ادب الطف ـ الجزء الاول 60
فقالت فاطمة: يا أبا الرميح هكذا تقول، قال: فكيف اقول جعلني الله فداك قالت قل:
اذل رقال المسلمين فذلت.
فقال : لا أنشدها بعد اليوم الا هكذا.
وهذا البيت مذكور لسليمان بن قتة العدوي ولعله تضمنه او استشهد به.
وفي الجزء الاول من الاعيان القسم الثاني ص165:
أبو الرميح الخزاعي عمر بن مالك بن حنظلة ، له رثاء في الحسين توفي حدود المائة.
ادب الطف ـ الجزء الاول 61
4
ـ الرباب
قالت الرباب بنت امرىء القيس بن عدي زوجة الحسين عليه السلام ترثيه . وقد توفيت سنة
62هـ. ان الذي كان نورا يستضاء به فـي كربـلاء قتيل غير مدفون
سبط الـنبي جزاك الله صالحة عنا وجنبـت خسران الموازين
قد كنت لي جبل صلدا الوذ به وكنت تصـحبنا بالرحم والدين
من لليتامى ومن للسائلين ومن يغـني ويـأوي اليه كل مسكين
والله لا ابتغي صهرا بصهركم حتى اغيـب بين اللحد والطين
وقالت الرباب ايضا وهي بالشام بعد ما اخذت راس الحسين«ع»وقبلته ووضعته في حجرها
،كما في تاريخ القرماني ص 4 وتذكرة الخواص ص147:
واحسينا فلا نسيت حسينا اقـصدته
اسـنة الاعداء
غادروه بكـربلاء صريعا لا سقى الله جانبي كربلاء
ادب الطف ـ الجزء الاول 62
كانت الرباب بنت امرى القيس من خيرة النساء وافضلهن ، جاء بها الحسين «ع»مع حرمه
الى الطف ، وحملت معهن الى الكوفة ورجعت مع الحرم الى المدينة فاقامت فيها لا تهدا
ليلا ولانهارا من البكاء على الحسين «ع»ولم تستظل تحت سقف حتى ماتت بعد قتله بسنة
كمدا . رواه ابن الاثير في تاريخه ج4 ص36.
ويقول ابن الاثير : وليس بصحيح انها اقامت على قبر الحسين سنة وفي تذكرة الخواص
وابن الاثير والاغاني انها في تلك السنة التي عاشت بها خطبها الاشراف فابت وقالت ما
كنت لاتخذ حما (1) بعد رسول الله . وحق لها اذا امتنعت فانها لا ترى مثل سيد شباب
اهل الجنة.
ولما رجعت من الشام اقامت المأتم على الحسين وبكت النساء معها حتى جفت دموعها ،
ولما اعلمتها بعض جواريها بان السويق يسيل الدمعة امرت ان يصنع السويق ، وقالت :
انما نريد ان نقويى على البكاء رواه المجلسي في البحار ج10 ص235 عن الكافي.
وفي الاغاني قال هشام بن الكلبي : كانت الرباب من خيار النساء وافضلهن .وفي نسمة
السحر : كانت من خيار النساء جمالا وادبا وعقلا . اسلم ابوها في خلافة عمر وكان
نصرانيا من عرب الشام فما صلى صلاة حتى ولاه عمر على من اسلم بالشام من قضاعة ، وما
امسى حتى خطب اليه علي بن ابي طالب ابنته الرباب على ابنه الحسين فزوجه اياها.
والرباب هي بنت امرى القيس بن عدي بن اوس بن جابر بن كعب بن عليم بن هبل بن عبدالله
بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب، زوجة الحسين
«ع»فولدت للحسين «ع»سكينة عقيلة قريش وعبد الله بن الحسين«ع»
(1) الحم احد الاحماء . اقارب الزوج.
ادب الطف ـ الجزء الاول 63
قتل يوم الطف وامه تنظر اليه . وقال ابن الاثير في ج 4 ص 45: كان مع الحسين امراته
الرباب بنت امرى القيس وهي ام ابنته سكينة وحملت اللى الشام فيمن حمل من اهله ثم
عادت الى المدينة فخطبها الاشراف من قريش فقالت ما كنت لاتخذ حموا بعد رسول الله
«ص»وبقيت بعده سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا، وقيل انها قامت على قبره
سنة وعادت الى المدينة اسفا عليه.
