ادب الطف

 
 

أدب الطف ـ الجزء الثالث 36

ومن شعره قوله:

أمـا  الـعلوم فـقد ظفرت ببغيتي      مـنـها فـما احـتاج ان iiأتـعلما
وعـرفت  أسـرار الـحقيقه iiكلها      عـلماً أنـار لـي الـبهيم iiالمظلما
وورثـت هرمس سر حكمته iiالذي      مـا زال ظـناً في الغيوب iiمرجما
ومـلكت  مـفتاح الـكنوز iiبحكمة      كـشفت  لـي السر الخفي iiالمبهما
لـولا الـتقية كـنت أظهر iiمعجزاً      من حكمتي تشفي القلوب من العمى
أهـوى الـتكرم والـتظاهر بالذي      عـلمته  والـعقل يـنهى iiعـنهما
وأريـد  لا ألـقى غـبياً iiمـؤسراً      فـي الـعالمين ولا لـبيباً iiمـعدما
والـناس  إمـا جـاهل أو iiظـالم      فـمـتى أطـيق تـكرما iiوتـكلما

وقوله يصف طلوع الشمس وغروب البدر:

وكأنما الشمس المنيرة أذ بدت     والبدر يجنح للغروب وما غرب

متحاربان لذا مـجن صـاغه    من فضة ولـذا مـجن من ذهب

وقوله:

أيـكية  صدحت شجوا على iiفنن      فـاشعلت ما خبا من نار iiأشجاني
فـاحت وما فقدت إلفا ولا iiفجعت      فـذكرتني أوطـاري iiوأوطـاني
طـليقة  مـن أسـار الهم iiناعمة      أضحت تجدد وجد الموثف العاني
تـشبهت بي في وجد وفي طرب      هيهات  ما نحن في الحالين سيان
مـا في حشاها ولا في جفنها iiأثر      من  نار قلبي ولا من ماء iiأجفاني
يـا  ربـة البانة الغناء iiتحضنها      خضراء  تلتف أغصاناً iiباغصان
ان  كـان نوحك إسعاداً iiلمغترب      نـاء عـن الاهل ممني iiبهجران
فقارضيني  اذا ما اعتادني iiطرب      وجـداً بـوجد وسـلواناً iiبسلوان
ما  أنت مني ولا يعنيك ما iiأخذت      مـني الليالي ولا تدرين ما iiشاني

أدب الطف ـ الجزء الثالث 37

وقوله:

اقـول لـنضوي وهي من شجني خلو      حـنانيك  قـد أدمـيت كلمي يا iiنضو
تـعـالى اقـاسمك الـهموم iiلـتعلمي      بـأنـك مـما تـشتكي كـبدي خـلو
تـريدين مـرعى الريف والبدو ابتغي      ومـا  يـستوي الريف العراقي والبدو
هوى ليس يسلي القرب عنه ولا النوى      وشــو قـديم لـيس يـشبه iiشـجو
فـاسـر ولا فـك ووجـد ولا iiأسـى      وسـنقم ولا بـرء وسـكر ولا iiصحو
عـناء  مـعن وهـو عـندي راحـة      وسـم  ذعـاف طـعمه في فمي iiحلو

وقوله:

انظر ترى الجنة في وجهه    لا ريب في ذاك ولا شك

 أما ترى في الرحيق الذي     ختامه مـن خاله مسـك

وقال يعزى معين الملك عن نكبته:

تـصبر معين الملك إن عن iiحادث      فـعاقبه الـصبر الـجميل جـميل
ولا  تـيأسن مـن صنع ربك إنني      ضـمين بـأن الله سـوف iiيـديل
فـإن الـليالي إذ يـزول iiنـعيمها      تـبـشر  أن الـنـائبات iiتـزول
ألـم  تـر أن الـليل بـعد iiظلامه      عـليه  لإسـفار الـصباح iiدلـيل
وأن  الـهلال الـنضو يقمر iiبعدما      بدا وهو شخت الجانبين ضئيل 
(1)
فـلا تـحسبن الـدوح يـقلع iiكلما      يـمر  بـه نـفح الـصبا iiفـيميل
ولا تـحسبن الـسيف يقصف iiكلما      تـعـاوده  بـعد الـمضاء كـلول
فـقد يـعطف الـدهر الأبي iiعنانه      فـيشفى  عـليل أو يـبل iiغـليل
ويرتاش مقصوص الجناحين بعد ما      تـساقط ريش واستطار نسيل 
(2)
ويـستأنف  الغصن السليب نضارة      فـيورق  مـا لـم يـعتوره iiذبول

(1) النضو: المهزول، والشخت الضامر عن غير هزال.
(2) النسيل: ما يسقط من الريش.

أدب الطف ـ الجزء الثالث 38

ولـلنجم  مـن يعد الذبول iiاستقامه      ولـلحظ  مـن بـعد الذهاب iiقفول
وبعض الرزايا يوجب الشكر iiوقعها      عـليك  وأحـداث الـزمان شكول
ولا  غـرو أن أخـنت عليك iiفإنما      يـصادم بـالخطب الـجليل iiجليل
وأي قـنـاة لـم تـرنح iiكـعوبها      وأي حـسـام لـم تـصبه iiفـلول
أسـأت إلـى الأيـام حتى iiوترتها      فـعندك أضـغان لـها وتبول 
(1)
ومـا أنـت إلا السيف يسكن iiغمده      لـيشقى  بـه يـوم الـنزال iiقتيل
أمـا لـك بـالصديق يوسف iiأسوة      فـتحمل وطء الـدهر وهـو iiثقيل
وما غض منك الحبس والذكر iiسائر      طـليق لـه في الخافقين ذميل 
(2)
فـلا  تذعنن للخطب آدك 
(3) iiثقله      فـمثلك  لـلأمر الـعظيم iiحـمول
ولا تـجزعن لـلكبل مـسك iiوقعه      فـإن  خـلاخيل الـرجال iiكـبول
وإن امـرء تعدو الحوادث iiعرضه      ويـأسـى  لـما يـأخذنه iiلـبخيل

ومن شعر الطغرائي في الفخر ما ذكره الزيات في تاريخ الادب العربي

أبـى الله أن اسمو بغير فضائلي      إذا  مـا سـما بالمال كل iiمسود
وإن كـرمت قبلي أوائل iiأسرتي      فـإني  بـحمد الله مبدأ iiسؤددي
ومـا الـمال إلا عـارة مستردة      فـهلا بفضلي كاثروني iiومحتدى
إذا  لم يكن لي في الولاية iiبسطة      يطول بها باعي وتسطو بها iiيدي
ولا  كـان لي حكم مطاع iiأجيزه      فـأرغم اعـدائي وأكبت حسدي
فاعذر إن قصرت في حق iiمجتد      وآمـن أن يـعتادني كـيد iiمعتد
أأكفى ولا أكفي؟ وتلك iiغضاضة      أرى  دونـها وقع الحسام iiالمهند
من الحزم ألا يضجرالمرء iiبالذي      يـعانيه  مـن مكروهة فكأن iiقد
إذا جلدي في الأمر خان ولم يعن      مـريرة عزمي ناب عنه iiتجلدي
ومـن يستعن بالصبر نال iiمراده      ولـو بـعد حين إنه خير iiمسعد

(1) التبول جمع التبل: هو الثأر.
(2) الذميل: السير اللين.
(3) آدك: اثقلك وأجهدك.

أدب الطف ـ الجزء الثالث 39

ابو منصور الجواليقي

قال ابن شهراشوب في المناقب: قال الجواليقي في ذم يزيد حين ضرب ثنايا الحسين عليه السلام بالقضيب الخيزران.

واخـتال بالكبرعلى ربه     يقرع بالعود ثناياه

بحيث قد كان نبي الهدى     يلثـم في قبلته فاه

أدب الطف ـ الجزء الثالث 40

جاء في أعيان الشيعة ج 49 ص 52:

أبو منصور موهوب بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الخضر بن الحسين الجواليقي البغدادي.

ولد سنة 466 وتوفي يوم الأحد منتصف المحرم سنة 539 ببغداد ودفن بباب حرب وصلى عليه قاضي القضاة الزينبي بجامع القصر.

و(الجواليقي) نسبه الى عمل الجوالق أو بيعها. والجواليق جمع جوالق وهو وعاء معروف. وهو معرب جوال بالجيم الفارسية، لأن الجيم والقاف لا يجتمعان في كلمة واحدة عربية البتة. قال ابن خلكان: وهي نسبة شاذة لأن الجموع لا ينسب اليها بل إلى آحادها، إلا في كلمات شاذة محفوظة كأنصاري في النسبة الى الأنصار. والجواليق في جمع جوالق شاذ أيضاً لأن الياء لم تكن في المفرد والمسموع فيه جوالق بضم الجيم وجمعه جوالق بفتحها وهو باب مطرد كرجل حلاحل بضم الحاء أي وقور جمعه حلاحل بفتح الحاء، وشجر عدامل أي قديم، جمعه عدامل، ورجل عراعر أي سيد، جمعه عراعر، ورجل علاكد أي شديد، جمعة علاكد، وله نظائر كثيرة اهـ .

(أقوال العلماء فيه)

ذكره ابن الانباري في نزهة الألباء في طبقات الأدباء فقال:

وأما أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي اللغوي فإنه كان من كبار أهل اللغة، وكان ثقة صدوقاً، وأخذ عن الشيخ ابي زكريا

أدب الطف ـ الجزء الثالث 41

يحيى الخطيب التبريزي، وألف كتباً حسنة وقرأت عليه، وكان منتفعاً به لديانته وحسن سيرته اهـ .

وذكره ابن خلكان فقال: أبو منصور موهوب بن أبي طاهر أحمد بن محمد ابن الجواليقي البغدادي الأديب اللغوي كان إماماً في فنون الأدب وهو من مفاخر بغداد، قرأ الأدب على الخطيب ابي زكريا التبريزي يحيى بن علي ولازمه وتلمذ له حتى برع في فنه، وهو متدين ثقة غزير الفضل وافر العقل مليح الخط كثير الضبط صنف التصانيف المفيدة وانتشرت منه مثل شرح أدب الكاتب والمعرب، ولم يعمل في جنسه اكثر منه، وتتمة درة الغواص للحريري سماء التكملة فيما يلحن فيه العامة الى غير ذلك، وكان يختار في مسائل النحو مذاهب غريبة، وكان في اللغة أمثل منه في النحو، وخطه مرغوب فيه يتنافس الناس في تحصيله والمغالاة فيه، وسمع ابن الجواليقي من شيوخ زمانه واكثر، وأخذ الناس عنه علما جماً، وينسب اليه من الشعر شيء قليل «اه» . وذكره وأباه أحمد السمعاني في الانساب فقال: الجواليقي ابو طاهر احمد بن محمد بن الخضر بن الحسين الجواليقي والد شيخنا ابي منصور كان شيخنا صالحا سديدا ًوابنه الامام ابو منصور موهوب بن ابي طاهر الجواليقي من اهل بغداد كان من مفاخر بغداد بل العراق وكان متدينا ًثقة غزير الفضل وافر العقل مليح الخط كثير الضبط قرأ الادب على ابي زكريا التبريزي والقاضي وابن الفرج البصري وتلمذ لهما وبرع في الفقه وصنف التصانيف وانتشر ذكره وشاع في الآفاق وقرأ عليه اكثر فضلاء بغداد وسمع ابا القاسم علي بن احمد ابن التستري وابا طاهر محمد بن احمد بن ابي الصقر الانباري وابا الفوارس طراد بن محمد الزينبي ومن بعدهم، سمعت منه الكثير وقرأت عليه الكتب مثل غريب الحديث لابي عبد وامالي الصولي وغيرها من الأخبار المشهورة «اهـ» .

وذكره السيوطي في بغية الوعاة فقال: موهوب بن احمد بن محمد ابن

أدب الطف ـ الجزء الثالث 42

الحسن بن الخضر ابو منصور الجواليقي النحوي اللغوي كان اماماً في فنون الادب صحب الخطيب التبريزي وسمع الحديث من ابي القاسم ابن التستري (البستري) وابي طاهر بن ابي الصقر وروى عنه الكندي وابن الجوزي وكان ثقة ديناً غزير الفضل وافر العقل مليح الخط والضبط درس الادب في النظامية بعد التبريزي واختص بامامة المقتفي وكان في اللغة أمثل منه في النحو وكان متواضعاً طويل الصمت من أهل السنة لا يقول الشيء الا بعد التحقيق يكثر من قول لا ادري «اه» .

(اخباره)

قال ابن خلكان: جرت له مع الطبيب هبة الله بن صاعد المعروف بابن التلميذ واقعة عنده وهي انه لما حضر اليه للصلاة به ودخل عليه اول دخله فما زاده على ان قال السلام على اميرالمؤمنين ورحمة الله تعالى فقال له ابن التلميذ وكان حاضراً قائماً بين يدي المقتفي وله ادلال الخاصة والصحية: ما هكذا يسلم على اميرالمؤمنين يا شيخ فلم يلتفت ابن الجواليقي اليه وقال للمقتفي يا اميرالمؤمنين سلامي هو ما جاءت به السنة النبوية وروى له خبراً في صورة السلام ثم قال: يا اميرالمؤمنين لو حلف حالف ان كافراً لم يصل الى قلبه نوع من انواع العلم على الوجه المرضي لما حنث لأن الله تعالى ختم على قلوبهم ولن يفك ختم الله إلا بالايمان فقال له صدقت وأحسنت فيما فعلت وكأنما ألجم ابن التلميذ بحجر مع فضله وغزارة ادبه وحكى ولده ابو محمد اسماعيل وكان أنجب اولاده قال كنت في حلقة والدي يوم الجمعة بعد الصلاة بجامع القصر والناس يقرؤن عليه فوقف عليه شاب وقال يا سيدي قد سمعت بيتين من الشعر ولم افهم معناهما واريد ان تعرفني معناها فقال قل فانشده:

وصل الحبيب جنان الخلد اسكنها      وهجرة النـار يصليني به النارا

فالشمس بالقوس أمست وهي نازلة    ان لم يزرني وبالجوزاء إن زارا

أدب الطف ـ الجزء الثالث 43

فقال له والدي يا بني هذا شيء من علم النجوم وسيرها لا من صنعة أهل الادب فانصرف الشاب من غير حصول فائدة واستحيا والدي من أن يسأل ما ليس عنده منه علم وقام وآلى على نفسه ان لا يجلس في حلقته حتى ينظر في علم النجوم ويعرف تسيير الشمس والقمر فنظر في ذلك وحصل معرفته ثم جلس. ومعنى البيت المسؤول عنه: ان الشمس اذا كانت في آخر القوس كان الليل في غاية الطول لأنه يكون آخر فصل الخريف، واذا كانت في آخر الجوزاء كان الليل في غاية القصر لانه آخر فصل الربيع: ولبعض شعراء عصره وهو الحيص بيص كما في مختصر الحزيدة للحافظ:

كـل  الذنوب ببلدتي iiمغفورة      إلا  الـلذين تعاظما ان iiيغفرا
كـون الـجواليقي فيها iiملقيا      أدبـا  وكون المغربي iiمعبرا
فـاسير لـكنته تمل iiفصاحة      وغفول فطنته تعبر عن كرى

وقال ابن الانباري في النزهة: كان يختار في بعض مسائل النحو مذاهب غريبة وكان يذهب الى ان الاسم بعد لولا يرتفع بها على ما يذهب اليه الكوفيون وكان يذهب الى أن الألف واللام في نعم الرجل، للعهد على خلاف ما ذهب اليه الجماعة من انها للجنس لا للعهد، وحضرت حلقته يوماً وهو يقرأ عليه كتاب الجمهرة لابن دريد وقد حكى عن بعض النحويين انه قال اصل ليس (لا ايس) فقلت هذا الكلام كأنه من كلام الصوفية فكأن الشيخ أنكر علي ذلك ولم يقل في تلك الحال شيئاً فلما كان يعد ذلك بإيام وقد حضرنا على العادة قال اين ذلك الذي انكر ان يكون اصل ليس لا ايس، اليس (لا) تكون بمعنى ليس فقلت للشيخ ولم اذا كان لا بمعنى ليس يكون اصل ليس لا آيس فلم يذكر شيئاً وكان الشيخ رحمه الله في اللغة أمثل منه في النحو وقال ابن الانباري في ترجمة الحريري القاسم بن علي:

أدب الطف ـ الجزء الثالث 44

يحكى انه لما قدم بغداد شيخنا ابو منصور موهوب بن احمد الجواليقي والحريري يقرأ عليه كتاب المقامات فلما بلغ في المقامة 21 الى قوله:

وليحشرن اذل من فقع الفلا     ويحاسبن على النقيصة والشغا

قال الشيخ ابو منصور ما الشغا قال الزيادة، فقال له الشيخ ابو منصور إنما الشغا اختلاف منابت الأسنان ولا معنى له ها هنا وقال ابن الانصاري أيضاً حكى شيخنا أبو منصور عن الشيخ ابي زكريا يحيى بن علي التبريزي عن ابي الجوائز الحسين بن علي الكاتب الواسطي قال رأيت سنة 414 وأنا جالس في مسجد قبا من نواحي المدينة امرأة عربية حسنة الشارة رائقة الاشارة ساحبة من أذيالها رامية القلوب بسهام جمالها فصلت هناك ركعتين احسنتهما ثم رفعت يديها ودعت بدعاء جمعت فيه بين الفصاحة والخشوع وسمحت عيناها بدمع غير مستدعى ولا ممنوع وأنشأت تقول وهي متمثلة:

يا منزل القطر بعدما قنطوا     ويا ولي النعماء والمنـن

يكون ما شئت ان يكون وما    قدرت أن لا يكون لم يكن

وسألتني عن البئر التي حفرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده وكان أميرالمؤمنين بتناول ترابها منه بيده فأريتها اياها وذكرت لها شيئاً من فضلها ثم قلت لها لمن هذا الشعر الذي انشدتيه منذ الساعة فقالت بصوت شج ولسان منكسر انشدناه حضري لاحق لبدوي سابق وصلت له منا علايق ثم رحلته الخطوب وقد رقت عليه القلوب وان الزمان ليشح بما يشح ويسلس ثم يشرس ولو لا ان المعدوم لا يحسن لقلت ما اسعد من لم يخلق فتركت مفاوضتها وقد صبت الى الحديث نفسها خوفاً ان يغلبني النظر في ذلك المكان وان يظهر من صبوتي ما لا يخفى على من كان في صحبتي ومضت والنوازع تتبعها وهواجس النفس تشيعها (اهـ).

أدب الطف ـ الجزء الثالث 45

تشيعه:

عن صاحب رياض العلماء انه قال فيه: ابن الجواليقي من الامامية واليه اسند الشهيد الثاني رحمه الله في اجازته للحسين بن عبد الصمد والد البهائي واليه ينسب بعض نسخ دعاء السماء، وقد يطلق على بعض العامة وهو ـ اي ابن الجواليقي الامامي ـ الشيخ موهوب بن احمد بن محمد بن الخضر الجواليقي انتهى .

ولعل المراد بالجواليقي هو هذا فيستأنس به لكونه من شرط كتابنا وأما ما قاله صاحب الرياض من أن الشهيد الثاني اسند إليه في اجازته للشيخ حسين بن عبدالصمد: فهو اشارة الى قوله في الاجازة المذكورة: واروي كتاب الجمهرة مع باقي مصنفات محمد بن دريد ورواياته واجازاته بالاسناد المقدم الى السيد فخار الموسوي عن ابي الفتح محمد بن الميداني عن ابن الجواليقي عن الخطيب ابي زكريا التبريزي عن ابي محمد الحسن بن علي الجوهري عن ابي بكر بن الجراح عن ابن دريد المصنف الى أن قال وعن السيد فخار جميع مصنفات الهروي صاحب كتاب الغريين عن ابي الفرج بن الجوزي عن ابن الحواليقي عن ابي زكريا الخطيب التبريزي عن الوزير ابي القاسم المغربي عن الهروي المصنف. وعن ابن الجواليقي عن ابي الصقر الواسطي عن الجشي عن التنيسي عن الانطاكي عن ابي تمام حبيب بن اوس الطائي صاحب الحماسة لها ولجميع تصانيفه ورواياته بالاسناد الى السيد فخار عن ابي الفتح الميداني عن ابن الجواليقي جميع كتبه (اهـ) وينبغي أن يكون مستند صاحب الرياض في كونه إمامياً غير اسناد الشهيد الثاني في اجازته له كرواية بعض نسخ دعاء السمات أو غير ذلك فإن اسانيدة الى كتب اللغة والادب قد اشتملت على غير الامامية وروايته في تلك الاجازة عن الخطيب التبريزي تعين ان مراد صاحب الرياض به هو المترجم لا غيره من العامة ممن يطلق عليه ابن الجواليقي فان الخطيب التبريزي شيخه وقد مر عن السيوطي انه من أهل

أدب الطف ـ الجزء الثالث 46

السنة ولعله لم يطلع على حاله، وصاحب الرياض لا يشك في سعة اطلاعه والله اعلم.

(مشايخه)

قد علم مما مر انه أخذ عن جماعة كثيرين دراسة ورواية (1) الخطيب التبريزي يحيي بن علي (2) القاضي ابو الفرج البصري (3) علي بن احمد بن التستري (4) محمد بن احمد بن ابي الصقر الانباري (5) طراد بن محمد الزينبى (6) ابو الصقر الواسطي.

(تلاميذه)

(1)ابن الانباري عبدالرحمن بن محمد . (2)السمعاني عبدالكريم بن محمد صاحب الانساب. (3) الكندي . (4) ابو الفرج ابن الجوزي. (5) ولده اسماعيل. (6) ابو الفتح محمد بن الميداني.

(مؤلفاته)

(1)شرح ادب الكاتب (2) ما تلحن فيه العامة (3) المقرب وهو ما عرب من كلام المعجم ومر عن ابن خلكان انه لم يعمل في جنسه اكثر منه (4) تتمة درة الغواص سماه التكملة فيما يلحن فيه العامة وذلك ان درة الغواص في أوهام الخواص فهو قد جعل لها تتمة في اوهام العوام فيكون ما تلحن فيه العامة وتتمة درة الغواص واحداً وقد عد السيوطي في مؤلفاته ما تلحن فيه العامة وتتمة درة الغواص فجعلها اثنين فيكون درة الغواص في اوهام الخواص وما تلحن فيه العامة في اوهام العوام (5) كتاب في علم العروض. انتهى.

 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث