ادب الطف

 
 

أدب الطف 233

بني المصطفى يا خير من وطىء الحصى      وأكـرم  مـن لـبى وطـاف ومن iiسعى
ويـا خـير مـن أم الـمروعات iiركـنه      فـآمـنـها  مــنـا وراع iiالـمـروعا
ويـا خـير مـن امـته غـرثى iiسواغباً      فـاطـعمها عــذب الـنـوال iiفـاشبعا
ويـا خـير مـن جـاءته ظمىء iiنواهلا      فـاصـدرها  ريــا الـقـلوب فـانقعا
ويـا  خـير مـن يرجو المسيؤون iiعفوه      فـأولى بـه الـصفح الـجميل وأوسـعا
سـما رزؤكـم كـل الـرزايا كـما iiسما      عـلـى كــل مـجد مـجدكم iiوتـرفعا
فـاحـرزتم الـغايات فـي كـل iiحـلبة      فـقصر عـن مـسعاكم كـل مـن سعى
سـوابق  فـي الـهيجا سوابق في iiالندى      سـوابـق ان صـد الـخصام iiالـمشيعا
مـصابكم أضـنى الـفؤاد مـن الأسـى      وازعــج  عـيـني ان تـنام iiفـتهجعا

أدب الطف 335

مـا ضـرها بـز أثـواب iiوأرديـة      والله  مـن حـلل الـرضوان iiكاسيها
آه لـما حـل ذاك الـيوم مـن iiنوب      ومـن خـطوب بـنو الهادي iiتعانيها
هـاتيك  أبـدانهم صـرعى iiمطرحة      تـضيء مـن نورها السامي iiدياجيها
أفدي جسوما على الرمضاء قد iiكسيت      أكـفان  تـرب أكـف الريح iiتسديها
أفدي رؤوساً على الخرصان قد رفعت      لـم  يـثنها الـقتل إن تـتلو iiمثانيها
فـيالها  وقـعة بـألطف مـا iiذكرت      إلا وقــد بـلغت روحـى تـراقيها
ويـالـها قـرحة لـم تـندمل iiأبـدا      بـل  كـل يـوم يـد التذكار iiتدميها
لـلـه أنـجـم سـعد خـر طـالعها      لـلـه أقـمـار تـم غـاب هـاديها
لـلـه أطـواد حـلم هـد iiشـامخها      لـلـه أبـحر عـلم غـار iiجـاريها
لـلـه أي شـموس غـاب iiشـارقها      فـأظلمت  بـعدها الـدنيا ومـا iiفيها
لـهفي  عـلى فـتيات الطهر iiفاطمة      يـهتفن  بـالسبط والأصـدا iiتحاكيها
مـسـلبات عـلى الأنـضاء iiتـندبه      مـا  أن عـليها سـوى نور iiيواريها
تـقول يـا كـافل الأيـتام بعدك iiمن      أراء  كــافـل أيـتـام iiوكـافـيها
يـا أعـبداً فـتكت جـهراً بـسادتها      بـئس  الـعبيد الألـى خانت مواليها
تـلك الـدماء الزواكي الطاهرات iiلقد      بـددتـم  بـربـى الآكـام جـاريها
أقـعدتم الـمجد فـي إزهـاق أنفسها      وقـد  أقـمتم لـيوم الـحشر iiناعيها
أوسـعتم  كـبد الـمختار جرح iiأسى      وقـرحـة  بـحـشاه عـز iiآسـيها
سـجـرتم مـهجة الـكرار iiحـيدرة      بـقادح  مـن زنـاد الـوجد iiواريها
أودعـتم قـلب بنت المصطفى iiحزناً      مـشبوبة لا يـبوخ الـدهر iiحـاميها
أورثـتم  الـحسن الزكي لهيب iiلظى      بـين الـجوانح كـف الـبين iiتذكيها
حـملتم  كـاهل الإسلام عبء iiجوى      تـنهد مـن حـمل أدنـاه iiرواسـيها
فـقـبة الـمجد زعـزعتم iiجـوانبها      وقـمـة  الـفخر صـوبتم iiأعـاليها

أدب الطف 336

تـباً  لـرأي بـني حرب لقد iiتعست      مـنها الـجدود وقـد ضلت iiمساعيها
أمـا  رعـت ذمـم الـمختار iiجدهم      ألـم  يـكن لـطريق الـرشد iiهاديها
لـهفي لمولى قضى في سيف iiجورهم      ظـامي  الـحشاشة أفدي قلب ظاميها
لـم  حـللوا قـتله ظـمآن ما iiعلموا      بـأن  والـده فـي الـحشر سـاقيها
أن  الـمـنابر لـولا سـيف iiوالـده      لـم تـرق يـوماً ولا شيدت iiمراقيها
الـيوم  ديـن الـهدى خرت iiدعائمه      ومـلة  الـحق جـدت فـي iiتداعيها
الـيوم ضـل طـريق العرف iiطالبه      وسـد  بـاب الـرجافي وجه راجيها
الـيوم عـادت بـنو الآمـال iiمتربة      الـيوم بـان الـعفا فـي وجه iiعافها
الـيوم  شـق عـليه الـمجد iiحـلته      الـيوم جـزت لـه الـعليا iiنواصيها
الـيوم  عـقد المعالي أرفض iiجوهره      الـيوم  قـد أصـبحت عطلا iiمعاليها
الـيوم  أظـلم نـادي العز من مضر      الـيوم صـرف الردى أرسى iiبواديها
الـيوم  قـامت بـه الـزهراء iiنادبة      الـيـوم  آسـيـة وافـت تـواسيها
الـيوم  عـادت لـدين الـكفر iiدولته      الـيـوم نـالت بـنو هـند أمـانيها
مـا عـذر أرجـاس هند يوم iiموقفها      والـمصطفى  خـصمها والله iiقاضيها
مـا عـذرها ودمـاء أبـناءه iiجعلت      خـضاب  أعـيادها فـي راح iiأيديها
يـا  آل أحـمد يـا من محض iiودهم      فـرض عـلى الخلق دانيها iiوقاصيها
يـا سـادتي أنـتم سـفن النجا iiوبكم      قـد  أنـزل الله (بـاسم الله iiمجريها)
خـذوا  إلـيكم أيا أزكى الورى iiنسباً      عــذراء تـمرح دلا فـي iiقـوافيها
أمـت إلـى ربعكم تسعى على iiعجل      قـد  جـاء طـائعها يـقتاد iiعاصيها
هـادي بـن احمد قد أهدى لكم iiمدحا      إن الـهدايا عـلى مـقدار iiمهديها
(1)

(1) عن البابليات.

أدب الطف 237

الشيخ هادي النحوي

هو ثاني أنجال الشيخ أحمد المتقدم ذكره في الجزء السابق، كان يقيم في الحلة مع أبيه وأخيه الشيخ محمد رضا النحوي الشاعر المبدع، وبعد وفاة والدهما استوطنا النجف الأشرف على عهد آية الله السيد بحر العلوم وله مطارحات مرتجلة مع أبيه وأخيه أثبتها العالم الأديب السيد أحمد العطار البغدادي المتوفى سنة 1215 هـ في كتابه المخطوط «الرائق» وكان من الفضلاء المبرزين والشعراء المجيدين طويل النفس للغاية وشعره حلو الانسجام بديع النظام وبعد وفاة السيد بحر العلوم رجع إلى الحلة حتى توفي فيها عن شيخوخة صالحة ونقل إلى النجف على أثر مرض عضال ألزمه الفراش مدة طويلة وعاقة عن قرض الشعر عدا مقاطيع قالها في أهل البيت عليهم السلام يتضجر فيها مما يعانيه من الأوصاب والأسقام ويتوسل فيهم إلى الله تعالى بطلب الشفاء منها قوله في خطاب أمير المؤمنين عليه السلام.

مـولاي  يا سر iiالحقائق      كـم كـشفت iiغـطاءها
مولاي يا شمس المعارف      كــم أنـرت iiسـناءها
مـولاي يـا باب iiالعلوم      وأرضـهـا  iiوسـماءها
يـا  قطب دائرة iiالوجود      فـكـم أدرت iiوحـاءها
وبـيوم  خبير قد iiحملت      مــن  الإلـه iiلـواءها
فـكشفت عن وجه iiالنبي      مـحـمـد  iiغـمـاءها

أدب الطف 238

ولكم  جلوت من iiالخط      وب وقد دجت ظلماءها
لـلعبد  عـندك iiحاجة      يـرجو  لديك iiقضاءها
أودت بـجسمي iiعـلة      جـهل الإساءة iiدواءها
والـنفس قد تلفت أسى      وأتـتك  تـشكو داءها
وافـتك راجـية iiفحقق      يـا رجـاي رجـاءها

وله مخاطباً الإمام الكاظم موسى بن جعفر عليه السلام ومتوسلاً به:

أمولاي يا موسى بن جعفر ذا التقى      ومـن بـابه الـناس باب الحوائج
أتـيتك  أشـكو ضر دهر أصابني      وكـدر  مـن عيشي وسد مناهجي
وأخرجني عن عقر داري iiوجيرتي      وما كنت لولا الضيق عنهم iiبخارج
وقـد طـفت في كل البلاد فلم أجد      سـواك لـدائي مـن طبيب معالج
عـسى  عـطفة فيها يروج لعبدكم      مـن  الأمر ما قد كان ليس iiبرائج

وكان متضلعاً في علمي الرواية والدراية والحديث حافظاً للسير والآثار حتى لقب بـ «المحدث»: رأيت له كلمة نثرية وقطعة شعرية يقرض فيها رسالة «تحريم التمتع بالفاطميات» للعالم الكبير السيد شبر بن محمد بن ثنوان الموسوي الحويزي ـ أحد أعلام القرن الثاني عشر ـ وعليها تقاريض جماعة آخرين من العلماء منهم والد المترجم الشيخ أحمد والشيخ خضر بن يحيى المالكي والشيخ علي بزي العاملي والسيد عبدالعزيز النجفي، أما أبيات المترجم التي يقرض فيها الرسالة فهي قوله بعد النثر:

أدب الطف 239

هـيهات  أن يبلغ المثني عليه iiولو      أضحى له الخلق في نشر الثنا iiمددا
فـيـاله عـالماً بـالشرع ذا iiورع      لـلشرع والعلم أضحى ساعدا iiويدا
أن صـار قرة عين العلم لا iiعجب      مـن  سـيد قد غدا للمرتضى ولدا
لـولاه  أصـبح هذا الحكم مطرحا      وجـل أحـكامنا لولاه صرن سدى
إن شمت أخلاقه الحسنى علمت بها      هـو  الإمـام ولـكن لـلإله ii(بدا

وقد كتب تحتها بقلمه ما صورته ـ وكتب أقل الطلبه محمد هادي المحدث ولد الشيخ أحمد النحوي.

وهناك قصيدة على قافية الراء نظمها الشاعر في رثاء الإمام الحسين عليه السلام واشترك معه في النظم أبوه المرحوم الشيخ أحمد النحوي ومطلع هذه المرثية:

وقال في آخرها:

قـفوا بـالمطايا سـاعة أيـها iiالـسفر      عـسى الـنجح يـدنينا ويسعفنا النصر
فـيا  ابـن رسـول الله وابـن iiوصيه      ومن نزلت في مدحه (الحج) و (الحجر)
أتـتك  عـروس الـشعر تبكي iiحزينة      ولـيـس  لـهـا إلا قـبـولكم iiمـهر
بـها الـفوز يرجو يا ابن أحمد ii(أحمد)      وأنـت  (لـهاد) نـجل أحـمدكم iiذخر

ووجدت مننظمه في أهل البيت عليهم السلام قصيدتين لم أجدهما في كتب المراثي المطبوعة ولا في أكثر المجاميع المخطوطة وإنما نقلناها من «مجموعة المراثي الحسينية » بقلم ـ الوالد ـ ره ـ التي فرغ من نسخها عام 1302 وأثبتنا ما اخترناه منهما في كتابنا هذا حذراً عليهما من التلف والضياع

أدب الطف 240

وإليك الاول منها في رثاء سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السلام انتهى عن البابليات.

وقال مقرضاً تخميس أخيه الأكبر الشيخ محمد رضا على البردة البوصيرية سنة 1200 وقد تقدم ذكره في ترجمته.

ذي  زبدة الشعر بل ذي نخبة iiالأدب      أسـتغفر  الله مـن زور ومن iiكذب
تـقاصر الـشعران يـجري iiلغايتها      وهـل  يجاري جياد الخيل ذو خبب
قد أصبحت خير مدح في الزمان كما      قد كان ممدوحها في الكون خير iiنبى
بـدت  وتـيجانها مدح الحبيب iiكما      بـدت  لنا ألراح في تاج من iiالحبب
غـادرت (قـساً) غـبياً في iiبلاغته      وذاك أمـر عـلى الأفهام غير iiغبى
فـيالراح  سـكرنا مـن شميم شذى      عـبيرها وهي في الأستار iiوالحجب
قـد  سمطوا وأجادوا حسب ما بلغوا      لكن في الخمر معنى ليس في iiالعنب
فـالبعض  كاد يوشى iiثوب«بردتها»      والـبعض  جاءوا عليه بالدم iiالكذب
مـا  أنـشدت قط في سمع وفي ملأ      إلا وقـامت مـقام الـذكر iiوالخطب
ولا تـجلت لـذى شـك وذي iiريب      إلا وجـلت ظـلام الـشك iiوالريب
ولابـد فـي دجـى الأنفاس iiساطعة      إلا وخـلنا هـبوط الـبدر iiوالشهب
ولا شـدا قـط فـي ناد أخو iiطرب      إلا وقـلنا بـها يـشدو أخو iiالطرب
لـلـه مـعجزة حـار الأنـام بـها      كـأنها حـين تـتلى واحـد iiالكتب
أنـى  أكـاد أقـول الـوحي أنزلها      لـو  كـان يبعث من بعد النبي iiنبي
تـبارك  الله مـا فـضل iiبـمنتحل      تـبارك  الله مـا وحـي بـمكتسب

أدب الطف 241

قد  شعشعت سائر الأكوان مذ iiجليت      فـقلت يـنبوع نـور فـار iiباللهب
السمع  في طرب والذوق في ضرب      والـجو فـي لهب والقوم في iiعجب
آيـات  نـظمك قـد سـيرتها iiمثلا      كـالشمس  تـطلع في ناء iiومقترب
أبـعدت شـوطك في مضمار سبقهم      ولـم تـدع للمجاري فيه من iiقصب
فصرت  تمشي الهوينا إذ بلغت iiمدى      قـد  أمـعنوا فيه بالتقريب iiوالخبب
فـلتسم قـدراً وتـزدد رتـبة iiوعلا      مـع مـالها من رفيع القدرو iiالرتب

وكتب عنه الأستاذ الخاقاني في (شعراء الحلة) وذكره صاحب (الحصون) ج 9 ص 157 فقال: كان فاضلاً أديباً، بارعاً وشاعراً، حسن الشعر مقله حلو الانسجام بديع النظام، سكن النجف مدة ثم عاد إلى الحلة حيث أقام أبوه وأخوه، وبعد وفاة أبيه استوطن النجف هو وأخوه.

أقول إلى هذا الشاعر خاصة ـ دون غيره من آل النحوي ـ تنتمي الأسرة المعروفة في النجف الأشرف بـ (آل الشاعر) . كانت وفاة الهادي النحوي سنة 1235 ـ على الأشهر.

أدب الطف 242

الشيخ حمزة النحوي

القرن الثالث عشر

قـفوا  بـديار فـاح من عرفها iiند      ديــار  سـعود مـالاربابها iiنـد
وإن  أصـحت قفراء من بعد iiأهلها      سـلوا  ربعها عن ريعها أيها iiالوفد
وخصوا سلام الصب عرب iiعريبها      ســلام  سـليم لا يـفارقه iiالـود
مـحارب  أعـداهم وسـلم iiمحبهم      وبـاغض شـانيهم وحـر لهم عبد
لـنحوكم  الـنحوي (حمزة) iiقاصد      فـحاشا  لـديكم أن يخيب له iiقصد
جفاني الكرى حتى أضر بي الجوى      وقـرح  أجـفاني لـبعدكم الـسهد
فـمن وجدهم فان وجودي وقد iiغدا      ودادي  لـهم بـاق لـه خلدي iiخلد
فـطوبى  لـحزوى والعقيق ورامة      ونـجد  لـعمري لـلعليل بها iiنجد
إذا  فـاح طـيب من أطائب iiطيبة      تـأرج مـنه المندل الرطب والرند
هـم شـفعائي والـذين iiأدخـرتهم      لـيوم بـه لا يـنفع الـمال والولد
هـم  الـذاكرون الله آنـاء iiلـيلهم      نـهـارهم صـوم ولـيلهم iiسـهد
هـم  الـعالمون العالمون بهم هدوا      بـواطنهم  عـلم ظـواهرهم iiرشد

أدب الطف 243

مـنار  هـدى أبياتهم كعبة iiالورى      ركـوع سـجود دون اعتباها iiالوفد
إلـى أن عفت من بعدهم iiعرصاتها      وأمـست  خـلاء لا سعاد ولا iiهند
سـطت حادثات الدهر في كل iiنكبة      عـلى  أهـلها خير العباد إذ iiعدوا
أآل مـنى نـال الـمنى iiبـولائكم      عـبـيدكم  لا بـل لـعبدكم عـبد

ويصف شجاعة الحسين عليه السلام بقوله :

لـقد  شـهدت أفعاله الطف iiوالعدا      كـما شـهدت أفـعال والـده iiأحد
بكرب البلا في كربلا يشتكي الظما      ولـيس لـه إلا دمـا نـحره ورد
فـيالك  مـقتولاً أجـل الورى iiأباً      ويـالك مظلوماً، له المصطفى iiجد

أدب الطف 244

الشيخ حمزة النحوي

شاعر أديب وفاضل أريب، والظاهر أنه من بيت النحوي الحليين المشهورين وفيهم شعراء أدباء كثيرون ذكروا في مطاوي هذا الكتاب، له القصيدة الدالية في مدح الأئمة عليهم السلام نحو 120 بيتاً لم يتيسر لنا الإطلاع على أولها:

قفوا بديار فاح من عرفها ند    ديار سعود مالاربابها ند

يعقوبي في البابليات: لم نقرأ من شعره في المجاميع سوى هذه القصيدة الدالية وهي طويلة وجدتها في مجموعة من مخطوطات أوائل القرن الثالث عشر فيها بعض القصائد والمقاطيع لكبير هذه الأسرة الشيخ أحمد النحوي، ولا أعلم ماذا يكون المترجم منه، وهل هو من أولاده أو أحفاده.

وجاء في شعراء الحلة للبحاثة الخاقاني:

الشيخ حمزة النحوي هو أحد أولئك الشعراء الذين شاءت الحوادث أن ينسى فقد جهلت كتب التراجم ذكره ولو لا العقيدة التي بعثت بكثير من المسجلين أن يدونوا ما قيل من الشعر في الإمام الحسين عليه السلام وآل البيت للدوافع القدسية التي فرضت عليهم أن يتبعوا ما قاله الشعراء لفاتنا أن نعرف اسمه أيضاً كما فاتنا أن نعرف من هو وما هي علاقته بآل النحوي فقد وجدت في أكثر من مجموع يرجع عهده إلى أكثر من قرن ونصف ذكر قصيدة له إلى جنب ما ذكر من شعراء الحلة ومن بينهم الشيخ أحمد وأبناءه محمد رضا وهادي وبمثل هذه القرائن وبما احتفظ به من لقب يجمعه بهم يتولد لدينا أنه من هذه الأسرة التي خدمت الأدب العربي في القرنين الثاني عشر والثالث عشر للهجرة ولو لا هذه القصيدة لبقي الشيخ حمزة نسياً منسياً، انتهى.

 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث