ادب الطف ـ الجزء الثاني 291
وكـل مـرفّع في الجو iiطاطٍ ترى أبداً على كنفيه iiطاطا(1)
إذا شـهد الـكريهة لا يـبالي أشاط على الصوارم أم iiأشاطا
ومـا مـد الـقنا إلا iiوخيلت عـلى آذان خـيلهم iiقِـراطا
وكـم نِـعَم لـجدّهم iiعـليكم لـقينَ بـكم جحوداً أو iiغماطا
هُـم أتـكوا مرافقكم وأعطوا جـنوبكم الـنمارقَ iiوالنماطا
وهـم نـشطوكم من كل iiذُل حَـللتم وسـط عَقوتِه iiانتشاطا
وهـم سـدوا مخارمكم iiومدوا عـلى شجرات دوحكم iiاللياطا
ولـولا أنـهم حـدبوا iiعليكم لما طُلتم ولا حزتم iiضغاطا(2)
فـما جـازيتم لـهم iiجـميلاً ولا أمـضيتم لـهم اشـتراطا
وكـيف جـحدتم لـهم iiحقوقاً تـبين على رقابكم اختطاطا ii؟
وبـين ضـلوعكم منهم iiتراتٌ كمرخِ القيظِ أُضرم iiفاستشاطا
ووتـر كـلما عـمدت iiيمين لـرقعِ خـروقِه زدن انعطاطا
فـلا نـسبٌ لـكم أبـداً اليهم وهل قربى لمن قطع المناطا ؟
فـكم أجـرى لنا عاشور دمعاً وقـطّع مـن جوانحنا iiالنياطا
وكـم بـتنا بـه والليل iiداج نُميط من الجوى ما لن iiيُماطا
يُـسـقّينا تـذكـره iiسـماماً ويـولجنا تـوجّعه الـوراطا
فـلا حـديت بكم أبداً iiركابٌ ولا رُفـعت لـكم أبدا iiسياطا
ولا رفـع الـزمان لكم iiأديماً ولا ازددتـم بـه إلا نحطاطا
ولا عـرفت رءوسكم iiارتفاعاً ولا ألِـفت قـلوبكم iiاغـتباطا
ولا غـفر الإلـه لـكم iiذنوباً ولا جُـزتم هـنالِكم iiالصراطا
(1) الطاط : الشجاع ، والباشق من الطيور .
(2) الضغاط : جمع الضغيطة وهي النبتة الضعيفة .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 292
وقال يذكر مناقب أهل البيت عليهم السلام :
يــا آل خـير عـباد الله iiكـلّهم «ومَن لهم فوق» أعناق الورى مننُ
كـم تُـثلمون بـأيدي الناس كلهم وكم تُعرّس فيكم دهرها iiالمحن(1)
وكـم يـذودُكم عـن حـقّكم iiحنقاً مُـمَلأ الـصدر بالأحقاد مُضطغن
إن الـذين نـضوا عـنكم iiتراثكم لـم يـغبنوكم ولـكن دينهم iiغَبَنوا
بـاعوا الـجنان بـدارٍ لا بقاء iiلها ولـيس لـله فـيما بـاعه ثـمن
احـبّكم والـذي صـلى الجميع له عـند الـبناء الذي تُهدى له البُدن
وأرتـجيكم لـما بـعد الممات إذا وارى عن الناس جَمعاً أعظم iiجبن
وإن يـضلّ أنـاسٌ عـن iiسبيلهم فـليس لـي غير ما أنتم به iiسَنَن
ومـا أبـالي اذا مـا كنتم iiوضحاً لـناظريّ ، أضاء الخلق ام دجنوا
وأنـتم يـوم أرمي ساعدي iiويدي وأنـتم يـوم يـرميني العِدا الجَنن
وقال في التوسل الى الله تعالى بأهل البيت صلوات الله عليهم :
أقـلـني ربـي بـالذين iiأصـطفيتهم وقـلتَ «لنا» : هم خيرُ من أنا iiخالقُ
وإن كـنت قد قصرتُ سعياً إلى iiالتقى فـإني بـهم «إن» شئتَ عندك لاحق
هـم أنـقذوا لـمّا «فـزعتُ» iiإليهم وقد صمّمت نحوى «النيوب» العوارق
وهم «جذبوا» ضبعى» إليهم من الأذى وقد طرقت «بابي» الخطوب الطوارق
ولولاهم «مانلتُ» في الدين ii«حُظوةً» ولا اتّـسَعَت فـيه عـليّ iiالـمضائق
ولا سـيّرت فـضلي إلـيها iiمغاربٌ ولا طـيّـرته بـيـنهنّ iiمـشـارق
ولا صـيّرت قـلبي مـن الناس كلهم لـها وطـناً تـأوي إلـيه iiالـحقائق
(1) تعرس : تقيم من التعريس وهو نزول المسافر للاستراحة .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 293
وقال يفتخر بابائه عليهم السلام :
لـو لـم يـعاجله الـنوى iiلتحيرا وقـصاره وقـد انتأوا أن iiيقصرا
أفـكلما راع الـخليط iiتـصوبت عـبرات عـين لم تقلّ فتكثرا ii؟
قد أوقدت حرق «الفراق» iiصبابة لـم تستعر ومرين دمعاً ما iiجرى
«شـعفٌ» يـكتمه الحياء iiولوعة خـفيت وحـق لـمثلها أن يظهرا
«وأبى» الركائب لم يكن «ماعلنه» صـبراً ولـكن كـان ذاك تصبّرا
لـبـين داعـية الـنوى فـاريننا بـين الـقباب البيض موتاً iiأحمرا
وبـعدن بـالبين الـمشتت ساعة «فـكأنهن» بـعدن عـنا iiأشـهرا
عـاجوا عـلى ثمد البطاح iiوحبهم أجـرى الـعيون غداة بانوا أبحرا
وتـنكبوا وعـرَ الطريق iiوخلفوا مـا في الجوانح من هواهم iiأوعرا
أمــا الـسلو فـإنه لا iiيـهتدى قـصد الـقلوب وقد حشين iiتذكرا
قـد رمت ذاك فلم أجده وحق iiمن فـقد السبيل إلى الهدى أن iiيعذرا
أهـلاً بطيف خيال مانعة ii«الحبا» يـقظى ومفضلة علينا في iiالكرى
مـا كـان أنـعمنا بها من iiزورة لو باعدت وقت الورود المصدرا ii!
جـزعت لوخطات المشيب iiوإنما بـلغ الـشباب مدى الكمال iiفنوّرا
والـشيب إن «فكرت» فيه iiموردٌ لا بـدّ يـورده الـفتى إن iiعمّرا
يـبيضّ بـعد سواده الشعر iiالذي لـو لم يزره الشيب واراه iiالثرى
زمـن الـشبيبة لاعـدتك iiتـحيةٌ وسـقاك منهمر الحيا ما iiاستغزرا
فـلطالما اضـحى ردائـي iiساحباً فـي ظلك الوافي وعودي iiاخضرا
أيـام يـرمقني الـغزال إذا iiرنـا شـعفاً ويطرقني الخيال إذا سرى
ومرنّحٍ في الكور يحسب أنه iiاص طـبح العقار وإنما اغتبق iiالسُرى
بـطـل صـفاه لـلخداع iiمـزلّةٌ فـإذا مشى فيه الزماع iiتغشمرا(1)
«إمـا» سـألت بـه فلا تسأل iiبه «نـاياً» يناغي في البطالة مزمرا
(1) تغشمر : تنمر .
ادب الطف ـ الجزء الثاني 294
وأسـأل بـه الجرد العتاق iiمغيرةً يـخطبن هـاماً أو يـطأن iiسنّورا
يـحملن كـل مدججٍ يقرى iiالظبا عـلقاً وأنـفاس الـسوافي عثيرا
قومي الذين وقد دجت سبُل iiالهدى تـركوا طـريق الدين فينا iiمقمرا
غلبوا على الشرف التليد iiوجاوزوا ذاك الـتـليد تـطـرفاً iiوتـخيرا
كـم فـيهم مـن قـسورٍ iiمتخمطٍ يـردى إذا شـاء الهزبر القسورا
مـتنمرٍّ والـحرب إن هـتفت iiبه أدّتــه بـسام الـمحيّا iiمـسفرا
ومـلـوّم فــي بـذله iiولـطالما أضحى جديراً في العلا أن iiيشكرا
ومـرفع فـوق الـرجال iiتـخاله يـوم الـخطابة قـد تـسنم iiمنبرا
جـمعوا الجميل إلى الجمال وإنما خـتموا إلى المرأى الممدّح iiمخبرا
سـائل بـهم بـدراً وأحداً iiوالتي ردّت جـبين بني الضلال iiمعفّرا
لـلـه درّ فـوارسٍ فـي iiخـيبر حـملوا عـن الاسلام يوماً منكرا
عـصفوا بسلطان اليهود iiوأولجوا تـلك الـجوانح لـوعة iiوتحسرا
واستلحموا أبطالهم واستخرجوا iiال أزلام مــن أيـديهم iiوالـميسرا
وبـمرحبٍ ألـوى فتىً ذو iiجمرة لا تـصطلي وبسالةٍ «لا iiتُعترى»
إن حـزّ حـزّ مـطبقاً أو قال iiقا ل مـصدّقاً أو رام رام ii«مطهّرا»
فـثـناه مـصفرّ الـبنان كـأنما لـطخ الـحمامُ عليه صبغاً أصفرا
«تـهفوا» العقاب بشلوه ولقد هفت زمـناً بـه شـم الذوائب iiوالذرا
أمـا الـرسولُ فـقد أبـان iiولاءَه لـو كـان ينفع «جائراً» أن ينذرا
أمـضى مـقالاً لـم يقله معرّضاً وأشـاد ذكـراً لم يشده ii«مُغرّرا»
وثـنـى الـيه رقـابهم وأقـامه عـلماً عـلى بـاب النجاة iiمشهرا
ولـقد شفى «يوم الغدير» معاشراً ثـلجت نفوسهم «وأدوى» iiمعشرا
«قـلقت» بـهم أحـقادهم iiفمرّجعٌ نـفسأً ومـانع أنـةٍ أن iiتـجهرا
يـا راكـباً رقـصت بـه iiمهريةٌ أشـبت بـساحته الهموم iiفاصحرا
عـج «بـالغريّ» فـإن فيه iiثاوياً جـبلاً تطأطأ فاطمأن iiبه«الثرى»
ادب الطف ـ الجزء الثاني 295
واقـرا الـسلام عليه من كلفٍ iiبه كشفت له حجاب الصباح iiفأبصرا
فـلو استطعت جعلت دار iiإقامتي تـلك الـقبور الـزُهر حتى iiأقبرا
ومن روائعه قوله :
ومن السعادة أن تموت وقد مضى مـن قـبلك الـحُساد والأعـداء
فـبقاءُ مَـن حُـرِمَ المراد فناؤه وفـناء مـن بـلغ الـمراد iiبقاء
والـناس مـختلفون في iiأحوالهم وهـم إذا جـاء الـردّى iiأكـفاء
وطـلاب مـا تفنى وتتركه iiعلى مـن ليس يشكر ما صنعت iiعناء
وقوله :
أحـب ثـرى نـجد ونجد iiبعيدة ألا حـبذا نـجد وإن لم تفد iiقربا
يقولون نجد لست من شعب أهلها وقـد صـدقوا لـكنني منهم iiحُبّا
كـأني وقـد فارقت نجداً iiشقاوة فـتى ضل عنه قلبه ينشد iiالقلبا
وقوله في اخرى :
ولـقـد زادنـي عـشية جـمع مـنـكم زائـر عـلى iiالآكـام
بـات أشهى الى الجفون وأحلى في منامي غبّ السرى من منامي
كـدتُ لـما حـللتُ بين iiتراقيه حـراماً أحـل مـن iiإحـرامي
وسـقاني مـن ريـقه iiفـسقاني مــن زلال مـصـفق iiبـمدام
صـدّ عني بالنزر إذ أنا iiيقظان وأعـطى كـثيره فـي iiالـمنام
والـتقينا كـما اشتهينا ولا iiعيب ســوى أن ذاك فـي الأحـلام
واذا كـانـت الـمـلاقاة iiلـيلاً فـالـليالي خـيرٌ مـن iiالأيـام
ومن قوله في قصيدة طويلة :
أترى يؤب لنا الأبيرق
والمنى للمرء شغل
طـلل لَعـزة لا يزال
على ثراه دم يُطلّ
ادب الطف ـ الجزء الثاني 296
فـتلوا ومـا قتلوا iiوعند هـم لـنا قَـودٌ iiوعقل
قل للذين على iiمواعدهم لـنـا خُـلفٌ ومـطل
كم ضامني من لا أضيم ومـلّني مَـن لا iiأمَـلّ
يــا عــاذلاً iiلـعتابه كَـلّ على سمعي iiوثِقل
ان كـنت تـأمر iiبالسلو فـقل لقلبي كيف iiيسلو
قـلبي رهين في iiالهوى ان كـان قلبك منه iiيخلو
ولقد علمتُ على iiالهوى أنّ الـهوى سـقمٌ iiوذلٌ
وتـعجبتُ جَملٌ iiلشيب مـفارقي وتشيبُ iiجمل
ورأت بـياضاً في iiسواد مـا رأتـه هـناك iiقَبل
كـذُبالة رفـعت iiعـلى الهضبات السارين ضلّوا
لا تـنكريه ويب iiغيرك فـهو لـلجُهلاء iiغُلّ(1)
وله قدس الله سره :
مـولاي يـا بدر كل iiداجية خذ بيدي قد وقعت في iiاللجج
حـسنك ما تنقضي iiعجائبه كالبحر حدّث عنه بلا iiحرج
بحق من خط عارضيك ومَن سـلّط سلطانها على iiالمهج
مـدّ يـديك الـكريمتين معاً ثم ادع لي من هواك iiبالفرج
وقوله :
ولما تفرقنا كما شاءت النوى تبيّن ودّ خالصٌ وتـوددُ
كأني وقد سار الخليط عشيةً
أخو جنّةٍ مما أقوم وأقعد
وله من قصيدة :
الا يا نسيم الريح من أرض iiبابل تـحمّل الـى أهل الخيام iiسلامي
وقـل لـحبيب فيك بعض iiنسيمه أمـا آن تـسطيع رجـع iiكلامي
(1) ويب : كلمة ويل زنة ومعنى . والغل بالضم : طوق من حديد يجعل في اليد .
|