مكتبة العقائد الإمامية

فهرس الكتاب

 

 

الصحافي محمد العمدي (اليمن)

مؤلف كتاب( واستقر بي النوى)

طباعة مركز البحوث العقائدية ( قم ـ ايران)

التعريف به:

هو السيد محمد بن حمود بن أحمد بن علي العمدي اليمني،ولد في مدينة "ذمار" يوم الخامس عشر من شهر جمادى الأولى سنة 1395 هجري الموافق لسنة 1976 ميلادي، في أسرة محافظة متدينة، إذا كان جده الأعلى السيد علي شخصية دينية مرموقة في إحدى القرى التابعة لمدينة "يريم"(يحصب). بعد أن درس في المدرسة الشمسية (إحدى المدارس الشمسية الست التي أسسها أحد أئمة الزيدية والملقب بشمس الدين،في عدد من مدن اليمن ،وكانت تعتبر مدينة ذمار وما زالت نوعا ما كرسي الزيدية )وكان جده لأبيه السيد أحمد قد درس هو الآخر في تلك المدرسة الشمسية .

النشأة المذهبية :

توجه لدراسة العلوم الدينية على ضوء متونها المعروفة في المذهب الزيدي منذ سن مبكرة، حيث درس جزءا من "متن الأزهار"للمهدي "أحمد بن يحيى بن المرتضى"

عند السيد"عبد الوهاب بن يحيى الوريث" وأجزاء من شرحه عند مفتي مدينة ذمار

"القاضي محمد بن محمد الأكوع " وغيرهما من العلماء كالقاضي "أحمد الصغير"والقاضي"زيد بن علي الأكوع".

كما درس في"البيان الشافي"لابن المظفر وفي "الاعتصام"للقاسم بن محمد و"جوهرة الفرائض"للعصيفري و"التاج المذهب" للعنسي وغيرها من المتون الدراسية عندهم . وتوجه –وهو في سن الخامسة عشر- إلى مدينة "صعدة"ليتتلمذ على يد واحد من أعلامها المبرزين وهو السيد "يحيى بن عبد الله راوية "حيث درس

عنده عددا من الدروس العلمية المتداولة في الفقه الزيدي وأصوله الدينية والفقهية والحديثية وعلوم العربية وغيرها ،وحضر في "رحبان" لدى بعض من علماءها ومن أبرزهم القاضي "أحمد بن حسين الحطروم"والشيخ إبراهيم المتميز " وغيرهما ، حتى صار مؤهلا للتدريس والدعوة والتبليغ وفق قواعد المذهب الزيدي ونبغ منذ صباه ومارس الخطابة منذ سن مبكر إذ كانت أول أول خطبة عامة له على ملإ من الناس وهو في سن الثالثة عشر ثم تدرج في مراقي الخطابة والدعوة حتى أصبح علما يشار إليه بالبنان وبلغ للمذهب الزيدي حين كان يعتنقه – في كثير من مناطق اليمن كبلاد همدان وحجة والمحابشة وصعدة وذمار والعاصمة صنعاء وعدد كبير من القرى التابعة لتلك المدن واشتغل بالتدريس منذ وقت مبكر أيضا إذ كان أول درس يلقيه في المدرسة الشمسية بذمار في إحدى المتون النحوية وهو في سن الخامسة عشر هذه بعجالة نشأة السيد العمدي المذهبية في بلده اليمن .

الدراسة العلمية الحكومية :

لم يكن السيد العمدي يؤمن كثيرا – حين صباه بجدوى الدراسات الأكاديمية لصقل الحركة العقلية الفكرية لدى الفرد المسلم ونفعها لصقل هويته الدينية فلذلك لم يواصل هذه الدراسة إلا إلى السادس الإبتدائي ثم تركها ملويا عنايه إلى العلوم الدينية والشريعة الإسلامية .

بداية التحول الفكري والعقائدي :

كانت بداية التحول الفكري والعقائدي في الفترة التي يسميها هو " بالعاصفة الهوجاء " في كتابه " واستقر بي النوى " – الذي سيصدر قريبا – سنة 1992 حيث انتقل إلى مدينة صنعاء وخالط مفكريها وعايش تحركاتها الفكرية المتعددة الألوان والمذاهب فظل كما يقول مسافرا في المذاهب منها واليها حتى استقر به النوى ) على المذهب الإمامي الإثني عشري بعد صراع نفسي وفكري واجتماعي كانت له آثاره الصعبة التي تجاوزها بحمد الله بإيمان وصبر عظيمين واتجه بعدها إلى مدينة قم لدراسة العلوم الدينية في الحوزات العلمية وما زال فعليا يواصل دراساته هناك .

أسباب التحول إلى المذهب الشيعي الإثني عشري :

إن أسباب تحول العديدين إلى المذهب الإمامي عديدة والأسباب المباشرة التي دعت السيد العمدي لهذا التحول هي كما يقول : التفكير الملئ والمتأني والسابر للأغوار في البحث عن

منظومة متكاملة من بين كل المذاهب التي وجدت على كوكب الأرض سواء منها الوضعية أو الجدلية أو الميتافيزيقية وبعد مرور طويل على أبجديات كل ذلك الموروث الفكري الهائل توصل إلى ضرورة المقارنة في مفردته هو على الأقل بين التنظير الزيدي الشيعي والتنظير الإمامي الشيعي للبنيوية الإسلامية المتكاملة ويلخصها في اعتقاده في مسألة الإمامة التي تدور على قطبها رحى مفردات المنظومة الإسلامية المتكاملة ويلخصها في اعتقاده في مسألة نظرية الإمامة التي تدور على قطبها رحى مفردات المنظومة الزيدية المصلحة والشمولية في الشروط والنص العام فنظرية المصلحة مثلا عند الزيدية لا تقاوم نظرية اللطف عند الإمامية لتأصل الأخيرة بأصل ضرورة مرشد وهاد للبشرية ورابط بينها وبين الميتافيزيقيا وهي التي بدورها تستطيع أن تؤصل وتعمق الاعتقاد بالقيمومية المطلقة للخالق تعالى ومفردة العصمة مثلا هي الأخرى في منظومة التفكير الإمامي هي الوحيدة التي تستطيع أن تنسجم مع روح القرآن وعهد الخلافة الإبراهيمية ( لا ينال عهدي الظالمين ) وهي التي تستطيع أيضا الانسجام مع كل مفردات فضائل أول إمام بعد الرسول (ص) عند الزيدية والإمامية وهو الإمام علي (ع) فكيف تقول الزيدية بعصمته وعصمة ابنيه الحسن والحسين (ع) ثم تسلب العصمة عمن بعدهم بل والنص وبأي مجوز ذلك وهل كانت المدخلية الإلهية والنبوية في تعيين الإمام لا تستطيع أن تعيق أكثر من الإمام علي والحسن والحسين فماذا يبقى حينها من معنى ومدلول لقرن بالكتاب وهو الذي تقول به الزيدية وكيف يعين الرسول عترة لا نعرف نحن من هم ولا نقبل تعيينه لهم حيث عينهم بقوله ( الأئمة من بعدي إثنا عشر ) ويتبين من البحث في المتون الكلامية عند الزيدية أن لا دليل من أدلتها يقوى على دفع حديث ( الإثني عشر ) الذي تسالمت على صحته الفرق الإسلامية وبأي حق انفردت الزيدية برده والطعن فيه وقد استوعب السيد العمدي كل هذه البحوث الثلاثية في النظريتين الشيعيتين في الإمامة في موسوعته والتي أسماها " رحلة عقل " – ستصدر قريبا .

نشاطاته الثقافية :

للسيد العمدي نشاطات ثقافية متعددة ومتنوعة فهو :

* شاعر مفوه .

* كاتب صحفي نشر عدة مقالات في صحف يمنية أمثال " الشورى " والأمة" " و الكشكول " و البلاغ " و " ذمار " وغيرها ...

* خطيب معروف في المنتديات والمحافل العلمية والأدبية .

*مؤلف حيث له عدة تآليف منها " الزيدية و الإمامية جنبا لجنب " وهو أطروحة توحيدية في مقابل أطروحة " الزيدية والإمامية وجها لوجه " والأطروحة الارتجالية والتي ظهرت كحالة انفعالية في الساحة اليمنية و " واستقر بي النوى " وهو خلاصة رحلته إلى الثقلين الكتاب والعترة و " إشكاليات على واقع الحركة الإسلامية الزيدية المعاصرة " – مخطوط . وموسوعة " رحلة عقل " والذي سيصدر قريبا إنا شاء الله .

الخلاصة :

بعد عناء طويل من البحث والتحقيق في النظم المعرفية في الفكر الزيدي تبين للسيد محمد حمود العمدي أن هذا الفكر – على رغم كثرة إنتاجاته وتعددها وتلون مشاربها – بحاجة أكيدة وماسة إلى غربلة واسعة النطاق حتى يتمكن من تقديم المفهوم الحضاري والمشروع الإسلامي المتكامل في عالم إسلامي معاصر هو بحاجة ماسة إلى تقديم منظومة متكاملة قوية وصلبة لكل بني الإنسان .هذا ويستقبل السيد العمدي بصدر رحب جميع ذوي الفكر الحر للنقاش الحر والمنطقي والموضوعي على الأسس المعرفية الإسلامية العظيمة .