ادب الطف ـ الجزء السابع 103
الشيخ حسن قفطان
المتوفى 1277
لمن الخبا المضروب في ذاك iiالعرى مـن كـربلاء جـرى عليه ما جرا
مــا خـلت الا أنـه غـاب iiبـه آسـاد غـيل دونـها أسـد iiالـثرى
فـتيان صـدق مـن ذوابـة iiهاشم نـسبا مـن الـشمس المنيرة iiأنورا
شـبـوا وشـب بـسيفهم iiوأكـفهم نـاران: نـار وغـى ، ونار iiللقرى
يـتـذاكرون اذا خـلوا iiبـسميرهم طـربا سـوابق ضـمرا أو iiأسمرا
تـقـتادهم لـلـعز عـزمة iiأصـيد يـجد الـمنية فـيه طـعما مـسكرا
يـلقى الـكتائب بـأسما ويـشم iiمن نـقع الـعوادي فـي الطراد iiالعنبرا
مـلـك مـمـالكه الـعـوالم iiكـلها طـوع الـمشيئة قـبلما أن iiيـأمرا
أعـظم بـه سـلطان عـز iiشـامخ لا جـرهما ، لا تـبعا ، لا iiحـميرا
شـرف تـفرع عـن نبي أو iiوصي أو بـتـول لا حـديـث iiيـفـترا
بـعثت الـيه زخـارفا iiبـصحائف زمـر تـرى المعروف شيئا iiمنكرا
فـأقـام فـيـهم مـنذرا iiومـبشرا ومـحـذرا فـي الله حـتى iiأعـذرا
حـتى اذا ازدلـفوا الـيه رأوا iiبـه أسـدا يـحامي عـن شاره iiغضنفرا
بـدرا تـحف بـه كـواكب iiكـلما عـاينتها عـاينت صـبحا مـسفرا
وغـدت تـواسيه الـمنون iiعصابة طابت عاينت مآثرها وطابت عنصرا
تـكسوهم الـحرب الـعوان ملابسا مـستشعرين بـها الـنجيع الاحمرا
يـتـسلقون مـطهما iiيـستصحبون مـثـقـفا يـتـقـلدون iiمـذكـرا
ادب الطف ـ الجزء السابع 104
يـتـظللون أرائـكـا iiمـضروبة بـيد الـعواسل أوغـماما عـثيرا
نـسجت عـواملهم مـثال iiدروعهم زردا بـأجساد الـعدى iiمـتصورا
نـصروا ابـن بنت نبيهم iiفتسنموا عـزا لـهم فـي النشأتين ومفخرا
بـذلوا نـفوسهم ظـماءا لا iiتـرى مـاء يـباح ولا سـحابا iiمـمطرا
حـتى أبـيدوا والـرياح iiتـكفلت بـجهازهم كـفنا حـنوطا iiأقـبرا
مـتـلفعين دم الـشـهادة iiسـندسا يـوم الـتغابن أو حـريرا iiأخضرا
لـلـه يـوم ابـن الـبتول فـانه أشـجى الـبتولة والـنبي iiوحيدرا
يـوم ابـن حيدر والخيول iiمحيطة بـخباه يـدعو بـالنصير فلا iiيرى
الا أعـاد فـي عـواد فـي iiعوار فــي عـوال فـي نـبال تـبترا
فـهناك دمـدم طـامنا فـي iiجأشه بـمـهند يـسـم الـعديد الاكـثرا
مـتصرفا فـي جـميعهم iiبـعوامل عـادت بـجمعهم الصحيح iiمكسرا
بأس وسيف أخرسا ضوضاءهم لكن أمـــر الله كـــان iiمـقـدرا
فهوى على وجه الثرى روحي iiالفدا لـك أيـها الثاوي على وجه iiالثرى
