أدب الطف 53
من شعره قوله في رثاء مسلم بن عقيل:
عـين جودي لمسلم بن عقيل لرسول الحسين سبط الرسول
لـشهيد بـين الأعادي iiوحيد وقـتيل لـنصر خـير iiقتيل
جـاد بالنفس للحسين فجودي لـجـواد بـنـفسه iiمـقتول
فـقليل مـن مـسلم طل iiدمع لــدم بـعد مـسلم مـطلول
أخـبر الـطهر انـه iiلـقتيل فـي وداد الحسين خير iiسليل
وعـليه الـعيون تنهال iiدمعاً هـو لـلمؤمنين قصد iiالسبيل
وبـكاه الـنبي شجواً iiبفيض من جوى صدره عليه iiهطول
قـائلاً: إنـني إلى الله iiأشكو ما ترى عترتي عقيب iiرحيلي
فـابك من قد بكاه أحمد iiشجوا قـبل مـيلاده بـعهد طـويل
وبـكاه الـحسين والآل لـما جـاءهم نـعيه بـدمع iiهمول
كان يوماً على الحسين iiعظيماً وعـلى الآل أي يـوم iiمهول
مـنذراً بـاذي يـحل بـيوم بعده في الطفوف قبل iiالحلول
ويح ناعيه قد أتى حيث يرجى أن يـجيء الـبشير iiبالمأمول
أبـدل الـدهر بـالبشير iiنعياً هـكذا الـدهر آفة من iiخليل
فـاحثوا الـركاب لـلثأر لكن ثــأروه بـكل ثـأر iiقـتيل
فـيـهم ولـده وولـد iiأبـيه كم لهم في الطفوف من iiمقتول
خصه المصطفى بحبين iiحب مـن أبـيه لـه وحب iiأصيل
قـال فـيه الحسين أي iiمقال كـشف الستر عن مقام iiجليل
ابن عمي أخي ومن أهل iiبيتي ثـقتي قـد أتـاكم ورسـولي
فـأتاهم وقـد أتى أهل iiغدر بـايعوه وأسرعوا في iiالنكول
تـركوه لـدى الـهياج iiوحيداً لـعـدو مـطـالب iiبـذحول
أدب الطف 54
لـست أنـساه إذ تسارع iiقوم نـحوه مـن طـغاة كل iiقبيل
وأحـاطوا بـه فـكان iiنذيراً بـاقتحام الرجال وقع الخيول
صال كالليث ضارباً كل جمع بـشبا حـد سـيفه iiالمسلول
وإذا اشـتد جـمعهم شد iiفيهم بـحـسام بـقرعهم iiمـفلول
فـرأى الـقوم مـنه كر iiعلي عـمه في النزال عند النزول
أدب الطف 55
الشيخ ابراهيم يحيى الطيبي
المتوفي 1214 أيـها الـعاشق مـا هذا iiالقلى أنـت في الشام وهم في iiكربلا
تـدعي الـحب وتختار iiالنوى مـا كـذا تفعل أصحاب iiالولا
قـعد الـجسم بـرغمي عنهم والـحشا يـجتاب أجواز iiالفلا
حـبذا الـحي الـتهامي الذي نـزل الـيوم على حكم iiالبلا
مـلأ الأحـشاء حزناً إذ iiهوى بـدره المقتول ظلماً في iiالملا
أي غـيث مـن بـني iiفاطمة فـقدت مـنه الصوادي iiمنهلا
أي لـيث مـن بـني iiفاطمة صـادفت مـنه العوالي مقتلاً
أي مـولى مـن بـني iiفاطمة قـتـل الإسـلام لـما iiقـتلا
أي بـدر مـلأ الـدنيا iiسـناً وجـلا كـل ظـلام وانـجلى
أي عــذر لـعيون iiفـقدت مـنه نـور النور أن لا iiتهملا
كـف لا تجري دموعي iiللذي رزؤه أبـكى الـنبي iiالمرسلا
أين أنت ا ليوم يا حامي الحمى ومـزيل الـخطب لـما iiنزلا
رب ذي عـيش مـرير طعمه عـذب الـموت لـديه iiوحلا
إن حـزنـي كـلـما iiبـردته بـشـآبيب الـدموع iiاشـتعلا
أبـعد الله نـوى الـقلب iiالذي كـلما طـال بـه الـعهد iiسلا
أدب الطف 56
أتــرى أي أنـاس iiغـيركم ودهـم أجـر كـتاب iiفـصلاً
أتــرى أي أنـاس iiغـيركم بـرز الـهادي بـهم iiمـبتهلا
أبـقوم غـيركم قـد iiأنـزلت آيـة الـتطهير فـيما iiأنـزلا
أبـقوم غـيركم يـا هل iiترى كـمل الـدين الـذي قد iiكملا
