تخرج
من كلية الشريعة ( جامعة اليرموك-الاردن ) ـ 1995 م
تحول الى مذهب اهل البيت ( ع )
مؤلف كتاب ( وركبت السفينة )
المولد والنشأة:
ولد الأخ مروان خليفات عام (1973م) في كفر جايز من توابع مدينة إربد في
الأردن .
تخرج من جامعة اليرموك وحصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية
سنة 1995م . بما أن الأسرة التي نشأ وترعرع فيها كانت شافعية المذهب فقد شب
شافعياً ، شأنه في ذلك شأن أي انسان آخر من حيث التأثر بعوامل المحيط والبيئة
التي يعيش فيها ، فهي التي تحدد افكاره واتجاهاته ومع مرور الزمن تصبح من
الموروثات والثوابت التي لا يجوز الخروج عليها حتى انه يجد نفسه تلقائياً يقف
بوجه الذين يخالفون معتقداته.
بداية الرحلة :
في وقت الغروب وفي إحدى طرق القرية كنت أمشي مع صديقي الشيعي ، كان لا
يأتي علينا يوم إلا ويحتد النقاش بيننا تمنيت في وقتها أن يصبح هذا الصديق
سنياً وعزمت أن أنقله من مذهبه إلى المذهب الشافعي وجرت الأيام والتحقت بكلية
الشريعة وفي الدروس كان مشايخنا يتطرقون إلى الشيعة وكان البعض منهم يكفرهم
ومع أنني كنت على المذهب الشافعي إلا أنني بدأت أتأثر بما يطرحه أساتذتي
السلفية خاصة في العقيدة فقمت أردد معالم العقيدة السلفية وكأني مقتنع بها –
وكنت أعرض هذه العقيدة مع ذكر الأدلة على صديقي الشيعي وكذا ما يقال عن
الشيعة في قاعة الدرس وذلك كي أبدأ بهدايته لكنه كان يرد علي بكل قوة .
وفي أثناء مسيرنا وبينما كنت احدثه عن فضائل أبي بكر وعمر قاطعني قائلاً
– كالمنتصر - : رزية الخميس !
قلت : خيراً ماذا تقصد ؟
قال : إنها حادثة كانت قبل وفاة النبي بأيام حيث قال النبي لأصحابه :
( ائتوني بكتف ودواة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً ) فقال عمر :
إن النبي غلبه الوجع ، أو يهجر ، حسبنا كتاب الله !!
فقلت له : هل وصل بكم الأمر أن تنسبوا هذا الكلام للفاروق الذي ما عصى
النبي قط ؟!!
قال : تجد هذه الحادثة في صحيح البخاري ومسلم(1).
عندئذ يئست من جوابه وشعرت بالهزيمة وقلت فوراً وإن قال ذلك يبقى
صحابياً !! أسأل الله الغفران عبارة لم تأت صدفة ولكنها تعبير عن عقيدة ترسخت
في أ ذهاننا. واردفت : في أي كتاب قرات هذه الحادثة ؟ لأ نني وإن وقفت موقف
المعاند الذي هزم ولم يعترف ، لكنني كنت أتعصر ألما .
فقال:في كتاب (( ثم اهتد يت )) لأحد علمائكم الذين تشيعوا .
قلت ساخرا : وهل هناك عالم من علمائنا تشيع .
قال: نعم ، فالتيجاني صاحب هذا الكتاب يذكر كيف تشيع واسباب تشيعه
وطلبت الكتاب منه
وبدأت بقراءته فوراً ورزية الخميس تدور في ذهني وأتوجس خيفة لعلي أجدها
فأخذتني قصة الكاتب الممتعة وأسلوبه الجذاب وقرأت نصوص إمامة آل البيت
ومخالفات الصحابة للرسول ورزية الخميس والمؤلف يوثق كل قضية من صحاحنا
المعتبرة فدهشت لما أقرأ وشعرت أن كل طموحاتي انهارت وسقطت أرضاً وحاولت
إقناع نفسي بأن هذه الحقائق غير موجودة في كتبنا .وفي اليوم الثاني عزمت على
توثيق نصوص الكتاب من مكتبة الجامعة وبدأت برزية الخميس فوجدتها مثبتة في
صحيح مسلم والبخاري بعدة طرق وكان أمامي احتمالان : إما أن أوافق عمر على
قوله فيكون النبي يهجر – والعياذ بالله – وبهذا أدفع التهمة عن عمر وإما أن
أدافع عن النبي وأقر بأن بعض الصحابة بقيادة عمر ارتكبوا خطأ جسيماً بحق
النبي (ص) حتى طردهم وهنا أتنازل أمام صديقي عن معتقدات طالما رددتها وافتخرت
بها أمامه .
وفي نفس اليوم سألني صديقي عن صحة ما في الكتاب فقلت وقلبي يتعصر ألماً
نعم ، صحيح .
بقيت فترة حائراً تأخذني الأفكار شرقاً وغرباً وعرض علي صديقي كتاب "
لأكون مع الصادقين " لمؤلفه التيجاني وكتاب " فسألوا أهل الذكر " وغيرها
فكشفت هذه الكتب أمامي حقائق كثيرة وزادت حيرتي وشكي .وحاولت إيقاف حيرتي
بقراءة ردود علمائنا على هذه الحقائق لكنها لم تنفعني بل زادتني بصيرة وقرأت
كتباً كثيرة لا يسعني ذكرها فكانت ترسم لي صورة الحقيقة بألوان من الحجج
الدامغة التي كان عقلي يقف مبهوراً محتاراً أمامها فضلاً عن حيرة علمائنا قي
التعامل معها .
إلى أن اكتملت الصورة في ذهني كالشمس في رابعة النهار واعتنقت مذهب آل
البيت الأطهار أبناء الرسول وأشقاء القرآن وأولياء الرحمن سفن النجاة وأعلام
الورى ورحمة الله للملأ بكل قناعة واطمئنان قلب .
وها أنا الآن – وبعد تخرجي من كلية الشريعة على يقين تام بصحة ما أنا
عليه
أقول هذه الكلمات ويمر بذهني كيف عزمت على هداية صديقي الشيعي وأهله
وإذا بالصورة قد أنعكست فكان هو سبب هدايتي وفقه الله .
ولا أنسى تلك اليد يد الرحمة الإلهية كانت تعطف علي باستمرار أيما عطف
فلك الحمد رباه حمداً يليق بجلالك العظيم ومنك الجسيم .
لماذا هذا الموضوع ؟
لقد اخبرنا النبي (ص) أن امته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في
النار إلا واحدة في الجنة (2).
ونحن نرى اليوم أن المسلمين فرق عديدة وكل واحدة تدعي انها على الحق وقد
رأيت ان هذا الأمر مهم جداً وعليه يتوقف مصير الإنسان لذا فحري بكل مسلم يرجو
الخلاص يوم القيامة ان يجتهد في معرفة هذه الفرقة فيتبعها .
وأنا بحمد الله قد فعلت وبعد البحث الجاد وجدت هذه الفرقة وثبت لي
بالدليل العقلي والنقلي انها الناجية وسأثبت ذلك في هذا الكتاب .
ومن الغريب ان المسلم يقرأ حديث الافتراق هذا ولا يقوم بواجبه الشرعي في
البحث عن هذه الطائفة بحرية وموضوعية كي تبرأ ذمته ويلقى ربه بقلب سليم .
وخبر الافتراق لايمكن معه اختصار الفرق الى سبعين ولا الى سبع فضلاً عن
واحدة فالخير اذن كل الخير ان يبحث الانسان عن الحق ويعتقده ويدعو إليه وان
خالفته الدنيا كلها وان يجتنب الضلال ويدعو إلى نبذه ولو داهنه أصحابه كلهم
هذا هو الذي سار عليه رسل الله وأمر به الله فلا تصادموا سنة الله
وتخالفوا
منهج رسله (3).
والواجب على المسلم بعد تباعد الزمان عن صاحب الرسالة واختلاف المذاهب
والآراء وتشعب الفرق والنحل ان يسلك الطريق الذي يثق فيه أنه يوصله إلى معرفة
الاحكام المنزلةعلى محمد (ص) صاحب الرسالة لأن المسلم مكلف بالعمل بجميع
الأحكام المنزلة في الشريعة كما انزلت ولكن كيف يعرف أنها الأحكام المنزلة
كما انزلت والمسلمون مختلفون والطوائف متفرقة فلا الصلاة واحدة ولا العبادات
متفقة ولا الأعمال في جميع المعاملات على وتيرة واحدة ؟
فماذا يصنع ؟ بأي طريقة من الصلاة إذن يصلي وبأي شاكلة من الآراء يعمل
في عبادته ومعاملاته كالنكاح والطلاق والميراث والبيع والشراء وإقامة الحدود
والديات وما إلى ذلك ؟!
ولا يجوز له أن يقلد الآباء ويستكين إلى ما عليه اهله واصحابه بل لا بد
أن يتيقن بينه وبين نفسه وبينه وبين الله تعالى فإنه لا مجاملة هنا ولا
مداهنة ولا تحيز ولا تعصب .
نعم لا بد له أن يتيقن بأنه قد أخذ بأمثل الطرق التي يعتقد فيها بفراغ
ذمته بينه
وبين الله من التكاليف المفروضة عليه منه تعالى ويعتقد أنه لا عقاب عليه
ولا عتاب منه تعالى باتباعها وأخذ الأحكام منها ولا يجوز أن تأخذه في الله
لومة لائم ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ) ، ( بل الإنسان على نفسه بصيرة)،
(إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً).
وليس من التذبذب أن يغير الإنسان أفكاره وأن يخرج على بعض موروثاته ما
دام هدفه الحق " فإن الإنسان لا يزال يطلب العلم والايمان ، فإذا تبين له من
العلم ما كان خافياً عليه اتبعه وليس هذا مذبذباً بل هذا مهتد زاده الله
هدى
والواجب على كل مؤمن موالاة المؤمنين وعلماء المؤمنين وأن يقصد الحق
فيتبعه حيث وجده(4).
وانتقال الإنسان من قول إلى قول لأجل ما تبين له من الحق هو محمود فيه
بخلاف إصراره على قول لا حجة معه فيه وترك القول الذي وضحت حجته أو الانتقال
من قول إلى قول لمجرد عادة واتباع هوى فهو مذموم(5).
العقيدة وعامل البيئة :
إن عامل البيئة والظروف المحيطة بها هي التي تحدد فكر أي إنسان
واتجاهاته وكحالة طبيعية تصبح الموروثات البيئية مع مرور الزمن ومع الاعتياد
عليها قولاً وسلوكاً حقائق ثابتة لا يجوز الخروج عليها فإذا ما عرض على إنسان
شيء يخالف معتقداته فإن الرواسب الفكرية لمجتمعه والتي أصبحت تجري في عروقه
تنبعث تلقائياً في وجه كل من يخالفها ولكن المسلم ذلك الإنسان العظيم يفرض
عليه دينه أن يرحب بأفكار الآخرين ويناقشها بانفتاح وموضوعيه ..
" إننا لا نرفض الحوار الهادف الذي تكشف فيه الحقائق وتكشف به العقائد
الزائغة والمنحرفة فذلك منهج أصيل دعا إليه ديننا "(6).
ولكن لو نظرنا إلى حال الأمة الإسلامية لوجدناها طرائق قدداً ( كل حزب
بما لديهم فرحون )(7) وأصبحت كل
طائفة من الطوائف الإسلامية تنظر لأفكارها
على أنها مسلمات لا يجوز الخوض فيها(8)
وإذا ما ناقشت أفكار الآخرين فإنها تحمل عليها بخيلها ورجلها هذا مع أن الله
عز وجل دعا المسلمين للأنفتاح على أهل
الكتاب فضلاً من الانفتاح على أنفسهم قال تعالى ( قل يا أهل الكتاب
تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً )(9).
فما بال المسلمين لا ينفتحون على بعضهم البعض ؟ لماذا هذا التجافي بين
أبناء المذاهب الإسلامية ؟
هل انتخب كل منا مذهبه عن وعي وإدراك وبعد الدرس والتحقيق أم كيف حصل
هذا الانتماء ؟ ولا بد أن نعترف بأن هذه الموضوعية ستكون أمراً صعباً للغاية
عندما نواجه قضايا تتعلق بالعقائد والتقاليد والموروثات التي تشبعت بها
العروق وألفتها النفوس .
فلو أنك سألت شاباً ولد في مدينة ( النجف ) فقلت له هل ستكون شيعياً لو
حصل أنك ولدت من أبوين سنيين وهكذا لو سألت الحلبي هل أنك ستكون سنياً بهذه
الطريقة لو أنك ولدت في النجف في أسرة شيعية ؟ هنا سوف لا يختلف منا أثنان
حول الجواب الذي سنسمعه، بل يمكننا ان نضع الجواب مقدما على انه من
المسلمات التي لاخلاف فيها. وهذه الملاحظة وحدها
تكفي لان تضعنا امام الحقيقة كلها، وتكفي لأن تبعث فينا الاستغراب لهذا
التجافي والتنافر الحاصل بيننا 000 فلقد بلغت بنا تلك العصبيات حدا بالغ
الخطورة حتىصار تعصبنا لاي شيء ، الفناه هو أشد ألف مرة من استعدادنا للتمسك
بالحكم الشرعي الثابت 000 ما الذي يحملني على الاعتقاد – الى حد التسليم –بأن
مذهبي الذي ورثته
عن آبائي ومجتمعي الصغير هو الحق، وبعد اقتحام العقبة عزم الشيخ مروان
خليفات أن يبدأ في البحث عن رزية يوم الخميس ومراجعتها من خلال ماهو موجود في
مكتبة جامعة اليرموك ولاوحد الاممتساوون في ادة
" فوجد هذه الحادثة مثبتة في صحيح مسلم والبخاري بعدة طرق – مع شيء من
التمويه يقول الأخ مروان ( بقيت حائراً
تأخذني الافكار شرقاً وغرباً وعرض علي صديقي كتاب ( لأكون مع الصادقين )
لمؤلفه التيجاني وكتابه ( فسألوا اهل الذكر ) وغيرها فكشفت هذه الكتب امامي
حقائق كثيرة وزادت حيرتي وشكي ) ويضيف ( الى ان اكتملت صورة الحقيقة في ذهني
كالشمس في رابعة النهار واعتنقت مذهب آل البيت الاطهار بناء الرسول واشقاء
القرآن واولياء الرحمن سفن النجاة واعلام الورى ورجمة الله للملأ بكل قناعة
واطمئنان قلب ) ( عن كتابه وركبت السفينة : ص 19 )
لنتأمل: لم تكن الامة الاسلامية في عهد الرسول (ص) تعاني من
الاختلافات باعتباره ( ص) مرجعاً للمسلمين في امور الدين والدنيا وبهذا كانت
مصونة من الزيغ والزلل .
وبما ان الرسالة الاسلامية تتميز عن بقية الرسالات السماوية بميزتين
رئيسيتين هما :
الخاتمة ( خاتمة الرسالات )
العمومية ( عامة وشاملة لجميع الناس )
لذا لابد ان تكون سليمة ومحفوظة .
وقد رحل رسول الله (ص) من هذه الدنيا بعد أن أدى رسالة ربه علىأتم وجه
فمن المرجع الذي تتجه الامة صوبه ليرشدها بعده ؟!
هل هو القرآن الكريم فقط ؟ أم السنة النبوية الشريفة المتفرقة
والمختلفة في اللفظ والمعنى ؟ أم طرف ثالث حافظ للسنة وواع لمفاهيمها
ومعادل للقرآن الكريم ؟
هذا الأمر بحثه الاستاذ خليفات بشكل موسع وناقش ابعاده في كتابه ( وركبت
السفينة ) حيث قسم اتباع الساحة الاسلامية الى ثلاث مدارس رئيسية – حسب نظره
–هي :
مدرسة الامام الاشعري والمذاهب الاربعة .
مدرسة السلفية .
مدرسة آل البيت ( عليهم السلام )
وقد خلص الى النتيجة التالية : ان المدرسة الاولى لا تمثل المنظومة
الالهية التي يريد لنا الله تعالى إتباعها لما فيها من ثغرات ولما يوجد من
اختلاف وتعثر في الاراء فيما بين اصحابها ولما فيها من مخالفة للسنة النبوية
الشريفة في بعض الاحيان فقد قال الاوزاعي ( إنا لا نتقم على أبي حنيفة أنه
رأى كلنا يرى ولكننا ننقم عليه انه يجيئه الحديث عن النبي (ص) فيخالفه الى
غيره ) تأويل مختلف الحديث ابن قتيبة ص 64 } وكذلك تحامل الشافعي واصحاب أبي
حنيفة على مالك بن أنس وعيبهم عليه امور منها ( المسح على الخفين في الحضر
والسفر وفي كلامه في علي وعثمان وفي فتياه بإتيان النساء في الاعجاز ) جامع
بيان العلم ج2 ص 395 .
كما ان المدرسة الثانية – السلفية – هي الاخرى غير مؤهلة بالإتباع لأنها
تعكس صورة عن الاسلام مشبعة بالقصور والنقص وعدم الموالبة لما يستجد من امور
فقد كان علماء هذه المدرسة فضلاً عن اتباعها يتوقفون تجاه كثير من القضايا
ولا يبينون فيها حكماً أو يثبتون منها موقفاً .
يقول عتبة ابن مسلم ( صحبت ابن عمر أربعة وثلاثين شهراً فكان كثيراً ما
يسأل فيقول : لا ادري وسئل الشعبي عن مسألة فقال : لا ادري ) { اعلام
الموقعين : ج 4 ص 218 و 257 سنن الدرامي ج 1 ص 52 } .
وقال عبد الله ( كنت اسمع ابي – أي ابن حنبل – كثيراً ما يسأل عن
المسائل فيقول : لا ادري ... وكثيرأً ما كان يقول سل غيري ) { اعلام الموقعين
} ج 4 ص 206 وج 1 ص 33 } .
وكما نرى فإن هذه ثغرة كبيرة لا يمكن ان تكون ممثلة لمنهج سماوي اراد
الله تبارك وتعالى له البقاء اذ لا يعقل ان يكون حملة هذا الدين وأئمة قاصرين
عن اجابة اسئلة الناس . هذا عدا الاختلاف فيما بينهم – السلفية – في الفقه
والعقيدة ونكتفي هنا بذكر بعض المصادر التي تبين هذا الاختلاف .
{ اعلام الموقعين : ج 4 ص 219 القول المفيد ص 23 عمدة القاري ج 4 ص 129
كنز العمال ج4 ص 712 التأسيس ج1 ص 445 طبقات الحنابلة : ج2 ص 297 .
الانتقال ابن عبد البر : ص 106 ترجمة الكربيسي سير اعلام النبلاء : ج2 ص
572 } . إذاً : ينحصر حفظ الرسالة وسلامتها بالطرف الثالث الواعي والمدرك
للسنةالنبوية والمعادل للقرآن الكريم وهذا ما يراه الشيعة اذ السبيل الوحيد
عندهم لفهم الشريعة وتطبيقها هو الرجوع الى أئمة أهل البيت (ع) فهم المخولون
شرعاً ببيان الاسلام بعد رسول الله (ص) والمرشدون للآمة بما حباهم الله تعالى
من مزايا.
وقد دلت آيات كريمة من كتاب الله العزيز واحاديث نبوية شريفة على وجوب
إتباعهم .
القرآن الكريم :
* قوله تعالى ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية )
البينه 7 ، قال رسول الله (ص) : ( يا علي هم انت وشيعتك ) { الصواعق المحرقة
: ص 96 الدر المنثور ج6 ص 379 تفسير الطبري : ج3 ص 146 شواهد التنزيل : ج2 ص
356 – 366 روح المعاني : ج30 ص 207 . كفاية الطالب : ص 244 – 246 } .
* قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )
التوبة : 119 قال سبط ابن الجوزي : ( قال علماء السير : معناه كونوا مع علي
وأهل بيته قال ابن عباس علي سيد الصادقين ) { تذكرة الخواص ص 10 الدر المنثور
: ج3 ص 290 فتح القدير : ج2 ص 295 تفسير الثعلبي ( مخطوط ) : ص 219 . ينابيع
المودة : ص 119 }
وآيات أخرى كثيرة يضيق بذكرها المقام .
السنة النبوية :
* حديث الثقلين الذي ورد في صحيح مسلم قال رسول الله (ص ) ( اني تارك
فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا
به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : واهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي )
{ ج4 ص 873 ( كتاب الفضائل ) باب من فضائل علي بن ابي طالب ( عليهم السلام )
.
كما روي بلفظ آخر في مسند احمد ( اني تارك فيكم خليفتين ، كتاب الله
وأهل بيتي ، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
اقتحام العقبة:
يبدو أن هناك عقبة تقف أمامنا ولابد من اقتحامها قبل الدخول في صلب
الموضوع . فقد يقول قائل : إن طرح موضوع كهذا فيه اعتداء على أفكار الاخرين
وائمة المذاهب ....
ربما يكون هذا الكلام فيه شيء من الصحة ، ولكن هل نبقى هكذا لايعرف
أحدنا طريق الصواب والخير ؟ وهل نغمض أعيننا ونصم أذاننا وحديث الافتراق ينقر
اسماعنا في كل لحظة ؟! وهل نترك البحث عن الحق ونضيع كي لا تمس المعتقدات
بسوء ؟ وهؤلاء الائمة محل احترام ما داموا ملتزمين باوامر الله ورسوله . أنهم
لن ينفعونا ويحاموا عنا في ذلك اليوم (يوم يفر المرء من أخيه *وأمه وابيه) فا
تباع الحق وحده هو الذي ينفع ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع )
في عهد النبي:
كان الصحابة رضي الله عنهم يرجعون للنبي (صلى الله عليه وآله) فيما يعرض
لهم من أمور ، وكان النبي يجيبهم وفق التشريع الالهي ، ونحن نعلم ان النبي
ليس مخلدا ليرجع الناس إليه في أمورهم الدينية والدنيوية، وقد مات (صلى الله
عليه وآله) بعد ان قام بواجبه خير قيام ، ولابد من مبين للشرع الالهي بيانا
كاملا صحيحا بحيث يطمئن المسلم إلى أن اقواله هذه هي المقصود الشرعي .ولكن من
هو هذا المبين الذي جعله الله لنا ؟ هذا السؤال هو الذي قسم الامة إلى فرق
عديدة . إن الله عز وجل لم يقبل من الانسان إلا أن ياتي بالاسلام الذي أنزله
على رسوله (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من
الخاسرين )ولكن اين نجد هذا الاسلام الذي لايقبل الله غيره ؟ أهو عند الاشعري
والمذاهب الاربعة ؟ أم هو عند السلفية ؟ أم هو عند الامامية ؟ أم عند
المعتزلة ؟ أم عند الماتريدية ؟ وهكذا يستمر التساؤل حتى نصل إلى ثلاث وسبعين
فرقة . تعال معي أيها القارىء الكريم لنبحث عن هذا المبين حتى ناخذ ديننا عنه
ونبرىء ذمتنا أمام الله . تعال لنبحث عن الاطروحة الالهية التي تخلوا من
الثغرات والشطحات ، القائمة على الجزم واليقين ، لا نقص بها ولا زيادة ولا
تغيير . تعال لننظر في أدلة كل فريق من الفرق الاتية لنرى أين موقعها من
الاسلام حتى لا نبقى كا ولئك الذين يقولون :(إن نظن إلا ظنا وما نحن
بمستيقنين)
على طاولة البحث:
بعد البحث في هذه الفرق وجدت أن أكثرها قد انتهت وليس لها وجود إلا في
بطون الكتب . لذلك ساقتصر في بحثي على ثلاث مدارس إسلامية تشغل حيزا كبيرا
على الساحة الاسلامية ، فلنحصر بحثنا في هذه الاحتمالات
الثلاثة الاتية :
اولا: أن نأخذ ديننا عن أبي الحسن الاشعري والمذاهب الاربعة
ثانيا : أن ناخذ ديننا عن الكتاب والسنة بمفهوم السلف الصالح
ثالثا: أن ناخذ ديننا عن أئمة ال البيت عليهم السلام(10).
وقبل الخوض في هذه الاحتمالات أود تنبيه القارىء العزيز إلى أننا نبحث
عن المنظومة الالهية التي أنزلها الله على نبيه . فالذي ينبغي أن يبقى في
أذهان القراء الكرام أن هذه المنظومة كاملة وبعبارة أوفي هذه المنظومة تخلو
من أي جانب سلبي ،وعلى الله الاتكال.
* * *
1 - وهو منهج الشيعة الامامية و(الشيعة هم
الذين شايعوا عليا (صلى الله عليه وآله) على الخصوص وقالوا بامامته وخلافته
نصا ووصية ، إما جليا وإما خفيا واعتقدوا أن الامامة لا تخرج من ولده ) الملل
والنحل للشهر ستااني 1/146 .قالت الشيعة الامامية :إن الدين يؤخذ من الكتاب
والسنة لكن بواسطة إمام من ائمة أهل البيت عينه النبي وهؤلاء الائمة إثنا عشر
إماما ولا يخلو زمن من أحدهم ، ومن أسماء الشيعة : الجعفرية ، الاثنا عشرية.
نصيحتي لكل سني :
يقول الاخ مروان خليفات : ( كلمات نابعة من قلبي كتبتها وانهمرت دموعي
دون أن أشعر . يا اخواني يا سادتي ، إن الفرصة ما زالت سانحة ، وسفينة النجاة
منتظرة ، ما زالت تطلق صفارات من النداء النبوي "من ركبها نجا ومن تخلف عنها
غرق " " تركت فيكم .. كتاب الله وعترتي " هلموا ايها الناس واستجيبوا لنداء
السماء . ها نحن قد أوضحنا السبيل ) . ( عن كتاب وركبت السفينة : ص 471
الحق انه في كتابه هذا ناقش بموضوعيه ومقارنة بين المذهب فوصل الى هذه
النتيجة جدير بالذكر ان للأخ خليفات مؤلفات هي :
وركبت السفينة .
قراءة في المسار الاموي .
النبي ومستقبل الدعوة .
العقل السلفي : دراسة في مستنداتهم وأدلتهم " قيد التأليف "
نحو الاسلام الصحيح( وهو خلاصة : وركبت السفينة ) ( مطبوع).
1- راجع الحادثه في صحيح البخاري ،كتاب المغازي :باب
مرض النبي ووفاته .صحيح مسلم ، كتاب الوصية :باب ترك الوصية ، طبقات ابن سعد
2/37 .
2 - راجع حديث الافتراق في
مستدرك الحاكم ج1 ص 128 سنن الترمذي ج 5 ص 26 سنن ابن ماجه ج2 ص 479
3- مجلة الجامعة الإسلامية
عدد 62 الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي .
4 - عقائد الإمامية : محمد
رضا المظفر ص 63-64 والآيات على التوالي : القيامة 36 ، القيامة 14 المزمل 19
.
5 - مجموع فتاوى شيخ الإسلام
ابن تيمية 2/252 – 253 .
6 -المصدر نفسه 20/213 – 214
7 - الأسماء والصفات في
معتقد أهل السنة والجماعة عمر سليمان الاشقر
8 - المؤمنون 53 .
9 - هذه النظرية خاطئة وقد
ذمها الله في كتابه فهذا القول كقول مشركي العرب ( إنا وجدنا آباءنا على أمة
وإنا على آثارهم مقتدون ) الزخرف : 23 .
وأعتقد أنه لا يرضى أي مسلم أن يكون كمشركي العرب في تقليد الآباء .
10 ـ آل عمران : 64 . |