ادب الطف

 
 

ادب الطف ـ الجزء السابع 47

السيد محمد ابو الفلفل

1271

وذوو  الـمروة والـوفا أنصاره      لـهم عـلى الجيش اللهام iiزئير
طـهرت نفوسهم لطيب iiأصولها      فـعناصر  طـابت لهم iiوحجور
عشقوا العنا للدفع لا عشقوا iiالغنا      لـلنفع  لـكن أمـضي iiالمقدور
فـتمثلت لـهم القصور وما iiبهم      لـو لا تـمثلت القصور iiقصور
مـا شـاقهم للموت الا دعوة ال      رحـمن  لا ولـدانها iiوالـحور
بذلوا النفوس لنصره حتى قضوا      والـخيل تـردى والعجاج iiيثور
فـغدا ربيب المكرمات يشق iiتيا      ر  الـحروب وعـزمه مسجور
يـدعو  ألا أين النصير و ما iiله      غـير الارامـل والعليل iiنصير
والـكل  يدعو يا حسين iiفصبية      وعـقائل ومـقاتل iiوعـفير
(1)

قال البحاثة المعاصر الشيخ علي منصور المرهون في كتابه (شعراء القطيف) السيد محمد الفلفل المتوفى سنة 1261 تقريبا.

هو السيد الشريف السيد محمد بن السيد مال الله ابن السيد

(1) عن (أنوار البدرين) .

ادب الطف ـ الجزء السابع 48

محمد المعروف بـ (الفلفل) أحد أهالي قرية (التوبي) من القطيف ، نزيل كربلاء من المعاصرين للسيد كاظم الرشتي ومن المقربين اليه ، ذكره صاحب الدمعة الساكبة وأثبت له القصيدة الهائية التي أولها(خلها تدمي من السير يداها).

وآل الفلفل موجودون من خيار السادة يفتخرون بشاعرهم هذا ، أقول وروى له أبياته الشهيرة التي أولها:

وذوو المروة والوفا أنصاره     لهم على الجيش اللهام زئير

وقال: كان رحمه الله من الشعراء المجيدين المكثرين في مراثي الحسين عليه السلام وقال صاحب أنوار البدرين: لقد غلب شعره على منزلته العلمية فاشتهر بالادب . انتقل من القطيف للعراق فجاور جده الحسين« ع »حتى توافه الله ، وكان شديد الرقة واراقة الدموع على مصاب جده الشهيد . نقل الشيخ علي الحمامي نائحة أهل البيت المشهور بزهده وولائه لهم قال حدثني العالم الرباني الشيخ جعفر الشوشتري ، قال حدثني السيد محمد أبو الفلفل القطيفي قال: رأيت في المنام ليلة من الليالي كأن امرأة عليها آثار الهيبة والوقار قد جلست على غدير ماء وهي تئن وتبكي وبيدها قميص مضمخ بالدم تغسله وهي تردد هذا البيت ببكاء وزفير:

وكيف يطوف القلب مني بهجة     ومهجة قلبي بالطفوف غريب

قال السيد محمد فدنوت منها وسلمت عليها وسألتها فقالت:

أما تعرفني أنا جدتك فاطمة الزهراء وهذا قميص ولدي الحسين

ادب الطف ـ الجزء السابع 49

لا أفارقه أبدا ، فانتبه السيد ونظم قصيدة وضمنها هذا البيت . فكان أول القصيدة(أراك متى هبت صبا و جنوب) . وكان أبوه السيد مال الله من أهل العلم والفضل . انتهى.

أقول ربما حصل التباس بين سيدنا المترجم له وبين سميه ومعاصره السيد محمد بن مال الله بن معصوم لاتحاد الاسمين واسم الابوين والمسكن اذ هما في كربلاء يسكنان حتى ربما نسب البعض شعر هذا لهذا . أرجو الانتباه.

فمن شعر السيد محمد بن مال الله الملقب بالفلفل المتوفى 1261 ويقول صاحب الذريعة ان وفاته سنة 1277.

