أدب الطف 208
يـا أيـها الـساعي لكل iiحميدة تـلك الـمكارم جـئتها من بابها
مـا وفـق الله امـرءاً iiلفضيلة إلا وكـنت الأصـل في iiأسبابها
بوركت في العلياء يا من بوركت هـي فيه فافتخرت على أترابها
فـلبستها تـحت الثياب iiتواضعاً وتـفاخراً لـبستك فـوق ثيابها
ولـكم أنـاس غـير اكـفاء iiلها خـطبت فـردتها عـلى أعقابها
فـرأوه مـهراً غـالياً iiفتأخروا والـعيب كـان بخاطبيها لا بها
وأتـته خـاطبة الـيه بـنفسها من بعد ما امتنعت على iiخطابها
مـوسى بـن جعفر الذي iiلجنابه صـلحت كما هو صالح لجنابها
ومنها يقول:
دار يـفوح اريـجها فـيشمه iiال نـائي ويـغمر مـن يمر iiببابها
يـلج الملوك الرعب إذ iiيلجونها فـتحلها والـرعب مـلء اهابها
حـتى ترى من أهلها لو iiسلمت حـسن ابـتسام عند رد iiجوابها
دار الـعبادة لـم يـطق iiمـتعبد تـرجيح مـحراب على محرابها
هـم أهـل مكتها التي إن iiيسألوا عـنها فهم أدرى الورى بشعابها
خـطباء أعـواد أئـمة جـمعة أمـرا كـلام يوم فصل iiخطابها
وبـراعة فـعلت بـاسماع الألى يـصفون فعل الخمر في iiالبابها
ان أوجزت يعجبك حسن وجيزها أو أسـهبت فالفضل في iiاسهابها
ومنها يقول:
أدب الطف 209
يا ابن الذي يقضي الحقوق جلالة لـلـه لاطـمعا بـنيل iiثـوابها
طلبوا الثواب بها ومطلبه iiالرضا شـتان بـين طـلابه وطـلابها
ألقيت نفسك في الحفاظ من العدا وقـصدت وجـه الله في iiاتعابها
عـلمت أربـاب الجهات iiطرايقاً لـلدفع عـن اعراضها iiورقابها
لـولاك ما اعتدوا ولم يك iiعندهم لاولـئك الاعـداء غـير iiسبابها
رابـطت اعـداءاً ملأت iiقلوبهم رهـباً جزيت الخير عن إرهابها
وقـصيدة زانـت بصدق iiثنائها وجـزالة الألـفاظ iiبـاستعذابها
جـاءك تعرب عن صفاء iiودادها ولـديك مـا يغنيك عن إعرابها
جـاءت مـهنية بـدار سـعادة تـتزاحم الـتيجان فـي iiابوابها
بـلغت بأقصى المجد تاريخاً (الا دار مـبـاركة عـلى iiاربـابها)
210
مسلم بن عقيل الجصاني
لـو ان لـلدهر فـي حالاته iiورعا حمى حقيقة نجل المصطفى iiورعى
درى الردى من بسهم النائبات رمى فـاصبح الـدين في مرماه iiمنصدعا
رمـى إمـام تـقى تهدى الانام iiبه نـور الـنبوة مـن لألائـه iiلـمعا
رمـى فـتى كان موصولا برحمته الاسـلام والـدين منه البر iiمنتجعا
رمـى حسيناً اخا الاحسان خير iiفتى قد كان في الناس للمعروف مصطنعاً
لـئن يـعض بنان الحزن من iiاسف نـدمت ام لافـان الأمـر قـد iiوقعا
ايبست من دوحة العلياء غصن علا قـد كـان من شجر الأيمان iiمفترعاً
لـهفى لمستشهد في الطف مات iiوما غـليله بـل مـن مـاء ومـا iiنقعا
أدب الطف 211
الشيخ مسلم الجصاني
المتوفي 1235 هج
هو الشيخ مسلم بن عقيل الجصاني الأصل ، النجفي المسكن ، عالم أديب
وشاعر لبيب.
ولد في جصان وهاجر إلى النجف كما يظهر من آثاره في دور الشباب واتصل
بالسيد محمد مهدي بحر العلوم والشيخ جعفر الجناجي فنال المكان اللائق
به عندهما وشارك في معركة الخميس مشاركة فعلية، وقد مر ذكره غير مرة في
مختلف تراجم أصدقائه أمثال النحوي والزيني والجامعي والفحام واصحابهم
من ابطال المعركة.
ذكره صاحب الحصون في ج 9 ص 319 فقال: كان فاضلاً اديباً شاعراً بارعاً
تقياً نقياً معاصراً لبحر العلوم والشيخ جعفر وله مطارحات مع ادباء
عصره وقد رثى السيد صادق الفحام وعثرت له على مرثية للسيد سليمان الحلي
ومطارحات مع الشيخ علي بن محمد بن زين الدين التميمي الكاظمي وغيره كما
له مراثي كثيرة للامام الحسين عليه السلام توفي في حدود 1235 في النجف
ودفن بها: ومن شعره مخمساً والأصل للصاحب بن عباد في مدح الامام
اميرالمؤمنين عليه السلام:
ألم تر ان الشهب دون حصى الغري فـعجها الـى وادي الـغري المطهر
سـألتك بـالحي الـمميت iiالمصور إذا مـت فـادفني مـجاور iiحـيدر
ابا شبر اعني به وشبر
أدب الطف 212
إمـام لأهـل الـجود اعـلى iiمناره يـزيد نـدى لا يصطلي الحب ناره
ولـما اسـتجار الـدين يوماً iiاجاره فـتى لا يـذوق النار من كان iiجاره
ولا يختشي من منكر ونكير
فـيا مـخمداً حر الوطيس إذا iiحمى ومـفـترساً بـالـكرليثاً وضـيغماً
اتـسلم عـبداً لـلولاء قـد iiانـتمى وعار على حامي الحمى وهو بالحمى
إذا ضل في البيدا عقال بعير
وترجم له السيد الامين في الأعيان فقال: الشيخ مسلم بن عقيل الجصاني
ابن يحيى بن عبد ان بن سليمان الوائلي الكناني . توفي سنة 1230.
أدب الطف 213
الحاج هاشم الكعبي
لـو كـان في الربع iiالمحيل بـرء الـعليل مـن iiالغليل
ربــع الـشباب iiومـنزل الأحـباب والـظل iiالـظليل
لـعـب الـشمال بـه كـما لـعـبت شـمول iiبـالعقول
طـلـل يـضيف iiالـنازلين شـجـاؤه قـبـل iiالـنزول
مـسـتأنساً بـالوحش iiبـعد أوانــس الـحي الـحلول
مـسـتبدلا ربـمـا iiبـريم آخـــذ غـيـلا iiبـغـيل
لا يـقـتضي عــذرا iiولا يـرتاع مـن عـذل iiالعذول
ومـريعة بـاللوم iiتـلحوني ومــا تــدري iiذهـولي
خـلي أمـيمة عـن iiملامك مــا الـمـعزي iiكـالثكول
مـا الـراقد الـوسنان iiمثل مـعـذب الـقـلب iiالـعليل
سـهران مـن ألـم iiوهـذا نـائـم الـلـيل iiالـطويل
ذوقــي أمـيمة مـا أذوق وبـعده مـا شـئت iiقـولي
أو مـن عـلمت iiالـماجدين غــداة جــدوا بـالرحيل
آل الـرسول ونـعم iiأكـفاء الـعـلـى آل iiالـرسـول
خـيـر الـفروع iiفـروعهم وأصـولهم خـير iiالأصول
ومـهابط الأمـلاك iiتـترى بـالـبـكور وبـالأصـيل
أدب الطف 214
ذلــلا عـلى الأبـواب iiلا يـعـدون إذنــا iiلـلدخول
أبــداً بـسـر iiالـوحـي تـهتف بـالصعود iiوبالنزول
عـرف الـذبيح بـهم iiومـا عـرفت قـريش iiبالفضول
مـن مـالك خـير iiالبطون وصـنـوه خـيـر iiالـقبيل
مــن هـاشم الـبطحاء iiلا سـلـفي نـمير أو سـلول
مـن راكـبي ظـهر iiالبراق ومـمـتطي قـب iiالـخيول
مـن خـارقي السبع iiالطباق ومـخرسي الـعشر iiالعقول
مــن آل أحـمـد iiرحـمه الأدنـى ومـغرسه iiالأصيل
ركـبوا إلـى الـعز iiالمنون وجـانـبوا عـيش iiالـذليل
وردوا الوغى فقضوا iiوليس تـعـاب شـمس iiبـالأفول
هـيهات مـا الصبر iiالجميل هـنـاك بـالصبر الـجميل
او مـا سـمعت ابـن iiالب بـتولة لو دريت ابن البتول
إذ قـادهـا شـعـث iiالـن نـواصي عـاقدات لـلذيول
طـلـق الأعـنة iiعـاطفات بـالـرسيم عـلى iiالـذميل
يـطوي بـها مـتن iiالوعور مـعـارضا طـي الـسهول
مـتـنكب الـورد iiالـذميم مـجانب الـمرعى iiالـوبيل
طــلاب مـجد iiبـالحسام الـعضب والـرمح iiالطويل
مـتطلباً أقـصى iiالـمطالب خـاطب الـخطب iiالـجليل
يـحـدو مـأثـر iiقـاصراً عـن مـنتهاها كـل iiطول
شـرف تـورث عن iiوصي أو أخــي وحـي iiرسـول
ضـلـت أمـية مـا iiتـريد غــداة مـقترع iiالـنصول
رامت تسوق المصعب الهدار مــسـتـاق iiالــذلـول
أدب الطف 215
ويـروح طـوع يـمينها قـود الجنيب أبو iiالشبول
وغـوى بـها جـهل بها وألـغي من خلق iiالجهول
لــف الـرجال iiبـمثلها وثنى الخيول على iiالخيول
وأبـاحها عـضب الـشبا لا بـالـكهام ولا iiألـكليل
خـلـط الـبراعة بـالش جاعة فالصليل عن iiالدليل
لـلـسـانه وسـنـانـه صـدقان مـن طعن iiوقيل
قـل الـصحابة غتير iiأن قـلـيلهم غـير iiالـقليل
من كل أبيض واضح iiالح سـبين مـعدوم iiالـمثيل
مـن معشر ضربوا iiالخبا فـي مـفرق المجد iiالأثيل
وعـصابة عقدت عصابة عـزهـم كـف iiالـجليل
كـبني عـلي iiوالـحسين وجـعفر وبـني iiعـقيل
وحـبيب الـليث iiالهزبر ومـسلم الأسـد iiالـمديل
آحــاد قـوم iiيـحطمون الـجمع في اليوم iiالمهول
ومـعارضي أسل iiالرماح بـعارض الـخد الأسـيل
يـمشون فـي ظـلل القنا مـيل المعاطف غير iiميل
وردوا على الظماء الردى ورد الـزلال iiالـسلسبيل
وثـووا على الرمضاء من كــاب ومـنعفر جـديل
وسـطا العفرنى حين أفرد شـيمة الـليث iiالصؤول
ذات الـفـقـار بـكـفه وبـكـتفه ذات iiالـفضول
وابــو الـمـنية iiسـيفه وكذا السحاب أبو iiالسيول
غـرثـان أورث iiحــده ضرب الطلى فرط النحول
صـاح نـحيل المضربين فـديت لـلصاحي iiالنحيل
أدب الطف 216
غـيـران يـنتقد الـكمي فـلـيس يـقنع iiبـالبديل
يـا ابـن الـذين iiتوارثوا الـعليا قـبيلا عـن iiقبيل
والـسـابقين iiبـمـجدهم فـي كـل جيل كل iiجيل
والـطاعني ثـغر iiالعدى والـمانعي ضـيم iiالنزيل
إن تـمس مـنكسر iiاللوى مـلقى على وجه iiالرمول
فـلـقد قـتـلت iiمـهذبا مـن كل عيب في iiالقتيل
جـم الـمناقب لـم تـكن تـعطي العدى كف iiالذليل
كـلا ولا أقـررت iiإقرار الـعبيد عـلى iiالـخمول
يـهدى لـك الذكر الجميل عـلى الـزمان iiالمستطيل
مـا كنت إلا السيف iiأبلته الـضـرائب iiبـالـفلول
والـليث أقـلع بـعد iiمـا دق الـرعيل على iiالرعيل
والـطود قـد جـاز iiالعلو فـلم يـكن غـير iiالنزول
والـطرف كـفكف iiبعدما غلب الجياد على iiالوصول
والـشمس غـابت iiبعدما هـدت الأنـام إلى السبيل
والـمـاجـد iiالـكـشاف للكربات في الخطب الثقيل
حـاوي الـثناء iiالـمستط اب وكاسب الحمد iiالجزيل
بـابـي وأمــي iiأنـتم مـن بـعدكم iiلـلمستنيل
لادر بـعـدكم iiالـغـمام ولا سـقى ربـع iiالمحيل
مـن لـلهدى مـن iiللندى مـن لـلمسائل iiوالسؤول
رجـعـت بـها iiآمـالها عـن لا نـوال ولا iiمنيل
فـغدت وعـبرتها iiتـسح وقـلـبها حـلف iiالـغليل
ثـكلى لـها الويل الطويل شـجى وإفـراط iiالعويل
أدب الطف 217
يا طف طاف على iiمقامك كــل هـتـان iiهـطول
وأنـاخ فـيك من iiالسحاب الـغـر مـثقلة iiالـحمول
وحـباك مـن مـر النسيم بـكـل خـفـاق عـليل
أرج يــضـوع iiكـأنـه قـد بـل بـالمسك البليل
حـتـى تــرى خـضر المرابع والمراتع والفصول
كـاسي الروابي iiوالبطاح مـطارفا هـدل iiالـذيول
قـسـما بـتربة سـاكنيك ومـا بـضمنك مـن قتيل
أنـا ذلك الظامي iiوصاحب ذلــك الـدمع iiالـهطول
لا بـعـد يـنـسيني ولا قـرب يـبرد لـي iiغليلي
يـا خير من لاذ iiالقربض يـظل فـخرهم iiالـظليل
وأجــل مـسؤول أتـاه فـنال عـاف خـير سول
لـكـم الـمساعي iiالـغر والـعلياء لامـعة iiالحجول
والـمكرمات ومـا iiأشـاد الـدهر مـن ذكـر iiجميل
وجـميع مـا قـال iiالأنام ومـا تـسامى مـن iiمقول
والـمدح فـي أم iiالـكتاب ومـا أتـى عـن iiجبرئيل
وثـناي أقـصر iiقـاصر وأقـل شـيء مـن iiقليل
والـعجز ذنـبي لا iiعـدو لـي عن أخ البر iiالوصول
وأنـا المقصر كيف iiكنت فـهل لـعذر مـن قـبول
وأرى الـكمال بـكم iiفمدح الـفاضلين مـن iiالفضول
صـلـى الإلـه iiعـليكم مـا جـد ركب في iiرحيل
أدب الطف 218
الحاج هاشم الكعبي
الحاج هاشم بن الحاج حردان الكعبي الدورقى. ولد ونشأ في (الدورق) مسكن
عشائر كعب بن الأهواز ثم سكن كربلاء والنجف، توفى سنة 1231.
والكعبي نسبة إلى قبيلة كعب العربية التي تسكن الأهواز ونواحيها، من
فحول الشعراء وفي طليعتهم ونظم في رثاء أهل البيت عليهم السلام فأكثر
وأبدع وأجاد، واحتج وبرهن وأحسن وأتقن، وكل شعره من الطبقة الممتازة.
تحفظ الخطباء شعره وترويه في مجالس العزاء وتشنف به الأسماع. له ديوان
أكثره في الأئمة عليهم السلام. ومن شعره المقصورة وكأنه عارض بها
مقصورة ابن دريد التي تنيف على مائتين وخمسين بيتاً يذكر في أولها
حكماً وأمثالا وفي وسطها حماسة وفي آخرها مديح أهل البيت عليهم السلام
واحداً بعد واحد أولها:
يا بارقا لاح على أعلى الحمى أأنت أم أنفاس محروق الحشا
قال الشيخ أغا بزرك الطهراني: الحاج هاشم بن حردان بن اسماعيل الكعبي
الدورقي من العلماء الفضلاء والشعراء والمشاهير، هاجر من الدورق إلى
كربلاء فحضر على علمائها عدة سنين وصار من أهل والفضل والعلم البارزين
وبرع في الشعر وفنون الأدب حتى عد في مصاف شيوخه والمشاهير من أعلامه
وله ديوان كبير ومعظم شعره في رثاء أهل البيت عليهم السلام، ولا سيما
مراثي سيد الشهداء عليه السلام وشعره رقيق منسجم، ولم أقف على مشايخه |