ادب الطف ـ الجزء الثاني 72
وقـلّبت امـري لا ارى لـي iiراحة إذا الـبين انـساني الـحّ بي iiالهجر
فـعدت الـى حـكم الزمان iiوحكمها لـها الذنب لا تجزى به ولي iiالعذر
وتـجفل حـينا ثـم تـدنو iiكـأنما تـراعي طلا بالواد أعجزه iiالحضر
وانــي لـنـزال بـكل iiمـخوفة كـثير الـى نـزالها النظر iiالشزر
وانــي لـجـرار لـكـل iiكـتيبة مـعودة أن لا يـخلّ بـها iiالـنصر
فـاصدأ حـتى ترتوي البيض iiوالقنا واسـغب حتى يشبع الذئب iiوالنسر
ولا أصـبح الـحي الـخلوف iiبغارة ولا الـجيش مـا لم تأته قبلي النُذر
s ويـا رب دار لـم تـخفني iiمنيعة طـلعت عـليها بالردى انا iiوالفجر
وسـاحبة الاذيـال نـحوي iiلـقيتها فـلم يـلقها جـافي اللقاء ولا iiوعر
وهـبت لـها مـا حازه الجيش iiكله وراحـت ولـم يكشف لابياتها ستر
ولا راح يـطغيني بـأثوابه iiالـغنى ولا بـات يـثنيني عن الكرم iiالفقر
ومـاحاجتي فـي المال أبغي iiوفوره اذا لـم يـفر عرضي فلا وفر iiالوفر
أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى ولا فـرسي مـهر ولا ربـه iiغمر
ولـكن إذا حُـمّ القضاء على iiامرئ فـليس لـه بـرّ يـقيه ولا iiبـحر
وقـال اصـيحابي الفرار أو الردى فـقلت هـما أمـران احـلاهما iiمُر
ولـكنني امـضي لـما لا iiيـعيبني وحـسبك من أمرين خيرهما iiالاسر
يـمـنون ان خـلّوا ثـيابي iiوإنـما عـليّ ثـياب مـن دمـائهم iiحـمر
وقـائم سـيفي فـيهم انـدقّ نصله واعـقاب رمحي فيهم حطم iiالصدر
سـيذكرني قـومي اذا جـد iiجـدهم وفـي الـليلة الـظلماء يُفتقد iiالبدر
ولـو سد غيري ما سددت اكتفوا به ولـو كان يغني الصفر ما نفق iiالتبر
ونـحـن انـاس لا تـوسط iiبـيننا لـنا الـصدر دون العالمين أو iiالقبر
تـهون عـلينا فـي المعالي نفوسنا ومـن خطب الحسناء لم يغلها iiالمهر
وجاء الشاعران الكبيران الشيخ حسن الشيخ علي الحلي والعلامة الحجة السيد محمد حسين
الكيشوان وهما من شعراء القرن الرابع عشر فنظما الأبيات
ادب الطف ـ الجزء الثاني 73
الآتية على الروي وعلى القافية وتخلّصا الى يوم الحسين ووقعة الطف فقالا :
لذا أرخصت بالطف صحب ابن فاطم نـفوسا لـخلق الـكائنات هي السر
هـم الـقوم مـن عليا لوى iiوغالب بـهم تـكشف الجُلّى ويستدفع iiالضر
يـحيّون هـندى الـسيوف iiبـأوجه تـهلل مـن لـئلاء غـرّته iiالـبشر
يـكرون والابـطال نكصا iiتقاعست مـن الـخوف والاساد شيمتها iiالكر
اذا اسـودّ يوم الحرب اشرقن iiبالضبا لـهم أوجـه والشوس ألوانها iiصفر
فـما وقـفوا في الحرب إلا iiليعبروا الـى الموت والهندى من دونه iiجسر
الـى أن ثـووا تحت العجاج iiبمعرك هـو الحشر لا بل دون موقفه iiالحشر
ومـاتوا كـراما تـشهد الحرب iiانهم أبـاة اذا ألـوى بـهم حـادث iiنكر
ابـا حـسن شـكوى الـيك iiوانـها لـواعج اشـجان يجيش بها iiالصدر
اتـدري بما لاقت من الكرب iiوالبلى ومـا واجـهت بالطف أبناءك iiالغر
أعـزّيك فـيهم انـهم وردوا iiالردى بـافـئدة مــا بـلّ غـلّتها iiقـطر
وثـاوين فـي حـر الهجيرة iiبالعرى عـليهم ذيـول الريح بالترب iiتنجر
مـتى أيـها الـموتور تـبعث iiغارة تـعيد الـثرى والـبر من دمهم iiبحر
اتـغضى وانت المدرك الثار عن دم بـزعم العدى اضحت وليس لها iiوتر
وتـلك يـجنب الـنهر فـتيان هاشم ثـوت تحت اطراف القنا دمها iiهدر
وزاكـية لـم تلف في النوح iiمسعدا سـوى أنـها بالسوط يزجرها iiزجر
تـجـاذبها أيـدي الـعدو iiخـمارها فـتستر بـالأيدي اذا اعـوز iiالستر
تـطوف بـها الاعداء في كل iiمهمة فـيـجذبها قـفـر ويـقذفها iiقـفر
اتـهتك مـن بـعد الحذور iiستورها وتـسـلب عـنهن الـبراقع iiوالازر
فـأين الابـا والـفاطميات iiاصبحت اسـارى بها الاكوار أودى بها iiالاسر
ادب الطف ـ الجزء الثاني 74
محمد بن هاني الأندلسي
فلا حملت فرسان حرب iiجيادها إذا لـم تزرهم من كميت iiوأدهم
ولا عـذب الماء القراح لشارب وفـي الارض مروانية غير iiأيّم
ألا إن يـوما هـاشميا أظـلّهم يطير فراش الهام من كل iiمجثم
كـيوم يـزيد والـسبايا iiطريدة عـلى كـل موار الملاط iiعثمثم
وقد غصّت البيداء بالعيس فوقها كـرائم أبـناء الـنبي الـمكرّم
فـما في حريم بعدها من iiتحرّج ولاهـتك سـتر بـعدها بمحرّم
ادب الطف ـ الجزء الثاني 75
محمد بن هاني الأندلسي :
قال يمدح المعز لدين الله الفاطمي ويذكر ما جرى على الحسين ، وهي مائتا بيت كلها
غرر وهذه روائع منها :
يـعزّ عـلى الحسناء أن أطأ iiالقنا واعـثر في ذيل الخميس iiالعرمرم
وبين حصى الياقوت لبّات iiخائف حـبيب الـيه لـو توسد iiمعصمي
ومـما شـجاني فـي العلاقة أنني شـربت زعـاقا قاتلا لذّ في iiفمي
رمـيت بسهم لم يصب iiوأصابني فـالقيت قوسي عن يدي iiوأسهمي
فـلو أنـني أسطيع أثقلت خدرها بـما فـوق رايات المعزّ من iiالدم
لـها الـعذبات الـحمر تهفو كأنها حـواشي بـروق أو ذوائب iiأنجم
يـقدّمها لـلطعن كـل شـمر iiدل عـلى كـل خـوّار العنان iiمطهم
ومـتـصل بـين الإلـه وبـينه مـمر مـن الأسـباب لم iiيتصرم
مـقلّد مـضّاء مـن الحق iiصارم ووارث مـسطور من الآي iiمحكم
إمـام هـدى مـا التف ثوب iiنبوة عـلى ابـن بـنيّ منه بالله iiأعلم
ولا بـسطت أيـدي الـعفاة iiبنانها الـى أريـحي مـنه أندى iiوأكرم
وأنت بدأت الصفح عن كل iiمذنب وأنـت سننت العفو عن كل iiمجرم
قصاراك ملك الأرض لا ما iiيرونه مـن الحظ فيها والنصيب iiالمعشم
ولا بد من تلك التي تجمع iiالورى على لا حب يهدي الى الحق iiأقوم
