ادب الطف

 
 

ادب الطف ـ الجزء السابع 93

درويش علي البغدادي

المتوفى 1277

عـين  سـحي دما على iiالاطلال      بـربوع عـفت لـصرف iiالليالي
قـد  تـولى سـعود أنسي بنحس      بـعد  خـسف البدور بعد iiالكمال
مـا لـهذا الزمان يطلب iiبالثارات      مــا  لـلزمان عـندي iiومـالي
أيـن  أهل التقى مهابط وحي iiالله      أيــن  الـهداة أهـل iiالـمعالي
آل  بـيت الالـه خـير iiالـبرايا      خـيرة الـعالمين هـم خـير iiآل
جـرعوا مـن ؤوس حتف iiالمنايا      ورد بـيض الضبا وسمر iiالعوالي
ليت شعري و ما أرى الدهر يوفي      بــذمـام  لـسـادة iiومـوالـي
غـير مـجد فـي ملتي نوح iiباك      لـطـلول  بـمدمع ذي iiانـهمال
بـل  شـجاني ناع أصاب iiفؤادي      بـابن بـنت النبي شمس iiالمعالي
كـوكب الـنيرين ريحانة iiالهادي      الـنبي الـرسول فـرع iiالـكمال
بـأبي  سبط خاتم الرسل اذ iiصار      يـقـاسي عـظـائم iiالاهــوال
لـست  أنـساه وهـو فرد iiينادي      هـل  نصير لنا و هل من iiموالي
لـم  تـجبه عـصابة الـكفر iiالا      بـقنا الـخط أو بـرشق iiالـنبال
وغـدى يـظهر الـدلائل iiحـتى      لـم  يـدع حـجة لـقيل iiوقـال
و  أتـتـه تـشن غـارة iiغـدر      فـسقاها  مـن المواضي iiالصقال
وهـو فـرد وهـم الـوف iiولكن      آيـة  الـسيف يـوم وقع iiالنزال

ادب الطف ـ الجزء السابع 94

بـطل  يـرهب الاسود اذا iiما      حكم  البيض من رقاب iiالرجال
وقضى  بالطفوف غوث البرايا      فـبكائي  لـفقد غـيث iiالنوال
فـالسماوات  أعـولت iiبنحيب      فـهي  تـبكي بـمدمع iiهطال
وبـكى  البدر في السماء وحق      أن  يـرى بـاكيا لبدر iiالكمال
فعزيز على البتولة تلقى الراس      مـنه  يـسري عـلى iiالعسال
وبـنات النبي تهدى الى iiالشام      أسارى من فوق عجف iiالجمال

* * *

الشيخ درويش بن علي البغدادي المولود سنة 1220 والمتوفى 1277 هو الاديب الماهر درويش علي بن حسين بن علي بن احمد البغدادي الحائري كان عالما فاضلا أديبا مطبوعا أحد شعراء القرن الثالث عشر المتفوقين بسائر العلوم الغريبة وكانت له اليد الطولى في تتبع اللغة والتفسير وعلوم الادب والدين وصنف كتبا كثيرة ذكره جمع من المؤرخين وأرباب السير والتراجم منهم العلامة شيخنا آغا بزرك الطهراني حيث قال: ولد في بغداد حدود سنة 1220 ونشأ وترعرع بها وأخذ عن علمائها حتى توفي أبوه وأمه وسائر حماته في الطاعون سنة 1246 فسافر الى كربلاء وجالس بها وأخذ عن علمائها حتى صارت الافاضل تشير اليه بالانامل وبرزت له تصانيف مفيدة ... الخ وظهر خلاف واضح في تاريخ مولده وتاريخ نزوحه اذ ذكر صاحب معارف الرجال: انه ولد في الزوراء سنة 1230 هـ ونشأ فيها وحضر مقدمات العلوم ومبادىء الفقه فيها وجد في تحصيله حتى صار يحضر عند المدرسين المقدمين وحصل الادب والعلم والكمال وملكة الشعر في الزوراء وفي سنة 1248 الذي وقع الطاعون فيها وعم

ادب الطف ـ الجزء السابع 95

أغلب مدن العراق فقد المترجم أهله كلهم فيه على المعروف بين المعاصرين ثم بعد ذلك هاجر الى كربلاء وأقام فيها وهو ضابط لمقدماته العلمية باتقان فحضر على علمائها الاعلام الفقه والاصول والكلام حتى صار عالما فقيها محققا بارعا . اما البحاثة عباس العزاوي فيؤيد المحقق الشيخ آغا بزرك في تاريخ مولد الشاعر اذ قال: هو ابن حسين البغدادي كان عالما أديبا شاعرا وله: (غنية الاديب في شرح مغني اللبيب) لابن هشام في ثلاث مجلدات ولد ببغداد سنة 1220 هـ ـ 1815 م وتوفي في كربلاء سنة 1277 هـ ـ 1860 م . ورثاه ابنه الشيخ احمد بقصيدتين نشرهما في كتابه كنز الاديب وقد ورد له ذكر في (شهداء الفضيلة) وهذا نصه:

كان عالما فقيها متكلما شاعرا طويل الباع في التفسير واللغة وعلوم الادب ولد في حدود 1220 وتوفي حدود 1277 وله تأليف ممتعة وشعره حسن .

توفي الشاعر بكربلاء عام 1277 هـ وقيل سنة 1287 هـ ودفن بباب الزينبية عند مشهد الامام الحسين( ع ).

وأعقب ولدا فاضلا شاعرا هو الشيخ احمد بن درويش ترك آثارا قيمة أشهرها: الشهاب الثاقب والجوهر الثمين ، وغنية الاديب الذي يقع في ثلاثة أجزاء وقبسات الاشجان في مقتل الحسين عليه السلام يقع في جزئين مخطوط بمكتبة الامام أمير المؤمنين بالنجف تسلسل 376/2 ومعين الواعظين وبعض الرسائل وأخيرا كتاب (المزار) الذي ختمه ببيت شعر قال فيه:

ادب الطف ـ الجزء السابع 96

سيبقى الخط مني في الكتاب     ويبلى الكف مني في التراب

واضافة الى ما تقدم فان له مجموعة شعرية حوت عدة قصائد قيلت في شتى فنون الشعر وأغراضه.

قال مخمسا قصيدة الفرزدق الميمية في مدح الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام وأولها:

هذا الذي طيب الباري أرومته     فخرا وأعلا على الجوزاء رتبته

هذا الذي تلت الآيات مدحـته     هذا الذي تعرف البطحاء وطاته

والبيت يعرفه والحل والحرم

 هذا ابن من تعرف التقوى بقربهم     والعلم والدين مقرون بعلمهم

وما السعادة الا قــيل حسبهـم     هذا ابن خير عباد الله كلهـم

هذا التقي النقي الطاهر العلم

وله راثيا العلامة المولى محمد تقي البرغاني القزويني المعروف بالشهيد الثالث المتوفى سنة 1264 هـ :

فـلا غرو في قتل التقي اذا قضى     قضى وهو محمود النقيبة والاصل

لهو اسوة بالطهر ( حيدرة ) الرضا     وقاتله ضاهى ابن ملجـم بالفـعل

وقال راثيا الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر المتوفى غرة شعبان سنة 1266 هـ بقصيدة مطلعها:

 هوت من قبات الفخر أعمدة المجد     فأضحت يمين المكرمات بلا زند

الأطفال ومشاعر الخوف والقلق 97

وغارت بحيـرات العلوم وغيبت     شموس النهى والبدر والكوكب السعد

فلا غرو أن تبكي جواهر شخصه     فقد ضيعت في التـرب واسطة العقد

ويتضح من المعلومات التي نقبنا عنها ان الشاعر كان مقلا في نظمه وأغراض شعره لا تتعدى الاغراض المألوفة.

وللشيخ درويش علي من قصيدة:

عـج بـالطفوف وقـبل تربة الحرم      ودع تـذكـر جـيران بـذي iiسـلم
يا عج وعجل الى أرض الطفوف فقد      أرسـت  على بقع في السهل iiوالأكم
راقـت وجـاوزت الـجوزاء iiمنزلة      كـما  بـمدح حـسين راق iiمنتظمي
اخـلاقـه  وعـطـاياه iiوطـلـعته      قـد استنارت كضوء النار في iiالظلم
يـكفي  حـسينا مديح الله حيث iiأتى      فـي هـل أتـى وسبا والنون iiوالقلم
كـان  الـزمان بـه غـضا iiشبيبته      فـعاد  يـنذرنا مـن بـعد iiبـالهرم

ورأيت في كتابه (قبسات الاشجان) كثيرا من شعره في رثاء الامام الحسين عليه السلام فمن قصيدة يقول في أولها:

هـل  الـمحرم لا طـالت iiلياليه      طول المدى حيث قد قامت iiنواعيه
مـا  لـلسرور قد انسدت iiمذاهبه      وأظـلم الـكون واسودت iiنواحيه
فـمطلق الـدمع لا يـنفك iiمطلقه      جـار يروي ثرى البوغاء iiجاريه
يعزز عليك رسول الله مصرع من      جبريل في المهد قد أضحى iiيناغيه

وله من قصيدة حسينية:

صروف الدهر شبت في غليلي     وجسمي ذاب من فرط النحول

ادب الطف ـ الجزء السابع 98

عبد الله الذهبة

المتوفى 1277

أيـن  الابـا هـاشم أيـن الابا      مـا  لـلعلى لـم تلف منكم iiنبا
هـذا لـوى الـعليا بـلا iiحامل      أكـلكم عـن حـمله قـد أبـى
بـعد  مـقام فـي ذرى iiيـذبل      كـيف  رضـيتم بـمقام iiالربى
ولـم  تـزل تـرفع فـيكم iiالى      أن  جـازت الجوزا بكم iiمنصبا
فـما  جـنت اذ هـجرت iiفيكم      حـاشا عـلى الـعلياء أن iiتذنبا
قـد  أصبحت غضبى لما iiنابكم      وحـق يـا هـاشم ان iiتـغضبا
فـالـجد  الـجـد iiلـمرضاتها      فـكم  أنـال الـطلب iiالـمطلبا
الـقـتل  الـقتل فـان iiالـعلى      لم ترض أو ترضى القنا والضبا
وأضـرموا  نـار وغى لم iiتقل      لـمبعث الـناس لـظاها iiخـبا
وواصـلوا حـتى تبيدوا iiالعدى      مـنكم بـأثر الـمقنب iiالـمقنبا
الله يــا هـاشم فـي iiمـجدكم      لا يـغتدي بـين الـبرايا iiهـبا
الله يــا هـاشم فـي iiشـملكم      فـقد  غـدا في الناس ايدي سبا
ايـن الـفخار الـمشمخر iiالذي      نـاطح  مـنه الاخمص iiالكوكبا
أيـن  الاغـارات التي iiأرغمت      شـانـئكم  شــرق أو غـربا
ايـن  غـمام لـم يـكن iiقـلبا      قـبل و بـرق لـم يـكن iiخلبا
كـيف  وهـت عـزائم iiمـنكم      كـادت عـلى الافلاك أن iiتركبا
وكـم  غـدت أسـادكم iiهـاشم      تـعدو  عـليها في شراها iiالظبا

ادب الطف ـ الجزء السابع 99

أمـا  أتـاكم مـا على iiكربلا      مـن نـبأ مـنه شـباكم نـبا
مـا  جـاءكم ان العظيم iiالذي      عـلى  الـثريا مـجدكم iiطنبا
وكـاشف  الارزاء عـنكم iiاذا      دهـر بـأجناد الـبلا iiاجـلبا
وذي  الايـادي الهامرات التي      أضـحى بـها مجدكم iiمخصبا
أضـحى فريدا في خميس iiملا      رحب البسيط الشرق iiوالمغربا
لـم  يـلف منكم من ظهير iiله      اذ  جـاوز الخطب بلاغ iiالزبا
يخوض  تيار الوغى ذا iiحشى      فـيه الـظما سـاعره iiالـهبا
مـجاهدا عـن شرعة الله iiمن      الـى الـغوى عن نهجها iiنكبا
حتى  قضى لم يلف من iiناصر      بـعد لـمن عن نصره قد iiأبى
مـقـطرا تـعـدو iiبـأشلائه      بـرغمكم  خـيل العدى iiشزبا
مـا  أعـجب الاقـدار فـيما      أتت  لصفوة الرحمن ما iiأعجبا
كيف  قضت لغالب الموت iiمن      عـن نـابه كـشر أن iiيـغلبا
فـما بقى الاكوان والموت iiفي      روح الـبرايا أنـشب iiالمخلبا
مضى الى الرحمن في iiعصبة      لـنصره الـرحمن قبل اجتبى
قضوا  كراما بعد ما ان iiقضوا      مـا الله لابن المصطفى iiأوجبا
على العرى عارين قد iiشاركت      في سترها هامي النحور iiالظبا
وخـلـفوا عـزائز الله iiمـن      دون مـحـام لـلعدى iiمـنهبا
غـرائبا فـي هـتك iiأستارها      وخفضها صرف القضى أعربا
تـذري  عـلى فقدان iiساداتها      دمـعا كـوكاف الـحيا iiصيبا
تـحملها الـعيس على iiوخدها      تـطوي بأثر السبسب iiالسبسبا
تـقـرعهن الاصـبحيات iiان      نـضو مـن الاعيا بها قد iiكبا
يـا  غـضبة الاقدار هبي فقد      أن  الـى الاقـدار أن iiتغضبا
ان  الـتي يـسدف iiأسـتارها      جبريل حسرى في وثاق iiالسبا

ادب الطف ـ الجزء السابع 100

ومـن على أعتابها تخضع iiالا      مـلاك  يـقفو الموكب الموكبا
خـواضع بـين العدى لم iiتجد      مـن  ذلـة الاسـر لها iiمهربا
عـز على الاملاك والرسل iiان      تـمسي  لابـناء الـخنا iiمنهبا
تـود  لـو أن الـدجى iiسرمدا      لـما عـن الـرائي لـها غيبا
وان بدا الصبح دعت من iiأسى      يـا صـبح لا أهلا ولا iiمرحبا
أبـديت يـا صـبح لنا iiأوجها      لـها  جـلال الله قـد iiحـجبا
تـراك  قـد هانت عليك iiالتي      عـن شـأنها القرآن قد iiأعربا
فـما جـنى يا شمس جان iiكما      جـنيت  فـي حرات آل iiالعبا
الـليل يـكسوها حـذارا iiعلى      أوجـهها  مـن دجـنة iiالغيهبا
وأن  تـبـديـها iiلـنـظارها      فـمن جـنى مـثلك أو أذنـبا
لـم لا تـواريت بحجب iiالخفا      لـلـبعث لـما آن أن iiتـسلبا
يـا هـاشم الـعليا ولا iiهاشما      الخطب قد أعضل واعصوصبا
مــا  آن لا بـعدا لاسـيافكم      مـن  هامر الاوداج ان iiتشربا
لا  عـذر أو تـجتاح iiأعداءكم      أراقــم  الـمران أو iiتـعطبا
أو تـنعل الافراس من هم iiمن      رام عـلى عـلياك أن يـشغبا
جـافي  عن الاسياف iiاغمادها      وواصـلي بـين الطلا iiوالشبا
حـتى  تبيدي أو تبيدي iiالعدى      الله  فــي ثـارك أن iiيـذهبا
ولا  تـملي مـن قراع iiالردى      أو يـجمع الـشمل الذي iiشعبا
مـا  صـد أسماعكم عن iiندى      زيـنب  والـهفا عـلى iiزينبا
وقـد درت أن لا مـلب iiلـها      لـكن حـداها الـثكل أن تندبا
تـندب واقـوماه مـن هـاشم      لـنـسوة لـها الـسبا iiاذهـبا
هذي  بنات الوحي لم تلف iiمن      كـل  الـورى ملجا ولا مهربا

ادب الطف ـ الجزء السابع 101

قال صاحب أنوار البدرين: والشعراء البحرين الشاعر المطبوع الحاج عبد الله ابن المرحوم الحاج احمد الذهبة البحراني ، هو من أهل قرية (جد حفص) سكن مسقط ثم لنجة وهناك انتقل الى رحمة الله ورضوانه.

كان شاعرا ماهرا من شعراء أهل البيت عليهم السلام ، راثيا ومادحا بارع في الشعر ، اجتمعت به في دارنا بالقطيف وكان قد جاء زائرا للمرحوم شيخنا الشيخ احمد ابن الشيخ صالح. له ديوان شعر رأينا منه مجلدين ضخمين ومن قصائده الغراء رائعته التي يقول في أولها:

أبى الدهر أن يصفو لحر مشاربه

ويقول في آخرها:

ولهفي ولا يشفى الذي في ضمائري     بلهفي ولا يخبو من الوجد لاهبه

لربات خدر لم تـر الشمس وجهها     لها دان أعجـام الورى وأعاربه

وترجم له شيخنا المعاصر الشيخ علي الشيخ منصور المرهون في شعراء القطيف وذكر قصيدته التي مطلعها:

أين الابا هاشم أين الابا     ما للعلى لم تلف منكم نبا

أقول ولشاعرنا المترجم له شعر كثير في أهل البيت عليهم السلام و منه قصيدته التي مطلعها:

ادب الطف ـ الجزء السابع 102

هل تركت لك الطفوف أدمعا     تبكي بها بعد حمى وأربعا

رأيت ديوانه في مكتبة المرحوم الشيخ آغا بزرك الطهراني ـ قسم المخطوطات ـ الخزانة العاشرة وقد كتب على الغلاف (في رثاء الحسين). وذكره البحاثة الطهراني في (الكرام البررة) فقال: كان من مشاهير مداح أهل البيت عليهم السلام ، وقد أكثر من البكاء والنوح عليهم ، وكان في غاية الورع والتقوى نظيرا للسيد حيدر الحلي في العراق ، سكن مسقط ثم بندر لنجة وديوانه كبير في مجلدات . أدركه صاحب(أنوار البدرين) وذكره فيه . وهو من أهل أواخر المائة الثالثة عشرة.

 
الصفحة السابقةالفهرسالصفحة اللاحقة

 

طباعة الصفحةبحث