يـا  نـفس عن فعل الخطايا فاقلعي      ذهـب  الـشباب وأنـت لم iiتتورع
لا تـخـدعنك زيـنة الـدنيا iiفـقد      غـرت سـواك بـخدعة iiوتـصنع
أو ما سمعت بذكر كسرى في الورى      وبـذكر قـيصر ذي الـجنود iiوتبع
أيـن الـقرون وعـادها iiوثـمودها      قـذفـتهم الـدنيا بـقبح iiالـموضع
أيــن الـذيـن تـمتعوا iiبـنعيمها      وتـمنعوا فـي كـل حـصن iiأمنع
أيـن  الـطواغيت الـذين iiتـنكبوا      بـالظلم عـن نـهج الرشاد iiالاوسع
كـم ظـالم تـحت الـتراب وهالك      لـم  يـستطع رد الجواب ولا iiيعي
يـا نـفس ان شئت السلامة في iiغد      فـعن الـقبايح والـخطايا iiفـاقلعي
وتـوسـلي عـنـد الالـه iiبـاحمد      وبـآله  فـهم الـرجا فـي iiالمفزع
يـا نـفس مـن هـذا الرقاد iiتنبهي      ان الـحسين سـليل فـاطمة نـعي
فـتـولعي  وجـدا لـه iiوتـوجعي      وتـلـهفي وتـأسـفي iiوتـفـجعي
آه  لـها مـن وقـعة قـد iiأوقـعت      فـي  الـدين أكـبر فـتة لم iiتنزع
آه  لـها مـن نـكبة قـد iiأردفـت      بـمصائب  تـبقى لـيوم iiالـمجمع

ادب الطف ـ الجزء السابع 50

قـتل  الـحسين فيا سما ابكي دما      حـزنا عـليه ويـا جبال iiتصدع
مـنعوه شرب الماء لا شربوا iiغدا      مـن  كـف والده البطين iiالانزع
مـذ  جائها يبدي الصه يل iiجواده      يـشكو  الـظليمة سـاكبا iiللادمع
يـا  أيـها المهر المخضب iiبالدما      لا  تـقصدن خـيم النساء iiالضيع
يـا  مهره قف لا تحم حول iiالخبا      رفـقا  بـنسوته الـكرام iiالـهلع
انـي أخـاف بـأن تروع iiقلوبها      وهـي الـتي مـا عودت iiبتروع
لـهفي لـتلك الـناظرات iiحماتها      فـوق الـجنادل كـالنجوم iiالطلع
والـريح سـافية عـلى iiأبـدانهم      فـمقطع  ثـاو بـجنب iiمـبضع
ولـزينب  نـوحا لـفقد iiشـقيقها      وتـقول  يـا ابن الزاكيات الركع
الـيوم  أصبغ في عزاك iiملابسي      سـودا وأسـكب هاطلات iiالادمع
الـيوم شـبوا نـارهم في iiمنزلي      وتـناهبوا مـا فـيه حتى iiمقنعى
الـيوم سـاقوني بـقيدي يا iiأخي      والـضرب آلـمني وأطفالي iiمعي
لا  راحـم أشـكو الـيه iiأذيـتي      لـم ألـف الا ظـالما لـم iiيخشع
حـال  الردى بيني وبينك يا iiأخي      لو كنت في الأحياء هالك موضعي
مـسـلوبة مـضروبة iiمـسحوبة      مـنهوبة حـتى الـخمار وبرقعي
وهـلم خـطب يوم قوض ضعنها      مـن  كربلا في نسوة تبدي iiالنعي
مـروا  بـها لـترى أعزة iiقومها      صـرعى  تـكفنهم رياح iiالزوبع
فـرأت  أخـاها جثة من غير iiما      رأس فـألـقت نـفـسها بـتلوع
فـوق الـحسين السبط حاضنة له      فـنعته نـعي الـفاقدات الـضيع
وتقول حان فراق شخصك يا iiأخي      مـن  ذا لـثاكلة وطـفل iiمرضع
يـا كـافلي هـل نظرة أشفي iiبها      قـلبي وتـطفي لوعة في iiأضلعي
أتـبيت  في الرمضا بلا كفن iiولا      غـسل ويهنى بعد فقدك iiمضجعي
حـاشا وكـلا يـا كـفيل iiأراملي      وذخـيرتي  في النايبات iiومفزعي

ادب الطف ـ الجزء السابع 51

يـا  واحدي عزموا على أن iiيرحلوا      بـي عـنك يا غوثي وغوث iiالمربع
ودعـتك الـرحمن يـا مـن iiفـقده      أجـرا دمـوعي مـثل سحب iiالهمع
لا عـن مـلال ان رحـلت ولا iiقلا      وعـليك  تـسليمي لـيوم الـمرجع
بالله يـا حـادي الـضعون مـعجلا      قـف بـالطفوف ولـو كنعسة iiهجع
لأبـث أحـزاني وأكـتم مـا iiجرى      أسـفا بـقان مـن غـزير iiالادمـع
يـا  سـائرا يـطوي الـقفار iiميمما      قـف سـاعة ان كـنت ذا اذن iiتعي
وأحـمل  رسالة من أضر به iiالجوى      لـجناب  أحـمد ذي الـمقام iiالارفع
قـل يـا رسـول الله آلـك قد iiنأت      بـهـم الـديـار بـكل واد iiأشـنع
مـذ  غـبت والـحق الذي iiأظهرته      وأبـنسسته  لـلناس فـيهم ما iiرعي
وحـبيبك  الـسبط الـحسين iiونسله      مـع  صـحبه قد ذبحوا في iiموضع
قــد صـيـروهم لـلسهام iiرمـية      وضـريـبة لـلـمرهفات iiالـلمعي
وبـنات بـنتك فـي الـقيود iiأذلـة      مـسـبية  تـسبى كـسبي iiالـزيلع
واعـمد الـى قـبر الـبتول iiونادها      يـا فـاطم بـمصاب نسلك iiفاسمعي
قومي انزلي أرض الطفوف وشاهدي      قـتـلاك  بـين مـبضع iiومـقطع
ثـاوين  حـول حبيب قلبك iiبالعزى      ورؤوسـهم تـهدى لـرجس iiألـكع
ونـساءك الـحور الـحسان iiتغيرت      مـنها الـوجوه مـن النكال المفضع
أطـواقـها قـيد الـعدى iiوشـرابها      مـن  دمـعها والاكـل ترداد iiالنعي
واقـصد  أخـاه فـي البقيع وقل iiله      ذبـح الـحسين أخاك يا ابن iiالاروع
وبـنيك والاخـوان جـمعا iiصرعوا      مــن حـوله بـالذابلات iiالـشرع
واذا قـضيت رسـالتي مـن iiيثرب      فـاقصد  بـسيرك لـلغري iiواسرع
وأطـل وقـوفك عند قبر iiالمرتضى      والـثم  ثـراه عـلى وقار iiواخضع
قـل يـا أمـير الـمؤمنين iiشـكاية      فـاسمع لـها يـا شـافعي iiومشفعي
هـذا  الـحسين لقى بعرصة iiنينوى      أكـفـانه  مـور الـرياح iiالاربـع

ادب الطف ـ الجزء السابع 52

مـن  غير دفن والخيول iiتدوسه      بـنعالها  فـي صدره iiوالاضلع
والـريح  قـد لعبت بشيبته iiوقد      صـبغت بـقان فوق رمح iiأرفع
ونـسـاءه  مـقرونة iiبـقيودها      مـحمولة فـوق الـجمال الظلع
وأذيـة الاطـفال أعـظم iiمحنة      من جوعها ومن السرى لم iiتهجع
ان  حـن طـفل ساعدته iiثواكل      لـم تـلف غير مروعة iiومروع
والـعابد الـسجاد فـي iiأقـياده      لـهفي  لـه مـن ناحل iiمتوجع
يا وقعة راعت قلوب اولي النهى      جـلت ونـحن بـمثلها لم iiنسع
قـد  جاءكم ذو المخزيات iiمحمد      لـم  يـلف غيركم له من iiمفزع
فـتعطفوا  وتـرفقوا iiوتـلطفوا      بـمحبكم  عند الحساب اذا iiدعي
وعـليكم صـلى وسـلم ربـكم      مـا  نـاح ذو وجد بقلب iiموجع

ومن شعره قصيدته التي أولها:

تعزي فلا شيء من العيش راجع     وهل في صروف الدهر ينفع نافع

86 بيتا.

ادب الطف ـ الجزء السابع 53

السيد محمد معصوم

المتوفى 1271

السيد محمد بن مال الله بن معصوم القطيفي النجفي المتوفى بالحائر الحسيني سنة 1271.

شطر مقصورة ابن دريد وجعلها في رثاء الحسين عليه السلام بما يقترب من أربعمائة وخمسين بيتا مدرجة في ديوانه وأولها:

يـا  ظـبية أشـبه شـيء بالمها      مـا  لك لا تبكين سبط iiالمصطفى
تـمضين بـعد مـا دعاك iiضاميا      رايـقة  بـين الـغوير iiوالـلوى
أمـا  تـرى رأسـي حاكى iiلونه      بـيض  مواضينا بحومات الوغى
تـلوح فـي لـيل الـوغى iiكأنها      طرة صبح تحت أذيال الدجى 
(1)

* * *

(1) عن الذريعة ج 4 ص 191.

المجلد السابع من كتاب أدب الطف 54

هو السيد محمد ابن السيد مال الله آل السيد معصوم القطيفي النجفي الحائري ، خطيب معروف ، وشاعر رقيق.

يظهر من سيرته أنه ولد بالقطيف وهاجر منها وهو يافع والتحق بالنجف فاتصل بأعلامه من زعماء الدين وبعد أخذه المقدمات انصرف الى سرد قصة الامام الحسين(ع) . ذكره الشيخ النوري فقال: كان جليل القدر ، عظيم الشأن ، وكان شيخنا الاستاذ العلامة الشيخ عبدالحسين الطهراني كثيرا ما يذكره بخير و يثني عليه ثناء بليغا ، وقال : كان تقيا صالحا ، شاعرا مجيدا ، وأديبا قاريا غريقا في بحار محبة آل البيت(ع) وكان أكثر ذكره وفكره فيهم ، حتى انه كان كثيرا ما نلقاه في الصحن الشريف فنسأله عن مسألة أدبية فيجيبنا عنها ويستشهد في كلامه ببيت أنشأه هو أو غيره في المراثي فينقلب حاله ويشرع في ذكر مصيبتهم على أحسن ما ينبغي فيتحول المجلس الى مجلس آخر وله حكايتان طريفتان ذكرهما النوري في كتابه دار السلام.

وذكره الشيخ ابراهيم صادق العاملي في مجموعته معربا عن اعجابه بتقريظه لموشح السيد صالح القزويني البغدادي فقال: وممن لمح ذلك الموشح بطرف غير كليل ، وسبح في تيار لجته فاستخرج منها دررا هي لتاج الادب اكليل وأي اكليل ، الراغم بفضله وأدبه عرين الملك الضليل والشامخ بحسبه ونسبه على كل ذي حسب زكي ونسب جليل ، قرة عين الفضائل والعلوم ، جناب السيد السند السيد محمد نجل المرحوم السيد معصوم فقرظ عليه بهذا الموشح المحلى بفرائد الدر المنظوم ، المطوق بأسنى قلائد تزري محاسنها بدراري النجوم.

المجلد السابع من كتاب أدب الطف 55

وذكره صاحب الحصون في ج 5 ص 582 فقال: كان مجاورا في الحائر الحسيني ، وكان تقيا صالحا ، وشاعرا مجيدا ، وأديبا وقارئا ذاكرا لعزاء الحسين، جليل القدر عظيم الشأن ، غريقا في بحار محبة آل البيت وأكثر ذكره وفكره فيهم وكان اذا هل ربيع الاول ينشر قصائد في مدح الرسول (ص) في المجالس ويصفق بيده أثناء الانشاد ، توفي في حدود 1269 هـ.

وذكره النقدي في الروض النضير ص 366 فقال: من فضلاء القرن الماضي ، وكان له في التقوى والصلاح أسمى مكان ، وكان من المعمرين.

وذكره المحقق الطهراني في كتابه الكرام البررة ص 368 فقال القطيفي الحائري المتوفى 1271 هـ كان تلميذ السيد عبدالله شبر وكتب في ترجمة أستاذه هذا رسالة مستقلة (1).

وذكره السيد حسن الصدر في التكملة فقال: له رسالة أسماها نوافح المسك لم أقف عليها، وله ديوان كبير عند الشيخ محمد السماوي فيه رثاء الشيخ احمد الاحسائي والسيد كاظم الرشتي والشيخ موسى بن جعفر كاشف الغطاء والشيخ محسن خنفر الذي توفي 1270 هـ وهذا آخر زمن رثى به.

توفي المترجم له في حدود 1271 هـ وله شعر كثير أشهره اللامية المكسورة من حروف الرجز المسماة بزهر الربيع. وديوان شعره

(1) أقول نشرت رسالة في مقدمة كتاب «الاخلاق» لجدنا السيد عبدالله شبر.

المجلد السابع من كتاب أدب الطف 56

مخطوط اشتمل على جميع الحروف. وله روضة في رثاء الحسين. انتهى

وفي الذريعة ـ قسم الديوان قال: ديوان السيد محمد بن مال الله ابن معصوم الموسوي القطيفي الخطي الحائري المتوفى 1271 هو من تلاميذ السيد عبدالله شبر وكتب رسالة في ترجمة أستاذه . رأيت ديوانه في مكتبة السماوي كل ما فيه قصائده في المراثي ، مرتبة على الحروف ، وكتب له بعض أصحابه مقدمة ، أوله:

كربلا فقت السماوات العلى     وسمى فخرك ما فوق الثرى

وفيه تلميع الرائية للشريف الرضي ، وتخميس النونية لابن زيدون ، وتشطير المقصورة لابن دريد . وجعل جميعها في رثاء الحسين عليه السلام ، وفيه قصيدة طويلة في رثائه عليه السلام تتضمن أسماء جميع سور القرآن ، أولها:

أشجان فاتـحة الاحـداث أشـجاني     وقـوعها فجرت للعين عينان

أذكت حشى البهم من وحش ومن بقر     فكيف آل النهى من آل عمران

وقال السيد الامين في الاعيان ج16 ص 69 ان الشاعر السيد محمد القطيفي المقيم في الحائر أطرى شعره وفضله على شعر غيره خصوصا مراثيه في الامام الحسين و كان في دار آل الشيخ

المجلد السابع من كتاب أدب الطف 57

جعفر آل الشيخ خضر الجناجي النجفي واستدل على مدعاه بقوله في الامام عليه السلام:

بكتك الضيوف وبيض السيوف     وسود الحتوف أسى والقطار

وخـاب الملـمون والـوافدون     وضاع المشيرون والمستشار

فقال له الشيخ جعفر وهو يومئذ حدث السن ـ ان المشير والمستشار واحد واعترضه في غير هذا البيت أيضا بأن فيه من الزحاف الكف وهو حذاف السابع الساكن من مفاعيل وهو قبيح في بحر الطويل كما ان القبض في مفاعيل في عروض الطويل واجب ، وقد أتى القطيفي به في قصيدته غير مقبوض فانتقده بمثل هذه القواعد العروضية حتى أفحمه ، فقال له القطيفي:

كأنك يا ولدي عروضي ، قال نعم. قال فقطع لنا هذا البيت:

حولوا عنا كنيستكم     يا بني حمالة الحطب

وكأنه ظن أن لا خبرة له بقصة الاعرابي مع المرأة التميمية ، حيث ان بني تميم يكسرون أول المضارع فقال لها: أتكتنون فأجابته فأخجلها فقالت له : أتحسن العروض ، قال نعم قالت: قطع هذا البيت:

حولوا عنا كنيستكم (البيت) فقطعه وأخجلته. وكان الشيخ جعفر يعرف القصة فارتجل على الفور بيتا

المجلد السابع من كتاب أدب الطف 58

وقال للقطيفي:

ان قطعت البيت الذي قبله قطعته لك ، قال ما هو قال:

كل من تجلى طبيعته     ذاك مرؤ من ذوي الحسب

فقطعه: كل من تج ، فاعلات . لا طبي ، فاعل . فأخجله.

ونشر البحاثة الشيخ محمد السماوي في مجلة الغري النجفية السنة السابعة تحت عنوان (ندوة بلاغة بلاغية) قال: للعالم الفاضل الاديب السيد محمد بن السيد مال الله السيد معصوم القطيفي النجفي الحائري ديوان شعر كبير مشتمل على الحروف ، ولقد كان معمرا ومن المكثرين والمجيدين في رثاء الامام الحسين عليه السلام وكانت وفاته سنة 1269 هـ وله كذلك روضة عامرة في رثاء الامام الحسين عليه السلام.

وله يمدح الامامين الجوادين عليهما السلام وهي من أواسط شعره:

خـلها  تدمي من السير iiيداها      لا تـعقها فـلقد شـق iiمداها
ما  هوت في الدو الا iiوانثنت      تلتقي الحصبا كما تفلي iiفلاها
هـزها الشوق فأبراها iiالضنا      فانبرت  تحمد بالشوق ضناها
رضيت  حر الهوى ماءا iiكما      رضـيت  متلفة السير iiغذاها
عـميت عـن كل ما iiيشغلها      عن  هداها وهداها في iiعماها
عـكرت رحب الفضا مما iiأثا      رتـه  فالتف دجاها iiبضحاها
قصدها  الكاظم موسى iiوالذي      غـمر الناس يدا بعض iiنداها
قف فدتك النفس واغنم أجرها      حيث  تحبيها سلاما من iiفناها

 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث