أدب الطف 126
الشيخ محمد بن شريف بن فلاح الكاظمي صاحب القصيدة الكرارية في مدح
أميرالمؤمنين عليه السلام نظمها سنة 1166 وقرضها ثمانية عشر شاعراً من
أدباء عصره.
قال السيد الأمين في الأعيان: السيد شريف بن فلاح الحسيني الكاظمي توفي
سنة 1220 هـ كان فاضلاً عالماً مشاركاً في الفنون أديباً شاعراً. أقول:
وفي آخر الترجمة أسماه: محمد شريف بن فلاح الكاظمي، وان الشيخ النوري
رحمه الله لما ذكر بعض أبيات القصيدة الكرارية في كتابه (نفس الرحمن)
أسماه بالسيد الشريف بن فلاح الكاظمي، والقصيدة في مخطوط (المجموع
الرائق) للمرحوم السيد أحمد العطار البغدادي ج 2 ص 362 قال: للشيخ
الشريف السيد شريف ابن فلاح الكاظمي يمدح أميرالمؤمنين عليه السلام.
السيد شريف بن فلاح الكاظمي: (1)
ألا مــا لأيـام الـلباب تـولت وصـبح مشيبي لاح في ليل iiلمتي
ومـا بال أوقات الوصال تصرمت وطير المنايا ناح من فوق iiدوحتي
وعـمري تـقضى بين لهو iiوغفلة وقـال وقـيل واكـتساب iiجريرة
وهـا أنـا فـي مهد الجهالة راقد ولـم ارتـدع عن قبح فعل iiوزلة
فـما عذر مثلي حين أدعى بموقف وقـد مـلئت من سيآتي iiصحيفتي
فـحتام يا من عاش في لجة الهوى تـبارز ربـا عـالما iiبـالسريرة
تـبارزه سـراً وجـهراً iiوتغتدي كـأن لـم تـبارزه بـكل iiعظيمة
(1) قال السيد الأمين في الأعيان: وجدنا في بعض المجاميع العاملية هذه
القصيدة في رثاء الحسين عليه السلام وفي أولها: مما قال السيد شريف يسر
الله أموره، ورواها السيد العطار في المجموع الرائق للشيخ شريف بن فلاح الكاظمي
أدب الطف 127
تـيقظ هـداك الله من رقدة iiالهوى فـانك مـنقول إلـى ضيق حفرة
فـويك اجترحت السيئات iiجميعها ومـالك فـي الطاعات مثقال ذرة
تـمسكت بـالدنيا غـروراً iiكمثلما تـمسك ظـام مـن سراب iiبقيعة
ألـيست هي الدار التي طال iiهمها فـكم اضـحكت قدماً اناساً iiوأبكت
وكـم قـد اذلت من عزيز iiبغدرها وكـم فـجعت مـن فـتية iiعلوية
هـم عـترة الـمختار أكرم iiشافع وأكـرم مـبعوث إلـى خير iiأمة
بـنفسي بـدوراً مـنهم قد iiتغيت مـحاسنها فـي كـربلا أي iiغيبة
رمـاها يـزيد بـالخسوف وطالما بـأنوارها جـلت دجـى كل ريبة
بـنفسي وأهـلي والتليد iiوطارفي وكـل الـورى أفـدي قتيل iiأمية
فـنادى ألا هـل من مجير iiيجيرنا وهـل ناصر يرجو الإله iiبنصرتي
ويـرنو إلـى ماء الفرات iiودونه جـيوش بني سفيان حلت iiوحطت
ولـم أنـسه يوم الطفوف وقد iiغدا يـكر عـليهم كـرة بـعد iiكـرة
إذا كـسر فـروا خيفة من iiحسامه فـكانوا كـشاء من لقا الليث iiفرت
إلـى أن هوى فوق الصعيد iiمجدلاً فـاظلمت الـدنيا لـه iiواقشعرت
ومـا انـس لا أنس النساء iiبكربلا حـيارى عليهن المصائب iiصبت
ولـما رأيـن المهر وافى iiوسرجه خـلياً تـوافت بـالنحيب iiورنت
ولاأنس اخت السبط زينب اذ رنت الـيه ونـادت بـالعويل iiوحـنت
تـقول ودمـع العين يسبق iiنطقها وفـي قـلبها نار المصائب iiشبت
أخـي يـا هـلالا غاب بعد iiكماله فـاضحى نـهاري بعده مثل iiليلتي
أدب الطف 128
أخـي أى رزء اشـتكي iiومـصيبة فـراقك أم هـتكي وذلـي وغربتي
أم الجسم مرضوضاً أم الشيب iiقانياً أم الـرأس مـرفوعاً كـبدر الدجنة
أم الـعابد الـسجاد أضـحى iiمغللاً عـليلا يقاسي في السرى كل كربة
أم الـنسوة الـلاتي برزن حواسرا كـمثل الإمـا يشهرن في كل iiبلدة
فـلـما رأتـه لا يـجيب iiنـداءها بـكت ورنت بالطرف نحو المدينة
ونادت بصوت يصدع الصخر جدها وفـي قـلبها نار المصائب iiصبت
أيـا جـد لو يفدى من الموت iiميت فـديت حـسيناً مـن سـهام iiالمنية
أيـا جـد مـن لي بعد فقد iiمؤملي ومـن ارتـجيه ان جـفتني iiاحبتي
أيـا جـد مـا حـزني عليه iiبزائل ولا دمـعي الـمنهل يبرىء iiغلتي
أيـا جـد عـنا الصون هتك iiستره وأوجـهـنا بـعد الـخدور تـبدت
وسـار ابـن سعد بالنساء iiحواسرا وخـلف جـثمان الـحسين iiبـقفرة
وأصحابه في الترب صرعى iiكأنهم نـجوم سـما حـفت بـبدر iiدجنة
ويـحضرها في مجلس اللهو شامتاً يـزيـد تـغـشاه الإلــه iiبـلعنة
ويـحضر رأس ابـن النبي iiأمامه ويـنكت مـنه الـثغر iiبالخيزرانة
ويـنـشد أشـعار الـشماتة iiقـائلاً نـفلق هـاماً مـن رجـال iiأعـزة
فـيا حسرة في القلب طالت ومحنة إلى أن ترى الرايات من أرض iiمكة
أمـولاي يا ابن العسكري إلى iiمتى تـروح وتـغدو بـين هـم iiوشدة
أيـا سـادتي يـا آل أحـمد iiأنـتم مـلاذي إذا جـلت وجمت iiخطيئتي
خـذوا بـيدي فـي يوم لامال iiنافع ولا ولــد جــاز ولا ذو iiحـمية
أدب الطف 129
سـوى حـبكم يا عترة الطهر iiأحمد وبـغض أعـاديكم وتـلك عقيدتي
الـيكم بـني الـزهراء بكراً iiيتيمةً قـبولكم مـن خـير مـهر iiاليتمية
فـريدة حـسن مـن شريف iiأتتكم تـنوح عـليكم نـوح ثكلى iiحزينة
عـليكم سـلام الله مـا هبت الصبا ومـا نـاح قمري على غصن iiايكة
قال السيد الأمين:
وفي الطليعة، هكذا وجدنا اسمه ونسبه وتاريخ وفاته في مسودة الكتاب ولا
نعلم الآن من اين نقلناه والظاهر أنه من الطليعة.
كان فاضلاً عالماً مشار كافي الفنون أديباً شاعراً وله قصة مشهورة وهي
أنه احتاج وهو في النجف فقصد الروضة المقدسة وأنشد قوله:
أبـا حـسن ومـثلك من iiينادى لـكشف الـضر والهول iiالشديد
أتصرع في الوغي عمرو بن ود وتـردي مـرحبا بـطل iiاليهود
وتـسقي أهـل بدر كأس iiحتف مـصـبرة كـعـتبة والـوليد
وتـجري الـنهروان دماً iiعبيطاً بـقتل الـمارقين ذوي iiالجحود
وتـأبى أن تكف جيوش عسري وتـنصرنى على الدهر iiالعنود
وها هو قد أراني الشهب iiظهرا وأحـرم نـاظري طيب iiالهجود
فـاطلع فـي سما الاقبال iiبدري وبـدل نـحس حـظي بالسعود
وأوردنـي حـياض نداك iiاني لـمـحتاج إلـى ذاك iiالـورود
أتـرضى أن يكدر صفو iiعيشي وتـصبح أنت في عيش iiرغيد
أتـنعم فـي الـجنان خلي بال ومـني الـقلب فـي جهد iiجهيد
أدب الطف 130
أمـا قـد كـنت تؤثر قبل هذا بـبذل القوت في القحط iiالشديد
فـكيف أخـيب منك وأنت iiمثر غـديم الـمثل في هذا iiالوجود
أمـا لاحـت لـمرقدك iiالمعلى جـواهر كدرت عيش iiالحسود
فـمـن در ويـاقـوت iiمـشع ومـن مـاس تلوح على iiعقود
ومـن قـنديل تـبرٍ بات iiيجلو سـناه الـهم عـن قلب iiالوفود
فـجد لـي يا علي ببعض iiهذا فـان الـتبر عـندك iiكالصعيد
ولـي يـا ابن الكرام عليك حق رثـاء سـليلك الظامي iiالشهيد
فـكم أجـريت مـن دمع iiعليه وكـم فـطرت قـلبا كـالجليد
فـكن فـي هـذه الدنيا iiمعيني وكـن لـي شـافعاً يوم iiالورود
أدب الطف 131
امين بن محمود الكاظمي
هو الشيخ أمين بن الشيخ محمد الكاظمي. ذكره السيد الأمين في أعيان
الشيعة ج 13 ص 52 فقال:
لا نعرف من أحواله شيئاً، سوى أننا وجدنا هذه الأبيات يرثي بها الإمام
الحسين عليه السلام.
قـف بـالطفوف وسـلها عن iiأهاليها وطـف بـأرجائها والـثم نـواحيها
واسـتنشق الـترب مـنها إن iiتربتها فـيـها الـشفاء ولـلأسقام iiتـبريها
واسكب دموعاً على تلك الربوع عسى وكـف الـدموع لـنار القلب iiيطفيها
وقـف عليها وسلها أين عنك iiمضوا أهـل الـقباب ومـن قسد حل iiناديها
أيـن الـبدور الـتي حـلت بساحتها أيـن الأسـود الـتي حـلت iiبواديها
تالله لـم يـهنني مـن بـعدهم iiوطر مـذ قـيل دارت عليهم كأس iiساقيها
عن شعراء بغداد تأليف علي الخاقاني الجزء الثاني ص 189.
أدب الطف 132
الشيخ امين الكاظمي
وفاته قبل سنة 1222
قال الشيخ الطهراني في (طبقات أعلام الشيعة) ج 2 ص 157:
هو الشيخ أمين ابن الشيخ محمود الكاظمي الأسدي، عالم جليل وفقيه بارع
مروج. ذكره السيد الصدر في التكملة، فنقل عن العلامة الشيخ محمد حسن آل
ياسين الكاظمي: إنه من العلماء المروجين للدين في الفترة بعد طاعون
1186 حيث ما بقي أحد من العلماء وتوسع الناس في الفجور فقام المترجم
بتعليم الصلاة ونشر الأحكام بتقريبات وأساليب تميل إليها النفوس وبنى
مدرسته التي حكم بوقفيتها الشيخ ابراهيم الجزائري وسهر على احياء
الدارس من معالم الدين حتى عادت بلدة الكاظمين عليهما السلام من بركاته
دار الهجرة لطلب العلم، وتوفي قبل 1222 انتهى ملخصاً. وقد صرح السيد
الصدر في (التكملة) وغيره في غيرها أنه أسدي ينتهي نسبه إلى حبيب بن
مظاهر شهيد الطف إلا أن السيد جعفر الأعرجي أنهى نسبه إلى الصحابي
الجليل أبي ذر الغفاري قال في (نفحة بغداد): خال والدي الشيخ أمين ابن
الشيخ العالم الكبير محمود بن كلب علي الكاشاني بن غلام علي بن عبد علي
بن القاضي محمد بن حبيب بن ابراهيم بن بديع الزمان بن جمال الدين بن
احمد بن نظام الدين بن جلال الدين بن رفيع الدين بن علي بن ضياء الدين
بن يحيى بن فتح الله بن يحيى بن الحسن بن فخر الدين بن اميدواد بن فضل
الله بن اسحاق بن فضل الله بن محمد بن أبي المكارم بن أحمد ابن علي بن
أبي المعالم بن أحمد بن أبي الغنائم محمود بن أحمد بن أبي الفضل
أدب الطف 133
ابن محمد بن أحمد بن أبي الفضل بن هاشم بن فاضل بن يحيى بن عقيل بن
يحيى ابن ذر بن أبي جنادة بن قيس. هكذا ذكره الأعرجي والله العالم
بالصحيح منهما. ويأتي ذكر الشيخ كاظم شقيق المترجم مع أولاده الشيخ
محمد علي والشيخ محمد يونس والشيخ محمد جواد كما يأتي ذكر ابن عم
المترجم الشيخ حسن بن هادي المنصوب لتوليته المدرسة المذكورة وابنه
الشيخ طالب بن الحسن وولديه الشيخ باقر والشيخ حسن ابني طالب، ويأتي
أيضاً ذكر الشيخ محمد ابن المترجم والكل علماء فضلاء انتهى.
أدب الطف 134
الشيخ حميد نصار
المتوفى 1225
ما انتضار الدمع أن لا iiيستهلا أو مـا تـنظر عاشوراء iiهلا
هـل عـاشور فـقم جـدد iiبه مـأتم الحزن ودع شربا iiوأكلا
كـيف لا تـحزن في شهر به أصـبحت آل رسول الله iiقتلى
كـيف لا تـحزن في شهر به غـودرت فاطمة الزهراء ثكلى
كـيف لا تـحزن في شهر به رأس خير الخلق في رمح يعلى
وإذا عـايـنت أهـليه iiتـرى نـوباً فـيها رزايا الخلق تسلى
مـن عليل وسدته البزل iiحلسا وقـتيل وسـدته الـبيد iiرملا
أدب الطف 135
الشيخ حميد نصار الشيباني اللملومي النجفي
قال السيد الأمين في الأعيان ج 28 ص 106: أنه توفي سنة 1225 في النجف
الأشرف ودفن بها.
في الطليعة كان فاضلاً مشاركاً في العلوم أديباً في المنثور والمنظوم
مكثراً في مدائح الأئمة عليهم السلام ومراثيهم. وهو عم الشيخ محمد نصار
الشاعر المشهور باللغتين الفصحى والدارجة.
وله صحبة تامة ومودة أكيدة مع حمد آل حمود زعيم الخزاعل المشهور
المتوفى سنة 1214 وله فيه مدائح كثيرة وله بنود في مدحه منها البند
المشهور:
أيها الراكب يفري شقق البيد على أمثلة السيد وأشباح القنا الميد من
النجب المناجيد لك الله وحياك وأرشدت بمسراك، إذا شمت من البرق غماما
مسبل الودق وعاينت من البحر خضما مزبد الزخر ويممت من الروض ربيعاً ومن
الغيث مربعاً ومن الليث منيعاً (2) إلى آخر ما قال:
* بضم الحاء وتشديد الياء المكسورة. تصغير حمد.
(1) ذكره السيد الأمين في معادن الجواهر ج 3 ص 585.
أدب الطف 136
ومن شعره في رثاء الإمام الحسين عليه السلام:
يـوم ابـن حـيدر والأبـطال iiعـابسة والـشمس فـي عـنبر اهـيجاء iiتنتقب
والـسمر مـن طـرب تـهتز iiمـائسة والـبيض فـي قـمم الأقران iiتختضب
رامــت أمـيـة أن تـقـتاد ذا لـبد مـنه وتـحجب بـدراً لـيس iiيحتجب
فـانصاع كـالضيغم الـكرار iiمـنتدراً بـصولة ريـع مـنها الـجحفل iiاللجب
يـلـقى الـكماة بـثغر بـاسم iiفـرحاً كJأنـهـم لـندى كـفيه قـد iiطـلبوا
حـتى إذا لـم يـدع لـلشرك من iiسكن إلا وقـامت بـه مـن بـأسه iiالـندب
وافـتـه داعـيـة الـرحمن iiمـسرعة فـخر وهـو يـطيل الـشكر iiمحتسب
نـفـسي الـفداء لـه والـسمر iiواردة مـن نحره والمواضي البيض iiتختضب
مـضرج الـجسم مـا بـلت لـه iiغلل حـتى قـضى وهو ظمآن الحشا iiسغب
دامـي الـجبين تـريب الـخد iiمـنعفر عـلـى الـثرى ودم الأوداج يـنسكب
مـغـسل بـنـجيع الـطـعن iiكـفنه سـافي الـرياح ووارتـه الـقنا iiالسلب
قـضى كـريماً نـقي الثوب من iiدنس يـزيـنه كـلـما يـأتـي iiويـجـتنب
يـا قـائداً جـمح الأعـداء طـوع iiيد كـيف اسـتقادتك مـنها جـامح iiذرب
لـئن رمـتك سـهام الـدهر عن iiإحن وقـارعـتك مـواضـيه فـلا iiعـجب
كـنت الـمجير لـمن عـادى فحق iiله أن يـطلب الـثأر لـما أمـكن iiالطلب
يـا مـخرس الـموت إن سامتك iiنائبة مـن الـنوائب كـيف اغـتالك iiالشجب
يـا صـار مـافل ضرب الهام iiمضربه ولا تـعـاب إذا مــا فـلت الـقضب
لـو تـعلم الـبيض من أردت مضاربها نـبت وفـل شـباها الـروع iiوالرهب
ولـو درت عـاديات الخيل من iiوطأت أشــلاءه لاعـتراها الـعقر iiوالـنقب
إن كورت منك كف الشرك شمس ضحى فـما عـلى الشمس نقص حين iiتحتجب
أدب الطف 137
مـا كـنت أحسب والأقدار iiغالبة بـأن شـمل الهدى الملتام iiينشعب
فـكم عـفيفة ذيـل للبتول iiسرت عـلى أضـالع لم يشدد لها iiقتب
تطوي على جمرات الوجد أضلعها وقـد أضـر بها الإغماء iiوالسغب
وله في رثاء الحسين عليه السلام:
يـا ناعي ابن رسول الله هجت iiلنا حـزناً ودمـعاً على الخدين iiمدرارا
نعيت لو تدري من تنعاه ما ضحكت أسـنان فـيك ولا سـامرت iiسمارا
يا وقعة الطف كم عين بك iiانذرفت ولـلهداية كـم ركـن بـك iiانهارا
افيك يقضون آل المصطفى iiعطشاً والـماء طـام فليت الماء قد iiغارا |