ادب الطف ـ الجزء الثاني 134
واسـتباحوا بـنات فـاطمة iiالزه راء لـمّا صـرخن حول iiالقتيل
حـملوهن قـد كـشفن على الاق تـاب سـبياً بـالعنف iiوالتهويل
يــا لـكربٍ بـكربلاء iiعـظيم ولــرزء عـلى الـنبي ثـقيل
كـم بـكى جـبرئيل مـمّا iiدهاه فـي بـنيه صـلّوا على iiجبرئيل
سوف تأتي الزهراء تلتمس الحك م اذا حــان مـحشر iiالـتعديل
وأبـوهـا وبـعـلها iiوبـنـوها حـولها والـخصام غـير iiقـليل
وتـنـادي يــا رب ذبِّـح iiأولا دي لـماذا وأنـت خـير iiمـديل
فـيـنادى بـمالك ألـهب iiالـنا ر وأجّـج وخـذ بـأهل iiالغلول
(ويـجازى كـل بـما كـان iiمنه مـن عـقاب الـتخليد iiوالتنكيل)
يـا بني المصطفى بكيت iiوابكي ت ونـفسي لـم تأت بعد iiبسولي
لـيت روحي ذابت دموعا iiفأبكي لـلـذي نـالـكم مـن iiالـتذليل
فـولائـي لـكم عـتادي iiوزادي يــوم الـقاكم عـلى iiسـلسبيل
لــي فـيكم مـدائح iiومـراث حـفظت حـفظ مـحكم iiالتنزيل
قد كفاني في الشرق والغرب فخرا أن يـقولوا : مـن قيل اسماعيل
ومـتى كـادني الـنواصب iiفيكم حـسبي الله وهـو خير وكيل(1)
الصاحب بن عباد :
حدق الحسان(2) رمينني بتململ وأخـذن قلبي في الرعيل الأول
غـادرنني والى التفزع iiمفزعي وتـركنني وعلى العوبل iiمعوّلي
لـو أن مـا ألـقاه حمّل iiيذبلا قـد كـان يذبل منه ركنا iiيذبل
مازلت أرعى الليل رعي iiموكل حـتى رأيـت نجمه يبكين iiلي
فحسبتها زهرات روض iiضاحك [مـبتسم] قـد القيت في iiجدول
(1) عن ديوان الصاحب بن عباد ص 261 .
(2) ذكر العلامة المجلسي في المجلد العاشر من (بحار الأنوار) بعضها وقال : هي من
قصيدة طويلة .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 135
يـنـقض لامـعها فـتحسب كـاتباً قـد مـد سـطراً مـذهباً iiبـتعجّل
ويـغيب طـالعها كـدر قـد iiوهى مـن سـلك غـانية مـشت بـتدلل
حـتى إذا مـا الـصبح أنـفذ رسله أبــدت شـجون تـفرّق iiوتـرحّل
والـفجر مـن رأد الـضياء كـأنه سـعدى وقـد بـرزت لـنا iiبتبذل
ومـضى الـظلام يجر ذيل iiعبوسه فـأتى الـضياء بـوجهه iiالـمتهلل
وبـدا لـنا تـرس من الذهب الذي لـم يـنتزع مـن مـعدنٍ iiبـتعمل
مـرآة نـور لـم تُـشَن iiبـصياغة كـلا ولا جـليت بـكف الـصيقل
تـسمو الـى كـبد الـسماء iiكـأنها تـبغي هـناك دفـاع كرب معضل
حـتى اذا بـلغت الى حيث iiانتهت وقـفت كـوقفة سـائل عـن iiمنزلِ
ثـم انـثنت تـبغي الـحدورَ كأنها طـير أسـفّ مـخافةً مـن أجـدلِ
حـتى اذا مـا الـليل كـرّ iiبـبأسه فـي جـحفل قـد أتـبعوه iiبجحفل
طرب الصديق الى الصديق وأبرزت كـأس الـرحيق ولم يخف من iiعذّل
فـالعود يُـصلح والـحناجر تجتلى والـدر يُـخرز من صراح iiالمبزل
والـعين تـومئ والحواجب iiتنتجي والـعتب يـظهر عـطنه في iiأنمل
والأذن تـقضي مـاتريد iiوتـشتهي مـن طـفلة مـع عـودها iiكالمطفل
إن شـئت مـرّت فـي طريقة iiمعبدٍ أو شـئت مـرت في طريقة iiزلزل
تـغنيك عـن إبـداع بدعة حسن iiما وصـلت طـرائقه بـفنّ iiالموصلي
فـالـروض بـين مـسهّم iiومـدبّج ومـفـوّفٍ ومـجـزّعٍ iiومـهـلّل
والـطير ألـسنة الغصون وقد iiشدت لـيطيب لـي شرب المدام iiالسلسل
مـن حُـمّرٍ أو عـندليب مـطربٍ أو زُرزرٍ أو تـدريـجٍ أو iiبـلـبل
فـأخـذتـها عــاديّـةً غـيـليّةً تـجلى عـلَيّ كـمثل عين iiالأشهل
قـد كـان ذاك وفـي الصبا iiمتنفّس والـدهر أعـمى ليس يعرف iiمعقلي
حـتى اذا خـط الـمشيب iiبعارضي خــط ا لانـابـة رمـتها iiبـتبتل
وجـعلت تـكفير الـذنوب مدائحي فــي سـادة آل الـنبي iiالـمرسل
فـي سـادةٍ حـازوا الـمفاخر iiقادةٍ ورقـوا الـفخار بـمقولٍ iiوبمنصُل
ادب الطف ـ الجزء الثاني 136
وتـشـدّد يـوم الـوغى iiوتـشرُّرٍ وتـفـضل يـوم الـندى وتـسهل
وتـقدّم فـي الـعلم غـير iiمـحلأٍ وتـحـقق بـالعلم غـير مـحلحل
وعـبـادة مـا نـال عـبد مـثلها لأداءِ فـــرضٍ أو أداء تـنـفّل
هـل كـالوصيّ مقارع في iiمجمع هـل كـالوصي مـنازع في محفل
شَـهَرَ الـحسامَ لـحسم داءٍ معضل وحـمى الـجيوش كمثل ليل iiأليل
لـمّـا أتـوا بـدراً أتـاه iiمـبادرا يـسخو بـمهجة مـحربٍ iiمتأصل
كـم بـاسل قـدردّه وعـليه iiمـن دمــه رداء أحـمر لـم iiيـصقل
كـم ضـربة مـن كـفّه في قرنه قـد خـيل جري دمائها من iiجدول
كـم حـملة وآلـى عـلى iiأعدائه تـرمي الـجبال بـوقعها iiبتزلزل
هـذا الـجهاد ومـا يـطيق iiبجهده خـصم دفـاع وضـوحه iiبـتأوّل
يـا مـرحبا اذ ظـل يردي iiمرحباً والـجـيش بـين مـكبّر iiومـهلّل
واذا انـثنيت الـى الـعلوم iiرأيته قـرم الـقروم يـفوق كـل البزّل
ويـقـوم بـالتنزيل والـتأويل iiلا تـعدوه نـكتة واضـح أو iiمـشكل
لــولا فـتـاويه الـتي iiنـجّتهم لـتـهالكوا بـتـعسّف iiوتـجـهّل
لـم يـسأل الأقـوام عن أمرٍ iiوكم سـألـوه مـدرّعين ثـوب iiتـذلّل
كـان الـرسول مـدينةً هـو iiبابها لـو أثـبت النصّاب قول iiالمرسل
[قـد كـان كـرّارا فـسُمّي iiغيره فـي الـوقت فرّارا فهل من iiمعدل]
هـذي صدورهم لبغض المصطفى تـغلي عـلى الأهلين غلي iiالمرجل
نـصبت حـقودهم حروبا iiأدرجت آل الـنبي عـلى الـخطوب النزّل
حـلّوا وقـد عـقدوا كما نكثوا iiوقد عـهدوا فـقل في نكث باغ iiمبطل
وافـوا يـخبرنا بـضعف iiعقولهم أن الـمـدبر ثَــمّ ربـةُ iiمـحملِ
هــل صـيّر الله الـنساء iiأئـمة يـا أمـة مـثل الـنّعام iiالـمهمل
دبــت عـقاربهم لـصنو iiنـبيهم فـاغتاله أشـقى الـورى iiبـتختّل
أجـروا دمـاء أخـي النبي iiمحمد فـلتجرِ غـرب دمـوعها iiولتهمِل
ولـتصدر الـلعنات غـير iiمـزالةٍ لـعداه مـن مـاض ومن iiمستقبل
ادب الطف ـ الجزء الثاني 137
لـم تـشفهم مـن أحـمد iiأفـعالهم بـوصيّه الـطهر الـزكي iiالمفضل
فـتـجرّدوا لـبـنيه ثــم بـناته بـعظائم فـاسمع حـديث iiالـمقتل
مـنعوا حـسينَ الماء وهو iiمجاهد فـي كـربلاء فـنح كنوح iiالمعولِ
مـنعوه أعـذب مـنهل وكـذا غدا يـردون فـي الـنيران أوخم منهل
يـسقون غـسليناً ويـحشر iiجمعهم حـشراً مـتيناً في العقاب iiالمجمل
أيحزّ رأس ابن الرسول وفي الورى حــيّ أمـام ركـابه لـم iiيـقتل
تـسبى بـنات مـحمد حـتى iiكأنّ مـحـمدا وافــى بـملّة iiهـرقلِ
وبـنوا السفاح تحكموا في أهل iiحيّ عـلى الـفلاح بـفرصة iiوتـعجّل
نـكت الـدعيّ ابن البغي iiضواحكا هـي لـلنبيّ الـخير خـيرُ iiمقبّل
تـمضي بـنو هند سيوف الهند iiفي أوداج أولاد الـنـبـيّ iiوتـعـتلي
نـاحت مـلائكة الـسماء iiعـليهم وبـكوا وقـد سـقّوا كؤوس الذبّل
فـأرى الـبكاء مدى الزمان iiمحللا والـضحك بـعد السبط غير iiمحلّل
قـد قـلت لـلأحزان : دومي هكذا وتـنـزّلي بـالـقلب لا iiتـترحّلي
يــا شـيعة الـهادينَ لا تـتأسّفي وثـقـي بـحـبل الله لا iiتـتعجلي
فـعداً تـرون الـناصبين iiودارهم قـعر الـجحيم من الطباق iiالأسفل
وتـنـعمون مــع الـنبي iiوآلـه فـي جـنة الـفردوس أكرم موئل
هـذي الـقلائد كـالخرائد تـجتلى فـي وصف علياء النبي وفي علي
لـقـريـحةٍ عـدلـيّةٍ iiشـيـعيةٍ أزرت بـشـعر مـزرّد iiومـهلهل
مـا شـاقها لـما أقـمت iiوزانـها أن لـم تـكن لـلأعشيين وجرول
رام ابـن عـبادٍ بـها قـربً iiالى سـاداتـه فـأتت بـحسن iiمـكمل
مـا يـنكر المعنى الذي قصدت iiله إلا الــذي وافـى لـعدة iiأفـحل
وعـليك يـا مـكيّ حسنُ iiنشيدها حـتى تحوزَ كمالَ عيش iiمقبل(1)
(1) عن ديوان الصاحب بن عباد ص 85 .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 138
وقال رحمه الله :
مـا بـال عَـلوى لا تـرد جـوابي هـذا ومـا ودعـت شـرخ iiشبابي
أتـظـن أثـواب الـشباب بـلمتي دَورَ الـخضابِ فما عرفت iiخضابي
أوَ لَـمّ تـرَ الـدنيا تـطيع أوامري والـدهر يـلزمُ كـيف شئت iiجنابي
والـعيش غَـض والـمسارح جـمّة والـهـمّ اقـسم لا يَـطور iiبـبابي
وولاء آل مـحـمد قـد خـيرَ iiلـي والـعدل والـتوحيد قـد سـعدا iiبي
مـن بـعد ما استدّت مطالب iiطالب بـاب الـرشاد الـى هدىً وصواب
عـاودت عـرصة أصبهان iiوجهلُها ثـبـت الـقواعد مـحكمُ iiالأطـناب
والـجبر والـتشبيه قـد جـثما iiبها والـديـن فـيها مـذهب iiالـنصّاب
فـكـففتهم دهــراً وقـد iiفـقّهتهم الا أراذل مـــن ذوي iiالأنــاب
ورويـتُ مـن فـضل الـنبيّ iiوآله مــا لا يـبـقي شـبهة iiالـمرتاب
وذكـرت مـا خـصّ النبي iiبفضله مـن مـفخر الاعـمال iiوالانـساب
وذر الــذي كـانـت تـعرف داءه انّ الـشفاء لـه اسـتماع iiخـطابي
يـا آل احـمد انـتم حـرزي iiالذي أمِـنَت بـه نـفسي مـن iiالأوصاب
أُسـعـدت بـالـدنيا وقـد والـيتكم وكـذا يـكون مـع الـسعود iiمـأبي
انـتم سـراج الله فـي ظـلم iiالدجى وحـسامه فـي كـل يـوم iiضراب
ونـجومه الـزهر التي تهدي iiالورى ولـيـوثه إن غـابَ لـيثُ iiالـغابِ
لا يـرتجى ديـن خـلا مـن iiحبّكم هـل يـرتجى مَـطُر بـغير سحاب
أنـتـم يـمـين الله فـي iiأمـصاره لـو يـعرف الـنصّاب رجع iiجواب
تركوا الشراب وقد شكوا غلل الصدى وتـعـلّلوا جـهـلا بـلمع iiسـراب
لـم يـعلموا أن الـهوى يهوي iiبمن تــرك الـعـقيدة ربـة iiالانـساب
لـم يـعلموا أن الـوصيّ هو iiالذي غَـلَبَ الـخضارم كـلّ يوم iiغلاب
لـم يـعلموا أن الـوصيّ هو iiالذي آخــى الـنـبي اخـوّة iiالانـجاب
لـم يـعلموا أن الـوصي هو iiالذي سـبـق الـجـميع بـسنّةٍ iiوكـتاب |