ادب الطف ـ الجزء الثاني 125
قـتلتم بني الإيمان والوحي والهدى مـتى صـح مـنكم في الإله iiمراد
ولـم تـقتلوهم بـل قـتلتم iiهداكم بـهم ونـقصتم عـند ذاك iiوزادوا
أمـية مـا زلـتم لأبـناء iiهـاشم عِـدى فاملأوا طرق النفاق iiوعادوا
إلـى كم وقد لاحت براهين iiفضلهم عـلـيكم نِـفـار مـنهم iiوعـناد
مـتى قط أضحى عبد شمس iiكهاشم لـقد قـل انصاف وطال iiشِراد(1)
مـتى وُزنـت صمّ الحجار iiبجوهر مـتى شـارفت شـم الـجبال iiهاد
مـتى بـعث الرحمن منكم iiكجدهم نـبيا عـلت لـلحق مـنه iiزنـاد
مـتى كـان يـوما صخركم iiكعليهم إذا عــدّ إيـمـان وعـدّ iiجـهاد
مـتى أصبحت هند كفاطمة iiالرضى مـتى قـيس بالصبح المنير iiسواد
أآل رســول الله سـؤتم iiوكـدتم سـتـجنى عـليكم ذلـة iiوكـساد
ألـيس رسـول الله فيهم iiخصيمكم إذا اشـتد إبـعاد وأرمـل(2) iiزاد
بـكم أم بـهم جـاء القرآن iiمبشرا بـكم أم بـهم ديـن الإلـه iiيـشاد
سـأبـكيكم يـا سـادتي iiبـمدامع غـزار وحـزن لـيس عـنه iiرقاد
وإن لـم أعـاد عـبد شمس عليكم فـلا اتـسعت بـي ما حييتُ iiبلاد
وأطـلبهم حـتى يـروحوا iiومالهم على الأرض من طول القرار iiمهاد
سـقى حُـفرا وارتـكم iiوحـوتكم مـن الـمستهلات الـعذاب iiعـهاد
(1) الشراد : النفور .
(2) أرمل : نفد .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 126
الأمير ابو علي تميم بن الخليفة المعز لدين الله معد بن اسماعيل الفاطمي :
قال السيد الأمين في الأعيان ج 14 ص 308 :
اديب شاعر من بيت الملك في ابان عزه ومجده ذكره صاحب اليتيمة ولم يذكر من أحواله
شيئا سوى أشعار له أوردها وقالت مجلة الرسالة المصرية عدد 331 من السنة السابعة هو
كما يعرف الأدباء امير شعراء مصر في العصر الفاطمي ويمكننا القول بان تميما هذا كان
مبدأ حياة خصيبة عامرة نشأ في وقت واحد مع القاهرة وكان الشعر في مصر بما تعلمه من
الضعف والقلة والندرة أقوى وروى له بعض أشعاره التي نظمها سنة 374 هـ وشعره الذي
يمدح به اخاه الخليفة العزيز بالله الفاطمي اكثره بل جلّه في ديوانه المطبوع بمطبعة
دار الكتب المصرية بالقاهرة قال ابن خلكان : وكانت وفاته في ذي القعدة سنة اربع
وسبعين وثلثمائة بمصر رحمه الله تعالى ودفن بالحجرة التي فيها قبر ابيه المعز .
وقال في الغزل :
لا والـمـضرّج iiثـوبُـه فـي كـربلاء من iiالدماء
لا والـوصـي iiوزوجـه وبـنيه اصـحاب iiالكساء
أولا فــإنـي iiلـلـعُصا ة الـغـاصبين iiالادعـياء
مـا حُـلت يـاذات iiاللَمى عـما عـهدتِ من iiالوفاء
هـا فـانظريني iiسـابحا في الدمع من طول iiالبكاء ادب الطف ـ الجزء الثاني 127
وضـعي يديك على iiفؤادٍ قـــد تـهـيأ لـلـفناء
قـالت : تـلطف iiشـاعر لـسنٍ وخـدعة ذي iiذكاء
امـسك عـليك فـقد iiتقنّع مـنك وجـهي iiبـالحياء
واعبث بما في العقد مني ، لا بـمـا تـحت iiالـردءا
إن الـرجـال اذا شـكوا لـعبوا بـاخلاق الـنساء ومن شعره :
اما والذي لا يملك الامر غيره ومـن هـو بالسر المكتم iiأعلم
لئن كان كتمان المصائب مؤلما لأعـلانها عـندي اشـدّ iiوآلم
وبـي كل ما يبكي العيون iiأفلّه وإن كـنت مـنه دائما iiاتبسم وقال معارضا قصيدة عبد الله بن المعتز التي أولها :
ألا مَن لنفسي وأوصابها ومن
لدموعي وتسكابها
أقول وقصيدة شاعرنا المترجم له طويلة فمنها :
ألا قل لمن ضل من iiهاشم ورام الـلـحوق iiبـأربابها
أأوسـاطها مـثل iiأطرافها أأرؤسـها مـثل iiأذنـابها
أعـباسها كـأبي iiحـربها عـلـي وقـاتل iiنـصّابها
وأولـهـا مـؤمنا iiبـالإله وأول هــادم iiأنـصـابها
بـني هـاشم قـد iiتعاميتم فـخلّوا المعالي iiلأصحابها
أعـباسكم كان سيف iiالنبي إذا أبدت الحرب عن iiنابها
أعـباسكم كـان في iiبَدره يـذود الـكتائب عن iiغابها
أعـباسكم قاتل iiالمشركين جـهارا ومـالك iiأسـلابها
أعـباسكم كـوصيّ iiالنبي ومُـعطى الرغاب لطلابها
أعـباسكم شرح iiالمشكلات وفَـتّـح مُـقفَل iiأبـوابها
عـجبتُ لـمرتكب iiبـغيه غــوىً الـمقالة iiكـذّابها ادب الطف ـ الجزء الثاني 128
يـقول فـينظم زور iiالكلام ويـحـكم تـنميقَ إذهـابا
(لـكم حـرمة يا بني iiبنته ولـكن بنو العم أولى iiبها)
وكـيف يحوز سهامَ iiالبنين بـنو الـعمّ أُفٍّ iiلـغصّابها
بـذا أنـزل الله آي القرآن أتـعمَون عن نص iiإسهابها
لقد جار في القول عبد الإله وقـاس الـمطايا iiبركتابها
ونـحن لـبسنا ثياب iiالنبي وأنـتـم جـذَبتم iiبـهدّابها
ونـحـن بـنوه iiووُرّاثـه وأهـل الـوراثة اولى iiبها
وفـينا الامـامة لا iiفـيكم ونـحن أحـقّ iiبـجلبابها
ومـن لـكم يـا بني iiعمّه بـمثل الـبتول iiوأنـجابها
ومـا لـكم كـوصيّ النبي أبٌ فـتـراموا iiبـنـشّابها
ألـسنا لُـباب بـني iiهاشم وسـاداتكم عـند iiنُـسّابها
ألـسـنا سـبقنا iiلـغاياتها ألـسنا ذهـبنا iiبـأحسابها
بـنا صُـلتم وبـنا iiطُللتم ولـيس الـولاة iiكـكتّابها
ولا تَـسفَهوا أنفساً iiبالكذاب فــذاك أشــد iiلإتـعابها
فـأنتم كلحن قوافي الفَخار ونـحن غـدونا iiكإعرابها وله قصيدة اخرى يردّ بها على ابن المعتز في تفضيله العباسيين على العلويين أولها :
جادك الغيث من محلّة دارِ وثوى فيكِ كل غادٍ وسارِ
ومنها :
يـا بـني هاشم ولسنا iiسواء فـي صغار من العلا أو iiكبار
ان نـكن نـنتمي لـجدٍ iiفإنا قـد سـبقناكم لـكل iiفـخار
لـيس عـباسكم كـمثل iiعلي هـل تـقاس النجوم iiبالاقمار
مَن له قال انت مني iiكهارون ومـوسى اكـرم به من iiنجار ادب الطف ـ الجزء الثاني 129
ثـم يـوم الغدير ما قد iiعلمتم خـصّة دون سـائر iiالحضّار
مَـن لـه قال : لا فتى iiكعلي لا ولا منصل سوى ذي iiالفقار
وبـمن بـاهل الـنبي iiأأنتم جُـهلاء بـواضح iiالاخـبار
يـا بـني عمنا ظلمتم وطرتم عن سبيل الانصاف كل مطار
كـيف تحوون بالاكف iiمكانا لـم تـنالوا رؤياه iiبالابصار
مَـن توطّا الفراش يخلف iiفيه احـمداً وهو نحوَ يثرب iiسار
واسـألوا يـوم خيبر iiواسألوا مـكة عـن كرّه على iiالفجّار
واسـألوا يوم بدرَ مَن iiفارس الاسـلام فيه وطالبُ iiالاوتار
اسـألوا كـل غزوة iiلرسول الله عـمن أغـار كـل iiمُغار ادب الطف ـ الجزء الثاني 130
علي بن أحمد الجرجاني الجوهري(1)
وجـدي بكوفان ما وجدي iiبكوفان تـهمي عليه ضلوعي قبل iiأجفاني
أرض اذا نـفحت ريح العراق iiبها أتـت بـشاشتها أقـصى خراسان
ومـن قـتيل بأعلى كربلاء iiعلى جـهل الصدى فتراه غير iiصديان
وذي صـفائح يـستسقي البقيع iiبه ريّ الـجوانح من روحٍ iiورضوان
هـذا قـسيم رسـول الله من iiآدم قُـدّا مـعاً مـثلما قـدّ الشرا iiكان
وذاك سـبطا رسـول الله iiجدهما وجه الهدى وهما في الوجه عينان
وآخـجلتا مـن أبيهم يوم iiيشهدهم مـضرجين نـشاوى مـن دم iiقان
يـقول يـا أمة حف الضلال iiبها فـاستبدلت لـلعمى كـفراً iiبايمان
مـاذا جـنيت عـليكم إذ iiأتـيتكم بـخير مـا جـاء من آي iiوفرقان
ألـم أجـركم وأنـتم في iiضلالتكم عـلى شـفا حفرة من حر iiنيران
ألـم أؤلـف قـلوبا مـنكم iiفـرقا مـثارة بـين أحـقاد iiوأضـغان
أمـا تـركت كـتاب الله iiبـينكم وآيـه الـغر فـي جـمع iiوقرآن
ألـم أكـن فـيكم غوثا iiلمضطهد ألـم أكـن فـيكم مـاء iiلـظمآن
قـتلتم ولـدي صـبرا على iiظمأ هذا وترجون عند الحوض إحساني
سـبـيـتم ثـكـلتكم iiأمـهـاتكم بـني البتول وهم لحمي iiوجثماني
(1) ترجمه صاحب (رياض العلماء) ووصف فضله وشعره .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 131
يـا رب خَذ لي منهم إذ هم iiظلموا كـرام رهطي وراموا هدم iiبنياني
مـاذا تجيبون والزهراء iiخصمكم والـحاكم الله لـلمظلوم iiوالـراني
أهـل الـكساء صـلاة الله iiنازلة عـليكم الدهر من مثنى iiووحدان
أنـتم نجوم بني حواء ما iiطلعت شـمس النهار وما لاح iiالسماكان
هـذي حـقائق لـفظ كلما iiبرقت ردّت بـلألائها أبـصار iiعـميان
هـي الـحُلى لبنى طه وعترتهم هـي الردى لبنى حرب iiومروان
هـي الجواهر جاء الجوهري iiبها مـحبة لكم من أرض iiجرجان
(1)وقال يرثي الحسين عليه السلام :
الـيوم شقق جيب الدين iiوانتهبت بـنات أحمد نهب الروم iiوالصين
الـيوم قـام بأعلى الطف iiنادبهم يـقول مَـن لـيتيم أو iiلـمسكين
اليوم خضّب جيب المصطفى iiبدم أمسى عبير نحور الحور iiوالعين
الـيوم خرّ نجوم الفخر من iiمصر وطـاح بالخيل ساحات iiالميادين
الـيوم اطـفئ نـور الله iiمـتقدا وبـرقعت عـزة الاسلام iiبالهون
الـيوم نـال بنو حرب iiطوائلهم مـما صـلوه بـبدر ثـم iiصفين
يـا أمـة ولـي الشيطان iiرابتها ومـكَن الـغي مـنها كل iiتمكين
مـا الـمرتضى وبنوه من iiمعوبة ولا الـفواطم مـن هند iiوميسون
يـا عـين لا تـدعي شيئا iiلغادية تـهمي ولا تـدعي دمعا لمحزون
قومي على جدث بالطف فانتقضي بـكل لـؤلؤ دمـع فـيك iiمكنون
يـا آل أحـمد إن الجوهري iiلكم سـيف يقطّع عنكم كل iiموصون
ذكرها الخوارزمي في مقتله ، وابن شهر اشوب في مناقبه ، والعلامة المجلسي في العاشر
من البحار .
(1) عن أعيان الشيعة ج 41 ص 41 .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 132
أبو الحسن علي بن احمد الجرجاني المعروف بالجوهري :
توفي في حدود سنة 380 . عن رياض العلماء إنه كان شاعرا اديبا مشهورا ، وهو صاحب
القصائد الفاخرة الكثيرة في مناقب أهل البيت ومصائب شهدائهم .
كان من صنايع الوزير الصاحب بن عباد وندمائه وشعرائه ، تعاطى صناعة الشعر في ريعان
من عمره جزاه الله خير جزاء المحسنين .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 133
الصاحب اسماعيل بن عباد
عـين جودي على الشهيد iiالقتيل واتـركي الـخد كالمحل iiالمحيل
كـيف يشفي البكاء في قتل iiمولا ي امــام الـتـنزيل والـتأويل
ولـو انّ البحار صارت iiدموعي مـا كـفتني لـمسلم بـن iiعقيل
قـاتـلوا الله والـنـبي iiومـولا هـم عـليا إذ قاتلوا ابن iiالرسول
صـرعواحوله كـواكب iiدجـن قـتلوا حـوله ضـراغمَ iiغـيل
اخـوة كـل واحـد مـنهم iiلـي ث عـرين وحـدّ سـيفٍ iiصقيل
أو سـمعوهم طعنا وضربا iiونحرا وانـتهابا يـاضلً مـتن سـبيل
والـحسين الـممنوع شـربة iiماء بـين حـرالظبى وحـر الـغليل
مـثـكل بـابنه وقـد ضـمّه وه و غـريق مـن الـدماء iiالهمول
فـجمعوه مـن بـعده iiبـرضيعٍ هـل سـمعتم بـمرضعٍ مـقتول
ثـم لـم يـشفهم سوى قتل iiنفس هـي نـفس الـتكبير iiوالـتهليل
هي نفس الحسين نفس رسول iiال لـه نـفس الوصي نفس iiالبتول
ذبـحوه ذبـحَ الأضـاحي فيا iiقل ب تـصدّع عـلى العزيز الذليل
وطـأوا جـسمه وقـد iiقـطّعوه ويـلهم مـن عـقاب يـوم iiوبيل
أخــذوا رأسـه وقـد iiبـضّعوه إن سـميَ الـكفار فـي iiتضليل
نـصبوه عـلى الـقنا iiفـدمائي لا دمـوعي تـسيل كـلّ iiمسيل |