فقد سئمت بيض الظبا من iiجفونها وكانت متى تألف سوى الهام تسأم
ادب الطف ـ الجزء الثاني 76
وقـد غـضبت لـلدين باسط iiكفه الـيهن فـي الآفـاق iiكـالمتظلم
ولـلعرب الـعرباء ذلّت iiخدودها ولـلفترة العمياء في الزمن iiالعمي
ولـلعز فـي مـصر يرد iiسريره الـى نـاعب بـالبين ينعق iiأسحم
ولـلملك فـي بغداد إن ردّ iiحكمه الـى عضد في غير كف ومعصم
سـوام رتـاع بـين جهل iiوحيرة ومـلك مـضاع بـين ترك iiوديلم
كـأن قد كشفت الامر عن iiشبهاته فـلم يـضطهد حـق ولم iiيتهضم
وفـاض وما مد الفرات ولم iiيجز لــوارده طـهـر بـغير iiتـيمم
فـلا حملت فرسان حرب iiجيادها اذا لـم تـزرهم من كميت وأدهم
ولا عـذب الـماء القراح iiلشارب وفـي الأرض مـروانية غير iiأيم
الا إن يـومـا هـاشميا iiأظـلهم يـطير فـراش الهام من كل مجثم
كـيوم يـزيد والـسبايا iiطـريدة عـلى كـل مـوار الملاط iiعثمثم
وقـد غصّت البيداء بالعيس iiفوقها كـرائـم أبـناء الـنبي iiالـمكرم
فـما فـي حريم بعدها من تحرج ولا هـتك سـتر بـعدها iiبمحرم
فـان يـتخرم خـير سبطي محمد فـان ولـيّ الـثار لـم iiيـتخرم
الا سـائلوا عـنه البتول iiفتخبروا اكـانت لـه أمّـا وكـان لها iiابنم
واولـى بـلوم مـن امـية iiكـلها وان جـل امـر عـن ملام iiولوم
انـاس هم الداء الدفين الذي iiسرى الـى رمـم بـالطف منكم iiواعظم
هـم قد حوا تلك الزناد التي iiروت ولـو لـم تـشبّ النار لم iiتتضرم
وهـم رشـحوا تيما لارث iiنبيهم ومـا كـان تـيمي الـيه iiبمنتمي
عـلى اي حـكم الله إذ iiيـأفكونه احـل لـهم تـقديم غـير iiالمقدّم
وفي اي دين الوحٍي والمصطفى له سـقوا آلـه ممزوج صاب iiبعلقم
ولـكن امـرا كـان ابـرم iiبينهم وان قـال قـوم فـلتة غير iiمبرم
بـأسياف ذاك الـبغي اول iiسـلها أصـيب عليٌ لا بسيف ابن iiملجم
وبـالـحقد حـقد الـجاهلية iiانـه الـى الآن لـم يظعن ولم يتصرم
وبـالثار فـي بدر أريقت iiدماؤكم وقـيد الـيكم كـل أجـرد iiصلدم
ادب الطف ـ الجزء الثاني 77
ويـأبى لـكم من أن يطل نجيعها فـتوّ غـضاب مـن كمي iiومعلم
قـليل لـقاء البيض إلا من iiالظبا قـليل شـراب الكاس إلا من iiالدم
سـبقتم الـى الـمجد القديم iiبأسره وبـؤتم بـعادي عـلى الدهر iiأقدم
اذا مـا بـناء شـاده الله iiوحـده تـهـدمت الـدنـيا ولـم iiيـتهدم
بـكم عـز ما بين البقيع iiويثرب ونـسّك مـا بـين الحطيم iiوزمزم
فلا برحت تترى عليكم من iiالورى صـلاة مـصل أو سـلام iiمـسلّم
واقـسم انـي فـيك وحدي iiلشيعة وكـنـت ابـرّ الـقائلين iiبـمقسم
وعـندي عـلى نأي المزار iiوبعده قـصائد تـشرى كالجمان iiالمنظم
اذا اشـأمت كـانت لـبانة iiمعرق وإن أعـرقت كـانت لبانة iiمشئم |