ادب الطف

 
 

ادب الطف ـ الجزء الاول 135

فـرائض  فـي الـقرآن قد iiتعلمونها      يـلوح  لـذي الـلب البصير أرومها
بـها  دان مـن قبل المسيح بن iiمريم      ومــن  بـعده لـما أمـر iiبـريمها
فـأمـا  لـكـل غـيـر آل مـحمد      فـيقضي بـها حـكامها و iiزعـيمها
وأمـا  لـميراث الـرسول و iiأهـله      فـكـل يـراهـم ذمـها iiوجـسيمها
فـكيف وضـلوا بـعد خمسين iiحجة      يـلام عـلى هـلك الـشراة اديـمها

ادب الطف ـ الجزء الاول 136

وهو وهب بن زمعة بن اسيد بن اميمة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي المعروف بأبي دهبل الجمجي.

خرج مع التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي، و لما وقف على قبر الحسين(ع) في كربلاء قال: الابيات.

قال السيد الامين في الاعيان ج52 ص5:

وذكرنا في كتاب (أصدق الأخبار) عند ذكر التوابين لما جائوا الى قبر الحسين (ع) انه قام في تلك الحال وهب بن زمعة الجعفي باكيا على القبر الشريف وأنشد أبيات عبيد الله بن الحر الجحفي وذكرنا في الحاشية أن المرتضى في أماليه نسبها لأبي دهبل الجمحي عدا البيتين الاخيرين و هذا خطا، فان أبا دهبل الجمحي اسمه وهب بن رمعة و يوشك ان يكون صواب العبارة هكذا: فقام عبيد الله بن الحر الجحفي و أنشد أبيات وهب بن زمعة الجمحي،و كأن التحريف وقع في نسخة الكتاب الذي نقلنا عنه و تبعنا نحن ذلك ولعل عبيد الله زاد البيتين فيها فانه كان شاعرا.

وقال السيد ايضا في الجزء الرابع - القسم الاول- من الاعيان: ابو دهبل الجمحي وهب بن زمعة وهو معاصر لمعاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد و رثى الحسين و هجا بني امية مع تحامي الناس و رثاه في عهد بني امية بأبيات اوردها المرتضى في الامالي: تبيت النشاوى من امية نوما... الخ، وهو من المائة الاولى (1)

اقول:

وأبو دهبل شاعر جميل عفيف ترجم له صاحب الاغاني فقال : كان أبو دهبل من اشراف بني جمح، و كان يحمل الحمالة و كان مسودا

(1)انظر ص163 من الجزء الاول من اعيان الشيعة القسم الثاني.

ادب الطف ـ الجزء الاول 137

وذكر بعض أبياته التي قالها في الامام الحسين عليه السلام و جملة من شعره فمن قوله:

فـوا ندمي ان لم أعج اذ تقول iiلي      تـقدم  فـشيعنا الـى ضحوة iiالغد
تـكن سـكنا او تـقدر العين iiأنها      ستبكي مرارا فاسل من بعد و احمد
فـأصبحت  مما كان بيني و iiبينها      سـوى ذكرها كالقابض الماء iiباليد

وله:

ياليت من يمنع المعروف يمنعه      حتى يذوق رجال غب ما صنعوا

وليت رزق رجال مثل نائلـهم       قوت كقوت ووسع كالذي وسعوا

وليت للناس خطا في وجوهـهم      تبين أخلاقهم فـيه اذا اجـتمعوا

وليت ذا الفحش لاقى فاشحا ابدا      ووافق الحلم اهل الحلم فابتـدعوا

ادب الطف ـ الجزء الاول 138

20 - المغيرة بن نوفل

المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف كان مع الحسين بن علي عليهما السلام، فأصابه مرض في الطريق، فعزم عليه الحسين(ع) أن يرجع فرجع.

فلما بلغه قتله قال يرثيه: أحزنني الدهـر و أبكانـي والدهر ذو صـرف و ألوانِ

أحـزنني  الدهر و iiأبكاني      والدهر ذو صرف و iiألوانِ
أفـردني  مـن تسعة قتلوا      بالطف أضحوا رهن iiأكفان
وسـتة لـيس لـهم iiمشبه      بـني عـقيل خير iiفرسان
والمرء عون و اخيه مضى      كـلاهما  هـيج iiأحـزاني
مـن كان مسرورا بما iiنالنا      و  شامتتا يوما فمِ الآن 
(1)

(1) ذكره المرزباني في معجم الشعراء ص272.

ادب الطف ـ الجزء الاول 139

جاء في جمهرة انساب العرب ان نوفل بن الحارث بن عبد المطلب له عقب كثير احدهم: المغيرة. ثم قال تزوج المغيرة هذا أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس، وامها زينب بنت رسول الله(ص) ولم تلد له شيئا، ثم خلف عليها بعده علي بن أبي طالب و لم تلد ايضا لعلي شيئا.

ومن ولد المغيرة: يحيى بن يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل بن الحارث روى عنه و عن أيبه الحديث.

وروى الشيخ المامقاني في( تنقيح المقال) ذلك وقال: لما خرج أمير المؤمنين(ع) خاف من معاوية أن يتزوج بأمامة فأمر المغيرة بن نوفل ابن الحارث بن عبد المطلب ان يتزوجها بعده فلما توفي امير المؤمنين(ع) وقضت العدة تزوجها المغيرة.

وذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى. فقال المغيرة بن نوفل ابن الحارث بن عبد المطلب امه ضريبة بنت سعيد بن القشب, ثم ذكر جملة من أحواله.

وابوه نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. وهو القائل لما خرج المشركون من كان بمكة من بني هاشم الى بدر كرها:

حـرام علي حرب أحمد انني     أرى احمدا مني قريبا أواصره

وان تك قهر ألبت و تجمعت      عليه فـإن الله لا شك ناصره

وقال ايضا:

اليكم اليكم انني لست منـكم      تبرأت من دين الشيوخ الأكابر

لعمرك ما ديني بشيء أبيعه      و ما أنـا اذ أسلمت يوما بكافر

شهدت على أن النبي محمدا      أتى بالهـدى من ربه والبصائر

ادب الطف ـ الجزء الاول 140

وان رسول الله يدعو الى التقى     وان رسول الله ليس بشاعر

على ذاك أحـيا ثم أبعث موقتا      وأثوى عليه ميتا في المقابر

قال ابن سعد في الطبقات الكبرى: وأسر نوفل بن حارث ببدر فقال له رسول الله(ص): افد نفسك يا نوفل، قال مالي شيء أفدي به نفسي يا رسول الله قال : الد نفسك برماحك التي بجده، قال : اشهد انك رسول الله ففدى نفسه و كانت الف رمح. واسلم نوفل بن الحارث و كان أسن من اخوته ربيعة و أبي سفيان و عبد شمس بني الحارث، ورجع نوفل الى مكة ثم هاجرهو و العباس الى رسول الله(ص)أيام الخندق. و آخى رسول الله بينه و بين العباس ابن عبد المطلب و كانا قبل ذلك شريكين في الجاهلية متقاوضين في المال متحابين متصافين. و أقطع رسول الله(ص) نوفل بن الحارث منزلا عند المسجد بالمدينة و شهد نوفل مع رسول الله(ص) فتح مكة و حنين و الطائف، وثبت يوم حنين مع رسول الله (ص)، فكان عن يمينه يومئذ، وأعاده رسول الله(ص) يوم حنين بثلاث آلاف رمح.

وتوفي نوفل بن الحارث بعد أن استخلف عمر بن الخطاب بسنة و ثلاثة اشهر و دفن بالبقيع.

ادب الطف ـ الجزء الاول 141

21- مصعب بن الزبير

قال مصعب بن الزبير بن العوام لما باشر الحرب:

وان الأولى بالطف من آل محمد      تآسوا فسنوا للكرام التآسيا

ادب الطف ـ الجزء الاول 142

مصعب بن الزبير بن العوام بن خويلد ولاء اخوه عبد الله على العراق فبدأ بالبصرة فنزلها ثم خرج في جيش كثير الى المختار بن أبي عبيد وهو بالكوفة فقاتله حتى قتله و بعث برأسه الى أخيه عبد الله بن الزبير.

قال ابن سعد في الطبقات الكبرى: قتل مصعب يوم الخميس للنصف من جمادي الاولى سنة اثنتين و سبعين و كان الذي سار اليه فقتله عبد الملك بن مروان. قالوا: ولما استقتل أنشد هذا البيت.

ادب الطف ـ الجزء الاول 143

22- عبد الله بن الزبير الاسدي (1)

إذا كنت لا تدرين ما الموت فانظري      الـى هـاني بـالسوق و ابن iiعقيل
الـى  بـطل قد هشم السيف iiوجهه      وآخـر  يـهوى مـن طـمار قتيل
أصـابـهما  أمـر iiالامـيرفأصبحا      أحـاديث  مـن يـسري بكل iiسبيل
تـرى جـسد قـد غير الموت iiلونه      و  نضح دم قد صال كل مسيل
(2)
أيـركب  اسـماء الهماليج (3) iiآمنا      وقــد طـلـبته مـذحج iiبـذحول
تـطيف  حـواليه مـراد و iiكـلهم      عـلى  رقـبة مـن سائل و iiمسول
فـان  انـتم لـم تـثأروا iiبـاخيكم      فـكونوا  بـغايا أرضيت بقليل (4)

(1) الزبير بفتح الزاي المعجمة كحبيب، قال الشيخ المساوي في ابصار العين: هو من بني اسد بن خزيمة، و كان يتشيع. ذكره المرزباني في معجم الشعراء و ذكر له شعر.
(2) وفي رواية الطبري في تاريخه بعد البيت الرابع هذا البيت.

فتى هو أحيى من فتاة حيية     واقطع من ذي شفرتين صقيل

(3) الهماليج جمع هملاج وهو البرذون.
(4) وقيل هذا الابيات للفرزدق.

ادب الطف ـ الجزء الاول 144

لما كانت قصة مسلم بن عقيل و هاني بن عروة تتصل بواقعة الطف و يوم الحسين اتصالا وثيقا رأينا من الواجب ان لا تخلو هذه الموسوعة من هذه القطعة الشعرية و ضم كل ما قيل من الشعر في حق مسلم و هاني الى هذه الاضمامة، و ها نحن نذكر باختصار ترجمة متقضبة للشهيدين مسلم وهاني.

مسلم بن عقيل بن ابي طالب عليه السلام:

هو سفير الحسين الى الكوفة والذي كتب الحسين في حقه الى اهل الكوفة : اما بعد فقد ارسلت اليكم اخي و ابن عمي وثقتي من اهل بيتي مسلم بن عقيل، فهذه الشهادة من الامام في حقه تدلنا على فضله و مقامه. والى هذا اشار الخطيب الاديب الشيخ محمد على اليعقوبي في قصيدة قالها قي مسلم بن عقيل:

ولو لم يكن خير الاقارب عنده      لما اختاره منهم سفيرا مقدما

وقال الخطيب الشاعر السيد مهدي الاعرجي:

يكفيك يابن عقيل فخرا في الورى      فيه سمـوت الى السماك الأعزل

اذ في رسالته الحسين لك اصطفى     حيث الرسول يكون عقل المرسل

قال ابن شهر آشوب في المناقب ان علي بن أبي طالب أمير المؤمنين(ع) لما عبأ عسكره يوم صفين جعل على ميمنته الحسن و الحسين و عبد الله بن جعفر ومسلم بن عقيل. فانظر بمن قرنه و بص من جعله اما امه فقد ذكر ابن قتيبة في المعارف انها نبطية من آل فرزند - و النبط جيل ينزلون بالبطحاء وهي ارض واسعة بين واسط

ادب الطف ـ الجزء الاول 145

والبصرة كانت قديما قرى متصلة وارضا عامرة (1)فانجبت مسلم بن عقيل بطل الحروب واول شهيد في ثورة كربلاء و المغامر في سبيل الدعوة لابن بنت الرسول و موقفه بالكوفة وهو وحيد وما ابداه من البسالة يكفيه فخرا، و لا زالت المحافل تروي يومه المشهود بكل فخر وتنظم من الشعر في تعداد مكارمه و مآثره.

هاني بن عروة المذحجي المرادي الغطيفي:

كان صحابيا كأبيه عروة و كان معمرا، و هو و أبوه من وجوه الشيعة، وحضرا مع امير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع) حروبه الثلاث وهو القائل يوم الجمل:

يالك حربا حثها جمالها     يقودها لنقصها ضلالها

هذا علي حوله أقباله

قال ابن سعد في الطبقات ان عمره كان يوم قتل بضعا و تسعين سنة، و كان يتوكأ على عصا بها زج وهي التي ضرب بها ابن زياد.

قال المسعودي في مروج الذهب: انه كان شيخ مراد و زعيمها يركب في أربعة آلاف دارع و ثمانمائة آلاف راجل، فاذا تلاها احلافها من كندة ركب في ثلاثين الف دارع، و ذكر المبرد في الكامل وغيره ان

(1) ذكر البحاثة السيد عبد الرزاق المقرم في كتابه « الشهيد مسلم بن عقيل» قال: ام مسلم بن عقيل نبطية، و النبط في جبل شمر و هو المعروف بجبل أجاء وسلمي - منزل لطي، وأخيرا- اي في القرن الثالث عشر والرابع عشر كان منزلا لآل رشيد حتى تغلب عليهم عبد العزيز آل سعود، و شمر في اواسط ابلاد العرب ثم نزحوا الى العراق لما فيه من الخصب و الرخاء فاقاموا في سواد العراق، و ما انكر احد في ان لغة النبط عربية كاسماء ملوكهم البالغين ثمانية عشر.

ادب الطف ـ الجزء الاول 146

عروة خرج مع حجر بن عدي و أراد معاوية قتله فشفع فيه زياد بن ابيه، أما موقف هاني دون مسلم بن عقيل فهو من المواقف المشرفة ولا زال يذكر فيشكر حتى قتل شهيدا و هناك من يشكك بموقف هاني وانه كان مدفوعا بدافع العصبية و الذب عن الجار فقط.اقول وذلك تجن على كرامة الرجل، وكتب السيد محمد مهدي بحر العلوم قدس الله روحه في رجاله في احوال هاني، و نزهه عن كل شائبة، وقد استوفينا البحث في مخطوطنا( الضرائح و المزارات) .

قال المزرباني في معجم الشعراء: عبد الله بن الزبير بن الاعشى - واسمه قيس بن بجرة بن قيس بن منقذ بن طريف بن عمرو بن قعين الاسدي. و الزبير هو ابن أخ الشاعر مطير ابن الاشيم كان شاعرا شريفا، قال: و عبد الله بن الزبير هو القائل في رثاء عمير بن ضابىء ابن الحارث البرجمي لما قتله الحجاج بالكوفة:

تجهز فاما أن تزر ابن ضابىء     عميـرا واما ان تزور المهلبا

هما خطتا خسف نجاؤك منهما      ركوبك حوليا من الثلج أشهبا

ادب الطف ـ الجزء الاول 147

23- يحيى بن الحكم

لهام بجنب الطـف أدنى قرابة من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل (1)

سمية أمسى نسلها عدد الحصى وبنت رسول الله ليسـت بذي نسـل

(1) كان زياد ينسب لأبي عبيد : عبد بني علاج من بني ثقسيف لان سمية اتهمت به، وولدت زيادا على فراشه فكان يسمى«الدعي» واشار اليه النسابة الكلبي بقوله:

فان يكن الزمان جنى علينا     بقتل الترك والموت الوحي

فقد قتل الدعي، و عبد كلب    بأرض الطف اولاد النبي

اراد بعبد كلب: يزيد لان امه ميسون بنت بجدل الكلبية امكنت عبد ابيها من نفسها فولدت يزيد. وبالدعي عبيد الله بن زياد، ولما سئلت عائشة عن زياد لمن يدعى ، قالت: هوابن ابيه، وكان زياد يسمى : وليجة بني امية، و في اللغة. الوليجة: الرجل الذي يدخل في القوم وليس منهم . و لما استلحق معاوية بابي سفيان غضب لذلك بنو امية لانه اولج فيهم من ليس منهم، فقال عبد الرحمن بن الحكم الا ابلغ معاوية بن حرب.. الابيات.

ادب الطف ـ الجزء الاول 148

قال السيد الامين في الاعيان ج21 ص177 في ترجمة الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب:

ويحيى هذا مع أنه اخو مروان و ابن الحكم فقد كان له مواقف حسنة منهاالموقف الذي نفع فيه الحسن بن الحسن عند عبد الملك و سعى في قضاء حاجته. و من مواقفه المحمودة أنه لما ولى اخوه مروان الخلافـة - و كان يلقب خيط باطل (1) انشد يحيى:

لحا الله قوما أمرّوا خيط باطل      على الناس يعطي ما يشاء و يمنع

و منهاأنه سأل اهل الكوفة الذين جاؤوا بالسبايا والرؤوس ما صنعتم فاخبروه فقال: حجبتم عن محمد(ص) يوم القيامة لن أجامعكم على امر ابدا.

و منها انه لما ادخل السبايا و الرؤوس على يزيد كان عنده يحيى هذا فقال: لهام بجنب الطف أدنى قرابة - البيتان.

فضرب يزيد في صدره و قال: اسكت ، و في رواية انه اسر اليه وقال: سبحان الله في هذا الموضع ما يسعك السكوت.

وقال البلاذري في انساب الاشراف: كان يحيى بن الحكم واليا على المدينة لعبد الملك وكان يكنى ابا مروان.

أقول و المشهور بالشعر هو عبد الرحمن بن الحكم و يكنى أبا مطرف و يقال أبا حرب، فكان شاعرا - كما في ( انساب الاشراف ) . كما

(1) يقال: ادق من خيط باطل، وهو الهباء المنبت في الشمس. وقيل لعاب الشمس. و قيل الخيط الخارج من فم العنكبوت الذي يقال له: مخاط الشيطان, و كان مروان بن الحكم يلقب بذلك لانه كان طويلا مضطربا.

ادب الطف ـ الجزء الاول 149

ان يحيى كان شاعرا ولكن عبد الرحمن كان أشهر و اكثر شعرا.

و ذكر ابو الفرج في (الاغاني)ج15 مهاجاة لعبد الرحمن بن الحكم بن العاص بن امية مع عبد الرحمن بن حسان و شعر كل منهما.

ويقول ابو الفرج أخبرني ابن دريد قال أخبرني الرياشي قال حدثنا ابن بكير عن هشام ابن الكلبي عن خالد بن سعيد عن أبيه قال: رأيت مروان بن الحكم يطوف بالبيت و يقول: اللهم اذهب عني الشعر. و اخوه عبد الرحمن يقول: اللهم اني أسألك مااستعاذ منه فذهب الشعر عن مروان وقاله عبد الرحمن.

ومما روى ابو الفرج في الأغاني، و الحيوان للجاحظ، وخزانة الادب من شعر عبد الرحمن بن الحكم - اخي مروان - قوله مخاطبا لمعاوية:

ألا أبلغ معاوية بن حـرب      مغلغلة عن الرجل اليمـاني

أتغضب ان يقال أبوك عف      وترضى أن يقال أبوك زان

وأشهد أن إلك مـن زيـاد      كإل الفيل من ولد الاتــان

وأشهد أنـها حمـلت زيادا      وصخر من سـمية غير دان

قال ابو الفرج: و الناس ينسبونها الى ابن مفرغ لكثرة هجائه لزياد و ذلك غلط.

اقول و يغلب على ظني أنه في القرن الاول فان اخاه مروان مات سنة خمس و ستين هـ.

ادب الطف ـ الجزء الاول 150

24- خالد بن المهاجر

قال خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القريشي في قتل الحسين عليه السلام:

أبني امية هل علمتم انني      أحصيت ما بالطف من قبر

صب الاله عليكم غضبا        أبناء جيـش الفـتح او بدر

ادب الطف ـ الجزء الاول 151

قال السيد الأمين في الأعيان: هو حفيد خالد بن الوليد الصحابي المشهور الذي أسلم قبيل الفتح، وكان المهاجر والد خالد مع علي(ع) بصفين وكان خالد على رأي ابيه هاشمي المذهب ودخل مع بني هاشم الشعب( يعني ايام ابن الزبير حين حصرهم فيه و اراد احراقهم ان لم يبايعوه) وكان عمه عبد الرحمن بن خالد بن الوليد مع معاوية بصفين ولهذا كان خالد بن المهاجر أسوأ الناس رأيا في عمه.

وفي جمهرة أنساب العرب ص147 خالد بن المهاجر كان الزهري يروى عنه. ثم قال: وكثر ولد خالد بن الوليد حتى بلغو نحو اربعين رجلا، و كانوا كلهم بالشام، ثم انقرضوا كلهم في طاعون وقع فلم يبق لأحد منهم عقب. وقال الزبيري في كتابه( نسب قريش):

خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد امه مريم بنت لجأ بن عوف ابن خالجة بن سنان بن أبي حارثة.

وكان خالد بن المهاجر بن خالد اتهم معاوية بن أبي سفيان أن يكون دس الى عمه عبد الرحمن بن خالد متطببا يقال له ابن أثال فسقاه في دواء شربه فمات منها، فاعترض لابن اثال فقتله. ثم لم يزل مخالفا بني امية و كان شاعرا، وهو الذي يقول في قتل الحسين بن علي(ع) يخاطب بني امية (البيتان).

أقول: ورى له بعض الشعر.

ادب الطف ـ الجزء الاول 152

25- شيخ يروي ابيات

دخل شيخ كبير السن على الامام الكاظم موسى بن جعفر عليه السلام فأنشده أبيات قالها جده:

عجب لمصقولٍ علاك فرنده      يوم الهياج وقد علاك غـبـار

ولأسهم نفذتك دون حرائـر      يدعون جدك و الدموع غـزار

هلا تقصفت السهام وعاقـها     عن جسمـك الإجلال و الاكبار

ادب الطف ـ الجزء الاول 153

في المناقب لابن شهرآشوب أن المنصور تقدم الى موسى بن جعفر عليه السلام بالجلوس للتهنئة في يوم (النيروز) وقبض ما يحمله اليه من الهدايا، فقال(ع) : اني فتشت الأخبار عن جدي رسول الله فلم اجد لهذا العيد خبرا، وانه سنة للفرس و محاها الاسلام، و معاذ الله ان يحيي ما محاه الاسلام.

أقول : سمعت انه طلب ذلك من الصادق عليه السلام فوجه ولده موسى ، فقال المنصور: انما نفعل ذلك سياسة للجند فسألتك بالله العظيم ألا جلست.فجلس و دخل عليه الملوك والأمراء والاجناد يهنونه و يحملون اليه الهدايا والتحف و على رأسه خادم المنصور يحصي ما يحمل، فدخل في آخر الناس شيخ كبير السن فقال يابن رسول الله انني رجل صعلوك لا مال لي اتحفك به و لكن اتحفك بثلاث ابيات قالها جدي في جدك الحسين عليه السلام وهي:

عجبا لمصقول علا فرنده... الابيات.

قال عليه السلام: قبلت هديتك، اجلس بارك الله فيك، ورفع رأسه الى الخادم وقال له: امض الى امير المؤمنين وعرفه بهذا المال و مايصنع به، فمضى الخادم ثم عاد و هو يقول: كلها هبة من له يفعل بها ما اراد، فقال الامام عليه السلام للشيخ اقبض هذا المال فهو هبة مني لك.

واذا كانت الرواية تقول عن هذا الشيخ انه كبير السن وجاء بالأبيات التي قالها جده فيمكن ان يكون جده من القرن الاول الهجري اذ ان القصة كانت في اواسط القرن الثاني ومن ذلك نستطيع أن نقول ان جده كان في عصره الحسين عليه السلام وممن شاهد الوقعة والله اعلم.

ادب الطف ـ الجزء الاول 154

استدراك:

فاتنا أن نذكر ما عثرنا عليه من قصيدة الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب التي جاءت في ص80 ثلاثة أبيات فقط وها هي البقية:

كـلما  أحـدثوا بـأرض iiنـقيقا      ضـمنونا الـسجون iiاوسـيرونا
قـتـلونا  بـغير ذنـب iiالـيهم      قــاتـل  الله امــة قـتـلونا
مـا  رعـوا حقنا ولا حفظا iiفينا      وصــاة  الالــه بـلأقـربينا
جـعـلونا ادنـى عـدوا iiالـيهم      فـهـم فـي دمـائهم iiيـسبحونا
أنـكروا  حـقنا وجـاروا iiعلينا      وعـلى  غـير احـنة iiابغضونا
غـيـر  أن الـنبي مـنا iiوانـا      لـم نـزل فـي صلاتهم راغبينا
ان  دعـوناالى الـهدى لم iiيجيبو      نـا، وكـانواعن الـهدى iiناكيبنا
فـعـسى الله ان يـديب iiأنـاسا      مـن  انـاس فيصبحوا iiطاهرينا
فـتقر الـعيون مـن قـوم iiسوء      قـد  أخـافوا و قـتلوا iiالمؤمنينا
مـن بـني هـاشم ومن كل iiحي      يـنصرون الاسـلام iiمستنصرينا
فـي  اناس آباؤهم نصروا iiالدين      وكـانـوا  لـربـهم iiنـاصرينا
تـحكم  المرهفات في الهام iiمنهم      بـأكـف الـمـعاشر iiالـثائرينا
ايـن  قـتلى مـنهم بغيتم iiعليهم      ثـــم قـتـلتموهم iiظـالـمينا
أرجعوا هاشما و ردوا ابا اليقظان      وابــن الـبديل فـي iiأخـرينا
وارجـعوا  ذا الـشهادتين iiوقتلى      انـتـم فــي قـتاله iiفـاجرونا
ثـم ردوا أبـا عمير و ردوا iiلي      رشـيـدا و مـيـثما iiوالـذيـنا
قـتلوا  بـالطفوف يـوم iiحسين      مـن بـني هـاشم وردوا iiحسينا
أيـن  عـمرو واين بشر و قتلى      مـعهم فـي الـعراء iiمـايدفنونا
أرجـعوا عـامرا و ردوا iiزهيرا      ثـم عـثمان فـارجعوا iiغارمينا
وارجـعـوا هـانيا وردوا iiلـينا      كـل مـن قـد قـتلتم iiأجـمعينا
ان  تـردوهـم الـيـنا iiولـسنا      مـنـكم غـيـر ذلـكم iiقـابلينا

 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث