ادب الطف ـ الجزء الثاني 172
ونـحن عـلى نـور مـن الله iiواضح فـيا رب زدنـا مـنك نـوراً وثـبتنا
وظــن ابـن حـمّاد جـميل iiبـرَبه وأحـرى بـه أن لا يـخيب لـه iiظنّا
بـنى الـمجد لي شنّ بن أقصى iiفحزته تُـراثاً جـزى الـرحمن خيراً أبي iiشنّا
وحـسبي بـعد القيس في المجد iiوالدي ولـي حـسب عـبد القيس مرتبةً iiتبنى
وخـالـي تـميم تـمّ مـجدي iiبـفخره فـنلت بـذا مـجداً ونـلت بـذا أمـنا
ودونــك لامــا لـلـقلائد iiهـذّبت مـديحا فـلم تـترك لذي مطمعن iiطعنا
ولا ظـل أو أضحى ولا راح iiواغتدى تـأمـل لا عـيـنٌ تـراه ولا iiلـحنا
فـصاحة شعري مذ بدت لذوي iiالحجى تـمـثّلت الأشـعـار عـنـده iiلـكنا
وخـير فـنون الـشعر مـا رقّ iiلفظه وجـلّت مـعانيه فـزادت بـتها iiحسنا
ولـلشعر عـلم إن خـلا مـنه iiحـرفه فـذاك هـذاء فـي الـرؤس بلا iiمعنى
إذا مــا أديـب أنـشد الـغثّ iiخـلته مـن الكرب والتنغيص قد ادخل iiالسجنا
إذا مـا رأوهـا أحـسن الـناس iiمنطقاً وأثـبـتهم قــولاً وأطـيـبهم iiلـحنا
تـلـذّ بـهـا الأسـماع حـتى iiكـأنها ألــذّ مـن أيـام الـشبيبة أو iiأهـنى
وفــي كــل بـيت لـذة iiمـستجدّة إذا مـا انـتشاه قـيل يـا لـيته iiثـنّى
تـقـبّلها ربّــي ووفّــى iiثـوابـها وثـقّـل مـيـزاني بـخيراتها iiوزنـا
وصـلّى عـلى الأطـهار من آل iiاحمد إلـه الـسما مـا عسعس الليل أو iiجنّا
وقال أبو الحسن علي بن حماد العبدي البصري يمدح امير المؤمنين عليا صلوات الله عليه
: هـل في سؤالك رسم المنزل iiالخربِ بـرء لـقلبك من داء الهوى iiالوصب
أم حـره يـوم وشـك الـبين يبرده ما استحدرته النوى من دمعك iiالسرب
هـيهات أن يـنفذ الـوجد المثير iiله نـأي الـخليط الـذي ولي ولم iiيؤب
يا رائد الحي حسب الحي ما iiضمنت لـه الـمدامع مـن ماء ومن iiعشب
ما خلت من قبل ان حالت نوى iiقذف ان الـعيون لـهم أهمى من iiالسحب
بـانوا فـكم أطلقوا دمعاً وكم iiأسروا لُـبّاً وكـم قـطعوا للوصل من iiسبب
ادب الطف ـ الجزء الثاني 173
مـن غـادرٍ لـم أكـن يوماً أُسرّ iiبه غدرا وما الغدر من شأن الفتى العربي
وحـافظ الـعهد يبدي صفحتي iiفرح لـلكاشحين ويـخفى وجـد iiمـكتئب
بـانـوا قـباباً وأحـباباً iiتـصونهم عـن الـنواظر أطراف القنا iiالسلب
وخـلّفوا عـاشقاً مـلقى رمى iiخلساً بـطرفه خـدر مَن يهوى فلم iiيصب
ألـقى الـنحول عـليه بـرده iiفـغدا كـأنه مـا نـسوا في الدار من iiطنب
لـهفي لما استودعت تلك القباب iiوما حـجبن مـن قـضبٍ عنا ومن iiكثب
مـن كل هيفاء أعطاف هضيم حشى لـعـساء مـرتشف غـراء مـنتقب
كـأنـما ثـغـرها وهـنا iiوريـقتها ما ضمت الكاس من راح ومن iiحبب
وفـي الـخدور بـدور لو برزن iiلنا بـرّدن كـل حـشى بـالوجد ملتهب
وفـي حـشاي غـليل بات iiيضرمه شـوق الـى برد ذاك الظلم iiوالشنب
يـا راقد اللوعة أهبب من كراك iiفقد بـان الـخليط ويا مضني الغرام iiثِب
أمـا وعـصر هـوى دبّ العزاء iiله ريـب الـمنون وغـالته يـد iiالنوب
لاشـرقـن بـدمعي إن نـأت iiبـهم دار ولم أقض ما في النفس من iiأرب
لـيس الـعجيب بأن لم يبق لي iiجلد لـكن بـقائي وقـد بانوا من العجب
شـيتُ ابن عشرين عاماً والفراق iiله سهم متى ما يصب شمل الفتى iiيشب
ما هضزّ عطفي من شوق الى وطني ولا اعـتراني مـن وجد ومن iiطرب
مـثل اشـتياقي مـن بُـعد ومنتزح الـى الـغري ومـا فهي من iiالحسب
أزكـى ثـرى ضمّ أزكى العالمين فذا خـير الـرجال وهذا أشرف iiالترب
إن كـان عن ناظري بالغيب محتجبا فـإنه عـن ضـميري غير iiمحتجب
مـرّت عـليه ضروع المزن iiرائحة مـن الـجنوب فـروّته مـن iiالحلب
مـن كـل مـقربة إقـراب iiمرزمةٍ ارزام صـاديـة الازواد iiوالـقـرب
يـذيبها حـرّ نـيران الـبروق iiوما لـهن تـحت سـجاليها مـن iiاللهب
بل جاد ما ضم ذاك الترب من شرف مـزنَ الـمدامع مـن جار ومنسكب
تـهفو اشـتياقا إلـيه كـل iiجـارحة مـني ولا مـثلما تـجتاح في رحب
ولـو تـكون لـي الايـام iiمـسعدة لـطاب لـي عـنده بعدي iiومقتربي
ادب الطف ـ الجزء الثاني 174
يـا راكـبا جـسره تـطوي مناسمها مـلآءة الـبيد بـالتقريب iiوالـخيب
هـو جـآء لا يطعم الانضآء غاربها مـسرى ولا تـتشكى مـؤلم iiالتعب
تـقيّد الـمغزل الادمـاء فـي صعَدٍ وتـطلح الـكاسر الـفنخاء في iiجنب
تـثني الـرياح اذا مـرّت iiبـغايتها حـسر الـطلآئح بالغيطان iiوالخرب
بـلّغ سـلامي قـبرا بـالغري iiحوى أوفـى الـبرية من عجم ومن iiعرب
واجـعل شـعاري لـله الـخشوع به ونـاد خـير وصـي صنو خير iiنبي
اسـمع أبـا حـسن ان الأولى iiعدلوا عـن حـكمك انقلبوا عن خير iiمنقلب
مـا بـالهم نـكبوا نـهج النجاة iiوقد وضـحته واقـتفوا نهجاً من iiالعطب
ودافـعوك عـن الأمر الذي iiاعتلقت زمـامه مـن قـريش كف iiمغتصب
ظـلت تـجاذبها حـتى لـقد iiخرمت خـشاشها تـربت مـن كف iiمجتذب
وكـان بـالأمس مـنها المستقيل iiفلِم أرادهـا الـيوم لـو لم يأتِ iiبالكذب
وانـت تـوسعه صبراً على iiمضض والـحلم أحـسن ما يأتي مع iiالغضب
حـتى إذا الـموت نـاداه iiفـاسمعه والـموت داع مـتى يدع امرءاً يجب
حـبابها زفـرا فـاعتاض iiمـحتقباً مـنه بـافضع مـحمول iiومـحتقب
وكـان أول مـن أوصـى iiبـبيعته لـك الـنبي ولـكن حـال من كثب
حـتـى إذا ثـالث مـنهم iiتـقمصّها وقـد تـبدّل مـنها الـجد iiبـاللعب
عـادت كـما بـدأت شوهاء iiجاهلة تـجرّ فـيها ذئـاب آكـلة iiالـغلب
وكـان عـنها لـهم فـي خم iiمزدجر لـمّا رقـى احـمد الهادي على iiقتب
وقـال والـناس مـن دان اليه iiومن ثـاوٍ لـديه ومـن مـصغ iiمـرتقب
قـم يـا عـلي فـاني قد أمرت بأن ابـلّغ الـناس والـتبليغ أجـدر iiبي
إنـي نـصبت عـلياً هـادياً iiعـلماً بـعدي وأن عـلياً خـير مـنتصب
فـبـايعوك وكــل بـاسـط يـده الـيك مـن فـوق قلب عنك iiمنقلب
عـافوك لا مـانع طـولا ولا iiحصر قـولا ولا لـهج بـالغش iiوالـريب
وكـنت قـطب رحى الاسلام iiدونهم ولا تـدور رحـى إلا عـلى iiقـطب
ولا تـماثلهم فـي الـفضل iiمـرتبة ولا تـشابههم فـي الـبيت iiوالنسب
ادب الطف ـ الجزء الثاني 175
وان هـززت قـناة ظـلت تـوردها وريـد مـمتنع فـي الروح iiمجتنب
ان تـلحظ الـقرن والـعسّال في iiيده يـظل مـضطربا في كف iiمضطرب
ولا تـسـلّ حـساماً يـوم iiمـلحمة إلا وتـحـجبه فـي رأس iiمـحتجب
كـيوم خـيبر إذ لـم يـمتنع iiزفـر عـن الـيهود بـغير الـفر iiوالهرب
فـاغضب الـمصطفى اذ جرّ iiرايته على الثرى ناكصا يهوى على iiالعقب
فـقال انـي سـاعطيها غـداً لـفتى يـحـبه الله والـمـبعوث iiمـنتجب
حـتى غـدوت بـها جذلان iiمخترقا مـظنة الـموت لا كـالخائف iiالنحب
جـم الـصلادم والبيض الصوارم iiو الــزرقُ اللهادم والـماذيّ iiوالـيلب
فـالأرض مـن لاحـقيات iiمـطهمة والـمستظل مـثار الـقسطل iiالهدب
وعـارض الـجيش من تقع iiبوارقه لـمـع الأسـنة والـهندية iiالـقضب
اقـدمت تـضرب صـبراً تحته iiفغدا يـصوب مزنا ولو أحجمت لم iiيصب
غـادرت فـرسانه مـن هارب iiفرق أو مـقعص بـدم الأوداج مـختضب
لـك الـمناقب يـعيى الحاسبون iiلها عـدّاً ويـعجز عـنها كـل مـكتتب
كـرجعة الشمس إذ رمت الصلوة iiوقد راحت توارى عن الابصار iiبالحجب
ردّت عـليك كأن الشهب ما iiاتضحت لـناظرٍ وكـأن الـشمس لـم iiتـغب
وفــي بــراءة انـباء iiعـجائبها لـم تـطوعن نـازح يوماً iiومقترب
ولـيـلة الـغار لـما بـتّ مـمتلئا أمـنا وغـيرك مـلآن مـن iiالرعب
مـا أنـت إلا أخـو الهادي iiوناصره ومـظهر الحق والمنعوت في iiالكتب
وزوج بـضـعته الـزهراء iiيـكنفها دون الـورى وابـو ابـنائه iiالنجب
مـن كـل مـجتهد فـي الله iiمعتضد بالله مـعـتـقد لــلـه مـحـتسب
واريـن هـادين إن ليل الظلام iiدجا كـانوا لـطارقهم أهـدى من iiالشهب
لـقبتُ بـالرفض لـما أن iiمـنحتهم ودّي وأحـسن مـا ادعـى به iiلقبي
صـلوة ذي الـعرش تترى كل آونة عـلى ابـن فـاطمة الكشاف iiللكرب
وابـنيه مـن هـالك بـالسم iiمخترم ومـن مـعفّر خـدٍ بـالثرى iiتـرب
لـولا الـسقيفة مـا قـاد الـذين iiهم أبـناء حـرب الـيهم جحفل iiالحرب
ادب الطف ـ الجزء الثاني 176
والـعـابد الـزاهد الـسجاد iiيـتبعه وبـاقر الـعلم دانـي غـاية iiالطلب
وجـعـفر وابـنه مـوسى iiويـتبعه الـبر الـرضا والجواد العابد iiالدئب
والـعـسكريين والـمـهدي iiقـائمهم ذي الأمر لابس أثواب الهدى iiالقشب
مَـن يـملأ الارض عدلاً بعدما iiملئت جـوراً ويـقمع أهل الزيغ iiوالشغب
الـقائد الـبُهم الـشوس الـكماء iiالى حـرب الطغاة على قبّ الكلا iiشزب
أهـل الـهدى لا أنـاس باع iiبائعهم ديـن الـمهيمن بـالدنيا iiوبـالرتب
لـو أن أضـغانهم فـي النار iiكامنة لأغـنت الـنار عـن مذكٍ ومحتطب
يـا صـاحب الكوثر الرقراق iiزاخره ذُد الـنواصب عـن سـلساله iiالعذب
قـارعت مـنهم كـماة في هواك iiبما جـرّدت مـن خاطر أو مقول iiذرب
حـتى لـقد وسـمت كـلماً iiجباههم خـواطري بـمضاء الشعر iiوالخطب
إن تـرضَ عـني فلا أسديت iiعارفة إن سـائـني سـخط أُمّ بـرّة iiوأبِ
صـحبت حـبك والتقوى وقد iiكثرت لـي الـصحاب فكانا خير iiمصطحب
فـاستجل مـن خـاطر العبدي iiآنسة طـابت ولو جاوزت مغناك لم iiتطب
جـاءت تـمايل في ثوبي حباً iiوهدى الـيـك حـالـية بـالفضل والأدب
أتـعبت نـفسي ونـفسي بعد عارفة بـأن راحـتها فـي ذلـك iiالـتعب
وقال يمدحه صلوات الله عليه ويرثي ولده الحسين عليه السلام :
شـجاك نوى الاحبة كيف iiشاءا بــداء لا تـصيب لـه iiدواءا
ابـانوا الصبر عنك غداة بانوا ورحّل عنك من رحلوا iiالعزاءا
واعـشوا بـالبكا عـينيك iiلما حـدا الـحادي بفرقتهم iiعشاءا
لـعمر أبيك ليس الموت iiعندي وبـينهم كـما زعـموا iiسواءا
فـإن الـموت للمضنى iiمريح ومـضنى الـبين مزداد iiبلاءا
سـل العلماء هل علموا iiفسموا سـوى داء الـهوى داءا iiعياءا
وهـل سـاد الـبرية غير iiقوم عـلـيهم احـمد مـدّ iiالـعباءا
رقـى جـبريل إذ جعلوه منهم فـفاخر كـل من سكن iiالسماءا |