أدب الطف ـ الجزء الثالث 231
زايـراً قبر مصعب بعد ما كن ت أوالـي دفـين قـبر iiالنذور
وتخيرت ان يكون iiالزبيدي(3) رفيقي في العرض يوم iiالنشور
وتراني في الحشر فاطمة الطهر وكـفـي فـي كـفه iiالـمبتور
وتـكون المسئول عن مؤمن أل قـيته أنـت في سواء iiالسعير
أقول قبر النذور هو قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن
علي بن ابي طالب كان عليه مشهد فخم البناء تتوارد عليه الزوار من وقت
لآخر حتى سنة 646 هـ التي غرقت بغداد فيها وغرقت محلة الرصافة وتهدم
اكثر دورها وسورها وغشى قبور الخلفاء وهدم مشهد عبيدالله. وحسب ما
يقوله المؤرخون يقع مشهد عبيدالله في منطقة (باب المعظم) وقريب من جامع
الرصافة. وفي سنة 650 هـ أمرت أم الخليفة الناصر بتجديد رباط الاصحاب
المجاور لمشهد عبيدالله وربما نسب هذا الرباط الى المشهد وأجريت بعض
الاصلاحات عليه. اما اليوم فليس له أثر، حاولت الوصول اليه ومعي بعض
ذوي العلم من رجال البحث فقطعنا شوطاً في السير في الجانب الشرقي وعلى
بعد منتصف ميل من ثكنة الخيالة خارج باب المعظم انتهى. اقول وقبل ايام
قليلة صحبت اخاً من اخواني المعنيين بالبحث والتنقيب ببغداد ومضينا الى
شارع الكفاح فوجدنا قبراً كتب عليه (قبر النذور) بصخرة على الباب بحروف
بارزة قديمة ويقع مقابل جامع (الفضل) والفضل هذا على ما أعلم هو محمد
بن اسماعيل بن الامام جعفر الصادق عليه السلام.
قال الخطيب البغدادي في تاريخه ج 1 ص 123 باب البردان فيها أيضاً جماعة
من أهل الفضل عند المصلى المرسوم بصلاة العيد قبر كان يعرف بقبر النذور
ويقال ان المدفون فيه رجل من ولد علي بن ابي طالب رضي الله عنه
(3) الزبيدي هو اللعين عبدالرحمن بن منجم المرادي قاتل الامام
أميرالمؤمنين علي عليه السلام.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 332
يتبرك الناس بزيارته، ويقصده ذوو الحاجة منهم لقضاء حاجته حدثني لقاضي
ابوالقاسم علي بن المحسن التنوخي قال حدثني ابي قال كنت جالساً بحضرة
عضد الدولة ونحن مجتمعون بالقرب من مصلى الاعياد في الجانب الشرقي من
مدينة السلام نريد الخروج معه الى همدان في اول يوم نزل المعسكر فوقع
طرفه على البناء الذي على قبر النذور فقال لي ما هذا البناء. فقلت هذا
مشهد النذور، ولم أقل: قبره لعلمي بطيرته من دون هذا، واستحسن اللفظة
وقال: قد علمت انه قبر النذور وإنما أردت شرع مره فقلت: هذا يقال انه
قبر عبيدالله بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب.
ويقال انه قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب. وان بعض
الخلفاء أراد قتله خفياً فجعلت له هناك ربية وسير عليها وهو لا يعلم
فوق فيها وهيل عليه التراب حياً وانما شهر بقبر النذور لانه ما يكاد
ينذر له نذر الا صح وبلغ الناذر ما يريد، ولزمه الوفاء بالنذر وانا أحد
من نذر له مراراً لا أحصيها كثرة ما يريد، ولزمه الوفاء بالنذر وانا
أحد من نذر له مراراً لا أحصيها كثرة نذوراً على أمور متعذرة فبلغتها
ولزمني النذر فوفيت به، فلم يتقبل هذا القول وتكلم بما دل على أن هذا
إنما يقع منه اليسير اتفاقاً فيتسوق العوام باضعافه ويسيرون الاحاديث
فيه فأمسكت فلما كان بعد أيام يسيرة ونحن معسكرون في موضعنا استدعاني
في غدوة يوم وقال: اركب معي الى مشهد النذور فركبت وركب في نفر من
حاشيته الى أن جئت به الى الموضع فدخله وزار القبر وصلى عنده ركعتين
سجد بعدهما سجدة أطال فيها المناجات بما لم يسمعه أحد ثم ركبنا معه الى
خيمته وأقمنا أياماً ثم رحل ورحلنا معه يريد همدان فبلغناها وأقمنا
فيها معه شهوراً فلما كان بعد ذلك استدعاني وقال لي: الست تذكر ما
حدثنهي به في أمر مشهد النذور ببغداد، فقلت: بلى. قال إني خاطبتك في
معناه بدون ما كان في نفسي اعتماداً لاحسان عشرتك، والذي كان في نفسي
في الحقيقة أن جميع ما يقال فيه كذب، فلما كان بعد ذلك بمديدة طرقتي
أمر خشيت أن يقع ويتم وأعملت فكري في الاحتيال لزواله ولو بجميع ما في
بيوت أموالي وسائر عساكري
أدب الطف ـ الجزء الثالث 233
فلم أجد لذلك فيه مذهباً فذكرت ما أخبرتني به في النذور لمقبرة النذور
فقلت: لم لا أجرب ذلك فنذرت إن كفاني الله تعالى ذلك الامر أن أحمل
لصندوق هذا المشهد عشرة آلاف درهم صحاحاً، فلما كان اليوم جائتني
الاخبار بكفايتي ذلك الامر، فتقدمت الى أبي القاسم عبدالعزيز بن يوسف ـ
يعني كاتبه ـ أن يكتب الى أبي الريان ـ وكان خليفته في بغداد يحملها
الى المشهد، ثم التفت الى عبدالعزيز ـ وكان حاضراً ـ فقال له عبدالعزيز
: قد كتبت بذلك ونفذ الكتاب.
أقول وكتب عبدالحميد عبادة في مجلة المرشد البغدادية السنة 3 ص 399 عن
آثار بغداد وجاء على ذكر مدرسة العصمية ورباط الاصحاب ومشهد عبيدالله
بن محمد. وانه قريب من جامع الرصافة قرب ثكنة الخيالة خلفها بقليل او
عن يمينها او شمالها والمشهورة الآن بـ (القرانتينة) في باب المعظم.
بقي هذا القبر زمناً طويلاً وعليه مشهد ضخم البناء تتوارد عليه الزوار
من وقت لآخر حتى سنة 646 هـ وفيها غرقت بغداد وغرقت محلة الرصافة وتهدم
اكثر دورها وسورها وغشى قبور الخلفاء وهدم مشهد عبيدالله ورباط الأصحاب
المجاور له .
وفي كتاب (مساجد الاعظمية) للشيخ هاشم الاعظمي من العلماء المعاصرين ان
قبر النذور اصبح اليوم يسمى بأبي رابعة، ويقع في الاعظمية في محلة
(النصة) حيث دفنت عنده رابعة بنت ولي العهد أبي العباس أحمد بن المعتصم
بالله، والتي تزوجها شرف الدين هارون بن شمس الدين محمد الجويني. وكان
وفاة رابعة سنة 685 هـ في جمادى الآخر.
وقد جدد بناؤه قبل مائة وخمسين سنة تقريباً وهو لا يزال قائماً وله
سادن.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 234
وقال ابن التعاويذي يمدح الناصر لدين الله عند جلوسه في الخلافة في
اواخر سنة 575:
طاف يسعى بها على iiالجلاس كـقضيب الاراكـة iiالـمياس
بـدرتم غـازلت من لحظة لي لـة نـادمته غـزال iiكـناس
ذلـلته لـي الـمدام فـأضحى لـين العطف بعد طول iiشماس
بـات يجلو علي روضة iiحسن بـت فـيها ما بين ورد iiوآس
أمزج الكاس من جناه وكم iiلي لـة صد مزجت بالدمع iiكاسي
مـن تناسى عهد الشباب iiفاني لـحميد مـن عهده غير iiناس
ورآى الغانيات شيبي فأعرضن وقـلت الـشباب خـير iiلباس
كيف لا يفضل السواد وقد iiأض حـى شعاراً على بني iiالعباس
ولـقد زيـنت الـخلافة iiمنهم بـإمام الـهدى أبـي iiالعباس
مـلك جـل قـدسه عن iiمثال وتـعالت آلاؤه عـن iiقـياس
جـمع الامـن فـي إيالته iiما بين ذئب الفضا وظبي iiالكناس
وعـنا خـاضعاً لـعزته iiكـل أبـي الـقياد صـعب iiالمراس
بث ف ي الارض رأفة iiبدلت وحشة ساري الظلام iiبالايناس
بـيد الـناصر الامام iiاستجابت بـعد مطل منها وطول iiمكاس
رد تـدبيرها الـيها iiفـأحضى مـلكها وهو ثابت في الاساس
يـا لـها بـيعة أجدت من iiالا سـلام بـالي رسومه iiالادراس
وإلــى الله أمـرها فـله ال مـنة فـيها عـليه لا iiلـلناس
جـمعتنا عـلى خـليفة iiحـق نـبوي الاعـراق iiوالأغراس
فـابق للدين ناصراً وارم iiبالإر غـام د الاعـداء iiوالاتـعاس
واستمعها عذراء شرط iiالتهاني واقـتراح الـندمان iiوالجلاس
حـملت من أريج مدحك نشراً هـي مـنه مـسكية iiالأنفاس
أدب الطف ـ الجزء الثالث 235
ترجمة الناصر لدين الله
قال الشيخ القمي في الكنى والألقاب ابو العباس احمد بن المستضيء، ولد
10 رجب سنة 553 بويع له عند وفاة أبيه سنة 575 وهو ابن 23 سنة ومدة
خلافته 46 سنة و 10 اشهر و 28 يوماً ولم يل الخلافة من أهل بيته أطول
مدة منه، وكان في آبائه أربعة عشر خليفة، ونقش خاتمه رجائي من الله
عفوه وكان يتشيع ويميل الى مذهب الإمامية قال ابن الطقطقي: كان الناصر
من أفاضل الخلفاء وأعيانهم بصيراً بالأمور مجرباً سائساً مهيباً
مقداماً عارفاً شجاعاً وكا يرى رأى الإمامية طالت مدته وصفا له الملك
وأحب مباشرة أحوال الرعية بنفسه حتى كان يتمشى في الليل في دروب بغداد
ليعرف أخبار الرعية وما يدور بينهم، وصنف كتباً وسمع الحديث النبوي
صلوات الله على صاحبه وأسمعه ولبس لباس الفتوة وألبسه وكان بارعة زمانه
ورجل عصره في أيامه انقرضت دوله آل سلجوق بالكلية ، وللناصر من المبار
والوقوف ما يفوت الحصر وبنى من دور الضيافات والمساجد والربط ما يتجاوز
حد الكثرة انتهى ملخصاً . وفي أعيان الشيعة ما ملخصه وكان الناصر
عالماً مؤلفاً شجاعاً شاعراً راوياً للحديث ويعد في المحدثين قال
الذهبي أجاز الناصر لجماعة من الاعيان فحدثوا عنه منهم ابن سكينة وابن
الأخضر وابن النجار وابن الدامغاني وآخرون (انتهى). وله كتاب في فضائل
امير المؤمنين عليه السلام رواه السيد ابن طاوس في كتابه اليقين عن
السيد فخار بن معد الموسوي عن الناصر، حكي انه ذهب احدى عيني الناصر في
آخر عمره وبقي يبصر بالأخرى أبصاراً ضعيفاً ولا يشعر بذلك أحد وكان له
جارية قد علمها الخط بنفسه فكانت تكتب مثل خطه فتكتب على التواقيع ،
وعن تاريخ مختصر الخلفاء لابن الساعي قال لم يل الخلافة أحد أطول خلافة
من الناصر فأقام فيها 47 سنة ولم يزل في عز وجلالة وقمع للأعداء
واستظهار على الملوك والسلاطين في أقطار الأرض مدة حياته فما خرج عليه
خارجي إلا قمعه ولا
أدب الطف ـ الجزء الثالث 236
مخالف إلا دفعه ولا آوى اليه مظلوم مشتت الشمل إلا جمعه وكان إذا أطعم
أشبع وإذا ضرب أوجع، وقد ملأ القلوب هيبة وخيفة فكان يرهبه أهل الهند
ومصر كما يرهبه أهل بغداد، وكان الملوك والأكابر بمصر والشام اذا جرى
ذكره في خلواتهم خفضوا أصواتهم هيبة وإجلالاً وملك من الممالك ما لم
يملكه أحد ممن تقدمه من الخلفاء والملوك، وخطب له ببلاد الأندلس وبلاد
الصين وكان أسد بني العباس تصدع لهيبته الجبال ـ إلى أن قال ـ وكان
يتشيع وجعل مشهد الامام موسى الكاظم عليه السلام أمنا لمن لاذبه فكان
الناس يلتجئون إليه في حاجاتهم ومهماتهم وجرائمهم فيقضي الناصر لهم
حوائجهم ويعفو عن جرائمهم انتهى، ومما ينسب اليه قوله:
قـسماً بمكة والحطيم وزمزم والراقصات ومشيهن إلى منى
بغض الوصي علامة iiمكتوبة تبدو على جبهات أولاد iiالزنا
من لم يوال في البرية iiحيدراً سـيان عند الله صلى أم iiزنى
وحكي أن عبيدالله نقيب الطالبيين بالموصل كتب الى الناصر بلغنا انك
عدلت عن مذهب التشيع الى التسنن فإن كان ذلك صحيحاً فمروا بإعلامي عن
السبب فأجابه الناصر بهذه الأبيات:
يميناً بقوم أوضحوا منهج iiالهدى وصـاموا وصـلوا والانام iiنيام
أصاب بهم عيسى ونوح بهم نجا ونـاجى بهم موسى وأعقب iiسام
لقد كذب الواشون فيما iiتخرصوا وحاشا الضحى أن يعتريه ظلام
والناصر هو الذي كتب اليه الملك الأفضل علي بن صلاح الدين يوسف أبي
أيوب وكان أبوه أوصى اليه بالسلطنة وجعله ولي عهده وهو أكبر ولده وأخذ
له البيعة على أخيه نجم الدين أبي بكر بن أيوب وعلى ابنه عثمان بن صلاح
الدين
أدب الطف ـ الجزء الثالث 237
ولما مات صلاح الدين وثبا عليه واغتصبا منه الملك فكتب الى الامام
الناصر بهذه الأبيات وهي مشهورة رواها عامة المؤرخين مع جوابها.
مـولاي إن أبـا بـكر iiوصاحبه عثمان قد غصبا بالسيف حتى علي
وهـو الـذي كـان قد ولاه iiوالده عـليهما فـاستقام الأمر حين iiولي
فـخـالفاه وحــلا عـقد بـيعته والأمـر بـينهما والنص فيه iiجلي
فانظر الى حظ هذا الاسم كيف لقي مـن الأواخـر ما لاقى من iiالاول
فأجابه الناصر يقول:
وافى كتابك يا ابن يوسف ناطقاً بالصدق يخبر أن أصلك iiطاهر
غـصبوا عـلياً حقه إذ لم iiيكن بـعد الـنبي له بيثرب iiناصر
فـاصبر فإن غداً عليه iiحسابهم وابشر فناصرك الإمام iiالناصر
وفي أعيان الشيعة أيضاً: والإمام الناصر هو الذي بنى سرداب الغيبة في
سامراء وجعل فيه شباكاً من الآبنوس الفاخر أو الساج كتب على دائره اسمه
وتاريخ عمله وهو باق لهذا الوقت وكأنما فرغ منه الصناع الآن وهذا صورة
ما كتب عليه «بسم الله الرحمن الرحيم قل لا أسألكم عليه أجراً إلا
المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حُسنا إن الله غفور شكور
» هذا ما أمر بعمله سيدنا ومولانا الإمام المفترض طاعته على جميع الانام (أبو العباس) أحمد الناصر لدين الله) الخ ونقش في خشب الساج
داخل الصفة في ظهر الحائط ما صورته (بسم الله الرحمن الرحيم محمد رسول
الله، أمير المؤمنين علي ولي الله، فاطمة، الحسن بن علي، الحسن بن علي،
علي بن الحسين، محمد بن علي، جعفر بن محمد، موسى بن جعفر، علي بن موسى،
محمد بن علي، علي بن محمد، الحسن بن علي، القائم بالحق (عليهم السلام)
هذا عمل علي ابن محمد ولي آل محمد رحمه الله، انتهى. وهذا السرداب هو
سرداب الدار
أدب الطف ـ الجزء الثالث 238
التي سكنها ثلاثة من أئمة أهل البيت الطاهر وهم : الامام علي بن محمد
الهادي، وولده الامام الحسن بن علي العسكري، وولده الامام المهدي عليه
السلام كما سكنوا أيضاً في ذلك السرداب وتشرف بسكناهم فيه وجرت لهم في
الكرامات والمعجزات وغاب المهدي عليه السلام بعد ما سكنه ولذلك تتبرك
الشيعة وغيرها به وتصلي لربها فيه وتدعوه وتطلب منه حوائجها طلباً
لبركته بسكنى آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه وتشريفهم له
وليس في الشيعة من يعتقد أن المهدي موجود في السرداب أو غائب فيه كما
يرميهم به من يريد التشنيع وينسب اليهم في ذلك أموراً لا حقيقة لها مثل
انهم يجتمعون كل جمعة على باب السرداب بالسيوف والخيول وينادون: أخرج
الينا يا مولانا .. فإن هذا كذب وافتراء حتى أن بعض من ذكر ذلك قال أنه
بالحلة مع أن السرداب في سامراء لا في الحلة،
وبالجملة فليس للسرداب مزية عند الشيعة إلا تشرفه بسكنى ثلاثة من أئمة
أهل البيت عليهم السلام فيه وهذا الامر لا يختص بالشيعة في تبركهم
بالامكنة الشريفة فليتق الله المرجفون انتهى. توفي الناصر أول شوال سنة
622
أدب الطف ـ الجزء الثالث 239
ابن المعلم الواسطي
هـذي الـمنازل يـا بثينة iiبلقع قـفرى تـنازعها الرياح iiالأربع
طـمست مـعالمها وبان iiانيسها واحـتل عرصتها الغراب iiالأبقع
لـم يـبق الا خـط ناي دارس فيها وأشعث مائل يتضعضع (1)
وثـلاثة (2) لـم تضمحل iiكانها بـرسوم عـرصتها حـمام iiوقع
فـي رسـم دار يـستهل iiبجوها جـون هـتون مـرجحن يهمع
واذا تضاحك في الدجى iiإيماضه فـعيونه فـي كـل قـطر تدمع
عـهدي بـها: يا بين وهي أنيقة لـلخرد الـبيض العذارى iiمربع
وعلى غصون الدوح في iiجنباتها ورق الـحمائم خـاطبات iiتسجع
وتـقول عـاذلتي حـملت iiمآثما صـم الـجبال لهوها iiتتضعضع
دع ذكـر رسـم دارس iiبجديده كـف الـبلا بـعد البشاشة تولع
واذخـر لـنفسك عدة تنجو iiبها مـن هـول يـوم فيه نار iiتلذع
فـاجبتها كـفي فـلست إذا iiأتى يـوم الـمعاد أخاف منه iiوأجزع
قـالت فـمن ينجيك من iiأهواله وعـذابه، قـلت البطين الأنزع
صـنو الـنبي أبو الأئمة iiوالذي لـولـيه يـوم الـقيامة iiيـشفع
قـوم بـهم غـفرت خطيئة iiآدم وهـم الـوسيلة والنجوم iiالطلع
أمـا أمـير الـمؤمنين فـذكره فـي مـحكم التنزيل ذكر iiأرفع
(1) الوتد الذي يتحرك
(2) هي الانافي
أدب الطف ـ الجزء الثالث 240
سل عنه مريم في الكتاب وهل أتى إن كـنت بـالذكر الـمنزل iiتقنع
مـن قـال فـيه مـحمد iiأقضاكم بـعدي وأعـلمكم عـلي iiالأروع
حـفظوا عـهود الغدر فيما iiبينهم وعـهود أحـمد يـوم خم iiضيعوا
قـتـلوا بـعرصة كـربلا iiأولاده ولـهم بـغفران الـمهيمن iiمطمع
مـنـعوا ورود الـماء آل مـحمد وغـدت ذئـاب الـبر منه iiتكرع
آل الـضلال بـنو أمـية iiشـرع فـيه وسـبط الـطهر أحمد iiيمنع
لـو لا رجـال بـعد فـقد iiمحمد مـرقوا وفـي يوم النعيلة iiبويعوا
مـا جـردت بـالطف أسياف iiولا كـانت رمـاح بـني أمـية شرع
لـهفي لـه والـخيل تعلو iiصدره والـراس مـنه على الاسنة iiيرفع
يـا زائـر المقتول بغياً قف iiعلى جـدث يـقابله هـنالك iiمـصرع
وقـل الـسلام عـليك يا مولى iiبه يـرجو الـشفاعة عـبدك المتشيع
يـا يـوم عـاشوراء أنت تركتني حـلف الـهموم بـمقلة لا تـهجع
عن ديوان ابن المعلم الواسطي بخط وجمع الشيخ محمد هادي الاميني رأيته
عنده بخطه وقد ألفه من ثلاث نسخ مخطوطة للديوان، الاولى نسخة المكتبة
الظاهرية بدمشق الشام برقم 6711 الثانية نسخة مكتبة معهد الدراسات الاسلامية، الثالثة مخطوطة مكتبة الامام الحكيم العامة ـ قسم المخطوطات
برقم 893 بخط جامع الديوان المرحوم الشيخ محمد الشيخ طاهر السماوي
كتبها سنة اربع وثلاثين وثلثمائة بعد الالف من الهجرة ويحتوي الديوان
على 101 من الصفحات.
وهذه القصيدة ذكرها السيد الامين في اعيان الشيعة ج 7 ص 243 وقال:
وجدنا هذه القصيدة في مجموعة نفسية ولم يذكر اسم ناظمها لكنه صرع في
آخرها انه واسطي. وظنها السيد انها لأبي نصر بن طوطي الواسطي.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 241
أبوالغنائم نجم الدين محمد بن علي بن فارس الواسطي الشاعر المشهور، أحد
من سار شعره وانتشر ذكره، وبينه وبين ابن التعاويذي تنافس، حكي عنه
قال: كنت ببغداد فاجتزت يوماً بموضع رأيت الخلق مزدحمين، فسألت بعضهم
عن سبب الزحام فقال هذا ابن الجوزي الواعظ جالس، فزاحمت وتقدمت حتى
شاهدته وسمعت كلامه وهو يعظ حتى قال مستشهداً على بعض إشاراته: ولقد
أحسن ابن المعلم حيث يقول:
يزداد في مسمعي تكرار ذكركم طيباً ويحسن في عيني تكرره
فعجبت من اتفاق حضوري واستشهاده بشعري ولم يعلم بحضوري لا هو ولا غيره
من الحاضرين. توفي بالهرث سنة 592 . والهرث ـ بضم الهاء وسكون الراء ـ
قرية بينها وبين واسط نحو عشرة فراسخ وكانت وطنه ومسكنه الى ان توفي
بها. انتهى عن الكنى للشيخ القمي.
وقال ابن خلكا ج 2 ص 29:
أبو الغنائم محمد بن علي بن فارس بن علي بن عبدالله بن الحسين بن
القاسم المعروف بابن المعلم والواسطي الهرثي الملقب نجم الدين الشاعر
المشهور، وكان شاعراً رقيق الشعر لطيف حاشية الطبع يكاد شعره يذوب من
رقته، وهو أحد من سار شعره، واشتهر ذكر ونبه بالشعر قدره، وحسن به حاله
وأمره، وطال في نظم القريض عمره، وساعده على قوله زمانه ودهره، وأكثر
القول في الغزل والمدح وفنون المقاصد، وكان سهل الألفاظ صحيح المعاني
يغلب على شعره وصف الشوق والحب وذكر الصبابة والغرام، فعلق بالقلوب
أدب الطف ـ الجزء الثالث 242
ولطف مكانه عند اكثر الناس ومالوا اليه وحفظوه وتداولوه بينهم واستشهد
به الوعاظ واستحلاه السامعون. سمعت من جماعة من مشايخ البطائح يقولون
ما سبب لطافة شعر ابن المعلم إلا أنه كان اذا نظم قصيدة حفظها الفقراء
المنتسبون الى الشيخ أحمد بن الرفاعي وغنوا بها في سماعهم وطابوا عليها
فعادت عليه بركة أنفاسهم ورأيتهم يعتقدون ذلك اعتقاداً لا شك عندهم
فيه. وبالجملة فشعره يشبه النوح ولا يسمعه من عنده أدنى هوى إلا افتتن
وهاج غرامه، وكان بين ابن المعلم المذكور وبين ابن التعاويذي المذكور
قبله تنافس، وهجاه ابن التعاويذي بأبيات جيمية لا حاجة الى ذكرها،
ولابن المعلم قصيدة طويلة أولها:
ردوا عـلي شـوارد الاظعان ما الدار إن لم تغن من iiأوطاني
ولـكم بـذاك الجذع من متمنع هـزأت معاطفه بغصن iiالبان
أبـدى تـلونه بـاول iiمـوعد فـمن الـوفي لـنا بوعد iiثاني
فـمتى الـلقاء ودونه من قومه أبـناء مـعركة وأسـد طعان
نـقلوا الرماح وما أظن iiأكفهم خـلقت لـغير ذوابـل المران
وتقلدوا بيض السيوف فما ترى فـي الـحي غير مهند iiوسنان
ولئن صددت فمن مراقبة العدا مـا الصد عن ملل ولا iiسلوان
يـا سـاكني نعمان أين iiزماننا بـطويلع، يـا سـاكني iiنعمان
وله من أخرى:
أجـيراننا إن الدموع التي iiجرت رخـاصا على أيدي النوى iiلغوالى
اقيموا على الوادي ولو عمر ساعة كـلـوث أزار أو كـحل iiعـقال
فـكم ثـم لي من وقفة لو iiشريتها بـنفسي لـم أغـبن فكيف iiبمالي |