ادب الطف

 
 

ادب الطف ـ الجزء السابع 68

السيد أحمد الفحام

1274

قوله في الحسين عليه السلام :

مـا بـال عـيني أسبلت iiعبراتها      قـاني الـدموع وحاربت iiغفواتها
الـذكر  دار شطر جرعاء iiالحمى      أمـست خـلاء من مهى iiخفراتها
أم  فـتية شـط فـغادرت الحشى      تطوي  على الصعداء من iiزفراتها
لا بـل تذكرت الطفوف iiوماجرى      يـوم  الـطفوف فأسبلت iiعبراتها
يـوما بـه أضـحت سيوف iiأمية      بـالضرب  تقطر من دماء iiهداتها
يـوما  بـه أضحت أسنتها iiتسيل      نـفوسها  زهـقا عـلى iiصعداتها
سقيت أنابيب الوشيج على الصدى      فـقضت عـلى ظمأ دوين iiفراتها
وعـقـائل الـهادي تـقاد ذلـيلة      أسـرى بـني الزرقاء في iiفلواتها
فـي أي جـد تـستغيث فلا iiترى      الا الـتقنع فـي سـياط iiطـغاتها
أتـرى درى خـير الـبرية شمله      عـصفت بـه بألطف ريح شتاتها
أتـرى  درى الـمختار أن أمـية      قـد  أدركـت فـي آلـه iiثاراتها
تـلك الـبدور تـجللت خسفا iiوقد      سـقطت  بـكف يزيد من iiهالاتها
أبـدت غروبا في الطفوف iiيديرها      فـلك  الـمعالي فـي أكف iiبغاتها
تـلك  الـستور تهتكت قسرا iiوما      رعـيت  حـمايتها بـقتل iiحماتها
نـسل الـعبيد بـآل أحمد iiأدركت      ثـاراتـها أشـفت بـه iiأحـناتها

ادب الطف ـ الجزء السابع 69

ويـل لها أرضت يزيد iiوأغضبت      خـير الـورى فـي قتلها ساداتها
لـهفي لزينب وهي ما بين iiالعدى      مـرعوبة  تـبكي لـفقد iiكـفاتها
بـعدا  لـيومك يـابن أمـي iiانه      أنضى  النفوس وزاد في iiحسراتها
يـا  جـد ان أمـية قـد iiغادرت      بـالطف  شمل بنيك رهن iiشتاتها
هـذا  الـحسين بـكربلا iiمتوسدا      وعر الصخور لقى على عرصاتها
تـحت  الـسنابك جسمه iiوكريمه      بـيد  الـهوان يـدار فوق iiقناتها
الله  أكـبـر انـهـا iiلـمـصيبة      تـتقطع  الاكـباد فـي iiخطراتها
أبناء  حرب في القصور على iiأرا      ئـكـها وآل الله فــي iiفـلواتها
يـمسون  قـتلى كـربلا iiوأمـية      تـمشي نـشاوى سـكبها راحاتها
يـا  سـادتي يـا من بحبهم النفو      س تـقال يوم الحشر من iiعثراتها
مـاذا  أقـول بـمدحكم iiوبمدحكم      وافـى جـميل الـذكر من iiآياتها
صـلى  الالـه عليكم ما ان iiبدت      وضح  الصباح وقد جلت iiظلماتها

* * *

جاء في شعراء الغري: السيد أحمد ابن السيد صادق الفحام الاعرجي ذكره السيد الامين في الاعيان فقال: كان أديبا فاضلا وليس لدينا علم بشيء من أحواله كما ذكره صاحب (الحصون) وأثبت له من الشعر قوله:

سأقضي بقرب الدار نحبي على أسى     اليك وحاجاتي اليك كما هيا

أرى حارما مـالي ومـا ملكت يدي     وجمعته من طارفي وتلاديا

ادب الطف ـ الجزء السابع 70

لـقا بـأعالي الرمل من حصن iiسامة      مـسجى عـلى يأس الرجا من حياتيا
تـقـلبني  أيــدي الـعوائد iiرأفـة      بـحـالي وتـبكي رحـمة iiلـشبابيا
وشـف  الهوى جسمي فلا قمت iiواقفا      عـلى  مـدرج الريح استقرت مكانيا
ومــا  أم رسـلان بـبطن iiمـفازة      نأى السرب عنها ساعة الركب ماضيا
ولـما تـناءى الركب عنها انثنت iiله      فـألفته مـحصوص الجناحين iiطاويا
بـأوجد  مـني يوم أصبحت iiصارما      حـبالي  وقـد كنت الخليط iiالمصافيا

وقوله:

ثلاثة أشياء: فـروح مـضاعة     ورابعـها ايضا تضمن فـي الكتب

فديـن بلا عقل ، ومال بلا ندى     وعشق بلا وصل ، وبعد بلا قرب

ادب الطف ـ الجزء السابع 71

صالح حجي الكبير

1275

قال يرثي أبا الفضل العباس شهيد الطف:

هـل لا هـل بـالهنا iiعـاشور      فـعلى نـاظري الكرى iiمحظور
ذاك شـهر بـه تـزلزل iiعرش      الله  وانــدك بـيته iiالـمعمور
ذاك شـهر بـه تـفلل مـن iiآل      عـلـي  حـسـامها الـمشهور
ذاك شهر به انطوى من بني عبد      مـنـاف  لـواؤهـا iiالـمنشور
يـوم  فـيه قد غال بدر iiالمعالي      الخسف  والشمس سامها iiالتكوير
يـوم أخنى على أبي الفضل iiفيه      قـــدر قـبـل آدم مـقـدور
وغـدا  بـعده فريد بني iiالفضل      فـريـدا  بـنـاظريه iiيـديـر
قـائلا  أيـن مـن لصوني iiمعد      ولـنصري  مـن والدي iiمذخور
أيـن  حـامي الحقيقة iiالمتحامي      أيـن كـبش الـكتيبة iiالمنصور
أيـن عـني خواض بحر iiالمنايا      وهـو  بـالبيض والقنا iiمسجور
وأتاني بالماء رغما على iiالاعداء      والـمـاء  بـالـردى iiمـغمور
وأبـت نـفسه الـورود iiونفسي      مـن  أوام يـشب فـيها السعير
يـا حـميا غـداة قـل المحامي      ونـصيرا  غـداة عـز النصير
مـن  لـهذي الاطفال بعدك iiحام      ولـهذي الـعيال بـعدك iiسـور

ادب الطف ـ الجزء السابع 72

فـبحر  بـي تظاهرت آل iiحرب      يـوم  ظهري خلا وأودى iiالظهير
بـأبي  مـن بـكى الحسين عليه      ونـعـاه الـتـهليل iiوالـتـكبير
لـست أنـساه في الوغى iiيتهادى      بـاسم الـثغر والـعجاج iiيـثور
قـد  تـجلى عـلى العراق مطلا      بـسـرايا مـنها الـشئام تـمور
كـر في الحرب والجسوم iiتهاوى      بـظبا الـشوس والرؤوس iiتطير
يـتـلقى  الـجم الـغفير iiبـعزم      مـا  لـديه الـجم الـغفير iiغفير
لـم يـزل يحصد الاسود الى iiأن      خـر مـن بينها الهزبر iiالهصور
ذاك طـور الـهدى تجلى له iiالنو      ر  فـلا غـرو أن يـدك iiالطور
وبشاطي الفرات يقضي أبوالفضل      أو  امـا لـيت الـفرات iiيـغور
يـصدر  الـمرهف الـمهند iiعنه      نـاهـلا  والـمثقف iiالـمطرور
دمـه غـسله ونـسج الصبا iiأكفا      نــه والـثـرى لــه كـافور
يـا  لـها وقـعة بها ناظر iiالدين      الـى  الـحشر بـالدما مـمطور
لا يـجلى ديـجورها غـير iiبدر      يـنجلي  فـي شـروقه iiالديجور
رحـمة  الله والذي يكشف iiالغماء      عـنـا بـه وتـشفى iiالـصدور
عـلة الـكائنات قـطب مدار iiال      حــق مـشكاة نـوره iiوالـنور

* * *

صالح بن قاسم بن محمد بن احمد بن حجي الطائي الحويزي الزابي النجفي . شاعر معروف وأديب فاضل . ذكره صاحب الحصون المنيعة ج 1 ص 411 فقال: وآل حجي أسرة نجفية معروفة تنحدر من عشيرة الزابية وهي فخذ من قبيلة طي كان سكنهم على شط الفرات ، وأول من رحل منهم الى النجف لتحصيل العلم الشيخ قاسم والد المترجم له فحضر على علماء عصره وانكب على التحصيل والتفوق في دراسة الفقه والاصول

ادب الطف ـ الجزء السابع 73

حتى حاز على مرتبة المجتهدين العظام ، ثم بعد رحل الى بلاد فارس ووصل الى خراسان فخلف هذا المترجم له ، ولم يكن في أول أمره مشغولا بالادب والشعر لكن عندما كف بصره جعل الشعر سلوة فأكثر له في النظم.

أقول وجاء ذكره في الحصون اكثر من مرة و في عدة أجزاء منها. وجاء في (الطليعة) انه من العلماء الصلحاء والاجلاء الاتقياء ، له شعر كثير ومطارحات مع شعراء عصره وعلماء زمانه.

وترجم له في (طبقات أعلام الشيعة) فقال: هو الشيخ صالح ابن الشيخ قاسم ابن الحاج محمد الطرفي الحويزي النجفي ، من أعلام الادب في عصره ومن حفاظ القرآن . (آل حاجي) من بيوت النجف المعروفة بالفضل والادب ، قطنت النجف في القرن الثاني عشر ، وهم من قبيلة (بني طرف) الحويزيين ، وأول من هاجر منهم الى النجف الشيخ قاسم والد المترجم له وسكن محلة (الحويش) ، ولحق جدهم محمدا لقب (الحاج) وبقي ملازما لاولاده وأحفاده.

وقال صاحب طبقات الشيعة: وقد ضاع معظم شعر المترجم له وتلف مع سائر آثار أسرته من جراء حوادث الطاعون الذي قضى عليهم وطمس آثارهم الا ما حفظته المجاميع النجفية المخطوطة ، وقد رأيت من شعره قصيدة في رثاء الشيخ محمد حسن صاحب (الجواهر) وأخرى في رثاء الشيخ محمد بن علي ابن جعفر كاشف الغطاء ، وثالثة في رثاء السيد شريف زوين أخ

ادب الطف ـ الجزء السابع 74

السيد صالح القزويني لأمه ، ورابعة في رثاء الشيخ حسن بن جعفر كاشف الغطاء ، وخامسة في رثاء السيد حسن بن علي الخرسان وقد أثبتها السيد جعفر الخرسان في مجموعته ، وقد خلف ولدين: الشيخ جواد والشيخ مهدي وكلاهما من أهل الفضل والادب.

من شعره قصيدته التي قرض بها موشحة السيد صالح القزويني البغدادي التي مدح بها الشيخ طالب البلاغي:

صاغ من جوهر النظام عقودا      راق كـالدر سمطها iiمنضودا
شـهدت  بـالعلى له iiوأقامت      لـعلاها مـنه عـليها iiشهودا
واستعارت  منها الغواني ثنايا      هـا الـغوالي فنظمتها عقودا
وغـدا  ابن الاثير وهو iiأثير      بـعلاه كـأبن الـعميد iiعميدا
وجـميلا  أرتـك غير جميل      واسترقت  كأبن الوليد iiالوليدا
صرعت قبله صريع iiالغواني      بـعد مـا صيرت لبيدا iiلبيدا
كـبرت  آيـة لصالح لو iiشا      هـدها قـومه لخروا iiسجودا
فـصلتها يـدا حميد iiفأضحى      ذكـرها  مـثل ذكره محمودا
مـلك مـن بني النبي iiوجدنا      مــا بـآبائه بـه مـوجودا
حـدد  الـمكرمات كما iiوكيفا      بـيد  جـودها تعدى iiالحدودا
مـكرمات زواهـر iiتـقتفيها      عـزمات  تـصدع iiالجلمودا
فـهو أعلى من أن يقال مجيد      أو هـل غـيره يـعد iiمجيدا
ولـعمري لـهو الـمعد iiليوم      لـم يـكن غـيره له iiمعدودا
بحر علم طمى فلم تلف iiبحرا      طـاميا لـم يـكن به iiممدودا
وجـواد  لم يكب جريا iiكلالا      وحسام  لم ينب ضربا iiحدودا
يا  سحابا بفيض جدواه iiفضلا      طـوق الـعالمين جيدا iiفجيدا
لم نزل والورى جميعا iiنوافي      كـل يـوم من الهنا بك iiعيدا

