أدب الطف 43
البيت للسيد المترجم لم يثبت منها ولده في ترجمة أبيه بيتاً واحداً وهي
مثبتة في كتاب (الرائق) بخط معاصره العالم الأديب السيد أحمد العطار
المتوفى سنة 1215 هـ تحت عنوان : ـ مما قاله السيد سليمان ابن السيد
داود أيده الله تعالى ـ الأولى في رثاء الحسين مطلعها:
سرت تطوي الوهاد إلى الروابي
ولا تهوى الهشيم ولا الجوابي
وهي 80 بيتاً.
والثانية في مدح أميرالمؤمنين عليه السلام وهي 72 بيتاً، ومطلعها:
حارت بكنه صفاتك الأفهام
وتعذر الإدرا والإلهام
والثالثة في مدحه عليه السلام وهي 56 بيتاً وإليك المختار منها:
ظـهور المعالي في ظهور iiالنجائب ونـيل الأمـاني بعد طي iiالسباسب
فـدع دار ضيم دب فيك iiاهتضامها كـما دب في الملسوع سم iiالعقارب
ولا تـأس بـعد الخسف يوم فراقها (على مثلها من أربع وملاعب) (1)
مـتى تـملك الـسلوان بين iiظبائها إذا نـظرت عـيناك بيض iiالترائب
ولـيس أسـود الغاب عند افتراسها لـشلوك يـوماً مـثل سود iiالذوائب
إذ ظـعنت تـلك الـظعائت iiخلتها بـدورها تـجلى فوق تلك iiالركائب
وتـهزأ بـالغصن الرتيب إذا iiانثنت وإن سـفرت أزرت بنور iiالكواكب
أحـادي الـسرى رفـقاً بمهجة واله تـناهبها فـي السير أيدي iiالنجائب
فـما لـي إلا عـظم شـوقي iiمطية ولازاد لـي غـير الدموع iiالسواكب
وعـج بـي على أطلال دار عهدتها مـعاهد جـود يـوم بخل iiالسحائب
ديـار بـها كـم شـيد للمجد ركنه بـسمر الـقنا والماضيات iiالقواضب
ربـوع يـحير الـوافدين iiربـيعها سـحائب جـود عند بذل iiالرغائب
مـهابط وحـي أقـفرت iiوتـنكرت مـعالمها مـن فـادحات iiالمصائب
* * *
(1) مطلع قصيدة لأبي تمام .
أدب الطف 44
لـقد أوجـبت آي الـكتاب iiودادهم وود سـواهم لـوزكا غـير واجب
بـهـم مـن عـلي آيـة الله iiآيـة فحازوا به في الفحر أعلى iiالمراتب
هـو الآيـة الكبرى إمام ذوي iiالنهى هـو العروة الوثقى رقى أي غارب
فـلو لـم يـكن خير الورى وإمامها لـما جـاز أن يرقى خيار iiالمناكب
ولو لم يكن مولى الورى مثل iiحيدر (فـما هـو إلا حجة للنواصب)(1)
فإن قلت نفس المصطفى كنت صادقا ولـو قـلت عـين الله لست iiبكاذب
ولـم ير في يوم الوغى غير ضاحك ولـم يـقف يوم الروع آثار iiهارب
فـيا خـيرة الله الـعلي ومـن iiلـه مـناسم مـجد فـوق أعلى iiالكواكب
ويـا مـن كـتاب الله جـاء iiمؤكداً مـودته فـي حـفظ ود iiالأقـارب
وفـي (هل أتى) (النجم) جاء iiمديحه وفـي (العاديات) الغر بين iiالكتائب
ويـا خـير يـدعى لـدفع iiمـلمة ويـا خـير من يدعى لدفع iiالنوائب
أيـاجد مـن أرجـو ومثلك iiموئلي ولـست لأهـوال الـزمان iiبـهائب
فـخذها أبـا الأطـهار نـفثة iiمغرم يـناجيك فـيها يـا سليل iiالأطائب
فـواعجباً هـل كيف ترضى بأنني أضــام وأنـتم عـدتي iiلـمآربي
شـكوت ومـا حالي عليك iiبغامض ولا أنـافي الـجلى سـواك iiبنادب
وحـاشاك أن تـبقي عـليك iiلمادح حـقوقاً وقـد سـدت علي iiمذاهبي
وله قصيدة في مدحه عليه السلام التزم فيها أن تكون جميع حروفها مهملة.
هو المسك أو رسم الإمام له عطر
هو السر سر الله ولعالم الصدر
إمام همام ساد حلماً علـى الورى
وصهر رسول الله مولى له الأمر
(1) عجر بيت للمتنبي.
أدب الطف 45
وقد طارح جماعة من شعراء عصره كالنحويين والشيخ أحمد بن حمد الله
والشيخ درويش التميمي ـ والد الشاعر الشهير الشيخ صالح التميمي وابن
الخلفة والفحام والسيد شريف بن فلاح الكاظمي صاحب القصيدة الكرارية.
فمن قصيدة لمحمد بن الخلفة يمدحه فيها:
يـا سـائلا عـن سيد فاق iiالورى بـفواضل الـحسنات iiوالاحـسان
هــذا سـليمان بـن داود iiالـذي كـم فـيه لـلمجد الأثـيل مـعاني
يرجى ويحذر في القراع وفي القرى فـي يـوم مـسغبة ويـوم iiطعان
آثاره:
قال ولده داود : ـ أتقن العلوم وبرع في الطب والأدب وصنف بكل علم وفن
كتاباً. قلت: ولم يذكر اسم كتاب منها بيد أني عثرت على رسالة له صغيرة
الحجيم كبيرة الفائدة سماها «خلاصة الإعراب» رتبها على مقدمة وفصول
أربعة وخاتمة من أحسن ما كتب في العربية على أوجز طرز وأسهل أسلوب
مدرسي، رأيتها بخطه الجميل ويظهر أنه كتبها لجماعة من تلاميذه وكنى
نفسه في أولها بأبي عبدالله سليمان بن داود الحسيني ونسبها شيخنا في
الجزء 7 من الذريعة إلى حفيده سليمان الصغير الذي شارك جده المترجم في
الاسم دون الكنية ولعل بقية آثاره تلفت في حوادث الحلة الأخيرة:
وفاته : توفاه الله إليه ليلة الأحد الـ 24 من جمادى الثانية سنة 1211
بالسكتة القلبية وحمل جثمانه إلى النجف في موكب مهيب مشى فيه مئات
الرجال من أشراف الحلة وصلى عليه إمام الطائفة يومئذ السيد محمد مهدي
بحر العلوم ودفن عند إيوان العلماء مقابل مسجد عمران وكان لنعيه صدى في
الأوساط العلمية
أدب الطف 46
والأدبية ورثاه عامة البلدين النجف والحلة نمنهم العلامة الشهير الشيخ
محمد علي الأعسم بقصيدتين مطلع الأولى:
خطوب دهتني أضرمت نار أشجاني
وأغرت بإرسال المدامع أجفاني
ويقول في آخرها مؤرخاً عام وفاته:
وإذ عطلت منه المدارس أرخوا
تعطل درس العلم بعد سليمان
ومطلع الثانية:
لقد تضعضع ركن المجد وانهدما
واليوم ثلم من الاسلام قد ثلما
ومنهم الشيخ يونس بن الشيخ خضر ـ وهو ممن قرأ عليه ـ فقد رثاه بقصيدة
مطلعها:
ألا ما لشمل المجد أضحى مبددا
فأورثنا حزناً طويلاً مدى المدى
ومنهم العالم الفاضل الشيخ حسن نصار بقصيدة مطلعها:
لم تبك عيني مدى الأيام مفقودا
إلا التقي سليمان بن داودا
ومنهم محمد بن اسماعيل بن الخلفة بقصيدة مطلعها:
بمن سرى الركب يفري مهمة البيد
وخداً ومخترق صم الجلاميد
ومنهم العالم الجليل الشيخ مسلم بن عقيل الجصاني بقصيدة مطلعها:
الدهر لا يبرح خوانا ياطالما فرق إخوانا
ومنهم الملا حسين جاوش ومطلع قصيدته:
ألا خلياني يا خليلي من نجد
وتذكار سعدي في حمى بانة السعد
أدب الطف 47
وابلغ من رثاه العالم الأديب الشيخ محمد رضا النحوي بقصيدة بليغة قال
فيها:
ألـمـا عـلـى دار الـنبوة iiوانـشدا بـها من قضى لماقضى الدين والهدى
ألـما مـعي نـخلع رداء الـحيا iiأسىً عـلى فـقد من بالمكرمات قد iiارتدى
(سـليمان) هذا العصر(آصف) iiعرشه و(لـقمانه) إن جـار دهـر أو iiاعتدى
صـحبت لـه والـعيش شهب iiسنونه خـلائق تحكي الروض يا كرة iiالندى
فـكان إذا صـال الـردى لـي iiجنة يـرد الـردى عـني وعضباً iiمجرداً
وكـان سـميري فـي الدجى كلما iiزقا صـدى ونـميري كلما كضني iiصدى
فـلـو كـان يـفدى بـالنفس iiفـديته ولـكن صـرف الـدهر لا يقبل iiالفدا
تـباين دمـعي فـي رثـاه iiومـقولي وإن كـان كـل عن جوى قد iiتصعدا
فـهذا جـرى مـثل الـجمان iiمنظما وذاك وهــي مـثل الـعتيق iiمـبددا
فـكـنا لـعمري(مالكاً)(1) و(مـتمما) وأصبحت(شماخا)(2) وكان(مزردا)(3)
(1) مالك بن نويرة التميمي فارس شاعر صحابي. وفي أمثالهم:
فتى ولا كمالك . قتله خالد بن الوليد سنة 12 هـ ومتمم أخوه شاعر فحل
وأشهر شعره رثاؤه لأخيه مالك.
