أدب الطف 245
السيد باقر العطار
المتوفى 1235
إلى الله أشكو وقع دهياء iiمعضل يـشب لـظى نيرانها iiبالضمائر
يـعز عـلى الإسـلام أن iiحماته تـئن لـهم حـزناً قلوب iiالمنابر
يعز على الدين الحنيفي أن iiغدت مـعـارفه مـطموسة iiبـالمناكر
يـعز على الأشراف أن iiعميدها يـغيب بـعين الله عن كل iiناظر
يـعز عـلى الـمختار أن أمـية رمـت ولده ظلماً بأدهى iiالفواقر
يـعز عـلى الـكرار أن iiرجاله أبـيدوا بـأطراف القنا iiوالبواتر
عجبت لشمس كورت من بروجها وبـدر علا قد غاب بين iiالحفائر
عجبت لذي الأفلاك لم لا iiتعطلت وغـيب مـن آفـاقها كل زاهر
ومن عجب أن يمنع السبط iiورده وفـيض يديه كالبحور iiالزواخر
أدب الطف 246
السيد باقر بن ابراهيم بن محمد الحسني البغدادي
توفي سنة 1235 ودفن في النجف الأشرف. في الطليعة ، كان فاضلا أديباً
مشاركاً وكان ناثراً شاعراً، قدم النجف لطلب العلم وبقي بها مدة مدح
علماءها كالشيخ موسى والشيخ علي ابني الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء. وروى
له جملة من الشعر. وذكره صاحب (الروض النضير) فقال: كان من أهل العلم
والأدب والفضل والتقوى، وكانت وفاته حدود 1240 وله شعر في أنواع شتى.
أما الصحيح في تاريخ وفاته فهو ما ذكره ولد الشاعر السيد حسن من أنه
توفى سنة 1218 والناس أعرف بآبائهم من غيرهم. وترجم له البحاثة
الخاقاني في (شعراء الغري) وذكر جملة من مراسلاته ومدائحه لعلماء عصره.
أقول ديوان المرحوم العلامة السيد باقر ابن السيد ابراهيم ابن السيد
محمد الحسني الشهير بالعطار مخطوط بخط ولده السيد حسن المعروف بالأصم
وقال في أوله:
ولد الوالد صاحب هذا الديوان السيد باقر يوم الأربعاء قبيل الظهر ثالث
أو رابع شهر رمضان المبارك سنة 1177 وتوفي في يوم الخامس عشر من صفر
سنة 1218.
وجاء في مقدمة الديوان: وبعد فيقول الفقير إلى الله الغني حسن بن باقر
أدب الطف 247
ابن ابراهيم الحسني، أني جامع في هذه الأوراق ما رق من شعر الوالد
المرحوم وراق، ليضوع ولا يضيع وينشر طيب رياه ويشيع، وأرجو من الله
التوفيق فهو حسبي ونعم الرفيق.
فمن شعره يستنهض الإمام المهدي عليه السلام:
طـلاب الـمعالي بالرقاق iiالبواتر ونـيل الأمـاني بالعتاق iiالضوامر
وبـالسابغيات الـمضاعف iiنسجها وبـالسمهريات الـلدان iiالـشواجر
تـلوى بـأيدى الـشوس ليناً iiكأنها صـلال الأفـاعي منخلال iiالمغافر
وبـالغارة الـشعواء في ليل iiعثير تـرى القوم فيها دارعاً مثل حاسر
وبـالعزمة الـغراء لـمع iiوميضها تـبسم عـن ماض الغرارين iiباتر
وبـالفتحة الـعضباء عن حد iiنجدة تـجد بـها الأعـناق دون iiالمناخر
ورب جـهول قـد تـعرض iiللعلى ولـم يحض منها بالخيال iiالمزاور
فـقلت لـه خـفض عـليك iiفإنها مـطامح لـم تـدرك سناء iiلناظر
فـما كـل من جاب القفار iiبجائب ومـا كل من خاض الغمار iiبظافر
ولا كـل خـفاق الـبروق iiبماطر ولا كـل زهر في الرياض iiبعاطر
ولـم يـبلغ الـعلياء إلا أخو iiنهى تـوطأ هـامات الـرجال iiالبحاتر
ولـيس يـليق الـتاج إلا iiلأصـيد تـلفع فـي بـردي عـلا iiومفاخر
ولا يـرتقي الأعـواد أعواد iiمنبر سـوى صـادح بـالحق ناه وآمر
وتـلك العلى وقف على كل ما iiجد تـربى ولـيداً في حجور iiالمفاخر
فـطوبى لنفس تشهد الملك في iiيدي مـليك وسـيف الله في كف iiشاهر
وتـبصر مـولى الـمؤمنين iiمؤيداً بـجند مـن الـرحمن للدين ناصر
وتنظره في الدست من حول صحبه كـبدر سـماء فـي نجوم iiزواهر
أدب الطف 248
يـقـيم قـناة الـدين بـعد iiالـتوائها بـاسـمر خـطـائر وأبـيض iiبـاتر
ويـملك تـصريف الـمقادير iiكـيفما يـشاء ويـجري حـكمه فـي iiالمقادر
يـشـمر أذيــال الـخلافة iiسـاحباً عـلى هـامة الـجوزاء ذيل iiالتفاخر
فـقـل بـفتى جـبريل خـادم iiجـده وخـادمـه والـخضر خـير مـوازر
هـو الـخلف المنصور والحجة iiالتي بـها يـهتدي مـن ضل سبل البصائر
حـسام إذا مـا اهـتز يـوم كـريهة تـدين لـه طـوعاً رقـاب iiالـجبابر
إمــام إلـيه الـدهر فـوض iiأمـره بـأمـر إلــه خـصـه iiبـالأوامر
هـمام إذا مـا جـال في حومة الوغى فـلم تـلق إلا ضـامراً فـوق iiضامر
جــواد إذا مـا انـهل وابـل iiكـفه بـه غـني الـعافون عـن كل ماطر
وجـوهـو قـدس لا يـقاس iiبـمثله وشـتان مـا بـين الحصى iiوالجواهر
لـه الـمعجزات الـغر يبهرن iiللحجى فـاكرم بـها مـن مـعجزات iiبواهر
مـكـارم فـضل لا تـحد لـواصف وآيــات صـدق لا تـعد iiلـحاصر
من البيض يحمى البيض بالبيض والقنا ويـرمي الـعدا قـسراً بإحدى iiالفواقر
إذا انـقض فـي قلب الخميس iiتنافرت جـمـوعهم مـثـل الـنعام iiالـنوافر
وإن حـل فـي أرض تضوع iiنشرها وأخـصب مـن أطـلالها كـل iiدائر
ويـحـي بــه الله الـعباد iiجـميعها فـمن رابـح فـيه هـناك iiوخـاسر
وبـأذن فـي نـبش الـقبور iiويصلح الأمـور ويـعلو ذكـرهن في iiالمنابر
بـكل عـفيف الـذيل من دنس iiالخنا وأبـلـج مـيـمون الـنقيبة طـاهر
وأصـيد لا يـعطى الوغى فضل iiمقود ولــو مـلـئت بـيداؤها iiبـالحوافر
وأمـجـد مـن عـليا مـعد iiنـجاره إذا عـدت الأنـساب يـوم iiالـتفاخر
يـذبون عـن غـر كـرام iiأطـائب غـطـارفة شــوس كـماة iiمـغاور
هـناك تـرى نـور الـنبوة iiسـاطعاً مـنـوطاً بـنـور لـلامامة iiزاهـر
هـناك تـرى التوفيق بالبشر iiصادحاً وتـقـدمـه أم الـعـلى بـالـتباشر
أدب الطف 249
هـناك نـرى ربـع المسرة ممرعاً وروض الأمـاني بـين زاه iiوزاهر
هـناك نـروى القلب من كل iiغاشم ونـأخذ ثـار الـسبط من كل غادر
فـسارع لـها يـا ابن النبي iiبوثبة فـما طـالب ذحـلاً سـواك iiبثائر
هـلم بـنا واجـبر قـلوباً iiكسيرة فـليس لـها إلاك يـا خـير iiجابر
أيـا ابـن الميامين اللذين iiوجوههم تـوقد عـن نـور مـن الله زاهر
فـخذ مـن بـنات الفكر مني iiغادة تـفوق جـمالاً كـل عـذراء iiباكر
بـها (بـاقر) يـبدى اعتذار مقصر بـمدحكم يـرجو قـبول الـمعاذر
ومـن يـكن الـقرآن جـلاً iiبمدحه فـأنى يـوفي مدحه وصف iiشاعر
عـليكم سـلام الله مـا لاح بـارق وجادت مرابيع السحاب المواطر(1)
وقال يرثي الحسين عليه السلام:
يـا عـين لا لا دكار البان iiوالعلم ولا على ذكر جيران بذى سلم(2)
وقل من دمع عيني أن يفيض أسى أجل ولا كان ممزوجاً بصوب iiدم
عـلى أجـل قتيل من بني مضر زاكـي الأرومة والأخلاق iiوالشيم
كـيف السلو وروح الطهر فاطمة مـلقى ثـلاثة أيـام عـلى الاكم
واحـسرتا أيموت السبط من iiظمأ وجـده خـير رسـل الله iiكـلهم
وأمـه الـبضعة الزهراء iiووالده خـير القبائل من عرب ومن عجم
(1) عن الديوان المخطوط بخط ولد الناظم وهو السيد حسن المعروف بالأصم ـ
الموجود في مكتبة السيد عبدالعزيز الحيدري.
(2) هذه القصيدة وما بعدها عن (الرائق).
أدب الطف 250
لم أنسه في عراص الطف iiمنفرداً يـقول يا قوم هل راعيتم iiذممي؟
هل منكم ناصر يرجو الشفاعة iiفي يـوم الـمعاد غداً من شافع الأمم؟
لـم أنسه وهو يسطو شبه iiقسورة والـقوم مـنهزم فـي إثر iiمنهزم
فخر عن مهره للأرض تحسب iiأن هوى غدات هوى عال من iiالأطم
ومـر نـحو الـخيام المهر iiيندبه والـدمع يـهمل من عينيه iiكالديم
فـمذ رأتـه النسا أقبلن في iiدهش كـل تـنوح ومـنها القلب في ألم
هـاتيك حـاسرة بين الطغاة iiوذي تـقول أيـن كفيلي أين iiمعتصمي
تـقول يـا قـوم ما أقسى قلوبكم مـاذا فـعلتم وأنـتم آخـر iiالأمم
غـادرتم أسـرة الـكرار iiحيدرة مـنهم أسارى ومنهم ضرجوا iiبدم
لهفي له وهو في الرمضاء iiمنجدل والـخيل تـوطئه قـسراً iiبجريهم
ورأسـه فوق رأس الرمح iiمرتفع يـضىء تـحسبه نوراً على iiعلم
أيـن الـنبي وأيـن الطهر فاطمة وأيـن أيـن عـلي القدر iiوالهمم
وأيـن أين أسود الغاب من مضر ومـن سمو كل ذى مجد iiبمجدهم
اليوم خابت ظنوني واعتدى iiزمني فـواعـنائي وواذلـي iiووانـدمي
ثم أنثنت تندب الهادي النبي iiوفي أحـشائها ضرم ناهيك من iiضرم
يـا جـد إن ابنك السجاد iiمضطهد بـين الـطغاة يـعاني كربة السقم
وقـيدوه بـأصفاد الـهوان ولـم يـراقبوا فـيه مـن إل ولا iiذمـم
أعـظم بها نكبة دهياء قد عظمت عـلى النبي ورب البيت iiوالحرم
مـتى يـقوم ولي الأمر من iiمضر فـينجلي بـمحياه دجـى iiالـغمم
الـحجة الـخلف المهدي من ختم الله الإمـامة فـيه خـير iiمـختتم
هـو الإمـام الـذي ترجى iiحميته بـكل هـول مـن الأهوال مقتحم
مـلك لـه عزمة في الروع iiثابتة تـغنيه عن كل مصقول الشبا iiخذم
مـولى سرى عدله في كل iiناحية كما سرى البرق في داج من iiالظلم
مـتى نـراه وقـد حفت به iiزمر الأنصار من كل مغوارو كل iiكمي أدب الطف 251
ويـملأ الأرض عـدلاً مثلما ملئت جـوراً وذئب الفلا يرعى مع iiالغنم
ويـغتدي كـل مـن والاه iiمبتهجاً فـي خفض عيش رغيد دائم iiالنعم
يـا ابن النبي ومن قد راق iiمدحهم ورق حـتى حـلا تـكراره iiبـفم
ومـن أتى مدحهم في هل أتى iiوسبا وجـاء فـضلهم فـي نـون iiوالقلم
إلـيك مـن لج بحر الفكر iiجوهرة فـريدة الـحسن قد جلت عن iiالقيم
يـرجو بـها بـاقر أن يضام iiغداً وهـل يضام؟ ومن والاك لم iiيضم
وكـيف أخـشى مـعاذ الله يوم iiغد سـوء الـعذاب وجدي شافع iiالأمم
أقـل عـثاري وخذ يا سيدي iiبيدى عـند الـصراط إذا زلت به iiقدمي
قـد أفـلح المومنون المادحون iiلكم واسـتوثقوا بـوثاق غـير iiمنفصم
صـلى الإله عليكم ما سرت iiسحب وأومض البرق في الظلماء من إضم
وقال يرثي الحسين عليه السلام:
أطـيلي الـنوح معولة اطيلي عـلى رزء القتيل ابن iiالقتيل
وسـحى الـدمع بـاكية عليه ولا تـصغى إلى عذل العذول
ونـادي يـا رسول الله يا من حـباه الله بـالفضل iiالجزيل
أتـعلم أن رأس السبط iiيهدى إلـى الأوغاد في رمح iiطويل
ويضحى جسمه بالطف iiملقى تـكفنه الـصبا نسج الرمول
ويـقرع ثـغره الطاغي iiيزيد ولا يـخشى من الملك iiالجليل
وزيـن الـعابدين يـقاد iiفيهم بـرغم مـنه فـي قيد iiثقيل
لـعمري لا يـحق النوح iiإلا لـمقتول الأسـنة iiوالنصول
بـنفسي ضـامياً والماء iiطام ولـيس لـه إلـيه من سبيل
يـنادي وهو في الهيجاء iiفرداً ألا هـل ناصر لبني iiالرسول
أأقـتل فـيكم ظـلماً iiوجدي شفيع الخلق في اليوم iiالمهول
أأقـتل ضـامياً وأبـي علي بـيوم الحشر ساقي iiالسلسبيل
|