أدب الطف ـ الجزء الثالث 47
وفي روضات الجنات ترجم له وذكر له من الشعر قوله ـ كما رواه الدميري في
حياة الحيوان: .
ورد الورى سلسال جودك فارتووا
ووقفت حول الورد وقفة حائم
حيـران أطـلب غفلة مـن وارد
والورد لا يزداد غير تـزاحم
وترجم لولده اسماعيل بن موهوب.
وفي التاج المكلل للسيد صديق حسن خان: موهوب بن احمد شيخ اهل اللغة في
عصره، سمع الحديث الكثير وقرأ الادب ودرس. قال ابن الجوزي: كان غزير
العقل طويل الصمت لا يقول الشيء الا بعد التحقيق والفكر الطويل وكان
كثيراً ما يقول: لا ادري.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 48
ابو الغمر الإسنادي
قال ابو الغمر الاسناوي محمد بن علي الهاشمي المتوفى سنة 547 هـ في
غلام لبس في يوم عاشوراء ثوب صوف.
أيـا شـادنا قد لاح في زي iiناسك فـباح بـمكنون الهوى كل iiماسك
رويدك قد أعجزت ما يعجر الضبا واضرمت نيران الجوى iiالمتدارك
أنـحن فـتكنا بـابن بنت iiمحمد فـتثأر مـنا بالحفون الفواتك
(1)
(1) عن خريدة القصر للعماد الاصبهاني.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 49
قال العماد الاصفهاني في (خريدة القصر) ج2 ص 158 ـ قسم شعراء مصر أبو
الغمر الاسناوي محمد بن علي الهاشمي.
كان أشعر أهل زمانه وأفضل أقرانه. ذكره لي بعض الكتبيين من مصر وأثنى
عليه، وقال: توفي سنة سبع وأربعون؛ وانشدني من شعره قوله:
ألحاظكم تجرحنا في الحشا ولحظنا يجرحكم في الخـدود
جرح بجرح فاجلعوا ذا بذا فما الذي أوجب جرح الصدود
وله:
يا أهل قوص غزالكم قد صاد قلبي واقتنص
نض الحديث فشفـني يا ويح قلبي وقت نص
وأورده ابن الزبير في كتاب الجنان، وذكر من شعره قوله:
طـرقتني تلوم لمـا رأت في
طلب الرزق للتذلل زهدي
هبك أني أرضى لنفسي بالكد
ية يا هـذه فمـن أكـدي
وقوله في الخمر:
عذراء تفتر عن در على ذهب إذا صببت بها ماء عـلى لهـب
وافى اليها سنان الماء يطـعنها فاستلأمت زرداً من فضة الحبب
وقوله:
أدب الطف ـ الجزء الثالث 50
أيـا لـيلة زار فيها الحبيب ولـم يـك ذا مـوعد iiينتظر
وخـاض الـي سواد iiالدجى فـيا لـيت كان سواد البصر
وطـابت ولـكن ذمـمنا iiبها على طيب رياه نشر iiالشجر
وبـتنا مـن الوصل في iiحلة مـطرزة بـالتقى iiوالـخفر
وعقلي بها نهب سكر iiالمدام وسكر الرضاب وسكر الحور
وقد أخجل البدر بدر iiالجبين وتـاه على الليل ليل iiالشعر
وأعـدى نحولي جسم iiالهواء واعـداه مـنه نـسيم عطر
فـمـني مـعتبر iiالـعاشقين ومن حسن معناه إحدى iiالعبر
ومـن سـقمي وسـنا iiوجهه اريـه الـسها ويريني iiالقمر
وقوله:
ايها اللائم في الحـ
ـب لحاك الله حسبي
لست أعصى ابداً في طاعة العذال قـلـبي
وقوله في العذرا:
وغزال خلعت قلبي iiعليه فـهو بـاد لأعين النظار
قد ارانا بنفسج الثغر بدرا طالعاً من منابت iiالجلنار
وقدت نار خده iiفسوادالش عـر فيه دخان تلك iiالنار
وله:
يـفتر ذاك الثـغر عـن رقه در حباب فوق جريال
ونون مسك الصدغ قد أعجمت بنقطة من عنبر الخال
أدب الطف ـ الجزء الثالث 51
الشروطي البغدادي
سعى طرفي بلا سبب لقتلى كما لدم الحسين سعى زياد
يريد ابنه عبيدالله بن زياد
أدب الطف ـ الجزء الثالث 52
محمود بن محمد بن مسلم الشروطي البغدادي
كان شاباً رائق الشعر، بديع النظم والنثر، قال العماد الاصفهاني في
خريدة القصر وجريدة العصر: كان ينشدني من شعره كثيراً، ولم أثبته، وآخر
عهدي به سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة، وتوفي بعد ذلك، وانا بواسط ، وله
ديوان، وكان معظم مدحه في نقيب النقباء ابن الاتقى الزينبي قال من
قصيدة في مدحه، أولها:
في حد رأيك ما يغني عن iiالقضب وفي سخائك ما يربي على السحب
وفـي اعتزامك ما لو شئت iiتنفذه أباد بالخوف أهل الدهر iiوالرعب
دانـت لـهيبتك الأيـام iiخاضعة وفـل عزمك حد الموكب iiاللجب
وقـال عنك لسان الدهر ما iiنطقت بـه على كل عود ألسن iiالخطب
يـا (طـلحة بن علي) ما iiلرائدنا الى الغنى غير ما توليه من سبب
جابت بنا البيد عيس طالما غنيت بـراحتيك عـن الأمواه والعشب
حـتى وصـلنا الى ملك، iiمواهبة مقسومة بالندى في العجم iiوالعرب
مـحجب بـرواق مـن مـهابته يـلقى الوفود بمال غير iiمحتجب
ومنها:
فـجده فـي صـعود لـم يـزل أبداً ومـاله بـالندى الـمنهل في iiصبب
ردت مـكـارمه الانــواء iiجـامدة وقــال نـائله لـلعسجد: iiانـسكب
يـا مـنفذ الـرأي في أجساد iiحسده ولـو غـدا الدهر منها موضع iiاليلب
ومـن يـغار الضحى من نور طلعته وإن يـقل وجهه للبدر «غيب» iiيغب
أدب الطف ـ الجزء الثالث 53
أبـن لـنا عنك، قد حارت iiخواطرنا في كنه وصفك بين العجب iiوالعجب
ذا الـزهد فـي مـلك نـلقاه او iiملك وذا عـفاف نـقيب او عـفاف iiنبي
وذا الـذكاء الـذي لـم يـؤته iiبشر في واحد المجد أم في السبعة iiالشهب
وذا الـندى الـجم من كفيك iiمنسكب أم مـن سحاب بوبل الغيث iiمنسكب
وذا الـكمال لـبدر الـتم، ام iiلـكما ل الـدولة الـماجد ابن السادة iiالنجب
وهــذه خـلـع بـالفخر مـشرقة ام ضـوء نـور بـنور منك iiملتهب
حـاكت عـليك يـد الـتوفيق iiحلتها وطـرزتـهـا يــد الآراء والأرب
يـستن بـالذهب الابـريز iiرونـقها وربـما بـك تـستغني عـن iiالذهب
كـأنـها لـقب يـسمو عـلاك iiبـه وفـي جـلالك ما يسمو على iiاللقب
حـتى لـو انـك لا تنمى الى نسب لـدلنا بـشرك الـبادي على iiالنسب
فافخر، فمن(هاشم)حزت الفخار iiومن نجار (_زينب) يا ابن المجد والحسب
جــلال قـدر أب تـسمو iiومـنقبة لــلأم فـافـخر بـأم لـلعلى iiوأب
هـذي الـمناقب قـد وافـتك iiباسمة تـهز عـندك عـطفيها من iiالطرب
وقـد سـعى نـحوها قوم فما iiظفروا مـما رجـوه بـغير الـجهد iiوالتعب
ومنها:
[إن سـاجلوك وجـاؤوا iiبانتسابهم فـفي السماء مقر الرأس iiوالذنب]
أو شـابهوا عـاطفات منك iiطيبة فالعود والعود معدودان في iiالخشب
وكـله خـشب في الأرض iiمنبته لـكن شـتان بـين النبع iiوالغرب
أو كان أصلك يا ابن المجد iiأصلهم فالنخل لاشك أصل الليف والرطب
لـبيك مـن مـنعم قال الزمان iiله أنت المعد لصرف الدهر iiوالنوب
ومنها:
أدب الطف ـ الجزء الثالث 54
وكـيف لا تـرتضي الآمـال رأي فتى مذ كان في المهد أعطي الحكم وهو صبي
وأجـدر الـناس بـالعلياء مـن iiشهدت لــه الـعـلى وعـلى حـب iiالامـام
يـا مـن عـلت درجات الفضل بي وبه شـعري وجـودك رأس الـمجد iiوالأدب
لـمـا غـدوت مـن الأجـواد مـنتخباً أتـاك شـعري بـمدح فـيك iiمـنتخب
فــلا مــددت يـداً إلا إلـى iiظـفر ولا وطـئـت ثــرى إلا عـلى أرب
وله من قصيدة في مدحه:
جـربـت أبـناء هـذا الـدهر iiكـلهم ولـم أجـد صـاحباً يـصفو به iiالرنق
إن حـدثوا عـن جـميل مـن iiخلائقهم مانوا، (وان حدثوا)عن مينهم صدقوا (1)
هـم الـعدو فـكن مـنهم عـلى iiحذر لا يـخـدعنك لـهم خـلق ولا iiخـلق
تـغـير الـدهـر، والاخـوان iiكـلهم مـالوا عـلي فـلا أدري بـمن iiأثـق
وله من قصيدة:
أعن (العقيق) سألت برقا أو مضا
أأقام حـاد بـالركائب أو مضى
إن جاوز العلمين من (سقط اللوى) بالعيس لا أفضى إلى ذاك الفضا
وله:
حـي جـيراناً لـنا iiرحلوا فـعلوا بـالقلب مـا iiفعلوا
رحـلوا عـنا، فكم أسروا بـالنوى صـبا وكم iiقتلوا
مـن لـصب ذاب من iiكمد طـرفه بـالدمع iiمـنهمل
فهو من شدو النوى iiطرب وهـو من خمر الهوى ثمل
واقــف بـالدار iiيـسألها سـفهاً لـو يـنطق iiالطلل
لـو تـجيب الدار iiمخبرة أيـن حـل القوم iiوارتحلوا
لـتشاكينا عـلى مـضض نـحن والاوطـان iiوالإبل
(1) مان يمين ميناً كذب.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 55
يـا صـبا نـجد أثرت iiلنا حـرقاً فـي القلب iiتشتعل
غــرد الـجادي iiبـبينهم فـله يـوم الـنوى iiزجل
يا شموساً في القباب ضحى حـجـبتها دونـنا iiالـكلل
عجن بالصب المشوق iiفقد شـفه يـوم الـنوى iiالملل
وله من قصيدة:
أسـير هوى المحبة ليس iiيفدى ومـقـتول الـتـجني iiلايـقاد
ومـن قـد أمرضته وأتلفته iiال عـيون فـلا يـفاد ولا iiيـعاد
فقدت الصبر حين وجدت وجدي وجـاد الـدمع إذ بخلت ii(سعاد)
فـكنت أخـاف بعدي يوم قربي فـكيف أكـون إن قرب iiالبعاد
ديـارهم كـساك الـزهر iiثوباً وجـاد عـلى مـعاهدك iiالعهاد
ألا هـل لـي إلى (نجد) iiسبيل وأيـامي ب (رامـة) هل iiتعاد
أقـول وقد تطاول عمر ليلي ii: أمــا لـلـيل ويـحكم iiنـفاد
كـأن الـليل دهر ليس iiيقضى وضـوء الـصبح موعده iiالمعاد
أعـيدوا لي الرقاد عسى iiخيال يـزور الـصب إن عاد iiالرقاد
وبـيعوني بـوصل من iiحبيبي وفـي سـوق الهوان علي iiنادوا
فـلو أن الـذي بـي من غرام يـلاقي الصخر لا نفطر iiالجماد
وثـقت الـى الـتصير ثم بانوا فـخان الـصبر وانعكس iiالمراد
وكـان الـقلب يسكن في فؤادي فـضاع الـقلب واختلس iiالفؤاد
وقالوا: قد ضللت بحب ii(سعدى) ألا ، هـذا الضلال هو iiالرشاد
وهـل يـسلو ودادهـم iiمـحب لـه فـي كـل جـارحة iiوداد
وآنـف من صلاحي في iiبعادي ويـعجبني مـع الـقرب iiالفساد
وبـين الـرمل والأثلات iiظبي يـصيد الـعاشقين ولا iiيـصاد |