(2) لقب معقل بن ضرار المازني الذبياني: شاعر مخضرم أدرك الجاهلية
والاسلام وهو من طبقة لبيد والنابغة ، وكان أرجز الناس على البديهة،
شهد القادسيه: وتوفي في (موقان) سنة 22 هـ. (3) والمزرد: لقب أبيه
ضرار.
أدب الطف 48
السيد مهدي بحر العلوم
المتوفى 1212
سـعد الفائزون بالنصر iiيوماً عـز فيه النصير لابن iiالبتول
أحسنوا صحبة الحسين وفازوا أحـسن الفوز بالحباء iiالجزيل
صـبروا لـلنزال ضحوة يوم ثـم بـاتوا بـمنزل iiمـأهول
وأصـيبوا بـقرب ورد ظماء فـأصابوا الورود في iiسلسبيل
أبدلوا عن حرور يوم iiتقضى جـنة الـخلد تحت ظل ظليل
سـبقوا في المجال سبقاً iiبعيداً وبـقينا نـجول فـي iiالتأميل
ضـيعوا عترة النبي iiوأمسوا وهـم بـين قـاتل iiوخـذول
وقال:
عن الديوان المخطوط بخط السيد محمد صادق بحر العلوم ـ مكتبة الامام
الحكيم العامة النجف رقم 388.
أدب الطف 49
الـدين مـن بـعدهم أقوت iiمرابعه والـشرع من بعدهم غارت iiشرايعه
قـد اشتفى الكفر بالإسلام مذ iiرحلوا والـبغي بـالحق لما راح iiصادعه
ودائـع المصطفى أوصى iiبحفظهم فـضيعوها فـلم تـحفظ iiودائـعه
صـنـائع الله بـدأ والأنـام لـهم صـنايع شـد مـا لاقـت iiصنايعه
أزال أول أهــل الـغـي iiأولـهم عن موضع فيه رب العرش iiواضعه
وزاد ما ضعضع الاسلام وانصدعت مـنـه دعـائـم ديـن الله iiتـابعه
كـمين جيش بدا يوم الطفوف ومن يـوم الـسقيفة قـد لاحت iiطلايعه
يـا رمـية قد أصابت وهي iiمخطية مـن بعد خمسين قد شطت iiمرابعه
وفـجعة مـا لـها في الدهر iiثانية هـانت لـديها وإن جـلت iiفجائعه
كـل الـرزايا وإن جـلت iiوقائعها تـنسى سوى الطف لا تنسى وقائعه
وقال:
هـذا مـصاب الذي جبريل خادمه نـاغاه فـي المهد إذ نيطت iiتمائمه
هذا مصاب الشهيد المستضام ومن فـوق الـسموات قـدقامت iiمآتمه
سـبط الـنبي أبـي الأطهار والده الـكرار مـولى أقام الدين iiصارمه
صـنوالزكي جنى قلب البتول iiله أقـسومة لـيس فـيها من iiيقاسمه
مـطهر ليس يغشى الريب iiساحته وكيف يغشى من الرحمن iiعاصمه
لـله طـهر تـولى الله iiعـصمته أراده رجـس عـظيمات iiجرائمه
لـله مـجد سـما الأفـلاك iiرفعته مـاد الـعلا عـندما مادت iiدعائمه
ضـيف ألـم بأرض وردها iiشرع قضى بها وهو ظامي القلب iiحائمه
لـهفي عـلى مـاجد أربت iiأنامله عـلى الـسحاب غدا سقياه خاتمه
أدب الطف 50
وقال:
لـله مـرتضع لـم يـرتضع iiأبداً من ثدي أنثى ومن طاها iiمراضعه
يـعـطيه إبـهـامه آنـا iiوآونـة لـسانه فـاستوت مـنه iiطـبايعه
سـر بـه خصه باريه إذ iiجمعت وأودعـت فـيه عـن أمر iiودايعه
غـرس سـقاه رسول الله من iiيده وطاب من بعد طيب الأصل فارعه
ذوت بـواسـقه إذ أظـمأوه iiفـلم يـقطع مـن الثمر المطلول iiيانعه
عـدت عليه يد الجانين iiفانقطعت عـن مـجتنى نبعه الزاكي iiمنافعه
قـضى على ظمأ والماء قد iiمنعت بـمشرعات الـقنا عـنه iiمشارعه
هـموا بـإطفاء نور الله iiواجتهدوا فـي وضع قدر من الرحمن iiرافعه
لـم أنـسه إذ يـنادي بالطغاة iiوقد تـجمعوا حـوله والـكل iiسـامعه
ترجون جدي شفيعاً وهو iiخصمكم ويل لمن خصمه في الحشر iiشافعه |