ادب الطف ـ الجزء السابع 75

الشيخ قاسم الهر

المتوفى 1276

لـله  درهـم كـم عـانقوا iiطربا      لـدن  الرماح عناق الخرد iiالحور
وصافحوا المشرفيات الصفاح iiلدى      الحرب  العوان بقلب غير iiمذعور
وكم  أشم مجد العصب يختلس iiالا      رواح  والـحرب منه ذات تسعير
يلقى المواضي وسمر الخط متشحا      بـحـادثات  الـمنايا iiوالـمقادير
تـثنى  لـسطوتهم شم الجبال iiاذا      سطو على الهضب والآكام iiوالقور
ما  سالموا للعدى حتى اذا انتشروا      كالشهب  ما بين مطعون iiومنحور
من للهدى والندى بعد الالى iiكتبت      أسـماؤهم  فوق عرش الله iiبالنور
الله أكـبر يـا لـله مـن iiنـوب      جـرت  لآل عـلي iiبـالمصادير
فـكم بدور هدى في كربلا iiمحقت      وغـير  الـنور مـنها أي iiتغيير
وكـم نجوم لارباب العلى iiحجبت      تـحت الثرى بعدما غيلت iiبتكدير

أقول وأول هذه القصيدة الحسينية:

فلئت مواضي الهدى في يوم عاشور     وبيضة الدين قد شيبت بتكدير

يوم بنو الوحي والتـنزيل فيه غدوا     طعم العواسل والبيض المباتير

ادب الطف ـ الجزء السابع 76

الشيخ قاسم بن محمد علي بن احمد الحائري الشهير بالهر والبصير أخيرا ، ولد سنة 1216 والمصادف 1801 م وتوفي سنة 1276 والمصادف 1859 م وأضر في آخر عمره ، وفي الطليعة: كان أديبا شاعرا عابدا ناسكا ، فقد بصره وهو في ميعة شبابه وشرخ صباه ، وتلقى العلم في المعاهد الدينية بكربلاء المقدسة أورد بعض شعره في المجموع الرائق ، وأخيرا كتب عنه صديقنا الاستاذ السيد سلمان هادي الطعمة في كتابه (شعراء من كربلاء) وذكر من كتب عن حياة هذا الشاعر كالسيد الامين في الاعيان والشيخ آغا بزرك الطهراني وغيرهما . توفي المترجم له بكربلاء المقدسه ودفن في الصحن الحسيني المقدس مما يلي باب السدرة ومن أشهر شعره قوله في الامام الحسين عليه السلام:

يومان لم أر فـي الايـام مثلهما     قـد سرني ذا وهذا زادنـي أرقا

يوم الحسين رقى صدر النبي به     يوم شمر على صدر الحسين رقا

وقوله في رثاه (ع):

ما أنت يا قلب و بيض الملاح      ووصف  كاسات وساق iiوراح
هـلم  يـا صاح معي iiنستمع      حديث من في رزئه الجن iiناح
لـقد قضى ريحانة iiالمصطفى      بين ظبا البيض وسمر iiالرماح
لـهفي عـليه مذ هوى iiظاميا      مـوزع الجسم ببيض الصفاح
ثـوى أبـي الضيم في iiكربلا      ورحـله فـيها غـدا iiمستباح
هبوا  بني عمرو العلى للوغى      بـكل مـقدام بـيوم iiالـكفاح
نـساؤكم بـالطف بين iiالعدى      كـأنها  بـالنوح ذات iiالجناح

وهناك جملة من القصائد الحسينية في المخطوطات النادرة رأيناها في تجوالنا عن أدب الطف.

 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث