ادب الطف

 
 

أدب الطف ـ الجزء الثالث 56

أحـم  المقلتين غضيض جفن      تـكل لـطرفه البيض iiالحداد
أراك  بـمقلتي وبـعين iiقلبي      لأنـك مـن جـمعيها iiالسواد
لـمن  وأنـا الملوم ألوم iiفيما      عـلى  نفسي جنيت أنا iiالمفاد
سـعى طرفي بلا سبب iiلقتلي      كما لدم (الحسين) سعى (زياد)

وله:

عـتاب مـنك iiمقبول      على  العينين iiمحمول
تـرفق  أيـها الجاني      فـعقلي فـيك iiمعقول
ويـكفيني من iiالهجرا      ن  تـعريض وتهويل
ألا يـا عـاذل iiالمشتا      ق،  إني عنك iiمشغول
وفـي العشاق iiمعذور      وفـي العشاق iiمعذول
أسـلوان  ولـي iiقلب      لـه  في الحب iiتأويل
بـمن  فـي خده ورد      وفـي عـينيه iiتكحيل
وجيش الوجد iiمنصور      وجيش الصبر مخذول

وله:

جـفن  عيني شفه iiالارق      وفـؤادي حـشوة iiالحرق
من  لمشتاق حليف iiضنى      دمـعه في الكرب iiمنطلق
أنـا في ضدين نار iiهوى      ودمـوع  سـحبها iiدفـق
لي  حريق في الفؤاد iiولي      مـقـلة  انـسـانهاغرق
وحبيب  غاب عن iiنظري      فـدموعي فـيه iiتـستبق
غـاب عن عيني iiفأرقني      فـجفوني  لـيس iiتنطبق
قـلت إذ لام الـعواذل وا      صطلحوا في اللوم واتفقوأ
مـن  نـأت عني iiمنازلة      لـيس  لـي خلق به iiأثق

أدب الطف ـ الجزء الثالث 57

يحيى الحصكفي

أفـوت مـغانيهم فـأقوى الجلد      ربـعان  بعد الساكنين فدفد (1)
صـاح الـغراب فـكما تحملوا      مـشـى  بـهـا كـأنه iiمـقيد
تـقاسموا  يـوم الـوداع كبدي      فـليس  لـي مـنذ تـولوا كبد
لـيت المطايا للنوى ما iiضلعت      ولا  حـدا مـن الـحداة iiأحـد
على الجفون رحلوا وفي الحشى      تـقيلوا  ومـاء عـيني iiوردوا
وأدمـعـي مـسفوحة وكـبدي      مـقروحة وغـلتي مـا iiتـبرد
وصـبـوتي  دائـمة ومـقلتي      دامـيـة ونـومـها iiمـشـرد
تـيمني  مـنهم غـزال أغـيد      يـا حـبذا ذاك الـغزال الأغيد
حـسـامه  مـجرد iiوصـرحه      مــمـرد وخــده iiمــورد
كـأنـمـا نـكـهته وريـقـه      مـسك وخـمر والـثنايا iiبـرد
يـقـعده  عـن الـقيام iiردفـه      وفـي  الحشى منه المقيم المقعد
أيـقنت  لما أن حدا الحادي بهم      ولـم  أمـت أن فـؤادي iiجامد
كـنت على القرب كئيباً iiمغرماً      صـباً  فـما ظنك بي إذ iiبعدوا
هـم  الـحياة أعرقوا أم أشأموا      أم  أيـمنوا أم أتهموا أم iiأنجدوا
لـيهنهم جـطيب الـكرى iiفانه      مـن  حظهم وحظ عيني iiالسهد

(1) ذكرها ابن الجوزي في المنتظم ج 3 ص 183، والعماد الاصفهاني في خريدة القصر.

أدب الطف ـ الجزء الثالث 58

هـم  تـولوا بـالفؤاد iiوالكرى      فـأين  صـبري بعدهم iiوالجلد
لـولا الضنا جحدت وجدي بهم      لـكن نـحولي بـالغرام iiيشهد
لـله مـا أجـور أحكام iiالهوى      لـيس  لـمن يـظلم فيه مسعد
ليس  على المتلف غرم iiعندهم      ولا عـلى الـقاتل عـمداً iiقود
هل انصفوا اذ حكموا أم اسعفوا      مـن تيموا أم عطفوا iiفاقتصدوا
بـل  اسـرفوا وظلموا iiوأتلفوا      مـن  هيموا وأخلفوا ما iiوعدوا

 

*             *            ii*
وسائل عن حب أهل البيت هل      أقـر  إعـلاناً بـه أم iiأجـحد
هـيهات ممزوج بلحمي iiودمي      حـبهم وهـو الـهدى iiوالرشد
حـيـدرة والـحـسنان بـعده      ثــم عـلـي وابـنه مـحمد
وجـعفر الـصادق وابن iiجعفر      مـوسى  ويـتلوه عـلي السيد
أعـني  الـرضا ثم ابنه iiمحمد      ثــم عـلي وابـنه iiالـمسدد
والـحسن الـتالي ويـتلو iiتلوه      مـحمد بـن الـحسن الـمفتقد
فـانـهم  ائـمـتي iiوسـادتي      وان  لـحاني مـعشر وفـندوا
ائـمـة اكــرم بـهم iiائـمة      اسـمـاؤهم مـسرودة iiتـطرد
هـم  حـجج الله عـلى iiعباده      بـهم  الـيه مـنهج iiومـقصد
هـم  الـنهار صـوم iiلـربهم      وفـي الـدياجي ركـع iiوسجد
قـوم أتـى في هل أتى iiمدحهم      وهـل يـشك فـيه إلا iiمـلحد
قـوم لـهم فـضل ومجد iiباذخ      يـعـرفه الـمشرك والـموحد
قـوم  لهم في كل أرض iiمشهد      لا  بـل لهم في كل قلب iiمشهد
قـوم  مـنى والـمشعران iiلهم      والـمـروتان لـهم والـمسجد
قـوم  لـهم مكة والابطح iiوال      خـيف وجـمع والبقيع iiالغرقد
مـا  صدق الناس ولا iiتصدقوا      ونـسكوا وأفـطروا iiوعـيدوا
ولا  غـزوا وأوجبوا حجاً iiولا      صـلوا  ولا صاموا ولا iiتعبدوا

أدب الطف ـ الجزء الثالث 59

لـو لا رسـول الله وهو جدهم      يـا حـبذا الـوالد ثـم الـولد
ومـصرع الـطف فـلا اذكره      فـفي الـحشى مـنه لهيب يقد
يرى الفرات ابن الرسول ظامياً      يـلقى  الردى وابن الدعي iiيرد
حسبك  يا هذا وحسب من iiبغى      عـليهم  يـوم الـمعاد iiالصمد
يا  أهل بيت المصطفى iiوعدتي      ومـن  عـلى حـبهم iiاعـتمد
انـتم  الـى الله غـدا iiوسيلتي      وكـيف  أخـشى وبكم اعتضد
ولـيكم  فـي الـخلد حي خالد      والـضد فـي نـار لظى مخلد
ولـست  أهواكم لبغض iiغيركم      انـي اذاً أشـقى بـكم لا اسعد
فـلا  يـظن رافـضي iiأنـني      وافـقـته أو خـارجي iiمـفسد
مـحـمد والـخـلفاء iiبـعـده      أفـضل  خـلق الله فـيما iiأجد
هـم  أسـسوا قواعد الدين iiلنا      وهـم  بـنوا أركـانه iiوشيدوا
ومـن  يخن أحمد في iiأصحابه      فـخصمه  يـوم الـمعاد iiاحمد
هـذا اعـتقادي فالزموه تفلحوا      هـذا طـريقي فاسلكوه iiتهتدوا
والـشـافعي مـذهبي مـذهبه      لأنــه  فــي قـوله iiمـؤيد

وله:

انـظر  الـى الـبدر الذي قد iiاقبلا      وأراك فـوق الـصبح لـيلاً iiمسبلا
مـا بـلبل الاصـداغ فـي iiوجناته      إلا لـيـترك مــن رآه iiمـبـلبلا
يـا أيـها الـريان مـن ماء iiالصبا      بي في الهوى عطش الحسين بكربلا

أدب الطف ـ الجزء الثالث 60

ابوالفضل أو ابو الوفاء معين الدين يحيى بن سلامة بن الحسين بن محمد الخطيب الحصكفي الكاتب الاديب.

ولد في حدود سنة 460 بطنزه (1) وتوفي سنة 553 وقبل سنة 551 بميا فارقين بعد ان نشأ بحصن كيفا.

والحصكفي بحاء مهملة مفتوحة وصاد مهملة وكاف مفتوحة وفاء وياء نسبة الى حصن كيفا. قال ابن خلكان هي قلعة حصينة شاهقة بين جزيرة ابن عمرو وميافارقين من مدائن ديار بكر وفي انساب السمعاني: ابو الفضل يحيى ابن سلامة بن الحسين بن محمد الحصكفي الخطيب بيافارقين أحد أفاضل الدنيا، وكان اماماً بارعاً اشتهر ذكره في الافاق بالنظم والنثر والخطب. وكان يتشيع كما يقول ابن الاثير في الكامل.

اقول ورأيت في كتاب (ينابيع المودة) للشيخ سليمان الحنفي القندوزي بعض هذه الابيات وينسبها لبعض الشافعية وأظنه يقصد الشاعر نفسه.

وعن ابن كثير الشامي في تاريخه ان الخطيب الحصكفي هذا كان إمام زمانه في كثير من العلوم كالفقه والادب والنظم والنثر ولكن كان غالياً في التشيع.

قال ابن الخلكان: هو صاحب الديوان الشعر والخطب والرسائل، قدم بغداد واشتغل بالادب على الخطيب ابي زكريا التبريزي المقدم ذكره وأتقنه حتى مهر فيه وقرأ الفقه على مذهب الشافعي واجاد فيه ثم رحل عن بغداد راجعاً الى بلاده ونزل (ميافارقين) واستوطنها وتولى بها الخطابة وكان اليه

(1) هي بلدة من الجزيرة من ديار بكر

أدب الطف ـ الجزء الثالث 61

أمر الفتوى بها وذكره العماد الاصفهاني في كتاب الخريدة. اقول ثم ذكر له قطعاً شعرية مستملحة.

قال الشيخ القمي في الكني: وقد يطلق الحصكفي على علاء الدين محمد بن علي بن محمد الحصكفي الدمشقي العالم المحدث النحوي كان يدرس ويفتي بدمشق وله شرح على المنار للنسفي وشرح على ملتقى الابحر في الفروع الخفية لابراهيم الحلبي المتوفي سنة 956 وغير ذلك توفي سنة 1088 انتهى.

وقال ابن الجوزي في المتظم: هو إمام فاضل في علوم شتى وكان يفتى ويقول الشعر اللطيف والرسائل المعجبة الملليحة الصناعة وكان ينسب الى الغلو في التشيع ومن لطيف قوله:

جد ففي جدك الكمال    والهزل مثل اسمه هزال

فما تنال المراد حتى     يكون معكوس مـا تنال

وقوله:

أي لا تنام

اذا قل ما لي لم تجدني ضارعا     كثير الاسى مغرى بعض الانامل

ولا بطـراً إن جـدد الله نعمة      ولو أن ما آوى جمـيع الانام لي

قال السمعاني في الانساب ص 184:

الحصكفي بفتح الحاء المهملة وسكون الصاد المهملة وفتح الكاف وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى (حصن كيفا) وهي مدينة من ديار بكر ويقال لها بالعجمية حصن كيبا، والمشهور بالنسبة إليها أبوالفضل يحيى بن سلامة بن الحسين بن محمد الحصكفي الخطيب بميا فارقين أحد أفاضل الدنيا، وكان إماماً بارعاً في قول الشعر جواد الطبع رقيق القول، اشتهر ذكره في الآفاق بالنظم والنثر والخطب، وغمر العمر الطويل، وكان غالياً في التشيع ويظهر ذلك في شعره، كتب إلى الإجازة بجميع مسموعاته بخطه في سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، وروى لى عنه أبو عبدالرحمن عسكر بن أسامة النصيبي ببغداد وأبو الحسن علي بن مسعود الإسعردي بالرقة، وأبو الخير سلامة بن قيصر الضرير بقلعة جعبر، والخضر بن ثروان الضرير الأديب ببلخ، وساعد بن

أدب الطف ـ الجزء الثالث 62

فضائل المنبجي بنيسابور وغيرهم، وكانت ولادته في حدود الستين والاربعمائة وتوفي بعد سنة 551 بميا فارقين.

فمن شعره، كما في المنتظم لابن الجوزي ج 10 ص 187 وفي خريدة القصر ص 490.

حـنت  فـاذكت لـوعتي iiحـنينا      أشـكو  مـن الـبين وتشكو iiالبينا
قد عاث في أشخاصها طول السرى      بـقدر مـا عـاث الـفراق iiفـينا
فـخـلها تـمشي الـهوينا طـالما      أضـحت  تبارى الريح في iiالبرينا
وكـيف لا نـأوي لـها وهي iiالتي      بـها  قـطعنا الـسهل iiوالـحزونا
هـا  قـد وجدنا البر بحراً iiزاخراً      فـهـل  وجـدنا غـيرها iiسـفينا
إن كـن لا يـفصحن بالشكوى iiلنا      فــهـن بــالإرزام iiيـشـتكينا
قـد عـذبت لـها دموعي لم iiتبت      هـيماً  عـطاشا وتـرى iiالـمعينا
وقــد  تـياسرت بـهن iiجـائرا      عـن الـحمى فـاعدل بـها iiيمينا
تـحـن  اطــلالا عـفا iiآيـاتها      تـعـاقـب الايــام iiوالـسـنينا
يـقول صـحبي أتـرى iiآثـارهم      نـعـم ولـكن لا تـرى iiالـقطينا
لـو لـم تـجد ربـوعهم كو iiجدنا      لـلـبين لــم تـبل كـما iiبـلينا
مـا  قـدر الـحي على سفك iiدمي      لـو  لـم تـكن أسـيافهم iiعـيونا
أكـلـما  لاح لـعـيني iiبــارق      بـكت فـابدت سـري iiالـمصونا
لا تـأخذوا قـلبي بـذنب iiمـقلتي      وعـاقـبوا الـخـائن لا iiالأمـينا
مـا اسـتترت بالورق الورقاء iiكي      تـصـدق لـما عـلت iiالـغصونا
قـد وكـلت بـكل بـاك iiشـجوه      تـعـيـنه  إذ عــدم iiالـمـعينا
هـذا  بـكاها والـقرين iiحـاضر      فـكيف  مـن قـد فـارق iiالقرينا
أقـسمت مـا الروض اذا ما iiبعثت      أرجــاؤه  الـخيري iiوالـنسرينا
وأدركــت ثـمـاره iiوعـذبـت      أنـهـاره  وأبــدت iiالـمـكنونا
وقـابلته  الـشمس لـما أشـرقت      وانـقـطـعت أفـنـانه iiفـنـونا
أذكـى  ولا أحـلى ولا أشهى iiولا      أبـهـى ولا أوفـى بـعيني لـينا

 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث