أدب الطف ـ الجزء الثالث 274
عبدالله بن ابي طالب الفتى
بـلغ أمـير الـمؤمنين iiتـحيتي واذكـر لـه حبي وصدق iiتوددي
وزر الـحسين بـكربلاء وقل iiله يـا بـن الوصي ويا سلالة iiأحمد
صـاموك وانتهكوا حريمك عنوة ورمـوك بـالامر الفظيع iiالانكد
ولـو أنـني شاهدت نصرك iiأولاً رويـت مـنهم ذابـلي iiومهندي
مني السلام عليك يا بن المصطفى أبداً يروح مع الزمان iiويغتدي(1)
(1) دمية القصر للباخرزي ص 385.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 275
قال الباخرزي في (دمية القصر) أنشدني ابنه الاديب سلمان له قال: وانما
قاله على لسان الامير حسام الدولة فارس بن عنان وكان ينقش في فص خاتمه:
أعد للبعث أبو طالب حب علي بن ابي طالب.
بـمـحمد وبـحـب آل iiمـحمد عـلقت وسـائل فارس بن iiمحمد
يـا آل أحـمد يا مصابيح iiالدجى ومـنار مـنهاج الـسبيل iiالأقصد
لـكم الـحطيم وزمـزم ولكم منى وبـكم الـى سـبل الهداية iiنهتدي
انــي بـكم مـتوسل iiوبـحبكم مـتمسك لا تـنثني عـنه يـدي
وعـليكم نـزل الـكتاب iiمفصلاً مـن ذي المعارج بالمنير iiالمرشد
إن ابـن عـنان بكم كبت iiالعدى وعـلا بـحبكم رقـاب iiالـحسد
ولـئن تـأخر جـسمه iiلضرورة فـالـقلب مـنه مـخيم بـالمشهد
يـا زائـراً أرض الـغرى iiمسدداً سـلم سـلمت عـلى الامام iiالسيد
وزر الـحسين بـكربلاء وقل iiله يـا ابـن الوصي ويا سلالة iiأحمد
بـلـغ أمـيـرالمؤمنين iiتـحيتي واذكـر لـه حبي وصد ق iiتوددي
صـاموك وانتهكوا حريمك iiعنوة ورمـوك بـالأمر الـفظيع iiالأنكد
ولـو انـني شاهدت نصرك iiأولا رويـت مـنهم ذابـلي iiومـهندي
مني السلام عليك يا ابن المصطفى أبـداً يـروح مع الزمان iiويغتدى
وعـلى أبيك وجدك المختار iiوالث اويـن مـنهم فـي بـقيع iiالغرقد
وبـأرض بغداد على موسى iiوفي طـوس على ذاك الرضى iiالمتفرد
وبـسر من را فالسلام على iiالهدى وعلى التقى وعلى الندى iiوالسؤدد
بـالعسكريين اعتصامي من iiلظى وبـقائم بـالحق يـصدع في iiغد
يـجلو الـظلام بـنوره iiويعيدها عـلـوية فـينا بـأمر iiمـرصد
انـي سـعدت بـحبكم أبداً iiومن يـحـببكم يـا آل أحـمد iiيـسعد
مـستبصراً والله عـون iiبصيرتي مـا ذاك إلا مـن طـهارة iiمولدي
أدب الطف ـ الجزء الثالث 276
وانشدني الشيخ ابو محمد الحمداني له: (1).
مـا شـك في فضل آل iiفاطمة إلا امــرء مـا لأمـة iiبـعل
نـغل اذا الـحر طـاب iiمولده وكـيف يهوى ذوي الهدى iiنغل
خــدي لاقـدام آل iiفـاطمة إذا تخطوا على الثرى نعل (2)
(1) الابيات في تلخيص مجمع الاداب الجزء الرابع، القسم الثالث ص 47
ولما كان الباخرزي صاحب الدمية قد
سمع من ابن الشاعر فهو والشاعر من عصر واحد فحق لنا ان نعده من شعراء
القرن الخامس.
(2) الدمية ص 155.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 277
ابو الحسن الباخرزي
صنو الرسول وزوج فاطمة iiالتي مـلئت مـلاؤتها مـن iiالـعلياء
وابـو الذين تجردوا ما بين iiمسمو م ومـذبـوح عــن iiالـحوباء
وأراك تـنقص يا يزيد، اذا علت يــوم الـقيامة رنـة iiالـزهراء
تـغشى التظلم من مريق دم iiابنها سـحـابة لـلـخرقة iiالـحمراء
مـا بـال اولاد الـنبي iiتـركتهم نـهـباً لـقـتل شـايع iiوسـباء
لو كنت ترعى جانب الأب لم تكن لـتضيع الـحرمات فـي iiالابناء
ظـمئوا ومـا أوردتهم، iiودماؤهم عـمت ظـماء الـسمر iiبالارواء
وأخـس من سؤر الاناء iiعصابة حـجروا عـلى الظمآن سؤر إناء
بـمجنحات شـرد يـسلكن iiمـن لـهواتهم طـرقاً الـى iiالاقـفاء
والله امـلاهـم لـيـزدادوا iiبـه إثـماً فـقل فـي حـكمة iiالاملاء
خـجلا لهم من قوم صالح iiالاولى لــم يـفتكوا إلا بـذات رغـاء
فـتعاودتها رجـفة جـثمت iiبـها فـكأنها لـم تـغن فـي iiالاحياء
أدب الطف ـ الجزء الثالث 278
وأرى الـمسيحيين بعد iiمسيحهم مـا قـصروا في طاعة iiووفاء
ظفروا بأرض حماره فاستبشروا فـكأنهم ظـفروا بـنجم iiسماء
وقـتال سـبط الهاشمي iiوقاحة لـم تـند قـط صـفاتها iiبحياء
أرداه مـصرع كـربلا iiفـكأنها مـشـتقة مـن كـربة وبـلاء
لا عـشت إن لـم أرثه iiبقصائد يطوي الرواة بهن ذكر (الطائي)
مدحي لاصحاب النبي iiومذهبي لـلـشافعي وكـلهم iiشـفعائي
(1) عن مخطوط الرائق الجزء الثاني ص 141 والقصيدة مطلعه
حتى م أنشر في الغرام لوائي وأعير بعض الغانيات ولائي
أدب الطف ـ الجزء الثالث 279
علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي
ترجم له في طبقات الشافعية ج 3 ص 298 فقال:
هو أبو الحسن الباخرزي الاديب، مصنف دمية القصر، وباخرز ناحية من نواحي
نيسابور، والدمية ذيل على يتيمة الثعالبي. تفقه على الشيخ أبي محمد
الجويني، ثم أخذ في الادب وتنقلت به الاحوال الى ان قتل بباخرز في ذي
القعدة سنة سبع وستين واربعمائة. وقال ياقوت في معجم الادباء: كان واحد
دهره في فنه وساحر زمانه في قريحته وذهنه، صاحب الشعر البديع والمعنى
الرفيع. وأثنى عليه. وورد الى بغداد مع الوزير الكندي. واقام بالبصرة
برهة ثم شرع في الكتابة معه مدة، واختلف الى ديوان الرسائل وتنقلت به
الاحوال في المراتب والمنازل، وله ديوان كبير فمن شعره:
يا فالق الصبـح فـي لألاء غرته وجاعل الليل من أصداغه سكنا
لاغرو إن أحرقت نار الهوى كبدي فالنار حق على من يعبـد الوثنا
وقال أيضاً:
عجبت من دمعتي وعيني من قبل بين وبعد بيـن
قد كان عيني بغير دمـع فصار دمعي بغير عين
أدب الطف ـ الجزء الثالث 280
وقال أيضاً :
أصبحت عبداً لشمس ولست من عبد شمس
اني لأعشـق شيء وحق من شق خمسي
يريد اني لأعشق انسان.
اقول وذكر ياقوت له شعراً كثيراً في الجزء 13 ص 33.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 281
عبدالله البرقي
اذا جاء عاشورا تضاعف حسرتي لآل رسـول الله وانـهل iiدمـعتي
بـيوم به اغبرت به الارض iiكلها شـجونا عـليهم والسماء iiاقشعرت
مصائب ساءت كل من كان iiمسلما ولـكن عـيون الـفاجرين iiأقرت
اذا ذكـرت نـفسي مصيبة iiكربلا وأشـلاء سـادات بـها قد iiتفرت
أضـاقت فؤادي واستباحت iiتجلدي وزادت على كربي، وعيشي أمرت
بـنفسي خدود في التراب iiتعفرت بـنفسي جـسوم بـالعراء تعرت
بـنفسي رؤس مشرقات على iiالقنا الى الشام تهدى بارقات iiالاسرة(1)
بـنفسي شـفاه ذابلات على iiالظما ولـم تـرو من ماء الفرات iiبقطرة
بـنفسي عيون غائرات iiشواخص الـى الـماء منها نظرة بعد iiنظرة
* * *
كـأني ببنت المصطفى قد iiتعلقت يـداها بساق العرش والدمع iiأذرت
(1) الاسرة: غصون الجبهة.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 282
وفي حجرها ثوب الحسين مضرجا وعـنها جـميع الـعالمين iiبحسرة
* * *
لأل رســول الله ودي iiخـالصاً كـما لـمواليهم ولائـي iiونصرتي
وهـا أنـا قد أدركت حد iiبلاغتي أصـلي عـليهم في عشي iiوبكرة
وقـول النبي: المرء مع من iiأحبه يقوي رجائي في إقالة iiعثرتي(1)
وقول النبي: المرء مع من أحبه يقوي رجائي في إقالة عثرتي
(1)
(1) عن مقتل الخوارزمي ج2 ص 137. والقصيدة طويلة انتخبنا منها هذه
الابيات.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 283
ابو محمد عبدالله بن عمار البرقي:
قتل سنة 245 هـ وذلك أنه وشي به الى المتوكل العباسي وقرأت له قصيدته
النونية الشهيرة التي قالها في أهل البيت عليهم السلام والتي اولها:
ليس الوقوف على الاطلال من شاني.
الى ان يقول:
فـهو الذي امتحن الله القلوب iiبه عـما يـجمجن من كفر iiوإيمان
وهو الذي قد قضى الله العلي iiله أن لا يـكون له في فضله iiثاني
وإن قـوماً رجـوا إبطال iiحقكم أمسوا من الله في سخط وعصيان
لـن يـدفعوا حـقكم إلا iiبدفعهم مـا أنـزل الله مـن آي iiوقرآن
فـقلدوها لاهـل الـبيت إنـهم صـنو النبي وانتم غير iiصنوان
فأمر المتوكل بقطع لسانه وإحراق ديوانه. ففعل به ذلك، فمات بعد ايام.
ذكر الخوارزمي وابن شهراشوب وغيرهما، وفي الطليعة: سماه في المعالم:
علي بن محمد، وكناه ابا عبدالله وليس به، كما ذكره الخوارزمي في رسالته
لاهل نيشابور والثعالبي والحموي كان شاعراً اديباً ظريفاً مدح بعض
الامراء في زمن الرشيد الى أيام المتوكل، وأكثر في مدح الائمة الاطهار
حتى جمع له ديواناً أكثره فيهم وحرق.
حدث حماد بن اسحاق عن أبيه قال قلت في معنى عرض لي: (وصف الصد لمن أهوى
فصد) ثم أجبلت فمكثت عدة أيام مفكراً في الاجازة فلم يتهياً لي شيء،
فدخل علي عبدالله بن عمار فاخبرته فقال مرتجلا (وبدا يمزح في الهجر
فجد) انتهى عن الاعيان ج39 ص 24.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 284
مرت في الجزء الثاني ترجمة السري الرفاء الموصلي مقتضبة مختصرة
وإتماماً للفائدة نضيف اليها ما يلي:
قال الثعالبي في اليتيمة ج2 ص 117:
السري وما ادراك من السري لله دره ما أعذب بحره وأصفى قطره وأعجب أمره
وقد اخرجت من شعره ما يكتب على جبهة الدهر فكتبت منه محاسن كأنها أطواق
الحمام.
ولما جد السري في خدمة الادب وانتقل عن تطريز الثياب الى تطريز الكتاب،
شعر بجودة شعره ونابذ الخالدين الموصليين وناصبهما العداوة وادعى
عليهما سرقة شعره وشعر غيره، وجعل يورق وينسخ ديوان شعر أبي الفتح
كشاجم، وهو إذ ذاك ريحان أهل الأدب بتلك البلاد، والسري في طريقة يذهب
وعلى قالبه يضرب، وكان يدس فيما يكتبه من شعره أحسن شعرا لخالديين
ليزيد في حجم ما ينسخه، وينفق سوقه، ويغلي سمره، ويشنع بذلك على
الخالديين، ويغض منهما، ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة
وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الاصول المشهورة
منها، وقد وجدتها كلها للخالديين بخط أحدهما وهو أبو عثمان سعيد بن
هاشم في مجلدة أتحف بها الوراق المعروف بالطرسوسي ببغداد أبا نصر سهل
بن المرزبان وأنفذها إلى نيسابور في جملة ما حصل عليه من طرائف الكتب
باسمه، ومنها وجدت الضالة المنشودة من شعر الخالدي المذكور وأخيه أبي
بكر محمد بن هاشم، ورأيت فيها أبياتاً كتبها أبوعثمان لنفسه ، وأخرى
كتبها لأخيه، وهي بأعيانها
أدب الطف ـ الجزء الثالث 285
للسري بخطه في المجلدة المذكورة لأبي نصر، فمنها أبيات في وصف الثلج
واستهداء النبيذ:
يـا من أنامله كالعارض iiالساري وفـعله أبـداً عـار مـن العار
أمـا ترى الثلج قد خاطت iiأنامله ثـوباً يـزر على الدنيا iiبأزرار
نـار ولـكنها لـيست iiبـمبدية نـوراً وماء ولكن ليس iiبالجاري
والراح قد أعوزتنا في iiصبيحتنا بـيعاً ولـو وزن ديـنار iiبدينار
فامنن بما شئت من راح يكون لنا نـاراً فـانا بـلا راح ولا iiنـار
ومن قوله أيضاً:
ألـذ الـعيش إتيان iiالصبيح وعصيان النصيحة والنصيح
وإصـغاء إلـى وتر iiوناي إذا نـاحا عـلى زق iiجريح
غـداة دجـنة وطفاء iiتبكي إلى ضحك من الزهر iiالمليح
وقد حديت قلائصها الحيارى بـحاد من رواعدها iiفصيح
وبـرق مثل حاشيتي iiرداء جـديد مذهب في يوم iiريح
وقال من قصيدة هجا بها أبا العباس النامي، ويحكى انه كان جزاراً
بالمدينة:
أرى الـجزار هيجني iiوولى فكاشفني وأسرع في انكشافي
ورقـع شعره بعيون iiشعري فـشاب الشهد بالسم iiالذعاف
لـقد شقيت بمديتك iiالأضاحي كـما شقيت بغارتك iiالقوافي
تـوعر نهجها بك وهو iiسهل وكدر وردها بك وهو iiصافي
فـتكت بـها مثقفة iiالنواحي عـلى فـكر أشد من الثقاف
لها أرج السوالف حين iiتجلى على الأسماع أو أرج السلاف |