وقال الشيخ ابن نما الحلي رحمه الله حدث ابو العباس الحميري قال: قال رجل من عبد
القيس قتل اخوه مع الحسين(ع).
أقول ورواها السيد الامين في (الاعيان) وقال:وعبد القيس قبيلة معروفة بالتشيع لأهل
البيت عليهم السلام:
يـافرد قـومي فـاندبي خـير البرية في iiالقبور
وابـكي الـشهيد بعبرةٍ من فيض دمع ذي درور
ذاك الحسين مع iiالتفجع والــتـأوه iiالـزفـير
قـتلوا الحرام من iiالأئمة فـي الحرام من iiالشهور
ادب الطف ـ الجزء الاول 126
17- الفضل
بن عباس بن عتبة بن ابي لهب بن عبد المطلب بن هاشم
بـكيت لـفقد الاكـرمين iiتتابعوا لـوصل الـمنايا دارعون iiوحسّر
من الاكرمين البيض من آل هاشم لهم سلف من واضح المجد iiيذكر
بـهم فـجعتنا والـفواجع كاسمها تـميم و بكر و السكون و iiحمير
وفـي كل حي نضحة من iiدمائنا بـني هـاشم يعلو سناها و يشهر
فـلـله مـحيانا وكـان iiمـماتنا ولـلـه قـتلانا تـدان و تـنشر
لـكل دم مـولى، و مولى iiدمائنا بـمرتقب يـعلو عليكم و iiيظهر
فـسوف يرى أعداؤنا حين iiتلتقي لأي الـفريقين الـنبي iiالـمطهر
مـصابيح امـثال الأهـلة إذ iiهم لدى الحرب أودفع الكريهة iiأبصر
و منها:
أعـيني ان لا تـبكيا iiلـمصيبتي فـكل عـيون الناس عني iiأصبر
أعـيني جـودا من دموع iiغزيرة فـقد حق اشفاقي و ما كنت iiأحذر
ادب الطف ـ الجزء الاول 127
ابو لهب بن عبد المطلب و اسمه عبد العزى - له من الأولاد : عتبة بن أبي لهب ، و
معتبا و عتيبة و هو الذي اكله الاسد و كان ابو لهب يكنى بأسماء بنيه كلهم و امهم ام
جميل، و هي ( حمالة الحطب) بنت حرب بن امية بن عبد شمس و فيها يقول الاحوص الشاعر
الانصاري:
ماذات حبل يراه النـاس كلـهم وسط الجحيم ولا يخفى
على احد
كل الحبال حبال الناس من شعر وحبلهـا وسط أهل النار
من مسد
شهد عتبة و معتب حنينا مع النبي(ص) و ثبتا فيمن ثبت معه، و أصيب عين معتب يومئذ.
و من شعر الفضل بن العباس - و كان شديد الادمة و لذلك قال:
وأنا الأخضر (1)من iiيعرفني أخضر الجلدة في بيت العرب
مـن يساجلني يساجل iiماجدا يـملأ الدلو الى عقد iiالكرب
إنـما عـبد مـناف جـوهر زيـن الجوهر عبد iiالمطلب
الشاعر
هو الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم (شاعر الهاشميين).
توفي في حدود سنة 90 في خلافة الوليد بن عبد الملك ، و كان احد شعراء بني هاشم و
فصحائهم هاشمي الابوين، امه آمنة بنت العباس ابن عبد المطلب.
و من شعره:
(1)كان شديد السمرة، والعرب تسمي الاسمر اخضر و تتمدح بذلك.
ادب الطف ـ الجزء الاول 128
ماكنت احسب أن الامر iiمنصرف عـن هاشم ثم منها عن أب iiحسن
مـن فـيه ما فيهم من كل صالحة ولـيس في كلهم ما فيه من iiحسن
ألـيس اول مـن صـلى iiلقبلتكم وأعـلم الـناس بالقرآن و iiالسنن
وأقـرب الناس عهدا بالنبي و iiمن جبريل عون له في الغسل و الكفن
مــاذا يـردكم عـنه iiفـنعرفه هـا إن ذا غَـبَن من أعظم iiالغبن
قال المرصفي في شرح الكامل: و كان من أصحاب علي(ع) وهو القائل يخاطب بني امية:
مهلا بني عمنا مهـلا موالينـا
لا تنبشوا بيننا ما كان مدفـونا
لا تطعموا أن تهينونا و نكرمكم
وأن نكف الأذى عنكم و تؤذونا
مهلا بني عمنا عن نحت أثلتنا
سيروا رويدا كما كنتم تسيرونا
الله يـعـلـم أنا لا نـحبـكم
ولا نـلومـكـم ألا تحـبـونا
كل له نية في بغض صاحـبه
بنعـمة الله نقلـيكم و تقـلونا
وقال الوليد بن عقبة بن أبي معيط - أخو عثمان لأمه - يرثي عثمان و يتهم بني هاشم و
عليا و يتوعدهم:
ألا مـن لـليل لا تـغور iiكـواكبه اذا لاح نـجـم لاح نـجم iiيـراقبه
بـني هـاشم ردوا سلاح ابن اختكم ولا تـنـهبوه لا تـحـل iiمـناهبه
بـنـي هـاشم لا تـعجلوا iiبـإفادة ســواء عـلـينا قـاتلوه iiوسـالبه
فـقد يـجبر العظم الكسير و ينبرى لـذي الـحق يـوما حـقه iiفيطالبه
وانـا وايـاكم و مـا كـان iiمـنكم كصدع الصفا لا يرأب الصدع شاعبه
ادب الطف ـ الجزء الاول 129
بـني هـاشم كيف التعاقد iiبيننا وعـند عـلي سـيفه و حرائبه
لعمرك لا أنسى ابن أروى و قتله وهل ينسين الماء ما عاش شاربه
هـم قـتلوه كـي يكونوا iiمكانه كما غدرت يوما بكسرى مرازبه
وإنـي لـمجتاب الـيكم iiبجحفل يصم السميع جرسه (1)وجلائبه
فانتدب له الفضل بن العباس بن عتبة يرد عليه فيقول:
فــلا تـسألونا بـالسلاح iiفـإنه اضـيع وألقاه لدى الروع iiصاحبه
سلوا أهل مصرعن سلاح ابن اختنا فـهـم سـلبوه سـيفه و iiحـرائبه
وكـان ولـي الـعهد بـعد iiمحمد عـلي وفـي كل المواطن صاحبه
عـلـي ولـي الله اظـهر iiديـنه وأنـت مـن الاشقين فيمن iiتحاربه
وقـد أنـزل الـرحمن انك iiفاسق فمالك في الاسلام سهم تطالبه
(2)
وشـبهته كـسرى وقـد كان iiمثله شـبيها بـكسرى هديه و عصائبه
(1)الجرس: الصوت.
(2) في الوليد نزلت قوله تعالى:« يا أيها الذين آمنوا ان
جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا »
الآية و ذلك ان رسول الله (ص) ارسله الى بني المصطلق ليجيء بالزكاة فخرجوا للقائه
فهابهم فعاد الى رسول الله يقول انهم ارتدوا عن الاسلام فنزلت الآية ومن ذلك سمي
بالفاسق.
ادب الطف ـ الجزء الاول 130
18- عوف
الازدي
هو عوف بن عبد الله بن الاحمر الازدي - أحد التوابين - يرثي الحسين عليه السلام،
ويدعو الى الاخذ بثأره فيقول:
صـحوت وقد صح الصبا و iiالعواديا وقـلت لاصـحابي أجـيبوا iiالمناديا
وقـولوا لـه اذ قام يدعو الى iiالهدى وقـبل الـدعا لـبيك لـبيك داعـيا
ألا وأنـع خـير الـناس جدا iiووالدا (حـسينا) لأهل الدين، إن كنت iiناعيا
لـبيك حـسينا مـرمل ذو خصاصة عـديـم و أمــام تـشكى الـمواليا
فـاضحى حـسين لـلرماح iiدريـئة وغـودر مـسلوبا لـدى الطف iiثاويا
سـقى الله قبرا ضمن المجد و iiالتقى بـغـربية الـطف الـغمام iiالـغواديا
فـيا امـة تـاهت و ضـلت سفاهة أنـيبوا، فارضوا الواحد المتعاليا
(1)
و منها:
ونـحن سـمونا لابن هنـد بجـحفل كـرجل الـدبا يزجي الـيه iiالدواهيا
فـلما الـتقينا بـين الـضرب iiأيـنا بـصفين كـان الاضـرع iiالـمتوانيا
لـبـيك حـسينا كـلما ذر iiشـارق وعـند غـسوق الـليل من كان iiباكيا
لـحا الله قـوما اشخصوهم و iiغرروا فـلم يـر يـوم الـباس منهم iiمحاميا
ولا مـوفيا بـالعهد اذ حـمس الوغا ولا زاجـرا عـنه الـمضلين نـاهيا
فـيا لـيتني اذ ذاك كـنت iiشـهدته فـضاربت عـنه الـشانئين الاعاديا
ودافـعت عـنه ما استطعت iiمجاهدا وأعـملت سـيفي فـيهم و iiسـنانيا
(1) عن كتاب «ادب الشيعة» عبد الحسيب طه - مصر.
ادب الطف ـ الجزء الاول 131
قال الشيخ القمي في الكنى: عوف الازدي ذكره المرزباني في معجم الشعراء فقال: عوف بن
عبد الله بن الاحمر الازدي.شهد مع علي(ع) صفين و له قصيدة طويلة رثى فيها الحسين(ع)
وحرض الشيعة على الطلب بدمه و كانت هذه المرثية تخبأ أيام بني امية و انما خرجت بعد
ذلك. قاله ابن الكلبي. منها:
ونحن سمونا لابن هند بجحفل كرجل الدبا يزجي اليه الدواهيا
الابيات. وفي الاعيان ج42 ايضا رواها عن المرزباني اقول لاعجب اذا ضاع اكثر القصيدة
و ذهب جلها ولم يبقى منها الاهذه الابيات لأن الدور لبني امية و الضغط على شيعة أهل
البيت كان قائما على قدم و ساق، لذا يقول: و كانت هذه المرئية تخبأ أيام بني امية
حيث كانوا يأخذون الناس بالترغيب و الترهيب و متى حورب الشخص بهذين العاملين محى
اسمه و مات و انطفأ ذكره.
ملاحظة:وجاء في الجزء الاول من الاعيان - القسم الثاني ص 164 قوله: و عبد الله بن
عوف بن الاحمر كان يحرض على الطلب لثأر الحسين عليه السلام، و هو القائل:
الا و انعَ خير الناس جدا و والدا حسينا لاهل
الدين إن كنت ناعيا
سقى الله قبرا ضمن المجد و التقى بغربية الطف
الغمـام الغواديـا
هذين البيتين تتمة الابيات السابقة و لكن السيد جعل اسم الولد بمكان الوالد كما انه
في جزء 32 ص 119 عند ترجمة رفاعة بن شداد البجلي قال: واراد رفاعة بن شداد الرجوع
عن الحرب فقال عبد الله ابن عوف بن الاحمر: هلكنا والله اذا لئن انصرفنا ليركبن
اكتافنا فلا نبلغ فرسخا حتى نهلك، هذه الشمس قد قاربت للغروب فنقاتلهم على خيلنا
فاذا غسق الليل ركبنا خيولنا و سرنا، فقال رفاعة نعم ما
ادب الطف ـ الجزء الاول 132
رأيت و اخذ الراية وقاتلهم قتالا شديدا فلما امسوا رجع اهل الشام الى معسكرهم و نظر
رفاعة الى كل رجل قد عقر فرسه و جرح فدفعه الى قومه.
قال الطبري قال ابو مخنف حدثني الحسين بن يزيد عن السري ابن كعب، قال خرجنا مع رجال
الحي نشيعهم فلما انتهينا الى قبر الحسين و انصرف سليمان بن صرد واصحابه عن القبر
ولزموا الطريق استقدمهم عبدالله بن عوف بن الاحمر على فرس له مهلوب كميت مربوع
تتأكل تأكلا و هو يرتحز ويقول:
خـرجن يـلمعن بنا أرسالا عـوابسا يـحملننا iiأبـطالا
نـريد أن نـلقي به iiالأقتالا الـقاسطين الـغدر الظُّلالا
وقد رفضنا الاهل iiوالأموالا والخفرات البيض و الحجالا
نرضي به ذا النعم iiالمفضالا
|
ادب الطف ـ الجزء الاول 133
19- ابو دهبل
(1)وهب بن زمعة الجحمي
إلـيك أخـا الـصب الشجي iiصبابه تـذيب الـصخور الجامدات همومها
عـجبت وأيـام الـزمان iiعـجائب ويـظهر بـين الـمعجبات iiعظيمها
تـبيت الـنشاوى مـن امـية نـوما وبـالطف قـتلى مـا يـنام iiحميمها
وتـضحى كـرام مـن ذؤابـة هاشم يـحكم فـيها كـيف شـاء iiلـئيمها
وتـغدو جسوم ما تغذت سوى iiالعلى غـذاها عـلى رغم المعالي iiسهومها
وربـات صـون مـا تـبدت iiلعينها قـبـيل الـسبا الا لـوقت iiنـجومها
تـزاولـها ايــدي الـهوان iiكـأنما تـقـحم مـا لا عـفو فـيه iiأثـيمها
و مـا أفـسد الاسـلام الا iiعـصابة تــأمـر نـوكـاها ودام iiنـعـيمها
وصـارت قـناة الدين في كف iiظالم اذا مــال مـنها جـانب لا يـقيمها
وخـاض بـها طـخياء لا يهتدى iiلها سـبيل ولا يرجى الهدى من iiيعومها
ويـخبط عـشوا لا يـراد iiمـرادها و يـركب عـميا لا يـريد iiعزومها
يـجـشمها مـا لا يـجشمه iiالـردى لأودى و عـادت لـلنفوس iiجسومها
الـى حـيث الـقاها بـيداء مـجهل تـضل لأهـل الـحلم فـيها iiحلومها
رمـتهالأهل الـطف مـنها iiعصابة حـداها الـى هـدم الـمكارم iiلومها
فـشنت بـها شـعواء في خير iiفتية تـخلت لـكسب الـمكرمات iiهمومها
(1) دهبل كجعفر بفتح الدال المهملة و سكون الهاء او فتح الباء الموحدة و سكون
اللام.
ادب الطف ـ الجزء الاول 134
عـلى ان فـيها مفخرا لو سمعت iiبه الـى الشمس لم تحجب سناهاغيومها
فـجردن مـن سـحب الاباء iiبوارقا يـشيم الـفتا قـبل الـفنا من iiيشيمها
فـما صـعرت خـدا لاحـراز iiعزة اذا كـان فـيها سـاعة مـا iiيضيمها
أولــئــك آل الله آل iiمـحـمـد كـرام تـحدث مـا حـداها iiكريمها
أكــارم أولـيـن الـمكارم iiرفـعة فـحمد الـعلى لـو لا علاهم ذميمها
ضـياغم أعـطين الـضياغم جـرأة فـما كـان الا مـن عـطاهم iiقدومها
يـخوضون تـيار الـمنايا ظـواميا كـما خاض في عذب الموارد iiهيمها
يـقوم بـهم لـلمجد أبـيض iiمـاجد اخـو عـزمات أقـعدت من iiيرومها
حـمى بـعد مـا أدى الحفاظ iiحماية و أحـمى الـحماة الحافظين iiزعيمها
الى أن قضى من بعدما إن قضى على ضـمـاء يـسلى بـالسهام iiفـطيمها
أصـابته شـنعاء فـلو حـل iiوقعها عـلىالارض دكت قبل ذاك iiتخومها
فـأيـمها لـم تـلق بـالطف كـافلا ولـم يـر مـن يـحنو عليه iiفطيمها
أضـاءت غراب البين فيهم فأصبحت مـن الـشجو لا تأوي العمارة iiبومها
فـقصر فـما طـول الـكلام iiبـبالغ مـداها رمـى بـالعي عـنها iiكليمها
فـمـا حـملت ام الـرزايا iiبـمثلها وان وردت فـي الـدهر فهي iiعقيمها
أتــت أولا فـيها بـأول iiمـعضل فـما ذاالـذي شحت على من iiيسومها
فـأقسم لا تـنفعك نـفسي iiجـزوعة و عـيني سـفوحا لا يـمل iiسجومها
حـيـاتي أو تـلـقى امـية وقـعة يـذل لـها حـتى الـممات iiقرومها
لـقد كـان في ام الكتاب وفي iiالهدى وفـي الـوحي لم ينسخ لقوم علومها |