أدب الطف 181
اتهمل ثارها البيض المواضي
وتمنع فيثها الاسد الغضاب
اقول ولهذه القصيدة بقية . وقال يرثى الفقيه السيد محمد العطار الحسني
البغدادي قدس سره المتوفى سنة 1171 واولها
خطت تظل به النفوس تصعد والناس من حرق تقوم وتقعد
وقال رحمه الله في الوعظ والمناجاة
ايــا ربـي iiومـعتمدي ويـا سـندي ويـا iiذخري
عـساك اذ تـناهت iiبـي امـوري وانقضى iiعمري
واسـلـمـني احـابـئي ومــن يـعنيهم iiامـري
الــى قـفراء iiمـوحشة تـهيج بـلابل iiالـصدري
وحـيدا ثـاويا في iiالترب لـلـخـدين iiوالـمـنحر
واوحـش بـين iiاصحابي مـقامي وانـمحى iiذكري
وقـمت الـيك من iiجدثي عـلى وجـل بـلا iiسـتر
ذلـيـلا حـامـلا iiثـقلي واوزاري عـلى iiضـهري
افـكر مـا عـسى iiتجري عـلـي بـهـا ولا iiادري
تــرى مـتجاوزاً عـما جـنيت وراحـما iiضري
وتـلطف بـي لـقىً iiقـد عيل من ألم الجوى صبري
ومـغسولاً عـلى iiحـدباء بـلـكـافور والـسـيدر
ومـحمولاً عـلى iiالاعواد يـسعى بـي الـى iiالقبر
وتـؤنـس وحـشتي اذ لا انـيس سـواك في iiقبري
وتـنجيني مـن iiالأهـوال يــوم الـحشر iiوالـنثر
وتـحميني مـن iiالـنيران ذات الـوقـد iiوالـسـجر
وتـلـحقني مـن iiأهـوى بـأل الـمصطفى iiالـغر
بـساداتي ومـن iiأعددتهم لـلـبـؤس iiوالــضـر
مـلوك الـحشر iiوالـنثر وأهــل الـنهي والأمـر
أدب الطف 182
وتـسـقـيني بـكـأسهم زلالا مـثـلجا iiصـدري
وتـأمر بـي إلى iiالجنات بـالـنـعماء iiوالـبـشر
إلــى حــور iiوولـدان وانـهـتار بـها تـجري
ولـست ارى يـقوم iiبحمل مـا استحقبت من iiوزري
سـوى لـقياك فـي صف نـعت ذويـه فـي iiالذكر
فـيـسرني لـذلـك iiيـا رجـاي ومـالكا iiامـري
وخـذ في ثأر من iiاضحى قـتـيل عـصابة iiالـكفر
حـسين سـبط احمد iiوابن حـيدرة الـرضا iiالـطهر
بـجيش الـقائم iiالـمهدى ذي الإقـبـال iiوالـنصر
وبـحر الـعلم iiوالـجدوى وفـخر الـمجد iiوالـفخر
وظـــل الله iiمـنـبسطاً بـلا قـبض مـدى iiالدهر
عـلى اصـناف خلق iiالله فــي بـحر وفـي iiبـر
وعـين الله تـرعى iiالناس فـي سـر وفـي iiجـهر
وتـرقبهم بـما يأتون iiمن خـيـر ومــن iiشــر
وأيـدنـي ومـن iiعـلي فــي الـسراء بـالشكر
وفـي الـضراء iiبالايمان والـتـسـليم iiوالـصـبر
ولا تـقطع رجـائي iiمنك فـي عـسر وفـي iiيـسر
وجـمـلني بـسـترك iiإن أخـذت أمـيط من iiستري
وجـلـلـني iiبـعـافـية تـصاحبني مـدى iiالدهر
وله في مدح جده أميرالمؤمنين عليه السلام:
هـل الفضل إلا ما حوته iiمناقبه أو الـفخر إلا مـا رقته iiمراتبه
أو الـجود إلا مـا أفـادت يمينه أو المجد إلا ما استفادت iiمكاسبه
شهاب هدى جلى دجى الغي نوره وقـد طـبقت كل الفجاج غياهبه
وبـحر ندى عذب الموارد iiزاخر سوى انه لا يرهب الموت iiراكبه
أدب الطف 183
وفـرع طويل من لؤي بن iiغالب وسـيف صقيل لا تفل iiمضاربه
وربـع خـصيب بالمسرة iiآنس وطـود مـنيع قط ما ذل iiجانبه
وأنـى لـه فـيها مـثيل iiوانما ضـربنا مـثالا قد تمحل ضاربه
عـلـي أمـيرالمؤمنين iiوسـيد الـوصيين بل نفس النبي iiونائبه
ومنها:
وسـل أحـداً لـما توازرت iiالعدا وضاقت على الجيش اللهام iiمهاربه
تـرى أيـهم واسـى النبي iiبنفسه وقـد أسـلمته لـلاعادي iiكـتائبه
ويـوم حـنين إذ أبـاد جـموعهم وبـدرا ومـا لاقـى هناك iiمحاربه
وخـيبر لـما أن تـزلزل iiحصنها ومـرحب إذ وافـته مـنه iiمعاطبه
وقـد نـكصا خـوفاً بـراية iiأحمد دعـاها فـان الموت وعر مساربه
وتـلك الـتي شـدت عـليه iiيحفها الـطغام ويـحدوها من الغي iiناعبه
وصـفين إذ مدت به الحرب باعها طويلا وما عانى ابن هندو iiصاحبه
ومـا لـقيت أجـنادهم من iiرماحه ومـا فـعلت لـيل الهرير iiقواضبه
فمن ذا الذي لم يأل في النصح جهده لأحـمـد فـيها أو تـقوم iiنـوادبه
أدب الطف 184
الشيخ نصر الله يحيى
المتوفى 1230
لـله أيـة مـقلة جـفت iiالكرى واسـتبدلت عـن نومها بسهادها
هـيهات لا كـرب كوقعة iiكربلا كـلا ولا جـهد كـيوم iiجهادها
إذ طـاف يـوم الطف آل iiأمية بالسبط في الأرجاس من أوغادها
دفـعته عـن دفع الفرات بمهجة حـرى ووحش البر من ورادها
بـكت السماء دماً وأملاك iiالسما تـبكي له من فوق سبع iiشدادها
وأغـبرت الآفـاق من حزن iiله والأرض قد لبست ثياب iiحدادها
رزء يـقل مـن العيون له iiالبكا بـدمائها وبـياضها iiوسـوادها
مـن مـبلغ الـمختار أن iiسليله أمـسى لقى بين الربى iiووهادها
ومـنابر الـهادي تـظل iiأمـية تـنزو كـلابهم عـلى iiأعوادها
ابـني النبي مصابكم لا iiتنقضي حـسراته أبـداً مـدى آبـادها
وعـليكم يـا سـادتي قد iiعولت نـفسي إذا حضرت إلى iiميعادها
ألـقن (نصر الله) يرجو iiنصركم فـي معشرة والفوز في اشهادها
لا أخـتشي نـار الجحيم iiوحبكم لـي عـدة أعددت في iiاخمادها
صـلى الإلـه عليكم يا خير iiمن تـرجوهم نـفسي لنيل iiمرادها
أدب الطف 185
الشيخ نصر الله بن ابراهيم بن يحيى العامل الطيبي:
ولد في جمادى الثانية سنة 1183 وتوفي في قرية عيثرون = قضاء بنت جبيل
في حدود سنة 1230 ذكر السيد الأمين في الأعيان جملة من أشعاره . كان
عالماً فاضلاً أديباً شاعراً جيد الخط . له شعر في الامام الحسين عليه
السلام ومنه القصيدة التي أولها:
ذرني وشاني فلا أصغي إلى شاني أذري الدموع على الخدين من شاني
وقال متوسلاً بأهل البيت عليهم السلام:
إلهي بحق المصطفى ووصيه عـلي وبالزهراء iiوالحسنين
وبـالتسعة الغر الذين ولاهم وطاعتهم فرض على الثقلين
أنـلني بهم قبل المماة iiوعنده ومـن بعده يا رب قرة عين
أدب الطف 186
السيد ابراهيم العطار
المتوفى سنة 1230
لـم أبـك ذكـر مـعالم iiوديـار قـد أصـبحت مـمحوة iiالآثـار
واستوحشت بعد الأنيس فما iiترى فـيهن غـير الـوحش من iiديار
كـلا ولا وصـل العذارى iiشاقني فـخلعت فـي حـبي لهن عذاري
كـلا ولا بـرق تـألق من iiربى نـجد فـهيج مـذ سرى iiتذكاري
لـكن بـكيت وحق أن أبكي iiدماً لـمصاب آل المصطفى iiالأطهار
وإذا تـمـثلت الـحسين iiبـكربلا أصـبحت ذا قـلق ودمـع جـار
لم أنسه فرداً يجول بحومة iiالهيجاء كـالأسـد الـهـزبر iiالـضاري
لاغرو إن أضحى يكر على iiالعدى فـهو ابـن حـيدرة الفتى iiالكرار
حـتى أحـيط بـه وغودر iiمفرداً خـلواًَ مـن الأعـوان iiوالأنصار
يــا لـلحماة لـمصعب iiتـقتاده أيـدي الـردى بـأزمة الأقـدار
يـا لـلملا لـدم يـطل iiمـحللا بـمـحرم لـمـحمد الـمـختار
وبـنوه صرعى كالأضاحي حوله مـا بـين بدر دجى وشمس نهار
أدب الطف 187
أيـن الـخضارمة القماقم من iiبني مـضر وأيـن لـيوث آل نـزار
كــم مـن مـخدرة لآل iiمـحمد قـد أبـرزت حسرى من iiالأستار
نـحر لـه الـهادى الـنبي iiمقبل أضـحـت تـقبله شـفاه iiشـفار
صـدر يـرضض بالخيول iiوإنه كـنز الـعلوم وعـيبة iiالأسـرار
يـا جـد هـل خـبر أن iiحماتنا قـد أصـبحوا خبراً من iiالأخبار
يـا مـدرك الأوتـار أدركنا iiفقد عـظم الـبلا يـا مدرك iiالأوتار
فـاليك يـاغوث الـعباد iiالمشتكى مـما ألـم بـنا مـن iiالأشـرار
والمؤمنون على شفا جرف الردى فـبدار يـا ابـن الأكرمين iiبدار
يـا سيداً بكت الوحوش عليه iiفي الـخلوات والأطـيار في الأشجار
يا منية الكرار بل يا مهجة المختار بــل يــا صـفـوة iiالـجبار
أتـزل بـي قـدم ومـثلك iiآخـذ بـيدي وأنـت غداً مقيل iiعثاري
ويـذوق حـر الـنار مـن iiينمى إلـى الكرار وهو غداً قسيم iiالنار
أو يـختشي مـنها ونار iiسمية(1) بـكم خـبت في سالف iiالأعصار
ولـقد بـذلت الجهد في مدحي لكم طـمعاً بـأن تمحى بكم iiأوزاري
صـلى الإلـه عـليكم iiوأحـلكم دار الـسلام فـنعم عـقبى iiالدار
وقال:
لـهفي لـتلك الـرؤوس iiيرفعها عـلى رؤوس الـرماح أوضعها
لـهفي لـتلك الـجسوم iiعارية وذاريــات الـصبى iiتـلفعها
لـهفي لـتلك الـصدور iiتـوطاً بـالخيل ومـنها العلوم iiأجمعها
(1) يشير إلى عمار بن ياسر رضوان الله عليه لما جعلت كفار قريش تعذبه
وأمه سمية وأباه ياسر بالنار والنبي صلى الله عليه وآله يمر عليهم
فيقول: صبراً آل ياسر، يا نار كوني برداً وسلاماً على عمار كما كنت على
ابراهيم .
أدب الطف 188
لـهفي لـتلك الأسود قد ظفرت بـها كـلاب الـشقا iiوأضـبعها
لـهفي لـتلك الأوصـال iiتنهبها الـسمر وبـيض الظبا iiتقطعها
لهفي لتلك البدور تأفل في الترب وأوج الـجـمـال iiمـطـلعها
لـهفي لـتلك البحور قد iiنضبت وكــم طـمـا دافـقاً iiتـدفعها
لـهفي لـتلك الـجبال iiتـسفها من عاصفات الضلال iiزعزعها
لـهفي لـتلك الـغصون iiذاوية ومـن أصـول الـتقى iiتفرعها
لـهفي لـتلك الـديار iiمـوحشة تـبكي لـفقد الأنـيس iiأربـعها
أدب الطف 189
السيد ابراهيم العطار
المتوفى سنة 1230
هو السيد ابراهيم بن محمد بن علي بن سيف الدين بن رضاء الدين بن سيف
الدين ابن رميئة بن رضا الدين بن محمد علي بن عطيفة بن رضاء الدين بن
علاء الدين بن مرتضى بن محمد بن حميضة بن أبي نمي محمد نجم الدين
الشريف من أمراء مكة، ينتهي نسبه إلى الإمام الحسن من جهة الأب ومن
الأم إلى الإمام الحسين عليه السلام. من مشاهير الشعراء العلماء.
ولد ببغداد ونشأ بها على والده الذي كان من الأعلام، فعني بتربيته
وغذاه بسيرته وبقي ملازماً له حتى توفي عام 1171 هـ ، هاجر إلى النجف
مقتفياً أثر سيرة آبائه وإخوانه فحضر على أعلام عصره وأختلف على حلقة
السيد محمد مهدي بحر العلوم، واتصل بفريق مشاهير الشعراء أمال النحوي،
والزيني، والفحام، والشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، والشيخ محمد بن يوسف
الجامعي، وبذلك بزغ نجمه بينهم، واحتل مكانة في صفوفهم ، ورمقه
الأخدان، واحترمه الأقران.
كف بصره في أواخر حياته ، إذ أعرب عن ذلك في قصيدة له استنجد بها
الأئمة عليه السلام وأظهر شكواه من مرض عينيه بقوله:
أيبريني السقام وحسـن ظني
ببرئي فيكم لابل يقيني
وأخشى أن أضام وفي يقيني وعلمي أن حبكم يقيني
|