أدب الطف 163
وقال مراسلا (1):
كتبت وكم تحدر من iiدموعي على وجنات قرطاسي iiسطور
إلـى عين الحياة حياة iiنفسي ومن هو في سواد العين iiنور
عـتبت عـليك يا أملي iiوإني عـليك بـما عتبت به جدير
جـفوت وكنت لا تجفو iiولكن هـي الأيـام دولـتها iiتدور
وغـيرك الزمان وجل من iiلا تـغيره الـحوادث iiوالدهور
وغرك ما ازدهاك وكنت iiنعم الخليل المصطفى لولا الغرور
سأصبر ما أطاق الصبر iiقلبي فـإن الحر في البلوى iiصبور
فـلا تغتر فليس الدهر iiيبقى عـلى حال سيعدل أو iiيجور
فـإن الـليل يظلم حين iiيبدو ويـسفر بـعده صـبح iiمنير
وإن الـماء يـكدر ثم iiيصفو ويـخبو ثـم يـلتهب iiالسعير
وإن الـغصن يذبل ثم iiيزهو وتـنكسف الـبدور iiوتستنير
وإن الـهم يـقتل حين iiيبقى ويـعـقبه فـيقتله iiالـسرور
ومـقصوص الجناح يمر iiيوم عـليه مـن الزمان به iiيطير
وقال:
قـفوا قـبل لوشك البين يبعدكم iiعنا نـودعكم والـقلب من أجلكم iiمضنى
قـفوا نـسكب الدمع الهتون صبابة عـلى صـبوة نلنا بها الأرب iiألاهنا
(1) شعراء الحلة، للخاقاني ج 5 ص 34.
أدب الطف 164
هـلموا إلـى الـعهد الذي كان iiبيننا قـديماً فـإن حـلتم فـوالله ما iiحلنا
رحـلـتم فـجسمي مـبعد iiمـعذب عـقـيبكم والـقلب عـندكم iiرهـنا
بـعدتم فلا ندري أبالوصل نحتضي أم الـفصل مـحتوم فـياليت ما iiكنا
فجودوا وعودوا وارحموا اليوم iiحالنا فـما عـنكم مـغنا ولا شاقنا iiمغنى
سـاذكر كـم حـتى أمـوت iiوإنني أحـن إذا مـا الـليل بي سحراً iiجناً
أيـا سـائق الأضعان مزقت iiخاطراً رويـداً لـعلي بـاللقا سـاعة iiأهنا
فـيامهجتي ذوبـي أسـى iiلـفراقهم ويـا مـقلتي سحي الدماء لهم iiحزنا
رحـلتم أحـبائي وكـنت iiبـإنسكم أنـيساً وإنـي الآن خـلفكم مضنى
فـلو تـعلمون الـيوم حالي رحمتم نـحيلاً أقـاسي الموت ياليتني iiأفنى
فـما الـليل إلا مـن غمومي iiسواده وذا الغيم من دمعي غدا يسكب المزنا
ومـا الـفجر إلا من بياض iiمفارقي ومـا الـورق إلا من حنيني قد iiحنا
وقـد سـائني لـما وقـفت iiبداركم أظـنـكم فـيـها فـأخلفتم الـظنا
فـعاينتها قـفرا أضـر بـها iiالنوى فـقـمت بـها أبـكيكم بـدم iiأقـنا
فـياطول حـزني بـعدكم وصبابتي فـما عـبرتي ترقى ولا مقلتي وسنا
كـفى حـزناً ان الـشرايع iiعطلت وأن عـداة الـشرع أفـنوكم ضغنا
بـني الوحي عودوا للمساجد والدعا وقـوموا بها بالذكر في الليلة iiالدجنا
بني الوحي عودوا للمدارس أصبحت دوارس فـيها الـيوم بـعدكم iiسكنا
بني الوحي عودوا اللمنابر iiوانظروا عـليها الـعدا تهديكم السب iiواللعنا
بـني الوحي جرعنا بفاضل iiصابكم ونـلنا الـعنا لـما بـكم سادتي iiلذنا
فـنستر مـا قـلتم ونـبدي iiخلافه كــأن إلـه الـعالمين لـه iiسـنا
سـأنـدبكم حـتى تـقوم iiقـيامتي وأعـدل مـن عذل العذول إذا iiشنا
أدب الطف 165
وقال يمدح الامام المهدي عليه السلام وقد أنشأها في سر من رأى:
أريـحا فقد أودى بها السير iiوالوخد وقولا لحادي العيس إيهاً فكم iiتحدو
طـواها الطوى في كل فيفاء iiماؤها سـراب وبرد العيش في ظلها iiوقد
تـحن إلـى نـجد وأعـلام iiرامة ومـا رامـة فـيها مـرام ولا iiنجد
وتـلوي عـلى بـان الغدير iiورنده ولا البان يلوي البين عنها ولا iiالرند
وتـصبو إلى هند ودعد على النوى ومـا هند تشفي ما أجنت ولا iiدعد
(هوى ناقتي خلفي وقدامي iiالهوى) وما قصدها حيث اختلفنا هو iiالقصد
هـم آل يـاسين الـذين ضفا iiلهم مـن المجد يرد ليس يسمو له iiبرد
ربـيـنا بـنعماهم وقـلنا iiبـظلهم وعـشنا بهم والعيش في ظلهم iiرغد
إلـيكم بـني الـزهراء أمت iiمغذة عـراب المهارى والمسومة iiالجرد
قـطعن بـها غـور الفلاة iiونجدها فـيخفضنا غـور ويـرفعنا iiنـجد
فـقبلن أرضـا دون مـبلغها iiالسما وسـفن تـرابا دون مـعبقه iiالـند
فـيا بـن النبي المصطفى iiوسميه ومـن بيديه الحل في الكون iiوالعقد
ومـن عـنده علم الذي كان iiوالذي يـكون مـن الإثبات المحو من بعد
غـليك حـثثناها خـفافاً iiعـيابها عـلى ثـقة أن سوف يوقرها الرفد
فـألوت عـلى دار أناخ بها iiالندى وألـقى عـليها فـضل كلكه iiالجد
إلـى خـلق كالروض وشحه iiالحيا يـغار إذا اسـتنشقته الغار iiوالرند
فـعوجا فهذا السر من سر من iiرأى يـلوح فـقدتم الرجا وانتهى iiالقصد
وهـاتيك مـا بـين السراب iiقبابهم فـآونـة تـخـفى وآونـة iiتـبدو
فعرج عليها حيث لا روض فضلها هـشيم ولا مـاء الندى عندها iiثمد
أدب الطف 166
ورد دارهـا المخضلة الربع iiبالندى تـرد جـنة الـوفد طاب بها iiالخلد
وطف حيث ما غير الملائك طائف لـديـها وجـبريل بـأفنائها عـبد
وسـل مـا تشامن سيب نائلهم فما لـسـائلهم إلا بـنـيل الـمنا iiرد
هـم الـقوم آثـار المعارف iiمنهم على جبهات الدهر ما برحت iiتبدو
هـم عـلة الإيـجاد بدءاً iiومنتهى ومـا قـبلهم قـبل وما بعدهم iiبعد
تـباعدت عـنكم لا ملالا ولا iiقلى ولـكن بـرغمي عـنكم ذلك iiالبعد
وجـئتكم والـدهر عـضت نيوبه عـلي وعهدي وهي عني بكم iiدرد
فـكن لـي يا اسكندر العصر معقلا وكـهفا يكن بيني وبين الردى iiسد
إلـى كـم نـعادي من وددناه iiرقبة وخـوفا ونصفي الود من لا له iiود
(ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى) صـديقا يـعاديه لخوف عدى iiتعدو
وانـكد مـن ذا أن يـبيت iiمصادقا (عـدواً له ما من صداقته بد) (1)
وفي النفس حاجات وعدتم iiبنجحها وقـد آن يا مولاي أن ينجز iiالوعد
فـدونكما فـضفاضة البرد ما iiسما بـنعتك (بـشار) إلـيها ولا ii(برد)
عـلى أنـها لم تقض حقاً وعذرها بـأن المزايا الغر ليس لها iiحد(2)
(1) البيت من أمثال المتنبي.
(2) عن الجزء الخامس من شعراء الحله أو البابليات للخاقاني ص 29 كما
رواها السيد الأمين في الأعيان، أما الشيخ اليعقوبي في (البابليات) فقد
نسبها للشيخ أحمد النحوي.
أدب الطف 167
وقال مخمساً قصيدة السيد نصر الله الحائري التي قالها في بناء قبة
أميرالمؤمنين عليه السلام:
إلـى كـم تصول الرزايا iiجهارا و تـوسعنا فـي الزمان iiانكسارا
فيا من على الدهر يبغى انتصارا إذا ضـامك الـدهر يوما iiوجارا
فلذ بحمى امنع الخلق جارا
تـمسك بـحب الصراط iiالسوي أخـي الفضل رب الفخار iiالجلي
إمـام الـهدى ذو الـبهاء iiالبهي عـلي الـعلي و صـنو الـنبي
وغيث الولي وغوث الحيارى
جـمال الـجمال جلال iiالجلال جـميل الـخصال حميد iiالخلال
بـعيد الـمنال عـديم iiالـمثال هـزبر الـنزال و بحر iiالنوال
وشمس الكمال التي لا توارى
فـيـاقـبة زانـهـا iiمـشـهد لـمن فـضله الـدهر لا iiيجحد
سـنا نـورها فـي الورى iiيوقد هــي الـشمس لـكنها مـرقد
لظل المهيمين عـز اقتـدارا
هـي الشمس من غير حر يذيب ولا ضـير لـلمنتأي iiوالـقريب
لـقد طـالعتنا بـأمر iiعـجيب هـي الـشمس لـكنها لا iiتغيب
ولا يحسد الليل فيهـا النهارا
هـي الـشمس جلت ظلام iiالعنا وبـشـرنا سـعـدها iiبـالمنى
فـلا الـليل يـسترها إن iiدنـا ولا الـكسف يحجب منها iiالسنا
ولم تتخذ برج نحس مدارا
أدب الطف 168
هـي الـشمس تبهر في حسنها وتـهدي لـذي اليمن في iiيمنها
وتـمحو دجى الخوف من iiأمنها هي الشمس والشهب في ضمتها
قناديلها ليس تخشـى استتارا
بـدت وهـي تـزهو iiبـتبرية مـنـمـقـة أرجــوانـيـة
شـقـيـقة حـسـن iiشـقـيقة عــروس تـحـلت iiبـوردية
ولم ترض غير الدراري نثاراً
هوت نحوها الشهب غب ارتفاع لـتعلو بـتقبيل تـلك iiالـبقاع
ولـم تـرعن ذا الجناب اندفاع فـها هـي فـي قربها iiوالشعاع
جلاها لعينـيك در صفـارا
عـروس سـبت حسن iiبلقيسها وعـم الـورى ضوء iiمرموسها
زهـت فـزها حـسن iiملبوسها بـدت تـحت أحـمر iiفانوسها
لنا شمعـة نـورها لا يوارى
هـي الـشمع ضاء بأبهى نمط وقـد قـميص الـدياجي وقـط
كـفانا سـنا الـنور مـنها iiنقط هـي الشمع ما احتاج للقط iiقط
ولا النفخ اطفأه مـذ أنـارا
جــلا لـلمحب جـلا iiكـربه وأهـدى الـضياء إلـى iiقـلبه
تـرفرف شـوقا إلـى iiقـربه مـلائـكة الله حـفـت iiبــه
فراشاً ولم تبغ عنه مطارا
فـيا قـبة شـاد منها iiالمحل بـعـزفـق لـلأعـادي iiأذل
ولا عـجب حيث فيها iiاستقل هـي الترس ذهب ثم iiاستظل
به فارس ليس يخشى النفارا
أدب الطف 169
غـمامة تـبر جـلت iiغـمة اطـلت وكـم قـد هدت iiامة
ومـرجـانة بـهرت iiقـيمة ويـاقـوته خـلطت iiخـيمة
على ملك فساق كسرى ودارا
عـقيق يفوق الحلى في حلاه غـداة تـسامى بـأعلى iiعلاه
الـى حـيدر ليس تبغي سواه ولـم يـتخذ غير عرش iiالآله
له معدنـاً وكفـاه فخـاراً
فـكم قـد عـرفتنا بها iiزهوة لـدى سـكرة مـالها iiصحوة
فـقلت ولـي نـحوها iiصبوة حـميا الـجنان لـها iiنـشوة
تسر النفوس وتنفـي الخمـارا
فـيالك صهباء في ذا الوجود تـجلت أشـعتها في iiالسعود
ترى عندها الناس يقظى رقود إذا رشـفتها عـيون iiالـوفود
تراهم سكارى وما هـم سكارى
هي الطبود طالت بأعلى iiالعلا ولم ترض غير السهى iiمنزلا
غـدت لـعلي الـعلى موئلاً عـجبت لـها إذ حوت يذبلا
وبحراً بيوم الندى لا يبـارى
فـيا أيـها الـتبر لما iiاستتم فـخارا وركـن العلى iiفاستلم
فـما زلـت أطلب برهان لم وكـنت أفـكر فـي التبر iiلم
غلا قيمـة وتسامى فخـارا
وكـيف غدا وهو iiمستطرف وبـين الـسلاطين iiمستظرف
مـطل عـلى هامهم iiمشرف إلـى أن بـدا خوفها يخطف
النواظر مهمـا بـدا واستنارا
فـثـم تـسامى إلـى نـسبة تـسامى ونـال عـلا رتـبة
ولم يخش في الدهر من iiسبة ومـا يـبلغ الـدهر من iiقبة
بها علم الملك زاد افتخارا |