وقال السيد الامين في الاعيان في الجزء الاول من القسم الثاني : والرباب بنت امرى
القيس بن عدي بن اوس زوجة الحسين «ع» لها فيه رثاء، ماتت سنة62.
ادب الطف ـ الجزء الاول 64
5 ـ بشير بن جذلم
6 ـ جارية تنعي الحسين «ع»
يااهـل يثرب لامقام لكم بها
قتل الحـسين فادمعي مدرار
الجسم منه بكربلاء مـضرج والراس منه على القـناة يدار
وفي بعض الروايات زيادة قوله: يااهل يثرب شيخكم وامامكم ما منكم احد عليه يغار
ادب الطف ـ الجزء الاول 65
قال السيد الامين في الاعيان : بشير بن جذلم من اصحاب علي ابن الحسين«ع»ذكره السيد
علي بن طاووس في كتاب (اللهوف على قتلى الطفوف) وظاهره انه كان مع علي بن الحسين
واهل بيته حين توجهوا من العراق الى المدينة ولا يعلم سبب وجوده معهم.
قال الراوي: ثم انفصلوا من كربلاء طالبين المدينة . قال بشير ابن جذلم : فلما قربنا
منها نزل علي بن الحسين فحط رحاله وضرب فسطاطه وانزل نساءه، وقال : يا بشير رحم
الله اباك لقد كان شاعرا فهل تقدر على شي منه ، قلت بلى يا بن رسول الله اني شاعر،
فقال : ادخل المدينة وانع ابا عبد الله ، قال بشير: فركبت فرسي وركضت حتى دخلت
المدينة فلما بلغت مسجد النبي «ص»رفعت صوتي بالبكاء وانشأت أقول :
يا اهل يثرب لا مقام لكم بها . الابيات
ثم قلت هذا علي بن الحسين مع عماته واخواته قد حلوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم وانا
رسوله اليكم اعرفكم مكانه ، قال : فما بقيت في المدينة مخدرة ولا محجبة إلا برزن من
خدورهن ضاربات خدودهن يدعين بالويل والثبور ، فلم ار باكيا اكثر من ذلك اليوم ولا
يوما امر على المسلمين منه ، وسمعت جارية تنوح على الحسين «ع»فتقول:
نعـى سيـدي
نـاع نعـاه فاوجـعا وامرضـني ناع نعاه فـافجعـا
فعيـني جـودا بالـدمـوع واسـكبا وجودا بدمع بعد دمعكـما مـعا
على من دهى عرش الجليل فزعزعا فاصبح هذا المجد والدين اجدعا
على ابن نـبي الله و ابـن وصـيه وان كان عنا شاحط الدار اشسعا
ثم قالت ايها الناعي جددت حزننا بأبي عبد الله وخدشت منا قروحا لما تندمل فمن انت
رحمك الله فقلت انا البشير بن جذلم وجهني
ادب الطف ـ الجزء الاول 66
مولاي علي بن الحسين وهو نازل في موضع كذا وكذا مع عيال ابا عبد الله الحسين
ونسائه، قال فتركوني مكاني وبادروني فضربت فرسي حتى رجعت اليهم فوجدت الناس قد
اخذوا الطرق والمواضع فنزلت عن فرسي وتخطيت رقاب الناس حتى قربت من باب الفسطاط
وكان علي بن الحسين داخلا فخرج وهو يمسح دموعه بمنديل وخلفه خادم معه كرسي فوضعه له
وجلس عليه وهو لا يتمالك من العبرة وارتفعت اصوات الناس بالبكاء من كل ناحية
يعزونه، فضجعت تلك البقعة ضجة شديدة ، فاوما بيده ان اسكتوا فسكنت فورتهم فقال :
(خطبة الامام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام).
ادب الطف ـ الجزء الاول 67
7 ـ ام لقمان بنت عقيل بن ابي طالب
مـاذا تـقولون ان قـال الـنبي لكم مــاذا فـعلتم وانـتم اخـر iiالامـم
بـعـترتي وبـاهلي بـعد iiمـفتقدي مـنهم اسـارى ومنهم ضر جوا iiبدم
مـا كـان هذا جزائي اذ نصحت iiلكم ان تخلفوني بسوء في ذوي رحمي(1)
(1) مروج الذهب ج2 ص75 ، و الطبري ج6 ص221 ، وابن الاثير ج4 ص39.
ادب الطف ـ الجزء الاول 68
قال السيد الامين في الاعيان ج4 ص372: خرجت ام لقمان بنت عقيل بن ابي طالب حين سمعت
نعي الحسين ومعها اخواتها ، ام هاني واسماء ورملة وزينب بنات عقيل تبكي قتلاها
بالطف وتقول:
ماذا تقولون ان قال النبي لكم الابيات
وفي الجزء14 ص169 قال : روى ابن الاثير في الكامل وغيره في غيره انه لما اتى البشير
بقتل الحسين «ع»الى عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة قال له : ناد بقتله فنادى فصاح
نساء بني هاشم وخرجت بنت عقيل بن ابي طالب ومعها نساؤها حاسرة تلوي ثوبها وهي تقول
:
ماذا تقولون ان قال النبي لكم الابيات
فلما سمع عمرو اصواتهن ضحك وقال :
عجت نساء بني زياد عجة كعجيج نسوتنا غداة الارنب
قال والارنب : وقعة كانت لبني زبيد على بني زياد من بني الحارث بن كعب ، وهذا البيت
لعمرو بن معد يكرب انتهى.
وفي جزء 32 ص 137:
لما جاء نعى الحسين «ع» الى المدينة خرجت ام لقمان بنت عقيل بن ابي طالب حين سمعت
نعي الحسين«ع» حاسرة ومعها اخواتها: ام هاني واسماء ورملة وزينب بنات عقيل بن ابي
طالب ــ والظاهر ان رملة كانت اكبرهن ــ تبكي قتلاها بالطف وهي تقول : ماذا تقولون
ان قال النبي لكم.البيتان
قال الصادق «ع» ما اكتحلت هاشميات ولا اختضبت ولا رؤى في دار هاشمي دخان خمس سنين
حتى قتل عبيد الله بن زياد.
وقالت فاطمة بنت امير المؤمنين «ع»: ما تحنات امراة منا ولا
ادب الطف ـ الجزء الاول 69
اجالت في عينها مردود ، ولا امتشطت حتى بعث المختار براس عبيد الله بن زياد .
والابيات المذكورة ذكرها ايضا ابن نما في ( مثير الاحزان) وفي اللهوف لابن طاووس ،
ويقول ابن جرير في التاريخ ج6 ص 268 انها لبنت عقيل بن ابي طالب وكذا راي ابن
الاثير . وفي رواية ابن قتيبة في عيون الاخبار ج1 ص212 للابيات خلاف ، وفي مقتل
الخوارزمي ج2 ص 76 : ان زينب بنت عقيل بن ابي طالب قالت البيتبن الاولين ، وفي
رواية اخرى ان بنت عقيل بن ابي طالب قالت وذكر اربعة ابيات، والرابع منها:
ضـيعتم
حقنا والـله اوجبه وقد رعى الفيل حق البيت والحرم
ونسبها ابن شهر اشوب في المناقب الى زينب بنت امير المؤمنين «ع»وانها انشأت الابيات
الثلاثة بعد خطبتها بالكوفة.
وفي تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ان زينب بنت عقيل بن ابي طالب قالت : وذكر اربعة
ابيات ، وكان الرابع في روايته :
ذريتي وبنو عمي بمضيعة منهم اسارى وقتلى ضرجوا بدم
ونسب ابن حجر الهيتمي في مجمع الزوائد ج9 ص200 الابيات الثلاثة الى زينب بنت عقيل
بن ابي طالب ، وفي ارشاد المفيد رحمه الله : لما سمعت ام لقمان بنت عقيل بن ابي
طالب بنعي الحسين خرجت تنعاه ومعها اخواتها :ام هاني واسماء ورملة وزينب . وذكر
الابيات الثلاثة واقول ورايت في بعض كتب المقاتل : وخرجت اسماء بنت عقيل بن ابي
طالب في جماعة من نسائها حاسرة حتى انتهت الى قبر رسول الله «ص»فلاذت به وشهقت عنده
ثم التفتت الى المهاجرين والانصار وهي تقول : ماذا تقولون ان قال النبي لكم
.....الخ فابكت
ادب الطف ـ الجزء الاول 70
من حضر ولم ير باك وباكية اكثر من ذلك اليوم (1) .
اما السيد الامين في الاعيان ج11 م12 ص218 قال:
قال ابن شهر اشوب في المناقب انه لما قتل الحسين عليه السلام خرجت اسماء بنت عقيل
بن ابي طالب تنوح وتقول:
ماذا تقولون ان قـال الـنـبي لـكم يوم الحساب وصدق القول
مسموع
خذلتـم عـترتي او كـنتـم غـيبا والحق عند ولي الامـر مجـموع
اسلمـتموهم بـايدي الـظالمين فما منكـم لـه اليوم غند الله مـشفوع
ما كان عند غداة الطـف اذ حضروا تلـك المـنايا ولا عنهن مدفـوع
(1) امالي الشيخ الطوسي ص55.
ادب الطف ـ الجزء الاول 71
8 ـ ام البنين
ام البنين ترثي اولادها كما انشده ابو الحسن الاخفش في شرح الكامل للمبرد، وقد كانت
تخرج الى البقيع كل يوم وتحمل عبيد الله بن العباس معها فيجتمع اهل المدينة لسماع
رثائها وفيهم مروان بن الحكم فيبكون لشجي الندبة ، فمن قولها :
يا من راى العباس iiكر على جماهير النقد (1)
ووراه من ابناء iiحيدر كـل لـيث ذي لـبد
انبئت ان ابني iiاصيب بـراسه مـقطوع iiيد
ويـلي على شبلي iiاما ل براسه ضرب iiالعمد
لـوكان سـيفك في يد يـك لـما دنا منه احد
ومن قولها:
لا تـدعوني ويـك ام الـبنين تـذكريني بـليوث iiالـعرين
كـانت بـنون لـي ادعى بهم والـيوم اصبحت ولا من iiبنين
اربـعة مـثل نـسور iiالربى قد واصلوا الموت بقطع الوتين
تـنازع الـخرصان iiاشلاءهم فـكلهم امـسى صريعا iiطعين
يـاليت شـعري اكما iiاخبروا بـأن عباسا قطيع الوتين (2)
(1) النقد : نوع من الغنم قصار الارجل . والعباس من اسماء الاسد
(2) عن ابصار العين والأعيان
ادب الطف ـ الجزء الاول 72
ام البنين هي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة اخي لبيد الشاعر ابن عامر بن كلاب بن
ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابية زوجة الامام امير المؤمنين ذكر اهل الانساب ان
امير المؤمنين علي عليه السلام قال لاخيه عقيل بن ابي طالب ــ وكان عالما بانساب
العرب ــ انظر لي امراءة قد ولدتها الفحولة من العرب لاتزوجها فتلد لي غلام فارسا ،
فقال له اين انت عن فاطمة بنت حزام (1) فانه ليس في العرب اشجع من ابائها الذين
يقول فيهم لبيد للنعمان ابن المنذر ملك الحيرة :
نحن بني ام البنين الاربعـة
الضاربون الهام وسط المجمعة
والمطمعون الجفنة المدعدعة ونحن خير عامر بن صعصعة
وامها ثمامة بنت سهيل بن عامر الذين منهم عروة الرحال صاحب الردافة والرحلة الى
الملوك وهو الذي اجار حمولة النعمان على اهل الشيح و القيصوم من اهل نجد وتهامة ،
ومنهم ابو براء عامر بن مالك الذي يقال له ملاعب الاسنة لشجاعته وفروسيته ، كذا ذكر
السيد الداودي في ( العمدة) وجاء في كتاب الكنى و الالقاب للشيخ القمي : ان عامر بن
مالك العامري الكلابي الملقب بملاعب الاسنة ، هو الذي كان به مرض الاستسقاء فبعث
الى رسول الله صلى الله عليه واله ، لبيد ابن ربيعة مع هدايا فلم يقبلها ـ لانه صلى
الله عليه و اله كان لا يقبل هدية مشرك ، ثم اخذ جثوة (2) من الارض فتفل عليها وقال
للبيد : دفها بماء ثم اسقها اياه ، فاخذها متعجبا يرى انه قد استهزء به فاتاه
فشربها ، فاطلق من مرضه. وقال السيد الامين في الاعيان : ام البنين من بيت عريق في
(1) جاء في الاصابة ج1 ص375 والمعارف لابن قتيبة ص92 ان والد ام البنين اسمه حرام
بالراء المهملة بعد الحاء . وعند ابن الاثير وابن جرير وابي الفداء وغيرهم بالزاء
المعجمة .
(2) الجثوة بالجيم مثلثة : الحجارة المجموعة
ادب الطف ـ الجزء الاول 73
العروبة (1) والشجاعة . تزوج بها امير المؤمنين اما بعد وفاةالصديقة فاطمة
الزهراء(كما يراه الطبري في ج6 ص89، وابن الاثير في ج3 ص158، وابو الفداء في ج1
ص181)، او بعد ان تزوج بامامة بنت زينب بنت رسول الله كما يراه البعض الاخر،ومنهم
ابن شهر اشوب في المناقب ج2 ص117 ومطالب السؤل ص63 ، والفصول المهمة ص 145،
والاصابة في ترجمة امامة.
اقول : ولم تخرج ام البنين الى احد قبل امير المؤمنين ولا بعده وكانت من النساء
العالمات الفاضلات العارفات بحق اهل البيت مخلصة في ولائهم . ووصفها صاحب العمدة
بالعالمة ، وقد بلغ من معرفتها وتبصرها انها لما دخلت على علي عليه السلام كان
الحسنان مريضين فاخذت تسهر معهما وتقابلهما بالبشاشة ولطيف الكلام كالام الحنون.
ولدت لامير المؤمنين اربعة بنين انجبت بهم واول ما ولدت العباس ويلقب قمر هاشم
ويكنى ابا الفضل . وبعده عبد الله ، وبعده جعفرا، وبعده عثمان، وروى ابو الفرج عن
امير المؤمنين عليه السلام انه قال سميت عثمان بعثمان بن مظعون ، فهؤلاء البنون
الاربعة : كانت تكنى بهم فاطمة ام البنين
(1) ذكر الشيخ السماوي في ( ابصار العين ) ام البنين بنت حزام، وامها ثمامة بنت
سهيل ابن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب ، وامها عمرة بنت الطفيل فارس قرزل بن مالك
الاخزم رئيس هوازن بن جعفر بن كلاب ، وامها كبشة بنت عروة الرحال بن عتبة بن جعفر
بن كلاب . وامها ام الخشف بنت ابي معاوية فارس هوازن بن عبادة بن عقيل بن كلاب بن
ربيعة بن عامر بن صعصعة ، وامها فاطمة بنت جعفربن كلاب :،وامها وامها عاتكة بنت عبد
شمس بن عبد مناف ، و امها امنة بنت وهب بن عمير بن نصر بن قعين بن الحرث بن ثعلبة
بن ذردان بن اسد بن خزيمة ، وامها بنت جحدر بن ضبيعة الاغر بن قيس بن ثعلبة ابن
عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن ربيعة بن نزار ، وامها بنت مالك بن قيس بن
ثعلبة ، وامها بنت ذي الراسين خشين بن ابي عصم بن سمح بن فزارة،وامها بنت عمرو بن
صرمة بن عوف بن سعد ين ذبيان بن بغيض بن الريث بن غطفان
ادب الطف ـ الجزء الاول 74
قال الشيخ المامقاني في ( تنقيح المقال ) ويستفاد قوة ايمانها وتشيعها ان بشرا كلما
نعى اليها بعد وروده الى المدينة احدا من اولادها الاربعة قالت (ما معناه) اخبرني
عن ابي ابا عبد الله الحسين، فلما نعى اليها الحسين قالت : قد قطعت نياط قلبي،
اولادي ومن تحت الخضراء كلهم فداء لابي عبد الله الحسين. فان علقتها بالحسين ليس
الا لامامته عليه السلام ، وتهوينا على نفسها موت مثل هؤلاء الاشبال الاربعة ان سلم
الحسين يكشف عن مرتبة في الديانة رفيعة .
وقال صاحب رياض الاحزان : واقامت ام البنين زوجة امير المؤمنين العزاء على الحسين
واجتمع عندها نساء بني هاشم يندبن الحسين واهل بيته وبكت ام سلمة وقالت : فعلوها
ملأ الله قبورهم نارا.
ادب الطف ـ الجزء الاول 75
9 ـ ام كلثوم
قال الشيخ عباس القمي في كتابه ( نفس المهموم): ان ام كلثوم حين توجهت الى المدينة
جعلت تبكي وتقول:
مدينة جدنـا لا تـقبلـينا فبالحسرات والاحزان جينا
خرجنا منك بالاهلينا جمعا رجعنا لا رجال ولا بـنينا
ادب الطف ـ الجزء الاول 76
ام كلثوم بنت امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ، وامها الزهراء فاطمة و
قد ولدت بعد زينب الكبرى كما ان زينب ولدت بعد الحسين .
وام كلثوم هي المسماة بزينب الصغرى اما كنيتها ام كلثوم الكبرى وقد جاءت هذه
المخدرة مع اخيهاالحسين الى العراق وهي زوجة عون بن جعفر الطيار .
اما هذه الشهرة التي تقول بان ام كلثوم قد تزوجها عمر بن الخطاب فهي عارية عن
الصحة، وبيان ذلك ان المؤرخين قد اتفقوا على ان ام كلثوم تزوجها عون بن جعفر ، او
اخوه محمد بن جعفر اولا ، ثم عون ثانيا، والاتفاق في ذلك عن ائمة الحديث المعتمدين
كابن حجر في الاصابة ، وابن عبد البر في الاستيعاب وغيرهما ممن كتب في الصحابة ان
عون بن جعفر قتل يوم (تستر) ويوم تستر لا كلام انه في الخلافة عمر بن الخطاب وفيه
اسر الهرمزان ومات عمر بعد يوم تستر بسبع سنين فكيف تزوج بها عون بعد عمر.
والحقيقة ان ام كلثوم لم يتزوجها غير ابن عمها عون ابن جعفر حتى قتل عنها بكربلاء
على ما صرح به السيد الداودي في عمدة الطالب والمسعودي في مروج الذهب ، والدر
المنثور في طبقات ربات الخدور وكان له من العمر يوم قتل على ما قيل ستة وخمسون سنة
وكانت ام كلثوم معه بالطف . وتوفيت بالمدينة بعد رجوعها مع السبايا ، وكانت مدة
مكثها في المدينةاربعة اشهر وعشرة ايام.
وهذا كتاب ( المستدرك على الصحيحين في الحديث)، للحفاظ الكبير الحاكم النيسابوري ج3
ص142 عندما يروي زواج ام كلثوم بنت علي «ع»من عمر، وياتي الحافظ الذهبي في الذيل
ويقول: قلت منقطع، اي سند هذا الحديث منقطع . واذا علمنا ان الخبر
ادب الطف ـ الجزء الاول 77
اذا لم يصححه الذهبي سقط عن الاعتبار واتضح لنا ضعف هذه الاشاعة وكذبها . والان
نورد كلام الشيخ الجليل محمد بن محمد النعمان البغدادي والمعروف بالشيخ المفيد وذلك
في جواب المسألة العاشرةمن المسائل السرودية لما سائله السائل عن الحكم ذلك الزواج
ــ وكلامه الفصل ــ وهذا نصه ان الخبر الوارد بتزويج امير المؤمنين علي «ع»ابنته من
عمر غير ثابت ، وطريقه من الزبير بن بكار وطريقه معروف لم يكن موثوقا به في النقل،
و كان متهما فيما يذكره من بغضه لامير المؤمنين «ع»فيما يدعيه عنهم على بني هاشم ،
وانما نشر الحديث اثبات ابي محمد الحسن بن يحيى صاحب النسب ذلك في كتابه فظن كثير
من النساء انه حق لرواية رجل علوي له ، وانما هو رواه عن الزبير كما روى الحديث
نفسه مختلفا . فتارة يروي ان امير المؤمنين تولى ذلك ، وتارة يروي انه لم يقع العقد
الابعد وعيد من عمر وتهديد لبني هاشم ، وتارة يروي انه من اختيار وايثار.
|