ادب الطف

 
 

ادب الطف ـ الجزء الاول 175

مـا بـالهم نـكبوا نـهج النجاة iiوقد      وضـحته و اقـتفوانهجا من iiالعطب
ودافـعوك عـن الامر الذي iiاعتلقت      زمـامه مـن قـريش كف iiمغتصب
ظـلت  تـجاذبها حـتى لقد iiحزمت      خـشاشها  تـربت من كف iiمجتذب
وكـان  بـالأمس منها المستقيلiفلم      أرادهــا الـيوم لـن لـم يـأت...
وأنـت  توسعه صبرا على iiمضض      والـحلم  أحسن ما يأتي مع iiالغضب
حـتى اذا الـموت نـاداه iiفـأسمعه      والـموت  داع متى يدع امرء iiيجب
حـبا بـها آخـرا فاعتاض iiمحتقب      مـنه  بـأفضع مـحمول و iiمحتقب
وكـان أول مـن اوصـى iiبـبيعته      لـك الـنبي ولـكن حـال من كثب
حـتى  اذا ثـالث مـنهم iiتـقمصها      وقـد تـبدل مـنها الـجد iiبـاللعب
عـادت كـما بـدأت شوهاء iiجاهلة      تـجر فـيها ذئـاب أكـلة iiالـعلب
وكـان عـنها لـهم في خم من دجرٍ      لـمارقى  احـمدالهادي عـلى iiقتب

ادب الطف ـ الجزء الاول 176

وقـال  و الـناس من دان اليه iiومن      ثـاو  لـديه و مـن مصغ iiومرتقب
قـم يـا عـلي فـاني قد أمرت بأن      أبـلغ  الـناس والـتبليغ iiأجـدربي
إنـي  نـصبت عـليا هـاديا iiعلما      بـعدي وان عـليا خـير مـنتصب
فـبـايعوك وكــل بـاسـط يـده      الـيك مـن فـوق قلب عنك iiمنقلب
عـافوك  لا مـانع طولا ولا iiحصر      قـولا  ولا لـهج بـالغش و iiالريب
وكـنت قـطب رحى الإسلام iiدونهم      ولا  تـدور رحـى إلا عـلى iiقطب
ولا تـساوت بـكم فـي العلم iiمرتبة      ولا  تـماثلتم فـي الـبيت iiوالنسب
ان  تـلحظ الـقرن والعسال في iiيده      يـظل  مضطربا في كف iiمضطرب
وان  هـززت قـناة ظـلت توردها      وريـد مـمتنع فـي الروع iiمجتنب
ولا تـسـل حـساما يـوم iiمـلحمة      إلا  وتـحجبه فـي رأس iiمـحتجب
كـيوم خـيبر اذ لـم يـمتنع iiرجل      مـن الـيهود بـغير الـفر iiوالهرب

ادب الطف ـ الجزء الاول 177

فـأغضب الـمصطفى اذ جر iiرايته      عـلى الثرىناكصايهوي على iiالعقب
فـقال  انـي سـأعطيها غـدا لفتى      يـحـبه الله و الـمبعوث iiمـنتجب
حـتى غـدوت بـها جذلان iiمعتزما      مـظنة  الـموت لا كالخائف iiالنحب
تـلـقاء  أرعـن جـرار أحـم دج      مـجر  لـهام طـحون جحفل iiلجب
جم  الصلادم والبيض الصوارم iiوالز      رق  اللهاذم و الـمـاذي iiوالـيـلب
والأرض مـن لا حـقيات iiمـطهمة      والـمستظل مـثار الـقسطل iiالهدب
وعـارض الـجيش من نقع iiبوارقه      لـمـع الأسـنة والـهدية الـقضب
أقـدمت  تـضرب صبرا تحته iiفغدا      يـصوب مزناولو أحجمت لم iiيصب
غـادرت  فـرسانه من هارب iiفرق      ومـقعص بـدم الاوداج iiمـختصب
لـك  الـمناقب يـعيا الحاسبون iiلها      عـدا ويـعجز عـنا كـل iiمـكتئب
كرجعة  الشمس اذ رمت الصلاة iiوقد      راحت توارى عن الأبصار iiبالحجب

ادب الطف ـ الجزء الاول 178

ردت عـليك كأن الشهب iiمااتضحت      لـناظر  وكـأن الـشمس لـم iiتغب
وفــي بــراءة أنـباء iiعـجائبها      لـم تـطو عن نازح يوما و iiمقترب
ولـيـلة  الـغـار لـمابت مـمتلثا      أمـنا  وغـيرك مـلآن من iiالرعب
مـا انـت إلا أخو الهادي و iiناصره      ومظهر  الحق و المنعوت في iiالكتب
وزوج بـضـعته الـزهراء يـكنفه      دون الـورى وابـو ابـنائها iiالنجب
مـن  كـل مـجتهد في الله iiمعتضد      بالله مـعـتـقد لـلـه iiمـحـتسب
واريـن  هادين ان ليل الضلال iiدجا      كـانوا  لـطارقهم اهدى من iiالشهب
لـقيت بـالرفض لـما أن iiمـنحتهم      ودي  و أحـسن مـا أدعى به iiلقبي
صـلاة ذي الـعرش تترى كل iiآونة      عـلى  ابـن فاطمة الكشاف iiللكرب
وأبـنيه مـن هـالك بـالسم iiمخترم      ومـن مـعفر خـد في الثرى iiترب
لـولا الـفعلية مـا قـاد الـذين هم      أبـناء  حـرب اليهم جحفل iiالحرب

ادب الطف ـ الجزء الاول 179

والـعابد  الـزاهد الـسجاد iiيـتبعه      وبـاقر الـعلم دانـي غـاية iiالطلب
وجـعفر و ابـنه موسى و يتبعه iiال      بـر الـرضا والـجواد العابد الدئب
والـعـسكريين  والـمهدي iiقـائمهم      ذو  الأمر لابس أثواب الهدى iiالقشب
مـن  يملأ الارض عدلا بعدما iiملئت      جـورا  ويقمع أهل الزيغ و iiالشغب
الـقائد الـبهم و الـشوس iiالكماةالى      حـرب الطغاة على قب الكلا iiشزب
أهـل الـهدى لا انـاس باع iiبائعهم      ديـن  الـمهيمن بـالدينار و iiالرتب
لـو أن اضـغانهم فـي النار iiكامنة      لا غـنت النار عن مذكل و محتطب
يـاصاحب الـكوثر الرقراق iiزاخرة      ذد  الـنواصب عن سلساله iiالخصب
قـارعت  مـنهم كماة في هواك iiبما      جـردت مـن خاطر أو مقول iiذرب
حـتى لـقد وسـمت كـلما iiجباههم      خـواطري  بمضاء الشعر iiوالخطب
ان  تـرض عني فلا أسديت iiعارفة      ان سـاءنـي سـخط ام بـرة iiوأب

ادب الطف ـ الجزء الاول 180

صـحبت  حبك والتقوى وقد iiكثرت      لـي  الصحاب فكانا خير iiمصطحب
فـاستجل  مـن خاطر العبدي iiآنسة      طـابت ولـو جاوزت اياك لم iiتطب
جـاءت تمايل في ثوبي حيا و iiهوى      الـيـك  حـالية بـالفضل و الأدب
أتـعبت نـفسي فـي مدحيك iiعارفة      بـأن راحـتها فـي ذلـك iiالـتعب

ادب الطف ـ الجزء الاول 181

4- الكميت الأسدي

و  مـن اكبر الاحداث كانت مصيبة      عـلينا قـتيل الادعياء الملحب  (1)
قـتيل  بـجنب الطف من آل iiهاشم      فـيالك  لـحماً لـيس عـنه iiمذبب
ومـنعفر الـخدين مـن آل iiهـاشم      ألا حـبـذا ذاك الـجبين iiالـمتّرب
ومـن عـجب لـم أقضه أن iiخيلهم      لأجـوافها تحت العجاجة أزمل 
(2)
هـمـاهم بـالـمستلئمين عـوابس      كـحدآن  يـوم الدّجن تعلو و iiتسفل
يـحلئن عـن مـاء الـفرات iiوظله      حـسينا  ولـم يشهر عليهن iiمنصل
كـأن  حـسينا و الـبهاليل iiحـوله      لأسـيـافهم مـا يـختلي iiالـمتقبل
يـخضن به من آل أحمد في iiالوغى      دمـا  طـل مـنهم كالبهيم iiالمحجل
وغــاب نـبي الله عـنهم iiوفـقده      عـلى الـناس رزء ما هنالك iiمجلل
فـلـم أر مـخـذولااجل iiمـصيبة      وأوجـب مـنه نـصرة حين iiيخذل
يصيب به الرامون عن قوس غيرهم      فـيا  آخـر أسـدى لـه الغي iiأول

(1) الملحب: المقطع بالسيف. والأدعياء جمع دعي وهو عبيد الله بن زياد بن سمية نسب الى امه اذ لم يعرف له اب.
(2) الصوت المختلط و الصوت من الصدر.

ادب الطف ـ الجزء الاول 182

تـهافت  ذبـان المطامع iiحوله      فـريقان شتى ذو سلاح وأعزل
إذا  شـرعت فيه الأسنة كبرت      غـواتهم مـن كل أوب iiوهللوا
فـما ظفر المجرى إليهم iiبرأسه      ولا عـذل الباكي عليه iiالموَلوِلُ
فـلم  أر موتورين أهل iiبصيرة      وحـق لهم أيد صحاح و iiأرجل
كشيعته،  والحرب قد ثفيت iiلهم      أمامهم قدر تخيش و مرجل 
(1)
فـريقان: هذا راكب في iiعداوة      وباك  على خذلانه الحق iiمعول
فـما  نفع المستأخرين iiنكيصهم      ولا  ضر أهل السابقات iiالتعجل

(1) ثفيت: افيم لها الا ثافي.

ادب الطف ـ الجزء الاول 183

الشاعر 

ابو المستهل الكميت بن زيد الاسدي المولود سنة60 والمتوفي سنة 126هـ. قال أبو الفرج: شاعر مقدم عالم بلغات العرب، خبير بأيامها من شعراء مضر وألسنتها والمتعصبين على القحطانية المقارنين المقارعين لشعرائهم ، وكان في أيام بني امية ولم يدرك الدولة العباسية و مات قبلها، و كان معروفاً بالتشيع لبني هاشم مشهورا بذلك.

سئل معاذ الهراء: من أشعر الناس؟ قال: أمن الجاهليين أم الاسلاميين؟ قالوا: بل من الجاهليين. قال: امرؤ القيس و زهير وعبيد بن الابرص. قالوا: فمن الاسلاميين قال: الفرزدق و جرير والاخطل و الراعي، قال فقيل له: يا أبا محمد ما رأيناك ذكرت الكميت فيمن ذكرت، قال : ذاك أشعر الاولين و الآخرين.

قال صاعد مولى الكميت دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام فأنشده الكميت:

من لقلـب ميتم مسـتهام      غير ما صبوة ولا احلام

بل هواي الذي اجن وأبدي      لبني هاشـم أجل الانـام

فأنصت له عليه السلام فلما بلغ الى قوله:

أخلص الله هواي فما أغرق     نزعاً ولا تطيش سهامي (1)

قال له الباقر عليه السلام قل (فقد أغرق نزعاً ولا تطيش سهامي).

(1) النزع: جذب الوتر بالسهم، والاغراق نزعا المبالغة في ذلك. وأغرق النازع في القوس مثل يضرب للغلو والافراط. فقوله ( فما اغرق نزعا) ، لا يناسب المقام اذ يكون معناه اني لا ابالغ في المحبة، والمناسب المبالغة فيها فلذلك غير الامام عليه السلام بقوله , فقد اغرق نزعاً .

ادب الطف ـ الجزء الاول 184

فقال : يا مولاي انت أشعر مني بهذا المعنى، وعرض عليه مالا فلم يقبل. وقال والله ماقلت فيكم شيئا أريد به عرض الدنيا ولا اقبل عليه عوضاً اذا كان لله و رسوله، قال (ع) فلك ما قال رسول الله (ص) لحسان: لا زلت مؤيدا بروح القدس ما ذببت عنا أهل البيت قال جعلني الله فداك. ثم لم يبق من أهل البيت الا من حمل اليه شيئا فلم يقبل منهم، وفي رواية أنه قال: ولكن تكرمني بقميص من قمصك فأعطاه، و دخل يوماً على الامام فأنشد:

ذهب الذين يعاش في أكـنافهم      لم يبـق الا شامت او حاسد

وبقى على ظهر البسيطة واحد      فهو المراد وأنت ذاك الواحد

وقال بعضهم كان في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر، كان خطيب اسد وفقيه الشيعة وحافظ القرآن وثبت الجنان و كان كاتباً حسن الخط و كان نسابة و كان جدلاً وهو اول من ناظر في التشيع وكان رامياً لم يكن في اسد أرمى منه و كان فارساً و كان سخياً دينّا اخرجه ابن عساكر و قال ولد الكميت سنة ستين و مات سنة ست وعشرين ومائة. قال صاحب خزانة الأدب قال بعضهم كان في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر، كان خطيب اسد، فقيه الشيعة، حافظ القرآن، ثبت الجنان، كاتب حسن الخط، نسابة، جدلا وهو اول من ناظر في التشيع، رامياً لم يكن في أسد أرمى منه، فارساً شجاعاً، سخيا ديّناً.

والكميت اول من احتج في شعره على المذهب الحجج القوية الكثيرة حتى زعم الجاحض أنه اول من دل الشيعة على طرق الاحتجاج وموقفه بوجه الامويين بتلك العصور الجائرة و الطغاة المستهترة يعطينا أقوى البراهن على تصلبه في مبدأه و صراحته في عقيدته وتفاديه لآل

ادب الطف ـ الجزء الاول 185

الرسول صلوات الله عليهم، قال المرزباني في معجم الشعراء: والكميت ابن زيد مكثر جدا وكان يتعمل لإدخال الغريب في شعره، و له في أهل البيت الأشعار المشهورة وهي أجود شعره.

ورى ابو الفرج في الأغاني 15 باسناده عن محمد بن علي النوفلي قال سمعت ابي يقول: لما قال الكميت بن زيد الشعر و كان اول ما قال (الهاشميات) فسترها ثم أتى الفرزدق بن غالب فقال له: يا ابا فراس انك شيخ مضر و شاعرها وأنا ابن اخيك الكميت بن زيد الأسدي قال له: صدقت انت ابن اخي فما حاجتك قال نفث على لساني فقلت شعراً فأحببت ان أعرضه عليك فإن كان حسناً أمرتني بإذاعته وإن كان قبيحا امرتني بستره و كنت اول من ستره علي فقال له الفرزدق أما عقلك فحسن و أني لأرجو أن يكون شعرك على قدر عقلك فأنشدني ماقلت فأنشده:

طربت و ما شوقاً إلى البيض أطرب

قال فقال لي: فيم تطربت يا ابن اخي.

فقال: ولا لعباً مني وذو الشيب يلعب

 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث