ادب الطف ـ الجزء الاول 92
قال فبلغت ابياته رضي بن منقذ فقال مجيبا له يرد عليه.
فـلو شاء ربي ما شهدت iiقتالهم ولا جعل النعماء عندي ابن جابر
لـقد كان ذاك اليوم عارا و iiسبّة يـعيّره الابـناء بـعد iiالمعاشر
فـيا ليت اني كنت من قبل iiقتله ويوم حسين كنت في رمس iiقابر
فـيا سـوءتا ماذا أقول iiلخالقي وما حجتي يوم الحساب القماطر
قال الطبري حـمل اصحاب الحسين عليه السلام، وفيهم برير بن خضير الهمداني
(1)فحمل عليه رضى بن منقذ العبدي فاعتنق بريرا
فاعتركا ساعة ثم ان بريرا صرعه و قعد على صدره، فجعل رضى يصيح بأصحابه: اين اهل
المصاع (2)والدفاع فذهب كعب بن جابر الازدي ليحمل
عليه فقلت له ان هذا برير بن خضير القاريء الذي كان يقرئنا القرآن في المسجد فلم
يلتفت لعذلي و حمل عليه بالرمح حتى وضعه في ظهره، فلما وجد برير مسّ الرمح ، برك
على رضي يعض انفه حتى قضعه وانفذ الطعنة كعب حتى القاه عنه وقد غيب السنان في ظهره
ثم اقبل يظهربه بالسيف حتى برد، فكأني انظر الى رضي قام ينفض التراب عنه ويده على
انفه وهو يقول: انعمت عليّ يا اخا الأزد نعمةّ لا انساها ابدا.
(1) برير بن خضير من شيوخ القراء و من اصحاب امير المؤمنين عليه السلام وموقفه يوم
الطف من اجل المواقف تنبىء خطبة عن شدة ايمانه و بصيرته في دينه. وقد احتج يوم
عاشوراء على اهل الكوفة بخطبة يذكرها التاريخ. قال اهل السير كان برير شريفا ناسكا
شجاعا قرائا للقرآن . وكان من أهل الكوفة من الهمدانيين، قتل مع الحسين عليه السلام
بكربلاء سنة61هـ.
(2) أي أهل القتال والجلاد.
ادب الطف ـ الجزء الاول 93
12- عبد
الله بن الحر الجعفي
يـبيت الـنشاوي من أمية iiنوما وبـالطف قـتلي لا ينام iiحميمها
ومـا ضـيع الاسـلام الا iiقبيلة تـأمر نـوكاها (1) ودام iiنعيمها
وأضحت قناة الدين في كف ظالم إذا اعـوجّ منها جانب لا iiيقيمها
فـأقسمت لا تنفك نفسي iiحزينة وعـيني تبكي لا يجف iiسجومها
حـياتي او تـلقى أمـية iiخزية يـذل لـه احتى الممات iiقرومها
(1) جمع نوك وهو الاحمق
ادب الطف ـ الجزء الاول 94
جاء في نفس المهموم: و سار الحسين(ع) حتى نزل قصر بني مقاتل
(1)فاذا فسطاط مضروب ورمح مركوز و خيول مضمرة، فقال الحسين: لمن هذا الفسطاط
قالوا لعبيد الله بن الحر الجعفي فأرسل اليه الحسين رجلا من أصحابه يقال له الحجاج
بن مسروق الجعفي فأقبل فسلم عليه فرد عليه السلام ثم قال: ما وراءك؟ فقال: ورائي
يابن الحر أن الله قد أهدى اليك كرامة ان قبلتها فقال و ما تلك الكرامة، فقال هذا
الحسين بن علي يدعوك الى نصرته فان قاتلت بين يديه أجرت، وان قتلت بين يديه استشهدت
فقال له عبيد الله بن الحر والله يا حجاج ما خرجت من الكوفة الا مخافة أن يدخلها
الحسين وانا فيها ولا أنصره لأنه ليس في الكوفة شيعة ولا انصار الا مالوا الى
الدنيا الا من عصم منهم فارجع اليه فأخبره بذلك، فجاء الحجاج وأخبر الحسين فدعا
عليه السلام بنعليه فلبسهما و اقبل حتى دخل على ابن الحرفلما رآه قد دخل وسلم، وثب
عبيد الله و تنحى عن صدر مجلسه و قبل يديه ورجليه و جلس الحسين(ع) ثم قال: يابن
الحر ما يمنعك ان تخرج معي قال: احب ان تعفيني من الخروج معك وهذه فرسي المحلقة
فاركبها فوالله ما طلبت عليها شيئا الا ادركته ولا طلبني احد الا فته حتى تلحق
بمأمنك وأنا ضمين لك بعيالاتك أوديهم اليك أو اموت انا و أصحابي دونهم.
قال الحسين: أهذه نصيحة منك قال نعم والله، قال: اني سأنصحك كما نصحتني مهما استطعت
ان لا تسمع واعيتنا فوالله لا يسمع اليوم واعيتنا أحد ثم لا يعيننا الا كبه الله
على منخيره في النار قال عبيد الله بن الحر دخل علي الحسين ولحيته كأنها جناح غراب
فوالله
(1) قال السيد المقرم ينسب القصر الى مقاتل بن حسان بن ثعلبة، وساق نسبه الحموي في
المعجم الى امرء القيس بن زيد بن مناة بن تميم، يقع بين عين التمر و القطقطانة
والقريات خربه عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس ثم جدده.
ادب الطف ـ الجزء الاول 95
ما رأيت أحدا أملا للعين ولا أهيب في القلب منه ولا والله ما رققت على أحد قط رقتي
على الحسين حين رأيته يمشي و أطفاله حواليه.
وروى مسندا عنه أنه سأل الحسين عن خضابه فقال (ع): اما أنه ليس كما ترون انما هو
حنا و كتم، و في خزانة الأدب للبغدادي في ج1 ص298 أنه سأل الحسين: أسواد ام خضاب؟
قال يابن الحر عجل علي الشيب ، فعرفت انه خضاب.
وجاء في رجال السيد بحر العلوم، عبيد الله بن الحر بن المجمع بن الخزيم الجعفي من
أشراف الكوفة عربي صميم وليس من اخوة أديم، موالي جعفي. ذكر النجاشي في أول كتابه:
عبيد الله بن الحر الفارس الفاتك الشاعر، وعده من سلفنا الصالحين المتقدمين في
التصنيف وقال: له نسخة يرويها عن أمير المؤمنين عليه السلام. قال السيد بحر العلوم:
و العجب منه - رحمه الله - كيف عد هذا من سلفنا الصالح وهو الذي خذل الحسين وقد مشى
اليه يستنصره فأبى أن ينصره وعرض عليه فرسه لينجو عليها - فأعرض عنه الحسين وقال:
لا حاجة لنا فيك و لا في فرسك وما كنت متخذ المضلين عضدا.
وقصته معروفة.
وقال: كان قائدا من الشجعان الأبطال، و كان من أصحاب عثمان ابن عفان، فلما قتل
عثمان انحاز الى معاوية فضهد معه صفين و أقام عنده الى أن قتل علي عليه السلام فرحل
الى الكوفة، فلما كانت فاجعة الحسين تغيب ولم يشهد الوقعة فسأل عنه ابن زياد - كما
مر -
ادب الطف ـ الجزء الاول 96
ثم التف حول مصعب وقاتل المختار ثم خاف مصعب أن ينقلب عليه عبيد الله فحبسه وأطلقه
بعد أيام بشفاعة من مذحج فحقدها عليه وخرج مغاضباً فوجه اليه مصعب رجال يراودونه
على الطاعة و يعدونه بالولاية، و أخرين يقاتلونه فرد اؤلئك وهزم هؤلاء واشتدت
عزيمته، وكان معه ثلثمائة مقاتل فامتلك تكريت و أغارعلى الكوفة. وأعيى مصعبا أمره،
ثم تفرق عنه جمعه بعد معركة، وخاف أن يؤسر فألقى نفسه في الفرات فمات غريقا. و كان
شاعرا فحلا ثابت الايمان قال لمعاوية يوما: ان عليا على الحق وأنت على الباطل وهذا
يدل على صحة اعتقاده لا سيما ما أظهره من شدة ندمه وتحسره - نظما و نثرا على تركه
لنصرة الحسين(ع) ليفوز بجنات النعيم وطيبها.
ومن اخذه بالثأر مع المختار قالوا وتداخله من الندم شيء عظيم حتى كادت نفسه تفيض.
والرجل صحيح الاعتقاد سيء العمل، وقد يرجى له النجاة بحسن عقيدته وبحنو الحسين عليه
السلام و تعطفه عليه، حيث أمره بالفرار من مكانه حتى لا يسمع الواعية، فيكبه الله
على وجهه في النار والله أعلم بحقيقة حاله. انتهى كلام السيد بحر العلوم رحمه الله.
وقال الشيخ نجم الدين - من احفاد ابن نما - في رسالته ( ذوب النضار في شرح الثأر )
: و كان عبيد الله بن الحر الجعفي من أشرباف الكوفة، و كان قد مشى اليه الحسين(ع) و
ندبه الى الخروج معه فلم يفعل ثم تداخله الندم حتى كادت نفسه تفيض، فقال:
فـيالك حـسرة نـادمتُ iiحيا تـردد بـين حلقي و iiالتراقي
حسين حين يطلب بذل نصري عـلى أهـل الضلالة iiوالنفاق
غـداة يقول لي بالقصر iiقولا أتـتـركنا وتـزمع iiبـالفراق
ادب الطف ـ الجزء الاول 97
ولـو أنـي اواسـيه iiبـنفسي لـنلت كـرامة يـوم الـتلاق
مـع ابن المصطفى نفسي iiفداه تـولـى ثـم ودّع iiبـانطلاق
فـلو فـلق الـتلهف قلب iiحي لـهم الـيوم قـلبي iiبـانفلاق
فقد فاز الاولى نصورا iiحسينا وخـاب الآخـرون الى النفاق
جاء في التاريخ الكامل ج4ص237 حوادث سنة 68 وهي السنة التي مات فيها ابن الحر قال:
لما مات معاوية وقتل الحسين(ع) لم يكن عبيد الله بن الحر الجعفي فيمن حضر قتله.
تغيب عن ذلك تعمدا, فلما قتل جعل ابن زياد يتفقد الأشراف من أهل الكوفة فلم ير عبيد
الله بن الحر ثم جاءه بعد أيام حتى دخل عليه فقال له: أين كنت يا بن الحر؟ قال كنت
مريضا، قال مريض القلب أم مريض البدن فقال اما قلبي فلم يمرض، و أما بدني فلقد من
الله علي بالعافية، فقال ابن زياد كذبت ولكنك كنت مع عدونا، فقال: لو كنت معه لرؤي
مكاني. وغفل عنه ابن زياد فخرج وركب فرسه، ثم طلبه ابن زياد فقال ركب الساعة، فقال:
علي به، فاحضر الشرطة خلفه، فقالوا: اجب الأمير فقال: أبلغوه اني لا آتي اليه
طائعاً أبداً، ثم أجرى فرسه وأتى منزل احمد بن زياد الطائي فاجتمع اليه اصحابه ثم
خرج حتى أتى كربلاء فنظر الى مصارع الحسين(ع) و من قتل معه فاستغفر لهم ثم مضى الى
المدائن فقال في ذلك :
يقول امير غادر وابن غادر الابيات.
وقال السيد المقرم في ( المقتل) : وفي أيام عبد الملك سنة68 قتل عبيد الله بالقرب
من الانبار، وفي أنساب الاشراف ج5 ص297
ادب الطف ـ الجزء الاول 98
قاتله عبيد الله بن العباس السلمي من قبل القباع ولما أثخن بالجراح ركب سفينة ليعبر
الفرات وأراد أصحابه عبيدالله أن يقبضوا السفينة فأتلف نفسه في الماء خوفاً منهم و
جراحاته تشخب دماً، ويذكر ابن حبيب في (المحبّر) ان مصعب بن الزبير نصب رأس عبيد
الله بن الحر الجعفي بالكوفة. وفي جمهرة أنساب العرب لابن حزم أن أولاد عبيد الله
بن الحر هم: صدقة، و برة، و الاشعر، شهدوا واقعة الجماجم مع ابن الاشعث.
و من شعره الذي أضهر به الندم على عدم نصرة الحسين(ع):
يـقول أمـير غـادر وابن iiغادر الا كـنت قاتلت الحسين بن iiفاطمة
ونـفسي عـلى خـذلانه iiواعتزاله وبـيعة هـذا الـناكث العهد iiلائمه
فـيا نـدمي أن لا أكـون iiنصرته ألا كـل نـفس لا تـسدد iiنـادمه
وإنـي لأنـي لـم أكن من iiحماته لـذو حـسرة ما ان تفارق iiلازمه
سـقى الله ارواح الـذين iiتـبادروا الـى نصره سقياً من الغيث iiدائمه
وقـفت عـلى أجـداثهم iiومحالهم فـكاد الحشى ينقض والعين ساجمه
لعمري لقدكانوامصاليت في الوغى سـراعاً الى الهيجا حماة iiخضارمه
تـآسوا على نصرة أبن بنت iiنبيهم بـأسياف آسـاد غـيل iiضراغمه
فـان يـقتلوا فـي كـل نفس بقية على الأرض قدأضحت لذلك واجمه
ومـا ان رأى الراؤون افضل iiمنهم لـدى الموت سادات وزهر قماقمه
يـقـتِّلهم ظـلماً ويـرجو ودادنـا فـدع خـطة لـيست لـنا بملائمه
لـعمري لـقد راغـمتمونا iiبقتلهم فـكم نـاقم مـنا عـليكم iiونـاقمه
أهـم مـرارا أن أسـيد بـجحفل ألـى فـئة زاغت عن الحق ظالمه
فـكفوا ولا ذدتـكم فـي iiكـتائب أشـد عـليكم من زحوف iiالديالمه
ادب الطف ـ الجزء الاول 99
ولما بلغ ابن زياد هذه الأبيات طلبه فقعد على فرسه ونجا منه. وأقام ابن الحر بمنزله
على شاطىء الفرات الى ان مات يزيد.
ومن شعره الذي يتأسف به على عدم نصرة الحسين(ع): ولما دعا المختار للـثأر أقبـلت
كـتائـب مـن أشيــاع آل محمد
ولـما دعـا الـمختار للثأر iiأقبلت كـتائب مـن أشـياع آل مـحمد
وقـد لـبسوا فوق الدروع iiقلوبهم وخاضوا بحار الموت في كل مشهد
هـم نـصروا سبط النبي iiورهطه ودانـوا بـأخذ الثأر من كل iiملحد
فـفازوا بـجنات الـنعيم iiوطيبها وذلـك خـير مـن لجين iiوعسجد
ولـو أنني يوم الهياج لدى iiالوغى لأعـملت حـد الـمشرفي iiالمهند
وواأسـفا إذ لـم أكـن من iiحماته فـأقتل فـيهم كـل بـاغ iiومـعتد
وكل هذا يخبر عن ندامته على قعوده عن نصرة سيد الشهداء، قال صاحب نفس المهموم: و
حكى ايضا انه كان يضرب يده على الاخرى ويقول ما فعلت بنفسي و يردد هذه الاشعار.
وقال الشيخ القمي في نفس المهموم: ثم أن بيت بني الحر الجعفي من بيوت الشيعة وهم
اديم وأيوب و زكريا من أصحاب الصادق ذكرهم النجاشي وأثبت لأديم و ايوب أصلا ووثقهما
و لزكريا كتابا.
وقال الشيخ عباس القمي في الكنى: ابن الحر الجعفي هو عبيد الله بن الحر الفارس
الفاتك، له نسخة يرويها عن أمير المؤمنين(ع) قتل سنة68، و عن كتاب الاعلام قال في
ترجمة، و كان معه ثلثمائة مقاتل وأغار على الكوفة و أعيي مصعباً أمره ثم تفرق عنه
جمعه فخاف أن يؤسر فألقى نفسه في الفرات فمات غريقاً، و كان شاعراً فحلا.
ادب الطف ـ الجزء الاول 100
وقال السيد الأمين في الأعيان، و من شعره:
يـخوّفني بـالقتل قـومي iiوإنـما أمـوت اذا جـاء الـكتاب iiالمؤجل
لـعل الـقنا تـدني بأطرافها iiالغنى فـنحى كـراماً او نـموت iiفـنقتل
وإنـك إن لاتـركب الـهول iiلاتنل من المال ما يكفي الصديق و يفضل
إذا الـقرن لاقـاني ومـلا iiحـياته فـلـست ابـالي أيّـنا مـات iiأول
ادب الطف ـ الجزء الاول 101
13- ابو
الاسود الدؤلي
ابو الأسود الدؤلي يرثي الحسين بن علي عليهما السلام و من اصيب معه من بني هاشم:
أقـــول لـعـاذلتي مــرة وكـانت عـلى ودنـا iiقـائمه
اذا أنـتِ لـم تبصري ما iiأرى فـبيني وأنـت لـنا iiصـارمه
ألـستِ تـرين بـني iiهـاشم قـد افـنتهمو الـفئة iiالـظالمه
فـانـت تـزيـنتهم iiبـالهدى وبـالطف هـام بـني iiفاطمه
فـلو كـانت راسخة في iiالكتا بـالاحزاب خـابرة عالمه (1)
عـلـمتِ بـأنـهم مـعـشر لـهـم سـبقت لـعنة جـاثمه
سـأجـعل نـفسي لـه iiجُـنَّة فـلا تـكثري لـي من iiاللائمه
أرجـي بـذلك حوض iiالرسو ل والـفوز والـنعمة iiالـدائمه
لـتـهلك ان هـلـكت iiبـرة وتخلص ان خلصت غانمه (2) |
وقال ايضا يرثيه و يحرض على ثأره:
يا ناعي الدين الذي ينعى التقى قـم فـانعه والبيت ذا iiالاستارِ
أبـني عـلىٍ آل بـيت iiمحمد بـالطف تـقتلهم جـفاة iiنزار
سبحان ذا العرش العلي iiمكانه أنــى يـكابره ذووا iiالاوزار
(1)وفي نسخة : و بالحرب خابرة عالمة.
(2) ديوان ابي الأسود
ادب الطف ـ الجزء الاول 102
أبـني (قـشيرٍ) إنـني iiادعوكمو لـلحق قـبل ضـلالة iiوخـسار
كـنوا لـهم جـنناً وذودوا iiعنهمو أشـيـاعَ كــل مـنافق iiجـبار
وتـقدموا فـي سـهمكم من iiهاشم خـير الـبرية فـي كتاب iiالباري
بـهموا اهتديتم فاكفروا إن iiشئتمو وهمو الخيار وهم بنو الاخيار (1)
وقـال ii:
أقـول وذاك مـن جـزع iiووجد أزال الله مـلـك بـنـي iiزيـاد
وأبـعدهم بـما غـدروا وخـانوا كـما بـعدت ثـمود وقـوم iiعاد
ولا رجـعـت ركـائبهم iiالـيهم الـى يـوم الـقيامة والتناد(2) |
(1) ديوان ابي الاسود .
(2) تاريخ ابن عساكر ج 7 ص216 .
ادب الطف ـ الجزء الاول 103
الشاعر
أبو الأسود الدؤلي - ظالم بن عمرو:
ذكره المرزباني في شعراء الشيعة وقال: كان من قدماء التابعين وكبرائهم، و كان شاعرا
مجيدا وكان شيعيا، وعده ابن شهر آشوب من شعراء أهل البيت المقتصدين.
توفي عام 69 هـ بالبصرة بالطاعون (1) الجارف و عمره
85 سنة. قال ابن بدران في تهذيب ابن عساكر قال الواقدي: كان ابو الأسود ممن أسلم
على عهد رسول الله وقاتل مع علي(ع) يوم الجمل وكان علويا وأبو الاسود معدود من
التابعين، و الفقهاء ، والشعراء ، والمحدثين، و الأشرافـ والفرسان ، و الامراء،
والدهاة، والنحويين، والحاضري الجواب، والشيعة، والبخلاء.
وهو واضع علم النحو بارشاد من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، و من
أراد تفصيل ذلك فليرجع الى الكتب المؤلفة في هذا الفن، وقد جمع الاستاذ المعاصر عبد
الكريم الدجيلي ديوان - أبو الأسود الدؤلي - وحققه وشرحه وكتب عن حياة أبي الاسود
وقام بطبعه فشكراً له على هذه الخدمة الادبية.
وفي الاعيان قال: هاجر أبو الأسود الى البصرة على عهد عمر بن الخطاب. |