أحـسين هـل وافـاك جدك iiزائرا فـرآاك مـقطوع الـوتين iiمـعفرا
أم هـل درى بـك حيدر في iiكربلا فـردا غـريبا ظـاميا أم ما iiدرى
مـن مـبلغ الـزهراء أن iiسـليلها عـار ثـلاثا بـالعرا لـن iiيـقبرا
وفـراسـنان نـحـره iiبـسـنانه شـلت يـداه أكـان يـعلم ما iiفرا
وبـناتها يـوم الـطفوف iiسـليبة تـسبى عـلى عجف المطايا iiحسرا
فـكـأنا مــن قـيصر iiولـربما صـانوا عن السب المعنف قيصرا
لـم أنـس زينب وهي تندب iiندبها يـا كـافل الايتام يا غوث iiالورى
سـهدت عـيني لـيتها عميت iiاذا مـرت عـلى أجـفانها سنة الكرى
أثـكـلتني اسـلـمتني iiاذلـلـتني يـا طود عز كان لي سامي iiالذرى
ورواق أمـن كـنت فـي الدنيا لها أمـسى بأرض الطف محلول iiالعرا
ادب الطف ـ الجزء السابع 105
هـل أسـتطيع تصبرا وأراك iiفي رمـضائها لا أسـتطيع iiتـصبرا
ما كنت أعرف قبل رأسك iiواعظا بـالذكر قـد جعل العوالي iiمنبرا
نـصبوه خـفظا وهو رفع وانثنوا بـثـنـائه فـمـهللا iiومـكـبرا
ويـزيـد يـنكته بـمخصرة iiلـه مـتـرنما مـتـشمتا iiمـتـجبرا
لـم أدر مـن أنعاه يومك يا iiحمى حـرمي ويا كهفي اذا خطب عرا
الأخـوة أنـعى أم أبـني iiعـمك الـطيار أم أنـعى عـلي الاكبرا
أم مـسلما وبـني عـقيل أم بني الحسن الزكي أم الرضيع الاصغرا
أم لابـنك الـسجاد وهـو iiمعالج سـقما وأقـتادا وقـيدا iiوالـسرى
أم لـلنساء الـخائفات يـلذن iiبي ويرين في الخيم الحريق iiالمسعرا
مـنع الـوعيد نـعيها iiوبـكاءها الا تــردد زفــرة وتـحـسرا
يـوم قـليل فـيه ان بكت iiالسما بـدم وكـادت فـيه أن تـتفطرا
حـتى نـرى الـمهدي يأخذ iiثاره ونـرى له في الغاضرية iiعسكرا
يـا كـربلا طـلت السماء iiمراتبا شـرفا تـمنت بـعضه أم القرى
أرج تـضوع فـي تراك iiتعطرت مـنه جـنان الـحور مسكا iiأذفرا
يـابن الـنبي ذخرت فيك iiشفاعة لي في المعاد ولم يخب من iiأذخرا
انـظـر الـي بـرحمة فـيه iiاذا وافـاك ظـهري بالخطايا iiموقرا
والـوالدي ومـن أصـاخ iiبسمعه لـرثاي فـيك ومن رواه ومن iiقرا
صـلى عـليك الله مـا صلى iiله أحـد وسـبح أو دعـى أو iiكبرا
* * *
الشيخ حسن بن علي بن عبد الحسين بن نجم السعدي الرباحي
(1) الدجيلي
الاصل اللملومي المحتد ، النجفي المولد
(1) نسبة الى آل رباح فخذ من بني سعد العرب المعروفين بالعراق ، قال
السيد مهدي القزويني في (أنساب القبائل العراقية) بنو سعد بطن من العرب
منهم في الدجيل ومنهم في كربلاء.
