ادب الطف ـ الجزء الثاني 177
رآهــم آدم أشـبـاح iiنـور بـساق الـعرش مشرقة ضياءا
هـناك بـهم توسل حين iiأخطأ فـكفّر ربـه عـنه iiالـخطاءا
فـمنهم ذلـك الـطهر iiالمرجى عـليّ اذ نُـنيط بـه iiالرجاءا
امـير الـمؤمنين أبـو iiتراب ومـن بـترابه نـلفي iiالشفاءا
خـليفة ربـنا في الأرض حقا لـه فـرض الـخلافة والولاءا
وعـلّـمه الـقضايا iiوالـبلايا وفـهّمه الـحكومة iiوالـقضاءا
وسـمّاه عـليا فـي iiالـمثاني حـكيما كـي يـتم له iiالعلاءا
وأعـطاه أزمـة كـل شـيء فـليس يـخاف من شيء iiاباءا
فـأبدع مـعجزات ليس iiتخفى وهـل للشمس قط ترى iiخفاءا
وشـبهه ابـن مـريم في iiمثال أراد بــه امـتحانا iiوابـتلاءا
فـواضل فـضله لـو iiعددوها اذن مـلأت بـكثرتها الفضاءا
إمـام مـا انـحنى للآت iiيوما ولم يعكف على العزى iiانحناءا
وواخـاه الـنبي فـلم iiيـخنه كـمن قد خان بل حفظ iiالاخاءا
وعـاهده فـلم يـغدر iiولـكن وفـاه ومـثله حـفظ iiالـوفاءا
وكم عرضت له الدنيا iiحضورا فـجاد بـها لـعافيها iiسـخاءا
شـفى بـالعلم سـائله iiوأغنى بـبذل الـمال سـائله iiعطاءا
هـو الـصدّيق اول مَن iiتزكى وصـدّق احـمد الهادي iiابتداءا
هـو الـفاروق إن هم iiأنصفوه بـه عـرفوا السعادة iiوالشقاءا
صـلـوة الله دائـمـة iiعـليه ورحـمته صـباحا أو iiمـساءا
فـقـد ابـقت مـودته iiبـقلبي نـوازع تـستطير بي iiارتقاءا
ولـي فـي كربلاء غليل iiكرب يـواصل ذلـك الكرب iiالبلاءا
غـداة غـدا ابـن سعد iiمستعداً لـقتل الـسبط ظـلما واعتداءا
فـاصبح ظـاميا مـع ناصريه فـكل مـنهم يـشكو iiالـظماءا
ولـم يـالوا مـواساة iiوبـذلا بـانـفسهم لـسـيدهم فـداءا
الـى أن جُـدّلوا عطشا iiفنالوا مـن الله الـمثوبة iiوالـجزاءا
ادب الطف ـ الجزء الثاني 178
وامـسى الـسبط منفردا iiوحيدا ولـم يـبلغ مـن الماء ارتواءا
فـاوغل فـيهم كـالليث iiلـما رأى فـي غـيله نـعماً iiوشاءا
ولـما أثـخنوه هـوى iiصريعا فـبـزوه الـعمامة iiوالـرداءا
وعـلّوا رأسـه في رأس iiرمح كـبدر الـتم قـد نشر iiالضياءا
وأبــرزن الـنساء iiمـهتكات سـبايا لـسن يـعرفن السباءا
فـلما أن بـصرن بـه صريعاً وقـد جـعل التراب له iiوطاءا
تـغـطيه نـصـولهم iiولـكن حـوامي الخيل كشّفت الغطاءا
سـقطن على الوجوه مولولات وأُعـدِمن الـتصبر iiوالـعزاءا
تـناديه سـكينة وهي iiحسرى ولـيس بـسامع مـنها iiالنداءا
أبـي لـيت الـمنية iiعاجلتني وكـنت مـن المنون لك الفداءا
أبي لا عشت بعدك لا هنت iiلي حـيـاتي لا تـمتعتُ iiالـبقاءا
رجـوتك ان تعيش ليوم iiموتي ولـكن خـيّب الـدهر الرجاءا
ابـي لـو تنفع العدوى iiلمثلي على خصمي لخاصمت القضاءا
لـو أن الـموت قدّمني iiوأبقى حـسيناً كـان أحسن ما iiأساءا
ابـي شـمتَ العدو بنا iiوأعطى مـناه مـن الشماتة حيث iiشاءا
هـتكنا بـعد صـون في iiخبانا وهـتّكت الـعدى مـنا iiالخباءا
ابـي لـو تنظر الصغرى iiبذل تـساق كـما يـسوقون iiالاماءا
اذا سـلب القناع الرجس iiعنها تـخمّر وجـهها بـيدٍ iiحـياءا
أبـي حـان الوداع فدتك iiنفسي فـعدني بـعد تـوديعي iiلـقاءا
فـيا قـمراً تـغشّاه iiخـسوفٌ كـما فـي الـتم مطلعه iiأضاءا
ويـا غـصناً حنت ريح iiالمنايا غـضاضته كما اعتدل iiاستواءا
ويـا ريـحانة لـشميم iiطـاها أعـادتـهـا ذوابـلـهم iiذواءا
بـكته الأرض والـثاوي iiعليها أسـى وبكاء مَن سكن iiالسماءا
وقـد بكت السماء عليه iiشجواً وأذرت مـن مـدامعها iiدمـاءا
سـيفنى بـالاسى عمري iiعليه ولـست أرى لـمرزاتي iiفناءا
ادب الطف ـ الجزء الثاني 179
سـأبكيه وأُسـعد مـن iiبـكاه واجـعل نـدبه ابـدا iiعـزاءا
وامـدح آل احمد طول عمري وأوسـع مَـن يـعاديهم iiهجاءا
واحـفظ عـهدهم سراً iiوجهراً ولا أبـغي لـغيرهم iiالـوفاءا
واعـتقد الـولاء لـهم iiحياتي ومـمن خـان عـهدهم iiالبراءا
وأعـلم أنـهم خـير iiالـبرايا وأفـضلهم رجـالا أو iiنـساءا
فـمن نـاواهم بـالفضل iiيوما فـلـيس بـرابحٍ إلا iiالـعناءا
ولـم يـك بـالولاء لـهم مقرّاً لاصـبـح بـرّه ابـدا هـباءا
فـيا مـولاي وهو لك انتساب أنـال بـه لـعمرك كـبرياءا
الـيك مـن ابـن حماد iiقريضا هـو الـياقوت أو أبهى iiصفاءا
وقال يمدحه ويذكر بعض مناقبه ويرثي ولده الحسين صلوات الله عليهما :
دعـوت الدمع فانسكب iiانسكابا ونـاديت الـسلو فـما iiاجـابا
وهل لك أن يجيب فتى iiحزينا رأت عـيناه بـالطف اكـتئابا
وكـيف يـملّ شـيعيّ iiمنيب الـى الطف المجيئ أو iiالذهابا
يـحار اذا رأيت الحَيَر iiفكري لـهيبته فـلم أمـلك iiخـطابا
وحـق لـمن حوى ما قد حواه مـن الـنور المقدس أن iiيهابا
سـلالة أحـمد وفـتى iiعـلي فـيالك مـنسبا عـجبا iiعجابا
فـكان مـحمد هـنيّ iiوعزّي بـه عـن ربـه دأبـا iiفـدابا
ربـا في حجر جبريل iiوناعى لـه مـيكال وانـتحبا iiانتحابا
وسـاد وصنوه الحسن iiالمزكى مـن اهـل الجنة الغُرّ iiالشبابا
هـما ريـحانتا المختار iiطيبا اذا والاهـما الـشم اسـتطابا
وقرطا عرش رب العرش تبّت يـدا مـن سـنّ ظلمهما iiتُبابا
سـقي هـذا المنون بكاس iiسمٍّ وذاك بـكربلا مـنع iiالـشرابا
سأخضب وجنتي بدماء iiعيني لـشيبته وقـد نصلت iiخضابا
وألـبس ثوب أحزاني iiلذكري لـه عـريان قـد سلب iiالثيابا ادب الطف ـ الجزء الثاني 180
فـوا حـزنا عليه وآل حرب تـرويّ البيض منه iiوالحرابا
وواحزنا ورأس السبط iiيسري كـبدر الـتم قـد عُلي iiشَهابا
وواحـزنا ونـسوته iiسـبايا وقد هتك العرى منها iiالحجابا
وقـد سفرت لدهشتها iiوجوها تـعوّدت الـتخمر iiوالـنقابا
وقـد جزّت نواصيها وشدّت بـها الأوسـاط لم تأل iiانتدابا
وزيـنب في النساء لها iiرنين يـكاد يـفطرّ الصمّ iiالصلابا
تـنسادي يـا أخي ما iiلليالي تـجدد كـل يـوم لي iiمصابا
فـقدتُ أحبتي ففقدت iiصبري وقـد لاقـيت أهوالاً iiصعابا
وكـنتَ بقية الماضين عندي بـه أسلو اذا ما الخطب iiنابا
فبعدك من ترى أرجوه iiذخراً اذا مـا الـدهر ينقلب iiانقلابا
وأعـظم حسرتي أني اذا iiما دعـوتك لـم تردّ لي iiالجوابا
فـلِم أبـعدتني يا سؤل iiقلبي ومـا عـوّدتني إلا iiاقـترابا
لـو أنّ عُـشير ما ألقاه iiيُلقى عـلى زبـر الحديد إذن iiلذابا
أخـي لـو أن عينك عاينتني لـما قـرّت بـكاء iiوانتحابا
فكنت ترى الأرامل iiواليتامى يـحثّ الـسائقون بها iiالركابا
وكنت ترى سكينة وهي iiتبكي وتخفي الصوت خوفاً iiوارتقابا
وفـاطمة الصغيرة قد iiكساها شـمول الـضيم ذلا iiواكتئابا
تـنادي وهـي بـاكية iiأباها وقد هتك العدى منها iiالحجابا
حـلفتُ بـرب مكة حلف iiبرّ ومـن أجرى بقدرته iiالسحابا
فـما قتل الحسين سوى iiأناس لـقتل مـحمد دفـعوا iiالدبابا
ورامـوا قـتل والـده iiعليّ وحازوا إرث فاطمة iiاغتصابا
سـيعلم ظـالم الاطهار iiماذا يُـعدُّ لـه ويـنقلب iiانـقلابا
وكـيف يـجيب سائله iiوماذا يـعد لـه اذا ورد iiالـحسابا
كـلاب النار كانوا دون iiشك كـما يـروون ان لـها iiكلابا
فـليس يشم ريح الخلد iiكلب ورب الـعرش يصليه iiعذابا
ادب الطف ـ الجزء الثاني 181
ولـكن الـجنان لـنا iiمـقام لأنـا قـد تـتبعنا iiالـصوابا
أئـمتنا الـهداة بـهم iiهـدينا وطـبنا حـين والينا iiالطيابا
رسـول الله والـمولى iiعليا أجـل الـخلق فرعاً iiوانتسابا
فـذا خـتم الـنبوة دون iiشك وذا خـتم الوصيّة لا iiارتيابا
وأخــاه الـنبي بـأمر iiرب كـما عن أمره آخى iiالصحابا
فـصار لـنا مـدينة كل iiعلم وصـار لها علي الطهر iiبابا
ومـثّله بـهارون iiالـمزكى ألـم يـخلف أخاه حين iiغابا
يـسد مـسدّه فـي كل iiحال ويـحسن بـعده عـنه الغيابا
وفـي بـدرٍ وفي أُحدٍ iiوسلع أجـاد الطعن عنه iiوالضرابا
مـشاهد حـربه لو ان iiطفلا مـن الاطـفال يشهدها iiلشابا
لو أن الموت شخّص ثم iiألوى بـلـحظته الـيه لاسـترابا
أو الأبـطال تـلقاه iiوجـوها لأخـلى الـهام منها iiوالرقابا
امـير الـمؤمنين أبو iiتراب واكـرم سـيد وطـأ iiالترابا
سـأمنح مـن يواليه iiوصالا وأهـجر مـن يعاديه iiاجتنابا
فان عاب النواصب ذاك iiمني فـلا أُعـدمت ذيّـاك iiالمعابا
وإن يك حب أهل البيت iiذنبي فـلست بـمبتغ عـنه iiمتابا
أحـبّـهم وأمـنحهم iiمـديحا وأوسـع مّـن يجانبهم iiسبايا
ولـم أمـنحهم قـط iiاكتسابا ولـكـنّي مـدحتهم iiارتـغابا
ولـن يـرجو ابن حماد iiعلي بـحسن مـديحهم إلا iiالثوابا
فـإنهم كـفوني عن iiمعاشي فـلم أحـتج بـنيلهم اكتسابا
ونـلت مـآربي بهوى iiعلي ومَـن يـعلق بغير هواه خابا
رأيت لبعض هذا الخلق شعراً جـليل الـلفظ يمتدح iiالذبابا
كـبابٍ عـلّقوه على iiخرابٍ وحسن الباب لا يغني iiالخرابا
وكـم غيم رجوت الغيث iiمنه فـكان وقد غررت به ضُبايا
فـلو جـعل المدائح في iiعلي لـوافق فـي مـدايحه iiالكتابا |