لـيت شعري أعلى المرتضى أم سـواه مـنكب الهادي علا
أتـرى مـن نـصر الله iiبـه حـين فر الجمع طه iiالمرسلا
أترى من كان صنو iiالمصطفى حـيدر أم غـيره فـيما iiخلا
مـن عنى القائل جهراً لا iiفتى غـير مـولانا علي ذي iiالعلا
يـا قـتيل الـغاضريات iiالذي قـتـل الـدين لـه إذ iiقـتلا
وجـد الـمحتاج بـحراً طامياً يـقذف الـدر فـعاف الوشلا
وقال:
بـنفسي أقـمار تـهاوت iiبـكربلا ولـيس لـها إلا الـقلوب iiلـحود
بنفسي سليل المصطفى وابن صنوه يـذود عـن الاطـفال وهو iiفريد
أذاب فـؤادي رزؤهـم iiومصابهم وعـهدي بـه فـي النائبات iiجليد
فـقل لابـن سـعد أتعس الله iiجده أحـظك مـن يـعد الحسين iiيزيد
نـسجت سـرابيل الـضلال iiبقتله ومـزقت ثـوب الدين وهو iiجديد
* * *
وقال:
لـله أي مـصاب هـد أركاني وحادث عن جميل الصبر ينهاني
عـز الـعزاء فلا صبر ولا جلد فـكيف تطمع من مثلي iiبسلوان
ومـا بـكيت لأن الحي من iiيمن سـار الـغداة بخلاني iiوخلاني
ولا تـلهفت لـما بـان iiمرتحلا من حاجر بغصون الرند iiوالبان
أدب الطف 57
ولا نـزعت إلـى سلمى بذي iiسلم ولا عـشوت إلـى نـمى iiبنعمان
لـكن تـذكرت يوم الطف فانهملت دمـوع عـيني وشبت نار iiأحزاني
هو الحسين الذي لولاه ما iiوضحت مـعالم الـدين لـلقاصي ولـلداني
نـفسي الـفداء لمولى سار مرتحلا مـن الـحجاز إلـى أكناف iiكوفان
طـارت له من بني كوفان iiمسرعة صـحائف الغدر من مثنى iiووحدان
فـسار يطوي الفلا حتى أناخ iiبهم بـفـتية كـنجوم الـليل iiغـران
وقـام فـيهم خـطيباً مـنذراً iiلهم وهـو الـملي بـإيضاح وتـبيان
حـفت بـه خـير أنصار له بذلت مـنها الـفداء بـأرواح iiوأبـدان
حتى قضوا بالمواضي دونه عطشا وكـل حـي وان طال المدى iiفإني
طـوبى لـهم فـلقد نالوا iiبصبرهم خـيراً وراحوا إلى روح iiوريحان
ومـا نـسيبت فـلا أنساه iiمنفردا بـين الـعدى دون أنصار iiوأعوان
يسطو على جمعهم بالسيف iiمنصلتا كـالليث شد على سرب من الضان
ضرب يذكرنا ضرب الوصي وعن مـنابت الأصل ينبي نبت iiأغصان
مـصيبة أبـلت الـدنيا iiوسـاكنها وهـي الـجديدة مـا كر iiالجديدان
وكيف ينسى امرؤ رزءاً به iiفجعت كـريمة الـمصطفى من آل iiعدنان
انـفقت فيك لجين الدمع iiفانبجست عـيني عـليك بـياقوت iiومرجان
أمسي وأصبح والأحزان iiتنضحني مـن عـبرتي بـدموع ذات iiألوان
حـتى أرى منكم البدر المطل iiعلى أهـل البسيطة من قاص ومن داني
مـنى مـن الـمنعم المنان iiأرقبها والـمن مـرتقب مـن عـند منان
وكـم له من يد عندي نصرت iiبها عـلى الـزمان وقد نادى iiبحرماني
أحـببتكم حـب سـلمان ولي iiأمل أن تـجعلوني لـديكم مـثل سلمان
صـلى الإلـه على أرواحكم iiوحدا إلـيكم كـل احـسان iiورضـوان
أدب الطف 58
الشيخ ابراهيم بن الشيخ يحي بن الشيخ محمد بن العاملي الطيبي
قال السيد الأمين في الأعيان : ولد سنة 1154 بقرية الطيبة من جبل عامل
ـ لبنان ـ وتوفي سنة (1214) بدمشق عن 60 عاماً ودفن بمقبرة باب الصغير
شرقي المشهد المنسوب إلى السيدة سكينة وكان له قبر مبني وعليه لوح فيه
تاريخ وفاته رأيته وقرأته فهدم في زماننا.
كان عالما فاضلاً أديباً شاعراً مطبوعاً، نظم فأكثر حتى اشتهر بالشعر
(1).
وكانت له اليد الطولى في التخميس فقد ولع به فخمس جملة من القصائد
المشهورة كالبردة، ورائية أبي فراس الحمداني في الفخر وميميته في مدح
أهل البيت ولا ميته المرفوعة التي قالهافي الأسر، وعينية ابن زريق
البغدادي، وكافية السيد الرضى المكسورة وزاد عليها مخمساً وجعلها في
مدح النبي، ورائية ابن منيرالمعروفة بالتترية، بل قيل انه اكثر المشهور
من غرر الشريف الرضي، وإنه خمس ديوان الأمير أبي فراس برمته.
سافر إلى العراق فأقام به مدة، قرأ في أثنائها على السيد مهدي بحر
العلوم الطباطبائي والشيخ جعفر النجفي صاحب كشف الغطاء، ثم سافر لزيارة
الرضا عليه السلام ثم عاد إلى دمشق وتوطنها إلى أن مات.
له أرجوزة في التوحيد وجدتها بخطه وجمعت شعره في ديوان كبير يقارب سبعة
آلاف وخمسمائة بيت بعد تفتيش وتنقيب كثير ورتبته على حروف المعجم
انتهى. أقول: ونشر كثيراً منه في الأعيان من مدائحه في الرسول الأعظم
والامام
(1) وورث ذلك منه أولاده واحفاده، فكلهم شعراء وأدباء كولديه للشيخ نصر
الله والشيخ صادق وحفيديه الشيخ ابراهيم بن نصر الله والشيخ ابراهيم بن
صادق وولده وغيرهم.
أدب الطف 59
أمير المؤمنين والأئمة من أهل البيت عليهم السلام. وترجم له صاحب
(الحصون) ج9 ص 181 والشيخ السماوي في (الطليعة) والأستاذ علي الخاقاني
في (شعراء الغرى) ج 1 ص 1.
وقال أيضاً:
أرابـها نـفثة مـن صـدر مصدور وهـجرة لـلجفا مـن غير iiمهجور
أوفـت عـلي وقـالت وهي iiمجهشة مـا بـال صـفوك ممزوجاً iiبتكدير
لا تـضـجرن لآمــال أوابـدهـا نـدت فـما زلـن فـي قيد iiالمقادير
فـقلت هـيهات مـثلي غير iiمنتجع برق المنى وهو مزرور على iiالزور
خـطب أحـم لـو الـتاث النهار به لــم يـنفجر فـجره إلا iiبـديجور
حـوادث يـنزوي قلب الحزين iiبها إلـى وطـيس بـنارالوجد iiمسجور
قـتـلاً واسـراً وتـشريداً iiكـأنهم عـشيرة الـمصطفى في يوم عاشور
غـداة جـب سـنام المجد من iiمضر وهـاشـم بـالـعوالي iiوالـمـباتير
هـو الـحسين الذي لولاه ما iiنظرت عـين إلـى عـلم لـلمجد iiمـنشور
غـضنفر سـن لـلحامين iiحـوزتهم بـذل الـنفوس وإلـغاء iiالـمحاذير
سـيم الـهوان فطاب الموت في iiفمه وتـلـك شـنشنة الأسـد الـمغاوير
وحـوله مـن بني الزهراء كل iiفتى يـغشى الـوغى بجنان غير iiمذعور
بـيض الوجوه إذا ما أسفروا iiخلعوا عـلى الـظلام جـلابيباً مـن iiالنور
وبـينهم خـير أصـحاب لهم iiحسب زاك ومـمدود فـضل غير iiمقصور
وقــد أظـلهم جـيش يـسير iiبـه بـاغ يـرى العدل ذنباً غير iiمغفور
يمضون أمر ابن هند في ابن iiفاطمة تـبت يـدا آمـر مـنهم iiومـأمور
فـصادفوا مـنه في غاب القنا iiأسدا يـسري ومن حوله الأشبال iiكالسور
مـن كـل مـعتصم بـالحق iiملتزم بـالـصدق مـتسم بـخير iiمـذكور
مـا أنس لا أنس مسراهم غداة iiغدوا إلـى الـكريهة فـي جـد iiوتشمير
أدب الطف 60
ثـاروا وقد ثوب الداعي كما iiحملت أسـد الـعرين عـلى سرب iiاليعافير
فـلا تـعاين مـنهم غـير iiمـندفع كـالسيل يـخبط مـثبوراً iiبـمثبور
كـل يـرى العز كل العز iiمصرعه بـالسيف كـي لا يعاني ذل iiمأسور
وحين جاء الردى يبغي القرى iiسقطوا عـلى الـثرى بين مذبوح iiومنحور
طـوبى لـهم فـلقد نـالوا iiبصبرهم أجـراً وأي صـبور غـير iiمأجور
كـريهة شـكر الـباري iiمـساعيهم فـيها ويـا رب سـعي غير iiمشكور
مـبـرئين مــن الآثـام iiطـهرهم دم الـشـهادة مـنـها أي iiتـطهير
ولـو شـهدت غـداة الطف مشهدهم بـذلت نـفسي وهـذا جل iiمقدوري
ولـست أدري أسـوء الحظ iiأقعدني عـن ذلك اليوم أم عجزي وتقصيري
ويـنثني عن حياض الموت نحو iiخباً عـلى بـنات رسـول الله iiمـزرور
ولـم يـزل بـاذلا فـي الله iiمهجته يـجر نـحو الـمنايا ذيـل iiمحبور
حـتى تـجلى عـليه الحق من iiكثب فـخر كـالنجم يحكي صاحب الطور
قـضى فـللدين شـمل غير مجتمع ولـلـمكارم ربـع غـير iiمـعمور
فـأبـعد الله عـيـناً غـير بـاكية لـرزئـه وفـؤاداً غـير iiمـفطور
يـا لـلرجال لـجرح غـير مندمل عـمر الـزمان وكـسر غير مجبور
فـهل تـطيب حـياة وابـن iiفاطمة فـوق الـتراب طـريحاً غير مقبور
وفـي الـشآم يـزيد فـي iiبـلهنية مـرفـه بـيـن مـزمار iiوطـنبور
ومـا نـسيت فـلا أنـساه iiمـنجدلا تـرضه الـقوم بـالجرد المحاضير
والـفاطميات فـوضى يرتمين iiعلى أشـلائـه بـعد تـضميخ وتـعفير
يلهجن بالمرتضى يا خير من رقصت بـه الـنجائب تحت السرج iiوالكور
عـطفاً على حرم التقوى فقد iiفجعت بـصارم مـن سـيوف الله iiمشهور
جـدعت أنـف قريش بالحسام iiومذ مـضـيب دبـت الـينا iiبـالفواقير
يـا لـلكريم الـذي أمـست iiكرائمه مـسـبية بـعد احـصان iiوتـخدير
فـخيم الـضيم فـينا حـين فـارقنا وأدرك الـوتر مـنا كـل iiمـوتور
يـا لـيت عـين رسول الله iiناظرة ايـتـامه بـين مـقهور iiومـنهور
|