ادب الطف ـ الجزء السابع 106
والمسكن والمدفن الشهير بقفطان ولد في النجف الاشرف سنة 1199 وتوفي
بالنجف سنة 1279 عن عمر يناهز الثمانين كما في الطليعة ودفن في الصحن
الشريف العلوي عند الايوان الكبير المتصل بمسجد عمران كان فاضلا ناسكا
تقيا محبا للأئمة الطاهرين وأكثر شعره فيهم درس الفقه على الشيخ علي
ابن الشيخ الاكبر الشيخ جعفر حتى نبغ فيه وعد من الاعلام الافاضل ،
واختص أخيرا بصاحب الجواهر وكان يعد من أجل تلامذته وأفاضلهم ، اتخذ
الوراقة مهنة له وورث ذلك عنه أبناؤه و أحفاده الا انه كان يمتاز عنهم
باتقان الفقه واللغة والبراعة فيهما ، وهذا ما حدا باستاذه أن يحيل
اليه والى ولده الشيخ ابراهيم تصحيح الجواهر ومراقبته حتى قيل انه
لولاهما لما خرجت الجواهر ، لان خط المؤلف كان رديا وقد كتب النسخة
الاولى عن خط المؤلف ثم صارا يحترفان بكتابتها وبيعها على العلماء
وطلاب العلم وأكثر النسخ المخطوطة بخطهما ، وهذا دليل على أن المترجم
كان يعرف ما يكتب ، وكان جيد الخط والضبط ، ويظهر من ترجمة سيدنا الصدر
له انه كان جامعا مشاركا في العلوم بأكثر من ذلك فقد قال في (التكملة)
: كان في مقدمي فقهاء الطائفة مشاركا في العلوم فقيها اصوليا حكيما
الهيا وكذلك له التقدم والبروز في الادب وسبك القريض وله شعر من الطبقة
العليا. انتهى.
توفي سنة 1275 كما في التكملة أو 77 كما في (الطليعة) وقال: ودفن في
الصحن العلوي الشريف عند الايوان الكبير المتصل بمسجد عمران ، وترك
آثارا هامة منها (أمثال القاموس)
ادب الطف ـ الجزء السابع 107
و(الاضداد) و(طب القاموس) ورسالة في الافعال اللازمة المتعدية في
الواحد . وخلف من الذكور: الشيخ ابراهيم والشيخ احمد والشيخ حسين
والشيخ محمد والشيخ علي والشيخ مهدي وفي (الكرام البررة) ان الشيخ حسين
توفي في حياة أبيه حدود سنة 1255.
ومن شعره في الحسين عليه السلام:
نـفسي الـفداء iiلـسيد خـانت مواثقة iiالرعيه
رامــت أمـيه iiذلـه بـالسلم لا عـزت iiأميه
حاشاه من خوف iiالمنية والـركون الـى iiالدنيه
فـأبـى ابـاء iiالاسـد مختارا على الذل iiالمنيه
وحـموه أن يرد iiالشري عـة بالعوالي iiالسمهريه
فـهناك صـالت iiدونه آسـاد غـيل iiهـاشميه
يا ابن النبي ابن الوصي أخـا الزكي ابن iiالزكيه
لـله كـم فـي iiكـربلا لـك شـنشنات iiحيدريه
بــأس يـسر مـحمدا ومـواقف سرت iiوصيه
يـوم ابن حيدر iiوالموا ضي عن مغامدها iiعريه
يطفوا ويرسب في iiالالو ف بـمهجة حرى iiظميه
ويـرى أخـاه وابن iiوا لـده على الرمضا iiرميه
مـلك الـشريعة سـيفه والـماء تحت iiالقعضبيه
وشـئا الـسراة iiبعزمة لـم يـثنها غير iiالمشيه
سـلبت مـحاسنه iiالقنا الا مـكـارمه iiالـسنيه
ادب الطف ـ الجزء السابع 108
يـا سـادة مـلكوا iiالشفا عـة والـمعالي iiالسرمديه
حـسـن ولـيكم iiومـن في الحشر لم يصحب وليه
ان الـخـطايا أو بـقـته وحـبكم يـمحو iiالـخطيه
وعـليكم مـا دام iiفـضل كـم عـلى الناس iiالتحية
وله في مدح أميرالمؤمنين ورثاء ولده الحسين عليهما السلام:
لـم تـدع مـدحة الاله iiتعالى فـي عـلي لـلمادحين iiمـقالا
هــل أتــى لـغـير iiثـناه فـاسألنها عـنه تجبك iiالسؤالا
والحظن الاعراف والحج والاح زاب هـودا والكهف iiوالانفالا
وطـواسين والـحواميم بل iiطا هـا ويـسين عـم iiوالـزلزالا
والـمثاني فـيها عـلي iiحكيم وامــام يـفـصل iiالاجـمالا
كـل ما في الوجود أحصي iiفيه وبــه الله يـضرب الامـثالا
هـو أمـر الله الذي نزلت iiفي ه أتـى لا تـستعجلوا استعجالا
هـو أمر الله الذي صدرت iiكن عـنه فـي كل حادث لن يخالا
وهو اللوح والذي خط في iiاللو ح بــلاء الـعباد iiوالآجـالا
مـظهر الـكائنات في iiمبتداها ومـبين الاشـياء حـالا iiفحالا
وقـديـم آثـاره كـل مـوجو د حـديث ولا تـقولن غـالى
عـلم الـروح جبرئيل iiعلوما حـين لا صـورة ولا iiتـمثالا
وهـو مـيزانه الـذي قدر الل ه بـه يـوم وزنـه iiالاعـمالا
وقـسيم لـلنار مـن كان iiعادا ه ومولي الجنان من كان iiوالى
ولـواء الـحمد الـعظيم iiبكفي ه وسـاقي أهـل الولا السلسالا
وايـاب الـخلق الـمعاد الـيه وعـليه حـسابهم لـن iiيـدالا
ادب الطف ـ الجزء السابع 109
مـبدأ الامر منتهى الامر يوم iiال عرض سبحان من له الامر والى
وهـو نـفس الـنبي لـما iiأتـاه وفـد نـجران طـالبين iiابـتهالا
فـدعـاه وبـنـته أم iiسـبـطي ه وسـبـطيه لا يــرى ابـدالا
فـاستهل الـقسيس والاسقف iiالوا فـد رعـبا اذ اسـتبانا iiالـوبالا
واسـتمالا رضـاه بالجزية العظ مــى عـليهم مـضروبة iiاذلالا
أنــزل الله ذا اعـتـمادا iiالـيه آيـة تـزعج الـوغى iiأهـوالا
ما استطاعت جموعهم يوم عرض لـكـفاح الا عـلـيها iiاسـتطالا
وطـواهم طـي الـسجل وطورا لـفـهم فـيـه يـمنة iiوشـمالا
يـغمد السيف في الرقاب iiوأخرى يـتـحرى تـقـليدها iiالاغـلالا
صـالح الجيش أن تكون له iiالار واح والـنـاس تـغنم iiالامـوالا
قـاتل الـناكثين والـقاسطين iiال بـهم والـمارقين عـنه iiاعتزالا
كـرع الـسيف في دماهم بما iiحا دوا عـن الـدين نزغة iiوانتحالا
مـن بـرى مـرحبا بكف iiاقتدار أطـعمته مـن ذي الفقار iiالزيالا
يـوم سـام الجبان من حيث iiولى رايــة الـدين ذلـة iiوانـخذالا
قـلع الـباب بـعدما هي iiأعيت عـند تـحريكها الـيسير الرجالا
ثـم مـد الـرتاج جـسرا فما iiتم ولـكـن بـيـمن يـمناه iiطـالا
ولـه فـي الاحـزاب فتح iiعظيم اذ كـفى الـمؤمنين فـيه iiالقتالا
حـين سـالت سيل الرمال iiباعلا م مـن الـشرك خـافقات ضلالا
فـلـوى خـافـقاتها iiبـيـمين ولـواه الـخفاق يـذري iiالرمالا
ودعـا لـلبراز عـمرو بـن iiود يـوم فـي خـندق المدينة iiجالا
فـمشى يـرقل اشـتياقا iiعـلي لـلـقـاه بـسـيـفه iiارقـتـالا
وجـثى بعد أن برى ساق iiعمرو فـوق عـمرو تضر ما iiواغتيالا |