ادب الطف ـ الجزء الثاني 95
بـالـغور تـخبو تـارة iiويـشبّها تـحـت الـدُجنة مـندل iiوكـباء
ذم الـلـيال بـعد لـيلتنا iiالـتي سـلـفت كـما ذم الـفراق iiلـقاء
لـيست بياض ا لصبح حتى iiخلتها فـيـه نـجـاشيا عـلـيه iiقـباء
حـتى بـدت والفجر في iiسربالها فـكـأنـها خـيـفانة صــدراء
ثـم انـتحى فيها الصديع iiفادبرت وكـأنـهـا وحـشـية عـفـراء
طـويت لـيَ الأيـام فـوق مكايد مـا تـنطوي لـي فوقها iiالأعداء
مـا كـان أحسن من اياديها iiالتي تـولـيـك الا انـهـا iiحـسـناء
مـا تـحسن الـدنيا تـديم iiنعيمها فـهي الـصناع وكـفها الـخرقاء
تـشأى الـنجاز عليّ وهي بفتكها ضـرغامة وبـلونها iiحـرباء(1)
ان الـمكارم كـنّ سـربا iiرائـدا حـتـى كـنسن كـأنهن iiظـباء
وطـفقت اسـأل عن اغر iiمحجّل فــاذا الانــام جُـبُلّة iiدهـماء
حـتى دفـعت الـى المعز iiخليفة فـعـلمت أن الـمطلب iiالـخلفاء
جــود كـأن الـيم فـيه iiنـفاثة وكـأنـما الـدنـيا عـليه iiغـثاء
مـلك إذا نـطقت عـلاه iiبمدحيه خـرس الـوفود وأفـحم iiالخطباء
هـو عـلة الـدنيا ومن خلقت له ولـعـلةٍ مــا كـانت iiالاشـياء
مـن صفو ماء الوحي وهو مجاجة مـن حـوضه الينبوع وهو iiشفاء
مـن أيـكة الفردوس حيث iiتفتقت ثـمـراتـها وتـفـيأ iiالأفـيـاء
من شعلة القبس التي عرضت على مـوسى وقـد جـازت به iiالظلماء
مـن مـعدن التقديس وهو iiسلالة فـخـرت بـه الأجـداد والآبـاء
مـن حـيث يقتبس النهار iiلمبصر مـن جـوهر الملكوت وهو ضياء
الـناس اجـماع عـلى تـفضيله وتـشق عـن مـكنونها iiالانـباء
فـاستيقظوا مـن غـفلة iiوتنبّهوا مـا بـالصباح على العيون iiخفاء
لـيست سـماء الله مـا iiتـرأونها لـكـنّ أرضـا تـحتويه سـماء
(1) تشأى : تسبق . النجاز : القتال .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 96
أمّــا كـواكبها لـه iiفـخواضع تـخفي الـسجود ويـظهر iiالايماء
والـشمس ترجع عن سناه جفونها وكـأنـها مـطـروفة iiمـرهـاء
هـذا الـشفيع لأمـةٍ تـأتي بـه وجــدوده لـجـدودها iiشـفعاء
هــذا امـيـن الله بـين عـباده وبــلاده ان عــدّتِ الامـنـاء
هـذا الـذي عـطفت عـليه iiمكّة وشـعـابها والـركن والـبطحاء
هـذا الاغـرّ الازهر المتدفق iiال مـتـألّق الـمـتبلّج iiالـوضّـاء
فـعليه مـن سـيما الـنبي iiدلالة وعـليه مـن نـور الإلـه iiبـهاء
ورث الـمقيم بـيثرب فالمنبر ال أعـلـى لـه والـترعة الـعلياء
والـخطبة الزهراءفيها الحكمة iiال غـرّاء فـيها الـحجة iiالـبيضاء
لـلناس اجـماع عـلى تـفصيله حـتى اسـتوى اللؤماء iiوالكرماء
والـلكن والـفصحاء والبعداء iiوال قـربـاء والـخصماء iiوالـشهداء
خـرّاب هـام الـروم منتقما iiوفي اعـنـاقهم مـن جـوده iiاعـباء
تـجـري ايـاديه الـتي iiاولاهـم فـكـأنها بـيـن الـدماء iiدمـاء
لـولا انـبعاث السيف وهو iiمسلط فــي قـتـلهم قَـتَلتهم iiالـنعماء
كـانت مـلوك الاعـجمين iiأعزةً فـأذلـهـا ذو الـعـزّة iiالأبّــاء
لـن تـصغر العظماء في iiسلطانها الا اذا دلـفـت لـهـا الـعظماء
جـهل الـبطارق أنـه الملك الذي أوصـى الـبنين بـسلمه iiالآبـاء
حـتى رأى جُـهّالهم مـن iiعزمه غـبّ الـذي شـهدت به iiالعلماء
فـتقاصروا من بعد ما حكم iiالردى ومـضى الـوعيد وشُبّت iiالهيجاء
والـسيل لـيس يـحيد عن iiمستِنّه والـسـهم لا يـدلى بـه iiغـلواء
لـم يـشركوا في أنه خير iiالورى ولـذي الـبرية عـندهم iiشـركاء
واذا أقـرّ الـمش ركـون iiبفضله قـسراً فـما ادراك مـا الـحُنفاء
فـي الله يـسري جـودُه iiوجنوده وعــديـده والــعـزم iiوالآراء
أو مـا تـرى دولَ الملوك iiتطيعه فـكـأنها خَــوَلٌ لــه iiوإمـاء
نـزلت مـلائكة الـسماء iiبنصره وأطـاعـه الاصـباح iiوالامـساء
ادب الطف ـ الجزء الثاني 97
والـملك والـفلك الـمدار iiوسعده والـغزو فـي الـدأماء iiوالدهماء
والـدهر والايـام فـي iiتصريفها والـناس والـخضراء والـغبراء
ايـن الـمفرّ ولا مـفر iiلـهارب ولـك الـبسيطان الـثرى iiوالماء
ولـك الـجواري المنشآت iiمواخرا تـجري بـأمرك والـرياح iiرخاء
والـحـاملات وكـلـها مـحمولة والـنـاتجات وكـلـها iiعـذراء
والاعـوجيّات الـتي ان سـوبقت غـلبت وجـري الـمذكيات iiغلاء
والـطائرات الـسابقات iiالـسابحا ت الـناجيات اذا اسـتحثّ iiنجاء
فـالبأس في حَمس الوغى iiلكماتها والـكـبرياء لـهـنّ iiوالـخيلاء
لا يـصدرون نحورها يوم الوغى إلا كـما صـبغ الـخدود iiحـياء
شـمّ الـعوالي والانـوف تبسموا تـحت العبوس فأظلموا iiوأضاءوا
لـبسوا الحديد على الحديد iiمظاهرا حـتى الـيلامق والـدروع سواء
وتـقنعوا الـفولاذ حتى المقلة iiال نـجلاء فـيها الـمقلة iiالـخوصاء
فـكـأنما فـوق الأكـف بـوارق وكـأنـما فـوق الـمتون إضـاء
مـن كـل مسرود الدخارص iiفوقه حُـبك ومـصقول عـليه iiهـباء
وتـعـانقوا حـتـى iiرديـنيّاتهم عـطشى وبـيضهم الرقاق iiرواء
أعـززت ديـن الله يـا ابن iiنبيّه فـالـيوم فـيـه تـخمط وإبـاء
فـأقل حـظ الـعرب منك iiسعادة وأقـل حـظ الـروم مـنك شقاء
فـاذا بـعثت الـج يش فهو iiمنية واذا رأيـت الـرأيَ فـهو iiقضاء
يـكسو نـداك الروض قبل iiأوانه وتـحيد عـنك الـلزبة iiالـلأواء
وصـفات ذاتك منك يأخذها الورى فـي الـمكرمات فـكلّها iiأسـماء
قـد جـالت الافهام فيك فدقت iiال أوهــام فـيـك وجـلّت iiالآلاء
فعنت لك الابصار وانقادت لك iiال أقـدار واسـتحيت لـك iiالأنـواء
وتجمّعت فيك القلوب على iiالرضى وتـشعّبت فـي حـبّك iiالاهـواء
انـت الـذي فصل الخطاب iiوانما بـك حـكّمت في مدحك iiالشعراء
وأخـصّ مـنزلة من الشعراء iiفي أمـثـالها الـمضروبة iiالـحكماء
ادب الطف ـ الجزء الثاني 98
أخــذ الـكـلام كـثيره iiوقـليله قــسـمـيـن ذا داء وذاك iiدواء
دانـوا بـأن مـديحهم لـك iiطاعة فـرض فـليس لـهم عليك iiجزاء
فـاسلم اذا راب الـبرية iiحـادث واخـلد اذا عـمّ الـنفوس iiفـناء
فـيه تـنزّل كـل وحـي مـنزل فـلأهل بـيت الـوحي فيه iiسناء
فـتطول فـيه اكـفّ آل iiمـحمد وتـغل فـيه عـن الندى iiالطلقاء
مـا زلـت تقضي فرضَه iiوامامه ووراءه لــك نـائـل iiوحـبـاء
حـسبي بـمدحك فـيه ذخرا iiانه لـلـنسك عـند الـناسكين iiكـفاء
هـيهات مـنّا شـكر ما تولى iiفقد شـكرَتكَ قـبل الألـسن iiالأعضاء
والله فـي عـلياك أصـدق قـائل فـكـأن قــول الـقائلين هـذاء
لا تـسـألن عـن الـزمان iiفـانه فـي راحـتيك يـدور حيث iiتشاء
وقال يمدح المعز ويصف انتصاراته على الروم في البر والبحر :
أقـوى الـمحصّب مـن هاد ومن iiهيد وودّعــودنـا لـطـيات iiعـبـاديد
ذا موقف الصب من مرمى الجمار ومن مـساحب الـبدن قـفرا غـير iiمعهود
مـاأنسى لا انَـس جـفال العجيج iiبنا والـراقـصات مـن الـمهرية الـقود
ومـوقف الـفتيات الـناسكات ضحىً يـعثرن فـي حـبرات الـفتية iiالصيد
يـحرمن فـي الريط من مثنىً iiوواحدةٍ ولـيس يـحرمن إلا فـي iiالـمواعيدِ
ذوات نـيـل ضـعاف وهـي iiقـاتلة وقـد يـصيب كـميّا سـهم iiرعـديد
قـد كـنت قـناصها أيـام iiاذعـرها غـيد الـسوالف فـي أيـامنا iiالـغيد
اذ لا تـبـيت ظـباء الـحيّ iiنـافرة ولا تــراع مـهـاة الـرمل بـالسيد
لا مـثل وجـدي بريعان الشباب iiوقد رأيـت أمـلود عـيشي غـير iiاملود
والـشيب يـضرب فـي فوديّ iiبارقه والـدهر يـقدح فـي شـملي iiبـتبديد
ورابـني لـون رأسـي انـه iiاختلفت فـيه الـغمائم مـن بـيض ومن iiسود
إن تـبـكِ أعـيـينا لـلحادثات iiفـقد كـحـلننا بـعـد تـغميض iiبـتسهيد
ادب الطف ـ الجزء الثاني 99
لـله تـصديق مـا في النفس من iiامل وفـي الـمعز مـعز الـدين iiوالـجود
الـواهب الـبدرات الـنجل iiضـاحية امـثـال اسـنمة الـبزل iiالـجلاعيد
مـؤيد الـعزم فـي الجلى اذا iiطرقت مـندد الـسمع فـي الـنادي اذا iiنودي
لـكل صـوت مـجال فـي iiمـسامعه غـير الـعنيفين مـن لـؤم iiوتـفنيد
وعـند ذي التاج بيض المكرمات iiوما عـندي لـه غـير تـمجيد iiوتـحميد
أتـبـعته فـكـري حـتى إذا iiبـلغت غـايـاتها بـين تـصويب iiوتـصعيد
رأيـت مـوضع بـرهان يـبين iiوما رأيــت مـوضع تـكييف وتـحديد
وكـان مـنقذ نـفسي مـن iiعـمايتها فـقـلت فـيـه بـعـلم لا بـتـقليد
فـمن ضـمير بـجد الـقول iiمشتمل ومـن لـسان بـحر الـمدح iiغـريد
مـا أجـزل الله ذخـري قـبل iiرؤيته ولا انـتـفعتُ بـإيـمان iiوتـوحـيد
لـلـه مـن سـبب بـالمجد iiمـتصل وظـل عـدل عـلى الآفـاق iiمـمدود
هـادي رشـاد وبـرهان iiومـوعظة وبـيـنـات وتـوفـيـق iiوتـسـديد
ضـيـاء مـظـلمة الايــام iiداجـية وغـيـث مـمحلة الاكـناف iiجـارود
تــرى أعـاديه فـي أيـام iiدولـته مـا لا يـرى حـاسد في وجه iiمحسود
قـد حـاكمته مـلوك الروم في iiلجب وكــان لـلـه حـكم غـير مـردود
إذ لا تـرى هـبرزيا غـير iiمـنعفر مـنـهم ولا جـاثليقا غـير iiمـصفود
قـضيت نـحب العوالي من iiبطارقهم ولـلـدماسق يــوم غـير iiمـشهود
ذمّــوا قـناك وقـد ثـارت iiأسـنّتها فـما تـركن وريـدا غـير iiمـورود
طـعن يـكوّر هـذا فـي فـريسة iiذا كـأن فـي كـل شـلو بـطن ملحود
حـويت اسـلابهم مـن كل ذي شطب مــاض ومـطرّد الـكعبين iiأمـلود
وكــل درع دلاص الـمتن iiسـابغة تـطوى على كل شافي النسج iiمسرود
(1) القنديد : عسل قصب السكر اذا جمد .
|