أدب الطف ـ الجزء الثالث 217
وله في المدح:
مـسمهر الباس من iiمضر يقشعر الموت من حذره(1)
تـطرب الألـباب iiمصغية لـحديث الـمجد من iiسيره
كـلـما أوسـعت iiمـبتلياً خـبره أربـى على خبره
تـهزم الأحـداث iiكـالحة بـارتجال الـرأي لا iiفكره
واذا مــا أجـدبت سـنة كـان سقيا الحي من iiمطره
هـو بـحر مـن iiفضائله ومـديحي فـيه من iiدرره
شرف الدين الذي iiوضحت ظلم الأحداث من iiغرره(2)
وله من قصيدة نظمها بمرو:
اقـول لقب هاجه لاعج iiالهوى(3) بـصحراء مرو واستشاطت iiبلابله
وضاقت خراسان على معرق الهوى كـما أحـرزت صيد الفلاة iiحبائله
أعـني عـلى فـعل التصبر، iiإنني رأيـت جـميل الصبر يحمد iiفاعله
فـلما أبـى إلا غـراماً iiوصـبوة أطـعت هواكم، واستمرت شواغله
وأجـريت دمـعاً لو أصاب iiبسحه ربا المحل يوماً أنبت العشب iiهاطله
هـبوني أمـرت القلب كتمان حبكم فـكيف بـجسم باح بالوجد iiناحله؟
وكنت أمرت العزم أن يخذل iiالهوى وكيف اعتزام المرء والقلب خاذله؟
فـكيف الـتسلي بعد عشر iiوأربع؟ أبـي لـي وفـاء لا تذب iiجحافله
وقوله:
(1) اسمهر الرجل في القتال فهو مسمهر، اشتد.
(2) الغرر. جمع الغرة، وهي من كل شيء اوله واكرمه.
(3) هوى لاعج، أي محرق والبلابل، الهموم والوساوس.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 218
أداري الـمرء ذا خـلق iiنكير وأعرض صافحاً عن ذنب خلي
وأجـعل خـوص أفكاري iiحلياً فـأغبطه، وكـم طـوق iiكغل
وأغـدو مـن غنى نفسي iiغنياً عـن الـدنيا، ولي حال المقل
ولا أرضـى اللئيم لكشف iiضر ولـو أسـلمت لـلموت iiالمذل
وكـم ضحك كتمت به iiدموعاً لـيسلم عـنده سـري iiوعقلي
وقوله:
عـلمي بـسابقة الـمقسوم iiالـزمني صبري وصمتي، فلم أحرص ولم أسل
لـونيل بـالقول مطلوب، لما حرم ال كـليم مـوسى، وكـان الحظ iiللجبل
وحـكمة العقل إن عزت وان iiشرفت جـهالة عـند حـكم الرزق iiوالأجل
وقوله:
إن شـارك الادوان أهل العلى والـمجد فـي تسمية iiباللسان
فـما عـلى أهـل العلى iiسبة إن بخور العود بعض iiالدخان
صـاحب أخا الشر لتسطو iiبه يوماً على بعض شرار iiالزمان
والـرمح لا يـرهب iiأنـبوبه إلا إذا ركـب فـيه iiالـسنان
إصـبر على الشدة نحو iiالعلى فكل قاص عند ذي الصبر دان
مـا لـقي الضامر من iiجوعه حـوى له السبق بيوم iiالرهان
أشـجع وجـد تحظ iiبفخريهما فـكل مـا قـد قـدر الله كان
لـو نـفع الـبخل وذل iiالفتى مـا افتقر الكز ومات iiالجبان
(1) الكز، اليابس المنقبض وقرأها بعضهم الكنز.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 219
ابن العودي
بـفنا الغري وفي عراص iiالعلقمي تمحى الذنوب عن المسيء المجرم
قـبران : قـبر لـلوصي iiوآخر فـيه الـحسين فـعج عليه وسلم
هـذا قـتيل بالطفوف على iiظماً وأبـوه فـي كـوفان ضرج iiبالدم
وإذا دعـا داعـي الـحجيج بمكة فـإليهما قـصد الـتقي iiالـمسلم
فـاقصدهما وقـل السلام iiعليكما وعـلى الأئـمة والـنبي iiالأكرم
أنـتم بـنو طـه وقاف iiوالضحى وبـنو تـبارك والـكتاب iiالمحكم
وبنو الأباطح والمحصب iiوالصفا والـركن والـبيت العتيق iiوزمزم
بـكم الـنجاة مـن الجحيم iiوأنتم خـير الـبرية مـن سـلالة آدم
أنـتم مصابيح الدجى لمن iiاهتدى والـعروة الـوثقى التي لم تفصم
وإلـيـكم قـصد الـولي iiوأنـتم أنـصاره فـي كـل خطب مؤلم
بـكم يـفوز غداً إذا ما iiأضرمت فـي الـحشر للعاصين نار iiجهنم
مـن مـثلكم في العالمين iiوعندكم عـلم الـكتاب وعـلم ما لم iiيعلم
جـبريل خـادمكم وخـادم جدكم ولـغيركم فـيما مـضى لم iiيخدم
أبـنـي رســول الله إن أبـاكم مـن دوحـة فـيها النبوة iiينتمي
آخـاه مـن دون الـبرية iiأحـمد واخـتصه بـالأمر لـو لم iiيظلم
نـص الـولاية والـخلافة بـعده يـوم الـغدير لـه بـرغم iiاللوم
ودعـا لـه الـهادي وقـال iiملبياً يـا رب قـد بلغت فاشهد iiواعلم أدب الطف ـ الجزء الثالث 220
حـتى اذا مـر الزمان iiوأصبحوا مـثل الذباب يلوب حول iiالمطعم
طـلبوا ثـؤرهم بـبدر iiفاقتضوا بـالطف ثـارهم بـحد الـمخذم
غـصبوا عـلياً حـقه iiوتحكموا ظـلـما بـديـن الله أي تـحكم
نـبذوا كـتاب الله خلف iiظهورهم ثـم اسـتحلوا مـنه كـل محرم
واتـوا عـلى آل الـنبي iiبـالكبد حـرى وحـقد بـعد لـم iiيتصرم
بـئس الـجزاء جزوه في iiأولاده تالله مــا هـذي فـعائل iiمـسلم
* * *
يـا لائـمي فـي حب آل iiمحمد أقـصر هـبلت عن الملأمة أو لم
كـيف الـنجاة لمن علي iiخصمه يـوم الـقيامة بـين أهل iiالموسم
وهو الدليل الى الحقايق iiعارضت فـيها الشكوك من الضلال iiالمظلم
واخـتاره الـمختار دون صحابه صـنواً وزوجـه الآلـه iiبـفاطم
سـل عنه في بدر وسل في iiخيبر والـخيل تـعثر بـالقنا iiالمتحطم
يـا مـن يـجادل في علي iiعاندا هـذي الـمناقب فـاستمع iiوتقدم
هـم آل يـاسين الـذين iiبـحبهم نـرجو النجاة من السعير المضرم
لـولاهم مـا كـان يعرف iiعاندا لـلـه بـالدين الـحنيف iiالـقيم
لـهم الـشفاعة فـي غـد iiواليهم فـي الحشر كشف ظلامة iiالمتظلم
مـولاكم الـعودي يرجو في iiغد بـكم الـثواب مـن الآله iiالمنعم |
أدب الطف ـ الجزء الثالث 221
ابن العودي اسماعيل بن الحسين العودي العاملي المعروف بشهاب الدين ابن
شرف الدين.
قال الشيخ محمد السماوي في (الطليعة) كان فاضلاً متضلعاً في العلم
والفضل الجم، وكان أديباً شاعراً. دخل العراق وزار المشاهد وحضر على
علماء الحلة ثم رجع الى بلدة جزين من بلاد عاملة وله نظم الياقوت،
ارجوزة نظم بها الياقوت لابن نوبخت في علم الكلام وله شعر كثير أورده
معاصره ابن شهراشوب في مناقبه. توفي في بلده سنة 580 ثمانين بعد
الخمسمائة وله ذرية بها. وقد أورد هذه القصيدة بتمامها السيد العالم
الكامل المحدث العابد السيد هبة الله ابن ابي محمد الحسن الموسوي رحمه
الله في كتابه (المجموع الرائق) الذي ألف سنة 703
(1)
أما السيد الأمين رحمه الله فقد نسب هذه القصيدة الى الشيخ بها الدين
فقال: الشيخ بهاء الدين محمد بن علي بن الحسن العودي العاملي الجزيني.
كان حياً سنة 975.
قرأ على الشهيد الثاني من عاشر ربيع الأول سنة 945 الى أن سافر الى
خراسان عاشر ذي القعدة سنة 962.
والمعروف أنه هو المدفون فوق قرية (كفركلا) في جبل عامل وعليه قبة في
مكان نزه مشرف عال والناس يسمونه (العويذي) والصحيح العودي. له شعر في
رثاء استاذه الشهيد الثاني.
(1) عن الشذور الذهبية مخطوط السيد صادق بحر العلوم ص 225.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 222
ابن التعاويدي
أرقـت لـلمع برق iiحاجري تـألق كاليماني المشرفي (1)
أضـاء لنا الاجارع iiمسبطراً سـناه وعـاد كالنبض iiالخفي
كـأن ومـيضه لـمع iiالثنايا اذا ابـتسمت ورقراق iiالحلي
فـاذكرني وجـوه الغيد iiبيضاً سـوالفها ولـم أك iiبـالنسي
أتـيه صـبابة وتـتيه iiحسنا فـويل لـلشجي مـن iiالخلي
وعـصر خلاعة أحمدت iiفيه شـبابي صحبة العيش iiالرخي
ولـيلى بـعدما مطلت iiديوني وقـد حـالت عن العهد الوفي
مـنعمة شـقيت بها ولولا iiال هـوى مـا كنت ذا بال iiشقي
تـزيد الـقلب بـلبالا iiووجداً اذا نـظرت بـطرف iiبـابلي
إذا اسـتشفيتها وجدي iiرمتني بـداء مـن لـواحظها iiدوي
ولـولا حـبها لم يصب iiقلبي سـنا بـرق تـألق في iiدجي
أجاب وقد دعاني الشوق دمعي وقـدماً كـنت ذا دمع عصي
وقفت على الديار فما iiاصاخت مـعـالمها لـمحزون iiبـكي
أروي تـربها الـصادي iiكأني نـزحت الدمع فيها من iiركي
ولـو أكرمت دمعك يا شؤوني بـكيت عـلى الامام iiالفاطمي
(1) عن الديوان المطبوع بمطبعة المقتطف بمصر سنة 1903 م وذكرها صاحب
نسمة السحر.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 223
عـلى الـمقتول ظـمآناً iiفجودي عـلى الـظمآن بـالدمع الـروي
على نجم الهدى السناري وبحر ال عـلـوم وذروة الـشرف iiالـعلي
عـلى الـحامي بأطراف العوالي حـمى الاسـلام والـبطل iiالكمي
عـلى الـباع الـرحيب اذا iiألمت يـد الازمـات والـكف iiالـسخي
عـلى أنـدى الانـام يدا iiووجهاً وأرجـحهم وقـاراً فـي الـندي
وخـيـر الـعـالمين أبـاً وامـاً وأطـهرهم ثـرى عـرق زكـي
فـما دفـعوه عـن حـسب iiكريم ولا ذادوه عــن خـلق iiرضـي
لـئن دفـعوه ظلماً عن حقوق iiال خـلافـة بـالوشيج iiالـسمهري
لـقد فـصموا عرى الاسلام عودا وبـدأ فـي الـحسين وفـي علي
ويـوم الـطف قـام لـيوم بـدر بـأخـذ الـثأر مـن آل iiالـنبي
فـثـنوا بـالامـام أمـا iiكـفاهم ضـلالاً مـا جنوه على iiالوصي
رمــوه عـن قـلوب iiقـاسيات بـأطـراف الاسـنـة iiوالـقسي
وأسـرى مـقدماً عـمر بن iiسعد الـيـه بـكـل شـيطان iiغـوي
سـفوك لـلدماء عـلى انتهاك iiال مـحـارم جــد مـقدام iiجـري
أتـاه بـمحنقين تـجيش غـيظاً صـدورهـم بـجـيش iiكـالآتي
أطـافوا مـحدقين بـه iiوعـاجوا عـليه بـكل طـرف iiأعـوجي
وكــل مـثقف لـدن وعـضب سـريـحـي ودرع iiســابـري
فـأنحوا بـالصوارم iiمـشرعات عـلى الـبر الـتقي ابـن iiالتقي
وجــوه الـنار مـظلمة iiأكـبت عـلى الـوجه الـهلالي iiالوضي
فـيا لـك مـن إمام ضر جوه iiالد مَ الـقـاني بـخـرصان iiالـقُني
بـكته الارض إجـلالاً iiوحـزناً لـمـصرعه وأمــلاك iiالـسمي
وغـودرت الـخيام بـغير iiحـام يـنـاضل دونـهـن ولا iiولـي
فـما عـطف البغاة على الفتاة iiال حـصان ولا على الطفل iiالصبي
ولا بـذلـوا لـخـائفة iiأمـانـاً ولا سـمـحوا لـظـمآن بـري
|