن رجل ائتمنته ووثقت به ولم يكن كما حدثني فأكون قد تقلدت ذلك
تذكرة الحفاظ 1/2/3 ترجمة أبو بكر .
وعن يحيى بن جعدة أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنة ثم بدا له لا
يكتبا ثم كتب في الأمصار من كان عنده شيء فليمحه جامع بيان العلم طبقات ابن
سعد 1/26
ها هم صحابة الرسول (ص) يحرقون أحاديثه ويمنعون الناس من هديه دون
الالتفات لقوله تعالى " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم " النحل
وإليك فاجعة أخرى اقترفها صحابة رسول (ص) وهو ينتقل للرفيق الأعلى ،
وقد سميت في صحاح السنة برزية الخميس :
<عن ابن عباس :يوم الخميس وما يوم الخميس ، ثم بكى حتى خضب دمعه
الحصباء فقال اشتد برسول الله (ص) وجعه يوم الخميس فقال :ائتوني بكتاب
أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً… فتنازعوا!!!
وقالوا هجر رسول الله (ص) (أي بدأ يهذي ).
قال : دعوني فالذي أنا فيه خيرٌ مما تدعوني إليه ، وأوصى عند موته بثلاث:
أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم
وليست الثالثة > !!
صحيح البخاري ( (85|4صحيح مسلم (12_7|3) كتاب
الوصية ،مسند أحمد
(222 _ 1 ) .
نعم .. هذا ما فعله صحابة رسول الله (ص) وهو يدنو من الأجل .. وقد ذكر
في
كتاب المرض في صحيح البخاري أن الذي رد َ على رسول الله (ص) طلبه هو
عمر بن الخطاب حيث قال : إن النبي ليهجر .. قد غلب عليه الوجع وعندكم
القرآن .. حسبنا كتاب الله !
الله أكبر !
أويتجرأ عمر على مقام النبوة ؟!
أويكون مثله أعلم من رسول الله بصالح أمته ؟!
لا عجب ! طالما أن الرسول (ص) كان يظن _ بزعمهم _ أن الوحي سينزل على
عمر عندما يتأخر عنه !!
وحاشى < ذا النورين > أن تنزل فيه سورة عبس و تولى .. ولكن أن تنزل
في رسول رب السماوات فهذا معتاد ! من يستحق أن يُتهم بالغلو ؟!!
صحابة الرسول يفرون من ساحات الوغى !
حينماحمي الوطيس يوم أحُد .. وتكالبت جموع المشركين على نبي الرحمة
تريد قتله .. لم يكن هناك من يذوذ عنه سوى علي بن أبي طالب سلام الله
عليه وقلةٌ من أصحابه ..
مرحى لهؤلاء الصحابة الذين يتركون رسول الله (ص) وحده ويهرعون
لجمع الغنائم بعدما خدعتهم كثرتهم !
وقد ذكر الفخر الرازي في تفسيره أن عمر بن الخطاب كان من أواخر
المنهزمين ! ومن الذين فرّوا يوم أحُد عثمان بن عفان ورجلين من الأنصار
يقال لهما سعد وعقبة ، انهزموا حتى بلغواموضعاً بعيداً ثم رجعوا بعد
ثلاثة أيام فقال لهم النبي (ص) :
(لقد ذهبتم بها عريضة ) !< تفسير الرازي ، الطبري (96\4 ) ، الدر
المنثور > .
وفي غزوة حنين فرّ عشرة ألاف صحابي و بقي مع النبي سبعة على رأسهم
الإمام علي عليه السلام ونزل القرآن يوبخهم ،وقد شارك عمر بن الخطاب
الناس في الفرار ! (صحيح البخاري ، كتاب المغازي (101\5 ) .
يقول تعالى في سورة التوبة : (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين
إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليك الأرض بما رحبت ثم
وليتم مدبرين ) .
وتذكر كثير من التفاسير أن أبا بكر قال : ( لن نغلب اليم من قلة )
<التفسير الكبير للرازي > .صحابة النبي .. يتعاملون معه بفضاضة !
ربما يكون زجر القرآن لصحابة النبي من أكثر الشواهد على عدم عدالتهم
سيما في التعامل معه .. يقول تعالى في سورة الحجرات : ( إن الذين
ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لايعقلون ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان
خيراً لهم والله غفور رحيم ).
إلتفت إلى عبارة (أكثرهم لا يعقلون ) .. أليست أكبر شاهد على عدم
عقلانية كثير من الصحابة !!
صحابة النبي يؤذون بعضهم بعضاً !
لقد بُعث النبي (ص) إلى أعراب لم تتصوغ روحهم بنفحات الإيمان.. وقد أسلم
السواد الأعظم منهم بلقلقة اللسان وحسب ، دونما الإ قتناع بقيم الإسلام
ونواميسه العظيمة ، وخير دليل على ذلك أن الرواسب الجاهلية .. ظلت
متأصلة بأفعالهم .. ومشاعرهم .. وحتى بتعاملهم مع بعضهم بعضاً .
يقول تعالى في سورة الحجرات :
( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان
في قلوبكم ).
لقد تعذب نبي الرحمة كثيراً منهم .. وهو يكابد في تربيتهم وإصلاح
نفوسهم السقيمة وتهذيبها .. ولكنهم اختاروا طريقة الجاهلية وعافوا
طريق السمو و الرقي .. ولا يعد هذا إنتقاصاً لدور الرسول البتة ، وإلا..لكان
موسى عليه السلام أولى بالإنتقاص .. معاذ الله .
إن صحابة النبي الذين آذوه كثيراً في حياته وقد نزل كثيرٌ من الآيات
القرآنية تزجرهم في سورة البقرة و آل عمران و الأنفال والفتح والحجرات
والذين آذوه بعد إستشهاده في ذراريه لا يستحقون الإحترام .. فكيف
بلإ قتداء ؟!!
كيف بهم .. وهم القوم الذين نمت لحومهم من الربا ..وأدمنوا على شرب
الخمور ،حتى آذوا الرسول كثيراً في مسألة تحريم الخمر ، ويذكر إبن كثير
أن عمر ابن الخطاب كان أكثر الناس تعلقاً بالخمرة ،ومدمناً عليها في
الجاهلية .. وحتى قبيل التحريم وكان دائماً يؤذي رسول الله (ص) بقوله :
<اللهم بين لنا بياناًشافياً في الخمر >. ناهيك _أخي القارئ _ عن
الرواسب الجاهلية الأخرى التي علقت في
ضمائرهم .
أخرج البخاري في الجزء السادس من صحيحه في باب قوله تعالى :
(سواء عليهم استغفرت لهم ) :أن رجلاً من المهاجرين كسح رجلاً من
الأنصار فقال الأنصاري :ياللأنصار .وقال المهاجري :يا للمهاجرين .
فسمع ذلك رسول الله(ص) فقال :<ما بال
دعوى أهل الجاهلية > قالوا : يا رسول
الله كسح رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار .. فقال (ص) :< دعوها ..
فإنها منتنة >.
كيف نقتدي بهؤلاء ؟! كيف نجعلهم أئمة لنا ؟! كيف نقتفي آثارهم؟!
هذا معاوية .. وهو على حسب تعريف الصحابي .. صحابي بدرجة
مئة بالمئة .. يقترف أفعال .. يندى لها الجبين فهل نقتدي به في ذلك؟!
كيف يكون علي بن أبي طالب عليه السلام صحابياً .. ويكون معاوية
الذي أمر بسبه على المنابر طيلة سبعين عاماً صحابياً أيضاً ؟!
وهذا عمار بن ياسر رضوان الله عليه ،يقول في حقه رسول الله (ص):
<عمار تقتله الفئة الباغية > صحيح البخاري (25:4 ) .. ويقتله معاوية
في صفين ! ..وهذا أبو ذر الغفاري .. يقول فيه رسول الله (ص) :
<ما أظلت الخضراء ولاأقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر >
- طبقات ابن سعد-
ولكن عثمان نفاه إلى الشام ،وخاف منه معاوية ومن صرامته في الحق ،
فنفاه عثمان إلى صحراء الربذة حتى وافاه الأجل هناك .
ولنا وقفة مع أبي بكر .. خاصة وطويلة..لأنه _كما يدعون _ الصديق
الأكبر .. وهو الذي لو وضع إيمان الأمة في كفة وإيمانه في كفة أخرى
لرجحت كفته !
وحتى نقف على مدى صدق هذه الكلمات أو كذبها .. علينا معرفة
نذرُ من أفعاله ..
لقد خالف أبو بكر النص في أكثر من موقع .. وذلك حينما حرم
الزهراء من إرثها بحجة أن النبي لا يورث ولانعلم حقيقة متى أفتى
النبي (ص) بذلك ..ولماذا اختص أبا بكر بالفتوى دون سواه .. فقد
كان من الأولى أن يختص بها أهل بيته سلام الله عليهم !
وقد خالف النص أيضاً حينما رفض إقامة الحد على خالد بن الوليد
في إعتدائه على مالك بن نويرة وإغتصابه زوجته .. وكلا الطرفين يعرف
مجريات هذه الحادثة المخزية .علماً بأن عمر بن الخطاب قد جادل أبا بكر في
إقامة الحد لأن ذنب خالد كان أسفر من الشمس ..ولكن أبا بكر قال: تأول خالد
فأخطأ !!
كما يذكر ابن أثير في كتابه ( الإصابة بمعرفة الصحابة :أن أبا بكر أوتي
بشخص اسمه الفجاءة وكان قد ادعى الإسلام ،
وأوقد له ناراً في مصلى المدينة .. وجمعت له يداه إلى قفاه وإلقي
في النار فحرقه وهو مقموط مع أن الفجاءة قد نطق بالشهادتين .
هذا كله إن عدونا عن قبوله بالخلافة .. علماًبأن البيعة يوم السقيفة
كانت قائمة على الغدر و الإجبار . وإن غضضناالطرف عن إحراقه - هو وعمر -
دار البتول ..وفي ذلك قال شاعر النيل حافظ إبراهيم :
وقولة لعلـــي قالـــها عمـــــــر
أكرم بسامعـها أعـظـم بمـــلقيها
حرّقت دارك لا أبقي عليك بها
إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص بقائلها
أمام فارس عدنان و حاميها …
ويذكر الطبري وابن الاثير وابن قتيبة وابن عبد ربه ابا بكر في نهاية
عمره قال:
أجل.. إني لاآسي على شيء من الدنيا إلاعلى
ثلاث فعلتهن وودت اني تركتهن.. وثلاث تركتهن ووددت
اني فعلتهن وثلاث وددت اني سألت عنهن رسول الله(ص) فأما الثلاثة اللاتي وددن
أني تركتهن فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة على شيء وإن كانوا قد أغلقوه على
الحرب وأني كنت قتلته سريحاً أو خليته نجيحاً إلى أخر كلامه حقيقة لا يعلم
الإنسان ماذا يقول في هذا ولكن لا عجب ممن يقول إن لي شيطانا يعتريني إذا زغت
فقوموني وإذا ملت فسددوني أن يتصرف مثل هذه التصرفات وقد يعترض أحدهم على هذا
الكلام بحجة أن الله أنزل في أبي بكر آية يقول فيها " ثاني اثنين إذ هما في
الغار إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليهم " نقول إن
الآية المباركة لم تحمل أي معنى للمدح لأبي بكر بل على العكس تماماً لقد
أظهرت الآية ضعفه النفسي وقلة إيمانه ويتجلى ذلك من خلال .
أولاً : إن كلمة صاحبه لم تكن سوى لفظ محايد لا يحمل الفضل ولا الذم فقد
ذكر الله تعالى هذه اللفظة في مواطن عديدة في كتابه المجيد فما كان لها ميزة
أو فضل .. ويقول تعالى في سورة النجم " ما ضل صاحبكم وما غوى " ونجد أن الله
تعالى يخاطب كفار مكة ومشركيها وينعت رسول الله (ص) ويشير إليه بكلمة صاحبكم
كذلك في سورة التكوير وما صاحبكم بمجنون "ولنتأمل سورة الكهف إذ يقول تبارك
وتعالى " قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم
سواك رجلا " فالبرغم من أن الآية حوار بين مؤمن وهو يهودا وبين كافر وهو
براطوس بيد أن الله جل وعلا في متن الآية يتيسر للمؤمن بقوله صاحبه وكذلك في
سورة يوسف " يا صاحبي السجن " فنبي الله يوسف ( عليه السلام ) يخاطب من جمعه
السجن معهما بكلمة يا صاحبي .. بغض النظر عن كونهما كافرين لذا فان كلمة صاحب
لا تعني بتاتاً الانسجام الفكري ووحدة الاتجاه.
ثانياً : يقول الله تعالى في متن الآية لا تحزن إن الله معنا " وقد ذكر
الله تعالى في سورة يونس في الآية " 63 "إن أولياء الله لا خوف عليهم
ولا هم يحزنون" ( فتأمل!!!).
ثالثاً : إن الله تعالى قال في الآية " فأنزل الله سكينته عليه ولم يقل
جل وعلا عليهما . وقد يقول قائل إن السكينة نزلت على أبي بكر فالرسول (ص) لا
يحتاج الى سكينة فنجيب بأن الله تعالى ذكر في سورة التوبة الآية ( 26 ) ثم
أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها خصوصاً أن
الله تعالى يقول في سياق آية الاثاني اثنين " وأيده بجنود لم تروها فمن
المؤيد ياترى ؟
ستكون عائشة هي المحطة الأخيرة في هذا المبحث خصوصاً وأنها انغرست في
وجدان المسلمين صنماً يمتعض الكثير – سنة وشيعة من تهشيمه ..
ولكي نكون صادقين في بحثنا ومنصفين فيه علينا
التجرد التام من المسلمات الموروثة والتحرر من ربقة العنعنة .. عائشة كانت
تؤذي رسول الله (ص) وقد نزل كثير من الآيات تزجرها وتتوعد بها .. ويرجع ذلك
إلى عدة عوامل لعل من أبرزها غيرتها العجيبة وحبها للتفرد والتسلط نقرأ في
صحيح البخاري قصة المغافير ( 6/194 )حيث كان رسول الله (ص) يأتي زينب بنت جحش
ويأكل عندها عسلاً فاتفقت عائشة مع حفصة أن تقولا للرسول (ص) أن فيك رائحة
مغافير ( الثوم ) وهكذا إلى أن قال رسول الله (ص)
لقد حرمت العسل على نفسي فنزلت سورة التحريم ومنها قوله تعالى
(إن تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا
عليه فإن الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير)
ومعنى كلمت ( صغت ) كما أورد الرازي أي مالت عن الحق وعن ابن عباس قال أردت
أن أسأل عمر فما رأيت موقعاً فمكثت سنتين فلما كنا بمر الظهران وذهب ليقضي
حاجته فجاء وقد قضى حاجته فذهبت أصب عليه الماء قلت يا أمير المؤمنين من
المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله (ص) قال عائشة وحفصة مسند أحمد بن
حنبل 1/48 وليس هذا فحسب إنما كانت عائشة سببا في طلاق أسماء بنت النعمان
الجونية من رسول الله (ص) حيث قالت لها وهي تمشطها إن النبي (ص) يعجبه من
المرأة إذا دخلت عليه أن تقول أعوذ بالله منك . وهكذا طلق رسول الله (ص)
أسماء بنت النعمان بسبب وشاية عائشة وكم زجرها الله في كتابه الكريم حيث يقول
في سورة التحريم عسى ربه إن طلقكن يبدله أزواج خيراً منكن مسلمات مؤمنات
قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا " وقد يتخذ البعض حادثة الإفك
ذريعة لنزاهة عائشة ونحن نقر بأن ازواج الأنبياء لا يبغين قط ولكن هذا لا
يعني عصمتهن من الدنس ثم إن تبرئة ساحة عائشة في سورة النور كان منطلقة تبرير
مقام النبوة فلو كانت عائشة امرءة أخرى لما نزلت آية في القرآن بحقها بتاتاً
والتفت إلى قوله تعالى ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط
كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتهما فلم يغنيا عنهما من الله من شيئا
وقيل ادخلا النار مع الداخلين " ها هما زوجتا نوح ولوط عليهما السلام تدخلان
النار رغم أنهما لم تبغيان مطلقا فالخيانة هنا جاءت كمعنى لخيانة الدين حيث
كانت زوجة نوح تتهمه بالجنون وزوجة لوط تدلل على ضيفه .
وإن عدونا عن ذلك فهل نستطيع أن نتغاضى عن موقفها في حرب الجمل إن حرب
الجمل فضيحة ما بعدها فضيحة لقد تجاهلت عائشة قوله تعالى وقرن في بيوتكن "
وخرجت على إمام زمانها كما يقول أهل السنة والجماعة وحاربت في صلافة عجيبة
لقد سلكت عائشة في حرب الجمل أكثر السلوكيات تناقضاً فلطالما كانت تؤلب الناس
علىعثمان وهي التي أطلقت عليه اسم ( نعثل ) وهو اسم أحد اليهود في المدينة .
يقول الطبري ( ج3/477 ) أن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان حتى أنها أخرجت
ثوباً من ثياب رسول الله (ص) فنصبته في منزلها وكانت تقول للداخلين إليها هذا
ثوب رسول الله لم يبك وقد أبلى عثمان سنته ( ولطالما كانت تقول اقتلوا نعثلاً
فقد كفر قتل الله نعثلاً وحينما كانت بمكة تؤدي الحج لقيها ابن أم كلاب بعد
انقضاء حجتها فقالت له ما فعل عثمان قال قتل فقالت بعداً وسحقاً ثم قالت ثم
ماذا صنعوا قال أخذها أهل المدينة بالإجماع فجازت بهم الأمور خير مجاز
اجتمعوا على علي بن أبي طالب فقالت بعداً ليت هذه انطبقت على هذه إن تم الأمر
لصاحبك ردوني ردونيي فانصرفت إلى مكة وهي تقول قتل والله عثمان مظلوماً والله
لأطلبن بدمه .
أي تناقض في سلوكها هذا بيد أنها لم تكتف بل تزعمت جيشاً جراراً بقيادة
طلحة والزبير وتوغلت بين الرجال وذهبت لمحاربة أمير المؤمنين عليه السلام
الذي عقد ناقتها ثم فعل معها كما فعل أخوه رسول الله (ص) حينما قال لكفار مكة
اذهبوا فأنتم الطلقاء .
نحن لا نعجب لفعل عائشة هذا فطالما عرفت بكرهها وبغضها لأمير المؤمنين
حتى أنها كانت لا تطيق اسمه ويجبرنا ذلك إلى الالتفات لرسول الله (ص) حينما
قال " يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق سنن ابن ماجة ( 1/42 باب
فضائل علي .
وقد ذكر في مسن أحمد بن حنبل <4/275 أن أبا بكر جاء مرة واستأذن على
رسول اله وقبل الدخول سمع صوت عائشة عالياً وهي تقول للنبي (ص) والله لقد
عرفت أن علياً أحب إليك مني ومن أبي قالتها مرتين حتى ضربها أبوها .
يكفي أنها قادت جيشاً تحارب فيه من قال عنه الرسول (ص) حربك حربي سلمك
سلمي مناقب علي بن ابي طالب لابن المغازلي الشافعي ص 50 للخوارزمي الحنفي ص
76وقد نبحت عليها كلاب الحوأب رغم أن الرسول (ص) قد حذرها من هذا وكم من مرة
وقف (ص) خطيباً وأشار نحو مسكنها فقال " ها هنا الفتنة ( ثلاثاً) من حيث يطلع
قرن الشيطان( صحيح البخاري) كتاب الجهاد والسير وبعد فإنه قد تجلى كل شيء عن
الصحابة هؤلاء القوم الذين يأمرنا ابن حجر وابن تيمية وأمثالهما باتباعهم قوم
رعاع يعصف في خافيهم حب السلطة والنفوذ آذوا رسول الله في حياته وآذوا ذريته
الطاهرة وهم أنوار الملكوت واسرار اللاهوت بعد استشهاده هم قوم لم يعرفوا من
الدين إلا اسمعه ورغم أن التاريخ يفضحهم والقرآن يزجرهم إلا أن البعض لا يزال
يتبتل في محراب قداستهم فمن يستحق أن يتهم بالغلو ؟!